بسم الله الرحمان الرحيم
هذه مجموع من دروس الشيخ عمر عبد الكافي من حصة صفوة الصفوة قمت بكتابتها للافادة و الاستفادة فاعدوا الله ان يكتبها في ميزان الحسنات و يرزقنا القبول, هذا الجزء الاول من الحصة و هو عيارة عن مقدمة للموضوغ و انشاء الله سوف أكمل باقي الاجزاء باذن الله تعالي.
يقول الله عز وجل "وَرُسُلًۭا قَدْ قَصَصْنَـٰهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًۭا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًۭا" (النساء164), لماذا هذه الآية؟.
لماذا من قص الله تبارك و تعالي علي سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم بقصص الأنبياء في القران الكريم و ضرب الذكر صفحا عن الآخرين؟.
كم من الأنبياء و الرسل مذكورون في القران الكريم؟.
النبي صلي الله عليه و سلم سئل هذا السؤال, قال الأنبياء, هناك روايتين, الأولي أربعة وعشرون وثلاثمائة ألف, و رواية أخري أربعة و عشرون و مائة ألف.
تاريخ الإنسان ضارب في الحياة, ولكن الرسل الذين ذكروا في القران الكريم خمسة و عشرون, و هذا هو تفسير الآية في قوله تعالي:" وَرُسُلًۭا قَدْ قَصَصْنَـٰهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًۭا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًۭا "(النساء164), و لذلك لما قال النبي صلي الله عليه و سلم:"يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرجل, ويأتي النبي ومعه الرجلان, و يأتي النبي وليس معه احد, ثم أري سوادا, فيقول: يا ربي هذه أمتي, فيقول: هذه أمة موسى, ثم أري سوادا يسد مشرق الشمس و مغربها أعرفهم غرا محجلين من أثار الوضوء, فأقول: هذه أمتي.".
فقضية رسلا قصصناهم عليك و رسلا لم نقصص عليك, هؤلاء الذين ضرب الله ذكرا عنهم لأنهم ربما جاؤوا إلي قبيلة صغيرة, ربما جاؤوا إلي عدد محدود, لكن الخمسة و العشرون المذكورين في القران الكريم هم مثال حي لبقية إخوانهم ممن لم يذكروا, لان عظمة القصة القرآنية أنها لا تهتم لا بالأسماء و لا الزمان و لا المكان.
قال تعالي:" وَقَالَ رَجُلٌۭ مُّؤْمِنٌۭ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَـٰنَهُۥٓ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّىَ ٱللَّهُ وَقَدْ جَآءَكُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَـٰذِبًۭا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُۥ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًۭا يُصِبْكُم بَعْضُ ٱلَّذِى يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌۭ كَذَّابٌۭ"(غافر 28), وقال عز و جل:" وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌۭ يَسْعَىٰ قَالَ يَـٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ" (يس 20).
خلاص وصفه بالرجولة, وقال تعالي:" وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلًۭا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَـٰبٍۢ وَحَفَفْنَـٰهُمَا بِنَخْلٍۢ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًۭا" (الكهف 32), أصحاب الكهف قال عز و جل:" سَيَقُولُونَ ثَلَـٰثَةٌۭ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌۭ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًۢا بِٱلْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌۭ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّىٓ أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌۭ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَآءًۭ ظَـٰهِرًۭا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًۭا" (الكهف 22), العدد ليس مشكلة و لا الاسم ليس مشكلة, و لا المكان ليس مشكلة, و لا الزمان لأن قصص القران قصص ابدي, قال تعالي:"إِذْ قَالُوا۟ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍ" (يوسف 8), لم يقول أخوهما, قال عز و جل:" لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌۭ لِّأُو۟لِى ٱلْأَلْبَـٰبِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًۭا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًۭى وَرَحْمَةًۭ لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ" (يوسف 111).
إذا ما أتي به القران الكريم نحن نقف عنده و نضرب الذكر صفحا, كما ضرب القران الذكر صفحا عن الرسل.
هل لنا أن نفضل بعض الأنبياء و الرسل علي بعض؟
الله سبحانه و تعالي يفضل و لكن نحن لا نفرق بين احد منهم, قال تعالي:" ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍۢ مِّن رُّسُلِهِۦ ۚ وَقَالُوا۟ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ" (البقرة 285).
خلاص انتهي, نحن سمعنا لا نفرق, قال صلي الله عليه و سلم:" لا تفضلوني ليلة المعراج علي يونس بن متى و هو في بطن الحوت", ليلة المعراج حين ارتقي إلي الله إلي سدرت المنتهى حيث العوالم الأخرى التي لا يعلمها إلا الله, ثم رسوله من بعده في ما رأي, لكن أحسن يظن احد يقول يونس عليه السلام في بطن الحوت و محمد صلي الله عليه و سلم في سدرت المنتهى, قال لا تفاضلوني, و هذا من أدبه صلي الله عليه و سلم.
لذلك لا نفضل سيدنا موسى حينما قال الله تعالي:" وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِى" (طه 41), و قال عز وجل :" أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِى ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِى ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّۭ لِّى وَعَدُوٌّۭ لَّهُۥ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةًۭ مِّنِّى وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِىٓ" (طه 39), و قال تعالي:" وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰٓ" (طه 13), و قال جل جلاله:" وَرُسُلًۭا قَدْ قَصَصْنَـٰهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًۭا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًۭا" (النساء 164), نفس القضية, بلا نفاضل, نحن لا نفاضل و لا نفرق لكن تلك الرسل الله سبحانه و تعالي هو الذي يقول:" تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍۢ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَـٰتٍۢ ۚ وَءَاتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَـٰتِ وَأَيَّدْنَـٰهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقْتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعْدِهِم مِّنۢ بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَـٰتُ وَلَـٰكِنِ ٱخْتَلَفُوا۟ فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقْتَتَلُوا۟ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ"(البقرة253) كما قال رب العباد, من الذي فضل هنا, الله, اذا نحن لا نفضل.
اذا هناك مجموعة من الرسل مفضلة علي بعض بكلام الله عز و جل و منهم اولوا العزم, هم ليسوا اولوا العزم فقط؟
من أكبر صورة من صور التفضيل اولوا العزم, كما قال عز وجل:" فَٱصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُو۟لُوا۟ ٱلْعَزْمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوٓا۟ إِلَّا سَاعَةًۭ مِّن نَّهَارٍۭ ۚ بَلَـٰغٌۭ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ"(الأحقاف 35), الخمسة الكبار هؤلاء لا يدانيهم مستوي من الانبياء و الرسل.
من هــــــــــــــم ؟
سيدنا نوح, سيدنا ابراهيم , سيدنا موسي, سيدنا عيسى, سيدنا محمد عليهم افضل الصلاة و التسليم اجمعين. و العجيب, نحن نوقن و لا نفرق و لا نفاضل, نؤمن بسيدنا عيسى عليه السلام, ونؤمن بسيدنا موسى عليه السلام, و من كفر بنبي فقد كفر, و الاخرون لا يؤمنون بنبينا و يريدون ان يحاوروننا في ماذا؟
حوار الاديان, ليس هناك حوار للاديان, ليس هناك م يسمي بحوار الاديان, ليس هناك اديان, لا توجد؟
اذا لما تعدد الرسل و الرسالات؟
الله عز وجل يقول:" شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًۭا وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِۦٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ ۖ أَنْ أَقِيمُوا۟ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ ٱللَّهُ يَجْتَبِىٓ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِىٓ إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ"(الشوري 13) ,مِّنَ هنا للتبعيض (في النحو و الصرف مِّنَ التبعيض للدلالة علي جزء من كل), شرع لكم من الدين و ليس من الأديان و هل بعد كلام الله من كلام, يقول جل في علاه:" إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلْإِسْلَـٰمُ ۗ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَـٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ"(ال عمران 19) بمعناه العام و لكن القضية يجملها حديث رسول الله صلي الله عليه و سلم أنظر الي توضعه الجم:"انما مثلي و مثل الانبياء من قبلي(وفي رواية النبيون) كمثل رجل بني بيتا فجمله وحسنه, الا موضع لبنة فيه, فجعل الناس يطوفون و يستحسنون بناء البيت و يقولون هلا وضعت هذه اللبنة, فانا هذه اللبنة و انا خاتم النبيين." يعني ما قال انا البيت, انا الدار, انا بابها, انا سقفها, انا المختار, لا, لا, انا اللبنة سبحان الله.
لذلك قرأ علي الصحابة قضية سيدنا ابراهيم عليه السلام في قوله تعالي:" وَإِذْ قَالَ إِبْرَٰهِۦمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةًۭ مِّنَ ٱلطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍۢ مِّنْهُنَّ جُزْءًۭا ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًۭا ۚ وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌۭ"(البقرة 260) قال صلي الله عليه وسلم و الله كنا اولي بالشك من ابراهيم, تواضعا منه عليه افضل الصلاة و السلام, تواضع عجيب جم, سيدنا يوسف في السجن يقول و الذي يعثني بالحق نبيا لو كنت مكانه لطلبت ان يخرجوني قبل ان اؤول الرايا, لكن يوسف هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم, تتعلم من خلق النبي صلي الله عليه و سلم كيف كان وضعه مع اخوانه من السابقين الذين جاؤوا لتمهيد رسالته.
هنا نركز علي نقطة لكي لا تكون مجالا للجدال بيننا في هذا البرنامج, مسألة الاديان, لا أديان, هو دين واحد فقط؟
هو دين واحد فقط, دين التوحيد قال تعالي:" وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبْرَٰهِۦمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَـٰبَنِىَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(132) "(البقرة 131), يعقوب من؟ يعقوب هو اسرائيل نفسه, يقول جل جلاله:" أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنۢ بَعْدِى قَالُوا۟ نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَآئِكَ إِبْرَٰهِۦمَ وَإِسْمَـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ إِلَـٰهًۭا وَٰحِدًۭا وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ"(البقرة 132). حتي الجن قال الله تعالي:" وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَـٰسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ تَحَرَّوْا۟ رَشَدًۭا"(الجن 14), سبحان الله, و يقول سبحانه:" ۞ فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ ٱلْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ۖ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"(ال عمران 52), كذلك قالت بلقيس قال تعالي:" قِيلَ لَهَا ٱدْخُلِى ٱلصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةًۭ وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُۥ صَرْحٌۭ مُّمَرَّدٌۭ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَـٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ"(النمل 44), هذه دعوة الله.
حتي في سحرة فرعون يقول الله تعالي:" وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلَّآ أَنْ ءَامَنَّا بِـَٔايَـٰتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا ۚ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًۭا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ"(النمل 126), و لهذا فان الدين عند الله هو الاسلام.
ولذلك و هو صلي الله عليه و سلم في رحلة الحج قال: يا أبا بكر أي واد هذا؟ (ما كان صلي الله عليه و سلم يعرف لانه ما كان رحالة) قال: هذا واد عسفان يا رسول الله, قال: لقد مر من هذا الوادي هود, وابراهيم, وموسى ليحجوا بيت الله عز وجل(في حج بيت الله) وقد ركبوا بكران (او بكور جمع بكر فصيلت الجمال) خطمهم من الليف (خطام الناقة لجامها) وثيابهم البرد اليمانية (يعني الرسول صلي الله عليه و سلم لانه يري) كاني اسمع عج موسى عليه السلام و هو يعج الي الله بالتلبية" (كلمة عج تعني صاح رافعا صوته).
اذا المناسك واحدة لكن الشرائع مختلفة, هو دين واحد, دين الاسلام باطاره العام.
اذا الرسل و الانبياء الي ما يدعون, هي ديانات ام رسالات؟
لا الانبياء و الرسل يدعون الي شرائع, وهنالك وحدة الهدف, أي يجمع كل الرسل اطار واحد, وحدة المصدر, وحدة المرسل, فيدعوا الي الوحدانية كل قوم كل نبي قال الله تعالي:" لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِۦ فَقَالَ يَـٰقَوْمِ ٱعْبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُۥٓ إِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍۢ" (الاعراف 59) كل رسول يؤتي, اذ يلتزموا كلهم في قضية التوحيد, الوحدانية, التذكير بالاخرة, كلهم اشتركوا في هذا المبدأ.
و العجيب, أن الذي حرف في التوراة حذف كل شئ يخص الدار الاخرة, يعني معقول كتاب سماوي لا توجد فيه دار اخرة, أي كتاب هذا.
القران شهد انهم حرفوها و كتبوها بايديهم.
بلا شك, سبحان الله, لما كانت عند ايام الرهبان و الاحبار الذين كانوا محترمين و كانوا يخافون الله عز وجل كانت الكتب السماوية كما هي, اما بعد ذلك فحرقت و هذه قصة طويلة.
اذا سيدنا موسى عليه السلام دينه الاسلام, و ديانته اليهودية مثلا؟
شريعته اليهودية, لكن هو يدعوا الى الاسلام, سيدنا عيسى عليه السلام نفس القضية شريعته النصرانية ليست المسيحية, لا توجد مسيحية بل نصرانية نقول مسيحي يقول الله تعالى:" ۞ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةًۭ لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوا۟ ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةًۭ لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِينَ قَالُوٓا۟ إِنَّا نَصَـٰرَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًۭا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" (المائدة 82).
يعني كلمة مسيحي خطأ؟
لا, لا, هم يعبدون الله سبحانه و تعالى, يجب أن يعبدوا الله عز وجل.
وسيدنا محمد صلي الله عليه و سلم دينه الاسلام و شريعته الاسلام؟
نعم.
لماذا؟
لأنه الرسول الخاتم, تمت به الرسالات, قال جل في علاه:" حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا۟ بِٱلْأَزْلَـٰمِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ ۚ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلْإِسْلَـٰمَ دِينًۭا ۚ فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍۢ لِّإِثْمٍۢ ۙ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌۭ رَّحِيمٌۭ" (المائدة 3).
هي حلقات نورانية كل حلقة تتشابك مع الحلقة التي تليها و تتوافق مع الحلقة التي تسبقها الي أن تمت الحلقات بالحلقة النورانية لسيدنا محمد صلي الله عليه و سلم,
سُـــبــحــانَــكَ الـــلَـــهُـــمَّ خَـــــيــــرَ مُـــعَـــلِّـــمٍ عَـــلَّــمــتَ بِــالــقَــلَـمِ الــــقُـــرونَ الأولـــــــى
أَرسَــــلـــتَ بِـــالــتَــوراةِ مـــوســـى مُـــرشِـــداً وَاِبـــــــــنَ الـــبَـــتـــولِ فَـــعَـــلَّــمَ الإِنـــجـــيــلا
وَفَــــجَـــرتَ يَـــنــبــوعَ الـــبَــيــانِ مُـــحَــمَّــداً فَــسَــقــى الــحَــديــثَ وَنـــــاوَلَ الــتَـنـزيـلا
هذه من اقوال احمد شوقي في مدح النبي صلي الله عليه وسلم.
أحمد شوقي عليه رحمة الله, له رقائق طيبة؟
ثم هداه ربنا قال كلام طيبا وهذا حسن ختام العبد.
لماذا أرسل الله الأنبياء و الرسل الي الأمم و الشعوب؟
هل تعرف مدي أمراض المجتمع بعدد الأطباء الموجودين فيه, يعني لما تجد خمسة مستشفيات في منطقة ما, تقول هذه منطقة فيها وباء, و لما تجد منطقة فيها طبيب واحد تقول ما شاء الله هؤلاء صحتهم جيدة.
اليهود اخذوا أكبر شريحة في التاريخ من الأنبياء و الرسل, ربما جاء لهم علي ما أظن ثلاثمائة و أربعة و عشرون نبي و رسول لهم وحدهم, و يقال بعث لهم الف نبي لان النبي لا يكلف بتبليغ رسالة.
سناتي الي الفرق بين النبي و الرسول في ما بعد.
هل امراضهم كانت كثيرة؟
الله برضي عليك, ما في مرض خلقي في العالم الا و عندهم, سلم يا رب, لا يوجد مرض خلقي يعرفه الشيطان أو يحث عليه أو يفرح به الا و هو موجود كالخلف بالوعد, الكذب, احتقار الناس...الخ. لقد حرفوا في عصمة الأنبياء, هم لا يرون أن الأنبياء معصومين, الصقوا بكل نبي تهمة, الصقوا بسيدنا لوط عليه السلام تهمة, و بسيدنا نوح عليه السلام تهمة, و الصقوا بسيدنا سليمان عليه السلام تهمة, تقول التوراة:" ان سليمان في اواخر حياته ارتد و صار يعبد صنما" في كتاب من كتبهم, لما تقراها يضيق قلبك.
اذا بعث الانبياء و الرسل لعلاج الافات البشرية؟
و نحن احوج و البشرية الان كلها افات, حيث صارت البشرية عبارة عن افات تسكن البشرية, أو بشرية تسكنها الافات, نحن أولي الناس كمسلمين أن ننقي افاتنا ثم اذا اردنا الغير وقد صرنا جماعات متحضرة أو اسلامية حقا بفضل الله, ربما يحذوا حذونا ويبحثوا عن المنابع, لان شقاء العالم كله بالبعد عن منابع الوحى الأعلى.
هل ترتيب الأنبياء و الرسل اذا ما قورن بعلاج الافات او الافات الموجودة سبب منطقي أم هو هكذا؟
هو انت لما يكون عندك أمي(انسان امي لا يقرا و لا يكتب) و تريد ان تشرح له القضية يجب ان تشرحها له بوضوح أشد, مثلا: رجل أمي لا يقرأ و لا يكتب لن تأتي له ببروشور و تعمل له شيئا و تقول له ان الانترنت و المنحنيات, هو اصلا لا يفهم هذا الكلام كله, او تخرج له المعلومة و تقول له خذ هذا السي دي (قرص مضغوط) وضعه في الكمبيوتر و انت ستفهم.
لا بد أن يجهز.
لا بد أن توضح له بوضوح شديد, واذا اردة ان تنهره يجب أن يكون نهرك واضحا له, ليس مثلا ان تقول له هذا لا يعجبني, هذا لا يرضيني, أو تشيح بوجهك عنه (تدير راسك عنه), هو لا يفهم هذا كله.
اذا جئت الى قوم كقوم سيدنا نوح لما أراد الله سبحانه و تعالى أن يعاقبهم و لم يؤمنوا به حصل لهم ماذا؟
الطوفان. لماذا؟
لان البشرية في بواكير وجودها نوح هو الحفيد الثامن لادم عليهما السلام, انظر البشرية منحرفة من الاول.
اذا هي ولدت هكذا؟
لا, هي ولدت على الفطرة, و لما اجتبي الله ادم ظهرت قضية قابيل و هابيل ثم بعد ذلك بدات البشرية تتردي تتردي الى أن انحرفة.
ابنا ادم نفسيهما قتلا بعضهما البعض.
لان الانسان مثلما سوف نذكر عندما اخلاق شيطانية, أخلاق سبعية, و عندنا أخلاق ترابية, و عندنا اخلاق نارية, و هذه موجودة فينا, لكن القضية من طبيعة الارض التي انت جئت منها." ان الله لما اراد ان يخلق ادم (هذا حديث النبي صلي الله عليه و سلم) أمر جبريل أن يجمع له قبضتا من تراب الارض, فجاء الناس علي قدر الأرض التى أتو منها, منهم الأسود و الأحمر و الأبيض و ما بين ذلك, و منهم السهل و الحزن و ما بين ذلك" يعني الناس من طبيعة التربة, واحد تجده جاء من قطعة تربة ذهبية كلما دخل في مشكلة تجده متماسك, واخر تعمل فيه خيرا امدة خمسين عاما لا تجده من الشاكرين اصله من رمال, ضع الرمال في الماء فتشربها, وشخص جاء من تربة زراعية تضع فيه قليلا من الماء تنبت سنبلة سبحان الله.
يعني كما يقال الناس معادن؟
الناس معادن, اجل.
خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام, هذا كلام رسول الله.
لأن أصله هكذا.
الربط بين الأنبياء و الرسل و بين الافات؟
انت تجد أن قوم مثل قوم نوح, في الحقيقة انا أسمي نوح النبي الصابر و ليس ايوب. لماذا؟
لبث فيهم طويلا, مكث فيهم تسعمائة و خمسون سنة, لم يكن يعطيهم درسا كل خمسة سنوات لا, قال الله تعالى"قَالَ رَبِّ إِنِّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيْلًۭا وَنَهَارًۭا" (نوح 5), يعني كل يوم درسين, كل يوم محاضرتين, و كانوا اذا رأوه استشوا ثيابهم (أي بالغوا في التغطي بها كراهيتا لسيدنا نوح), و وضعوا اصابعهم في اذانهم, لم يكونوا يريدون لا رايته و لا سماعه قال تعالي:" وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوٓا۟ أَصَـٰبِعَهُمْ فِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْا۟ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا۟ وَٱسْتَكْبَرُوا۟ ٱسْتِكْبَارًۭا" (نوح 7), ثم استكبرو استكبارا, سبحان الله وصفوه بكل الصفات ورغم ذلك ظل يدعوا.
قال جل جلاله:" قَالُوا۟ يَـٰنُوحُ قَدْ جَـٰدَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَٰلَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ" (هود 32), ما الذي عندك, هات ما عندك, قال تعالى:" فَقَالَ ٱلْمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن قَوْمِهِۦ مَا نَرَىٰكَ إِلَّا بَشَرًۭا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِىَ ٱلرَّأْىِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍۭ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَـٰذِبِينَ" (هود 27), بادية الرأي سبحان الله و بعد ذلك الطبقية, نحن عندنا الطبقية الان, أنا من قبيلة كذا, من أسرة كذا, أنت أي كلام, أنت لا تعرف أنا أبن من, أنت من بلد كذا, لا, لا, سبحان الله.
كل الأنبياء جاؤوا لمحوا الطبقية التي هي موجودة الان.
هناك حكمة من قبل الله تبارك و تعالى للبشرية في ترتيب الأنبياء و الرسل هكذا؟
يعني سيدنا نوح عليه السلام, سيدنا ابراهيم عليه السلام, سيدنا اسماعيل عليه السلام, يعني سيدنا موسى عليه السلام يأتي قبل سيدنا عيسى عليه السلام, و عيسى عليه السلام يأتي تاليا, سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم يأتي بالنهاية؟
هناك حكمة منطقية لهذا الترتيب بالذات.
لانه اختيار رباني.
قد يقول قائل لماذا لا يأتي مثلا سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم مكان سيدنا نوح عليه السلام مثلا.
كترتيب سور القران, ترتيب سور الأنبياء, بهذا الترتيب, و كل واحد ينهي مهمة معينة تأكد ما قبلها تسلم و تكون مقدمة للمهمة التي تليها و هكذا. يعني مثلا في الثلاثة الاواخر سيدنا موسى وسيدنا عيسى و سيدنا محمد عليهم افضل الصلاة و السلام, سيدنا موسى عليه السلام جاء التوراة فيها احكام قاسية, ثم يجيء سيدنا عيسى يخفف بعض الأحكام و لا يأتي بشريعة, فتاتي التوراة أحكام بلا روح أو بلا سلوكيات فيجيء سيدنا عيسى عليه السلام بالسلوكيات بدون قانون لأنه يعتمد علي قانون التوراة, فجاء اليهود و خاضوا في سيدنا عيسى و أمه عليهم السلام, فالنصاري بالتالي كفروا باليهود و ما جاءوا فيه فاصبح الجزء الأول منفصل عن الجزء الثاني فيأتي سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ليواصل الرحلة و يعيد الناس الي حقيقة التوحيد و حقيقة الالوهية, حقيقة عبادة الله سبحانه و تعالى.
ما الفرق بين النبي و الرسول؟
كلاهما يوحي اليه, النبي و الرسول كلاهما ينزل عليه وحي, سيدنا جبريل عليه السلام لم يخص للنبي محمد صلي الله عليه و سلم فقط, با هو امين وحي السماء لكل الرسل, فهو معاصر من لدن ادم عليه السلام الي سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم, و لما كا يسأل سؤالا لا يجيب, لأنه غير مؤذون له في الفتي(لم يكن مسموح له بالافتاء), و اسأل انت الان أي أحد اليوم في الافتاء ما شاء الله كل يفتي.
هل نقول علي جبريل سيدنا جبريل و عليه السلام؟
ولماذا ليس سيدنا, هو مخلوق من نور و أنا نخلوق من طين, أيهما أفضل, هو لا يعرف أن يعصي الله, و أنا اعرف, هو سيدنا سيدنا و نص, لا اله الا الله, واحد مبرئ و معصوم من الخطأ, يعني أخذ صورة من عصمة الأنبياء, انهم بشر, لان الملك معصوم بعصمة الله بطبعة خلق اللهو لا يعرف المعصية, لا يخطر بباله مثلا: أنا جائع, أنا عطشان, أنا غاضب و لذلك بعث الله الي الأمم بشر, يقول الله تعالى:" يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًۭا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَـٰٓئِكَةٌ غِلَاظٌۭ شِدَادٌۭ لَّا يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" (التحريم 6), و يقول كذلك:" قُل لَّوْ كَانَ فِى ٱلْأَرْضِ مَلَـٰٓئِكَةٌۭ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكًۭا رَّسُولًۭا" (الاسراء 95) يعني لو كان الناس هؤلاء ملائكة يمشون في الارض لنزلنا عليهم ملك رسولا ليكلمهم بلهجتهم, لو كان ملك رسول علي البشر و يقول لهم صوموا رمضان, سيقولون نعم, اه لانك لا تأكل و لا تشرب و لا تعرف الغرائز تتكلم علي راحتك. لكن عندما يكون الرسول بشر و يأكل و يجوع ويعطش و اقول لك صم و هذه حكمة البشرية.
اذا كلاهما يوحي اليه و لكن الرسول يأمر بتبليغ الرسالة, له رسالة, و يامر بتبليغها, النبي في ذاته مصلح.
لكن ليس له رسالة؟
ليس له رسالة و لا شريعة.
لذلك كل رسول نبي و ليس كل نبي رسول.
الرسول صاحب رسالة ومنهج و شريعة و كتاب و هو نبي.
اما النبي ليس له رسالة و لم يامر, مصلح اجتماعي تستطيع ان تقول ذلك.
هل كانت هناك امارات يعرف بيها النبي؟
مباشرة تعرف الناس أن هذا نبي.
قومه يعرفون؟
نعم, لان له معجزات.
وللرسل معجزات, نعم. لان البشر يريدون شيئا ملموسا امامهم يصدقونه, يبهت, وهو مما برع فيه القوم.
هل الاصطفاءات هذه ملكية ام ملكات نفسية؟
اصطفاء الرسل بالذات هو اختيار الهي, اختيار رباني, فيضع رب العباد بهذا الاصطفاء هذه الملكات عند انبيائه و رسله ليوافقوا هذا الاصطفاء. يعني ليست من صناعة البشر.
هل سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم لم يقوي نفسه لكي يكون نبيا في قبل ايامه؟
لا, هو وضع الله فيه هذا الأمر من بدايته, لما كان عمره ستة سنوات كانت الكعبة تهدمت فكانوا اطفال.........
فيقول أرفع ثوبي اضعه علي كتفي و اضع الاحجار فاحسست(كشفه لساقه صلى الله عليه و سلم) بمن يلكزني" في نص الحديث اي انه احس ان احدا لكمه, استر نفسك, فتعثرت, سمع(و هو طفل)وقع, فلما قمت سترة نفسي, فلما بعث كان جيريل يذكره و يقول الا ان الله بعثني لاسترك. هذه صناعة علي عين الله, هذا هو الاصطفاء.
اذا ليس للبشر دخل في تزكية انفسهم؟
لا,لا, للبشر دخل نحن نتكلم علي خير البشر, الرسل لا يقاس عليهم. لكن نحن البشر يجب ان نزكي انفسنا يعني نطهر انفسنا و نجتهد و نحاول ان نصنع ما يرضي الله عز وجل.
هذا يقودنا الي سؤال اخر مفاده بالقطع هنالك صفات محدة واجب توافراها في الانبياء و الرسل؟
طبعا, بلا.
ما هي؟
اول شيئ الصدق مع الله و مع النفس و الناس. لماذا؟
الم يكذب رسول قط؟
لا, لا يكذب ابدا, لا يعرف الكذب ابدا, سبحان الله.
حينما سئل الرسول صلي الله عليه و سلم و كانت قريش اباحت دمه و قابله قاطع طريق فقال: ممن الرجل؟
قال: من ماء.
و هو يعرف مغزي السؤال
لا,لا من ماء, انا من ماء, و جعلنا من الماء كل شيئ حيا, فهو من ماء.
ولكن السؤال علي ذمة السائل؟
و لكن ما حلفه من احد, هنا لما يكون حلف(قسم) و الذي تقسم له يجب ان يكون مسلم, فيها شروط.
يعني مثلا احد يقول يا سيدنا الشيخ اقسم انك جات لمبني التلفزيون اليوم؟
اقول جئت, و انا ما جئت, انا جئت الي مكان اخر, ولم تحلف(تقسم), و انت تحلفني.
و النيات علي المحلف (الذي يامر بالحلف) لا علي المحلف (الذي يحلف).
أقول لك شيئ يوم ان مات ابراهيم ابن النبي صلي الله عليه و سلم حصل للشمس ماذا؟ خسوف, قالوا: لقد خسفت لان ابراهيم قد مات, كان الشمس حزنت فماذا قال رسول الله صلي الله عليه و سلم :"ان الشمس و القمر ايتان من ايات الله لا ينخسفان بموت احدكم انما نقول انا لله و انا اليه راجعون".
تعليقا علي هذا ان الامين علي وحي السماء امين علي عقول الناس.
اذن الصدق هي الصفة الاولي.
الفطانة, الذكاء كانت مع كل الانبياء, لا بد ان يكون ذكي, ذكاء خارق, ارقي مراق العقل الانساني.
هل كان سيدنا موسى عليه السلام ذكيا حين وكز الرجل فقضي عليه؟
لا, هو سيدنا موسى عليه السلام راي باطل امامه, راي رجل مستضعفا, بنو اسرائيل ماذا كانوا يعملون في مصر؟
كانوا يشتغلون سخرة, ماذا تعني سخرة تعني عبيد وعبيد مجانا ايضا, يعني ياكل و يشرب فقط, سبحان الله, فسيدنا موسى لما شاهد المصري نصره لنصرة الحق.
بنو اسرائيل هم هكذا لان الذي سخرهم فراعين بصدق, هم يكذبون و لا يصدقون, و هم لا ينحنون الا للقوة هذه هي اخلاقهم.
يبدوا ان الذي سخرهم فعلا كانت قوة باطشة,قال تعالي:" فَٱلْتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّۭا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَـٰمَـٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا۟ خَـٰطِـِٔينَ" (القصص 8).
فالقضية انه انا اسخر من بني جنسي و تشغله و كذلك تضربه في الشارع, قال تعالي:" وَدَخَلَ ٱلْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍۢ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِۦ ۖ فَٱسْتَغَـٰثَهُ ٱلَّذِى مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِى مِنْ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَـٰنِ ۖ إِنَّهُۥ عَدُوٌّۭ مُّضِلٌّۭ مُّبِينٌۭ" (القصص 15), هو وكزه و لم يقتله, هو اراح يده عليه, الوكز هو الضرب الخفيف, ضرب لا يفضي الي الموت, سيدنا موسى عليه السلام كان قول الله اكبر عليه, فوكزه موسى عليه السلام من باب الدفاع عن الحق.
هل كان وقتها بعث و كلف بالرسالة؟
لا, لم يكن بعث بعد, كان عمره ثلاثون سنة, اي قبل التكليف بعشرة سنوات.
الخلوا من العيوب التركيبية, لا يكون فيه شيئ مثلا أعور, لا يكون فيه شيئ ناقص, يكون كامل الخلق.
هل سيدنا موسى عليه السلام كان فيه شيئ في لسانه بسبب وقوعه في النار؟
لا, لا لم يقع في النار, هو كان في لسانه رت, التي هي الألسخ هذا رأي, قال تعالي:" وَأَخِى هَـٰرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًۭا فَأَرْسِلْهُ مَعِىَ رِدْءًۭا يُصَدِّقُنِىٓ ۖ إِنِّىٓ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ " (القصص34), أفصح في ماذا؟, واحد عاش عشرة سنوات لا تنطق باللغة المصرية التي كانت موطنه الاصلي و لكنه تكلم بالعبرية او اللغة التي كان يتكلم بها اهل مدين, فلما ارسل رسولا كان المصريون معروفون في تغيير اللغة و اللهجة, و هارون ظل في مصر.
اذ هو قال هذه بعد ان لبث في مدين عشرة سنوات.
هل نسي لغته الاصلية المصرية؟
لا هو لم ينسي لكنه ليس فصيح مثل هارون الذي ظل في مصر و عاصر اللغة و اللهجة المتغيرة, و هارون اصلا هادئ سمت, هادئ الطبع, و الهادئ دائما يخرج كلماته واضحة, اما سيدنا موسى عليه السلام فطبيعته عنده اندفاع لنصرة الحق, و هو طبيعته هكذا, فبالتالي هارون هو أفصح مني لسانا.
اذا ليس لعيب في لسان سيدنا موسى عليه السلام؟
لا,لا.
كان يبين الكلام(اي واضح الكلام).
قالوا و هو صغير وقع علي لسانه في النار؟
كيف يقع اللسان علي النار كيف هذه القصة اذا كان المنقول مجنون
سيدنا الحسين عليه السلام لما كان ينطق الراء غينا, كان عنده كان عنده رتت, فيقول رتة ورثها عن عمه موسى.
بالعكس هذه من علامات الجمال, ليست عيب في النطق.
ما كان من نبي فيه عيب خلقي؟
ابدا, ابدا, لا يجب ان نقول عيب خلقي لان الله ما خلق عيبا, نقول مثلا عيب تركيبي فيه نقص ما, أما عيب خلقي لا, الله لا يخلق عيبا قال تعالي:" أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَـٰكِينَ يَعْمَلُونَ فِى ٱلْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌۭ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًۭا" (الكهف 79), العيب ليس من الله سبحانه و تعالي و لكن منا نحن.
واذا ولد أعور او...؟
لا نقول عيب خلقي, تادبا مع الله سبحانه و تعالي.
لانه خلقه هكذا بحكمة يعلمها الله, لمصلحته, هو قد لا يفهمها وقد لا نفهمها نحن, و لكن هو لو ،خِيِر لاختار عوره, قال ابن عطاء:"اذا رزقت الفهم في المنع, عاد المنع عين العطاء".
ليس فيهم عيب تركيبي؟
قوة بدنية فيهم مثلا؟
لابد أن يكون, لا يكون ضعيف البنية, قوة البدن تدل علي قوة التحمل ايضا.
ما فيه تقريبا نبي او رسول الا و رعي الغنم, لماذا؟
الغنم عندما تراقبها و انت ابن الحضارة و لما تكون متوتر تريد ان تصل بسرعة و الاشارة توشك ان تغلق و انت لديك موعد نشرة الاخبار, لو رعيت الغنم اياما او شهور لا يكون لديك هذه العصبية, ولذلك انا انصح كل الادارات الكبيرة من وزراء و رئساء وزراء ان يذهبوا ليرعوا الغنم اولا قبل ان يتولوا. لو امامك قطيع من مائة نعجة و خروف, اذا ذهبة واحدة الي اليمين فجاة تبعها القطيع باكمله, يذهب هو بهدوء يمشي نحوها و يرجعها و هي تمشي تؤدة(رزانة,تان,تمهل) فيمشي هو كذلك علي تؤدة, فاعصابه تهدئ, لكن نحن في عصر الصواريخ و السرعة....
هل الرسول صلي الله عليه و سلم رعي الغنم؟
نعم رعي الغنم عليه الصلاة و السلام على قراريط لاهل مكة.
سيدنا موسى لما خرج من مصر لم يرعي غنم؟ رعاها اين؟
رعاها من سن الثلاثين الي سن الاربعين, كلفته ربع حياته في الدعوة.
حينما خرج.......
كما قال:" قَالَ إِنِّىٓ أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ٱبْنَتَىَّ هَـٰتَيْنِ عَلَىٰٓ أَن تَأْجُرَنِى ثَمَـٰنِىَ حِجَجٍۢ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًۭا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ" (القصص 28).
نعم, لما سئل الاعرابي الرسول صلي الله عليه و سلم: اي الاجلين قضي يا رسول الله, قال:انضرني حتى أسأل من هو أعلم مني, فسأل جبريل فقال: أنظرني حتي أسأل العليم الخبير (مع انه كان شاهد لكنه غير مأذون له في الفتية(الافتاء)), فقال: قضي موسى ابر الاجلين و اطولهما", و انا قلت من قبل ربما في لقاء سابق ان لما عدنا الي تاريخ الدستور المصري القديم, كانت عقوبة القاتل تيقط بعد مرور عشرة سنوات, فلما رجع موسى مصر كانت عقوبة القتل سقطة فقال فرعون:" وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِىٓ أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُۥٓ ۖ إِنِّىٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى ٱلْأَرْضِ ٱلْفَسَادَ " (غافر 26), ذروني ماذا تعني لماذا؟
ذروني يعني دعوني اتركوني, اقتله ما يمنعك؟ لماذا لان القانون كان اسقط جرم القتل بعد مرور عشرة سنوات, لكن فرعو كان يريد قانون استثنائي, كان يريد قانون طوارئ يعطل به القانون و يقوم بالقتل.
ذروني هو كانه يستاذن؟ وكانه هناك مانع يمنعه؟
لانه كان هناك مجلس و ادارة حاكمة.
ولكن فرعون فوق الناس؟
لا هو الفراعين في العصر الحديث غير فرعو اول
لانهم كانوا وقافين عند قوانينهم, شارل ديغول في سنة 1966 عملوا اجتماعات كبيرة و اجمعوا ان فرنسا بدات صورة الترخل و التاخر تظهر عليها, فسأل سؤالين: قال انا اريد ان اسال: كيف حال القضاء في فرنسا؟
قالوا: جيد.
قال: وكيف حال التعليم العالي؟
قالوا: جيد.
قال اذا فرنسا في تقدم.
ما حاجت البشرية الي رسل؟
وقد هبط ادم وقد راي العداوة تظهر في ابليس و طرد من الجنة بسبب اطاعته ابليس و نسيان امر الله تبارك و تعالي, ثم بالتاكيد ان سيدنا ادم عليه السلام عهد بالنبوة لاولاده و احفاده, و لكن في قابيل و هابيل ما استمر الامر كثيرا.
قتل قابيل هابيل ثم جاء نوح عليه السلام كحفيد ثامن لادم عليه السلام و الناس كلهم و العياذ بالله انحرفوا عن جادة الطريق و اشركوا بالله عز وجل.
الي هذه الدرجة ابليس يعيث فسادا في الناس؟
و بعد ان مات سيدنا نوح عليه السلام كان عنده أربع كبار من صحابته فجاء الجيل الذي من بعده قالوا يبدوا ان ابنائنا سينسون اجدادهم الصالحين, فماذا نفعل؟. فعملوا لهم تماثيل لكي يذكرهم اولادهم وهم ودا و سواعا و يغوث و يعوق و نسرا, قال الله تعالى:"وَقَالُوا۟ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّۭا وَلَا سُوَاعًۭا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًۭا" (نوح 23) الذين هم الخمسة الكبار من اصحاب سيدنا نوح فلما وضعوا لهم الصور و التماثيل كانوا لمجرد التذكير أنظر لخطوات الشيطان, الجيل الذي بعده يقول جدي هذا كان صالحا يجب ان اتقرب به الى الله, اتي الجيل الذي بعده عبدوهم من دون الله, هي هكذا خطوات الشيطان.
يأتي احد يقول التماثيل حرام, يقول له هل تعتقد انني في 2006 سوف اعبدهم, فاقول و هل انت احسن من هؤلاء.
الان الناس تتخذ التماثيل في البيوت؟
طبعا هذا حرام.
هناك من يبيح اتخاذ التماثيل في البيوت استنادا الي قوله تعالي:" يَعْمَلُونَ لَهُۥ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَـٰرِيبَ وَتَمَـٰثِيلَ وَجِفَانٍۢ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍۢ رَّاسِيَـٰتٍ ۚ ٱعْمَلُوٓا۟ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكْرًۭا ۚ وَقَلِيلٌۭ مِّنْ عِبَادِىَ ٱلشَّكُورُ" (سبأ 13), لسيدنا سليمان عليه السلام؟
هناك قضية مهمة هي الشرائع, ما شرع لغيرنا لم يشرع لنا, كان بني اسرائيل لكي يتوبوا ينتحروا قال سبحانه و تعالي:" وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦ يَـٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوٓا۟ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌۭ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ" (البقرة 54), هل التوبة عندنا بالانتحار. كانت الصدقة عندهم يضعها فوق قمة الجبل فان نزلت صاعقة عليها علم ان صدقته قد قبلت وان لم تنزل الصاعقة عليها يعرف ان صدقته رفضة, و هذه هي قضية قابيل و هابيل, قال تعالي:" ۞ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًۭا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلْءَاخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ" (المائدة 27).
كيف يعرف انه تقبل منه, هل لدينا هذا في الاسلام, سبحان الله.
اذا القضية هكذا, ما شرع لغيرنا لا يجوز ان نقول انه مشرع لنا, قال الله تعالي:" وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًۭا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَـٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ ۚ لِكُلٍّۢ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةًۭ وَمِنْهَاجًۭا ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةًۭ وَٰحِدَةًۭ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآ ءَاتَىٰكُمْ ۖ فَٱسْتَبِقُوا۟ ٱلْخَيْرَٰتِ ۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًۭا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (المائدة 48), اذا لا نستطيع ان نقيس علي سيدنا سليمان انه كان عنده جن يعملون له الاعمال و يصنعون له ما يشاء من تماثيل, و هاروت و ماروت هل نخرف علي ايامنا و نقول نعمل بهم اعمال, لا, لا.
ما كان لغيرنا ليس لنا.
ما اوتيه سيدنا سليمان عليه السلام لم ياته سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم من تسخير الجن قال تعالي:" وَٱلشَّيَـٰطِينَ كُلَّ بَنَّآءٍۢ وَغَوَّاصٍۢ" (ص 37), وقال عز وجل:" قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكًۭا لَّا يَنۢبَغِى لِأَحَدٍۢ مِّنۢ بَعْدِىٓ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ" (ص 35).
لكن هناك نقطة, الرسول صلي الله عليه و سلم كل ما اوتيه نبي من مدد الاهي و صفات جيدة و عطاء الا هي موجودة في الرسول صلي الله عليه وسلم.
يعني مثلا: الله سبحانه و تعالي اتخذ ابراهيم عليه السلام خليلا, الرسول صلي الله عليه و سلم ماذا يقول:"لو كنت متخذا خليلا لاتخذة ابا بكر خليلا, ولكن صاحبكم خالل الرحمان", صاحبكم يقصد النبي صلي الله عليه و سلم أي انه خليل الرحمان.
سيدنا موسى كلم موسى عليه السلام كلم الله عز و جل فهل كلم النبي صلي الله عليه و سلم الله عز وجل؟
نعم كلم الرسول صلي الله عليه و سلم الله عز وجل ليلة المعراج, اذا كيف اخذ الصلاة؟ الصلاة كيف بلغ بها, بدون وحي, اذا هذا هو التكليم.
قضية احياء الموتي هو احيا الموات الذي في القلوب اهم من احياء الاجساد, لانه اسوء ما كان عند العرب كما كانت عندهم صفات جيدة حسنة كان عندهم اسوء الصفات التي في تاريخ الامم.
تسخير الجن مثلا لسيدنا سليمان عليه السلام؟
الجن كان يأتي ليستمع لرسول الله صلي الله عليه و سلم, في الحديث كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يخط لابي هريرة خط و هو يمشون بالليل يقول انتظر (فابو هريرة لا يبقي يسائل نفسه لماذا هذا الخط, هل انام ام استيقض) فيعبر النبي صلي الله عليه و سلم ويسمعه ابو هريرة وكأنه يكلم احدا, ثم يقول له انهم اخوانكم من الجن كنت أتلوا عليهم كتاب الله عز وجل, قال الله تعالي:" قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌۭ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوٓا۟ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًۭا * يَهْدِىٓ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدًۭا ﴿2﴾ وَأَنَّهُۥ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَـٰحِبَةًۭ وَلَا وَلَدًۭا" (الجن 1-2), لانهم كانوا يرصدون الاخبار من الملأ الأعلي و يبلغوها فغلقت الابواب فلم يعرفوا ان ياتوا بالاخبار, قال تعالي:" وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَـٰعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلْءَانَ يَجِدْ لَهُۥ شِهَابًۭا رَّصَدًۭا" (الجن 9).
قالوا اذن الرسول الخاتم قد بعث لان ابواب الملا الاعلي غلقت عنهم, و التي هي الواسطة بين السماء و الارض اذا هناك رسالة, فبدؤوا يبحثون الي غاية و قت رجوع الرسول صلي الله عليه و سلم من الطائف, ربنا سبحانه و تعالي يد الله الحامية, انظر طردوه و رموه بالحجارة وكذبوه, و اووه الي البستان فدعي عليهم صلي الله عليه و سلم:" اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين أنت ، أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني ؟ أم إلى قريب ملكته أمري ؟ إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله", وهو راجع من الطائف و قد امن بع عبدان, فقال له صلي الله عليه و سلم: من اين انت؟, قال: أنا من نينوى , قال: بلد أخي يونس, قال: اوتعرف يونس؟,
قال: هذا أخي, يونس بن متى, فقبل عداس قدميه و جعل يمسح الدم من قدميه, و هو راجع نزلت عليه سورة الرحمان عروس القران "ٱلرَّحْمَـٰنُ ﴿1﴾ عَلَّمَ ٱلْقُرْءَانَ ﴿2﴾ خَلَقَ ٱلْإِنسَـٰنَ ﴿3﴾ عَلَّمَهُ ٱلْبَيَانَ ﴿4﴾ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍۢ ﴿5﴾ وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴿6﴾ وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ ﴿7﴾ أَلَّا تَطْغَوْا۟ فِى ٱلْمِيزَانِ ﴿8﴾ وَأَقِيمُوا۟ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا۟ ٱلْمِيزَانَ ﴿9﴾ وَٱلْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿10﴾ فِيهَا فَـٰكِهَةٌۭ وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلْأَكْمَامِ ﴿11﴾ وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ وَٱلرَّيْحَانُ ﴿12﴾ فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿13﴾ خَلَقَ ٱلْإِنسَـٰنَ مِن صَلْصَـٰلٍۢ كَٱلْفَخَّارِ ﴿14﴾ وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍۢ مِّن نَّارٍۢ ﴿15﴾ فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿16﴾, فكلما يصل الي اية فباي ءالاء ربكما تكذبان يسمع من يقول جماعة و لا باي من ءالائك نكذب يا ربنا فيا ربي ارحمنا, يلتفت فلا يجد شيئا, الي أن عُلم بعد ذلك ان هؤلاء هم الجن, لما سمعوا قالوا "ُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌۭ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوٓا۟ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًۭا" (الجن 1), فلما قرأ سورة الرحمان علي الصحابة سبحان الله و جدهم واجمين من الانبهار, قال اخوانكم الجن كانوا افطن منكم قالوا: كيف يا رسول الله؟, قال:كلما قلت اتلوا تالية " فباي ءالاء ربكما تكذبان" يقولون: و لا بأي من ءالائك نكذب يا ربنا فيا ربي ارحمنا.
هل الانبياء فعلا معصومون من الخطأ؟
بلا, نعم.
و ما نقرأه في كتبنا فيه بئس مثلا؟ (بئس فعل للذم, ماض جامد مثلا بئس الكذب)؟
فيه رأيين.
الاول يقول انهم يعصمون منذ ان يصير فيهم الواحد رسولا, و قبل ذلك هو بشر عادي.
الراي الثاني انهم معصومون لكن لكن نضرب امثلة للذي تراه من وجهة نظرنا انه ليس عصمة, انه ذنب, مثلا قتل سيدنا موسى للمصري هذا, ابونا لما اكل من الشجرة, هذه ليست معصية؟
هكذا يخطر لبني الانسان.
ابونا ادم قال تعالي:" وَقُلْنَا يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ" ( البقرة 35)، لكنه اقترب من هذه الشجرة, هل هذه معصية ام ليست معصية؟.
هي معصية لكن القضية ليست هكذا.
يقول ربنا:" وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىٰٓ ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُۥ عَزْمًۭا" (طه 115), فالنسيان افه الانسان و سمي الانسان لتناسيه, و لذلك الله عز وجل لن يحاسب الانسان علي نسيانه.
هي ليست معصية اذا؟
ليست معصية.
قال تعالي:"فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰٓ ءَادَمُ رَبَّهُۥ فَغَوَىٰ" (طه 121), عصى هو أنه اقدم علي الأمر في ظاهره لأنه منهي ,لكنه ناسي فألغي العصيان بالنسيان, هذا رأي.
الرأي الثاني, أنه لما عصى لم يكن نبيا بعد, لانه ليس نبي من اول يوم ولد او خلق, ثم يقول الله تعالي"ثُمَّ ٱجْتَبَـٰهُ رَبُّهُۥ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ" (طه122 ), فالاجتباء هو الاصطفاء و هي الرسالة, فلما اجتباه محي ما قبله و هذا ما يريحني.
يعني العصمة من التكليف, عند التكليف, من أن يصير رسولا, لكن قبلها لا.
لكن سيدنا ذا النون عليه السلام كما قال ربنا عز وجل:" وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَـٰضِبًۭا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ أَن لَّآ إِلَـٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ" (الأنبياء 87)؟
أحيانا الانسان من نفسه يريد أن يصنع الخير, هو راي قومه لم يؤمنوا به لانه يخاطب نفسه, أنا أترك هؤلاء و اذهب الي قوم أحسن منهم, فذهب الي قوم خرج مغاضبا من قومه أمر طبيعي, أنتم لما لا تؤمنوا بالله مثل صاحب الحق الذي لا يؤمن به أحد, ذهب مغاضبا لمن؟
لقومه و ليس لله " فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ " من القدر و ليس من القدرة من التضييق و يقول تعالي:" أَمَّا ٱلْإِنسَـٰنُ إِذَا مَا ٱبْتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكْرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّىٓ أَكْرَمَنِ ﴿15﴾ وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّىٓ أَهَـٰنَنِ﴿16﴾" (الفجر 15-16) أي ضَيَقَ, و يقول كذلك:" إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرًۢا بَصِيرًۭا" (الاسراء 30), يعني ماذا يوسع لمن يشاء و يضيق لمن يشاء فــ " فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ" يعني ان نضيق عليه الأمر في ان يخرج دون استئذان الوحي.
ليس بمعني نستطيع؟
لا, ان لم يتبحر العبد في اللغة لا يتصدي لكتاب الله هذه اقولها لاولادنا و بناتنا في البيوت, اللغة هذه مادة القران.
هنا كان ذا النون مكلف؟
نعم, كان مكلف.
فغضب و لم يصبر؟
لا, هذا كبشر هو بشر يغضب فهو خرج لعصيانهم, و هو لم ينسحب من الدعوة أو اخذ اجازة أو قال انا لن أدعوا, هو قال سأذهب الي قوم اخرين أحسن ألم يقل الله سبحانه و تعالي لنوح:" وَأُوحِىَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُۥ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ ءَامَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا۟ يَفْعَلُونَ" (هود 36), سيدنا ذا النون ابتئس فظن ان لن نقدر عليه أي أن نضيق عليه الأمر في أن يخرج دون استئذان بوحي و هذا هو خطأه, لكنه خطأ في القمم, و ما استمر" فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ" والفاء للترتيب لو كان غيره لقال أنا خارج في سبيل الله أسافر و ذاهب الي قوم اخرين يلتقمي حوت.
لما تاب هبطة عليه رحمة الله؟
لا, أولا خرج في العراء و هو مذموما قال تعالي:" فَنَبَذْنَـٰهُ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌۭ ﴿145﴾ وَأَنۢبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةًۭ مِّن يَقْطِينٍۢ ﴿146﴾ وَأَرْسَلْنَـٰهُ إِلَىٰ مِا۟ئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿147﴾ فَـَٔامَنُوا۟ فَمَتَّعْنَـٰهُمْ إِلَىٰ حِينٍۢ (الصافات), اذا قراره كان صائب.
سيدنا ابراهيم قضية جن عليه الليل...قال هذا ربي....هناك من يقول ان سيدنا ابراهيم كان يعبد غير الله و العياذ بالله؟ يقال انه كان يعبد الأفلاك؟
لا استغفر الله هذا ما يقوله المستشرقون و يتامي العلمانية ويتامي الشيوعية هم من يقولون هذا.
قال تعالي:" فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمْسَ بَازِغَةًۭ قَالَ هَـٰذَا رَبِّى هَـٰذَآ أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يَـٰقَوْمِ إِنِّى بَرِىٓءٌۭ مِّمَّا تُشْرِكُونَ " (الانعام 78), انت لما تجلس مع انسان مسلم تحدثه في الدين و تعطيه حقائق, تقول له الله واحد, يقول لا اله الا الله, تقول رسولنا محمد, يقول عليه الصلاة و السلام, تقول القران يقول نعم كتاب الله, لكن عندما تجلس مع أحد ملحد تقول له القران يقول ماذا هو لا يصدق القران اصلا, اذن هو صم أذنه و يكون الحوار بينك و بينه اغلق, فتقوم انت تكلمه بالمنطق و العقل,أضرب لك مثال بسيط, كان هناك جماعة أجانب و هم متخصصون في الاعلام الالي في جامعة من الجامعات قلت لهم: هناك برنامج ويندوز 95, و ويندوز 98, و ويندوز ملينيوم فاذا قلنا ان اليهودية هي ويندوز 95, و النصرانية هي ويندوز 98, فالاسلام هو ويندوز ملينيوم. العجيب أن ويندوز 95 و ويندوز 98 تقدم لويندوز ملينيوم, فاذا قلنا ان الاسلام ينسخ ما قبله فيتكامل و لا يكذبه, المشكلة أن ويندوز 95 و ويندوز 98 هما الذين يكذبوا ويندوز ملينيوم. فأنت اذا حدثه من لا يأمن يجب أن تدخل معه في الحوار الاستدلالي العقلي, هكذا الخليل عليه السلام.
ماذا فعل؟
هو دخل في مسألة الاستدلال العقلي معهم قال خلاص انتم ماذا تعبدون؟ قال أين المشلة, فلما رأي القمر يازغا, قال جميل هذا ربي, ثم لما أفل, قال اذ افل اذن كيف يهتم بي ربي؟ من يأخذ باله من الاخر.
وكأنه يحاجهم علي هذا؟
لا, كان يثبت لهم تفاهة حججهم.
اذا هو قالها مناظرا لم يقلها معتقدا؟
لا, قالها للاستدلال و للتنظير, ليس للاعتقاد و الاقناع, فلما رأي الشمس بازغتا قالوا: دعك من القمر, و تحول الي الشمس, قال: اين المشكلة مع الشمس هذا ربي هذا أكبر علي الأقل هذا أحسن من القمر فلما افلت,قال: لا.
لكنه قال" فَلَمَّا رَءَا ٱلْقَمَرَ بَازِغًۭا قَالَ هَـٰذَا رَبِّى ۖ فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِى رَبِّى لَأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّآلِّينَ" (الأنعام 77) ؟
لا, لا, من باب انه يقول لهم لولا هداية الله عز وجل للعبد لما اهتدي الي الصراط المستقيم, يريد أن يقول أن هدايتي من الله, فأنتم يا عياد الله ما اهتديتم بهداية الله, انا من البداية مهتدي بالله لكن انا اجادلكم لسبب المناظرة.
" لَئِن لَّمْ يَهْدِنِى رَبِّى" يقصد من قبل و ليس لما أفلت الشمس و القمر.
نعم لكنها جاءت بعد ذكر أفول الشمس في اللغة هناك تقديم و تأخير.
لان لم يهديني ربي من قبل لكنت ضالا مثلكم أعبد القمر و الشمس و هذا كم باب الاستدلال و المناظرة و الاقناع و ليس من باب الاعتقاد و التصديق.
و بهذا نصل الي عصمة الأنبياء حتي من ساعة تكليفهم بالرسالة ما أخطؤوا و ما عصوا الله تبارك و تعالي ابدا عليهم الصلاة و السلام.
الا اذا فهمنا فهما قاصرا في كثير من الأمور و سوف نأتي لكل نبي لنقف و نتوقف و نستفيد و نشرح و لعل القصة نضرب لها مثل و نسقطها علي الواقع, أدعوا الله عز وجل أن يرزقنا و اياكم و المستمعين و المستمعات و المشاهدين و المشاهدات الاخلاص في هذا البرنامج ربما بخرج به بفائدة لي أولا ثم الي من يستمعون.
تم بفضل الله و توفيقه
أخوكم أبو يوسف
لا تنسونا من خالص دعائكم