بزغت القومية في أوروبا، قبل أن تنتقل عدواها إلى العالم الإسلامي،
وهي اليوم تعاني النزع الأخير في الوطن العربي، وتلفظ أنفاسها الأخيرة
بعد الفشل الذريع للمشروع القومي، وارتكاسه بمعتنقيه إلى قرار عميق من التعصب العرقي.
ومن قبل نفضت أوروبا يديها من التعصب القومي ليحل محلها التعصب للمبادئ والأفكار.
إن القومية انتكاسة لقيمة الإنسان ومنزلته، وإجباره على اعتناق فكرة ما اختارها بنفسه،
والإنسان أكبر من أن يعتنق فكرة لا إرادة له فيها ولا اختيار.
والإسلام يرفض كل رابطة إلا رابطة (الدين)، ويحمل حملة شعواء على كافة العصبيات الجاهلية.