1ـ أسباب اختيار الموضوع :
إن انجاز أي عمل يتطلب من الشخص القائم عليه اهتماما خاصا حيث يجب أن ياستهويه الموضوع ليجد متعة في القيام به ويصبح يتلهف لمعرفة كل ملابساته ونتائجه ومن بين أهم الأسباب التي دعتنا للقيام بهذه الدراسة هناك أسباب موضوعية وأخرى ذاتية.
أ ـ الأسباب الموضوعية :
* ندرة البحوث المتعلقة بالزواج خصوصا تلك المتعلقة بطلبة التكوين المهني التي تعتبر فئة مهمشة ومحرومة.
* معرفة معايير الاختيار الزواجي لدى طلبة التكوين المهني.
* معرفة مدى تأثر طلبة التكوين المهني بالتطور الذي شهده المجتمع الجزائري.
ب ـ أسباب ذاتية :
* التدرب على إنشاء البحوث الأكاديمية وتطبيق قواعد المنهج العلمي.
* الاستفادة الشخصية من نتائج هذه الدراسة كوننا على مشارف الزواج.
2 ـ أهداف البحث :
* تطبيق معارفنا العلمية النظرية على الواقع.
* إثراء البحث العلمي بدراسات جديدة تكشف التغير الاجتماعي الحاصل في المجتمع.
* الكشف عن تصورات الشباب خصوصا فئة طلبة التكوين المهني تجاه الزواج وتكوين الأسرة، ومدى تغير ذهنية الأبناء على ذهنية أبائهم في مسألة الزواج .
3 ـ أهمية الدراسة :
تتمثل أهمية البحث في أهمية موضوعه ألا وهو الزواج الذي يعتبر مرحلة حاسمة في حياة كل شخص، إضافة لكونه يتطرق لفئة طلبة التكوين المهني، هذه الفئة التي تعتبر محرومة بحيث أنها لم تعنى بدراسات اجتماعية كثيرة.
4 ـ الإشكالية :
إن الاختيار للزواج من المسائل الحساسة والحاسمة، التي يمر بها الإنسان، لأنها تعد المرحلة الفاصلة بين مرحلتين من حياته ـ مرحلة العزوبة ، ومرحلة الزواج ـ وهو يعتبر سلوك اجتماعي لا يتحدد فقط برغبات الشخص بل وفق معيار المجتمع . (1)
و الاختيار للزواج يعتبر مرحلة هامة من مراحل الزواج و هي عبارة عن طريقة اختيار شريك الحياة لدى كل من الرجل و المرأة و يقوم ذلك على وصفات يرغب أن يتحلى بها شريك الحياة و هذه المواصفات تختلف من شخص لآخر و من مجتمع لآخر، فهناك مجتمعات تختار على أساس المكانة الاجتماعية للأسرة أو الفرد، والبعض الآخر يختار على أساس المركز الاقتصادي للأسرة أما البعض الآخر يولون اهتماما للحب و التفاهم والانسجام في الدين بين الرجل و المرأة.
و من بين الاٍختيارات الموجودة في المجتمع الجزائري الاختيار الوالدي، لكن مع تطور و التغير الذي عرفه المجتمع الجزائري مؤخرا خصوصا تلك التغيرات التي مست البنــية الأسرية حيــث أدت إلى ظهور الأسرة النواة و اٍنهيــار الأسـرة الموسعــة، حيــث أدى هذا النـوع إلى اٍستقلالية الأفراد في كثير من المجالات وأهمها حرية اٍختيار الشريك و لأهمية هذا الاٍختيار في تكوين أسرة المستقبل، أردنا أن ندرس الأسس والمعايير التي تبني عليها، خصوصا لدى فئة طلبة التكوين المهني هذه الفئة التي يعاني بعضها من نكسة الفشل في اٍمتحان البكالوريا والتي لجأت إلى هذه المراكز لاقتناء شهادات تكون بمثابة تأشيرة لدخول الحياة العملية التي تليها مباشرة الدخول في القفص الذهبي، هذا ما يجعل طلبة التكوين المهني خاصة ( السنة النهائية ) أن يكون شغلهم الشاغل التفكير في شريك الحياة، مواصفاته،ومؤهلاته، التي يجب أن تكون مرتبطة بمقاييس تحقق التكافؤ بين الطرفين، وعلى خلاف هذا هناك من يلتجئ للطريقة التقليدية حيث يعتمد اعتمادا كليا عن الأهل.
وتكمن أهمية الاختيار لدى هذه الفئة من المجتمع - طلبة التكوين المهني – لعدة اعتبارات أهمها قصر مدة التكوين وبتالي قربهم من الحياة العملية إضافة أن البعض منهم يزاول نشاط مهني وهذا يعني انه أكثر ارتياحا بنسبة للجانب المادي هذا كله يجعله يفكر في الزواج بشكل جدي.
وعليه نجد بعض الطلبة يتجهون إلى إقامة علاقات مبنية على التجانس في الجانب الاجتماعي، والمستوى التعليمي، وغيرهما من جوانب الحياة.
كل هذا يؤدي إلى تصادم أفكار وثقافات متعددة على موضوع الزواج لدى هذه الفئة وعلى ضوء هذه الآراء تتجلى معايير اختيار القرين أو شريك الحياة لديهم.
وعلى ما سبق ذكره يمكن طرح التساؤلات التالية :
- إلى أي مدى يمكن لطلبة التكوين المهني الأخذ بالجانب الثقافي و العلمي في اختيار شريك الحياة ؟.
- هل يؤثر الجانب الاقتصادي في اختيار شريك الحياة لدى طلبة التكوين المهني؟.
- كيف ينظر طلبة التكوين المهني إلى جانب الأخلاق والدين في اختيار الشريك؟.
5 ـ الفرضيات :
من خلال التساؤلات التي تم طرحها في الإشكالية يمكن تحديد الفرضيات التالية:
الفرضية العامة :
إن الجانب الأخلاقي أو الديني إضافة للجانب العلمي والمستوى الاٍقتصادي هي الركائز الأساسية التي يعتمد عليها طلبة التكوين المهني في اختيارهم للطرف الآخر.
الفرضيات الجزئية :
- يعتمد طلبة التكوين المهني على المعيار الثقافي و المستوى العلمي في اختيار الشريك.
- يعود الاختيار الزواجي لدى طلبة التكـوين المهني إلى الجـانـب المـادي والاقتـصادي.
- لقد كان وسيظل الجانب الأخلاقي والديني الركن الأساسي في اختيار شريك المستقبل لدى طلبة التكوين المهني.
6 ـ تحديد المفاهيم :
تعريف المعايير:
هي مستويات من الموافقة تمت صياغتها في صورة لوائح و نظم، تعمل على تنظيم نتائج الخروج عن هذه المستويات، فالمعايير تدل على بعض نماذج السلوك، منها التوقعات التي يتقاسمها أفراد المجتمع بالنسبة للسلوك الملائم(1).
ومن هنا نستنتج أن المعايير هي القيم التي يبنى عليها سلوك الأفراد وتختلف هذه القيم والمعايير باختلاف المجتمعات، فلكل مجتمع عاداته وتقاليده التي يقوم عليها سلوكه.
وبما أننا نتناول في دراستنا معايير الاختيار الزواجي فإننا نجد أن للاختيار عدة معايير ومقاييس يتم اختيارها من قبل أي مقبل على الزواج، وذلك طبقا لما يتماشى وطبيعة الأفراد وعاداتهم ومبادئهم.
تعريف اختيار الشريك :
اختيار الشريك هو الاختيار للزواج وهو سلوك اجتماعي لا يتحدد فقط برغبات الشخص بل وفق معايير المجتمع، فكل مجتمع لديه نظم و قواعد يقوم عليها و تحكم الاختيار للزواج بين أفراده. وهذه النظم و الأساليب قابلة للتطور والتغيير مع التغير الاجتماعي و الثقافي للمجتمع، طبقا للعادات والتقاليد والقيم والأنماط التي تسود بين الناس لتحكم هذه العملية في حياتهم.
فالاختيار للزواج يعتبر مرحلة هامة من مراحل الزواج، بل هي أولها و في نفس الوقت أصعبها وهي عبارة عن مرحلة انتقاء شريك الحياة عند كل من الرجل والمرأة فكل شخص يقوم باختيار شريك حياته بمواصفات تختلف من شخص إلى أخر ومن مجتمع إلى أخر.
- إن اختيار الزوج للزوجة في تكوين أسرة هو الاختيار الذي تتدخل فيه عوامل عديدة كالسلالة والطبقة الاجتماعية والتعلم والدين والسمات النفسية والشخصية(2).
المفهوم الإجرائي:
هو انتقاء زوج من بين مجموعة من الأشخاص من المؤهلين للزواج، بمعنى أننا نقوم بعملية انتقائية أو تفضيلية وهذا بالأخذ بعدة معايير كالحسب والمكانة الاجتماعية والاقتصادية والطبقة الاجتماعية والمواصفات الدينية، والمثل الأخلاقية .
مقاييس الاختيار للزواج:
يعتبر وضع المقاييس عموما بتصنيف الأشخاص وبيان خواصهم ومدى مساهمتهما في إسعاد وإرضاء الطرف الآخر وفقا لقاعدة معينة(1) .
8 ـ الدراسة السابقة:
الدراسة الأولى : " الاختيار للزواج والتغير الاجتماعي" سامية حسن الساعاتي دار النهضة العربية للنشر، بيروت، 1981، الطبعة الثانية. أجريت الدراسة على طلبة السنة الثالثة والرابعة من معهدي علم النفس وعلم الاجتماع بكلية الآداب عين الشمس وكذلك على آبائهم، وتمثلت فروض الدراسة فيما يلي:
- الفرضية الأولى : لا يحدث اختيار الشريك دون أساس شعوري أولا شعوري .
- الفرضية الثانية : قد يكون اختيار الزواج راجع إلى التشابه الفيزيقي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وتكميل أحد الشريكين للآخر من حيث الحاجات النفسية، التجاور في السكن أو العمل أو الدراسة، الصورة المثالية لفتاة أحلام الشباب.
- الفرضية الثالثة : تختلف محاكاة الاختيار وقيمه من جيل الآباء الريفيين عنها من جيل الآباء الحضريين.
- الفرضية الرابعة : تختلف محاكاة الاختيار وقيمه في جيل الأبناء تبعا للبيئة التي ولدوا فيها وعايشوا أهلها.
- الفرضية الخامسة : يختلف أسلوب الاختيار والمحاكاة في جيل الآباء عنه في جيل الأبناء وقد اعتمدت الدراسة على الأسلوب أو المنهج المقارن كمنهج أساسي لمقارنة الاختيار بين الأب وطريقة اختيار الابن إضافة إلى المنهج الإحصائي في التحليل وتفسير البيانات أما الأدوات المستعملة فتمثلت في الاستخبار المقيد بالاستبيان ومن أهم النتائج المتوصل إليها هناك بعض التغير في الاختيار بين الآباء والأبناء لكنه ليس في القيم والمحاكاة المعنوية الثابتة في الأصل والعذرية...الخ. بل القيم والمحاكاة مثل السن عند الزواج وعمل المرأة وغيرها وهذا راجع لانتشار التعليم، وهناك تغير واضح في الاختيار الزواجي بين سكان الريف والحضر.
الدراسة الثانية : " مقاييس اختيار الرجل لقرينته " مذكرة لنيل شهادة الليسانس قدمت من طرف الطالبتين عبد المؤمن زكية وملال كريمة بجامعة الجزائر، 2001/2002؛حيث أجريت الدراسة الميدانية في العديد من الأحياء بالعاصمة تمثلت فروضها فيما يلي :
- الانتماء إلى نفس الطبقة يؤدي بالرجل إلى اختيار قرينته.
- تفضيل الرجل للمرأة العاملة أدى لاختيارها كقرينة أم تدينها يؤدي بالرجل لاختيارها. استخدم في هذه الدراسة المنهج الكمي، أما العينة فكانت 100استعملت الاستمارة كأداة أساسية لجمع البيانات وتضمنت 31 سؤال 27 مغلق و04 مفتوحة. وقد توصلت الدراسة بأن أغلبية الشباب يفضلون زوجة في نفس الطبقة الاجتماعية معهم.
9 ـ صعوبات البحث :
لا يخلو أي بحث علمي من الصعوبات و العراقيل و نظراً لطبيعة موضوعنا و الذي يتناول أكبر مرحلة حساسة يمر بها الشاب فإن إجراء مقابلات مع طلبة التكوين المهني لم تكن سهلة حيث كانوا يعتبرون ملئ الاستمارات تدخل في خصوصياتهم الشخصية.
- النقص الكبير للمراجع التي تمس الموضوع بشكل مباشر .
- صعوبة التعامل مع المكتبات الجامعية و عدم منحنا الوقت الكافي لاستعارة والاقتصار على المطالعة و الإعارة الداخلية.
- صعوبة استرجاع الثقة لدى طلبة التكوين المهني و بتالي عدم مدنا بالأمور الأكثر دقة.
- عدم فهم بعض الأسئلة الواردة في الاستمارة من طرف طلبة التكوين المهني.
(1) آيت سي علي شفيعة ، اختيار شريك الحياة ونظم الزواج . أطروحة ماجستير في علم الاجتماع ، جامعة الجزائر ،1993،ص 09.
(1) جلال الدين عبد الخالق وآخرون، الجريمة والانحراف . المكتب الجامعي الحديث ،الإسكندرية ، 2001 ، ص 21، 22.
(2) أحمد زكي ، معجم مصطلحات الاجتماعية . مكتبة لبنان ، بيروت ، 1978، ص260 .
(1) أحمد زكي ، مرجع سبق ذكره ، ص 270 .
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2009-04-08, 14:16
تابع معايير اختيار شريك الحياة
العرض العادي
