في تلك المدينة البعيدة عن الاوطان ،كنت اسير بين شارع الارحام فاذا بصوت يهتف باسمي المعتاد لاستدير لارى صاحب الصوت فاذا به صاحب البندقبة البيضاء صديق الطفولة البلهاء ،تقدم الى وسالني: باحتضان عن الاحوال وسائر الايام ،فقلت : الحمد لله و الشكر لله فسالته :عن احواله :فقال: الحمد لله ماذا اتى بك الى هذه المدينة العوجاء فقلت :اني مسافر الى مدينة اخرى و لكن قلت سازور صديق قديم يسكن هنا ، ولكن وجدتك انت ماسر وجودك في هذه المدينة فقال ياصاحبي اتذكر تلك الايام التي عشناها مع بعض وكنا نصطاد في الغابة ونتسابق عبر زقزقة العصافير وكانت الذئاب تترصد لنا بين الاشجار فقلت :نعم ياصديقي لن انسها ابدا انها ذكريات رائعة فقال عندما سافرت انت الى المدينة تبدلت الظروف فقد اصبحت القرية متبعثرة بين الخوف و اصداء العنف وهجر اصحابها الجبل والوديان وبقيت خالية على عروشها تلك الجنة هي تستغيث باهلها ، فقلت يا صديقي اتعلم ان جسدي سافر ولكن عقلي بقي يرتل الذكريات الهائلة ولكن ياصديقي عندما اتذكر الاصدقاء الذين رحلو ا الى الابد وشيوخها العظماء وتبدل عقول الباقين اريد ان اهرب الى ابعد نقطة في هذا العالم ،فقال:لا تقلق فقد تحسنت الاحوال وبدا جيل جديد يذب فيها ونحن اصبحنا الغرباء فقلت :نعم وتجاذبنا اظراف الحديث من هنا وهناك وابتسامات تغزو وجوهنا وبعد مذة ظهر صديقي الذي ابحث عنه فرحبت به بيننا وعرفته بصديقي القديم فقالوا لقد راينا بعضنا من قبل وحكينا عن الايام و الاهواء وعند الفراق ودعت صديقي القديم ووعدنا بعضنا ان نصطاد ثانية في الغابة الرائعة وذهبنا انا وصديقي الثاني فسالته عن سر ذلك الكتاب ،فاجاب اما بعد ياصاحب الدرس كن للوعيد مهترسا ........... وكن من بين الرماد مكتتبا فقلت:اين بلوغ الفجر معتمرا..... واين الاحباب من قبل ياصاحب العمر