القرار الشعبي السوري شغل العالم وقلب الموازين
من منبر إلى آخر تنتقل الدفة وكلٌّ يتعاطى مع نتائج الانتخابات على أهوائه, لكن ثمة آراء أحرجت من منابر إعلامية وسياسية طريقة التعاطي الغربي مع قضية شرعية الانتخابات الرئاسية في سورية. اليوم الأسد رئيسا شرعيا للجمهورية العربية السورية بإرادة معظم السوريين وبالأغلبية الساحقة التي قلبت كل الموازين.
وفي هذا السياق، يقول الباحث والمحلل السياسي أسامة دنورة, في حديث لموقع "العهد الإخباري", "لا يمكن إخفاء حجم الارتباك الاوروبي إزاء مواجهة الخيار الواضح للشعب السوري", مستشهداً بالصحف والوسائل الإعلامية التي توجه الرأي العام الأمريكي, وتتحدث عن الفشل في السياسات الأمريكية, وأن الرئيس الأسد بدبلوماسيته وعلى أرض الواقع قد انتصر في مرحلة مهمة من الأزمة السورية, فضلاً عن أهمية الالتفات إلى تصريحات جون كيري في بيروت الأسبوع الماضي.
يرى دنورة أن هناك ردود فعل متناقضة في الشكل والمضمون، حيث شهدنا في الآونة الأخيرة رفضا وتشكيكا في صحة الانتخابات أما اليوم فنشهد مكابرة وعدم اعتراف بالنسبة الكبيرة للمقترعين للأسد, ولا يستبعد خلال هذه الفترة ان يكون هناك ولو تلميحات أو محاولات لتسليح للمجموعات الإرهابية بغية زيادة الضغط على الدولة السورية كرد فعل على ما حدث.
دنورة يشدد على أن الانتخابات جرت تحت رقابة ومتابعة دولية كبرى، معتبراً أن التشكيك الغربي لا قيمة له، وخاصة أن الدول الغربية غالباً ما تسيّس الاستحقاقات المهمة كالانتخابات وفق أهوائها ومصالحها.
كما يرى دنورة أن ما حدث في لبنان كان كفيلا في إسقاط كل المراهنات على أي دور للاجئين في التقويض او التشكيك بشرعية الانتخابات, حيث ظهر ذلك جليا من خلال وسائل الإعلام, وهذا ما لا يمكن إنكاره, فتعويل الغرب على اللاجئين السوريين والنازحين في لبنان فشل بعد الاقبال الكبير الذي شهدته الانتخابات.
ويذكّر بأن السوريين في لبنان اقترعوا وفق أجواء من الحرية وبعيدا عن أي ضغوط أمنية أو نفسية, بعد ان كان الغرب يظهرهم على انهم الشريحة المعارضة للرئيس الأسد, ويؤكد أنه من الصعب على الغرب على المدى المتوسط والبعيد معاندة الشعب السوري.
من جهة ثانية، يتوقع دنورة أن يكون لفوز الأسد تداعيات على الوضع الميداني, حيث ستجد المجموعات الارهابية التي أتت الى سورية من كل بقاع الأرض معزولة مقابل تمسك الشعب بقيادته, ويرى أن الإرهاب سيكون مرفوضا تماما وسيعود إلى المكان الذي أتى منه او ستأتي نهايته في سورية.
الشعب السوري قرر ليس فقط اختيار الرئيس الشرعي للبلاد, إنما أيضا قرر من خلال ذلك تغيير المعادلة وإنقاذ بلاده من الخطر المحدق بالبلاد فكثير من المحللين يجزم بأن خطر التقسيم السوري قد زال والضمانة اصبحت أقوى بوجود رئيس شرعي وقادر على القيادة.