الخبر :
كشفت صحيفة غارديان البريطانية على صدر صفحتها الأولى وثائق قالت إنها حصلت عليها بشكل حصري تظهر أن الولايات المتحدة مولت إنشاء وحدة أمنية ذات طابع طائفي ساهمت في تأجيج العنف المذهبي بالبلاد بدعم من عناصر عسكرية أمريكية متقاعدة شاركت في ما يعرف بـ"الحروب القذرة" بأمريكا الوسطى.
وقالت الصحيفة إن الوحدة الأمنية العراقية أقامت معسكرات تعذيب واعتقال ذات طابع طائفي، وقد أقدمت تلك الوحدة على ارتكاب بعض أسوأ جرائم التعذيب خلال وجود القوات الأمريكية بالعراق، وقد ساعد في تشكيل تلك القوة العقيد الأمريكي المتقاعد، جميس ستيل، الذي رشحه وزير الدفاع السابق، دونالد رامسفيلد، للمساعدة بقمع التمرد السني.
وذكرت الصحيفة أن ستيل حصل على مساعدة من العقيد المتقاعد، جيمس كوفمان، الذي كان على صلة مباشرة بالجنرال ديفيد بترايوس، أما ستيل فكان يبلغ تقاريره إلى رامسفيلد بشكل مباشر.
وبحسب تقرير الصحيفة فإن الوحدة الأمنية العراقية كانت تنفذ عمليات خاصة وتكونت من عناصر سابقة في فصائل شيعية مسلحة مثل "فيلق بدر" وكان أفرادها يتوقون للانتقام من السنة الذين دعموا حكم الرئيس السابق، صدام حسين.
رابط الخبر من جريدة "الجاريان" البريطانية
https://www.guardian.co.uk/world/2013...e-centres-link
الولايات المتحدة تعيش أزمة حقيقة مع أهل السنة, إذ ترى أنهم العقبة الكئود في مواجهة المخططات التي ترمى إليها, وتعتقد أن كافة العناصر التي تنخرط في مواجهتها, سواء في ساحة الجهاد, أو في الميدان السياسي, يكون انتماؤهم لهذا المذهب على وجه التحديد.
وتفريعا على هذه الأزمة, تجد الولايات المتحدة, سبلا للتعاون, مع الرافضة, نكاية في السنة وكسرا لشوكتهم, وهو ما بدا ظاهرا جليا في حرب العراق 2003, إذ أسقطت حكومة صدام حسين لصالح الرافضة, الذين مدوا يد العون للاحتلال منذ أن وطئت قدمه أرض العراق.
وبمجرد ما واتتهم الفرصة عندما أعلنت أميركا وبريطانيا الحرب على العراق, لم يشاركوا في المقاومة ضد هذا العدو الغازي، ووقفوا موقف المتفرج، وأعانوا العدو الأمريكي وأمدوه بما استطاعوا من المعلومات كما فعل ابن العلقمي أيام التتار.
وفي الوقت الذي أسقطت فيه حكم صدام لصالح رافضة العراق, نجد على النقيض من ذلك يحدث في سوريا, إذ سرب موقع "ويكيليكس" وثيقة جديدة تكشف أن الولايات المتحدة قدمت دعمًا ماليًّا لنظام العلوي بشار الأسد بقيمة خمسة مليارات دولار لمواجهة الثوار؛ حيث تتخوف أمريكا من البديل في حال سقوط الأسد، وهو وصول الإسلاميين السنة لسدة الحكم على حساب الحم النصيري العلوي.
وتكشف الوثيقة طريقة تعامل الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه المأساة السورية بخذلان وتآمر كبير على الثورة السورية؛ حيث يدعم نظام الأسد سرًّا، في الوقت الذي لا يقوم فيه بتطبيق العقوبات عليه، كما يمارس الضغوط على دول الخليج لمنعها من تسليح الثوار السنة.
والتقرير الأخير الذي أصدرته مؤسسة "راند" RAND البحثية التابعة للقوات الجوية الأمريكية , يصدق على هذا التوجه, حيث دعا إلى ناصرة ودعم تيارين إسلاميين فقط هما: "التيار الديني التقليدي" أي تيار رجل الشارع الذي يصلي بصورة عادية وليست له اهتمامات أخرى، و"التيار الديني الصوفي", وبشرط أن يعارض كل منها ما يطرحه " التيار الوهابي ".
الولايات المتحدة في موقف عدائي ممتد ضد أهل السنة, وعلى ضوء هذه الظاهرة التاريخية, يمكن ان نرى ونفسر الكثير من حوادث القرن الحادي والعشرين.