مقال قديم نشر في جريدة الجزيرة ارجو من الجميع المشاركة
المقال بعنوان خير النساء
تأمل أخي الحبيب وأختي الغالية قول سيد البشر صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين (خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده) قال النووي في شرحه (فيه فضيلة نساء قريش، وفضل هذه الخصال هي الحنوة على الأولاد والشفقة عليهم وحسن تربيتهم والقيام عليهم إذا كانوا يتامى ونحو ذلك ومراعاة حق الزوج في ماله وحفظه والأمانة فيه وحسن تدبيره في النفقة وغيرها وصيانته ونحو ذلك.. ومعنى ركبن الإبل نساء العرب، ولهذا قال أبو هريرة في الحديث لم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط والمقصود أن نساء قريش خير نساء العرب، وقد علم أن العرب خير من غيرهم في الجملة، وأما الأفراد فيدخل بها الخصوص. فخير النساء نساء قريش، لماذا؟ هل لأنهن يكسبن المال أو لأنهن صاحبات حسب ونسب؟ بل لأنهن أحناه على ولد، فهي تحنو على ولدها وتعطف عليه وتتابعه؛ ولهذا سجل التاريخ عجب العجاب من نساء قريش في متابعتهن أولادهن؛ لأن المرأة دورها الكبير هو في تربية الأجيال وفي رعاية الأزواج، فإذا قامت المرأة بهذه المهمة العظيمة فقد قامت بدورها، وعلى الرجل دوره الباقي، لكن إن قصرت في تربية أولادها أو قصرت في رعاية زوجها فذلك التضييع الكبير والنقص العظيم الذي قد لا يجبر بما قدمت بعد ذلك لأمتها ومجتمعها. والعجيب أن بعض الناس يقلل من أهمية هذه الوظيفة العظيمة ويسمون التي تترك تربية الأولاد ورعاية الزوج أنها عاملة، ويسمون التي تجلس لتربية الأجيال أنها عاطلة أو ربة بيت، وهي في الحقيقة ربة جيل ومجتمع وحاضنة الأمة وبانية المستقبل، فإذا تركت الأم هذه المهمة العظيمة فسدت الأجيال الجديدة.
ولماذا لم تكن هذه الأجيال مثل الأجيال السابقة؟ الجواب واضح في الحديث عن الصادق المصدوق حيث يقول (خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده) فإذا ذهبت صفات الخيرية في المرأة فماذا ننتظر؟ والله المستعان