قراءة في القانون الخاص لعمال التربية وبعض دوافع الإضرابات المتكررة
لاشك أن الكل يتساءل لماذا الإضراب؟ وهل هنالك حد معين للوصول إلى نقطة ألا إضراب في قطاع حساس كقطاع التربية؟
والجواب:
من طبع المعلم وأنا واحد منهم الميول إلى الهدوء وعدم الاحتجاج والسكوت إلي درجة الخنوع وإذا ما انتفض واحتج المعلم يجب أن نقف مليا ونتساءل ما الخطب ؟وما الأمر؟!
والجواب:
لقد قدمت لنا الحكومة السابقة مع شركائها لعبة جميلة براقة اسمها القانون الخاص لعمال التربية طرنا لها فرحا وصفقنا لها طويلا ولم نكن ندري أنها قنبلة عنقودية انشطارية وفي كل انشطار تخلف ماسي وألام نفسية وأول ضحاياها هم أساسات وعماد التعليم الإلزامي واقصد ما سمي ظلما وجورا "الايلون للزوال" وهم السواد الأعظم من رجالات التربية والسؤال لماذا صفقنا وماذا حدث ؟!
والجواب :
صفقنا لأننا فهمنا أن أقصى ما يصبوا إليه المعلم من ترقية بعد العطاء والجهد وبعد عشرين سنة من العمل الدءوب هو الترقية إلى سلم 14 وهو رتبة مدير ابتدائية ولأنه من المستحيل ترقية كل المعلمين إلى رتبة مدير ابتدائية احدث هذا القانون ما سمي"بالأستاذ المكون" إنصافا واحتراما وتوقيرا لهذا الرجل العظيم ليحال على التقاعد مرفوع الجبين وقد ردت له الأمة أجمل الجميل ,كما ثمن الخبرة لسلم 11 أستاذ ابتدائي ليرقى كأستاذ رئيسي في التعليم الابتدائي بعد خمس سنوات وبعد عقد آخر من العمل يرقى إلى أستاذ مكون و هكذا احترم هذا القانون وثمن الخبرة والعشرة ,
أما فهمنا للمناصب الإدارية فهو سباق شريف مفتوح لجميع الرتب في ذالك فليتنافس المتنافسون وهي حالة منطقية وبيئة ملائمة تفضي حتما إلى اختيار القيادة الأفضل في الإدارة والتفتيش في ظل المساواة وتكافؤ الفرص أمام الجميع مثلما دأبت عليه القوانين
السابقة والسؤال ما الذي حدث؟؟
والجواب:
بيد أننا وجدنا انه لا ترقية للمعلم إلى أستاذ مدرسة ابتدائية إلا بعد تكوين مدة ثلاث سنوات ويبقى في هذا المنصب مدة خمس سنوات للمشاركة في مسابقة أستاذ رئيسي وعشر سنوات أخرى لاجتياز مسابقة أستاذ مكون وبعملية حسابية بسيطة 3+5+10=18 سنة
ولكم أن تتصورا معلما باقدمية 27 سنة لن يرى الترقية إلا في الحياة البرزخية
بل الأكثر من هذا أن المعلم الذي انخرط في التكوين لن يصل لرتبة مساعد مدير بالتأهيل إلا بأعجوبة لان اقدميته قسمت إلى نصفين بينما اقدمية المعلم الذي رفض التكوين حسبت كاملة ويدمج في السلم 12 وهو أستاذ رئيسي أعلى من ذالك الذي صدق التكوين فانخدع, ولكم أن تتصورا هذا المنطق المقلوب وفي أي عصر يمكن صياغته و الأغرب من هذا كله أن هذا المكيال المختل للمعلم وأستاذ التعليم الأساسي فقط بينما أستاذ التعليم الثانوي من سلم 13 إلى 16مكون و مدير مدرسة ابتدائية
من سلم 10 إلى سلم 14 و مفتش ابتدائي من سلم 10الى سلم 15 دون مستوى جامعي , وهنا نتساءل ما هي المقاييس والموازين التي ضبطت هذه العملية
المناصب الإدارية:
المعلم ممنوع منعا باتا من اجتياز أية مسابقة سواء كانت مسابقة مدراء أو مفتشين في حين كانت الأبواب مفتوحة ومترعة أمامه مما جعل إدارة المؤسسة تسند إلى مدير باقدمية خمس سنوات الذين وظفوا في سلم 12 فقط مما جعل التلميذ يترأس معلمه ويقومه في منحة المردودية وغيرها ويقود المدرسة بخبرة خمس سنوات ويحرم التلميذ منهم وهم في اوج العطاء والقوة بينما المعلم الذي احدودب ظهره وشاب شعره عليه البقاء مع الطبشور وما أدراك ما الطبشور
والى هنا أقول إلى الرائ العام ولمن يهمه الأمر :
إننا نسرد هاته الاختلالات البينة بنية حسنة وبدون أية خلفية لان الاحتساب بخلفيات
و التحليل السيئ لاتهامي مؤلم جدا ,ولكم أيضا ان تتصورا نفسية المعلم وهو
يرى كل هاته الاختلالات والأبواب الموصدة كيف تكون ,ويكفيكم أن كل من التقيت بهم وصفوا هذا القانون بقانون العار,الفصل العنصري وقانون العقوق وكثير من الأوصاف التي لا يتسع المجال إلى ذكرها ,
ما نرجوه فعلا هو النظر إلى الموضوع بالجدية اللازمة ذالك أن الأمر يتعلق بالعدل
و المساواة وتكافؤ الفرص هذه المبادئ التي إذا ما خلت منها امة آلت إلى الزوال.
رئيس لجنة معلمي وأساتذة التعليم الابتدائي
بنقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية
بالجلفة دركوش بلخير