اختيار شريك الحياة.. السهل الممتنع - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع

أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع هنا توضع المواضيع القديمة والمفيدة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اختيار شريك الحياة.. السهل الممتنع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-08-25, 19:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










New1 اختيار شريك الحياة.. السهل الممتنع

اختيار شريك الحياة.. السهل الممتنع~~

--------------------------------------------------------------------------------

كيف - نختار- شريكنا

كيف نختار شريك الحياة؟! ذلك السؤال البسيط والذي يجاب عنه في عالم
الواقع يوميًا مئات بل آلاف المرات، ولكن مع بساطته تجد الكثيرين
لا يستطيعون الإجابة عنه سواء عالم النظرية أو عالم التطبيق وقبل أن نجيب
عن هذا السؤال فإننا سنطرح سؤالا آخر يتعجب الناس عندما يوجه إليهم
وهو . لماذا تتزوج؟!… عندما نسأل أحدهم هذا السؤال ينظر إليك مندهشًا
من السؤال ثم يجيب في معظم الأحيان إجابات غير مفهومة مثل …

كما يتزوج الناس أو ، ولماذا يتزوج الناس؟… وهكذا يظل السؤال بلا
إجابة واضحة في ذهن من يقدم على الزواج في حين أن الإجابة مهمة جدًا
في كيفية الاختيار.. لأنني عندما أقوم بالاختيار لشريكي، في مهمة واضحة
بالنسبة لي وهدف أسعى للوصول إليه لا بد وأن هذا الاختيار سيتأثر
ويتغير تبعًا للمهمة والهدف بل ودرجة وضوحهما في ذهني.

فهل أنا أتزوج للحصول على المتعة.. أم أتزوج لتكوين أسرة .. أم أتزوج
لتكوين عزوة أولاد كثيرين أفتخر بهم .. أم أتزوج طاعة لله .. أم أتزوج
إعمارًا للأرض؛ لتحقيق مراد الله في خلافة الإنسان… أم أتزوج من أجل كل هذا،
ولكن في إطار صورة متكاملة تكون طاعة الله وتحقيق مراده هي الهدف الأسمى
وتأتي رغبتي في الاستمتاع والأنس سواء بالزوجة أو الأولاد كروافد لهذا
الهدف.. كل تلك صور مختلفة لإجابات متعددة… ومن هنا تختلف الرؤى في
كيفية الاختيار.. إذا لم يكن هناك أي وضوح حتى للزواج من أجل المتعة..
خاصة وأنه في إطار رؤيتي للهدف من الزواج ستختلف رؤيتي لأداء كل طرف
في هذه الشراكة للدور المطلوب منه حيث يختلف الدور باختلاف الهدف من الزواج أصلا.

اختيار العقل أم العاطفة

قبل أن أسأل نفسي كيف أختار… أسأل نفسي لماذا أتزوج؟…. وما هو الدور
الذي سأقوم به؟ وبالتالي ما هو الدور المطلوب من شريك حياتي؟…
هنا يصبح الانتقال للسؤال عن كيفية الاختيار انتقالا منطقيًا وطبيعيًا
ومعه يبرز أول سؤال… هل اختار بالعقل أم بالعاطفة؟ وفي أحيان أخرى يصاغ
السؤال بشكل آخر: هل أتزوج زواجًا كلاسيكيًا يقوم على اختيار الأهل
بمقومات العقل أم أتزوج باختياري وذلك عن طريق ارتباط عاطفي؟
صياغة الأسئلة بهذا الشكل توصي بأن ثمة تناقضًا بين اختيار العقل واختيار
العاطفة أو بأن الاختيار الكلاسيكي أو اختيار الأهل أو زواج الصالون
كما يسمونه لا تدخل فيه العاطفة أو بأن الإنسان لا يصح أن يستخدم عقله،
وهو يقرر الارتباط عاطفيا بزميلة العمل أو الدراسة أو الجيرة…. أو غيرها
والحقيقة أن الأمر غير ذلك… لأن طريقة الزواج ليست هي الحاسمة في كيفية
الاختيار ولكن إدراك الشخص لكيفية الاختيار هو الذي يطوع أي طريقة كانت
لما يريد هذا الشخص بحيث يحقق ما يريده في شريك حياته قدر الإمكان.

الطائر ذو الجناحين

العقل والعاطفة يجب أن يتزنا عند الاختيار توازنًا دقيقًا يجعلنا نشبه
الزواج بالطائر ذي الجناحين جناح العقل وجناح العاطفة بحيث لا يحلق هذا
الطائر إلا إذا كان الجناحان سليمين ومتوازنين لا يطغي أحدهما على الآخر…
العاطفة حدها الأدنى -عند الاختيار- هو القبول وعدم النفور وتتدرج إلى
الميل والرغبة في الارتباط وقد تصل إلى الحب المتبادل بين الطرفين…
أما الاختيار بالعقل يعني تحقق التكافؤ بين الطرفين من الناحية النفسية
والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والشكلية والدينية.

كيفية الاختيار بالعقل

عند تحديد بنود التكافؤ لشريك الحياة يجب الانتباه إلى أن الشخص كامل
الأوصاف غير موجود، وأن عليك تحديد أولوياتك، وترتبها حسب ما تحتاجه
من شريك حياتك، فتحدد ما هي الأشياء التي تقبل التنازل عنها في بنود
التكافؤ لحساب بنود أخرى، بمعنى إذا وضعت الشكل والجمال –مثلا- في أول
القائمة فعليك أن تضع في اعتبارك أن ذلك قد يكون على حساب المستوى
الاجتماعي والاقتصادي مثلا وهكذا .

إذا لم تحدد أولوياتك ستجد نفسك مع كل اختيار مطروح عليك ترى العيب
أو الشيء الناقص في هذا الشريك وتضعه على قائمة أولوياتك؛ وبالتالي
لن تستطيع الاختيار أبدًا؛ لأنك كل مرة ستجد العيب الذي تعلن به رفضك
أو حيرتك في الاختيار؛ لأنه لن يوجد الشخص الكامل الذي تتحقق فيه كل
الصفات التي تنشدها.

رتب أولوياتك

رتب بنود التكافؤ ترتيبًا تنازليًا حسب أولوياتك - والتي تختلف من شخص
إلى آخر - وأعط لكل أولوية درجة تقديرية، ثم قم بتقييم كل صفة من صفات
– الشريك أو الشريكة المرتقبة - وامنحها درجة، حتى تنتهي تمامًا من كل
بنود التكافؤ التي حددتها مسبقا. يلي ذلك أن تقوم بنظرة شاملة بعد
هذا الترتيب والتقييم بحيث تقيم الشخص ككل كوحدة واحدة وتحدد إن كان
هذا الشريك المرتقب مناسبًا وإن كنت تستطيع التكيف مع عيوبه وسلبياته
بحيث لا تنغص عليك حياتك أم لا.

في هذه المرحلة لا بد وأن تكون صادقا مع نفسك، فلا مجال للمجاملة في
اختيار شريك الحياة لأنك ستتحمله طوال حياتك؛ فيجب أن تكون مدركًا
تمامًا لما أنت مقدم عليه، وأن تتعامل مع الشخص كما هو عندما رأيته
ولا تتوقع مبدئيًا أنه سيتغير سواء من حيث الشكل أو الطباع أو….إلخ.
أنت الآن حر في اختيارك وبعد قليل أنت مسئول عن هذا الاختيار، ومتحمل لنتائجه.

الدين ومعايير التكافؤ الأخرى

كان للرسول توجيه بخصوص معايير اختيار شريك الحياة: "فاظفر بذات الدين
تربت يداك" أو "إذا جاءكم من ترضون دينه" ينظر البعض إلى هذه التوجيه
النبوي نظرة مبتسرة قاصرة وكأن النبي يقصر معايير الاختيار على الدين
فقط… وهذا غير صحيح، إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد أن ينبه
وينوه ويؤكد على جعل الدين هو الإطار الذي يسير فيه الاختيار، ولكن دون
إغفال لمعايير التكافؤ الأخرى، لذا فإن باقي أحاديث ومواقف النبي تأتى
لتؤكد هذه الصورة المتكاملة والشاملة حيث يدعو الشاب إلى أن ينظر
إلى من سيخطبها؛ لأن ذلك سيؤدم بينهما أي سيكون سببًا لدوام الزواج
بينهما… ويعطي للفتاة التي رفضت اختيار والدها لاختلاف المستوى الاجتماعي
الحق في رفض الزيجة….. وهكذا لنفهم أن الدين هو الإطار الذي لا يجعلنا
نغفل باقي الأسباب لإنجاح الاختيار والزواج.

شعورك بالقلق طبيعي

تبقى نقطتان صغيرتان يتعرض لهما من يقدم على الاختيار… وهي أن الكثير
يشكو من أنه وهو مقدم على الاختيار لا يشعر بتلك الفرحة التي يراها
أو رآها في عيون من سبقوه إلى هذا الأمر بل إنه يشعر بالخوف والقلق…
هذا الشعور يجعله يخشى ألا يكون اختياره صحيحًا خاصة وإذا كان صلى صلاة
استخارة، فيعتقد أن هذه هي نتيجة الاستخارة ونقول ببساطة: إن هذا القلق
طبيعي، ويشعر به كل المقبلين على هذه التجربة، ولكنهم لا يظهرونه
ويخفونه وراء علامات السعادة.

ويكون سبب هذا القلق هو إحساس الإنسان أنه مقدم على خطوة كبيرة في حياته
ويكون سؤاله الحائر - بالرغم من كل ما اتخذه من أسباب - هل فعلا قمت
بالاختيار الصحيح؟ وهو شعور يزول بمجرد استمرار الفرد في إجراءات
الارتباط وربما يعاوده القلق مع كل خطوة جديدة سواء وهو يتنقل من
الخطوبة إلى العقد أو من العقد إلى الزفاف ثم يزول نهائيا مع بداية
الحياة الزوجية واستقرارها… فلا داعيَ للقلق.

موقف الأهل من اختيارك

أما النقطة الثانية فهي موقف الأهل من الاختيار لذا يجب أن يسبق الإقدام
على الاختيار حوار طويل مع الأهل؛ للتفاهم على أسسه حتى يقتنعوا بما أنت
مقدم عليه حتى لا تفاجئهم باختيارك أو يفاجئوك برفضهم…. كما يجب
الاستماع لرأيهم وعدم اعتبار كل خلاف مع وجهة نظرهم هو عدم فهم لك أو
لمشاعرك، بل يجب أن تزن رأيهم بموضوعية وبهدوء… لأنه ربما بحكم خبرتهم
يرون ما لا ترى… لا نقول بقبول كل ما يقولونه ولكننا لسنا مع رفض كل ما
يعرضونه، واعلم أنهم إذا شعروا أنك تختار على أسس وتدرك ما أنت مقدم
عليه فلن يقفوا ضدك.


في النهاية كن واضحًا في إجابتك عن تلك التساؤلات : لماذا تتزوج ؟
وماذا تريد من شريك حياتك ؟ و أعلم أن توكلك على الله ونيتك في الزواج
هما العامل المساعد بعد اتخاذك للأسباب الموضوعية.
العقل والعاطفة والتوكل على الله ..
هذه هي معادلة الاختيار السهل الممتنع...

د. عمرو أبو خليل
مركز الاستشارات النفسية - الإسكندرية









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-08-26, 20:37   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=center]جزاك الله خيرا علي الموضوع وندعو الله ان يكون الموضوع قد ساعد ولو قليلا في كيفية اختيار شريك الحياة[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-26, 21:19   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مومني محمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على المداخلة القيمة










رد مع اقتباس
قديم 2013-08-10, 02:56   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
khawlita.dz
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية khawlita.dz
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

[quote ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مومني محمد مشاهدة المشاركة
اختيار شريك الحياة.. السهل الممتنع~~

--------------------------------------------------------------------------------

كيف - نختار- شريكنا

كيف نختار شريك الحياة؟! ذلك السؤال البسيط والذي يجاب عنه في عالم
الواقع يوميًا مئات بل آلاف المرات، ولكن مع بساطته تجد الكثيرين
لا يستطيعون الإجابة عنه سواء عالم النظرية أو عالم التطبيق وقبل أن نجيب
عن هذا السؤال فإننا سنطرح سؤالا آخر يتعجب الناس عندما يوجه إليهم
وهو . لماذا تتزوج؟!… عندما نسأل أحدهم هذا السؤال ينظر إليك مندهشًا
من السؤال ثم يجيب في معظم الأحيان إجابات غير مفهومة مثل …

كما يتزوج الناس أو ، ولماذا يتزوج الناس؟… وهكذا يظل السؤال بلا
إجابة واضحة في ذهن من يقدم على الزواج في حين أن الإجابة مهمة جدًا
في كيفية الاختيار.. لأنني عندما أقوم بالاختيار لشريكي، في مهمة واضحة
بالنسبة لي وهدف أسعى للوصول إليه لا بد وأن هذا الاختيار سيتأثر
ويتغير تبعًا للمهمة والهدف بل ودرجة وضوحهما في ذهني.

فهل أنا أتزوج للحصول على المتعة.. أم أتزوج لتكوين أسرة .. أم أتزوج
لتكوين عزوة أولاد كثيرين أفتخر بهم .. أم أتزوج طاعة لله .. أم أتزوج
إعمارًا للأرض؛ لتحقيق مراد الله في خلافة الإنسان… أم أتزوج من أجل كل هذا،
ولكن في إطار صورة متكاملة تكون طاعة الله وتحقيق مراده هي الهدف الأسمى
وتأتي رغبتي في الاستمتاع والأنس سواء بالزوجة أو الأولاد كروافد لهذا
الهدف.. كل تلك صور مختلفة لإجابات متعددة… ومن هنا تختلف الرؤى في
كيفية الاختيار.. إذا لم يكن هناك أي وضوح حتى للزواج من أجل المتعة..
خاصة وأنه في إطار رؤيتي للهدف من الزواج ستختلف رؤيتي لأداء كل طرف
في هذه الشراكة للدور المطلوب منه حيث يختلف الدور باختلاف الهدف من الزواج أصلا.

اختيار العقل أم العاطفة

قبل أن أسأل نفسي كيف أختار… أسأل نفسي لماذا أتزوج؟…. وما هو الدور
الذي سأقوم به؟ وبالتالي ما هو الدور المطلوب من شريك حياتي؟…
هنا يصبح الانتقال للسؤال عن كيفية الاختيار انتقالا منطقيًا وطبيعيًا
ومعه يبرز أول سؤال… هل اختار بالعقل أم بالعاطفة؟ وفي أحيان أخرى يصاغ
السؤال بشكل آخر: هل أتزوج زواجًا كلاسيكيًا يقوم على اختيار الأهل
بمقومات العقل أم أتزوج باختياري وذلك عن طريق ارتباط عاطفي؟
صياغة الأسئلة بهذا الشكل توصي بأن ثمة تناقضًا بين اختيار العقل واختيار
العاطفة أو بأن الاختيار الكلاسيكي أو اختيار الأهل أو زواج الصالون
كما يسمونه لا تدخل فيه العاطفة أو بأن الإنسان لا يصح أن يستخدم عقله،
وهو يقرر الارتباط عاطفيا بزميلة العمل أو الدراسة أو الجيرة…. أو غيرها
والحقيقة أن الأمر غير ذلك… لأن طريقة الزواج ليست هي الحاسمة في كيفية
الاختيار ولكن إدراك الشخص لكيفية الاختيار هو الذي يطوع أي طريقة كانت
لما يريد هذا الشخص بحيث يحقق ما يريده في شريك حياته قدر الإمكان.

الطائر ذو الجناحين

العقل والعاطفة يجب أن يتزنا عند الاختيار توازنًا دقيقًا يجعلنا نشبه
الزواج بالطائر ذي الجناحين جناح العقل وجناح العاطفة بحيث لا يحلق هذا
الطائر إلا إذا كان الجناحان سليمين ومتوازنين لا يطغي أحدهما على الآخر…
العاطفة حدها الأدنى -عند الاختيار- هو القبول وعدم النفور وتتدرج إلى
الميل والرغبة في الارتباط وقد تصل إلى الحب المتبادل بين الطرفين…
أما الاختيار بالعقل يعني تحقق التكافؤ بين الطرفين من الناحية النفسية
والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والشكلية والدينية.

كيفية الاختيار بالعقل

عند تحديد بنود التكافؤ لشريك الحياة يجب الانتباه إلى أن الشخص كامل
الأوصاف غير موجود، وأن عليك تحديد أولوياتك، وترتبها حسب ما تحتاجه
من شريك حياتك، فتحدد ما هي الأشياء التي تقبل التنازل عنها في بنود
التكافؤ لحساب بنود أخرى، بمعنى إذا وضعت الشكل والجمال –مثلا- في أول
القائمة فعليك أن تضع في اعتبارك أن ذلك قد يكون على حساب المستوى
الاجتماعي والاقتصادي مثلا وهكذا .

إذا لم تحدد أولوياتك ستجد نفسك مع كل اختيار مطروح عليك ترى العيب
أو الشيء الناقص في هذا الشريك وتضعه على قائمة أولوياتك؛ وبالتالي
لن تستطيع الاختيار أبدًا؛ لأنك كل مرة ستجد العيب الذي تعلن به رفضك
أو حيرتك في الاختيار؛ لأنه لن يوجد الشخص الكامل الذي تتحقق فيه كل
الصفات التي تنشدها.

رتب أولوياتك

رتب بنود التكافؤ ترتيبًا تنازليًا حسب أولوياتك - والتي تختلف من شخص
إلى آخر - وأعط لكل أولوية درجة تقديرية، ثم قم بتقييم كل صفة من صفات
– الشريك أو الشريكة المرتقبة - وامنحها درجة، حتى تنتهي تمامًا من كل
بنود التكافؤ التي حددتها مسبقا. يلي ذلك أن تقوم بنظرة شاملة بعد
هذا الترتيب والتقييم بحيث تقيم الشخص ككل كوحدة واحدة وتحدد إن كان
هذا الشريك المرتقب مناسبًا وإن كنت تستطيع التكيف مع عيوبه وسلبياته
بحيث لا تنغص عليك حياتك أم لا.

في هذه المرحلة لا بد وأن تكون صادقا مع نفسك، فلا مجال للمجاملة في
اختيار شريك الحياة لأنك ستتحمله طوال حياتك؛ فيجب أن تكون مدركًا
تمامًا لما أنت مقدم عليه، وأن تتعامل مع الشخص كما هو عندما رأيته
ولا تتوقع مبدئيًا أنه سيتغير سواء من حيث الشكل أو الطباع أو….إلخ.
أنت الآن حر في اختيارك وبعد قليل أنت مسئول عن هذا الاختيار، ومتحمل لنتائجه.

الدين ومعايير التكافؤ الأخرى

كان للرسول توجيه بخصوص معايير اختيار شريك الحياة: "فاظفر بذات الدين
تربت يداك" أو "إذا جاءكم من ترضون دينه" ينظر البعض إلى هذه التوجيه
النبوي نظرة مبتسرة قاصرة وكأن النبي يقصر معايير الاختيار على الدين
فقط… وهذا غير صحيح، إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد أن ينبه
وينوه ويؤكد على جعل الدين هو الإطار الذي يسير فيه الاختيار، ولكن دون
إغفال لمعايير التكافؤ الأخرى، لذا فإن باقي أحاديث ومواقف النبي تأتى
لتؤكد هذه الصورة المتكاملة والشاملة حيث يدعو الشاب إلى أن ينظر
إلى من سيخطبها؛ لأن ذلك سيؤدم بينهما أي سيكون سببًا لدوام الزواج
بينهما… ويعطي للفتاة التي رفضت اختيار والدها لاختلاف المستوى الاجتماعي
الحق في رفض الزيجة….. وهكذا لنفهم أن الدين هو الإطار الذي لا يجعلنا
نغفل باقي الأسباب لإنجاح الاختيار والزواج.

شعورك بالقلق طبيعي

تبقى نقطتان صغيرتان يتعرض لهما من يقدم على الاختيار… وهي أن الكثير
يشكو من أنه وهو مقدم على الاختيار لا يشعر بتلك الفرحة التي يراها
أو رآها في عيون من سبقوه إلى هذا الأمر بل إنه يشعر بالخوف والقلق…
هذا الشعور يجعله يخشى ألا يكون اختياره صحيحًا خاصة وإذا كان صلى صلاة
استخارة، فيعتقد أن هذه هي نتيجة الاستخارة ونقول ببساطة: إن هذا القلق
طبيعي، ويشعر به كل المقبلين على هذه التجربة، ولكنهم لا يظهرونه
ويخفونه وراء علامات السعادة.

ويكون سبب هذا القلق هو إحساس الإنسان أنه مقدم على خطوة كبيرة في حياته
ويكون سؤاله الحائر - بالرغم من كل ما اتخذه من أسباب - هل فعلا قمت
بالاختيار الصحيح؟ وهو شعور يزول بمجرد استمرار الفرد في إجراءات
الارتباط وربما يعاوده القلق مع كل خطوة جديدة سواء وهو يتنقل من
الخطوبة إلى العقد أو من العقد إلى الزفاف ثم يزول نهائيا مع بداية
الحياة الزوجية واستقرارها… فلا داعيَ للقلق.

موقف الأهل من اختيارك

أما النقطة الثانية فهي موقف الأهل من الاختيار لذا يجب أن يسبق الإقدام
على الاختيار حوار طويل مع الأهل؛ للتفاهم على أسسه حتى يقتنعوا بما أنت
مقدم عليه حتى لا تفاجئهم باختيارك أو يفاجئوك برفضهم…. كما يجب
الاستماع لرأيهم وعدم اعتبار كل خلاف مع وجهة نظرهم هو عدم فهم لك أو
لمشاعرك، بل يجب أن تزن رأيهم بموضوعية وبهدوء… لأنه ربما بحكم خبرتهم
يرون ما لا ترى… لا نقول بقبول كل ما يقولونه ولكننا لسنا مع رفض كل ما
يعرضونه، واعلم أنهم إذا شعروا أنك تختار على أسس وتدرك ما أنت مقدم
عليه فلن يقفوا ضدك.


في النهاية كن واضحًا في إجابتك عن تلك التساؤلات : لماذا تتزوج ؟
وماذا تريد من شريك حياتك ؟ و أعلم أن توكلك على الله ونيتك في الزواج
هما العامل المساعد بعد اتخاذك للأسباب الموضوعية.
العقل والعاطفة والتوكل على الله ..
هذه هي معادلة الاختيار السهل الممتنع...

د. عمرو أبو خليل
مركز الاستشارات النفسية - الإسكندرية
شكرا على لموضوع مفيد جدا
تمنيت لو ارفقته باجابات نمودجية عن الاسئلة او فتحته لمشاركة الاعضاء للاجابة على الاسئلة حتى نتمكن من التعرف على مختلف و جهات النظر و نفهمها و نكتسب خبرة
شكرا بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2013-08-10, 08:58   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
رانيا3
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية رانيا3
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc