بنت جبيل و الشجاعية طريقنا واحد .

[الزمزوم]

’يديعوت’: معركة الشجاعية كمعركة بنت جبيل عام 2006

’يديعوت’: ليلة مضرجة بالدماء.. 13 ضابطاً وجندياً قتلوا في المعركة الضروس على الشجاعية

شبّهت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة اليوم ما حصل في الشجاعية بما حصل في معركة بنت جبيل عام 2006 عندما نجح حزب الله في مفاجأة الجيش الصهيوني بتكتيكات وأساليب قتالية لم يعهدها من قبل مما ادفعه ثمنا باهضا.

"يديعوت" تطرقت الى تفاصيل حي معركة الشجاعية الواقع شرق مدينة غزة، ويبعد 2 كيلو متر فقط عن منازل كيبوتس ناحل عوز وكتبت: "الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. في المحيط منطقة مدينية غزية نموذجية: شوارع ضيقة، بناء مكتظ، منازل تشرف على محاور السير. منذ البداية كان واضحا أن هذه ستكون المهمة الاكثر تركيبا وتعقيدا، ولهذا فقد اختير اللواء الاكثر خبرة في القتال في السنوات الاخيرة. قوة جولاني، التي انتظرت على مدى زمن طويل على الجدار، توشك على الدخول الى الحي – وعندها يصعد الى شبكة الاتصال قائد اللواء العقيد غسان عليان ويتوجه الى جنوده بأمر بسيط: "انطلقوا الى الهجوم".

وتتابع "يديعوت" روايتها: "تنطلق القوة، بعضها بآليات عسكرية، وبعضها على الاقدام. وهي تتحرك في تشكيلة قتالية، تطلق النار الى الامام في مدى 180 درجة وتستعين بالمروحيات والطائرات الحربية ونيران المدفعية الثقيلة. بعد بضع دقائق من ذلك، في الساعة 1:05 تبدأ المعركة بكل قوتها، عندما يهز انفجار شديد سماء الشجاعية وقطاع غزة باسرها. احدى المجنزرات تصاب بصاروخ مضاد للدبابات. ويدور الحديث عن مجنزرة عادية وليست مجنزة النمر المتطورة – المزودة بمنظومات دفاعية تشبه تلك التي لدى دبابة المركفاه وبالتالي أكثر تحصينا من النار.. بعد الضربة تضاء الظلمة في غضون ثوان بقنابل الانارة، ومن كل الاتجاهات تفتح النار نحو الجنود. يقتل سبعة جنود في المجنزرة ولكن القوة تواصل اطلاق النار، التقدم والسيطرة على المنازل".

"كحزب الله في حرب لبنان الثانية نجحت "حماس" في مفاجأة "اسرائيل" بأساليب قتالية في منطقة مبنية وبصواريخ مضادة للدبابات متطورة

غرفة القيادة مع قائد اللواء جرحى وقتلى

وتردف "يديعوت": "الضربة الفتاكة الثانية تأتي في الساعة 1:30 عندما يطلق صاروخ مضاد للدبابات نحو المنزل الذي شكل غرفة قيادة لكتيبة الاستطلاع في جولاني. النتائج قاسية: قائد الكتيبة المقدم روعي ليفي يصاب بجراح خطيرة، اما نائبه الرائد تسفرير بار أون (32 سنة) ضابط شعبة العمليات النقيب تسفي كابلان (28 سنة) وجندي آخر يقتلون. القوة التي ارسلت لانقاذ المصابين يقودها قائد اللواء نفسه، العقيد عليان – ولكنه هو ايضا يصطدم بالمقاتلين الفلسطينيين، ويصاب بجراح متوسطة ويضطر الى إخلاء المنطقة.. بالتوازي، قريبا منهم، تتقدم سرية الهندسة في الكتيبة فيما تصطدم فجأة بنار صواريخ مضادة للدبابات نحوها – وكنتيجة للضربة يقتل مقاتلان آخران. المقاتل الـ 13 لجولاني الذي قتل في الليلة القاسية اصيب فجرا، كنتيجة لنار قذيفة طائشة من قوات الجيش الاسرائيلي".

وتضيف "كان انقاذ المصابين مهمة معقدة. فتحت نار كثيفة نجح المقاتلون في إخراج رفاقهم الى الجدار الفاصل، تحت تغطية نارية ثقيلة من المروحيات القتالية والقصف المدفعي. وهبطت مروحيات بلاك هوك وعليها مقاتلو وحدة الانقاذ 669 في اقرب مسافة ممكنة من منطقة القتال، في ظل مخاطرة عالية وأخلت المصابين الى المستشفى. والنتيجة، في الصباح التالي، كانت قاسية: 13 قتيلا، بينهم ضباط كبار وكذا جرحى كثيرون".

وبحسب "يديعوت"، أحداث الشجاعية ذكرت الكثيرين بمعركة الكتيبة 51 من جولاني في بنت جبيل في حرب لبنان الثانية – ولكن هذه المرة سجل الى جانب الثمن الباهظ انجاز كبير في الميدان ايضا، وصفي العشرات من مقاتلي "حماس".

وتختم الصحيفة العبرية "كحزب الله في حرب لبنان الثانية، نجحت "حماس" هي الاخرى في مفاجأة القوات الاسرائيلية بأساليب قتالية في منطقة مبنية وبصواريخ مضادة للدبابات متطورة من نوع كورنيت، وكان الثمن باهظا، باهظا جدا – الاعلى الذي عرفه اللواء منذ حرب لبنان الثانية. ولكن روح جولاني بقيت: عندما اضطر قائد اللواء عليان الى إخلاء الميدان، تسلم زمام القيادة العقيد دافيد زيني، وبعد اصابة قائد كتيبة الاستطلاع ليفي حلّ محله قائد قاعدة التدريب اللوائية المقدم افينوعام ستولوفيتش. وفي نهاية المساعي، رغم الاصابة لسلسلة القيادة – حقق اللواء اهدافه. فقد تقدمت القوات، واستولت على المواقع، وعالجت المواقع التي نفذ منها اطلاق الصواريخ نحو اسدود وتقدمت في الطريق لكشف ثلاثة انفاق على الاقل".