وفيك بركة
"قف للمعلم ووفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا" عبارة لا تفارق ذاكرتي، كلما رجعت بها إلى مرحلة التعليم الابتدائي، لأتذكرها مخطوطة بالبند العريض على حائط مدخل المؤسسة التعليمية ،آنذاك تستحضرني هبة المقام ،وهامة ذلك المعلم الذي بشر بالرسالية لعظمة ونبل رسالته ، فيكفي منه ململة رأسه، لتعيد مراجعة نفسك وسلوكك بحضرته.
رجال، نتذكر حرقتهم في تبليغ رسالة العلم والتربية، ولو ساءت في بعض الأحوال وسائلهم في عقاب المتخلف والمتكاسل في العطاء ، فما بين لحظة عتاب وعقاب ، تأتي لحظة، تجده أقرب الناس إليك بحنانه، فيقوم اعوجاجك وينعش ذاكرتك ويوجه سلوكك ، ولن ينسى البعض منا، تلك الزيارات الخاطفة التي كان يقوم بها معلمونا بين أزقة الدروب، بحثا عن متغيب أو متسكع في أجنحة الليل ، فيكون مصيره التأنيب، ولا يكون من رد فعل أبويه سوى الكلمة المشهورة " انت اذبح وأنا نسلخ" عبارة تعبر عن مدى تقاسم الأدوار التي كانت تربط المؤسسة والبيت ، والمعلم والأبوين .
ما أجمل قول شوقي و دقته حين يقول عن المعلم: أرأيت أكرم أو أعز من الذي يبني و ينشيء أنفساً و عقولا
السؤال الأهم هو من الذين نتذكرهم؟