بعد أن قصف الطيران الحربي الإسرائيلي الأراضي السورية ، خرجت علينا "كتيبة الإعلام الصفيوني" وشلة "النبيحة والهتيفة القومجية" لتبشرنا بالردّ السوري" المزلزل و "الحاسم" الذي سيجعل من إسرائيل مجرد هشيم تذروه الرياح ، الردّ الذي قيل أن سوريا تحتفظ به وسيكون في المكان والزمان المناسبين.. لم يحدث ولازلنا ننتظره إلى الآن ، ولا ندري لما يتهور ويسارع بشار ولا يحتفظ بحق الردّ أيضا عندما يتعلق الأمر بشعبه فتجده يرد مباشرة بلا مقدمات ، ولا يختار المكان والزمان وحتى الطريقة المناسبة .. أليس شعبه أولى بالمعروف من إسرائيل كما قال أحدهم ..؟؟
الذي يسمع وعيد النظام السوري و تقريعه لإسرائيل بتلك الطريقة ، وحديث المصادر الرسمية السورية عن ترجي الرئيس الروسي بوتين لبشار حتى يتعقل ولا ينفعل على إسرائيل فينسفها نسفا.. يتصور أن زوال إسرائيل قضية وقت فحسب، هي ساعات فقط وسنشاهد بشار الأسد يترجل في تل أبيب ، وربما يخاطبنا من خلال الكنيست الإسرائيلي في القدس المحتلة الذي ستحرّره وحدات الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد ...!!
من يعرف النظام السوري جيدا ، يدرك أن كل ما قيل عن "الردّ الحاسم والفوري والمزلزل " لم يكن سوى وصلة من وصلات العنترية الزائفة وممارسة طقوس المرجلة الجائحة ، هو موّال تحفظه عن ظهر قلب "كتيبة القومجية " التي تتشدق بالممانعة و تتمطع بالمقاومة ، الجميع أفاق من الغيبوبة الثورية القومجية ، ولم تعد تنفع معه عملية التنويم بالممانعة والمقاومة ، الجميع فهم بأنها "ممانعة شعارات ومقاومة فضائيات " لا غير، والأسلحة المستخدمة فيها لا تنفك عن "مجرد صواريخ كلامية وقذائف صوتية و قنابل تهديد و وعيد " لا زالت تمارس بصفاقة على قنوات : الفضائية السورية والدنيا والميادين والمنار وغيرها من أقنية الإعلام الصفيوني المتفرس...
من يقتل شعبه الأعزل ببرودة تامة لهو أجبن من أن يطلق رصاصة واحدة على عدّوه المباشر ، لقد سقط الأسد في الامتحان ، وظهر على حقيقته منذ أن قتل أول مواطن سوري خرج للتظاهر السلمي في ساحات وميادين سورية ، ولسنا بحاجة إلى امتحان رجولة وقياس النخوة ف"بشار النعجة " أثبت أنه أسدٌ هصور على شعبه حَملٌ وديع على إسرائيل، الممانعة والمقاومة يمارسها فقط ضد شعبه ، هذا النظام الممانع "الناعم اللذيذ " لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل طيلة أربعين سنة وقد استبيحت أراضيه غير مرة من الصهاينة ، عورة نظام المقاومة والممانعة - والتي لن تسترها خِرَق الخطابات والشعارات - لا تظهر في الجولان المحتل فحسب ، وهو الذي ظل تحت جزم الصهاينة منذ حرب النكسة 1967 ومن يومها و آل الأسد يمارسون سياسة الاستعناج باسم المقاومة والممانعة.. بل إن كل الأراضي السورية ظلت منذ أزيد من أربعين عاما كلأً مستباحًا يرتع فيها الموساد الإسرائيلي كيفما يشاء ، كما حدث مع اغتيال عماد مغنية في حي كفر سوسة بدمشق سنة2008 ، أما الطائرات الصهيونية فتحلق أين يحلو لها ومتى تريد ووصلت بها الدرجة أن حلقت فوق رأس بشار الأسد سنة 2006 تحديدا فوق احد القصور الجمهورية الواقعة بمنطقة قريبة من اللاذقية... النظام الذي قتل 600 من الصهاينة طيلة أربعين سنة و يقتل أكثر من 70 ألف سوري في أقل من سنتين ونصف ..هذا النظام من المستحيل أن يردّ على إسرائيل ، لأنه نظام قام أصلا على الكذب والخديعة والغدر، نظام كذّاب منافق باع الجولان سنة 1967 وقبض الثمن حافظ الأسد بوصوله إلى السلطة سنة 1971( كان وزيرا للدفاع سنة 1967 وهو مهندس الهزيمة وتسليم الجولان ) ومن يعتقد أن بشار سيردّ فهو واهم ، لأنه يراهن على شيء في بشار لا يملكه ..النخوة والرجولة ليست من شيم بشار ولا أتباعه ، الرجولة يمارس طقوسها فقط في بناياس والقصير و التريمسة والقزاز و الحولة وبابا عمرو، ولو كان لبشار ذرة إحساس بالرجولة والنخوة والشهامة لوّفر شيئا من حمم الحقد المتدفقة على شعبه فوجهها إلى إسرائيل ، نظام القاتل بشار فالح فقط في تسوية بابا عمرو بالأرض ..ثم يصور جنوده يلوّحون بعلامة النصر أمام الكاميرات وكأنهم حرّروا الجولان .. هذا هو آخر بشار، وكل ما قدر عليه ، أما وان يقصف إسرائيل فتلك مزحة سخيفة ونكتة بايخة ..!
الغريب في الأمر أن الطيران الصهيوني قصف الممانع الأول و المقاوم الأكبر في المنطقة في عقر داره هذه المرة، و الأغرب من ذلك أن طائرات العدو الإسرائيلي خلال قيامها بمهمتها مرت على جنوب لبنان ، تحديدا أين يختبئ المقاوم الآخر ورفيق الدرب في الممانعة حسن نصر الله ، الطائرات الإسرائيلية حلقت فوق عمامة حسن نصر الله وهو الذي حلف بالله سابقا لو أن صاروخا واحدا سقط على دمشق لأحرق تل أبيب ، ويبدو أن صاحبنا الممانع يريد أن يبرّ بيمينه ولا يريد أن يحنث فيها ، لأن ما سقط على سوريا مئات الصواريخ والقذائف وليس صاروخا واحدا ، ربما هذا هو سبب عدم رده على إسرائيل ...!
لطالما صدع رؤوسنا الممانعون وبقايا القومجية منذ اندلاع الثورة السورية بحكاية المؤامرة الكونية التي تقودها إسرائيل .. بشار قال أن من يقاتلونه يفعلون ذلك بالوكالة عن العدو الصهيوني ، الآن إسرائيل جاءتك إلى غاية دارك يا بشار، واللعب صار على المكشوف، فتواجه مع عدوك مباشرة بدل أن تواجه من يحاربونك بالوكالة بحسب زعمك، فلما تتمحك الآن ..؟؟ الم تقل انك تواجه جميع شعوب وجيوش العالم.. فما بالك تبهت ببضع طائرات إسرائيلية وتعجز في الرد عليها ..؟؟
الواقع أن قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لمواقع سورية مقصود لتحقيق أحد هدفين أو كلاهما
- أولهما : إسرائيل يبدو أنها في مهمة لإنقاذ بشار، فهي تريد أن تعطيه شرعية فقدها بعدما قتل شعبه بلا سبب ، تريد أن تعطي مصداقية لرواية أنه يواجه مؤامرة صهيونية ، فهي أحست بأنه يترنح فأرادت أن تعسفه قليلا وتكسبه تعاطف العرب وحتى من يثورون ضده ، ومعلوم أن إسرائيل يربطها اتفاق سلام سري غير معلن مع آل الأسد وهي تخشى من البديل وتتوجس من العواقب ، ولن تجد أحسن من بشار حليفا ، يحمي حدودها ولم يطلق رصاصة واحدة طيلة 40 سنة..
ثانيهما: أن إسرائيل استشعرت سقوط الأسد فأرادت أن تضرب السلاح الذي يمكن أن يقع في أيدي غير أمينة ، لان بشار شخص مضمون ومؤتمن لدى اسرائيل ، على خلاف من سيأتي بعده وبالتالي ارادت اسرائيل استباق الامور بالضربة العسكرية ..
وبالتالي حديث إسرائيل عن استهداف حزب الله من خلال قصف مواقع عسكرية في جبل قاسيون لا أساس له وطرح للتمويه والمغالطة..
وإلا ..فما تفسير سكوت إسرائيل طوال هذه المدة ..؟؟أين لم تستهدف تلك الصواريخ والأسلحة المزعومة حتى عندما كانت في حالة حرب مع حزب الله ..؟؟ وكيف تفعل ذلك الآن والحال أن حزب الله تحول بفعل قرار مجلس الأمن 1701 ( بعد حرب تموز 2006) إلى مجرد شرطي حدود يحمي حدود إسرائيل ...؟؟
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2013-05-18, 21:33
ولا زلنا ننتظر ردّ بشار الجحش على إسرائيل !
العرض العادي
