السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي لاشك ان خطر الجهر بالمعاصي عظيم جدا بل هو جرم كبير ومشاقة لله ورسوله .
روى الترمذيُّ في سننه من حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((في هذه الأمَّة خَسْفٌ ومَسْخ وقذف))، فقال رجل من المسلمين: يا رسولَ الله، متى ذاك؟ قال: ((إذا ظهرتِ القَيْنات، والمعازف، وشُرِبت الخمور)).
الحديث صححه الألباني رحمة الله عليه.
وقال - تعالى -: ﴿ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 148]
وروى البخاري ومسلم من حديث سالم بن عبدالله، قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرَّجلُ بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربُّه، ويُصبِح يكشف سترَ الله عنه))
وروى ابن ماجة كما في السلسلة الصحيحة ........ولَمْ تَظْهَرْالْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمْالَّذِينَ مَضَوْا.........
وقد وردت آيات كثيرة وأحاديث عظيمة تحذر من وقع في المعصية أن يجهر بها ويعلنها بل يجب عليه التستر والتوبة فورا والرجوع لله عز وجل والندم على ما وقع فيه من الإثم والمعصية وأن لا يجعل الله اهون الناظرين إليه طاعة لله وتعظيما له ثم خوفا من عقابه وغضبه.
إن مظاهر المجاهرة بالمعاصي كثيرة في أيامنا هذه ولعل جميعنا يرى يوميا قارورات الخمر في شوارعنا وعلى حافة الطرق والامر الغريب والعجيب أننا نرى هذه القارورات على حافة الطرق الريفية وعلى حواف مزارع الحبوب والخضر والأشجار المثمرة وهذا والله أمر خطير جدا إذ كيف يفعل هذا الفعل في هذه الأماكن ويرجى من الله أن تكون الغلة وفيرة والحصاد جيد .
ومن بين مظاهر المجاهرة بالمعاصي أيضا:
2- تبرُّج النساء بشكل سافِرٍ في المدارس والجامعات و الأسواق والأماكن العامَّة.
3- بيع المحرَّمات؛ كالمجلاَّت الهابطة، والدُّخَان، وأشرطة الفيديو، والأقراص التي تحتوي على أفلامٍ هابطة، ومحلاَّت بيع أشرطة الغناء
4- انتشارُ النوادي التي تعرض فيها السينما والألْعاب الرياضية المختلطة، والمسرحيات، ومحلاَّت عرْض الإنترنت.
5- الاستماع للاغاني والموسيقى بكل أشكاله لاسيما ما يحدث في الكثير من حفلات الأعراس من ارتفاع صوت الغناء المحرم حتى يسمع على بعد كيلومترات عديدة .
6- التشبه بالجنس الآخر من الرجال والنساء و التشبه بالكفار.
7- اختلاط الشباب بالفتيات في الشوارع والخلوة وما يحدث تباعا لذلككما يحدث في بعض الجامعات من العلاقات المحرمة التي قد تصل إلى التقبيل بين الشاب والشابة في النهار وامام الملأ وهذا رأيته بعيني وأحيانا تصل إلى الزنا والعياذ بالله.
هذه قطرة من بحر مما يحدث في مجتمعنا من ذنوب ومعاصي وقد جهرنا بها للأسف فكيف نرجو أن ينصرنا الله ونحن ما نصرناه ؟
قال الله عز وجل // يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم// سورة محمد.
لذا؛ ينبغي الإنكارُ على هؤلاء المجاهرين، وإخبارهم بعظيم جُرْمهم، وأنهم يُعرِّضون أنفسهم لعقوبة الله - تعالى - في الدُّنيا والآخرة، قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: 19]، فإذا كان مجرَّد الحبِّ صاحبُه مهدَّدٌ بالعذاب، فكيف بمَن يجهر وينشر، ويساعد على هذه الفواحش والمنكرات؟!
وختاما أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا التوبة وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم
اللهم آمين