السنة والشيعة، صراع سياسي أم عقدي

[moh125]

السلام عليكم
اخواني الكرام، لا يشك أحد في صدق معاوية وفضله على الاسلام ودولة المسلمين، وما يفعله الشيعة الان من قدح وسب في بعض الصحابة لا يمكن وضعه الا في خانة الحقد على تاريخ المسلمين الناصع البياض، لكن لابد أن ندرس السياقات التاريخية لمعرفة أسباب الوضعية الكارثية التي نحن عليها الان.
آثر العلماء الوقوف وعامة الشعب مع معاوية لدى طلبه بالبيعة ليزيد، الا الحسين بن علي فقد رأى رؤية سياسية مختلفة تقضي بأن يعود اختيار الخليفة للمسلمين وليس بحق وراثي، وقد دفع دمه ثمنا لذلك، لهذا قرر العلماء التسليم بالخلافة ليزيد وتوحيد المسلمين على كلمة واحدة من أجل استمرار نشر الدين واتساع الفتوحات.
في الجانب الاخر استغلت فرقة هذا الصراع السياسي لتنشر فكرة حق أريد بها باطل، وتتاجر بدم حفيد رسول الله، ومع مرور السنين أصبح صراعا عقديا نتج عنه فرقة دينية، أي أن الشيعة نتاج أطماع بعض الأفراد استغلوا مكانة أهل بيت رسول الله عند العامة، فراحوا ينشرون بينهم البدع والخرافات التي وجدت من يحتضنها لتصبح عقيدة يؤمن بها ملايين المسلمين. وكل ذلك من أجل الحصول على أطماع سياسية.
مما سبق نلاحظ أن لكل أخطاؤه، أما الأخطاء السياسية فلنتركها لله هو يجازي أصحابها حسب نياتهم (وليس لنا الحكم عليها) مهما كانوا صحابة أو تابعين أو علماء، لأن السياسة فن اتخاذ القرار الذي يجعلك تصيب أو تخطئ لكن الكارثة حين تتعمد الخطأ من أجل غاية في النفس.
أما الأخطاء العقدية المتعمدة هي الكارثة الكبرى التي أصابت الاسلام والمسلمين، وهذا الجانب هو الذي يستحق منا أن نخوض فيه من أجل انارة المسلمين وتعريفهم بالدين الصحيح, ومحاربة خزعبلات دخيلة تمكنت من العيش في عقول المسلمين.

إخواني الكرام
والله ماتخلفنا على مر التاريخ، الا بعد أن جعلنا تاريخنا السياسي المليئ بالأخطاء التي لابد منها، محور حياتنا الدينية، وتصارعنا من أجل من هو الأحق بالحكم فلان أم فلان، وحاضرنا فيه الكثير من التجارب التي تشبه الى حد بعيد ماجرى في حقبة علي ومعاوية والحسين، فلنكن في حسن ظن رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولا نجعل ديننا تحكمه سياسة ليست بريئة.

تحياتي لكل من يؤمن أن لااله الا الله محمد رسول الله.