الشيخ أبو الحسن الأشعري ..السلفي السني .. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الشيخ أبو الحسن الأشعري ..السلفي السني ..

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-02-07, 23:07   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










Post الشيخ الإمام أبو الحسن الأشعري .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبة ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين .
وبعد : لما كان أكثر الناس في الاقطار الإسلامية ينتسب إلى أبي الحسن الأشعري ، مع ذلك لا يعرف شيئا عن أبي الحسن الأشعري ولا عن عقيدته التي استقر عليها أمره أخيراً واستحق بها أن يكون من الأئمة المقتدى بهم –أحببنا أن نفيد أولئك عن حقائق هذا الأمام الامام المجهول عند كثير ممن ينتسب اليه وينتحل عقيدته ، حسب ما تتبعنا من المراجع المعتبرة .
وقبل كل شيء أتحف القارئ بنبذة قليلة من ترجمة الأشعري فأقول وبالله أستعين:
يتبع ...
تأليف
حماد بن محمد الأنصاري









 


قديم 2013-02-07, 23:09   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التعريف بالامام وذكر أبرز المصادر التي ترجمت له :
(أما أبو الحسن االأشعري) فهو: علي بن اسماعيل ابن اسحاق ابن سالم بن اسماعيل بن موسى الأشعري ، ولد سنة ستين ومئتين من الهجرة النبوية ، ترجمة أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر الدمشقي في كتابة "تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري" والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" وابن خلكان في وفيات الأعيان ، والذهبي في "تاريخ الإسلام" وابن كثير في "البداية والنهاية" وطبقات الشافعية والتاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" وابن فرحون المالكي في "الديباج المذهب في أعيان أهل المذهب" ومرتضي الزبيدي في "اتحاد السادة المتقين بشرح أسرار غحياء علوم الدين" زابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب في أعيان من ذهب" وغيرهم.
عمن أخذ الأشعري العلم والكلام:
دخل هذا الامام بغداد وأخذ الحديث عن زكريا بن يحيى الساجي أحد أئمة الحديث والفقة وعن أبي خليفة الجمحي وسهل بن سرح ومحمد بن بعقوب المقيء وعبدالحمن ابن خلف البصريين ، وروى عنهم كثيراً في تفسيره ((المختزن)) وأخذ علم الكلام عن شيخة زوج أمه أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة ، ولما تبحر في كلام الاعتزال وبلغ فيه الغاية كان يورد الأسئلة على استاذه في الدرس ولايجد فيها جواباً شافياً فتحير في ذلك فحكي عنه أنه قال: وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه من العقائد فقمت وصليت ركعتين وسألت الله تعالى أن يهديني الطريق المستقيم ونمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر ، فقال لي رسول الله صلى الله علية وسلم ((عليك بسنتي)) فانتبهت !! ، وعارضت مسائل الكلام بما وجدت في القرآن والأخبار ، فأثبته ةنبذت ما سواه ورائى ظهري ، قال أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب الغدادي المتوَفى سنة 463هـ في الجزء الحادي عشر من تاريخه المشهور صفحة 346هـ (( أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجهمية ، والخوارج وسائر أصناف المبتدعة... إلى أن قال : وكانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعري فجزهم في أقماع السمسم.
أبو الحسن الأشعري يناهظ شيخة الجبائي فيفحمه!!!
قال ابن فرحون في الديباج: (( أثنى على أبي الحسن الأشعري أبو محمد بن أبي زيد القيرواني وغيره من أئمة المسلمين اهـ)) وقال ابن العماد الحنبلي في الشذرات الجزء الثاني صفحة 303 ومما بيض به أبو الحسن الأشعري وجوه أهل السنة النبوية وسود به رايات أهل الاعتزال والجهمية ، فأبان به وجه الحق الأبلج ولصدور أهل الايمان والعرفان أثلج مناظرة كما قال ابن خلكان: (( سأل أبو الحسن الأشعري أستاذه أبا على الجبائي عن ثلاثة إخوة ؛ كان أحدهم مؤمناً براً تقيلً والثاني كان كافراً فاسقً شقياً ، والثالث كان صغيراً ، فماتوا فكيف حالهم؟ ، فقال الجبائي : أما الزاهد ففي الدرجات أما الكافر ففي الدركات ، وأما الصغير فمن أهل السلامة فقال الأشعري: إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟ ، فقال الجبائي: لا !!؛ لأنه يقال له: أخوك إنما وصل إلى هذه الدرجات بعطائه الكثير وليس لك تلك الطاعات ، فقال الأشعري: فان قال ذلك التقصير ليس مني ، فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة ، فقال الجبائي: يقول البارئ جل وعلا: كنت أعلم لو بقيت لعصيت وصرت مستحقاً للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك ، فقال الأشعري: فلو قال الأخ الأكبر يا إله العــــالمي كما علمت حاله فقد علمت حالي ، فلم راعيت مصلحته دوني فانقطع الجبائي !!!
وقال ابن العماد (( وفي هذه المناظرة دلالة على أن الله تعالى خص من شاء برحمته’ واختص آخر بعذابه)) اهـ.










قديم 2013-02-07, 23:09   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثناء السبكي، على أبي الحسن الأشعري
وقال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعيه الكبرى: ((أبو الحسن الأشعري كبير أهل السنة بعد الإمام أحمد ابن حنبل وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد رحمة الله واحدة لاشك في ذلك ولا ارتياب وبه صرح الأشعري في تصانيفه وذكره غير مامرة من أتن عقيدتي هي عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل هذه عبارة الشيخ أبي الحسن في غير موضع من كلامه)) اهـ.
وفضائل أبي الحسن الأشعري ومناقبه أكثر من أن يمكن حصرها في هذه العجالة ، ومن وقف على تواليفه بعد توبته من الاعتزال –رأى أن الله تعالى قد أمده ؛ فاالمالكي يدعي أنه مالكي ؛ والشافعي يزعم أنه شافعي ، والحنفي كذلك. قال ابن عساكر: لقيت الشيخ الفاضل رافعاً الحمال الفقيه ، فذكر لي عن شيوخه أن أب الحسن الأشعري كان مالكياً فنسب من تعلق اليوم بمذهبه وتفقه في معرفة أصول الدين من ســـائر المذاهب –إلى الأشعري لكثرة تواليفة وكثرة قراءة الناس لها.
وقال ابن فروك: توفي أبو الحسن الأشعري سنة 324هـ
رجوع أبي الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى عقيدة السلف:
قال الحافظ مؤرخ الشام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر الدمشقي المتوفى سنة هـ في كتابه ((التبيين)) قال أبو بكر اسماعيل بن أبي محمد بن اسحق الأردي القيرواني المعروف بابن عزره: إن أبا الحسن الأشعري كان معتزلياً وإنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة وكان لهم إماماً، ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوماً ، فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالبصرة فصعد المنبر بعد صلاة الجمعة ، وقال: معاشر الناس إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة ولم يترجح عندي حق على باطل ولا باطل على حق ، فاستهديت الله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه ، وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده، كما انخلعت من ثوبي هذا ،وانخلع من ثوب كان عليه، ورمى به ودفع الكتب إلى الناس ؛ فمنها كتاب اللمع وغيره من تواليفه الآتي ذكر بعضها قريبا إن شاء الله : فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل السنة والجماعة أخذوا بما فيها وانتحوها ، واعتقدوا تقدمة واتخذوه إماماً حتى نسب مذهبهم إليه فصار عند المعتزلة (ككتابيٍ أسلم وأظهر عوار ما تركه فهو أعدى الخلق إلى أهل الذمة) ، وكذلك أبو الحسن الأشعري أعدى الخلق إلى المعتزلة ؛ فهم يشنعون علية وينشنعون علية وينسبون إليه الأباطيل ، وليس طول مقام أبي الحسن الأشعري على مذهب المعتزلة مما يفضى به إلى انحطاط النمزلة بل يقضي له في معرفة الأصول بعلو المرتبة ويدل عند ذوي البصائر له على سمو المنقبة ؛ لأن من رجع عن مذهب كان بعواره أخبر وعلى رد شبه أهله وكشف تمويهاتهم أقدر ، وتبيين ما يلبسون به لمن يهتدي باستبصاره أبصر ، فاستراحتة من يعيره بذلك كاستراحة مناظر هرون بن موسى الأعور ؛ وقصته أن هارون الأعور كان يهودياً فأسلم وحسن إسلامة ، وحفظ القرآن وضبطه وحفظ النحو ، وناظره انسان يوماً في مسألة فغلبه هرون فلم يدر المغلوب ما يصنع فقال له: أنت كنت يهودياً فأسلمت فقال له هرون فبئس ما صنعت فغلبه هرون في هذا .
واتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن الأشعري كان إماماً من أئمة أصحاب الحديث ، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث ؛ تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة ، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سبفاً مسلولاً ومن طعن فيه أو سبه فقد بسط لسان السؤ في جميع أهل السنة ، ولم يكن أبو الحسن الأشعري أول متكلم بلسان أهل السنة وإنما جرى على سنن غيره وعلى نصرة مذهب معروف، فزاده حجةً وبياناً، ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهباً انفرد به وليس له في المذهب أكثر من شرحه كغيرة من الأئمة.
وقال أبوبكر بن فورك: رجع أبو الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة سنة300هــ
وممن قال من العلماء برجوع الأشعري عن الاعتزال أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان الشــافعي المتوفى سنة681هــ ؛ قال في ((وفيات الأعيان)) الجز الثاني صفحة 446: كان أبو الحسن الأشعري معتزلياً ثم تاب. ومنهم عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 774هـ ؛ قال في البداية والنهاية الجزء الحادي عشر صفحة187(إن الأشعري كان معتزلياً فتاب منه بالبصرة فوق المنبر، ثم أظهر فضائح المعتزلة وقبائحهم)) ومنهم شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي الشافعي الشهير بالذهبي المتوفى سنة 748هـ؛قال في كتابه ((العلول للعلى الغفار))( كان أبو الحسن أولا معتزلياً أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه وصار متكلماً للسنة ، ووافق أئمة الحديث ، فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها لأحسنوا ولكنهم خاضوا كخوض حكماْ الأوائل في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله)) ، وممن قال برجوعه تاج الدن أبو نصر عبدالوهاب بن تقي الدين السبكي الشافعي المتوفى سنة771هــ قال في طبقات الشافعية الكبرى ، الجزء الثاني صفحة 246هــ : أقام أبو الحسن على الاعتزال أربعين سنة حتى صار للمعتزلة إماماً فلما أرادة الله لنصرة دينة وشرح صدره لإتباع الحق غاب عن الناس في بيته، وذكر كلام ابن عساكر المتقدم بحروفه ومنهم برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون اليعمري المدني المالكي المتوفى سنة 799هــ قال في كتابه (( الديباج المذهب في أعيان علماء المذهب)) صفحة193: "كان أبو الحسن الأشعري في ابتداء أمره معتزلياً ، ثم رجع إلى هذا المذهب الحق ، ومذهب أهل السنة فكثر التعجب منه ، وسئل عن ذلك ، فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فأمره بالرجوع إلى الحق ونصره ، فكان ذلك والحمد لله تعالى .
ومنهم السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي الشهير بمرتضى ؛ قال في كتابه ((إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار احياء علوم الدين)) الجزء الثاني صفحة 3 قال: "أبو الحسن الأشعري أخذ الكلام عن شيخ أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة ، ثم فارقه لمنام رآه ، ورجع عن الاعتزال وأظهر ذلك إظهاراً ، فصعد منبر البصرة يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا فلان بن فلان كنت أقول بخلق القرآن وإن الله لايُرى في الدار الآخرة بالأبصار وإن العباد يخلقون أفعالهم وها أنا تائب من الغعتزال معتقداً الرد على المعتزلة ، ثم شرع في الرد عليم والتصنيف على خلافهم ، ثم قال: قال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال أولها حال الاعتزال التي رجع عنها ولا محالة والحال الثاني إثبات الصفات العقلية ؛ وهي الحياة والعلم ، والقدرة ، والارادة ، والسمع ، والبصر ، والكلام . زتأويل الخبرية كالوجة واليدين والقدم والساق ونحو ذلك، الحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهي طريقته في الإنابه التي صنفها آخراً.
وبهذه النقول عن هؤلاء الأعلام ثبت ثبوتاً لاشك فيه ولا مرية أن أبا الحسن الأشعري استقر أمره أخيراً بعد أن كان معتزلياً على عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم وسنة النبي الكريم عليه أزكى الصلاة والتسليم.










قديم 2013-02-07, 23:10   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

صحة نسبة(( الابانة في أصول الديانة))
ثبوت نسبة الابانة في إلى أبي الحسن الأشعري والرد على من أنكر ذلك وزعم أنها مدسوسة: وقبل البحث في صحة نسبة هذا الكتاب إلى أبي الحسن الأشعري نذكر نبذة قليلة من تواليفة التي ألفها بعد توبته من الاعتزال ، فنقول: قال الحافظ ابن عساكر في كتابه ((تبيين كذب المفتري)) ذكر ابن حزم الظاهري أن لأبي الحسن الأشعري خمسة وخمسين تصنيفاً ، ثم قال: ترك ابن حزم من عدد مصنفاته أكثر من مقدار النصف ، وبعد ذلك سردها ، فقال : منها كتاب اللمع ، وكتاب أظهر فيه عوار المعتزلة سماه بكتاب (( كشف الأسرار وهتك الأستار)) ومنها تفسيره المختزن ؛ وهو خمسمئة مجلد لم يترك فيه آية تعلق بها بدعي إلا أبطل تعلقه بها ، وجعلها حجة لأهل الحق ، وبين المجمل وشرح المشكل ونقض فيه ما حرفه الجبائي والبلخي في تفسيريهما ومنها الفصول في الرد على الملحدين والخارجين على الملة كالفلاسفة والطبائعيين والطبائعيين والدهريين وأهل التشبيه ومنها مقالات المسلمين استمعب فيه جميع اختلافهم ومقالاتهم وذكرها الحافظ ابن عساكر بأسمائها وموضوعاتها في كتابه التبيين من صفحة 128 إلى صفحة 136 ، وقد أطلعت أنا الجامع لهذه الرسالة على ثلاثة من الكتب المذكورة ، وهي مطبوعة: اللمع، والابانة ، والمقالات الاسلامية ، وقال ابن عساكر في صفحة28 من التبيين: وتصانيف أبي الحسن الأشعري بين أهل العلم مشهورة معروفة وبالجادة والاصابة للتحقيق عند المحققين موصوفة ، ومن وقف على كتابه المسمى بالإبانة عرف موضعه من العلم والديانه ، ثم قال في صفحة 152: فإذا كان أبو الحسن كما ذكر عنه من حسن الاعتقاد مستصوب المذهب عند أهل المعرفة بالعلم والانتقاد يوافقه في أكثر ما يذهب إليه أكابر العباد ، ولا يقدح في معتقده غير أهل الجهل والعناد فلا بد أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة ، ونتجنب أن نزيد فيه أو ننقص منه تركاً للخيانة لتعلم الحقيقه حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة ؛ فاسمع ماذكره في أول كتابه الذي سماه بالإبانة ونذكر ما يأتي في آخر الرسالة إنشاء الله تعالى ثم قال في صفحة 171 في جملة أبيات نسبها لبعض المعاصرين له:
لو لم يصـنف عـمـره *** غير الإبــانة واللـمـع
لكفـى فكيـف وقـد *** تفنن في العلوم بما جمع
مجموعة تربى على المئتـ *** ين ممــا صـنـع
لم يـأل في تصنيفتهـا *** أخذاً بأحسن ما استمع
فهدى بـها المـسترشد *** يـن ومن تصفحها انتفع
تتلـى مـعـاني كتبـه *** فوق المنابر في الجمع
ويـخـاف من إفحامه *** أهل الكنائس والبيع
فهو الشجا في حلق من *** ترك المحجة وابتدع
وممن عزا الإبانة إلى أبي الحسن الأشعري الحافظ الكبير أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الشافعي المتوفى في سنة 458هــ ؛ قال في كتاب (( الاعتقاد الهداية إلى سبيل الرشاد)) في باب القول في القرآن صفحة31 ؛: ذكر الشافعي رحمه الله الله مادل على أن مانتلوه من القرآن بألسنتنا ونسمعه بآذاننا ، ونكتبه في مصاحفنا يسمى كلام الله عز وجل وان الله عز وجل كلم به عباده بأن أرسل به رسوله صلى الله عليه وسلم وبمعناه ذكره أيضاً علي بن إسماعيل في كتابه الإبانة وقال في صفحة 23 من الكتاب المذكور آنفاً: قال أبو الحسن علي بن إسماعيل في كتابه ؛ يعني الإبانة فإن قال قائل حدثونا أتقولون إن كلام الله عز وجل في اللوح المحفوظ قيل له نقول ذلك ؛ لأن الله قال (( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ)) ، فالقرآن في اللوح المحفوظ وهو في صدور الذين أوتوا العلم ‘ وهو بالالسنة قال تعالى: (( لاتحرك به لسانك)) والقرآن مكتوب في مصاحفنا في الحقيقة محفوظ في صدورنا في الحقيقة محفوظ في صدورنا متلو بألسنتنا في الحقيقة . مسموع لنا في الحقيقة كما قال تعالى: ((فأجره حتى يسمع كلام الله)) ثم قال في صفحة 26 بعد سرد الأدلة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق: وقد احتج علي ابن إسماعيل الأشعري رحمة الله بهذه الفصول اهـ من نسخة مخطوطة يرجع تاريخ خطها إلى سنة1086هـ[وهي محفوظة لدى الأخ اسماعيل الأنصاري طبعت في مصر قريباً].
وممن ذكر الإبانة وعزاها لأبي الحسن الأشعري الحافظ المعروف بالذهبي قال في كتابه (( العلو العلي للغفار)) صفحة278 قال الأشعري في كتاب (الابانة في أصول الديانة) له في باب الاستواء: فإن قال قائل: (الرحمن على العرش استوى) الى آخر مافي الابانة . ثم قال: وكتاب الابانة من أشهر تصانيف أبي الحسن الأشعري شهره الحافظ ابن عساكر واعتمد عليه ونسخة بخط الامام محيي الدين النواوي وذكر الذهبي عن الحافظ أبي العباس أحمد بن ثابت الطرقي أنه قال : ونقل عن أبي علي الدقاق أنه سمع زاهر بن أحمد الفقيه يقول : مات الاشعري رحمة الله ورأسه في حجري فكان يقول شيئاً في حال نزعه: لعن الله المعتزله موهوا ومخرقوا اهـ كلام الذهبي.
وممن نسبها إلى أبي الحسن الاشعري ابن فرحون المالكي ؛ قال في كتابه الديباج صفحة 193: إلى صفحة194 ولأبي الحسن الأشعري كتب منها كتاب اللمع الكبير واللمع الصغير وكتاب الابانه في أصول الديانةاهـ.
وممن عزاها لأبي الحسن الأشعري أبو الفلاح عبد الحي ابن العماد الحنبلي المتوفى سنة 1089هـ؛ قال في الجزء الثاني من كتابه؛(( شذرات الذهب في أعيان من ذهب)) صفحة 303، قال أبو الحسن في كتابه الابانة في أصول الديانة وهو آخر كتاب صنفه. وعليه يعتمد أصحابه في الذب عنه عند من يطعن عليه ، ثم ذكر فصلاً كاملاً من الابانه .
وممن عزاها لأبي الحسن الأشعري السيد مرتضى الزبيدي قال في ((إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين)) في الجزء الثاني صفحة2 قال: صنف أبو الحسن الأشعري بعد رجوعة من الاعتزال الموجز؛ وهو في ثلاث مجلدات كتاب مفيد في الرد على الجهمية والمعتزلة ومقالات الاسلاميين وكتاب الابانة، وقد تقدم حكاية عن ابن كثير أن الابانة هي آخر كتاب صنفه أبو الحسن الأشعري.
وممن ذكر أن الابانة تأليف أبي الحسن الأشعري أبو القاسم عبدالملك بن عيسى بن درباس الشافعي قال في رسالته (( الذب عن أبي الحسن الاشعري)) : إعلموا معشر الاخوان أن كتاب الابانة عن أصول الديانة، الذي الفه الامام أبو الحسن علي بن إسماعيل الاشعري هو الذي استقر عليه أمره فيما كان يعتقده وبه كان يدين الله سبحانه وتعالى بعد رجوعه من الاعتزال بمن الله ولطفه ، وكل مقالة تنسب إليه الآن مما يخالف مافيه فقد رجع عنها وتبرأ إلى الله سبحانه منها وكيف وقد نص فيه على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها: وروي أثبت أنه ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين ، وأن مافيه هو الذي يدل علية كتاب الله وسنة رسولة صلى الله علية وسلم ، فهل يسوغ أن يقال إنه رجع عن هذا إلى غيره فإلى ماذا يرجع أتراه يرجع عن كتاب الله وسنة نبي الله خلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث المرضيون وقد علم أنه مذهبهم ، ورواه عنهم؟؟!! هذا لعمري ما لا يليق نسبته إلى عوام المسلمين وكيف بأئمة الدين أوهل يقال:: إنه جهل الأمر فيما نقلة عن السلف الماضين مع افنائه جل عمره في استقراء المذاهب وتعرف الديانات ، هذا مما لا يتوهمه منصف ، ولا يزعمه إلا مكابر مسرف ، وقد ذكر الابانه واعتمد عليها وأثبتها عن الامام أبي الحسن الأشعري وأثنى عليه بما ذكره فيها وبرأه من كل بدعة نسبت إليه ، ونقل منها إلى تصنيفه جماعة من الأئمة الأعلالم من فقهاء الاسلام وأئمة القراء وحفاظ الحـــديث وغيرهم.
وذكر ابن درباس طائفة من الذين قدمنا ذكرهم وزاد الحافظ أبا عباس أحمد بن ثابت العراقي ، وذكر عنه أنه قال في بيان مسألة الاستواء من تأليفه رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي علو الله على العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري ، وما هذا بأول باطل إدعوه وكذب تعاطوه ، فقد قرأت في كتابه الموسم بالابانه عن أصول الديانة أدلة من جملة ما ذكرته على اثبات الاستواء ، ومنهم الامام الاستاذ الحافظ أبو العثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني ، ذكر عنه أنه ما كان يخرج إلى مجلس درسه إلا بيده كتاب الابانه لابي الحسن الأشعري ويظهر الاعجاب بها ، ويقول مالذي ينكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه( هذا قول الامام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخرسان).
ومنهم امام القراء أبو علي الحسن بن علي بن ابراهيم الفارسي ذكر الامام أبا الحسن الأشعري رحمة الله عليه، فقال: ولهكتاب في السنة سماه كتاب الابانه صنفه ببغداد لما دخلها وذكر ابن درباس أنه وجد كتاب الابانة في كتب أبي الفتح نصر المقدسي-رحمه الله ببيت المقدس وقال رأيت في بعض تآليفه في الاصول فصولا منه بخطه.
ومنهم الفقيه أبو المعالي مجلى صاحب كتاب الذخائر في الفقة ، قال ابن درباس أنبأني غير واحد عن الحافظ أبي محمد المبارك بن علي البغدادي ونقلته أنا من خطه في آخر كتاب الابانه قال نقلت هذا الكتاب جميعه من نسخة كانت مع الشيخ الفقيه مجلى الشافعي أخرجها في مجلدة فنقلتها وعارضت بها وكان رحمه الله يعتمد عليها وعلى ماذكره فيها ويقول لله من صنفه ويناظر على ذلك من ينكره وذكر ذلك لي وشافنى به وقال: هذا مذهبي وإليه أذهب نقلت هذا في سنة 540هـ بمكة وهذا آخر مانقلت منخط ابن الطباخ .
وذكر فيمن غزاها إلى أبي الحسن أبا محمد بن علي البغدادي نزيل مكة قال ابن درباس شاهدت نسخة من كتاب الابانة بخطه من أوله إلى آخلره ، وهي بيد شيخنا الإمام رئيس العلماء الفقيه الحافظ العلامة أبي الحسن بن المضل المقدسي ونسخت منها نسخة ، وقابلتها عليها بعد أن كنت كتبت نسخة أخرى مما وجدته في كتاب الامام نصر المقدسي ببيت المقدس ولقد عرضها بعض أصحابنا على عظيم من عظماء الجهمية المنتمين افتراءاً إلى أبي الحسن الأشعري ببيت المقدس فأنكرها وجحدها وقال : ماسمعنابها قط ولاهي من تصنيفه واجتهد آخر في إعمال رويته ليزيل الشبهة بفطنته ، فقال بعد تحريك لحيته لعله ألفها لما كان حشوياً ، قال ابن درباس فمادريت من أي أمر به أعجب أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في تصانيفه من العلماء أومن جهله بحال شيخة الذي يفتري عليه بانتمائه إليه واشتهاره قبل توبته من الاعتزال بين الأمة عالمها وجاهلها، فإذا كانوا بحال من ينتمون إليه بهذه المثابة فكيف يكونون بحال السلف الماضين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين وأعلام الفقهاء والحدثين وهم لايلوون على كتبهم ولا ينظرون في آثارهم وهم والله بذلك أجهل وأجهل كيف لا وقد قنع بعض من ينتمي منهم إلى أبي الحسن الأشعري بمجرد دعواه وهو في الحقيقة مخالف لمقالة الأولى ، وكان خلاف ذلك أحرى به وأولى لتستمر القاعدة وتصير الكلمة واحدة اهـ (كلام ابن درباس رحمه الله).
وممن ذكر بالابانه ونسبها إلى أبي الحسن الأشعري تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن عبدالسلام الشهير بابن تيمية المتوفى سنة 728هـ؛ قال في الفتوى الحموية الكبرى صفحة72: قال أبو الحسن الأشعري في كتابه الذي سماه الابانة في أصول اليانة ، وقد ذكر أصحابه أنه آخر كتاب صنفه وعليه يعتمدون في الذب عنه عند من يطعن عليه فقال: فصل في ابانة قول أهل الحق والسنة وذكر مافي أول كتاب الابنة بحروفه وسيأتي ذكره إن شــــاء الله قريباً.
وممن عزاها إلى أبي الحسن الأشعري شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلي الدمشقي المتوفى سنة 751هـ قال في كتابه اجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطلة والجهمية الطبعة الهندية صفحة111: قال شيخ الاسلام ابن تيمية ولما رجع الأشعري من مذهب المعتزلة سلك طريق أهل السنة والحديث وانتسب إلى الامام أحمد بن حنبل كما في كتبه كلها والموجز والمقالات وغيرها ثم قال ابن القيم: وأبو الحسن الأشعري وأئمة أصحابه كالحسن الطبري وأبي عبدالله بن المجاهد والقاضي أبي بكر الباقلاني متفقون على اثبات الصفات الخبرية التي ذكرت في القرآن كالاستواء والوجه واليدين وعلى ابطال تأويلها وليس للأشعري في ذلك قولان أصلاً ولم يذكر أحد عن الأشعري في ذلك قولين ولكن لاتباعه قولان في ذلك ولأبي المعالي الجويني في تأويلها قولان: أولها في الارشاد ورجع عن تأويلها في رسالته النظامية وحرمه ، ونقل اجماع السلف على تحريمه وأنه ليس بواجب ولا جائز ، ثم ذكر ابن القيم قول أبي الحسن الأشعري إمام الطائفة الأشعرية ، ثم قال: نذكر كلامه فيما وقفنا عليه من كتبه كالموجز والابانة والمقالات وقال ابن القيم في قصيدته النونية التي سماها الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية الطبعة المصرية صفحة 68 والأشعري قال تفسير استوى بحقيقة استولى من البهتان:
هوقول أهل الاعتزال وقول أتبـ ـاع لجهم وهو ذو بطلان
في كتبه قد قال ذا من موجز وابانة ومقالة ببيان
وقد قال في صفحة 69 من الكتاب المذكو آنفاً:
وحكى ابن العلم أن الله فو ق العرش بالايضاح والبرهان
وأتى هناك بماشفى أهل الهدى لكنه مرض العميان
وكذا علي الأشعري فإنه في كتبه قد جاء بالتبيان
من مؤجز وابانة ومقالة ورسائل للثغر ذات بيان
وأتى بتقرير استواء الرب فو ق العرش بالايضاح والبرهان
وأتى بقرير العلو بأحسن التقر ير فانظر كتبه بعيان: اتنهى
قلت هذه نقول الأئمة الأعلام التي تضمنت بالصراحة التي لا ينتطح عليها عنزان أن كتاب الابانة ليس مدسوساً على أبي الحسن الأشعري كما زعمه الأغمار من المقلدة بل هو من تواليفه التي ألفها أخيراً واستقر أمره على مافيها من عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية.










قديم 2013-02-07, 23:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عقيدة أبي الحسن الأشعري
وبعد هذا رغبت أن أتحف القارئ بقطعة من عقيدة هذا الامام التي رجع إليها وذكرها في ابانته ؛ أذكرها بفصها ونصها ليظهر لكل منصف قرأها يفهم أن أبا الحسن الأشعري تاب من التعطيل والتأويل كما أنه ليس بممثل بل هو مثبت ومعتقد كل ما أخبر الله به عن نفسه في كتابه أو أخبر به عنه نبيه عليه الصلاة والسلام من غير تعطيل ولا تأويل ولا تمثيل ؛ فأقول قال أبو الحسن الأشعري في ابانته: (باب في ابانة قول أهل الحق والسنة) فإن قال لنا قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة ، فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون قيل له: قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا عليه السلام وما رُويا عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول به أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون لأنه الامام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ورفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من امام مقدم وجليل معظم مفخم وجملة قولنا أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاءوا من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لا نرد من ذلك شيئاً وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولداً وأن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق وأن الله يبعث من في القبور ، وأن الله مستو على عرشه كما قال (الرحمن على العرش استوى) وأن له وحهاً كما قال: ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) وأن له يدين بلا كيف كما قال ( لما خلقت بيدي ) وكما قال ( بل يداه مبسوطتان ) وأن له عينين بلا كيف كما قال ( تجري بأعيننا ) وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالاً وأن لله علماً كما قال (أنزله بعلمه) وكما قال ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) ونثبت لله السمع والبصر ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج ونثبت أن لله قوة كما قال: ( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) ونقول إن كلام الله غير مخلوق وأنه لم يخلق شيئاً إلا وقد قال له كن كما قال (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) وأنه لا يكون في الأرض شيء من خير وشر إلا ما شاء الله وأن الأشياء قبل أن يفعله ولا يستغني عن الله ولا يقدر على الخروج عن علم الله عز وجل وأنه لا خالق إلا الله وأن أعمال العبد مخلوقه لله مقدرة كما قال: (خلقكم وما تعملون) وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً وهم يخلقون كما قال: ( أفمن يخلق كمن لا يخلق) وكما قال (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) وهذا في كتاب الله كثير وأن الله وفق المؤمنين لطاعته ولطف بهم ونظرلهم وأصلحهم وهداهم وأضل الكافرين ولم يهدهم ولم يلطف بهم بالآيات كا زعم أهل الزيغ والطغيان ولو لطف بهم وأصلحهم لكانوا صالحين ولو هدادم لكانوا مهتدين وأن الله يقدر أن يصلح الكافرين ويلطف بهم حتى يكونوا مؤمنين ولكنه أرد أن يكونا كافرين كما علم وخذلهم وطبع على قلوبهم وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره وإنا نؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره حلوه ومره ونعلم أن ما أخطأنا لم يكن ايصيبنا وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وأن العباد لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً إلا بالله كما قال عز وجل ونلجئ أمورنا إلى الله أي نثبت الحاجة والفقر في كل وقت إليه ونقول إن كلام الله غير مخلوق وأن من قال بخلق القرآن فهو كافر وندين بأن الله تعالى يُرى في الآخرة بالأبصار كما يرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون كما جاءت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقول : إن الكافرين محجوبون عنه إذا رآه المؤمنون في الجنه كما قال عز وجل: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) وأن موسى عليه السلام سأل الله عز وجل الرؤية في الدنيا وأن الله سبحانه تجلى للجبل فجعله دكا فعلم بذلك موسى أنه لا يراه في الدنيا و ندين بأن لا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب يرتكبة كالزنى والسرقة وشرب الخمور كما دانت بذلك الخوارج وزعمت أنهم كافرين ونقول إن من عمل كبيرة من هذه الكبائر مثل الزنى والسرقة وما أشبههما مستحلا لها غير معتقد لتحريمها كان كافراً ، ونقول إن الاسلام أوسع من الايمان وليس كل إيلام ايمان ، وندين الله عز وجل بأنه يقلب القلوب بين أصبعين من أصابع الله عز وجل وأنه عز وجل يضع السموات على أصبع والأرضين على أصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله علية وسلم ونديد بأن لا ننزل أحداً من أهل التوحيد والمتمسكين بالايمان جنة ولا نار اً إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، وترجوا الجنة للمذنبين ونخاف عليهم أن يكونوا بالنار معذبين ونقول إن الله عز وجل يخرج قوماً من النار بعد أن امتحشوا بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقاً لما جاءت به الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونؤمن بعذاب القبر وبالحوض وأن الميزان حق والصراط حق والبعث بعد الموت حق وأن الله عز وجل يوقف العباد في الموقف ويحاسب المؤمنين. وأن الايمان قول وعمل يزيد وينقص . ونسلم الروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات عدل عن عدل حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وندين بحب السلف الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه عليه السلام ونثني عليهم بما أثنى الله به عليهم ونتولاهم أجمعين ، ونقول إن الإمام الفاضل بعد رسول الله صلى الله علية وسلم أبو بكر الصديق رضوان الله عليه إن الله أعز به الدين وأظهره على المرتدين وقدمه المسلمون بالامامة كما قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة وسموه أجمعهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه وإن الذين قاتلوه قاتلوه ظلماً وعدواناً ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؛ فهؤلاء الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافتهم خلافة النبوة ونشهد بالجنة للعشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ونتولى سائر أصحاب النبي صلى الله علية وسلم ونكف عما شجر بينهم وندين الله بأن الأئمة الأربعة خلفاء راشدون مهديون فضلاً لا يوازيهم في الفضل غيرهم ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا وأن الرب عز وجل يقول هل من سائل هل من مستغفر وبسائر ما نقولوه وأثبتوه خلافاً لما قال أهل الزيغ والتضليل ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا وإجماع المسلمين وما كا في معناه: ولا نبتدع في دين الله مالم يأذن لنا ولا نقول على الله ما لا نعلم ونقول إن الله عز وجل يجيء يوم القيامة كما قال (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) وأن الله عز وجل يقرب من عباده كيف شاء كما قال: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد). وكما قال: (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل بر وغيره. كما روي عن عبدالله بن رضي الله عنهما كان يصلي خلف الحجاج. وأن المسح على الخفين سنة في الحضر والسفر خلافاً لمن أنكر ذلك ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والاقرار بإمامتهم وتضليل من رأى الخروج عليهم وإذا ظهر منهم ترك الاستقامة وندين بانكار الخروج بالسيف وترك القتال في الفتنة ونقر بخروج الدجال كما جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونؤمن بعذاب القبر ونكير ومنكر ومسائلتهما المدفونين بقبورهم. ونصدق بأن في الدنيا سحرة وسحراً. وأن السحر كائن موجود في الدنيا. وندين بالصلاة على من مات من أهل القبلة برهم وفاجرهم وتوراتهم ونقر أن الجنة والنار مخلوقتان وأن من مات وقتل فبأجله مات وقتل وأن الأرزاق من قبل الله يرزقها عباده حلالاً وحراماً. وأن الشياطان يوسوس للانسان ويسلكه ويتخبطه خلافاً لقول المعتزلة والجهمية كما قال الله عز وجل: (الذين يأكلون الربى لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) وكما قال: (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس) ونقول إن الصالحين يجوز أن يخصهم الله عز وجل بآيات يظهرها عليهم. وقولنا في أطفال المشركين أن الله يؤجج لهم في الآخرة ناراً ثم يقول لهم اقتحموها كما جاءت بذلك الرواية، وندين الله عز وجل بأنه يعلم ماالعباد عاملون وإلى ماهم صائرون. وما كان ومايكون ومالا يكون أن لو كان كيف يكون وبطاعة الأئمة ونصيحة المسلمين ونرى مفارقة كل داعية إلى بدعته ومجانبة أهل الهوى. ((انتهى بحروفه))
هذا مجمل عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري التي استقر أمره عليها بعد أن أقام على مذهب الاعتزال أربعين عاماً. ذكره في أول كتابه الإبانة وفصله باباً باباً فراجها إن شئت تجد ما يشفي ويكفي. فتأمل أيها الأخ المنصف هذه العقيدة ما أوضحها وأبينها وعترف بفضل هذا الإمام العالم الذي شرحها وبينها وانظر سهولة لفظها فما أفصحه وأحسنة. وكن ممن قال الله فيهم( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وتبين فضل أبي الحسن الأشعري واعرف إنصافه واسمع وصفه للإمام أحمد ابن حنبل بالفضل لتعلم أنهما كانا في الاعتقاد متفقين وفي أصول الدين ومذهب السنة غير مفترقين، ولعمري إن هذه العقيدة ينبغي لكل مسلم أن يعتقدها ولا يخرج عن شيء منها إلا من في قلبه غش ونكد، ونسأل الله تعالى الثبات عليها ونستودعها عند من لا تضيع عنده وديعة. والحمد لله وبنعمتة تتم الصالحات وصلى الله وسلم على نبينا محمد معلم الخيرات وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم تجزى فيه الحسنات.
حماد بن محمد الأنصاري










قديم 2013-02-07, 23:28   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

في إثبات المرحلة الأخيرة لأبي الحسن الأشعري وهي مرحلة العودة إلى السنة
من كتاب الأشاعرة في ميزان أهل السنة للشيخ فيصل بن قزار الجاسم


لقد مرت الأشعرية بمراحل قبل أن تستقر إلى ما هي عليه الآن، فقد كان أبو الحسن الأشعري على طريق المعتزلة، ثم تركهم وسلك طريق ابن كلاب، ثم في آخر حياته سلك سبيل السنة، واقتفى أثر الإمام أحمد فألف "الإبانة" وعليها اعتمد الحافظ ابن عساكر في إثبات عقيدته في كتابه "تبيين كذب المفتري". واعتمده الحافظ أبو بكر السمعاني في كتابه "الاعتقاد"، وحكى عنه في مواضع منه، ولم يذكر من تواليفه سواه[1].
وهذا المذهب الذي استقر عليه أخيراً قد بينه أيضاً في أواخر ما ألف مثل "مقالات الإسلاميين" و "رسالة إلى أهل الثغر" وهي مطبوعة متداولة.
وهذه المرحلة الأخيرة، وهي مرحلة العودة إلى السنة وترك الكلابية، يدل على ثبوتها أمور:
أولاً: أنها مرحلة قد أثبتها المؤرخون وعلى رأسهم الحافظ ابن كثير وهو من هو في التاريخ وسعة الاطلاع.
فقال: (ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال:
أولها: حال الاعتزال التي رجع عنها لا محالة.
الحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبع وهي: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام. وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك.
الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً.)[2] اهـ.
وأشار إليها الذهبي في السير فقال: (قلت: رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول، يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات، وقال فيها: تمر كما جاءت، ثم قال: وبذلك أقول وبه أدين ولا تؤول)[3] اهـ.
بل ونص عليها في كتابه العرش قائلاً: (ولد الأشعري سنة ستين ومائتين، ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة رحمه الله، وكان معتزلياً ثم تاب، ووافق أصحاب الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة، ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه، وهو ما ذكرناه عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك، وأنه موافق لهم في جميع ذلك، فله ثلاثة أحوال: حال كان معتزلياً، وحال كان سنياً في بعض دون البعض، وكان في غالب الأصول سنياً، وهو الذي علمناه من حاله ..)[4].
وأشار إلى هذا قبلهما شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: (إن الأشعرى وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب، فإنه تلميذ الجبائى، ومال إلى طريقة ابن كلاب، وأخذ عن زكريا الساجى أصول الحديث بالبصرة، ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أموراً أخرى، وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه فى كتبهم)[5] اهـ.
وقال العلامة الآلوسي: (فقلت: يا مولاي يشهد لحقية مذهب السلف في المتشابهات، وهو إجراؤها على ظواهرها مع التنزيه {ليس كمثله شيء}: إجماع القرون الثلاثة الذين شهد بخيرتهم خير البشر r... ولجلالة شأن ذلك المذهب ذهب إليه غير واحد عن أجلة الخلف ...
ومنهم: الإمام أبو الحسن الأشعري، فإن آخر أمره الرجوع إلى ذلك المذهب الجليل، بل الرجوع إلى ما عليه السلف في جميع المعتقدات.
قال في كتابه "الإبانة" الذي هو آخر مؤلفاته بعد كلام طويل: "الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه r، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل نصر الله تعالى وجهه قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون" انتهى.
وهو ظاهر في أنه سلفي العقيدة. وكيف لا والإمام أحمد علم في ذلك، ولهذا نغص لميه من بين أئمة الحديث. ويُعلم من هذا أن ما عليه الأشاعرة غير ما رجع إليه إمامهم في آخر أمره من اتباع السلف الصالح، فليتهم رجعوا كما رجع، واتبعوا ما اتبع ..)[6] اهـ.
ثانياً: أن ما قرره أبو الحسن الأشعري في "الإبانة" و"مقالات الإسلاميين" و"رسالة إلى أهل الثغر" من مسائل المعتقد ومنه صفات الله تعالى موافق لمعتقد السلف، ومخالف لما عليه الأشاعرة.
إذ أنه قد أثبت الصفات لله تعالى على ظاهرها، ومنع من تأويلها، وعد من تأولها مبتدعة وجهمية، كما سبق نقل كثيرٍ من كلامه في ثنايا الكتاب، وهذا يمنع تماماً أن يكون قد قرر فيه التفويض الذي يزعمه الأشاعرة، بل إنه صرح بأن الصفات حقيقة، وأوجب الأخذ بالظاهر، وبين أن آيات الصفات مفهومة معلومة، ورد على من تأولها وأخرجها عن حقيقتها. وهذا يؤكد أنها تمثل مرحلة مغايرة عن مرحلته الكلابية.
ومما يؤكد ذلك قول بعض الطاعنين في أبي الحسن الأشعري أنه إنما ألف الإبانة وقاية لأهل السنة.
فقد قال أبو علي الأهوازي: (وللأشعري كتاب في السنة قد جعله أصحابه وقاية لهم من أهل السنة، يتولون به العوام من أصحابنا، سماه كتاب الإبانة، صنفه ببغداد لما دخلها، فلم يقبل ذلك منه الحنابلة وهجروه.
وسمعت أبا عبد الله الحمراني يقول: لما دخل الأشعري إلى بغداد جاء إلى البربهاري، فجعل يقول: رددت على الجبائي، وعلى أبي هاشم ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى وعلى المجوس، فقلت وقالوا، وأكثر الكلام في ذلك، فلما سكت، قال البربهاري: "ما أدري مما قلت قليلاً ولا كثيراً، ما نعرف إلا ما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل.
فخرج من عنده وصنف كتاب الإبانة، فلم يقبلوه منه، ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها)[7] اهـ.
وظاهر هذا يدل على أن كتاب الإبانة ليس على طريقة الأشاعرة، ولذلك ظن بعض الطاعنين فيه أنه إنما ألفه إرضاءاً لهم، ووقاية لنفسه من إنكارهم عليه، وهذا الظن وإن لم يكن صحيحاً، إلا أنه يثبت أن منهج الأشعري في الإبانة موافق لأهل السنة، ومخالف للكلابية والأشعرية، وهو بيت القصيد.
وقال الإمام القاضي كمال الدين أبو حامد محمد بن درباس المصري الشافعي(659 هـ) في رسالته "الذب عن أبي الحسن الأشعري": (فاعلموا معشر الإخوان ... بأن كتاب "الإبانة عن أصول الديانة" الذي ألفه الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، هو الذي استقر عليه أمره فيما كان يعتقده، وبما كان يدين الله سبحانه وتعالى بعد رجوعه عن الاعتزال بمن الله ولطفه. وكل مقالة تنسب إليه الآن مما يخالف ما فيه، فقد رجع عنها، وتبرأ إلى الله سبحانه وتعالى منها. كيف وقد نص فيه على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها، وروى وأثبت ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين، وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين، وأنه ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله. فهل يسوغ أن يُقال: أنه رجع إلى غيره؟ فإلى ماذا يرجع تراه!. يرجع عن كتاب الله وسنة نبي الله، خلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون، وأئمة الحديث الماضين، وقد علم أنه مذهبهم ورواه عنهم. هذا لعمري ما لا يليق نسبته إلى عوام المسلمين، كيف بأئمة الدين.. -إلى أن قال: (وقد ذكر هذا الكتاب، واعتمد عليه وأثبته عن الإمام أبي الحسن رحمه الله، وأثنى عليه لما ذكره فيه، وبرأه من كل بدعة نسبت إليه، ونقل منه إلى تصنيفه: جماعة من الأئمة الأعلام من فقهاء الإسلام، وأئمة القراء، وحفاظ الحديث وغيرهم –ثم ذكر جماعة منهم)[8] اهـ.
ثالثاً: أنه قد بيّن في "مقالات الإسلاميين" أن الكلابية فرقة مباينة لأهل الحديث، ونقل أقوالهم، في كثير من المسائل، ولم يجعلهم في جملة أهل الحديث، وقد سبق نقل أقواله، ولو كان كلابياً لم يفرق بينهم وبين أهل الحديث، ولجمعهم في مصطلح واحد، إما أن يدخلهم تحت مصطلح أهل الحديث، أو تحت الكلابية.
رابعاً: مما يؤكد هذا أن الأشاعرة لا ينقلون في كتبهم شيئاً مما ذكره الأشعري في كتبه الموجودة وهي "مقالات الإسلاميين" و"رسالة إلى أهل الثغر" و"الإبانة"، وحاولوا عبثاً أن ينكروا نسبة كتاب الإبانة المطبوع المتداول إليه، وما ذاك إلا لعلمهم أنه ينقض عليهم أصولهم، وقد سبق إثبات كونه كلامه غير محرف ولا معبوث به.
بل يكفي في إبطال دعواهم ما سطره في "مقالات الإسلاميين" و"رسالة إلى أهل الثغر"، وما نقله ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" والبيهقي في "الأسماء والصفات"، والذهبي في "العلو" من كتاب الإبانة، فضلاً عما نقله ابن تيمية وابن القيم منه في كتبهما التي سبق الإشارة إليها.
خامساً: أن أبا الحسن الأشعري ذكر في أول كتاب الإبانة: أنه سائر على درب الإمام أحمد ووصفه بأنه إمام أهل السنة، ولم ينتسب قط لابن كلاب ولا اعتزى إليه في شيء من كتبه الموجودة. ومعلوم أن ابن كلاب كان مبايناً لطريق الإمام أحمد، وأن الإمام أحمد كان ينهى عن الكلابية وكبارهم كالحارث المحاسبي وأصحابه، ويصفهم بالجهمية، كما سبق تقريره، وهذا مشهور مستفيض عنه، فلو كان الأشعري على طريق ابن كلاب لما انتسب إلى الإمام أحمد، مع علمه بنهيه عن ابن كلاب وتحذيره من طريقته.
[ الجواب على عدم إيراد كثير ممن ترجم له من أصحابه وغيرهم المرحلة الأخيرة ]
أما ما أورد الأشعريان على هذا من أن كثيراً ممن ترجم لأبي الحسن لم يذكروا المرحلة الأخيرة، فالجواب أن يقال:
لعله بسبب جهلهم بذلك، والقاعدة تقول: أن المُثبت مقدم على النافي، ومن علم حجة على من لم يعلم.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا: (فإن قيل إن ابن فورك وأتباعه لم يذكروا هذا، قيل: له سببان:
أحدهما: أن هذا الكتاب –أي الإبانة للأشعري- ونحوه صنفه ببغداد في آخر عمره لما زاد استبصاره بالسنة، ولعله لم يفصح في بعض الكتب القديمة بما أفصح فيه وفي أمثاله، وإن كان لم ينف فيها ما ذكره هنا في الكتب المتأخرة، ففرق بين عدم القول، وبين القول بالعدم. وابن فورك قد ذكر فيما صنفه من أخبار الأشعري تصانيفه قبل ذلك، فقال –أي ابن فورك: "..... وبقي إلى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة"، قال: "فاما أسامي كتبه إلى سنة عشرين وثلاثمائة، فإنه ذكر في كتابه الذي سماه العمد في الرؤية أسامي أكثر كتبه" ...ثم قال: "وقد عاش بعد ذلك إلى سنة أربع وعشرين وصنف فيها كتباً" ذكر منها أشياء. قال ابن عساكر بعد أن ذكر كلام ابن فورك: "هذا آخر ما ذكره ابن فورك من تصانيفه، وقد وقع إلي أشياء لم يذكرها في تسمية تواليفه، فمنها ....")[9] اهـ.
وكان من أسباب انتقاله إلى السنة، وتركه للمذهب الكلابي، التقاؤه بمحدث البصرة الحافظ زكريا الساجي، وهو الذي أخذ عنه معتقد أهل السنة.
قال الذهبي في ترجمة الساجي: (وكان من أئمة الحديث، أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات، واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف)[10] اهـ.
وقال في العلو: (وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها، وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري الحديث ومقالات أهل السنة)[11] اهـ.
وقد سبق نقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وقوله: (وأخذ عن زكريا الساجى أصول الحديث بالبصرة، ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أموراً أخرى، وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه فى كتبهم)[12] اهـ.
وقال أيضاً في موضع آخر: (ومذهب أهل السنة الذي يحكيه الأشعري في مقالاته عن أهل السنة والحديث أخذ جملته عن زكريا بن يحيى الساجي الإمام الفقيه عالم البصرة في وقته، وهو أخذ عن أصحاب حماد وغيرهم، فيه ألفاظ معروفة من ألفاظ حماد بن زيد كقوله: "يدنو من خلقه كيف شاء"، ثم أخذ الأشعري تمام ذلك عن أصحاب الإمام أحمد لما قدم بغداد، وإن كان زكريا بن يحيى وطبقته هم أيضاً من أصحاب أحمد كذلك، وقد ذكر أبو عبد الله بن بطة في إبانته الكبرى عن زكريا بن يحيى الساجي جمل مقالات أهل السنة، وهي تشبه ما ذكره الأشعري في مقالاته، وكان الساجي شيخ الأشعري الذي أخذ عنه الفقه والحديث والسنة، وكذلك ذكر أصحابه)[13] اهـ.
وسبق نقل كلام أبي علي الأهوازي أن الأشعري ألفه ببغداد بعدما خرج من عند الإمام البربهاري.



[1] انظر نقض التأسيس لشيخ الإسلام ابن تيمية ص85

[2]طبقات الفقهاء الشافعيين (1/210) ونقله عنه المرتضى الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (2/4) ولم يتعقبه.

[3] سير أعلام النبلاء (15/86).

[4] كتاب العرش للذهبي (ص302-303).

[5] مجموع الفتاوى(3/228).

[6] غرائب الاغتراب ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب (ص؟؟؟).

[7]نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (5/341).

[8] رسالة الذب عن أبي الحسن الأشعري لابن درباس (ص107).

[9] نقض التأسيس (ص90-91).

[10] سير أعلام النبلاء (14/198)

[11] العلو (ص205).

[12]حاشية 714.

[13] نقض التأسيس (ص123).










قديم 2013-02-07, 23:32   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا كتاب
الإبانة عن أصول الديانة - أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (ت) بشير محمد عيون (ط3) مكتبة المؤيد

https://www.4shared.com/get/272346757..._____3___.html










قديم 2013-02-07, 23:35   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ابو الحسن الاشعري عالم مسلم سني بعيد عن عقيدة التجسيم والحشو
فلا تقولوا الرجل مالم يقله يا اخت قطوف ولا تنسبوا له الحشو والتجسيم زورا وبهتانا وهو الذي قضي كل عمره في محاربة البدع
الرجل مات على عقيدة الاسلام البعيدة كل البعد عن الحشوية المجسمة التي يحاول البعض اليوم ان ينسبه لها










قديم 2013-02-07, 23:47   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذه إجابته بنفسه

نقل ابن عساكر عقيدة أبي الحسن الاشعري
نقلاً من كتابه الإبانة عن اصول الديانة مايبين مذهب أبي الحسن الأشعري
وعقيدته التي كان يعتقدها في الأسماء والصفات



قولنا الذي به تقول وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون ولمن خالف قوله قوله مجانبون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من إمام مقدم وكبير مفهم وعلى جميع أئمة المسلمين وجملة قولنا أن نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئا وأن الله إله واحد صمد لا إله غيره لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن الله استوى على عرشه كما قال الرحمن على العرش استوى وأن له وجها كما قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وأن له يدا كما قال بل يداه مبسوطتان وقال لما خلقت بيدي وان له عينا بلا كيف كما قال تجري بأعيننا وأن من زعم أن اسم الله غيره كان ضالا وان لله علما كما قال أنزله بعلمه وقوله وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ونثبت لله قدرة كما قال أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة ونثبت لله السمع والبصر ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج وتقول أن كلام الله غير مخلوق وإنه لم يخلق شيئا إلا وقد قال له كن فيكون كما قال إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون وإنه لا يكون في الأرض شيء من خير وشر إلا ما شاء الله وإن الأشياء تكون بمشيئة الله وان أحدا لا يستطيع أن يفعل شيئا قبل أن يفعله الله ولا نستغني عن الله ولا نقدر على الخروج من علم الله وإنه لا خالق إلا الله وإن أعمال العبادة مخلوقة لله مقدورة له كما قال والله خلقكم وما تملون وإن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئا وهم يخلقون كما قال هل من خالق غير الله وكما قال لا يخلقون شيئا وهم يخلقون وكما قال أفمن يخلق كمن لا يخلق وكما قال أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون


للعلم صفق المتمشعرة كثيرا ً لقول الكوثري أن كتاب الإبانة
قد دس فيه ماليس منه او أنه قد تم التلاعب فيه حيث قال
------والنسخة المطبوعة في الهند من الإبانة نسخة مصحفة محرفة تلاعبت بها الأيدي الأثيمة، فيجب إعادة طبعها من أصل موثوق------

لكن ماينسف هذا الزعم من أساسة هذه الجزئية التي سطرها ابن عساكر
في كتابه تبيين كذب المفتري والتي إن قرأها أي متمشعر
لقال عن أبي الحسن الأشعري مجسم حشوي ولتبرأ منه وترك المعتقد
الأشعري كما فعل ---حسن السخاف المرتمي الان في هوى روافض قم والنجف--- حيث هاجم الأشعري
ورماه بالتجسيم تارة وبالنصب تارة أخرى



بقي أن نعرف إضطراب الأشاعرة في مذهب أبي الحسن الأشعري
ومن نفس كتاب ابن عساكر


((وكان في مذهبه مالكيا على مذهب مالك بن أنس رضي الله عنه وقد كان ذكر لي بعض من لقيت من الشافعية انه كان شافعيا حتى لقيت الشيخ الفاضل رافعا الحمال الفقيه فذكر لي عن شيوخه أن ابا الحسن الأشعري رضي الله عنه كان مالكيا !!!!!!!))




قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.



رابط لتحميل تبيين كذب المفتري
لابن عساكر


https://www.almeshkat.net/books/open....ok=1298&cat=10










قديم 2013-02-08, 00:00   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطوف الجنة مشاهدة المشاركة
هذا كتاب
الإبانة عن أصول الديانة - أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (ت) بشير محمد عيون (ط3) مكتبة المؤيد

https://www.4shared.com/get/272346757..._____3___.html
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...56&postcount=4









قديم 2013-02-08, 00:10   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل 7/35:
ومن الناس من له خبرة بالعقليات المأخوذة عن الجهمية ، وغيرهم ، وقد شاركهم في بعض أصولها ، ورأى ما في قولهم من مخالفة الأمور المشهورة عند أهل السنة : كمسألة القرآن ، والرؤية ، فإنه قد اشتهر عند العامة ، والخاصة أن مذهب السلف ، وأهل السنة ، والحديث: أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأن الله يرى في الآخرة ، فأراد هؤلاء أن يجمعوا بين نصر ما اشتهر عند أهل السنة ، والحديث ، وبين موافقة الجهمية في تلك الأصول العقلية التي ظنها صحيحة ، ولم يكن لهم من الخبرة المفصلة بالقرآن ، ومعانيه ، والحديث ، وأقوال الصحابة ما لأئمة السنة ، والحديث ، فذهب مذهبا مركبا من هذا ، وهذا ، وكلا الطائفتين ينسبه إلى التناقض وهذه طريقة الأشعري ، وأئمة أتباعه كالقاضي أبي بكر ، وأبي إسحاق الإسفراييني ، وأمثالهما ، ولهذا تجد أفضل هؤلاء كالأشعري يذكر مذهب أهل السنة ، والحديث على وجه الإجمال ، ويحكيه بحسب ما يظنه لازما ، ويقول: إنه يقول بكل ما قالوه ، وإذا ذكر مقالات أهل الكلام من المعتزلة ، وغيرهم حكاها حكاية خبير بها عالم بتفصيلها ، وهؤلاء كلامهم نافع في معرفة تناقض المعتزلة ، وغيرهم ، ومعرفة فساد أقوالهم .
وأما في معرفة ما جاء به الرسول ، وما كان عليه الصحابة ، والتابعون ، فمعرفتهم بذلك قاصرة ، و إلا فمن كان عالما بالآثار ، وما جاء عن الرسول ، وعن الصحابة ، والتابعين من غير حسن ظن بما يناقض ذلك لم يدخل مع هؤلاء ، إما لأنه علم من حيث الجملة أن أهل البدع المخالفين لذلك مخالفون للرسول قطعا ، وقد علم أنه من خالف الرسول فهو ضال ، كأكثر أهل الحديث ، أو علم مع ذلك فساد أقوال أولئك وتناقضها كما علم أئمة السنة من ذلك ما لا يعلمه غيرهم كمالك .. الخ

وقال أيضا 7/462:
وكان الأشعري أعظم مباينة لهم في ذلك من الضرارية حتى مال إلى قول جهم في ذلك لكنه كان عنده من الانتساب إلى السنة والحديث وأئمة السنة كالإمام أحمد وغيره ، ونصر ما ظهر من أقوال هؤلاء ما ليس عند أولئك الطوائف ، ولهذا كان هو وأمثاله يعدون من متكلمة أهل الحديث ، وكانوا هم خير هذه الطوائف ، وأقربها إلى الكتاب والسنة ، ولكن خبرته بالحديث ، والسنة كانت مجملة ، وخبرته بالكلام كانت مفصلة .
فلهذا بقي عليه بقايا من أصول المعتزلة ، ودخل معه في تلك البقايا ، وغيرها طوائف من المنتسبين إلى السنة ، والحديث من اتباع الأئمة من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد ..
و أشار إلى أن عنده بقايا من الاعتزال في 2/99 و7/99 .

وقال في منهاج السنة 5/276-279:

وأما معرفة ما جاء به الرسول من الكتاب ، والسنة ، وآثار الصحابة ؛ فعلم آخر لا يعرفه أحد من هؤلاء المتكلمين المختلفين في أصول الدين ، ولهذا كان سلف الأمة ، وأئمتها متفقين على ذم أهل الكلام فإن كلامهم لا بد أن يشتمل على تصديق بباطل ، وتكذيب بحق ، ومخالفة الكتاب ، والسنة ، فذموه لما فيه من الكذب ، والخطأ ، والضلال ، ولم يذم السلف من كان كلامه حقا ، فإن ما كان حقا ، فإنه هو الذي جاء به الرسول ، وهذا لا يذمه السلف العارفون بما جاء به الرسول ، ومع هذا فيستفاد من كلامهم نقض بعضهم على بعض ، وبيان فساد قوله ، فإن المختلفين كل كلامهم فيه شيء من الباطل ، وكل طائفة تقصد بيان بطلان قول الأخرى ، فيبقى الإنسان عند دلائل كثيرة تدل على فساد قول كل طائفة من الطوائف المختلفين في الكتاب ، وهذا مما مدح به الأشعري ، فإنه من بين من فضائح المعتزلة ، وتناقض أقوالهم ، وفسادها ما لم يبينه غيره ، لأنه كان منهم ، وكان قد درس الكلام على أبي على الجبائي أربعين سنة ، وكان ذكيا ، ثم إنه رجع عنهم ، وصنف في الرد عليهم ، ونصر في الصفات طريقة ابن كلاب ؛ لأنها أقرب إلى الحق والسنة من قولهم ، ولم يعرف غيرها ، فإنه لم يكن خبيرا بالسنة والحديث ، وأقوال الصحابة والتابعين ، وغيرهم ، وتفسير السلف للقرآن ، والعلم بالسنة المحضة إنما يستفاد من هذا ، ولهذا يذكر في المقالات مقالة المعتزلة مفصلة يذكر قول كل واحد منهم ، وما بينهم من النزاع في الدق ، والجل كما يحكى ابن أبي زيد مقالات أصحاب مالك ، وكما يحكي أبو الحسن القدوري اختلاف أصحاب أبي حنيفة ، ويذكر أيضا مقالات الخوارج ، والروافض ، لكن نقلة لها من كتب أرباب المقالات لا عن مباشرة منه للقائلين ، ولا عن خبرة بكتبهم ، ولكن فيها تفصيل عظيم ، ويذكر مقالة ابن كلاب عن خبرة بها ، ونظر في كتبه ، ويذكر اختلاف الناس في القرآن من عدة كتب فإذا جاء إلى مقالة أهل السنة ، والحديث ذكر أمرا مجملا يلقى أكثره عن زكريا بن يحيى الساجي ، وبعضه عمن أخذ عنه من حنبلية بغداد ، ونحوهم ، وأين العلم المفصل من العلم المجمل ، وهو يشبه من بعض الوجوه علمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم تفصيلا ، وعلمنا بما في التوراة ، والإنجيل مجملا لما نقله الناس عن التوراة ، والإنجيل ، وبمنزلة علم الرجل الحنفي ، أو الشافعي ، أو المالكي ، أو الحنبلي ؛ بمذهبه الذي عرف أصوله ، وفروعه ، واختلاف أهله ، وأدلته بالنسبة إلى ما يذكرونه من خلاف المذهب الآخر ، فإنه إنما يعرفه معرفة مجملة ، فهكذا معرفته بمذهب أهل السنة ، والحديث مع أنه من أعرف المتكلمين المصنفين في الاختلاف بذلك .
وهو أعرف به من جميع أصحابه من: القاضي أبي بكر ، وابن فورك ، وأبي إسحاق ، وهؤلاء أعلم به من : أبي المعالي ، وذويه ، ومن الشهرستاني ، ولهذا كان ما يذكره الشهرستاني من مذهب أهل السنة ، والحديث ناقصا عما يذكره الأشعري ، فإن الأشعري أعلم من هؤلاء كلهم بذلك نقلا وتوجيها ، وهذا كالفقيه الذي يكون أعرف من غيره من الفقهاء بالحديث ، وليس هو من علماء الحديث ، أو المحدث الذي يكون أفقه من غيره من المحدثين ، وليس هو من أئمة الفقه ، والمقرىء الذي يكون أخبر من غيره بالنحو والإعراب ، وليس هو من أئمة النحاة ، والنحوي الذي يكون أخبر من غيره بالقرآن ، وليس هو من أئمة القراء ونظائر هذا متعددة .

وقال في منهاج السنة 8/8:
وأما الأشعري فلا ريب عنه أنه كان تلميذا لأبي علي الجبائي لكنه فارقه ، ورجع عن جمل مذهبه ، وإن كان قد بقي عليه شيء من أصول مذهبه لكنه خالفه في نفي الصفات ، وسلك فيها طريقة ابن كلاب ، وخالفهم في القدر ، ومسائل الإيمان والأسماء والأحكام ، وناقضهم في ذلك أكثر من مناقضة حسين النجار ، وضرار بن عمرو ، ونحوهما ممن هو متوسط في هذا الباب كجمهور الفقهاء ، وجمهور أهل الحديث حتى مال في ذلك إلى قول جهم ، وخالفهم في الوعيد ، وقال بمذهب الجماعة ، وانتسب إلى مذهب أهل الحديث والسنة كأحمد بن حنبل وأمثاله ، وبهذا اشتهر عند الناس ، فالقدر الذي يحمد من مذهبه هو ما وافق فيه أهل السنة والحديث كالجمل الجامعة ، وأما القدر الذي يذم من مذهبه فهو ما وافق فيه المخالفين للسنة والحديث من المعتزلة والمرجئة والجهمية والقدرية ونحو ذلك .
وأخذ مذهب أهل الحديث عن زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة ، وعن طائفة ببغداد من أصحاب أحمد وغيرهم ، وذكر في المقالات ما اعتقد أنه مذهب أهل السنة والحديث ، وقال بكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة 1/212
[عن ابن كلاب وأبي الحسن الأشعري] : كانا يخالفان المعتزلة ويوافقان أهل السنة في جمل أصول السنة . ولكن لتقصيرهما في علم السنة ، وتسليمهما للمعتزلة أصولا فاسدة = صار في مواضع من قوليهما مواضع فيها من قول المعتزلة ما خالفا به السنة ، وإن كانا لم يوافقا المعتزلة مطلقا .










قديم 2013-02-08, 00:13   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2013-02-08, 00:22   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saqrarab مشاهدة المشاركة
ثبوت نسبة الإبانة إلى أبي الحسن الأشعري والرد على من أنكر ذلك وزعم أنها مدسوسةً .

وقبل البحث في صحة نسبة هذا الكتاب إلى أبي الحسن الأشعري نذكر نبذةً قليلةً من تواليفه التي ألفها بعد توبته من الاعتزال ، فنقول : قال الحافظ ابن عساكر في كتابه " تبيين كذب المفتري " : ذكر ابن حزم الظاهري أن لأبي الحسن الأشعري خمسةً وخمسين تصنيفًا ، ثم قال : ترك ابن حزم من عدد مصنفاته أكثر من مقدار النصف ، وبعد ذلك سردها فقال : منها كتاب اللمع ، وكتابٌ أظهر فيه عوار المعتزلة سماه بكتاب " كشف الأسرار وهتك الأستار " ، ومنها تفسيره "المختزن " وهو خمسمائة مجلدٍ ، لم يترك فيه آيةً تعلق بها بدعيٌّ إلا أبطل تعلقه بها وجعلها حجةً لأهل الحق وبيّن المجمل وشرح المشكل ونقض فيه ما حرّفه الجبائي والبلخي في تفسيريهما ، ومنها الفصول في الرد على الملحدين والخارجين على الملة كالفلاسفة والطبائعيين والدهريين وأهل التشبيه ، ومنها مقالات المسلمين استوعب فيه جميع اختلافهم ومقالاتهم ، وذكرها الحافظ ابن عساكر بأسمائها وموضوعاتها في كتابه " التبيين " من صفحة 128 إلى صفحة 136 ، وقد أطلعت أنا الجامع لهذه الرسالة على ثلاثةٍ من الكتب المذكورة وهي مطبوعة : اللمع والإبانة والمقالات الإسلامية ، وقال ابن عساكر في صفحة 28 من التبيين : وتصانيف أبي الحسن الأشعري بين أهل العلم مشهورةٌ معروفةٌ وبالإجادة والإصابة للتحقيق عند المحققين موصوفةٌ ، ومن وقف على كتابه المسمى بالإبانة عرف موضعه من العلم والديانة .

ثم قال في صفحة 152 : فإذا كان أبو الحسن كما ذكر عنه من حسن الاعتقاد مستصوب المذهب عند أهل المعرفة بالعلم والانتقاد يوافقه في أكثر ما يذهب إليه أكابر العباد ، ولا يقدح في معتقده غير أهل الجهل والعناد ، فلا بد من أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة ، ونتجنب أن نزيد فيه أو ننقص منه تركًا للخيانة ، لتعلم حقيقة حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة ، فاسمع ما ذكره في أول كتابه الذي سماه بالإبانة ، ونذكر ما يأتي في آخر الرسالة إن شاء الله تعالى .

ثم قال في صفحة 171 في جملة أبياتٍ نسبها لبعض المعاصرين له :

لو لم يصنف عمره غير الإبانة واللمع

لكفى فكيف وقد نفنن في العلوم بما جمع

مجموعةً تربي على المئتـ ين مما قد صنع

لم يأل في تصنيفها أخذًا بأحسن ما استمع

فهدى بها المسترشد ين ومن تصفحها انتفع

تتلى معاني كتبه فوق المنابر في الجمع

ويخاف من إفحامه أهل الكنائس والبيع

فهو الشجا في حلق من ترك المحجة وابتدع

وممن عزا الإبانة إلى أبي الحسن الأشعري الحافظ الكبير أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البهيقي الشافعي المتوفى في سنة 458هـ ، قال في كتاب " الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد " في باب القول في القرآن صفحة 31 : ذكر الشافعي رحمه الله ما دل على أن ما نتلوه من القرآن بألسنتنا نسمعه بآذاننا ونكتبه بمصاحفنا يسمى كلام الله عز وجل ، وإن الله عز وجل كلم به عباده بأن أرسل به رسوله صلى الله عليه و سلم ، و بمعناه ذكره أيضًا علي بن إسماعيل في كتاب " الإبانة " .

وقال في صفحة 32 من الكتاب المذكور آنفًا : قال أبو الحسن علي بن إسماعيل في كتابه يعني الإبانة : فإن قال قائلٌ حدثونا أتقولون : إن كلام الله عز وجل في اللوح المحفوظ قيل له : نقول ذلك ، لأن الله قال : " بل هو قرآنٌ مجيدٌ . في لوحٍ محفوظٍ " فالقرآن في اللوح المحفوظ وهو في صدور الذين أوتوا العلم وهو متلوٌّ بالألسنة ، قال تعالى : " لا تحرك به لسانك " والقرآن مكتوبٌ في مصاحفنا في الحقيقة محفوظٌ في صدورنا في الحقيقة متلوٌّ بألسنتنا في الحقيقة مسموعٌ لنا في الحقيقة كما قال تعالى : " فأجره حتى يسمع كلام الله " .

ثم قال في صفحة 26 بعد سرد الأدلة عل أن القرآن كلام الله غير مخلوقِ : وقد احتج علي ابن إسماعيل الأشعري رحمه الله بهذه الفصول . أ هـ من نسخةِ مخطوطةِ يرجع تاريخ خطها إلى سنة 1086هـ .

وممن ذكر الإبانة وعزاها لأبي الحسن الأشعري ، الحافظ المعروف بالذهبي قال في كتابه " العلو للعلي الغفار " صفحة 278 ، قال الأشعري في كتاب " الإبانة في أصول الديانة " له في باب الاستواء : فإن قال قائلٌ : ما تقولون في الاستواء قيل : نقول إن الله مستوٍ على عرشه كما قال : " الرحمن على العرش استوى " إلى آخر ما في الإبانة .

ثم قال : وكتاب الإبانة من أشهر تصانيف أبي الحسن الأشعري ، شهره الحافظ ابن عساكر واعتمد عليه ونسخه بخط الإمام محيي الدين النووي ، وذكر الذهبي عن الحافظ أبي العباس أحمد بن ثابت الطرقي أنه قال : قرأت في كتاب أبي الحسن الأشعري الموسوم بالإبانة أدلةً على إثبات الاستواء ، ونقل عن أبي علي الدقاق أنه سمع زاهر بن أحمد الفقيه يقول : مات الأشعري رحمه الله ورأسه في حجري فكان يقول شيئًا في حال نزعه : لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا . ا هـ كلام الذهبي .

وممن نسبها إلى أبي الحسن الأشعري ابن فرحان المالكي ، قال في كتابه "الديباج " صفحة 193 إلى صفحة 194 : ولأبي الحسن الأشعري كتبٌ منها كتاب اللمع الكبير وكتاب اللمع الصغير وكتاب الإبانة في أصول الديانة . أ هـ .

وممن عزاها لأبي الحسن الأشعري أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي المتوفى سنة 1089هـ ، قال في الجزء الثاني من كتابه " شذرات الذهب في أعيان من ذهب " صفحة 303 : قال أبو الحسن الأشعري في كتابه الإبانة في أصول الديانة ، وهو آخر كتابٍ صنفه : وعليه يعتمد أصحابه في الذبّ عنه عند من يطعن عليه ، ثم ذكر فصلاً كاملاً من الإبانة .

و ممن عزاها لأبي الحسن الأشعري السيد مرتضى الزبيدي ، قال في " إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين " في الجزء الثاني صفحة 2 قال : صنف أبو الحسن الأشعري بعد رجوعه من الاعتزال الموجز ، وهو في ثلاث مجلداتٍ كتابٌ مفيدٌ في الرد على الجهمية والمعتزلة ومقالات الإسلاميين وكتاب الإبانة .

وقد تقدم حكايةً عن ابن كثير أن الإبانة هي آخر كتابٍ صنفه أبو الحسن الأشعري ، وممن ذكر أن الإبانة تأليف أبي الحسن الأشعري : أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس الشافعي ، قال في رسالته " الذب عن أبي الحسن الأشعري " : اعلموا معشر الإخوان أن كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي ألفه الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري هو الذي استقر عليه أمره فيما كان يعتقده ، وبه كان يدين الله سبحانه وتعالى بعد رجوعه من الاعتزال بمنّ الله ولطفه ، و كل مقالةٍ تنسب إليه الآن مما يخالف ما فيه فقد رجع عنها وتبرأ إلى الله سبحانه منها ، وكيف وقد نص فيه على أن ديانته التي يدين الله سبحانه بها ، وروى وأثبت أنه ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين ، وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين ، وأن ما فيه هو الذي يد ل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهل يسوغ أن يقال : إنه رجع عن هذا إلى غيره ، فإلى ماذا يرجع أتراه يرجع عن كتاب الله وسنة نبي الله خلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث المرضيون ، وقد علم أنه مذهبهم ورواه عنهم ؟ ! .

هذا لعمري ما لا يليق نسبته إلى عوام المسلين ، وكيف بأئمة الدين ، أو هل يقال : إنه جهل الأمر فيما نقله عن السلف الماضين مع إفنائه جُلّ عمره في استقراء المذاهب وتعرف الديانات ، هذا مما لا يتوهمه منصفٌ ولا يزعمه إلا مكابرٌ مسرفٌ.

وقد ذكر الإبانة واعتمد عليها وأثبتها عن الإمام أبي الحسن الأشعري وأثنى عليه بما ذكره فيها وبرّأه من كل بدعةٍ نسبت إليه ، ونقل منها إلى تصنيفه جماعةٌ من الأئمة الأعلام من فقهاء الإسلام وأئمة القراء وحفاظ الحديث وغيرهم .

وذكر ابن درباس طائفةً من الذين قدمنا ذكرهم ، وزاد الحافظ أبا العباس أحمد بن ثابت العراقي ، وذكر عنه أنه قال في بيان مسألة الاستواء من تأليفه : رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي علو الله على العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري ، وما هذا بأول باطلٍ ادعوه وكذبٍ تعاطوه ، فقد قرأت في كتابه الموسوم بالإبانة عن أصول الديانة أدلةً من جملة ما ذكرته على إثبات الاستواء ومنهم الإمام الأستاذ الحافظ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني ، ذكر عنه أنه ما كان يخرج إلى مجلس درسه إلا بيده كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري ويظهر الإعجاب بها ، ويقول : ما الذي ينكر عليّ من هذا الكتاب شرح مذهبه ، هذا قول الإمام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخراسان ، ومنهم إمام القراء أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الفارسي ذكر الإمام


أبا الحسن الأشعري رحمة الله عليه فقال : وله كتابٌ في السنة سماه كتاب الإبانة صنفه ببغداد لما دخلها ، و ذكر ابن درباس أنه وجد كتاب الإبانة في كتب أبي الفتح نصر المقدسي رحمه الله ببيت المقدس ، وقال : رأيت في بعض تأليفه أصولاً منها بخطه .

ومنهم الفقيه أبو المعالي مجلى صاحب كتاب الذخائر في الفقه ، قال ابن درباس : أنبأني غير واحدٍ عن الحافظ أبي محمد المبارك بن علي البغدادي ، ونقلته أنا من خطه في آخر كتاب الإبانة ، قال : نقلت هذا الكتاب جميعه من نسخةٍ كانت مع الشيخ الفقيه مجلى الشافعي ، أخرجها في مجلدةٍ فنقلتها وعارضت بها ، وكان رحمه الله يعتمد عليها وعلى ما ذكره فيها ، ويقول : لله من صنفه ، ويناظر على ذلك من ينكره ، وذكر ذلك لي وشافني به وقال : هذا مذهبي وإليه أذهب ، نقلت هذا في سنة 540 هـ بمكة ، وهذا آخر ما نقلت من خط ابن الطباخ ، وذكر فيمن عزاها إلى أبي الحسن أبا محمد بن علي البغدادي نزيل مكة ، قال ابن درباس : شاهدت نسخةً من كتاب " الإبانة " بخطه من أوله إلى آخره ، وهي بيد شيخنا الإمام رئيس العلماء الفقيه الحافظ العلامة أبي الحسن بن المفضل المقدسي ، ونسخت منها نسخةً وقابلتها عليها بعد أن كنت كتبت نسخةً أخرى مما وجدته في كتاب الإمام نصر المقدسي ببيت المقدس ، ولقد عرضها بعض أصحابنا على عظيمٍ من عظماء الجهمية المنتمين افتراءً إلى أبي السحن الأشعري ببيت المقدس فأنكرها وجحدها وقال : ما سمعنا بها قط ولا هي من تصنيفه واجتهد آخرًا في إعمال رويته ليزيل الشبهة بفطنته فقال بعد تحريك لحيته : لعله ألفها لما كان حشويًّا ، قال ابن درباس : فما دريت من أي أمرٍ به أعجب أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في تصانيفه من العلماء ، أو من جهله بحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه واشتهاره قبل توبته من الاعتزال بين الأمة عالمها وجاهلها ، فإذا كانوا بحال من ينتمون إليه بهذه المثابة ، فكيف يكونون بحال السلف الماضين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين وأعلام الفقهاء والمحدثين وهم لا يلوون على كتبهم ولا ينظرون في آثارهم ، وهم والله بذلك أجهل وأجهل كيف لا وقد قنع بعض من ينتمي منهم إلى أبي الحسن الأشعري بمجرد دعواه ، وهو في الحقيقة مخالفٌ لمقالة أبي الحسن التي رجع إليها واعتمد في تدينه عليها ، قد ذهب صاحب التأليف إلى المقالة الأولى وكان خلاف ذلك أحرى به وأولى لتستمر القاعدة وتصير الكلمة واحده ، انتهى كلام ابن درباس رحمه الله .

وممن ذكر الإبانة ونسبها إلى أبي الحسن الأشعري تقي الذدن أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الشهير بابن تيمية ، المتوفى سنة 728هـ قال في الفتوى الحموية الكبرى صفحة 72 : قال أبو الحسن الأشعري في كتابه الذي سماه " الإبانة في أصول الديانة " : وقد ذكر أصحابه أنه آخر كتابٍ صنفه ، وعليه يعتمدون في الذب عنه عند من يطعن عليه ، فقال : فصلٌ في إبانة قول أهل الحق والسنة ، وذكر ما في أول كتاب الإبانة بحروفه ، وسيأتي ذكره إن شاء الله قريبًا .

وممن عزاها إلى أبي الحسن الأشعري شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلي الدمشقي المتوفى سنة 751هـ ، قال في كتابه " اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية " الطبعة الهندية صفحة 111 : قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ولما رجع الأشعري من مذهب المعتزلة سلك طريق أهل السنة والحديث وانتسب إلى الإمام أحمد بن حنبل ، كما قد ذكر ذلك في كتبه كلها كالإبانة والموجز والمقالات وغيرها .

ثم قال ابن القيم : وأبو الحسن الأشعري وأئمة أصحابه كالحسن الطبري وأبي عبد الله بن المجاهد والقاضي أبي عبد الله بن المجاهد والقاضي أبي بكر الباقلاني ، متفقون على إثبات الصفات الخبرية التي ذكرت في القرآن كالاستواء والوجه واليدين ، وعلى إبطال تأويلها وليس للأشعري في ذلك ولأبي المعالي الجويني في تأويلها قولان أولها : في الإرشاد ورجع عن تأوليها في رسالته النظامية وحرمه ، ونقل إجماع السلف على تحريمه وأنه ليس بواجبٍ ولا جائزٍ ، ثم ذكر ابن القيم قول أبي الحسن الأشعري إمام الطائفة الأشعرية ، ثم قال : نذكر كلامه فيما وقفنا عليه من كتبه كالموجز والإبانة والمقالات ، وقال ابن القيم في قصيدته النونية التي سماها الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية الطبعة المصرية صفحة 68 : والأشعري قال تفسير استوى بحقيقة استولى من بهتان :

هو قول أهل الاعتزال وقول أتـ باع لجهم وهو ذو بطلان

في كتبه قد قال ذا من موجز وإبانة ومقالة ببيان

وقال في صفحة 69 من الكتاب المذكور آنفًا :

وحكى ابن عبد البر في تمهيده وكتاب الاستذكار غير جبان

إجماع أهل العلم أن الله فو ق العرش بالإيضاح والبرهان

وأتى هناك بما شفى أهل الهدى لكنه مرض على العميان

وكذا علي الأشعري فإنه في كتبه قد جاء بالتبيان

من مؤجز وإبانة ومقالة ورسائل للثغر ذات بيان

وأتى بتقرير استواء الرب فو ق العرش بالايضاح والبرهان

وأتى بتقرير العلو بأحسن التقر ير فأنظر كبته بعيان . انتهى

قلت : هذه نقول الأئمة الأعلام التي تضمنت بالصراحة التي لا يتناطح عليها عنزان ، أن كتاب الإبانة ليس مدسوسًا على أبي الحسن الأشعري كما زعمه الأغمار من المقلدة ، بل هو من تواليفه التي ألفها أخيرًا واستقر أمره على ما فيها من عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية ، وبعد هذا رغبت أن أتحف القارئ بقطعةٍ من عقيدة هذا الإمام التي رجع إليها وذكرها في إبانته ، أذكرها بفصها ونصها ليظهر لكل منصفٍ قرأها يفهم أن أبا الحسن الأشعري تاب من التعطيل والتأويل ، كما أنه ليس بممثلٍ بل هو مثبتٌ ومعتقدٌ كل ما أخبر الله به عن نفسه في كتباه أو أخبر به عنه نبيه عليه الصلاة والسلام من غير تعطيلٍ ولا تأويلٍ ولا تمثيلٍ ، أقول : قال أبو الحسن الأشعري في إبانته بابٌ في إبانة قول أهل الحق والسنة : فإن قال لنا قائلٌ : قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون قيل له : قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا عليه السلام وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ، ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون ، ولما خالف قوله مخالفون ، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ورفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من إمامٍ مقدمٍ وجليلٍ معظمٍ مفخمٍ .

وجملة قولنا : أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله بما جاؤوا به من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا نرد من ذلك شيئًا ، وأن الله عز وجل إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو فردٌ صمدٌ لم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا ، وأن محمدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ، وأن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأن الله مستوٍ على عرشه كما قال : " الرحمن على العرش استوى " ، وأن له وجهًا كما قال : " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " ، وأن له يدين بلا كيفٍ كما قال : " لما خلقت بيدي " ، وكما قال : " بل يداه مبسوطتان " وأن له عينين بلا كيفٍ كما قال : " تجري بأعيننا " ، وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالاًّ ، وأن لله علمًا كما قال : " أنزله بعلمه " ، وكما قال : " وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه " ، ونثبت لله السمع والبصر ، ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج ، ونثبت أن لله قوةً كما قال :" أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوةً " ، ونقول : إن كلام الله غير مخلوقٍ ، وأنه لم يخلق شيئًا إلا وقد قال له : كن كما قال : " إنما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " وأنه لا يكون في الأرض شيءٌ من خيرٍ وشرٍ إلا ما شاء الله ، وأن الأشياء تكون بمشيئة الله عز وجل ، وأن أحدًا لا يستطيع أن يفعل شيئًا قبل أن يفعله ، ولا يستغني عن الله ، ولا يقدر على الخروج عن علم الله عز وجل ، وأنه لا خالق إلا الله ، وأن أعمال العبد مخلوقةٌ لله مقدرةٌ كما قال : " خلقكم وما تعملون " ، وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئًا وهم يخلقون كما قال : " هل من خالقٍ غير الله : " وكما قال: " لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون " وكما قال : " أفمن يخلق كمن لا يخلق " ، وكما قال :" أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون " .

وهذا في كتاب الله كثيرٌ ، وأن الله وفق المؤمنين لطاعته ولطف بهم ونظر لهم وأصلحهم وهداهم ، وأضل الكافرين ولم يهدهم ولم يلطف بهم بالآيات كما زعم أهل الزيغ والطغيان ، ولو لطف بهم وأصلحهم لكانوا صالحين ، ولو هداهم لكانوا مهتدين ، وأن الله يقدر أن يصلح الكافرين ويلطف بهم حتى يكونوا مؤمنين ولكنه أراد أن يكونوا كافرين كما علم وخذلهم وطبع على قلوبهم ، وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره ، وإنا نؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره حلوه ومره ، ونعلم أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا ، وأن العباد لا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا إلا بالله كما قال عز وجل ، ونلجئ أمورنا إلى الله ، ونثبت الحاجة والفقر في كل وقتٍ إليه ، ونقول إن كلام الله غير مخلوقٍ ، وأن من قال بخلق القرآن فهو كافرٌ ، وندين بأن الله تعالى يُرى في الآخرة بالأبصار كما يُرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون ، كما جاءت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونقول : إن كافرين محجوبون عنه إذا رآه المؤمنون في الجنة ، كما قال عز وجل : " كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون " ، وأن موسى عليه السلام سأل الله عز وجل الرؤية في الدنيا ، وندين بأن لا نكفر أحدًا من القبلة بذنبٍ يرتكبه كالزنى والسرقة وشرب الخمر ، كما دانت بذلك الخوارج وزعمت أنهم كافرون ، ونقول إن من عمل كبيرةً من هذه الكبائر مثل الزنى والسرقة وما أشبههما مستحلا لها غير معتقدٍ لتحريمها كان كافرًا ، ونقول إن الإسلام أوسع من الإيمان وليس كل إسلامٍ إيمانٌ ، وندين الله عز وجل بأنه يقلب القلوب بين أصبعين من أصابع الله عز وجل وأنه عز وجل يضع السماوات على أصبع والأرضين على أصبع ، كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وندين بأن لا ننزل أحدًا من أهل التوحيد والمتمسكين بالإيمان جنةً ولا نارًا إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، ونرجوا الجنة للمذنبين ونخاف عليهم أن يكونوا بالنار معذبين ، ونقول إن الله عز وجل يخرج قومًا من النار بعد أن امتحشوا بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقًا لما جاءت به الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونؤمن بعذاب القبر وبالحوض وأن الميزان حقٌّ والصراط حقٌّ والبعث بعد الموت حقٌّ ، وأن الله عز وجل يوقف العباد في الموقف ويحاسب المؤمنين ، وأن الإيمان قولٌ وعملٌ يزيد وينقص ، ونسلم الروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات عدلٌ عن عدلٍ حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وندين بحب السلف الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه عليه السلام ، ونثني عليهم بما أثنى الله به عليهم ونتولاهم أجمعين ، ونقول إن الإمام الفاضل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكرٍ الصديق رضوان الله عليه وإن الله أعز به الدين وأظهره على المرتدين ، وقدمه المسلمون بالإمامة كما قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة ، وسموه أجمعهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه وإن الذين قاتلوه قاتلوه ظلمًا وعدوانًا ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فهؤلاء الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافتهم خلافة النبوة ، ونشهد بالجنة للعشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، ونتولى سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ونكف عما شجر بينهم ، وندين الله بأن الأئمة الأربع خلفاء راشدون مهديون فضلاً لا يوازيهم في الفضل غيرهم ، ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا ، وأن الرب عز وجل يقول : هل من سائلٍ هل من مستغفرٍ وبسائر ما نقلوه وأثبتوه ، خلافًا لما قال أهل الزيغ والتضليل ، ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا وإجماع المسلمين وما كان في معناه ، ولا نبتدع في دين الله ما لم يأذن لنا ، ولا نقول على الله ما لا نعلم ، ونقول إن الله عز وجل يجيء يوم القيامة كما قال : " وجاء ربك والملك صفًّا صفًّا " وأن الله عز وجل يقرب من عباده كيف شاء كما قال : " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " وكما قال : " ثم دنا فتدلى . فكان قاب قوسين أو أدنى " ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل برٍّ وغبره كما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يصلي خلف الحجاج وأن المسح على الخفين سنةٌ في الحضر والسفر خلاف لمن أنكر ذلك ، ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامتهم ، وتضليل من رأى الخروج عليهم إذا ظهر منهم ترك الاستقامة ، وندين بإنكار الخروج بالسيف وترك القتال في الفتنة ، ونقرّ بخروج الدجال كما جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونؤمن بعذاب القبر ونكير ومنكر ومسائلتهما المدفونين بقبورهم ، ونصدق بحديث المعراج ، ونصحح كثيرًا من الرؤيا في المنام ، ونقر أن لذلك تفسيرًا ، ونرى الصدقة عن موتى المسلمين والدعاء لهم ، ونؤمن أن الله ينفعهم بذلك ونصدق بأن في الدنيا سحرةً وسحرًا وأن السحر كائنٌ موجودٌ في الدنيا ، وندين بالصلاة على من مات من أهل القبلة برهم وفاجرهم وتوارتهم ، ونقر أن الجنة والنار مخلوقتان وأن من مات وقتل فبأجله مات وقتل ، وأن الأرزاق من قبل الله يرزقها عباده حلالاً وحرامًا ، وأن الشيطان يوسوس للإنسان ويسلكه ويتخبطه خلافًا لقول المعتزلة الجهمية كما قال الله عز وجل : " الذين يأكلون الربى لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " وكما قال : " من شر الوسواس الخناس . الذي يوسوس في صدور الناس . من الجنة والناس " آونقول إن الصالحين يجوز أن يخصهم الله عز وجل بآياتٍ يظهرها عليهم ، وقولنا في أطفال المشركين أن الله يؤجج لهم في الآخرة نارًا ثم يقول لهم : اقتحموها كما جاءت بذلك الرواية ، وندين الله عز وجل بأنه يعلم ما العباد عاملون وإلى ما هم صائرون وما كان وما يكون وما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون ، وبطاعة الأئمة ونصيحة المسلمين ، ونرى مفارقة كل داعيةٍ إلى بدعته ومجانبة أهل الهوى . انتهى بحروفه.

هذا مجمل عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري التي استقر أمره عليها بعد أن أقام على مذهب الاعتزال أربعين عامًا .

ذكره في أول كتابه الإبانة وفصله بابًا بابًا ، فراجعها إن شئت تجد ما يشفي ويكفي .

فتأمل أيها الأخ المنصف هذه العقيدة ما أوضحها وأبينها ، واعترف بفضل هذا الإمام العالم الذي شرحها وبيّنها ، وانظر سهولة لفظها فما أفصحه وأحسنه ، وكن ممن قال الله فيهم : " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " وتبين فضل أبي الحسن الأشعري واعرف إنصافه واسمع وصفه للإمام أحمد بن حنبل بالفضل لتعلم أنهما كانا في الاعتقاد متفقين وفي أصول الدين ومذهب السنة غير مفترقين .

ولعمري إن هذه العقيدة ينبغي لكل مسلمٍ أن يعتقدها ، ولا يخرج عن شيءٍ منها إلا من في قلبه غشٌ ونكدٌ .

نسأل الله تعالى الثبات عليها ونستودعها عند من لا تضيع عنده وديعةٌ ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ معلم الخيرات ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومٍ تجزى فيه الحسنات .



حماد بن محمد الأنصاري









قديم 2013-02-08, 11:47   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










456ty

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطوف الجنة مشاهدة المشاركة
صحة نسبة(( الابانة في أصول الديانة))
ثبوت نسبة الابانة في إلى أبي الحسن الأشعري والرد على من أنكر ذلك وزعم أنها مدسوسة: وقبل البحث في صحة نسبة هذا الكتاب إلى أبي الحسن الأشعري نذكر نبذة قليلة من تواليفة التي ألفها بعد توبته من الاعتزال ، فنقول: قال الحافظ ابن عساكر في كتابه ((تبيين كذب المفتري)) ذكر ابن حزم الظاهري أن لأبي الحسن الأشعري خمسة وخمسين تصنيفاً ، ثم قال: ترك ابن حزم من عدد مصنفاته أكثر من مقدار النصف ، وبعد ذلك سردها ، فقال : منها كتاب اللمع ، وكتاب أظهر فيه عوار المعتزلة سماه بكتاب (( كشف الأسرار وهتك الأستار)) ومنها تفسيره المختزن ؛ وهو خمسمئة مجلد لم يترك فيه آية تعلق بها بدعي إلا أبطل تعلقه بها ، وجعلها حجة لأهل الحق ، وبين المجمل وشرح المشكل ونقض فيه ما حرفه الجبائي والبلخي في تفسيريهما ومنها الفصول في الرد على الملحدين والخارجين على الملة كالفلاسفة والطبائعيين والطبائعيين والدهريين وأهل التشبيه ومنها مقالات المسلمين استمعب فيه جميع اختلافهم ومقالاتهم وذكرها الحافظ ابن عساكر بأسمائها وموضوعاتها في كتابه التبيين من صفحة 128 إلى صفحة 136 ، وقد أطلعت أنا الجامع لهذه الرسالة على ثلاثة من الكتب المذكورة ، وهي مطبوعة: اللمع، والابانة ، والمقالات الاسلامية ، وقال ابن عساكر في صفحة28 من التبيين: وتصانيف أبي الحسن الأشعري بين أهل العلم مشهورة معروفة وبالجادة والاصابة للتحقيق عند المحققين موصوفة ، ومن وقف على كتابه المسمى بالإبانة عرف موضعه من العلم والديانه ، ثم قال في صفحة 152: فإذا كان أبو الحسن كما ذكر عنه من حسن الاعتقاد مستصوب المذهب عند أهل المعرفة بالعلم والانتقاد يوافقه في أكثر ما يذهب إليه أكابر العباد ، ولا يقدح في معتقده غير أهل الجهل والعناد فلا بد أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة ، ونتجنب أن نزيد فيه أو ننقص منه تركاً للخيانة لتعلم الحقيقه حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة ؛ فاسمع ماذكره في أول كتابه الذي سماه بالإبانة ونذكر ما يأتي في آخر الرسالة إنشاء الله تعالى ثم قال في صفحة 171 في جملة أبيات نسبها لبعض المعاصرين له:
لو لم يصـنف عـمـره *** غير الإبــانة واللـمـع
لكفـى فكيـف وقـد *** تفنن في العلوم بما جمع
مجموعة تربى على المئتـ *** ين ممــا صـنـع
لم يـأل في تصنيفتهـا *** أخذاً بأحسن ما استمع
فهدى بـها المـسترشد *** يـن ومن تصفحها انتفع
تتلـى مـعـاني كتبـه *** فوق المنابر في الجمع
ويـخـاف من إفحامه *** أهل الكنائس والبيع
فهو الشجا في حلق من *** ترك المحجة وابتدع
وممن عزا الإبانة إلى أبي الحسن الأشعري الحافظ الكبير أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الشافعي المتوفى في سنة 458هــ ؛ قال في كتاب (( الاعتقاد الهداية إلى سبيل الرشاد)) في باب القول في القرآن صفحة31 ؛: ذكر الشافعي رحمه الله الله مادل على أن مانتلوه من القرآن بألسنتنا ونسمعه بآذاننا ، ونكتبه في مصاحفنا يسمى كلام الله عز وجل وان الله عز وجل كلم به عباده بأن أرسل به رسوله صلى الله عليه وسلم وبمعناه ذكره أيضاً علي بن إسماعيل في كتابه الإبانة وقال في صفحة 23 من الكتاب المذكور آنفاً: قال أبو الحسن علي بن إسماعيل في كتابه ؛ يعني الإبانة فإن قال قائل حدثونا أتقولون إن كلام الله عز وجل في اللوح المحفوظ قيل له نقول ذلك ؛ لأن الله قال (( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ)) ، فالقرآن في اللوح المحفوظ وهو في صدور الذين أوتوا العلم ‘ وهو بالالسنة قال تعالى: (( لاتحرك به لسانك)) والقرآن مكتوب في مصاحفنا في الحقيقة محفوظ في صدورنا في الحقيقة محفوظ في صدورنا متلو بألسنتنا في الحقيقة . مسموع لنا في الحقيقة كما قال تعالى: ((فأجره حتى يسمع كلام الله)) ثم قال في صفحة 26 بعد سرد الأدلة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق: وقد احتج علي ابن إسماعيل الأشعري رحمة الله بهذه الفصول اهـ من نسخة مخطوطة يرجع تاريخ خطها إلى سنة1086هـ[وهي محفوظة لدى الأخ اسماعيل الأنصاري طبعت في مصر قريباً].
وممن ذكر الإبانة وعزاها لأبي الحسن الأشعري الحافظ المعروف بالذهبي قال في كتابه (( العلو العلي للغفار)) صفحة278 قال الأشعري في كتاب (الابانة في أصول الديانة) له في باب الاستواء: فإن قال قائل: (الرحمن على العرش استوى) الى آخر مافي الابانة . ثم قال: وكتاب الابانة من أشهر تصانيف أبي الحسن الأشعري شهره الحافظ ابن عساكر واعتمد عليه ونسخة بخط الامام محيي الدين النواوي وذكر الذهبي عن الحافظ أبي العباس أحمد بن ثابت الطرقي أنه قال : ونقل عن أبي علي الدقاق أنه سمع زاهر بن أحمد الفقيه يقول : مات الاشعري رحمة الله ورأسه في حجري فكان يقول شيئاً في حال نزعه: لعن الله المعتزله موهوا ومخرقوا اهـ كلام الذهبي.
وممن نسبها إلى أبي الحسن الاشعري ابن فرحون المالكي ؛ قال في كتابه الديباج صفحة 193: إلى صفحة194 ولأبي الحسن الأشعري كتب منها كتاب اللمع الكبير واللمع الصغير وكتاب الابانه في أصول الديانةاهـ.
وممن عزاها لأبي الحسن الأشعري أبو الفلاح عبد الحي ابن العماد الحنبلي المتوفى سنة 1089هـ؛ قال في الجزء الثاني من كتابه؛(( شذرات الذهب في أعيان من ذهب)) صفحة 303، قال أبو الحسن في كتابه الابانة في أصول الديانة وهو آخر كتاب صنفه. وعليه يعتمد أصحابه في الذب عنه عند من يطعن عليه ، ثم ذكر فصلاً كاملاً من الابانه .
وممن عزاها لأبي الحسن الأشعري السيد مرتضى الزبيدي قال في ((إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين)) في الجزء الثاني صفحة2 قال: صنف أبو الحسن الأشعري بعد رجوعة من الاعتزال الموجز؛ وهو في ثلاث مجلدات كتاب مفيد في الرد على الجهمية والمعتزلة ومقالات الاسلاميين وكتاب الابانة، وقد تقدم حكاية عن ابن كثير أن الابانة هي آخر كتاب صنفه أبو الحسن الأشعري.
وممن ذكر أن الابانة تأليف أبي الحسن الأشعري أبو القاسم عبدالملك بن عيسى بن درباس الشافعي قال في رسالته (( الذب عن أبي الحسن الاشعري)) : إعلموا معشر الاخوان أن كتاب الابانة عن أصول الديانة، الذي الفه الامام أبو الحسن علي بن إسماعيل الاشعري هو الذي استقر عليه أمره فيما كان يعتقده وبه كان يدين الله سبحانه وتعالى بعد رجوعه من الاعتزال بمن الله ولطفه ، وكل مقالة تنسب إليه الآن مما يخالف مافيه فقد رجع عنها وتبرأ إلى الله سبحانه منها وكيف وقد نص فيه على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها: وروي أثبت أنه ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين ، وأن مافيه هو الذي يدل علية كتاب الله وسنة رسولة صلى الله علية وسلم ، فهل يسوغ أن يقال إنه رجع عن هذا إلى غيره فإلى ماذا يرجع أتراه يرجع عن كتاب الله وسنة نبي الله خلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث المرضيون وقد علم أنه مذهبهم ، ورواه عنهم؟؟!! هذا لعمري ما لا يليق نسبته إلى عوام المسلمين وكيف بأئمة الدين أوهل يقال:: إنه جهل الأمر فيما نقلة عن السلف الماضين مع افنائه جل عمره في استقراء المذاهب وتعرف الديانات ، هذا مما لا يتوهمه منصف ، ولا يزعمه إلا مكابر مسرف ، وقد ذكر الابانه واعتمد عليها وأثبتها عن الامام أبي الحسن الأشعري وأثنى عليه بما ذكره فيها وبرأه من كل بدعة نسبت إليه ، ونقل منها إلى تصنيفه جماعة من الأئمة الأعلالم من فقهاء الاسلام وأئمة القراء وحفاظ الحـــديث وغيرهم.
وذكر ابن درباس طائفة من الذين قدمنا ذكرهم وزاد الحافظ أبا عباس أحمد بن ثابت العراقي ، وذكر عنه أنه قال في بيان مسألة الاستواء من تأليفه رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي علو الله على العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري ، وما هذا بأول باطل إدعوه وكذب تعاطوه ، فقد قرأت في كتابه الموسم بالابانه عن أصول الديانة أدلة من جملة ما ذكرته على اثبات الاستواء ، ومنهم الامام الاستاذ الحافظ أبو العثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني ، ذكر عنه أنه ما كان يخرج إلى مجلس درسه إلا بيده كتاب الابانه لابي الحسن الأشعري ويظهر الاعجاب بها ، ويقول مالذي ينكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه( هذا قول الامام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخرسان).
ومنهم امام القراء أبو علي الحسن بن علي بن ابراهيم الفارسي ذكر الامام أبا الحسن الأشعري رحمة الله عليه، فقال: ولهكتاب في السنة سماه كتاب الابانه صنفه ببغداد لما دخلها وذكر ابن درباس أنه وجد كتاب الابانة في كتب أبي الفتح نصر المقدسي-رحمه الله ببيت المقدس وقال رأيت في بعض تآليفه في الاصول فصولا منه بخطه.
ومنهم الفقيه أبو المعالي مجلى صاحب كتاب الذخائر في الفقة ، قال ابن درباس أنبأني غير واحد عن الحافظ أبي محمد المبارك بن علي البغدادي ونقلته أنا من خطه في آخر كتاب الابانه قال نقلت هذا الكتاب جميعه من نسخة كانت مع الشيخ الفقيه مجلى الشافعي أخرجها في مجلدة فنقلتها وعارضت بها وكان رحمه الله يعتمد عليها وعلى ماذكره فيها ويقول لله من صنفه ويناظر على ذلك من ينكره وذكر ذلك لي وشافنى به وقال: هذا مذهبي وإليه أذهب نقلت هذا في سنة 540هـ بمكة وهذا آخر مانقلت منخط ابن الطباخ .
وذكر فيمن غزاها إلى أبي الحسن أبا محمد بن علي البغدادي نزيل مكة قال ابن درباس شاهدت نسخة من كتاب الابانة بخطه من أوله إلى آخلره ، وهي بيد شيخنا الإمام رئيس العلماء الفقيه الحافظ العلامة أبي الحسن بن المضل المقدسي ونسخت منها نسخة ، وقابلتها عليها بعد أن كنت كتبت نسخة أخرى مما وجدته في كتاب الامام نصر المقدسي ببيت المقدس ولقد عرضها بعض أصحابنا على عظيم من عظماء الجهمية المنتمين افتراءاً إلى أبي الحسن الأشعري ببيت المقدس فأنكرها وجحدها وقال : ماسمعنابها قط ولاهي من تصنيفه واجتهد آخر في إعمال رويته ليزيل الشبهة بفطنته ، فقال بعد تحريك لحيته لعله ألفها لما كان حشوياً ، قال ابن درباس فمادريت من أي أمر به أعجب أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في تصانيفه من العلماء أومن جهله بحال شيخة الذي يفتري عليه بانتمائه إليه واشتهاره قبل توبته من الاعتزال بين الأمة عالمها وجاهلها، فإذا كانوا بحال من ينتمون إليه بهذه المثابة فكيف يكونون بحال السلف الماضين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين وأعلام الفقهاء والحدثين وهم لايلوون على كتبهم ولا ينظرون في آثارهم وهم والله بذلك أجهل وأجهل كيف لا وقد قنع بعض من ينتمي منهم إلى أبي الحسن الأشعري بمجرد دعواه وهو في الحقيقة مخالف لمقالة الأولى ، وكان خلاف ذلك أحرى به وأولى لتستمر القاعدة وتصير الكلمة واحدة اهـ (كلام ابن درباس رحمه الله).
وممن ذكر بالابانه ونسبها إلى أبي الحسن الأشعري تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن عبدالسلام الشهير بابن تيمية المتوفى سنة 728هـ؛ قال في الفتوى الحموية الكبرى صفحة72: قال أبو الحسن الأشعري في كتابه الذي سماه الابانة في أصول اليانة ، وقد ذكر أصحابه أنه آخر كتاب صنفه وعليه يعتمدون في الذب عنه عند من يطعن عليه فقال: فصل في ابانة قول أهل الحق والسنة وذكر مافي أول كتاب الابنة بحروفه وسيأتي ذكره إن شــــاء الله قريباً.
وممن عزاها إلى أبي الحسن الأشعري شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلي الدمشقي المتوفى سنة 751هـ قال في كتابه اجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطلة والجهمية الطبعة الهندية صفحة111: قال شيخ الاسلام ابن تيمية ولما رجع الأشعري من مذهب المعتزلة سلك طريق أهل السنة والحديث وانتسب إلى الامام أحمد بن حنبل كما في كتبه كلها والموجز والمقالات وغيرها ثم قال ابن القيم: وأبو الحسن الأشعري وأئمة أصحابه كالحسن الطبري وأبي عبدالله بن المجاهد والقاضي أبي بكر الباقلاني متفقون على اثبات الصفات الخبرية التي ذكرت في القرآن كالاستواء والوجه واليدين وعلى ابطال تأويلها وليس للأشعري في ذلك قولان أصلاً ولم يذكر أحد عن الأشعري في ذلك قولين ولكن لاتباعه قولان في ذلك ولأبي المعالي الجويني في تأويلها قولان: أولها في الارشاد ورجع عن تأويلها في رسالته النظامية وحرمه ، ونقل اجماع السلف على تحريمه وأنه ليس بواجب ولا جائز ، ثم ذكر ابن القيم قول أبي الحسن الأشعري إمام الطائفة الأشعرية ، ثم قال: نذكر كلامه فيما وقفنا عليه من كتبه كالموجز والابانة والمقالات وقال ابن القيم في قصيدته النونية التي سماها الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية الطبعة المصرية صفحة 68 والأشعري قال تفسير استوى بحقيقة استولى من البهتان:
هوقول أهل الاعتزال وقول أتبـ ـاع لجهم وهو ذو بطلان
في كتبه قد قال ذا من موجز وابانة ومقالة ببيان
وقد قال في صفحة 69 من الكتاب المذكو آنفاً:
وحكى ابن العلم أن الله فو ق العرش بالايضاح والبرهان
وأتى هناك بماشفى أهل الهدى لكنه مرض العميان
وكذا علي الأشعري فإنه في كتبه قد جاء بالتبيان
من مؤجز وابانة ومقالة ورسائل للثغر ذات بيان
وأتى بتقرير استواء الرب فو ق العرش بالايضاح والبرهان
وأتى بقرير العلو بأحسن التقر ير فانظر كتبه بعيان: اتنهى
قلت هذه نقول الأئمة الأعلام التي تضمنت بالصراحة التي لا ينتطح عليها عنزان أن كتاب الابانة ليس مدسوساً على أبي الحسن الأشعري كما زعمه الأغمار من المقلدة بل هو من تواليفه التي ألفها أخيراً واستقر أمره على مافيها من عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية.

نعم كتاب الابانة هو الامام الاشعري ، لكن هذه التي بين ايدنا محرفة قطعا ، الشيء الاخر انها اول ماكتب حتى يقرب الحشوية الى اهل السنة والجماعة، تلاميذ الشيخ كأبن فورك ،و البقلاني ، وحتى تاج الدين السبكي ، لايقولون بما في الابانة المحرفة ، اذن هل رجع الشيخ رضي الله عنه الى قول الحشوية ؟؟؟؟ ابدا ولا يمكن ذلك ، فالاستواء عنده اما تفويضا او تأويل ، لا كما يقول المخالف جلوس واقعود واقعاد،ابدا ماقال واحدا من اهل السنة هذا الكلام الخطير ، ولا قال بالقدم النوعي ، ولا قال الحوادث تقوم بذات الله ولا قال بما يقول الحشوية.









قديم 2013-02-08, 16:46   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة

نعم كتاب الابانة هو الامام الاشعري ، لكن هذه التي بين ايدنا محرفة قطعا ، الشيء الاخر انها اول ماكتب حتى يقرب الحشوية الى اهل السنة والجماعة، تلاميذ الشيخ كأبن فورك ،و البقلاني ، وحتى تاج الدين السبكي ، لايقولون بما في الابانة المحرفة ، اذن هل رجع الشيخ رضي الله عنه الى قول الحشوية ؟؟؟؟ ابدا ولا يمكن ذلك ، فالاستواء عنده اما تفويضا او تأويل ، لا كما يقول المخالف جلوس واقعود واقعاد،ابدا ماقال واحدا من اهل السنة هذا الكلام الخطير ، ولا قال بالقدم النوعي ، ولا قال الحوادث تقوم بذات الله ولا قال بما يقول الحشوية.

أتحداك أجب أولا عن هذه الاسئلة ثم تشدق بغيرها
أين الله جل وعلا؟ لا تقلي قال شيخ فلان او علان دليل من كتاب الله وسنة رسول الله

وإجابتي هي:

"الله في السماء"

أدلتي :

من كتاب الله :
قال تعالى {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء...} الآية [الملك: 16ء17]

من السنة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء ؟ يأتيني خبر السماء صباحا ومساء . رواه البخاري ومسلم

من أقوال السلف:
لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، صعد أبو بكر رضي الله عنه المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس! إن كان محمدٌ إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم محمدًا قد مات، وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم لم يمت، ثم تلا: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} (1) حتى ختم الآية ...» (2) مصنف ابن أبي شيبة (ج20 ص560ء5620) عن (محمد) ابن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر؛ ومن طريقه عثمان الدارمي في الرد على الجهمية (ص44ء45)؛ والبزار في مسنده (ج1 ص182ء183)

والآن لنرى جوابك على السؤال (أين الله جل وعلا) وما هي أدلتك؟؟











 

الكلمات الدلالية (Tags)
..السلفي, الأشعري, الحزن, الشيخ, الزوج


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc