كم عدد الأنبياء والرسل الذين صلّوا خلف النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المسجد الأقصى
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يرد شيء ثابت واضح قاطع في عدد الأنبياء والرسل الكرام الذين صلوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الأقصى المبارك ليلة الإسراء والمعراج، حيث لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك عدداً أو رقماً معيناً.
إلا أن العلماء قالوا إن عدم الدلالة على عدد معين أو أسماء معينة من الأنبياء يدل على أن جميع الأنبياء ورسل الله صلى الله عليهم وسلم أجمعين اجتمعوا في المسجد الأقصى المبارك وصلوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما نميل إليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعين عدداً أو نوعاً ما من الأنبياء أو الرسل (مثل أولي العزم أو أنبياء بني إسرائيل أو غيرهم) وإنما أطلق لفظ الأنبياء مدللاً بذلك على أن جميعهم كانوا هناك.
وبالنسبة لعدد الأنبياء ففيه اختلاف بين بعض العلماء تبعاً لتعدد الروايات واختلافها بين الضعيف والحسن والصحيح .. وقد ورد ذكر عدد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام في حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان وصححه الألباني، والحديث مروي عن أبي ذر قال: "قلت: يا رسول الله، أي الأنبياء كان أول؟ قال: آدم. قلت: يا رسول الله، ونبي كان؟ قال: نعم، نبيُّ مكلَّم. قلت: يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضعة عشر جماً غفيراً".
وفي رواية عن أبي أمامة في مشكاة المصابيح عن أبي ذر قال: "قلت: يا رسول الله، كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً".
إذن فبحسب هذه الرواية فإن عدد الذين صلوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم هو 124 ألف نبي ورسول كريم عليهم الصلاة والسلام أجمعين، ومنهم بالطبع خمسة وعشرون نبياً ورسولاً ذكروا في القرآن الكريم وبينهم كما نعلم الخمسة الأنبياء أولو العزم عليهم الصلاة والسلام.
ومن الجدير بالذكر بأن هناك بعض الأقوال الضعيفة جداً لبعض المؤرخين التي حددت عدد الأنبياء الذين صلوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أو ستة هم أولو العزم وبعض الأنبياء فقط..!! وهذا قول ضعيف لا دليل عليه إطلاقاً ولا ندري من أين جاء به من جاء.. وإنما الدليل قام على أن الأنبياء عموماً صلوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي فعددهم كان مائة وأربعة وعشرين ألفاً على الأرجح والله تعالى أعلم.
والله اعلى واعلم