روى الإمام أحمد عنابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما أصاب عبدا همولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك ، عدل فيقضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا منخلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاءحزني وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا " هذا دعاء يفرج الهميزيل الحزن ، ويفرج الضيق ، وهو دعاء يتضمن معاني كثيرة يتمثلها العبد وهو يناجيربه ، سبحانه وتعالى ، إن لجوء الإنسان إلى ربه حين يقع في أزمة ، أو يصيبه هم أوحزن ، يؤدي إلى زوال الأزمة وتفريج الهم والغم ، لأنه لجوء إلى الحي القيوم الذيبيده مقاليد السماوات والأرض الذي قال سبحانه : ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف لهإلا هو ، وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) إن هذا الذكر النبوي يتضمن مجموعةمن المعاني ذات الصلة بالإنسان ، والمعاني ذات الصلة بالله تعالى ، وثمرتها إن أحسنالإنسان تمثلها واستجلاء أنوارها زوال الهم والغم إن الذاكر يتذلل إن الذاكر يتذللإلى ربه وسيده سبحانه بقوله :"اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك" ومن للعبد يعينهغير عبده وسيده ؟ ومن تجليات العبودية لله تعالى أن الذاكر يقر بضعفه وسلطان اللهتعالى عليه ، بشيء من التفصيل :"ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل فيّ قضاؤك"إن العبديواجه قدرا فيه ضيق وهم وغم ، وهو يعلم أن الأمر بيد الله تعالى ، حكمه لا راد له ،وإن ما يقضيه على العبد عدل لأن الله تعالى لا يظلم الناس شيئا ، وما يصيب الإنسانمن بلاء إنما هو بما كسب ويعفو الله عن كثير بعد هذا التمهيد يأتي السؤال : السؤالبالأسماء الحسنى المعلوم منها للناس جميعا أو ماخص الله تعالى به بعض عباده ، أو مالم يعلمه أحدا من عباده ، بهذا يسأل العبد ربه سبحانه ، والمطلوب المسؤول هو" أنتجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي" إن هذا الذكر لا يعلمنا أننسأل الله تعالى زوال الهم مباشرة بل يجعلنا نتخذ إلى ذلك واسطة هي القرآن الكريم ،هذا القرآن الذي هو وحي الله تعالى وحبله الممدود من السماء ، ومائدته الموضوعة فيالأرض التي فيها الهدى والنور والشفاء ، وهذا ما يثبته هذا الذكر من معان للقرآن فيقلوبنا وعقولنا ، وعاقبة هذا الدعاء حين يستجيب الله تعالى لعبده : "إلا أذهب اللههمه وحزنه وأبدله مكانه فرحا"وهل يبقى في قلب متصل بالقرآن مستنير به هم أو غم ، لا، بل تبدو له الدنيا وألوان الابتلاء فيها بصورة مختلفة ، صورة المدرك لحقيقتهاوالعارف لم جاء إلى الدنيا وكيف يعيشها بكل أحوالها ليكون له من بعد حسن المنقلب فيالدار الآخرة