فَوَائِدٌ مُخْتَارَةٌ مِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْفَاتِحةِ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فَوَائِدٌ مُخْتَارَةٌ مِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْفَاتِحةِ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-05-08, 23:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فتحي الجزائري
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية فتحي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










Lightbulb فَوَائِدٌ مُخْتَارَةٌ مِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْفَاتِحةِ

بسم الله الرحمان الرحيم
*******************

فَوَائِدٌ مُخْتَارَةٌ مِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْفَاتِحةِ
ــــــــــــــــ
لماذا سُميتْ هذه السورة بالفاتحة؟
سورة الفاتحة سمِّيت بذلك؛ لأنه افتتح بها القرآن الكريم؛ وقد قيل: إنها أول سورة نزلت كاملة.

لماذا سُميتْ هذه السورة بأُمّ القرآن؟
هذه السورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطُرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سمِّيت (أم القرآن)[1]؛ والمرجع للشيء يسمى (أُمًّا).

ما هي مميزات سورة الفاتحة؟
هذه السورة لها مميزات تتميّز بها عن غيرها؛ منها:
· أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين: فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.
· ومنها أنها رقية: إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: (وما يدريك أنها رقية)[2].

:: ذِكْـرُ بعض بِدع النَّاسِ في سورةِ الفاتحةِ ::
ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة:
· فصاروا يختمون بها الدعاء.
· ويبتدئون بها الخُطب.
· ويقرؤونها عند بعض المناسبات.
وهذا غلط: تجده مثلًا إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: (الفاتحة)، يعني اقرؤوا الفاتحة؛ وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه، أو في أحواله وهذا أيضًا غلط؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف، والاتِّباع.


=====================================


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ


فائـدة عقديـة: هل الرحمة التي أثبتها الله سبحانه وتعالى لنفسه في البسملة حقيقية؟! وما الدليل؟
الرحمة التي أثبتها الله لنفسه رحمة حقيقية دلّ عليها السمع، والعقل.
ـ أما السمع: فهو ما جاء في الكتاب والسُّنَّة من إثبات الرحمة لله، وهو كثير جداً.
ـ وأما العقل: فكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة فهو من آثار رحمة الله.

الرد على أهل التحريف ممـَّن حَرَّف الرحمة الحقيقية إلى الإنعام أو إرادة الإنعام
أنكر قوم وصف الله تعالى بالرحمة الحقيقية، وحرّفوها إلى الإنعام، أو إرادة الإنعام، زعماً منهم أن العقل يحيل وصف الله بذلك؛ قالوا: (لأن الرحمة انعطاف، ولين، وخضوع، ورقة؛ وهذا لا يليق بالله عزّ وجلّ).
والرد عليهم من وجهين:
ـ الوجه الأول: منع أن يكون في الرحمة خضوع، وانكسار، ورقة؛ لأننا نجد من الملوك الأقوياء رحمة دون أن يكون منهم خضوع، ورقة، وانكسار.
ـ الوجه الثاني: أنه لو كان هذا من لوازم الرحمة، ومقتضياتها فإنما هي رحمة المخلوق؛ أما رحمة الخالق سبحانه وتعالى فهي تليق بعظمته، وجلاله، وسلطانه؛ ولا تقتضي نقصاً بوجه من الوجوه.

* ثم نقول: إن العقل يدل على ثبوت الرحمة الحقيقية لله عزّ وجلّ، فإن ما نشاهده في المخلوقات من الرحمة بَيْنها يدل على رحمة الله عزّ وجلّ؛ ولأن الرحمة كمال؛ والله أحق بالكمال؛ ثم إن ما نشاهده من الرحمة التي يختص الله بها ـ كإنزال المطر، وإزالة الجدب، وما أشبه ذلك ـ يدل على رحمة الله.
* والعجب أن منكري وصف الله بالرحمة الحقيقية بحجة أن العقل لا يدل عليها، أو أنه يحيلها، قد أثبتوا لله إرادة حقيقية بحجة عقلية أخفى من الحجة العقلية على رحمة الله، حيث قالوا: إن تخصيص بعض المخلوقات بما تتميز به يدل عقلاً على الإرادة؛ ولا شك أن هذا صحيح؛ ولكنه بالنسبة لدلالة آثار الرحمة عليها أخفى بكثير؛ لأنه لا يتفطن له إلا أهل النباهة؛ وأما آثار الرحمة فيعرفه حتى العوام، فإنك لو سألت عامياً صباح ليلة المطر: (بِمَ مطرنا؟)، لقال: (بفضل الله، ورحمته).

:: مسألـة فقهيـة: هل البسملة آية من الفاتحة أم لا؟!::
في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة؛ ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق السورة.

ـ الدليل النصي على أن البسملة ليست من سورة الفاتحة
قد جاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ:
(قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ
فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي.
وَإِذَا قَالَ : (الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ)
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي.
وَإِذَا قَالَ: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)
قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي
فَإِذَا قَالَ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ.
فَإِذَا قَالَ: (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) ... إلخ
قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ)[3].
وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ وفي الصحيح عَنْ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: (صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وَأَبِي بَكْرٍ ‏وَعُمَرَ‏ ‏وَعُثْمَانَ فَكَانُوا لَا يَذْكُرُونَ ‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏‏فِي أَوَّلِ قِرَاءَةٍ وَلَا فِي آخِرِهَا)[4] والمراد لا يجهرون.
والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها.

ـ الدليل من سياق السورة على أنَّ البسملة ليست من الفاتحة: وهذا يأتي من جهتين: من حيث المعنى، ومن حيث اللفظ
* جهـة السيـاق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ وإذا أردت أن توزع سبع الآية على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى:
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وهي الآية التي قال الله فيها: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين)؛ لأن (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ): واحدة؛ (الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ): الثانية؛ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ): الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ): الرابعة ـ يعني الوسَط ـ؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) للعبد؛ (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) للعبد؛ (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) للعبد..
فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه وهي الرابعة الوسطى.

* جهة السياق من حيث اللفظ: إذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لَزِمَ أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل.
فالصواب الذي لاشك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة كما أن البسملة ليست من بقية السور.


=====================================


(الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

ما معنى لفظ الجلالة (الله)؟
الله: اسمَ ربنا عَزَّ وجلَّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه. أي المعبود حبًا، وتعظيمًا.

ما معنى الرب؟
الرب: هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، والملك، والتدبير؛ فهو الخالق المالك لكل شيء المدبر لجميع الأمور.

لماذا وُصِفَتِ المخلوقات عَالم؟
قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَم على خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آية تدل على الخالق: على قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته.

:: فائـدة في تقديم اسم (الله) على الرب في الآية ::
في هذه الآية تقديم وصف الله بالألوهية على وصفه بالربوبية؛ وهذا إما لأن "الله" هو الاسم العَلَم الخاص به، والذي تتبعه جميع الأسماء؛ وإما لأن الذين جاءتهم الرسل ينكرون الألوهية فقط.

فائـدة فقهية: ماذا يقول المؤمن إذا اصابته سراء، وماذا يقول إذا أصابه خلاف ذلك؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات)؛ وإذا أصابه خلاف ذلك قال: (الحمد لله على كل حال).


=====================================


(الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ)

ما العلاقة بين اسمي الرحمن والرحيم؟
الرحمن: هو ذو الرحمة الواسعة.
والرحيم: هو ذو الرحمة الواصلة.
فـ (الرحمن) وصفه؛ و (الرحيم) فعله؛ ولو أنه جيء بـ (الرحمن) وحده، أو بـ (الرحيم) وحده لشمل الوصف، والفعل؛ لكن إذا اقترنا فُسِّر (الرحمن) بالوصف؛ و (الرحيم) بالفعل.


=====================================


(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)

:: فائـدة في الجمع بين قراءتين لقوله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ::
في قوله تعالى: (مالك) قراءة سبعية: (مَلِك)، و(الملك) أخص من (المالك).
وفي الجمع بين القراءتين فائدة عظيمة؛ وهي أن ملكه جَلَّ وعلا ملك حقيقي؛ لأن مِن الخلق مَن يكون ملكًا، ولكن ليس بمالك: يسمى ملكًا اسمًا وليس له من التدبير شيء؛ ومِن الناس مَن يكون مالكًا، ولا يكون ملكًا: كعامة الناس؛ ولكن الرب عزّ وجلّ مالكٌ مَلِك.

ما الغاية من إثبات مُلك الله تعالى وملكوته يوم الدِّين؟ أليس هو سبحانه مالك يوم الدِّين والدنيا؟!!
الجواب: بلى؛ لكن ظهور ملكوته، وملكه، وسلطانه، إنما يكون في ذلك اليوم؛ لأن الله تعالى ينادي: (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) [غافر: 16] فلا يجيب أحد؛ فيقول تعالى: (لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر: 16] ؛ في الدنيا يظهر ملوك؛ بل يظهر ملوك يعتقد شعوبهم أنه لا مالك إلا هم؛ فالشيوعيون مثلًا لا يرون أن هناك ربًا للسماوات، والأرض؛ يرون أن الحياة: أرحام تدفع، وأرض تبلع؛ وأن ربهم هو رئيسه.


=====================================


(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)

فائـدة عقديـة: لماذا جمع اللهُ سبحانه وتعالى بين العبادة والاستعانة في قوله عَزَّ وجَلَّ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)؟
العبادة: تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أُمر به، وأن يترك كل ما نُهي عنه؛ ولا يمكن أن يكون قيامه هذا بغير معونة الله؛ ولهذا قال تعالى: (وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أي لا نستعين إلا إياك على العبادة، وغيرها؛ و(الاستعانة) طلب العون؛ والله سبحانه وتعالى يجمع بين العبادة، والاستعانة، أو التوكل في مواطن عدة في القرآن الكريم؛ لأنه لا قيام بالعبادة على الوجه الأكمل إلا بمعونة الله، والتفويض إليه، والتوكل عليه.

رد على شبهة كيف تثبتون إخلاص الاستعانة بالله وقد جاء في القرآن إثبات المعونة من غير الله جَلَّ وعلا؟!
إن قال قائل: كيف يُقال: إخلاص الاستعانة لله وقد جاء في قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) [المائدة: 2] إثبات المعونة من غير الله عزّ وجلّ، وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة)[5]؟
فالجواب: أن الاستعانـة نوعـان:
ـ استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله عزّ وجلّ، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا خاص بالله عزّ وجلّ.
ـ واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أن تقوم به: فهذه جائزة إذا كان المستعان به حيًا قادرًا على الإعانة؛ لأنه ليس عبادة؛ ولهذا قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) [المائدة: 2].

فائـدة عقديـة: هل الاستعانـة بالمخلوق جائـزة في جميع الأحـوال؟
الجواب: لا؛ الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان به قادرًا عليها؛ وأما إذا لم يكن قادرًا فإنه لا يجوز أن تستعين به: كما لو استعان بصاحب قبر فهذا حرام؛ بل شرك أكبر؛ لأن صاحب القبر لا يغني عن نفسه شيئًا؛ فكيف يعينه!!! وكما لو استعان بغائب في أمر لا يقدر عليه، مثل أن يعتقد أن الوليّ الذي في شرق الدنيا يعينه على مهمته في بلده: فهذا أيضًا شرك أكبر؛ لأنه لا يقدر أن يعينه وهو هناك.

فائـدة عقديـة وتربويـة: هل يجوز أن يستعين المخلوق فيما تجوز استعانته به؟
فالجواب: الأولى أن لا يستعين بأحد إلا عند الحاجة، أو إذا علم أن صاحبه يُسَر بذلك، فيستعين به من أجل إدخال السرور عليه؛ وينبغي لمن طلبت منه الإعانة على غير الإثم والعدوان أن يستجيب لذلك.


=====================================


(اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)

بلاغـة قرآنيـة: فائـدة في حذف حرف الجر (إلى) من قوله تعالى: (اهدِنَا)؟
الفائدة من ذلك: لأجل أن تتضمن طلب الهداية: التي هي هداية العلم، وهداية التوفيق؛ لأن الهداية تنقسم إلى قسمين:
هداية علم، وإرشاد.
وهداية توفيق، وعمل.
فالأولى ليس فيها إلا مجرد الدلالة؛ والله عزّ وجلّ قد هدى بهذا المعنى جميع الناس، كما في قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ) [البقرة: 185] ؛ والثانية فيها التوفيق للهدى، واتباع الشريعة، كما في قوله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) [البقرة: 2] وهذه قد يُحْرَمهَا بعض الناس، كما قال تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى) [فصلت: 17] : (فَهَدَيْنَاهُمْ) أي بيّنّا لهم الحق، ودَلَلْناهم عليه؛ ولكنهم لم يوفقوا.


=====================================


(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ * غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ)

فائـدة منهجية وسلوكية وتربوية: لماذا لا ينبغي القراءة عند العامة بالقراءة التي ليست في المصحف بين أيدي النَّاس؟!
اعْلَمْ أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه، واحترامه إذا رأوه مرةً كذا، ومرة كذا تنزل منزلته عندهم؛ لأنهم عوام لا يُفرقون.
الوجه الثاني: أن القارئ يُتهم بأنه لا يعرف؛ لأنه قرأ عند العامة بما لا يعرفونه؛ فيبقى هذا القارئ حديث العوام في مجالسهم.
الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارئ، وأن عنده علمًا بما قرأ، فذهب يقلده، فربما يخطئ، ثم يقرأ القرآن لا على قراءة المصحف، ولا على قراءة التالي الذي قرأها، وهذه مفسدة.
ولهذا قال عليّ: (حدِّثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يُكذب الله، ورسوله)[6].
وقال ابن مسعود: (إنك لا تحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة)[7].
وعمر بن الخطاب لما سمع هشام بن الحكم يقرأ آية لم يسمعها عمر على الوجه الذي قرأها هشام خاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهشام: (اقرأ)، فلما قرأ قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (هكذا أنزلت)، ثم قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّملعمر: (اقرأ)، فلما قرأ قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (هكذا أنزلت)[8]؛ لأن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فكان الناس يقرؤون بها حتى جمعها عثمان رضي الله عنه على حرف واحد حين تنازع الناس في هذه الأحرف، فخاف رضي الله عنه أن يشتد الخلاف، فجمعها في حرف واحد ـ وهو حرف قريش ـ؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذي نزل عليه القرآن بُعث منهم؛ ونُسيَت الأحرف الأخرى؛ فإذا كان عمر رضي الله عنه فعل ما فعل بصحابي، فما بالك بعامي يسمعك تقرأ غير قراءة المصحف المعروف عنده؟!!
والحمد لله: ما دام العلماء متفقين على أنه لا يجب أن يقرأ الإنسان بكل قراءة، وأنه لو اقتصر على واحدة من القراءات فلا بأس؛ فدعْ الفتنـة، وأسبابهـا.

:: فائـدة استخدام طريقة الإجمال ثم التفصيل في بيان المراد، في قوله تعالى: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) ::
فائدتـه: إن النفس إذا جاء المجمل تترقب، وتتشوق للتفصيل، والبيان؛ فإذا جاء التفصيل ورد على نفس مستعدة لقبوله متشوقة إليه.
ثم فيه فائدة ثانية هنا: وهو بيان أن الذين أنعم الله عليهم على الصراط المستقيم.

ما أسباب الخروج عن الصراط المستقيم؟
· إما الجهل.
· أو العناد.

انتهى ما أردتُ نقله هنا من فوائد من شرح الشيخ العلَّامـة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

على هذه السورة، وأخيرًا انقل قول الشيخ بعد انتهائه من شرحها حيث قال رحمه الله تعالى:
"على كل حال السورة هذه عظيمة؛ ولا يمكن لا لي، ولا لغيري أن يحيط بمعانيها العظيمة؛ لكن هذا قطرة من بحر؛ ومن أراد التوسع في ذلك فعليه بكتاب (مدارج السالكين) لابن القيم رحمه الله".

ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
[1] أخرجه البخاري في صحيحه: ص61، كتاب (الأذان)، باب (104: القراءة في الفجر)، حديث رقم (772)؛ وأخرجه مسلم في صحيحه: ص740، في كتاب (الصلاة)، باب (11: وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة)، حديث رقم (878 [38] 395)؛ وأخرجه الترمذي في جامعه: ص1968، كتاب (تفسير القرآن)، باب (15: ومن سورة الحجر)، حديث رقم (3124)، ولفظه: (الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني).
[2] أخرجه البخاري في صحيحه: ص177، كتاب (الإجارة)، باب (16: ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب)، حديث رقم (2276)؛ وأخرجه مسلم في صحيحه: ص1068، كتاب (السلام)، باب (23: جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار)، حديث رقم (5733 [65] 2201).
[3] أخرجه مسلم في صحيحه: ص740، كتاب (الصلاة)، باب (11: وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة)، حديث رقم (878 [38] 395).
[4] أخرجه مسلم في صحيحه: ص741، كتاب (الصلاة)، باب (13: حجة من قال: لا يجهر بالبسملة)، حديث (رقم 892 [52] 399).
[5] أخرجه البخاري: ص232، كتاب (الجهاد)، باب (72: فضل من حمل متاع صاحبه في السفر)، حديث رقم (2891)؛ وأخرجه مسلم: ص837، كتاب (الزكاة)، باب (16: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف)، حديث رقم (2335 [56] 1009)، واللفظ لمسلم.
[6] أخرجه البخاري: ص14، كتاب (العلم)، باب (49: من خص بالعلم قومًا دون قوم كراهية أن لا يفهموا)، رقم (127).
[7] أخرجه مسلم: ص675، (مقدمة الكتاب)، رقم (14).
[8] أخرجه البخاري: ص189، كتاب (الخصومات)، باب (4: كلام الخصوم بعضهم في بعض)، حديث (رقم 2419)؛ وأخرجه مسلم: ص805 – 806، كتاب (صلاة المسافرين)، كتاب (فضائل القرآن وما يتعلق به)، باب (48: بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف وبيان معناها)، حديث (رقم 1899 [270] 818).

*** منقول ***








 


قديم 2009-05-09, 00:08   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباشق
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية الباشق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله
الاخ فتحي فتح الله عليك و ادخلك جنان تجري من تحتها الانهار
دمت وفيا لدينك ووطنك و جزيت خيرا على النقل

دمتم سالمين للخير محبين

تقبلوا تحيات اخوكم ابن المليون و نصف المليون شهيد










قديم 2009-05-09, 15:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
taha178
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية taha178
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك أخي الكريم و بارك الله فيك










قديم 2009-05-13, 21:45   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
امير الجود
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية امير الجود
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أفضل تنسيق للملف الشخصي عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا على موضوعك المميز بارك الله فيك و سدد الله خطاك










قديم 2009-05-14, 10:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فتحي الجزائري
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية فتحي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيكم بارك الله جميعا ..وشكر الله حرصكم










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc