بسم الله الرحمن
فرقوا بيني و بينك
ما بين الجدار و القرية حواجز متعددة أقامها المحتل الصهيوني , أقدامها ترهلت من شدة الألم , الفكر ضاع في التهم , ابن في المعتقل و زوج استشهد بصاروخ عليهم اطل في ليلة من ليالي الجنون الإسرائيلي المحتل. ما بين الجدار و القرية حوادث كثيرة حصلت و تحصل كل يوم , حين تزور أمها في الجهة الأخرى من الجدار يلزمها عشرة الآلف من الأمتار رغم انه كان الباب في الباب لا يفصل بينها سوى شارع لا يتعدى البضع الأمتار.
انه زمن التراجع و الأوهام , دورية مدججة بالسلاح , جنود يحملون الحقد في عيون ذئاب تحوم حول الدار, تمر بالصباح , تداهم المنزل , و ترجع بالمساء بحجة أنهم نسوا قبعة أو أي شيء افتعلوه من العدم .
لكنها في الأصل إنسانة تربت على السلاح , تفهم أصول لعبة المحتل, فلسطينية أصيلة في الدم , فهمت من العيون ما بداخل الرجس النذل , اصطحبته إلى ركن خلف الدار وأطلقت عليه رصاصة من نار و قالت له في عز و افتخار ما منا من ترتكب فضيحة أو عار ..
فرقوا بيني و بينك أماه بجدار
أنا طريدة و القلب اكتوى بالنار
بين القلب والقلب يفصل و صار
الدمع من الشوق مشى و سار
في القدس ,عرابيد تدنس ليل ونهار
أنا مسلم بالعدد أفوق المليار
أمام العدو ضعف ,وهن و انحدار
بوحدة و أمل و إخاء يجلب انتصار
في المهد أطفال تحي أبطال صغار
ماتوا شهداء بكل عز و بكل افتخار
إلى متى و الأرض تقطع و تقسم , بحواجز و جدار خنق الأنفاس و امة الإسلام صامتة ما تتقدم , إلى متى و فلسطين تنعي الضحايا و بيوت تتهدم ,إلى متى تسلب اليهود أرضا ثم أرضا كل مرة تستزيد و تتقدم , إلى متى يسرق القدس منا و نحن ننعم , إلى متى يخنق شعب غزة , لا معين كي لا يهزم , إلى متى تصرخ النساء في فلسطين : يا عرب متى سنفهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ الى متى ؟
نورالدين عبد الكريم