هذا هو البحث للودائع انتم محبتوش تساعدوني و لكن انا نعطيهلكم بين ايديكم ممكن اي واحد يحتاجه
خطة البحث
مقدمة
المبحث الأول: ماهية الودائع
المطلب 1: مفهوم الودائع
المطلب 2: أنواع الودائع
المطلب 3: أهمية الودائع
المبحث الثاني : العوامل المؤثرة على حجم الودائع المصرفية
المطلب 1: العوامل المؤثرة في تنمية الودائع
المطلب 2: العوامل المؤثرة في عدم استقرار الودائع
المطلب 3: دوافع أو محددات الطلب في سوق الودائع
المبحث الثالث :الاستراتيجيات الاساسية لجذب الودائع المصرفية
المطلب 1: استراتيجية المنافسة السعرية
المطلب 2: استراتيجية المنافسة غير السعرية
الخاتمة
مقدمة:
تعتبر الودائع المصرفية أساس نشأة واستمرار البنوك التجارية والمحور الأساسي للخدمات المصرفية التي تقدمها تلك البنوك. فقبول الودائع يرتبط به تقديم خدمات مصرفية متعددة ذات صلة بحاجات المودعين، وتمثل هذه الخدمات الجانب الأكبر من نشاط البنك.
وتمثل الودائع أحد أهم مصادر التمويل في البنوك، وهي الدعامة الرئيسية التي تمكن البنك من القيام بوظائفه في الاقراض والاستثمار. لذلك تسعى البنوك باستمرار الى تنمية ودائعها. لذلك يجب الاهتمام بدراسة الودائع المصرفية كأحد المصادر الرئيسية لموارد البنك المالية.
وفي هذا البحث سوف نلقي الضوء على الودائع المصرفية من حيث مفهومها وأهم أنواعها. ثم نتعرف على أهم العوامل المؤثرة على حجم الودائع واخيرا نقدم الاستراتيجيات الأساسية لجذب الودائع.
المبحث الاول : ماهيةالودائع و انواعها
المطلب 1: مفهوم الوديعة:
يرغب الأفراد أحيانا ، لاعتبارات مختلفة في تفضيل عدم الاحتفاظ بالنقود لديهم .يبحثون عن أحسن الصيغ للحفاظ عليها. وتطرح البنوك واحدة من هذه الصيغ ، و هي إتاحة الفرصة للأفراد من اجل الاحتفاظ بالنقود لديهم و على هذا الأساس ،
يمكن تعريف الوديعة: على أنها تمثل كل ما يقوم الأفراد أو الهيئات بوضعه في البنوك بصفة مؤقتة طويلة أو قصيرة على سبيل الحفظ أو التوظيف ، وتجسد هذه الودائع في غالب الأحيان في شكل نقود قانونية كما يمكن أن تأخذ أحيانا أشكالا أخرى .
ومنه فإن البعد الزمني في الوديعة يعتبر عاملا مهما ، حيث يوجد فاصل زمني بين لحظة الإيداع ولحظة السحب ، وهذا الفاصل الزمني له أهمية خاصة من عدة جوانب فهو يسمح بتحديد مردودية الوديعة بالنسبة للمودع .
كما يعتبر حاسما من الناحية الاقتصادية بالنسبة للبنك ، إذ على أساسه يمكن تقدير مدى التوظيفات اللازمة لهذه الأموال .
فالوديعة لا تعني تحويلا للملكية فهي ملك لصاحبها تخلى عن التصرف فيها مؤقتا ، وقد نقل حق التصرف فيها مؤقتا أيضا إلى البنك الذي يحق له استعمال الودائع في الحدود التي تسمح له بها عمليات السحب المحتملة من طرف أصحابها .-1-
-1- الطاهر لطرش، تقنيات البنوك، الجزائر، المطبوعات الجامعية، ص 25-26.
المطلب 2: انواع الودائع:
هناك اسس عديدة لتصنيف الودائع اهما حسب الملكية و حسب المصدر و حسب الامد و حسب الحركة.
1- الودائع حسب الملكية :
تنقسم الودائع وفقا للملكية الى ثلاثة انواع من الودائع هي: الودائع الاهلية و الودائع الحكومية و الودائع المختلطة .
أ-الودائع الاهلية :
و هي تلك الودائع التي تعود ملكيتها الى الجمهور و الشركات الخاصة
ب- الودائع الحكومية:
و هي تلك الودائع التي تعود ملكيتها الى الشركات و المؤسسات الحكومية .
جـ- الودائع المختلطة :
وهي تلك الودائع التي تعود ملكيتها الى الشركات والمؤسسات شبه الرسمية ( القطاع المختلط ) .
2- الودائع حسب المصدر
تنقسم الودائع وفقاً للمصدر الى نوعين من الودائع هما : ودائع اولية و ودائع مشتقة .
أ- الودائع الاولية :
هي تلك الودائع التي يتم ايداعها لأول مرة من قبل الجمهور أو الشركات و المؤسسات سواء أكانت حكومية ام اهلية ام مختلطة في المصارف .
ب- الودائع المشتقة :
و هي تلك الودائع التي تشتق من الوديعة بعد ان يتم منح جزء منها على شكل قروض و استثمارات .
3- الودائع حسب الامد :
تنقسم الودائع وفقا للامد الى ثلاثة انواع هي:الودائع الجارية و ودائع التوفير و الودائع لأجل .
أ- الودائع الجارية ( تحت الطلب ) :
و هي تلك الودائع التي يودعها الافراد و الهيئات لدى المصارف بحيث يمكن سحبها في أي وقت يشاء دون اخطار سابق منهم , بموجب اوامر يصدرها المودع الى المصرف ليتم الدفع بموجبها له أو لشخص اخر يعينه في الامر الصادر منه الى المصرف و قد يتم الدفع لأي شخص اخر يظهر هذا الامر بأسمه و هذا الامر يسمى (صك) .
ب- ودائع التوفير- الادخارية- :
و هي الودائع التي يتم التعامل بها من حيث الايداع و السحب بموجب دفتر خاص و تمنح المصارف فوائد محدودة على هذا النوع من الودائع و غالبا ما يطلق عليها بالودائع الادخارية .
جـ- ودائع لأجل :
و هي الودائع التي يودعها الافراد و الهيئات لدى المصارف لمدة محدودة يتفق عليها الطرفين , و لا يجوز السحب منها جزئيا قبل انقضاء الاجل المحدد لإيداعها و يلجأ الافراد و الهيئات الى الايداع الثابت لأجل بالمصارف , عندما تكون لديهم فائض نقدي لم يتيسر لهم استثماره , و تمنح على هذه الودائع فوائد تفوق الفوائد التي تمنحها ودائع التوفير .
د-ودائع الاتمانية:
يختلف هذا النوع من الودائع عن بقية الأنواع الأخرى ، فهو النوع الوحيد الذي لا يكون نتيجة إيداع حقيقي ، بل هو ناشئ عن مجرد فتح حسابات ائتمانية ،و القيام بعمليات الاقراض . فحينما يقوم صاحب وديعة حقيقية بتحرير شيك لفائدة شخص ما دون أن يقوم هذا الشخص بسحب فعلي للنقود فإن البنك يقوم بتسجيل هذه العمليات محاسبيا حيث يجعل حساب المسحوب عليه مدينا وحساب المستفيد دائنا ، إن هذا التحويل بين الحسابين يعتبر بالنسبة للبنك وديعة ليست فعلية على كل حال ، لكنها تسمح بالتوسع في القرض دون أن يدفع نقودا حقيقية ،اذا فالودائع الائتمانية هي عبارة عن ودائع كتابية ، أي ناتجة عن مجردة تسجيل محاسبي لحركات الاموال داخل البنك .و ما تجد الاشارة اليه ، ان الودائع الائتمانية تزيد كلما قلت الاموال المسحوبة فعلا من البنك ، و تنقص مع زيادتها .
و الجدير بالذكر ان الودائع الائتمانية وهي الوجه الآخر للقروض الائتمانية.فعندما يمنح البنك قرضا الى شخص معين دون ان يسحبه ، فمعنى ذلك انه يمنح لهذا الشخص قدرة شرائية تمكنه من تسوية المعاملات عن طريق استعمال الشيكات ، حيث تحول الاموال كتابيا الى حساب المستفيد الجديد ، و تعتبر عملية التحويل هذه ودائع جديدة ، ائتمانية بالطبع . وهذا ما يعطى في المحصلة النهائية تعادل مابين القروض الائتمانية و الودائع الائتمانية . تبعا لذلك نقول ان البنك قد خلق عملة جديدة و هي نقود الودائع .
4- الودائع حسب حركتها
و تصنف الودائع وفقا لحركتها إلى نوعين هما الودائع النشيطة و الودائع المستقرة .
أ- الودائع النشيطة Vital Deposits
و هي تلك الودائع التي يكون رصيدها غير مستقر نسبيا لكثرة عمليات السحب و الإيداع .
ب- الودائع المستقرة Stable Deposits
و هي تلك الودائع التي يكون رصيدها مستقر نسبيا و ذات طبيعة ادخارية .
المبحث الثاني : العوامل المؤثرة على حجم الودائع المصرفية :
نظرا لأهمية الودائع المصرفية كمصدر رئيسي لموارد البنك المالية، تسعى البنوك باستمرار لزيادة حجم ودائعها، وتوجد بعض العوامل التي تؤثر في حجم الودائع المصرفية سواءا في تنميتها أو عدم استقرارها .
المطلب 1: العوامل المؤثرة في تنمية الودائع:
تتأثر عملية جذب الودائع بعدة عوامل اهمها ما يأتي:
1- ادراك الجمهور والمؤسسات بأهمية التعامل مع النظام
المصرفي (نمو الوعي المصرفي):
حيث تدل الاحصائيات والبيانات ان الاهتمام بالأنظمة المصرفية، والتعامل معها يكون واسع النطاق في البلدان والمجتمعات المتقدمة اكثر منها في البلدان النامية ، فالمجتمعات التي تكون فيها الثقافة المصرفية أو العادة المصرفية شائعة ، تميل انظمتها المصرفية الى النمو والازدهار .
2- الاستقرار السياسي والاقتصادي والتشريعي :
والذي يؤدي بالمحصلة النهائية إلى زيادة الثقة بالجهاز المصرفي, وزيادة الاقبال والتعامل مع المصارف ، حيث تحتاج المصارف لكي تنمو وتزدهر إلى بيئة مستقرة , ودليل ذلك اقبال الكثير من المودعين على التعامل مع مصارف دول أوربا مثل المصارف السويسرية والانكليزية .
3- السمات المادية والشحْصية للمصرف :
إذ يفضل الأفراد التعامل مع المصارف الناجحة وذات السمعة الحسنة والتي تواكب التطورات التي تحدث في العالم سواء اكان ذلك متعلقا ببناية المصرف ام بالاجهزة والحاسبات الالية التي يستخدمها المصرف ، ام بكفاءة اداء الموظفين ورحابة صدرهم تجاه الزبون فكلما تزايدت هذه الاشياء استطاع المصرف ان يكسب زبائن اكثر.
4- تقديم مزايا جديدة ومبتكرة ومجزية للمودعين :
حيث تلجأ المصارف كجزء من ستراتيجيتها إلى تعديل هيكل أسعار الفائدة ، ولو بشكل طفيف لديها لتكون قادرة على مواجهة المنافسة ، أو أن تستحدث نظم إيداع جديدة مثل , الميزة التأمينية للودائع ،أو ربط العائد على الودائع بأرباح المصرف ، أو تيسير أنظمة اليانصيب المجزية لاستقطاب الودائع ... إلخ .
5- تحسين مستوى ونوعية الحْدمات المصرفية
سواء عند فتح الحساب الجاري أو فتح حسابات التوفير ، أو عند الايداع في الحساب أو عند السحب منه ، وفي إطار التسويق المصرفي ، نجد إن المصارف تهتم كثيرا في الترويج لخدماتها ، كما تعير اهتماما للعلاقات العامة ، والاهتمام بالزبائن باعتبارهم سادة السوق وفق المفهوم الحديث للتسويق ، كما تهتم المصارف بتدريب الكوادر المصرفية وتأهيلها بهدف تقديم افضل الخدمات لجمهور الزبائن .
6- موقع المصرف
حيث اصبح للموقع تأثير على قدرة المصرف في جذب الودائع بسبب صعوبة انتقال معظم السكان من مكان إلى آخر , وازدياد حركة المرور ، فالمقترض قد لا يهتم بموقع المصرف ، أي إنه مستعد للانتقال ولمسافات طويلة للحصول على القروض ، ولكن المودع قد يهمه كثيرا موقع المصرف بقدر ما يهمه قربه منه ، ومدى توفر موقف للسيارات فيه أو قريب منه .
7- عراقة المصرف وشهرته :
المصارف التي تؤسس في منطقة ما تخلو من المصارف قبلها , تستطيع انشاء علاقات مع زبائنها ، وتحافظ عليها ، تحتل مركزا تمتاز به على المصارف الجديدة ، فالاولاد تعامل في الغالب مع المصارف التي يتعامل معها آباؤهم ، ويتعامل المدراء الجدد في منشآت الأعمال مع المصارف التي تعامل معها المدراء السابقون . وهكذا .
8- السياسات الرئيسية وقوة المركز المالي للمركز :
كلما كانت السياسات المتعلقة بالقروض والاستثمارات والنشاطات الأخرى التي يمارسها المصرف سليمة وصائبة ، كلما دل ذلك على كفاءة ومهارة الادارة , فالمصرف الذي يتمتع بسيولة جيدة في الأوقات العصيبة , تكون سمعته بين الجمهور جيدة ، وهو والحالة هذه يستطيع اجتذاب الزبائن المحتملين ، ويزيد من ولاء الزبائن القائمين ، فالثقة عامل مهم لنجاح المصرف وكذلك سمعة ومكانة المصرف المالية والاعتبارية .
المطلب 2: العوامل المؤثرة على عدم استقرار الودائع
Factors Affecting the Deposits Non – stability
توجد عدة عوامل تؤثر في تقلب الودائع وعدم استقرارها ، ويقصد بتقلب الودائع ، هي تلك الودائع التي تخضع لعمليات السحب والايداع المتكررة خلال فترة زمنية معينة ، سواء أكان على مستوى المصرف الواحد أم على مستوى الجهاز المصرفي ككل . ويطلق عليها معدل دوران الودائع ومن أهم هذه العوامل هي :
1- المنافسة بين المصارف للحصول على الودائع :
Competition Among Banks to win Deposits
تعد المنافسة بين المصارف من اهم العوامل المؤثرة في حجم الودائع على مستوى المصرف الواحد ، عندما تكون المنافسة على الودائع لا تتضمن إلا تحويل الودائع من مصرف إلى آخر ، فان النظام المصرفي ككل لا يكسب ودائعا جديدة ، بل يتعرض لعملية اعادة توزيع الودائع بين المصارف المكونة له ، أما إذا كانت هذه المنافسة تتعدى حدود التوزيع إلى تشجيع ايداعات جديدة كانت محفوظة في السابق خارج النظام المصرفي ، فان الأخير يكسب ودائعا جديدة .
2 - التقلبات الموسمية : Seasonal Unstability
تتعرض ودائع المصرف الواحد لتقلبات موسمية ، خاصة المصارف التي تتركز فروعها في مناطق يعتمد نشاطها على قطاع واحد ، أو مجالات محدودة غير متنوعة كالمناطق الزراعية ذات الموسم الواحد ، أو المناطق التي تعتمد على صناعة واحدة أو مجموعة صناعات مترابطة موسميا ، اذ يلاحظ انه مع بداية الشروع لانتاج سلعة موسمية معينة كالقمح مثلا فان الطلب على سحب الودائع من المصرف سيزداد وطلبات الاقتراض من المصرف ستزداد ايضا اذا لم تكفي اموال الودائع لسد متطلبات العملة الانتاجية ، ويحدث العكس أي بعد ان تتحقق عوائد الانتاج تزاد الودائع لدى المصرف وتقل الحاجة الى الاقتراض منه .
3- التقلبات الدورية أو الدورة الاقتصادية :
Economical Cycle or Periodical Changes
تتغير الودائع كذلك في فترات الانتعاش والركود ، ويكاد نمط تبدلها يماثل التقلبات الموسمية ، كما أن البنك المركزي يستطيع التأثير في حجم الاحتياطيات النقدية Cash Reserves لدى المصارف التجارية بصورة مباشرة ، فهو يستطيع تخفيض نسبة الاحتياطي القانوني Required Reserve Ratio ، أو يقرض أو يعيد خصم الاوراق التجارية لصالح المصارف ، أو يشتري الدين العام من الجمهور ، أو من المصارف مباشرة ، اضافة لفرضه قيود متعددة على انواع معينة من القروض والاستثمارات ، وبذلك يستطيع معاكسة التقلبات الاقتصادية ، وبعبارة اخرى فانه يحرر الاحتياطيات النقدية وقت الكساد ، ويفرض عليها القيود عند بلوغ الانتعاش الحدود العليا أو عند حصول التضخم .
4- التقلبات طويلة الأمد :
Long – Term Unstabilities
ترتبط ودائع المصرف الواحد والنظام المصرفي بعدد سكان المنطقة التي يعمل فيها ومستوى ثرواتهم ، وتتفاوت مناطق البلاد في درجات نموها ، فتزدهر مناطق وتتدهور اخرى على مر الزمن ، وتتبع الودائع لدرجة ملحوظة هجرة السكان من منطقة لأخرى ، فهي تتجه حيث يتوجه السكان ، كما أن ازدهار مناطق معينة في الأمد الطويل من حيث استغلال الثروات الطبيعية وقيام منشآت اعمال جديدة ، يستدعي جذب الاموال من المناطق القديمة إذا كانت الودائع لا تكفي لسد حاجات التطور السريع ، وتتصف هذه التقلبات بالبطىء وباستطاعة المصرف مراقبتها وتقليص عملياته في المناطق المتدهورة مقابل زيادتها في المناطق الجديدة .
5- نشاطات الحكومة في المنطقة :
Government Activities Regional
يقل حجم الودائع في المصرف التجاري الواحد في تلك المناطق أو المحافظات التي تقل فيها فعاليات الحكومة ، وينخفض فيها حجم الإنفاق العام ، وتزداد هذه الودائع في تلك المناطق تتوسع فيها نشاطات الحكومة ويرتفع فيها حجم الانفاق العام ، اذ تزداد الودائع في المناطق التي توجد فيها دوائر الحكومة واجهزتها بالقياس مع غيرها من المناطق التي تقل أو تخلو من هذه المنشآت
المبحث الثالث : الاستراتيجيات الاساسية لجذب الودائع المصرفية:
يمكن تمييز إستراتيجيتان اساسيتان لجذب الودائع هما : استراتيجية المنافسة السعرية و استراتيجية المنافسة غير السعرية .
اولاً : استراتيجية المنافسة السعرية :
تتمثل هذه الاستراتيجية بدفع معدلات فائدة اعلى للمودعين , و على الرغم من اهمية هذه الاستراتيجية ليس في النشاط المصرفي فحسب , انما في معظم مجالات النشاط الاقتصادي , ألا ان بعض التشريعات المصرفية لا تسمح بدفع الفوائد على الودائع الجارية الامر الذي يقلل من دور هذه الاستراتيجية في جذب الودائع و من اهم اسباب عدم دفع الفوائد على الودائع الجارية ما يأتي : -
1- الحد من ارتفاع تكلفة الاموال
Decreasing High Montery Costs
تتحمل المصارف التجارية مصاريف متعددة نتيجة لأدارتها للحساب الجاري , منها تكاليف تحصيل المستحقات , و تكاليف سداد المطلوبات , لذا عند السماح بدفع الفوائد على الودائع الجارية فان ذلك يؤدي الى ارتفاع تكاليف ادارتها , الامر الذي يضطر معه الى البحث عن فرص استثمارية يتولد عنها معدلات عالية للعائد , و التي غالبا ما تكون ذات مخاطر عالية قد تهدد في النهاية مستقبل المصرف , و عليه فان عدم دفع الفوائد على الودائع الجارية يقلل من تكلفة الاموال .
2- الحد من زيادة المنافسة بين المصارف
Decreasing Bank Competition
ان دفعه الفوائد على الودائع الجارية قد يؤدي الى حالة تنافسية بين المصارف فترتفع بذلك معدلات الفائدة عليها املاً في الحصول على حصة مناسبة منها , و هذا يؤدي كذلك الى زيادة تكلفة ادارة تلك الودائع , مما قد يدفع بالمصارف الى استثمار جزء من اموالها في مجالات اكثر مخاطرة , سعيا وراء تحقيق عائد يكفي لتمويل تلك التكاليف .
3- الحد من ارتفاع الفوائد على القروض
Decreasing High Interests on Loans
كذلك قد يؤدي السماح بدفع الفوائد على الودائع الجارية الى زيادة الفوائد على القروض الممنوحة, و الذي يترتب عليه انخفاض الطلب عليها , ثم تأثر عملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية , في حين ان عدم دفع الفوائد على تلك الودائع ينجم عنه تخفيض تكلفة الاموال , الامر الذي يشجع المصارف على تخفيض معدلات الفوائد على قروضها الممنوحة للزبائن , و التي لها تأثيرات ايجابية على عملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية في البلد المعني .
4- الحد من هجرة الاموال من المدن الصغيرة الى المدن الكبيرة
Decreasing Money Immigration From Big Towns to Smaller Towns
تتمتع المصارف التي تمارس عملها في المدن الكبيرة , ذات الانشطة التجارية و الاقتصادية المتنوعة بفرص اكبر , مقارنة بعمل المصارف في المدن الصغيرة , و عليه فاذا سمح بدفع الفوائد على الودائع الجارية , فأن المصارف في المدن الكبيرة تكون اكثر قدرة و استعداداً لدفع فوائد عالية على تلك الودائع مقارنة مع المصارف التي تتركز في المدن الصغيرة , و هذا يعني ان المدن الكبيرة سوف تصبح مناطق جذب لهذه الودائع , في حين تصبح المدن الصغيرة مناطق طرد لها مما سيؤثر على التنمية الاقتصادية فيها .
المطلب 2 : استراتيجية المنافسة غير السعرية
تتمثل هذه الستراتيجية بتقديم خدمات جيدة و باسعار تنافسية, أي انها لا تقوم على دفع فوائد على الودائع , وانما تستند على مستوى جودة الخدمات المصرفية المقدمة للزبون . و ان التباين الموجود بين المصارف في مستوى جودة الخدمات المقدمة للزبون ونوعها و تكاليف تقدمها يزيد من احتمالات نجاح هذه الستراتيجية , و تشير الدراسات التطبيقية , الى ان الزبون يفضل التعامل مع المصارف ذات الخدمات المصرفية الجيدة ومن اهم الخدمات المصرفية التي يمكن ان يعتمد عليها المصرف في جذب المزيد من الودائع ما يأتي:
1- تحصيل مستحقات المودعينCollecting Deposit’s Payable يعد نشاط تحصيل مستحقات المودعين ، من بين الاهداف المهمة التي يسعى الجهاز المصرفي الى توسيعها وتطويرها ، لانها تعمل على تقليل تداول النقود بين الافراد ، فالمصرف يستطيع تحصيل هذه المستحقات دون الحاجة الى استخدام النقود عن طريق اجراء المقاصة بينه وبين المصارف الاخرى التي عليها التزامات تجاه زبون المصرف المعني.
و نظرا لتباين المصارف في سرعة تحصيل الصكوك و في مقدار ما يتحمله الزبائن من تكاليف تحصيل الصكوك و وسائل السداد الاخرى فان المصرف الذي يتميز بسرعة عمليات تحصيل المستحقات للزبائن و تقليل التكاليف التي يتحملها الزبائن يكون اكثر من غيره قدرة على جذب الودائع .
2- سداد المدفوعات نيابة عن الزبون
Repay Instead of Customers
كما تقدم المصارف خدمات مصرفية اخرى , و تتمثل في سداد قيمة الصكوك التي حررها المودع لصالح الغير , و في سداد بعض المطلوبات المستحقة عليه عندما يتقدم بها الدائنين دون الحاجة لتحرير صكوك , كقائمة الهاتف , و اقساط الايجار , وبعض قوائم الشراء .
ان قيام المصرف بهذه المهمة يجعل الزبون مطمئنا الى ان المصرف سيقوم بسداد ما عليه من مستحقات في مواعيدها , مما يوفر عليه الكثير من الوقت و الجهد الذي كان عليه ان يبذله اذا ما لجأ الى طريق اخر للسداد, و هذا الى جانب تلافي ما قد يتعرض له الزبون من غرامات تأخير اذا لم يتنبه لسداد الالتزامات في مواعيدها المحددة .
ان المصارف التي لها استعداد على سداد المطلوبات المستحقة على الزبون بمقتضى القوائم , و تسمح للزبون بتحرير صكوك بدون رصيد , و تحمل الزبون اقل ما يمكن من مصروفات مقابل هذه الخدمات , تمتلك القدرة على جذب المودعين اكثر مقارنة بغيرها من المصارف التي لا تتميز بمثل هذه الخدمات أو بجزء منها .
3- استحداث انواع جديدة من الودائع
Inventing New Kinds of Deposits
تسعى المصارف باستمرار الى استحداث انواع جديدة من الودائع , و ذلك في حدود تشريعات الدولة التي تعمل فيها فهناك على سبيل المثال :
أ) شهادات الايداع التي يمكن تداولها :
و هي شهادات غير شخصية يمكن لحاملها التصرف فيها بالبيع و الشراء , و عادة ما تكون القيمة الاسمية لتلك الشهادات كبيرة , و ان معدل فائدتها و تاريخ استحقاقها يتحددان بواسطة المصرف دون تدخل من الزبون (.
ب) شهادات الايداع التي لا يمكن تداولها :
و هي شهادات شخصية تصدر بمقتضى اتفاق بين المصرف و الزبون يتحدد فيه معدل الفائدة , و تاريخ الاستحقاق , و لا يجوز لحامل هذه الشهادة التصرف فيها بالبيع , كما لا يمكن له استرداد قيمتها قبل التاريخ المحدد , و عادة ما تكون القيمة الاسمية لتلك الشهادات اقل من القيمة الاسمية للشهادات القابلة للتداول.
ان المصارف التي تستحدث انواع جديدة من الودائع , يعني انها تمتلك القدرة على الابتكار و التطور , وهو مؤشر على كفاءة و حيوية المصرف , و من ثم فان هذا سيؤدي الى زيادة اقبال المودعين عليها مقارنة بتلك المصارف التي لا تمتلك القدرة على استحداث انواع جديدة من الودائع.
4- سرعة اداء الخدمة Fast Services
سعت المصارف الى استخدام احدث الاساليب و الوسائل التقنية في عملها , كاستخدام الحاسبات الالكترونية و انظمة التحويل الالكتروني المختلفة , و التي كان لها دور كبير في تحسين مستوى الخدمة و الاقتصاد في الوقت و التكلفة التي تنطوي عليها عملية التحصيل و الصرف و الايداع .
و على الرغم من اهمية التكنولوجيا الحديثة في عمل المصارف , الا انها ليست الوسيلة الوحيدة لضمان سرعة اداء الخدمة للزبون , فهناك العنصر الانساني , فلقد اثبتت الدراسات الميدانية ان الكفاءة في اداء الخدمات المصرفية المختلفة تتوقف اساساً على كفاءة العاملين
و التي تعتمد بدورها على حسن اختيارهم و تدريبهم و اثارة دوافعهم نحو الاداء الجيد .
وعليه فان المصارف كلما تمكنت من استخدام احدث الأساليب التكنولوجية ، وكلما زادت من كفاءة اداء عملها ، استطاعت ان تجذب اكبر عدد ممكن من الزبائن نحوها .
5- التيسير على الزبائن Facilities For Customers
تستطيع المصارف التيسير على الزبائن من خلال عدد من الخدمات تقدم لهم ، كاختيار موقع المصرف وفروعه في مناطق مناسبة للزبائن ، أو انشاء آلات الصرف الذاتي، التي تعد من اكثر الوحدات الإلكترونية استخداما في مجال الخدمة المصرفية ، حيث ترتبط هذه الآلات بالحاسب الرئيسي للمصرف ، بحيث يمكن استقبال بيانات الزبون ( كالرقم السري للزبون ، ورقم الحساب ، ورمز الخدمة المطلوب …) بمجرد قيامه بإدخال بطاقة التشغيل ، بحيث تقوم الآلة بعد ذلك باعطاء استجابات فورية تتمثل في الخدمات المصرفية المطلوبة( كالسحب النقدي ، و الايداع النقدي , وايداع الصكوك ، وكشف الحساب ، وبيان الارصدة ، وغير ذلك من الخدمات ) وتوزع هذه الآلات في مناطق عديدة لتيسير عمل الزبون , حتى ان بعضها يطل على الطرق ، بحيث يمكن للزبون التوقف في مواجهة الآلة وانهاء العملية التي جاء من اجلها دون ان يضطر للخروج من السيارة ، لذلك يمكن اعتبار هذه الآلات بمثابة فروع مصرفية ، نظرا لأنها تتواجد في اماكن جغرافية مختلفة .
كما طبقت بعض المصارف نظام المصارف المنزلية
وغيرها من الاساليب والطرق التي يكون الهدف الرئيسي منها هو تلبية حاجات الزبون باسرع وقت ممكن وباقل كلفة ممكنة .
وعليه فان قدرة المصرف على جذب المزيد من الودائع تزداد كلما تمكن من اختيار الموقع الملائم وتوسع في انشاء الفروع وآلات الصرف الذاتي والمصارف المنزلية واعتمد الاساليب والطرق التي تلبي حاجات الزبون باقل التكاليف وايسرها.
6- خدمات تفضيلية للزبائن
Favorable Services For Customers قد تعطي المصارف الافضلية لزبائنها في العديد من الخدمات ، كاعطائهم الاسبقية في الاقراض ، أو اقراضهم بمعدلات منخفضة مع تقديم بعض التنازلات بشأن الرصيد المعوض .
وكذلك قد تقوم بتقديم خدمات دعائية لمودعيها ، سواء أكان بالإعلان عن بضائعهم أو خدماتهم والدعاية لها ، وقد تقوم المصارف بعرض بعض السلع للمودعين ، وذلك باسعار منخفضة كالأثاث ، اضافة الى تقديمها للهدايا الرمزية بالمواسم والأعياد والمناسبات كالأجهزة الكهربائية والأجهزة المنزلية ، رغبة منها لجذب الودائع المصرفية .
الخاتمة:
تناولنا في هذا البحث مفهوم الودائع المصرفية كاتفاق يدفع بمقتضاه المودع للبنك مبلغ نقدي معين مما يؤدي الى خلق وديعة تحت الطلب أو لأجل يحدده الاتفاق بين البنك والعميل وأوضحنا أهمية الودائع المصرفية كأحد أهم الموارد المالية في البنوك.
وعرضنا أنواع الودائع المصرفية المختلفة، وأوضحنا أهم العوامل المؤثرة في حجم الودائع المصرفية، وأخيرا الاستراتيجيات الأساسية التي يمكن للبنك استخدامها لجذب وتنمية ودائعه.
المراجع:
1- د. بشير عباس العلاق، ادارة المصارف- مدخل وظيفي، الأردن 1998.
2- د. خليل محمد حسن الشماع، ادارة المصارف، الطبعة الثانية، مطبعة الزهراء، 1975.
3- د. زياد رمضان، أ. محفوظ جودة- الاتجاهات المعاصرة في ادارة البنوك، دار وائل للنشر، عمان 2000.
4- د. سامي خليل، النقود والبنوك، شركة كطامة للنشر، الكويت، 1982.
5- د. سليمان احمد الوزي، د. مهدي حسن زويلف، أ. مدحت ابراهيم الطماونة، ادارة البنوك، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، 1997.
6- د. عوض فاضل الدليمي، النقود والبنتوك – مديرية دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، 1989.
7- د. فلاح حسن الحسيني، د. مؤيد عبد الرحمن الدوري، ادارة البنوك – مدخل كمي واستراتيجي معاصر، دار وائل للنشر، الأردن، 2000.
8- د. منير لبراهيم هندي، ادارة البنوك التجارية – مدخل اتخاذ القرارات، الطبعة الثالثة، المكتب العربي الحديث، الاسكندرية، 1996.
9- الطاهر لطرش، تقنيات البنوك، الجزائر، المطبوعات الجامعية، ص 55-56.
10- Lughett, d., Moner Banking, 3rd ed., Ma-Graw Hill Book company, New York, 1984.
11- Bisky, T., The challenges of Trust Fascinate steve Fanriey, Banking Journal, Jan., 1983.
12- Ranlett,J., money and Banking, an Introduction to Analysis and policy, 3rd ed., santa Barbara, Jones, wiley and son, 1977.
13- Petere,s., Rose, commergial Bank Management Irwin Mc Graw- Hill, 1999.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2013-03-09, 13:50
العرض العادي
