من الغريب أن ينادي البعض بالترقية الآلية في الرتب ضمن قانون أساسي خاص ضاربين عرض الحائط قانون الوظيفة العمومية وأحكامه التي لا يجوز بأي حال ان يتجاوزها أي قانون خاص ولا أدري كيف يكون شكل الترقية في قطاع التربية والتعليم إن لم يكن بهذا الشكل فالقانون الخاص سمي كذلك لأنه يحمل خصائص كل قطاع على حده فلا يمكن مقارنة القانون الأساسي الخاص بمختلف القوانين الأساسية الخاصة الأخرى لمختلف قطاعات الوظيفة العمومية فهي تختلف حسب خصوصية كل قطاع ولكنها تتفق من حيث الطابع العام وتشترك في عدم تجاوز أحكام قانون الوظيفة العمومية والسؤال المطروح هنا: كيف ينبغي ان تكون الترقية في قطاع التربية والتعليم يا ترى؟ مادام ان الجميع يشتكي وينتقد الترقية وأساليبها ووتائرها في هذا القطاع ومادام الجميع يقول بانهم يؤدون نفس المهام بتصنيف مختلف عن بعضهم البعض؟ إن خصوصية قطاع التربية فرضت على الترقية بأن تكون بهذا الشكل مع مهام إضافية كلما ترقى الموظف في رتبة أعلى لأن المهمة الأساسية للموظف في قطاع التربية هي التدريس وفقط فإن اختفت هذه المهمة أفرغت الوظيفة في هذا القطاع من محتواها واتعجب من البعض يدعي بمسؤولية المدير وعظمها متناسيا مسؤلية الأستاذ والمعلم التي لا تضاهيها مسؤولية وذلك المجهود الذي يبذله الأستاذ والمعلم داخل القسم لسنوات طوال وما تورثه من أمراض مزمنة تجعل اموال الدنيا كلها لاتساوي ولا تعدل ولو ساعة واحدة من ذلك التعب والجهد المضني فلا احد يزايد على الأستاذ او المعلم ويحط من قدره ومسؤوليته اما المجتمع وامام الله وامام تلاميذه فالكل يؤدي ما على عاتقه من مسؤولية هو الوحيد الذي قبل ان يتحملها ورضي بها قبل كل شيء
وفي هذا الصدد وددت ان اوضح لأخواني مبدا الهرمية في الترقية لدى الوظيفة العمومية ومعناها أن الرتب الأعلى تكون دائما أقل من التي تليها في سلم التصانيف فرتبة المفتش لابد أن تكون أقل عددا من رتبة المدير او المكون ورتبة الرئيسي لابد ان تكون أكثر عددا من رتبة المكون وهكذا وهذا هو عمل مديرية الوظيف العمومي ومديرية المستخدمين لدى جميع الوزارات المعنية بالوظيفة العمومية فهي تراقب هذه الهرمية في الرتب وتعمل على تناسقها داخل جميع القطاعات
الخلاصة: إن الترقية الآلية لا وجود لها في قانون الوظيفة العمومية ولا يمكن مقارنة الترقية في قطاع التعليم ببقية فطاعات الوظيفة العمومية لأن لكل قطاع خصوصيته وأخيرا فإن الوظيفة العمومية تسير الترقية في مختلف القطاعات على مبدا الهرمية ولكن للأسف الشديد نقابات الرتبة لجهلها بهذا المبدأ تطالب بقلب الهرم في الترقية رأسا على عقب