لا تأمن الخبل يأتيك بداهية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لا تأمن الخبل يأتيك بداهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-18, 23:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مختار22.9
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي لا تأمن الخبل يأتيك بداهية

( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية )

وهذا المثل شعبي ومعروف لدى كثير من الناس.
و (داهية) اسم لعجوز متوحشة وشرسة ووجبتها الشهية والرئيسية هي لحوم البشر.
والناس تعرفها وتتجنبها وكانت تقطن إحدى الجبال ولا يمكن الاقتراب في منطقتها أو حدودها, فأي شخص يقترب من الجبل أو يؤذيها فسيكون لها وجبة طعام شهية.
إليكم القصة

يروى في أحد الأزمنة قبل الإسلام, أن هنالك قوم يتزعمهم أمير يسكنون في إحدى أراضي شبه الجزيرة العربية, وكان لدى الأمير حاشيته الخاصة من بين حاشيته رجل منافق ( بهلوان الشيوخ ) فكان هذا الرجل من المقربين للأمير لأنه يسعده ويؤنسه دائماً, ورعاته الخاصين من بين هؤلاء الرعاة راعي لقبه ( الخبل ) وهو إسم على مسمى يعني ( أن به خلل في صحته العقلية ) لذلك لقب بهذا الإسم .
جارعليهم الزمان وجفت أرضهم من الماء والعشب, فكان لابد لهم من الرحيل عن ديارهم والذهاب إلى ديار يجدون فيها مسببات عيشهم وعيش قطعانهم من الماشية, ذهبوا وبحثوا عن الأرض الأنسب والأفضل فلم يجدوا سواء أرض جميله خالية من السكان إنها أرض ( داهية ) تلك العجوز المتوحشة, فكان معهم رجل كبير في السن وحكيم ولديه دراية بالمناطق حيث يعرف جميع الديار, عندما وضعوا رحالهم وهموا بالإستيطان في تلك الأرض جمعهم هذا الرجل الحكيم وأخبرهم بأنهم في أرض ( داهية ) ونصحهم بعدم الذهاب أو مجرد الإقتراب من جبل ( داهية ) وأيضا عدم إيذائها, ولسوء الحظ لم يكن ( الخبل ) معهم فقد كان يسرح بالغنم ويرعاها, فلم يخبره أحد عنها.
وبعد مرور عدة أشهر على بقائهم في هذه الأرض, كان أغلب وقت ( الخبل ) مع الماشية فهو راعي غنم ونادرا ًما يأتي ديارهم , فهو بلا أب ولا أم , وليس له مصالح في ديارهم سوى القدوم والسلام على الأمير في كل شهر مره, وإخباره عن أحوال الماشية فهو راعي لماشية ( الأمير ) ولمواشي القوم أيضاً.
في ذات يوم مر الراعي ( الخبل ) إلى ديارهم لكي يخبر الأمير عن أحوال الماشية, ولسوء حظه لم يجد الأمير فقد كان خارج البلاد مع الرجل الحكيم وكان القوم متواجدين في بيت الأمير ومن ضمنهم الرجل ( المنافق ), وكانوا مجتمعين على وجبه دسمه من الطعام , فسألهم من أين لكم هذا؟ وكان يعرف أن حالة الفقر والجوع في وقتهم شديدة, فمن أين يأتون بطعام كهذا؟ فأجابه المنافق قال أتريد مثل هذا الطعام قال ( الخبل ) نعم بكل تأكيد قال له المنافق إذا صعدت قمة هذا الجبل وأشار إلى جبل ( داهية) ووصلت قمته لوح لنا وعد أدراجك نحونا, فإذا فعلت هذا سنذبح لك ذبيحة كهذه.
ففرح ( الخبل ) وذهب مسرعا للجبل والقوم يضحكون عليه, حيث إنهم يتوقعون له النهاية عند إقترابه من (داهية) .!
صعد هذا (الخبل) الجبل والقوم يرونه وهو يقترب من حتفه وهم يضحكون عليه ولا يبالون لأنه (خبل) , وفيما هم عليه من هذا الحال ينظرون ويضحكون اختفى ( الخبل) عن أنظارهم فلم يستطيعوا رؤيته لأنه في هذه اللحظة داخل كهف ( داهية) وفي صراع من أجل البقاء معها
فوجئ القوم بقدوم الأمير وعندما وصل إليهم رآئهم يضحكون وينظرون إلى الجبل ! سألهم الأمير ما بالكم؟ فأجابوه: أنظر إلى (الخبل) إنه يحاول صعود الجبل. سألهم الأمير ما الذي دعاه إلى صعود الجبل ؟؟ , فأجابه (المنافق) قال أنا أيها الأمير,, فقال له الأمير : إلا تعلم بأن ( داهية ) في هذا الجبل..! وأنك أرسلت هذا( الخبل ) إلى حتفه, فأجابه المنافق وقال : يا أمير إننا لا نعلم هل ( داهية ) مازالت على قيد الحياة أم ماتت منذ زمن بعيد, فإذا عاد ( الخبل ) سالما ًولم تعترضه ( داهية ) فمعنى هذا بأنها قد ماتت , وبإمكاننا الاقتراب من أسفل الجبل حيث تكثر المراعي والأعشاب النادرة بسبب عدم إقتراب الرعاة خوفا من تلك العجوز المتوحشة ( آكلة لحوم البشر)وإن لم يعد فهو (خبل) لا فائدة منه ولا أهل له .
سكت الأمير وأخذ ينظر إلى الجبل فلم يضحك كحال قومه إنما ينظر باستعطاف كله أمل أن يعود ( الخبل).
وفيماهم عليه من الضحك والنظر إلى الجبل, عم عليهم صمت رهيب وذهول كبير! حيث رأوا رجل شديد بياض الثياب على عكس راعيهم الذي كانت ثيابه متسخة ومتمزقة, يصعد أعلى قمة الجبل ثم يلوح بيديه تجاه القوم ..
وأخذ هذا الرجل بالنزول من الجبل حتى أن اقترب وهو يتجه نحوهم إلى أن وصل إليهم,,, يا ترى من هذا الرجل؟ إنه ( الخبل ) نعم إنه( الخبل ) ومعه سيف ودرع بالإضافة إلى بعض الحلي من الذهب و المجوهرات, عندما وصل سلم على الأمير وأعطاه ما في حوزته من السلاح والذهب والمجوهرات.
سأله الأمير كيف أتيت بهذه؟ ثم أخبرنا ماذا جرالك عندما اختفيت من الجبل؟
قال (الخبل) عندما توسطت الجبل وجدت كهف مهجورا فدفعني الفضول إلى الدخول إليه فعندما إقتربت من مدخل الكهف خرجت لي عجوز مرعبه وهي تتهددني بالقتل وأن تلتهمني فعندما همت بالهجوم علي أخذت صخرة فحذفتها بها فأصابتها الصخرة في رأسها أسفل أذنيها فقتلتها,,, قال الأمير: أقتلتها؟؟ قال ( الخبل ) نعم قتلتها ثم دخلت الكهف ووجدت فيه أنواع الكنوز من ذهب وفضة وسلاح ,
فعندما سمع المنافق قول ( الخبل ) ذهب مسرعا ًنحو الجبل لكي يستحوذ على ما يريد من ذهب ومال وفضة. والقوم من خلف هذا المنافق كلهم يجرون تجاه الكهف لكي يغتنموا من الغنائم.
فعندما إقترب المنافق من الكهف وجد العجوز في وجهه - فأراد الرجوع من حيث أتى ولكن لا مناص من الهروب فقد هجمت عليه وقتلته والتهمته والقوم ينظرون بذهول.
رجع باقي القوم مسرعين تجاه الأمير والخوف يدب في قلوبهم , عندما وصولوا إلى الأمير أخبروه بأن الرجل المنافق قد قتل وذبحته ( داهية ) وكان هذا الرجل المنافق كما أسلفنا من المقربين لدى الأمير, بل كان من أعز أصحابه, نظر الأمير إلى ( الخبل) نظرة غضب ,,, وقال كيف تكذب؟ أيها ( الخبل ) قال: أنا لم أكذب بل قتلتها, وإذا كنت تريد مني أن أتي بتلك العجوز فأنا مستعد, أعطني جواداً لكي أتيك بها فأعطاه الأمير جواد ليتبين حقيقة أمره وهل هو صادق فيما يقول,.
أمتطى ( الخبل ) صهوة الجواد وذهب نحو الجبل, والجميع ينظرون له نظرة ذهول,
فقال الرجل الحكيم : يا أميرنا ( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية ) .
عندما وصل ( الخبل ) مشارف الكهف فوجئ بوجود ( داهية ) على قيد الحياة, ففزعت عندما رأت ( الخبل ) الذي سبب لها رعبا ًوكاد أن يقتلها, فقالت له : دعني وشأني وخذ ما تريد من الجواهر والحلي,
تجرأ( الخبل ) من جوابها الذي أحس فيه أنها خائفة منه, وقال لها : أن الأمير طلب مني أن أتي بكي ليتبين حقيقة أمرك, ستذهبين معي وإلا قتلتك,
فزعت ( داهية ) من جواب ( الخبل ) وقالت سوف أذهب معك بشرط أن لا تؤذيني . قال لكي هذا
ركبت معه الجواد وذهبوا تجاه القوم, فعند وصولهم إلى القوم دب الفزع والرعب في قلوب الجميع, فتعالت صرخات الأطفال وعويل النساء وأستنفار الرجال, من شكلها القبيح والمرعب.
فقال الحكيم للأمير : الم أقل لك ( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية) ,
والداهية في وقتنا الحالي تعني المصيبة أو الكارثة , جنبنا الله وجنبّكم إياها.



,

منقول

,









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-05-19, 19:16   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا على ماتفضلت به










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الجبل, تملو, بداهية, يأتيك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc