يا اصحاب النصائح (الفرق بين النصيحة والتعيير) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

يا اصحاب النصائح (الفرق بين النصيحة والتعيير)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-04, 07:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










Post يا اصحاب النصائح (الفرق بين النصيحة والتعيير)

السلام عليكم
المعذرة لقد تعودنا هذه الايام موجة من النصائح
واردنا نحن ايضا النصح .....

فالإنسان بطبعه يكره التشهير ويعتبر النصيحة أمام الناس فضيحة ..
لهذا يحاول الدفاع عن نفسه ..
ولقد حث الشرع على النصيحة بالسر ..وليس الفضيحة في العلن
(المؤمن يستر والفاجر يهتك) ..
لأن الهدف من النصيحة أن يقلع الشخص عن الخطأ ..ويتوب لا ان تزيد الطين بله هذا ان كانت نصيحتك في محلها ...
وليس الغرض إشاعة عيوبه أمام الأخرين .. ومحاولة هتك سرهوالنقيص من شأنه ونيل من اعماله ونسفها كلها ..بينما انت لم تفعل شئ بالعكس النصيحة موجه اليك اكثر من غيرك لو تعلم ..والمصيبة نزهوا انفسهم من هذا ..
*******
**
الإسرار في النصيحة :

عن عياض بن غنم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" من كانت عنده نصيحة لذي سلطان؛ فليأخذ بيده فليخل به، فإن قبلها قبلها، وإن ردها؛ كان قد أدى الذي عليه ".
[صححه العلامة الألباني في ظلال الجنة برقم: 1098].

قال الشافعي رحمه الله (من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه)) الإحياء.
وقال أيضا - رحمه اللّه تعالى-:
تعهّدني بنصحك في انفرادي ... وجنّبني النّصيحة في الجماعه
فإنّ النّصح بين النّاس نوع ... من التّوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي ... فلا تغضب إذا لم تعط طاعه
قال سليمان الخواص: من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما فضحه.
وعن عبد الله بن المبارك قال: (كان الرجل إذا رأى من أخيه ما يكره أمره في ستر، ونهاه في ستر، فيُؤجر في ستره ويُؤجر في نهيه، فأما اليوم فإذا رأى أحد من أحد ما يكره استغضب أخاه، وهتك ستره) روضة العقلاء.
قال مسعر بن كدام- رحمه اللّه تعالى-:
«رحم اللّه من أهدى إليّ عيوبي في سرّ بيني وبينه، فإنّ النّصيحة في الملأ تقريع».
الآداب الشرعية

** الجهر بالنصيحة :
بيان خطأ من أخطأ من العلماء إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجواب فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه وإن صدر منه الاغترار بمقالته فلا حرج عليه وقد كان بعض السلف إذا بلغه قول ينكره على قائله يقول : ( كذب فلان ) ومن هذا « قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كذب أبو السنابل " لما بلغه أنه أفتى أن المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً لا تحل بوضع الحمل حتى يمضى عليها أربعة أشهر وعشر ».
وقد بالغ الأئمة الوَرِعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردِّها أبلغ الردِّ كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها ويبالغ في ردها عليهم هذا كله حكم الظاهر .
وأما في باطن الأمر : فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق ولئلا يغتر الناس بمقالات من أخطأ في مقالاته فلا ريب أنه مثاب على قصده ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم ...
ومن ردَّ على سعيد بن المسيِّب قوله في إباحته المطلقة ثلاثاً بمجرد العقد وغير ذلك مما يخالف السنة الصريحة ، وعلى الحسن في قوله في ترك الإحداد على المتوفى عنها زوجها ، وعلى عطاء في إباحته إعادة الفروج ، وعلى طاووس قوله في مسائل متعددة شذَّ بها عن العلماء ، وعلى غير هؤلاء ممن أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ومحبتهم والثناء عليهم .ولم يعد أحد منهم مخالفيه في هذه المسائل ونحوها طعناً في هؤلاء الأئمة ولا عيباً لهم . (الفرق بين النصيحة والتعيير)

__________________
منقول








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-09-04, 07:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذه فائدة مهمة:
كيف تعرفُ أنَّك في نُصحِك حقَّقتَ معنى النَّصيحةِ؟
كيف؟!
امتحانٌ يسيرٌ لن يعلمَ بنتيجتِهِ أحدٌ إلا ربُّ العالَمين -سبحانهُ وتعالَى-، مهما زيَّنتَ ظاهِرَك، ومهما جمَّلتَ لفظكَ، ومهما زوَّقتَ ظاهرَك، وحقيقتُك تُنادي بغيرِ ذلك؛ فأنت غيرُ قائم بما أوجبهُ الله عليكَ مِن معنى النَّصيحة!
أمَّا الامتحان؛ فمَبنيٌّ على قول النبيِّ الكريمِ -عليه الصَّلاة والسَّلام-: "لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يحبُّ لنفسِه" وهذا الحديثُ في "الصَّحيحين"، وزاد بعضُ أهل العلمِ خارج الصَّحيح -مِن رواة الحديث-: "من الخير"؛ "لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يحبُّ لنفسِه (من الخيرِ)".
لأنَّ بعض النَّاسِ مِن الممكن أن يَستكبرَ؛ يقول: لا؛ أنا أحب أن أشْمتَ في فلان حتى يشمتَ فلانٌ بي!!
الحديث جاء ليُبيِّنَ لك أنَّ حبَّ ذلك مرتبطٌ بالخير، وبالخير وحدَه.
وقد يكذبُ الإنسانُ على نفسِه عندما يَذكُر مثل هذا المعنى الظالِم المُظلمِ الذي فيه أنَّه يريد أن يُعيَّرَ، أو يُشمتَ به، أو سِوى ذلك.
فانظر إلى ما تُحبُّ أن يؤتَى إليك؛ فائتهِ إلى غيرِك.
هذا معيار النصيحةِ الصَّادقة: (إرادة الخير للمنصوح له).

مقطع مفرَّغ من محاضرة -مرئيَّة- بعنوان: "الدِّين النَّصيحة" لفضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله ونفع به-، والتي كانت بتاريخ: (27/12/2011م)، (15:06).
منقول









رد مع اقتباس
قديم 2013-09-04, 07:50   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(وينبغي أن:
ينصح له فيما بينه وبينه،
ولا يوبخه بين الملأ،
ولايطلع على غيبه أحدا.
فقد قيل: إن نصائح المؤمنين في آذانهم !
وقال جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره، فإن كان أخوه الذي نصح له صادقا في حاله، أحبه على نصحه، فإن لم يحبه وكره ذلك منه دل على كذب الحال، قال الله سبحانه وتعالى في وصف الكاذبين: (ولكن لا تحبون الناصحين) الأعراف:79
وقد كان بعض الصالحين يقول: أحب الناس إلي من أهدى عيوبي.
وقد كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول ويأمر الإخوان بذلك:" رحم الله امرءا اهتدى إلى أخيه عيوب نفسه".
ولكن قد قيل لمسعر بن كدام: تحب من يخبرك بعيوبك، فقال: إن نصحني فيما بيني وبينه فنعم، وإن قرعني في الملأ فلا.
ومن أخلاق السلف قال: كان الرجل إذا كره من أخيه خلقا عاتبه فيما بينه وبينه أو كاتبه في صحيفة..
وهذا لعمري فرق بين النصيحة والفضيحة فما كان في السر فهو نصيحة، وما كان على العلانية فهو فضيحة وقلما تصح فيه النية لوجه الله تعالى، لأن فيه شناعة، وكذلك الفرق بين العتاب والتوبيخ، فالعتاب ما كان في خلوة، والتوبيخ لا يكون إلا في جماعة، ولذلك يعاتب الله عز وجل رجلا من المؤمنين يوم القيامة تحت كنفه، ويسبل عليه ستره فيوقفه على ذنوبه سرا، ومنهم من يدفع كتاب عمله مختوما إلى الملائكة الذين يحفرون به إلى الجنة، فإذا قاربوا دخول الجنة، دفعوا إليهم الكتب مختومة فيقرؤونها، وأما أهل التوبيخ فينادون على رؤوس الأشهاد، فلا يخفى على أهل الموقف فضيحتهم، فيزداد ذلك في عذابهم.)
الكتاب : قوت القلوب- أبو طالب المكي

https://islamport.com/d/1/akh/1/108/775.html?zoom_highlightsub=%22%C7%E1%E4%D5%ED%CD%C 9+%E6%C7%E1%DD%D6%ED%CD%C9%22
__________________










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-04, 07:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

آداب النصيحة
خطبة للشيخ عبد العزيز آل الشيخ


أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، إن من أخلاق المؤمنين محبة بعضهم لبعض، ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))[1]، وإن من أخلاق المؤمنين مولاةَ بعضهم لبعض موالاةً تقتضي النصيحةَ والإخلاص لها، وتقتضي محبَّة المؤمن، وَ?لْمُؤْمِنُونَ وَ?لْمُؤْمِنَـ?تِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [التوبة:71]، ومن أخلاق المؤمنين تألم البعض بألم البعض، فهم كالجسد الواحد، يتألم الكل بتألُّم البعض، ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر))[2]، وهم كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضًا، متى ما اختلَّت لبنة من لبن البناء أدى إلى انهيار البناء وضعفه.


ومن أخلاق المؤمن أن المؤمن مرآة لأخيه المؤمن، إن رأى خيراً شجَّعه على الخير، ورغَّبه فيه، وحثه على الاستمرار عليه، وإن رأى خللاً، إن رأى خطأً، إن أبصر نقصاً، إن نظر إلى مخالفة للشرع، فإنه يسعى في تسديد أخيه المسلم، وفي نصيحته وفي إنقاذه من الخطأ، وفي دعوته للصواب. وَ?لْعَصْرِ إِنَّ ?لإِنسَـ?نَ لَفِى خُسْرٍ إِلاَّ ?لَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّـ?لِحَـ?تِ وَتَوَاصَوْاْ بِ?لْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِ?لصَّبْرِ [العصر:1-3].

أيها المسلم، إذاً فبذلُ النصيحة لإخوانك المسلمين أفراداً وجماعة دالٌّ على إيمانك وحبك الخير لإخوانك المؤمنين، وبذلُ النصيحة للمؤمنين أخلاق أنبياء الله عليهم جميعاً أفضل الصلاة وأتم التسليم.

هذا نوح يقول لقومه: وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ ?للَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف:62]، وهذا هود عليه السلام يقول لقومه: وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ [الأعراف:68]، وهذا صالح عليه السلام يقول لقومه: وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ ?لنَّـ?صِحِينَ [الأعراف:79]، وشعيب عليه السلام يقول لقومه: وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ ءاسَى? عَلَى? قَوْمٍ كَـ?فِرِينَ [الأعراف:93]، ومحمد أعظم خلق الله نصحاً لأمته لكمال شفقته ورحمته بهم قال تعالى عنه: لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِ?لْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة:128]، وهو القائل: ((ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدلَّ أمته على خير ما يعلمه لهم، وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم))[3]، وهو الآخذ بحجزنا عن النار، ولكننا نتفلَّت منه صلوات الله وسلامه عليه أبداً دائماً إلى يوم الدين. فلا خير إلا هدانا له وبينه لنا، ولا شر إلا بينه لنا وحذرنا منه، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.

أيها المسلم، مقتضى المحبة الإيمانية والأخوة الإسلامية، مقتضاها أن تبذل النصيحة لأخيك، عندما ترى مخالفةً ويقع نظرك على خطأ فتبذل النصيحة لأخيك المسلم إنقاذاً له من عذاب الله، وأخذاً بيده لما فيه صلاح دينه ودنياه، ولكن هذه النصيحة تحتاج إلى ضوابط لتكون نصيحة مؤثرة، نصيحة نافعة، نصيحة تؤدي الغرض منها.

فأولاً: إخلاصك في نصيحتك، فالحامل على النصيحة إخلاصٌ لله، ثم لأخيك المسلم، ليست نصيحتك رياءً وسمعة، ولا افتخاراً بها، ولا تعلٍ بها، ولا استطالة على الخلق، ولا أن يكون لك رفعة ومكانة، ولكنها نابعة من قلب صادق محب للخير، ساع له.
والمخلصون في نصيحتهم هم الذين يضعون النصيحة موضعَها، لا يتحدثون بها، ولا يفتخرون بها، ولكنها سرٌ وأمانة بينهم وبين من ينصحون له، لأن هدفهم وغايتهم صلاح أخيهم المسلم، واستقامة حاله، وحماية عرضه، وليس هدفهم الاستطالة والترفع على الناس.

وثانيا: ولا بد أن يكون هذا الناصح عالماً بما ينصح، فكم من متصوِّر للخطأ أنه صواب فيدعو إلى غير هدى، وينصح بلا علم، فربما أفسد أكثر مما يريد أن يصلح، إذاً فالعلم بحقيقة ما تنصح له، بأن تعلم الخطأ على حقيقته، وتعلم كيف تخلص أخاك المسلم من تلك الهلكة.

وثالثا: لا بد أن تكون بعيداً عن التشهير والتعيير والشماتة بالمخالف، فإن المعيِّر للناس الشامت بهم الفَرِح بعوراتهم المتطِّلعَ إلى عيوبهم الحريصَ على أن يرى العيب والخطأ فهذا ليس بناصح ولكنه مسيء وضاره.
وهذا النوع من الناس لا يوفَّقون للخير؛ لأنهم لم يقصدوا الخير أصلاً، وإنما اتخذوا الدين والخير وسيلةً للنيل ممن يريدون النيلَ منه. ولهذا ترى هذا الشامت وهذا الفَرِح بالعيوب والنقائص ينصح علانية، ويُظهر الأمر أمام الملأ لكي يَحُطَّ من قدر من يظنُّ أنه ينصحه، ولكي يُطْلع الناس على عيوب خفيَت عن الآخرين، فيكون بذلك مسيئاً لا مصيباً، ومفسداً لا مصلحاً، وفاضحاً لا ساتراً، ولهذا يُروى: ((من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله))[4]، وفي الأثر: ((لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك))[5].

أيها المسلم، النصيحة لجماعة المسلمين وأفرادهم، النصيحة للجميع، فنصحُك ـ أيها المسلم ـ عام لجميع المسلمين أفراداً وجماعة على قدر استطاعتك وقدر نفوذك، وكلٌ يؤدي ما يستطيع أداءَه.

أخي المسلم، إننا معشرَ البشر لا بد فينا من أخطاء، والمعصوم من عصم الله، فلا بد من أخطاء في البشر، نسي آدم فنسِيتْ ذريتُه، لا بد من أخطاء، ولو تبصَّر الإنسان في نفسه لأبصر عيوبَه وأخطاءه، واشتغل بها عن عيوب الآخرين، كلُّنا خطَّاء، وخير الخطائين التوابون، كلنا عرضةٌ للزلل والخطأ والتقصير في الواجب أو ارتكاب شيء مما خالف الشرع لو تبصر المسلم حقَّاً. فإذا كنا كذلك فالواجب على الجميع التناصح فيما بيننا، فلعل أخاك المسلم وقع في تلك المخالفة إما غفلةً منه، إما جهلا بالحكم، أو غفلةً وسهوا وسيطرة شهوات وهوى وجلساء سوء ودعاة ضلال، لعله عرض له أمر ظنَّ أن ما هو عليه حقٌّ والواقع أنه خطأ ومخالف للشرع.

أخي المسلم، إذاً فلا بد من ترويض نفسك على الصبر والاحتساب، ومخاطبة الناس على قدر عقولهم وأفهامهم، لتعلم حال من تنصحه، أخلاقُه تقبُّله لما تدلي إليه من نصيحة، حسن تقبُّله أو عدم تقبله، وكيف حاله وكيف طريقة نصحه؛ لأن هدفك الوصول إلى الحق، وإنقاذ المسلم مما هو واقع فيه من الخطأ.

أخي المسلم، فكن لله ناصحاً، وكن لعباد الله ناصحاً، نصيحةً تنبع من قلب مليء بالرحمة والمحبة والشفقة وحسن القصد، لا عن خيانة وغش واستطالة وترفُّع على الناس.

أخي المسلم، تجد مخالفةً في بيتك من أبناء وبنات وإخوان وأخوات وآباء وأمهات، فلا بد من نصيحة للجميع على قدر حالهم، تنصح أباك إن رأيت مخالفة، ولكن بأدب وشفقة وبر وإحسان ومعاملة بالمعروف، تراعي كبرَ السن، وتراعي أدب التحمُّل، وتراعي كل الظروف، وتنصح الأمَّ إن رأيت خطأ، وتنصح البنين والبنات، والإخوة والأخوات، وتنصح الأرحام والجيران، ولتكن النصيحة منك عامة للفرد والجماعة.

ترى مسلماً يتهاون بأمر الصلاة فتنصحه لله نصيحةَ الخير، ترغِّبه في الفريضة، وتبين له أهميتها، وأنها الركن الثاني من أركان الإسلام، وأنها عمود الإسلام، وأن المتخلف عنها والمضيِّع لها معرِّضٌ نفسَه لأن يوصف بالكفر والشرك.

ترى مسلماً يغلب على ظنك عدم أدائه الزكاة، وأنه ذو ثروة عظيمة، فتخوفه من الله فيما بينك وبينه، وتبيّن له عواقب منع الزكاة، وآثام مانعي الزكاة، وما يترتب على ذلك من الوعيد فيما بينك وبينه، فلعل موعظة تقع في قلبه، فتحركه للخير وتحمله على الجود بالواجب.

وترى من يقصر في صيامه أو يسيء فيه، أو من لم يؤدِّ الحج، وكل ذلك لتنصحهم لله.

ترى مسلماً جافياً لأبويه، عاقاً لهما، مسيئاً لهما، فتنصحه وتحذره من القطيعة، وتبين له عاقبة عقوق الرحم، وأن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، وأنه سبب لمحق بركة العمر والعمل والرزق والولد.

وترى من يقطع رحمه فتسعى في نصيحته وحمله على الصلة بالرحم وبر الأرحام والإحسان إليهم.

ترى مسلماً لا يتقي الله في معاملاته في البيع والشراء، فتنصحه لله، وتحذره من المخالفات.

ترى مسلماً انخدع بجلساء سوء، وشُلَل فساد ورذيلة، فتحذره من تلك المجتمعات الشريرة، وتربأ به إلى الخير، وتحذِّره من أولئك، ليكون على بصيرة من أمره، فيستقيم على الخير والهدى.

أيها المسلم، ومن خلال أي موقع أنت فيه فقد ترى من بعض المسؤولين شيئاً من المخالفة، فلا تدع النصيحة لله بينك وبين ذلك المسؤول، أن تبيِّن له الأخطاء التي ارتُكبت، والتقصير الذي حصل، والمخالفات التي وقعت، لتبين له الأخطاء لا نميمةً تسعى بها لتضر هذا وتنفع هذا، ولكن نصيحة للإصلاح والقيام بالواجب، وعدم الإخلال بالأمانة، وليكن ذلك بينك وبينه سراً، ليثِق بك ويعلم صدقَك وأن هدفك الخير والإصلاح. ولهذا تنصح أيَّ مسؤول كان، لكن مع التزام الأدب، وكتمان النصيحة وسريتها، لتؤدي غرضها، وتؤدي الهدف منها، أما من يشيع كل شيء قاله، وكل أمر نصح فيه، فإنما يريد مكانةَ نفسه، ولا يريد الخير للمسلمين.

فلنكن ـ إخوتي المسلمين ـ ملتزمين بهذا الأدب في نصيحتنا لأي فرد منا، وليكن ذلك بحكمة ولين ورفق حتى تؤدي النصيحة مفعولها، ولهذا يقول الله لنبيه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ?للَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ?لْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]، والله جل وعلا حذرنا من أن نشيع الفاحشة فينا، قال تعالى: إِنَّ ?لَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ?لْفَـ?حِشَةُ فِى ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ?لدُّنْيَا وَ?لآخِرَةِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النور:19].

قال بعض السلف: إن النصيحة علانية وتبيين معاصي العباد، إنه نوع من الهوان على الإسلام وأهله.

فليحذر المسلم أن ينشر معائب المسلمين، ويتحدث عن أخطائهم علانية، فلا يقبلوا منه نصيحةً إن نصح، ولا يقبلوا منه توجيها إن وجَّه؛ لأنهم يعلمون أنه يتاجر بتلك النصيحة، يريد بها مكانة لنفسه وعزاً لنفسه، وهو لا يدري أنه بذلك أسخط ربه، لأن الناصح الهادف من نصيحته يتلمَّس الخير ويبحث عن الطرق التي يوصل بها النصح لكي يستفيد ويفيد.

همُّه إصلاح المسلمين، لا همُّه مصلحته الذاتية، ولا يتخذ من النصيحة وسيلة لتجريح الناس وعيبهم، والسعي بالنميمة فيما بينهم، فيفرق أخوَّتهم، أو يحدث النزاع بينهم، إنما يهدف من نصيحته التوفيق والإصلاح: إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ?لإِصْلَـ?حَ مَا ?سْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِ?للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ [هود:88] هكذا يقول شعيب عليه السلام، ونوح يقول لقومه: وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِى إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ [هود:34]، لأنه أدام النصحَ لهم، أخبر الله عنه أنه دعا قومه لله سراً وجهاراً ليلاً ونهاراً، كل ذلك حرص على هدايتهم، وحرص على صلاح قلوبهم، والأمر بيد الله.

إنما على المسلم أن ينصح لله الأفراد والجماعة، وكل على قدر حاله، وكل على حسب منزلته، وأن الأدب في النصيحة والإخلاص فيها وكتمانها وإيصالها إلى المنصوح بالطرق الجيدة، أن ذلك يترك أثراً عظيماً، أما الشماتة بالناس، ونشر عيوبهم، والتحدث عن أخطائهم، وكأنه أعطي أماناً من الخطأ، وكأنه أعطي عصمةً من الزلل، فهذا الدرب من الناس لا همّ لهم إلا تجريح الناس، والنيل منهم، فعياذاً بالله من حالة السوء، أما المؤمن فهو بخلاف ذلك، وليٌّ لأخيه، يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، هو الغفور الرحيم.

----------------------------------------------

[1] أخرجه البخاري في الإيمان (13)، ومسلم في الإيمان (45) من حديث أنس رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري في الأدب (6011)، ومسلم في البر (2586) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.

[3] أخرجه مسلم في الإمارة (1844) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في حديث طويل بنحوه.

[4] يروى مرفوعا، أخرجه الترمذي في الزهد (2505) من طريق خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وقال: "هذا حديث غريب، وليس إسناده بمتصل، وخالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل"، وفي إسناده أيضا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني متهم بالكذب، ولذا أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات، وحكم عليه الألباني أيضا بالوضع في السلسلة الضعيفة (178). ويروى عن الحسن البصري رحمه الله، أخرجه عبد الله في زوائد الزهد (ص281) بإسناد ضعيف.

[5] يروى مرفوعا، أخرجه الترمذي في الزهد (2506)، والطبراني في الأوسط (3739)، والقضاعي في مسند الشهاب (917) من طريق مكحول عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، وحكم عليه ابن الجوزي والقزويني بالوضع، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6245).

__________________










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-04, 07:52   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ich.lamine
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم اجعلنا من الناصحين المتقبل نصيحتهم
اللهم وفق اخواننا لتعلم اللين والرفق امتثالا لقول الله سبحانه ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )

وادراك ان التشدد وغلظة الكلمات تسبب النفور لقوله تعالى ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )
أخي بارك الله فيك على منشورك فقط حاول ان تعلم ( ان خير الكلام ماقل ودل ) ^_^










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-04, 08:03   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخ لمين جزاك الله خيرا لكن خير الكلام ما قل ودل هذا للعامي مثلي ومثلك اما كلام العلماء مهم جدا نشره لا نمل منهم والذي يتربى بين الكتب واقوال العلماء لا تهمه هذه العبارة......والفرق بين النصيحة والفضيحة لكن الدعوة الى الله ومحاربة البدع والمحدثات احيانا تطلب الى اللين في مواضع واحيانا الى الشدة في مواضع يعني ترغيب وترهيب ..










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-04, 08:05   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حوار مع العلامة الشيخ الألباني - رحمه الله -
حول الرفق والشدة في الدعوة
.
_____________
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد ..
فهذا كلام لفضيلة الشيخ العلامة المحدّث الألباني - رحمه الله - في شريط رقم : ( 595 ) ضمن تسجيلات سلسلة الهدى والنور ، وهو عبارة عن حوار بين الشيخ وأحد الأشخاص حول الرفق والشدة في الدعوة، قام بتفريغه أحد الإخوة الفضلاء ـ جزاه الله خيرًا ـ، مع تصرف يسير مني، وقد رُمِز لكلام الشيخ في هذا الحوار بكلمة ( الشيخ )، ورُمِزَ لكلام المحاور بكلمة ( السائل ) .

والله نسأل أن ينفع به

( السائل: أن السلفيين مشهور عنهم - فيما أراه أنا - الشدة وقلة الرفق في الدعوة هذا رأيي أنا ؟
الشيخ : أنت منهم ؟
السائل : أرجو ذلك .
الشيخ: ترجو ذلك، أنت منهم يعني أنت سلفي .
السائل : نعم .
الشيخ : طيّب أنت من هؤلاء السلفيين المتشددين ؟
السائل : لا أُزكي نفسي . .
الشيخ : القضية الآن ليست قضية تزكية، قضية بيان واقع، وقضية كما قلنا أنت الآن تثير السؤال هذا من أجل التناصح فأنا لمّا أسألك أنت من هؤلاء المتشددين ؟ ، ما يرد هنا موضوع أنا لا أزكي نفسي ؛ لأنك تريد أن تبيّن الواقع بمعنى لو سألتني هذا السؤال أقول لك : أنا فيما أظن لست متشددا ، لكن هذا لا يعني أني أزكي نفسي؛ لأني أخبر عن واقعي ففكر في السؤال .
السائل : نعم جوابي يا شيخ مثل جوابك
الشيخ : إذن لا يصح أن نطلق أن السلفيين متشددون ، والصواب أن نقول : بعضهم متشددون واضح إلى هنا .
السائل : نعم .
الشيخ: فإذن نقول أن بعض السلفيين عندهم أسلوب في الشدة، لكن تُرى هل هذه الصفة صفة اختص بها السلفيون ؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذن ما الفائدة وما المغزى من مثل هذا السؤال ؟ ! هذا أولاً .. وثانيا هل اللين الذي قلنا هو الواجب هل هو واجب دائما وأبدا ؟
ا السائل: أبدا لا .
الشيخ : فإذن لا يصح لك ولا لغيرك أن تصف أولا نخرج بالنتيجة التالية :
لا يجوز لك ولا لغيرك أن تصف طائفة من الناس بصفة تعممها على كلهم جميعًا .
وثانيا : لا يجوز لك أن تطلق هذه الصفة على فرد من أفراد المسلمين سواء كان سلفيا أو خلفيًا في حدود تعبيرنا إلا في جزئية معيّنة مادام اتفقنا أن اللين ليس هو المشروع دائما وأبداً؛ فنحن نجد الرسول عليه السلام قد استعمل الشدة لو فعلها سلفيّ اليوم لكان الناس ينكرون عليه أشد الإنكار .
مثلا : لعلك تعرف قصة أبي السنابل ، تذكر هذه القصة ؟
السائل : لا .
الشيخ: امرأة مات زوجها وهي حامل فوضعت، فكان بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحامل المتوفى عنها زوجها تنقضي عدتها بوضعها لولدها فيقول الحديث وهو في صحيح البخاري : أنها بعد أن وضعت تشوّفت للخطاب وتجمّلت وتكحّلت فرآها أبو السنابل وكان خطبها لنفسه فأبت عليه فقال لها : لا يحل لكِ إلا بعد أن تنقضي عدة الوفاة - كقاعدة وهي أربعة أشهر وعشرة أيام - وهي فيما يبدو أنها امرأة تهتم بدينها فما كان منها إلا أنها تجلببت وسارعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ما قال لها أبو السنابل فقال عليه السلام : " كذب أبو السنابل " .
هذه شدة أم لين ؟
السائل : نعم شدة .
الشيخ : ممن ؟ من أبو اللين ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) إذن ليس مبدأ اللين بقاعدة مطردة كما اتفقنا آنفًا، وإنما ينبغي على المسلم أن يضع اللين في محله والشدة في محلها.
كذلك مثلا : كما جاء في مسند الإمام أحمد لمّا خطب عليه الصلاة والسلام خطبة، قام رجل من الصحابة وقال له :ما شاء الله وشئت يا رسول الله قال : " أجعلتني لله ندا ؟! قل ما شاء الله وحده" .
شدة أم لين ؟
السائل: أسلوب قول النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : يعني هذه أُسمّيها أنا حيدة ، لأنك ما أجبتني كما أجبتني من قبل، لمّا قلتُ لك أبو السنابل قال في حقه :" كذب أبو السنابل " شدة أم لين ؟! هذه شدة .
السائل: هذه شدة نعم .
الشيخ : وهذه الثانية ؟
السائل : فقط بيّنَ له قال : " أجعلتني لله ندًا " .
الشيخ : هذه حيدة - بارك الله فيك - أنا ما أسألك بيّنَ أم لم يُبيّن ، أنا أسألك شدة أم لين ؟ لماذا الآن اختلف منهجك في الجواب ؟
من قبل ما قلتَ بيّن له قال له : " كذب أبو السنابل " هو بيّن لكن هذا البيان كان بأسلوب هيّن ليّن كما اتفقنا أنه القاعدة أم كان في شدة ؟
قلتَ بكل صراحة كان فيه شدة ، والآن ما عدى عمّا بدى في السؤال الثاني ؟
السائل : السؤال الثاني لم يَقُل له كاذبا قال : " أجعلتني لله ندا " .
الشيخ : الله أكبر هذا أبلغ في الإنكار - بارك الله فيك - .
قال أحد الحضور : يا شيخنا قال : " بئس الخطيب ‍أنت " في رواية مسلم .
الشيخ : نعم في قضية أخرى ، تذكر هذا الحديث ؟
من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى قال : " بئس الخطيب أنت " شدة أم لين ؟
السائل : شدة نعم .
الشيخ : المهم - بارك الله فيك - في هناك أسلوب لين وفي هناك أسلوب شدة .
الآن بعد أن اتفقنا أنه ليس هناك قاعدة مطردة، مطردة على طول لين لين لين على طول، شدة شدة شدة على طول
السائل: نعم .
الشيخ : إذن تارة هكذا ، وتارة هكذا .
الآن حينما يُتهم السلفيون بعامة إنهم متشددون أَلا تَرى أن السلفيين بالنسبة لبقيّة الطوائف والجماعات والأحزاب هم يهتمّون بمعرفة الأحكام الشرعية وبدعوة الناس إليها أكثر من الآخرين ؟
السائل: لا شك .
الشيخ : لا شك - بارك الله فيك - إذن بسبب هذا الاهتمام الذي فاق اهتمام الآخرين من هذه الحيثية ، الآخرون يعتبرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو كان مقرونا باللين هذا شدة، بل بعضهم يقول هذا ليس زمانه اليوم، بل بعضهم غلا وطغى وقال البحث في التوحيد يفرق الصفوف اليوم !
فإذن - بارك الله فيك - الذي أريد أن أصل معك هو أن القضية نسبيّة يعني إنسان ليس متحمس للدعوة وخاصة للدخول في الفروع التي يسمّونها بالقشور أو أمور ثانوية فهو يعتبر البحث مقرونا بالأسلوب الحسن يعتبره شدة في غير محلها .
لا ينبغي أنت سلفي مثلنا أن تشيع بين الناس ولو هؤلاء الناس القليل الآن، وتذكر أن السلفيين متشددون، لأننا اتفقنا بعضهم متشدد وهذا لا يخلو حتى الصحابة فيهم اللين وفيهم المتشدد .
ولعلك تعرف قصة الأعرابي الذي همّ بأن يبول في المسجد فماذا همّ به الصحابة ؟
همّوا بضربه، هذا لين أم شدة ؟
السائل : شدة .
الشيخ: شدة ، لكن ماذا قال لهم الرسول ؟ : " دعوه " .
فإذن قد لا يستطيع أن ينجو من الشدة إلا القليل من الناس، لكن الحق أن الأصل في الدعوة :أن تكون على الحكمة والموعظة الحسنة، ومن الحكمة أن تضع اللين في محله، والشدة في محلها .
فأن نصف إذن خير الطوائف الإسلامية التي امتازت على كل الطوائف بحرصها على اتباع الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح بالشدة هكذا على الإطلاق ما أظن هذا من الإنصاف في شيء بل ومن الشرع في شيء
أما أن يقال فيهم فمن الذي يستطيع ينكر ، فمادام الصحابة فيهم من كان متشددا في غير محل الشدة فأولى وأولى في الخلف من أمثالنا – [ خلف في المعنى اللغوي ] - أن يوجد فيها متشدد .
ثم الآن نتكلم عن شخص بعينه هب إنه هيّن ليّن هل ينجو عن استعمال الشدة في غير محلها ؟
السائل : لا أبدا .
الشيخ : فإذن - بارك الله فيك - القضية مفروغ منها، وإن الأمر كذلك فما علينا غير أن نتناصح إذا رأينا إنسانا وعظ ونصح وذكّر بالشدة في غير محلها ذكّرناه فقد يكون له وجهة نظر فإن تذكر فجزاه الله خيرا، وإن كان له وجهة نظر سمعناها منه وينتهي الأمر .
السائل : كثير من السلفيين يا شيخ يستخدمون الشدة ولا يستخدمون اللين، يستخدمون الشدة في غير موضعها، ولا يستخدمون الرفق في موضعه، وليسوا قليل - نحن نقول كل الطوائف تفعل هذا- لكن ليس قليل ، وأنا في سؤالي لا أقيس السلفيين على غيرهم من الطوائف الأخرى لا يهمني أمر الطوائف الأخرى، يهمني أمر السلفيين، كثير من السلفيين وليسوا قليل يصدون عن المنهج السلفي بأسلوب عدوتهم للناس وليسوا قليل هؤلاء ، أنا قصدتُ من السؤال الذي يسجله الأخ محمد أن توجه نصيحة إلى من ابتلوا بالشدة وبضيق الصدر هذا هو المقصد من السؤال .
الشيخ: بارك الله فيك توجيه النصيحة ما يحتاج من واحد مثلي أن يوجه نصيحة والسلفيين وغير السلفيين يعلمون الآية التي ذكرناها آنفا : } ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ويقرؤون أكثر من غيرهم حديث السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ حينما جاء ذلك اليهودي مُسلّما على النبي صلى الله عليه وسلم لاويا لسانه قائلا : السام عليكم، فسمعها هذا السلام الملوي فانتفضت وراء الحجاب حتى تكاد تنفلق فلقتين كما جاء في الحديث غضبا فكان جوابها : وعليكم السام واللعنة والغضب إخوة القردة والخنازير ، أما الرسول فما زاد على قوله له : " وعليك " فلما خرج اليهودي من عند الرسول عليه السلام أنكر عليه الصلاة والسلام
عليها وقال لها : " يا عائشة ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه " قالت :يا رسول الله ألم تسمع ما قال، قال لها : " ألم تسمعي ما قلتُ " .
فإذن السيدة عائشة التي رُبّيت منذ نعومة أظفارها في بيت النبوة والرسالة ما وسعها إلا أن تستعمل الشدة مكان اللين، فماذا نقول في غيرها من السلفيين - كما تقول - وهم لم يُربّوا في بيت النبوة والرسالة بل أنا أقول الآن كلمة ربما طرقت سمعك يومًا ما من بعض الأشرطة المسجلة من لساني أو لا .
إن آفة العالم الإسلامي اليوم مقابل ما يقال بالصحوة الإسلامية هو أن هذه الصحوة لم تقترن بالتربية الإسلامية ما في تربية إسلامية اليوم؛ لذلك فأنا أعتقد أن أثر هذه الصحوة العلمية سيمضي زمن طويل حتى تظهر آثارها التربوية في الجيل الناشيء الآن في حدود الصحوة الإسلامية .
إنما هي تصرفات أفراد لكن هؤلاء الأفراد يعيشون تحت رحمة الله عز وجل فمنهم القريب، ومنهم البعيد، ولذلك فمن الناحية الفكرية والعلمية سوف لا تجد من يخاصمك ويخالفك في أن الأصل في الدعوة أن تكون باللين والموعظة الحسنة لكن المهم التطبيق، والتطبيق هذا يحتاج إلى مرشد إلى مربي يربي تحته عشرات من طلاب العلم وهؤلاء يخرجون من يد هذا المربي مربين لغيرهم وهكذا تنتشر التربية الإسلامية رويدا رويدا بتربية هؤلاء المرشدين لمن حولهم من التلامذة .
وبلا شك الأمر كما قال تعالى ) : وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ. ) ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الأمة الوسط لا إفراط ولا تفريط .
السائل: جزاك الله خيرا يا شيخ .
قال أحد الحضور : يا شيخ أحيانا حينما يلاقي السّني ممن يقابله من أهل البدع عتوا واستكبارا يعني كما الله عز وجل أمر موسى باللين مع فرعون ومع ذلك قال له : ( وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا ) يعني يا شيخ نحن في الكلية كانوا والله دكاترة يستهزؤوا بنا حينما تقول لهم قال الرسول . . يعني فإذا خرج الإنسان عن طوره، واستعمل الشدة معهم، الشدة يعني لا يقال هنا شدة، ويعجبني المثل سمعته منك شيخنا: قال الحائط للوتد لِمَ تشقني قال سل من يدقني .
الشيخ: صحيح .
الشيخ : على كل حال نسأل الله أن يؤتينا الحكمة وهي أن نضع كل شيء في محله .
قال أحد الحضور : يا شيخ في أحكام الجنائز قول ابن مسعود لما قال رجل : استغفروا لأخيكم . قال : لا غفر الله له.
الشيخ: مع هذه أمثلة كثيرة جدا، يذكرنا الأخ أبو عبد الله بأثر، أن رجلاً من الصحابة لعله عبد الله بن مسعود، أو عبد الله بن عمر .
قال أحد الحضور : عمر نفسه .
الشيخ : عمر نفسه ؟
قال أحد الحضور : عمر نفسه لمّا قال رجل : استغفروا لأخيكم . قال : لا غفر الله له .
الشيخ: ما رأيك بهذا ؟
لا شك أنك أنت أول واحد لو رأيت أنا أقول هذه الكلمة، تقول الشيخ متشدد، لكن هنا يقوم في نفس المُنكِر الغَيرة على الشريعة فتحمله أن يقسوا في العبارة، الآخر الذي يتفرج ليس في موضع هذه الغيرة التي ثارت في نفس هذا الإنسان فيخرج منه هذا الكلام، وهنا يقولون عندنا في سوريا : " شو هذه الشدة يا رسول الله " ، هذه لهجة سوريا خطأ، يخاطبوا الرسول يعني كأن هذه الشدة طالعة من الرسول وهم يعنون هذا الإنسان .
فسبحان الله ! يعني المسألة ينبغي أن تراعى جوانبها من كل النواحي حتى الإنسان يكون حُكمه عدلا
ثم أيضًا ـ مما يبدو لي الآن ـ من أسباب إشاعة هذه التهمة [ إذا صح أنها تهمة ] عن السلفيين، تعرف أنت أن من كثر كلامه كثر خطؤه، فالذين يتكلمون في المسائل الشرعية هم السلفيون، ولذلك فلا بد لأن يخطئوا لكثرة ما يتكلمون ؛ فيتجلى خطؤهم، ومن هذا الخطأ الشدة عند الآخرين الذين لا يجولون ولا يخوضون في هذه القضايا بينما لو نُظِرت هذه الشدة في عموم ما يصدر منهم من نصح على العدل وعلى الإنصاف واللين لوجدنا من مثل بعض التي ذكرناها عن بعض السلف وأمام الرسول عليه السلام فيها شدة، ولكن هذه الشدة لا تسوغ لنا أن ننسب هؤلاء الصحابة الذين وقعوا في مثل هذه الشدة في جزئية معيّنة أنهم كانوا متشددين، وإنما قد يقع كما قلنا أنا وأنت وغيرك في شيء من الشدة ) انتهى .










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-04, 08:17   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ich.lamine
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرالجزائري مشاهدة المشاركة
اخ لمين جزاك الله خيرا لكن خير الكلام ما قل ودل هذا للعامي مثلي ومثلك اما كلام العلماء مهم جدا نشره لا نمل منهم والذي يتربى بين الكتب واقوال العلماء لا تهمه هذه العبارة......والفرق بين النصيحة والفضيحة لكن الدعوة الى الله ومحاربة البدع والمحدثات احيانا تطلب الى اللين في مواضع واحيانا الى الشدة في مواضع يعني ترغيب وترهيب ..
صدقت أخي ربي يوفقك









رد مع اقتباس
قديم 2013-09-04, 09:26   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الهمــام
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي سمير، و جزاك خيراَ










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-07, 15:37   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيك بارك الله اخي ابو عبد الله










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-07, 16:11   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
molina900
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(الفرق, النصائح, النصيحة, اصحاب, والتعيير)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc