السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جاء في حكمة بليغة : أن المؤمن لسانه من وراء قلبه، إن تكلم بكلمة مرت على قلبه، فإن أنكرها تورع عنها ، وإن أقرها تكلم بها
...
نعم هده هي صفة أهل السنة في غيرتهم على الدعوة النقية الصافية من براثن الشرك و البدع أو في خلافاتهم فيما بينهم، قوم أطهار يطلبون المعاذير، ويبعدون عن أنفسهم قول السوء وظن السوء، ويدركون حجم الأذى الذي قد تمثله كلمة في غير موضعها.
و أنبه أحبتي ونحن في هذا العالم الإفتراضي يجب أن ندرك تمام الإدراك أن اختلاف الرؤى أمر وارد و لابد أن نتقبله بصدر رحب .
فالحلم فالحلم يار عاكم الله.
و لهؤلاء الأحبة أقول حاول أن يكون وعيك مؤثرا على مشاعرك أثناء ردك.نابعا من سماحة شريعتنا الغراء.فليس هناك مجال للإساءة بالألفاظ البذيئة،! و لابد أن تضع نصب عينيك بأن الحوار والمناقشة الهادئة و النصيحة والحجة البينة من السبل التي تنقل فكرة المرء من الفجاجة إلى النضج..! و تجعلها جواز مرور إلى القلب.
ورحم الله عبدا أخلص نيته لله وخلصها من حظوظ نفسه والانتقام لها .
و لتعلم أخي "أخيتي" أن ردك السيء ليس إساءة لذاتك و فقط بل يتعدى ليكون التعميم على المنهج القويم الذي تحمله -ممن يتربصون الفرص-
و من كل أعماق قلبي أوجه نصيحتي لإخوتي و أخواتي قبل الحكم على نصيحة الغير و التصدي لها الإطلاع على كنه المعنى وتجريده من لباس العبارة، حاول أن تجرد قلبك عن النفرة والميل ثم أعط النظر حقه ناظرًا بعين الإنصاف ولا تكن ممن ينظر في نصيحة أصحابه ومَن يحسن ظنه نظرًا تامًا بكل قلبه، ثم ينظر في نصيحة من تخالفهم الرأي ومَن تسيء ظنك بهم كنظر الشزر والملاحظة ، فالناظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ، والناظر بعين المحبة عكسه.ولتعرض كل ذلك في ميزان الشرع.
نصيحتي لبعض الإخوة السلفيين تريثوا كثيرا فليس هذا أسلوب يمكن أن نتخذه في الدعوة إلى الله -لست أقصد أحدا -فو الله أكن لكم كل التقدير والاحترام و المحبة و أشكر جهودكم مشرفين و أعضاء ، لكني متأسف على كثير من الردود التي لا ترقى إلى مستوى مشاركاتكم القيمة.
و في الحقيقة ما لمسته في واقعنا اليوم أن أول عثرة تحتسب على بعض الإخوة السلفيين من العامة هو فضاضة الأسلوب في الدعوة !
ولم يكن هذا من هدي حبيبنا المصطفى صلى الله عليه و سلم .
قال الله تعالى " و لو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك "
أقول هذا ونسأل الله الإخلاص في القول و العمل
أخوكم المحب يوسف زكرياء