حُكْمُ بِدْعَةِ الاجْتِمَاعِ في مَوْلِدِ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم للعلاّمة المحقِّق (أبي الوليد الباجي) الأندلسيّ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حُكْمُ بِدْعَةِ الاجْتِمَاعِ في مَوْلِدِ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم للعلاّمة المحقِّق (أبي الوليد الباجي) الأندلسيّ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-01-18, 21:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كرماني
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كرماني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي حُكْمُ بِدْعَةِ الاجْتِمَاعِ في مَوْلِدِ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم للعلاّمة المحقِّق (أبي الوليد الباجي) الأندلسيّ

حُكْمُ بِدْعَةِ الاجْتِمَاعِ في مَوْلِدِ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم للعلاّمة المحقِّق (أبي الوليد الباجي) الأندلسيّ المالكيّ


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الّذي هدانا لاتّباع سيّد المرسلين، وأيّدنا بالهداية إلى دعائم الدّين، ويسّر لنا اقتفاء آثار السّلف الصّالحين، حتّى امتلأت قلوبنا بأنوار علم الشّرع وقواطع الحقّ المبين، وطهّر سرائرنا من حدث الحوادث والابتداع في الدّين، أحمده على ما منّ به من أنوار اليقين

وأشكره على ما أسداه من الحبل المتين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمدا عبده ورسوله سيّد الأوّلين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه الطّاهرات أمّهات المؤمنين صلاةً دائمةً إلى يوم الدّين، أما بعد: فقد تكرّر عليّ سؤال جماعةٍ من المباركين عن الاجتماع الّذي يعمله بعض النّاس في شهر ربيع الأوّل ويسمّونه «المولد»، هل له أصلٌ في الشّرع أو هو بدعةٌ وحدثٌ في الدّين؟ وقصدوا الجواب عن ذلك مبينًا والإيضاح عنه معينًا، فقلتُ وبالله التّوفيق:
لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنّة ولا يُنقل عمله عن أحدٍ من علماء الأمّة الّذين هم القدوة في الدّين، المتمسّكون بآثار المتقدّمين، بل هو بدعةٌ أَحْدَثَها البطّالون، وشهوة نفس اعتنى بها الأكّالون، بدليل أنّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة: قلنا إمّا أن يكون واجبًا أو مندوبًا أو مباحًا أو مكروهًا أو محرّمًا، وليس بواجب إجماعًا، ولا مندوبًا؛ لأنّ حقيقة المندوب ما طلبه الشّرع من غير ذمّ على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشّرع، ولا فعله الصّحابة ولا التّابعون ولا العلماء المتديّنون فيما علمت. وهذا جوابي عليه بين يدي الله تعالى إن سئلت عنه. ولا جائز أن يكون مباحًا؛ لأنّ الابتداع في الدّين ليس مباحًا بإجماع المسلمين، فلم يبق إلاّ أن يكون مكروهًا أو حرامًا، وحينئذٍ يكون الكلام فيه في فصلين والتّفرقة بين حالين.
إحداهما: أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله، ولا يجاوزون في ذلك الاجتماع أكل الطّعام ولا يقترفون شيئًا من الآثام، وهذا الّذي وصفناه بأنّه بدعةٌ مكروهة وشناعة، إذْ لم يفعله أحدٌ من متقدّمي أهل الطّاعة، الّذين هم فقهاء الإسلام، وعلماء الأنام، سرج الأزمنة، وزين الأمكنة.
والثّاني: أن تدخله الجناية وتقوى به العناية، حتّى يعطي أحدهم السُّحت ونفسه تتبعه وقلبه يؤلمه ويوجعه، لما يجد من ألم الحَيْف، وقد قال العلماء: أخذ المال بالحياء كأخذه بالسّيف، لا سيّما إذا انضاف إلى ذلك شيءٌ من الغناء مع البطون الملأى بآلات الباطل من الدّفوف والشّبّابات واجتماع الرّجال مع الشّباب المُرْد والنّساء الفاتنات أو مختلطات بهم أو متشرّفات، والرّقص بالتّثنِّي والانعطاف والاستغراق في اللّهو ونسيان يوم المخاف، وكذلك النِّساء إذا اجتمعن على انفرادهنّ رافعات أصواتهن بالتهنيك والتطريب في الإنشاد والخروج في التلاوة والذّكر عن المشروع والأمر المعتاد غافلات عن قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾[الفجر:14]. وهذا الّذي لا يختلف في تحريمه اثنان ولا يستحسنه ذَوُو المروءة الفتيان، وإنّما يحلو ذلك لنفوسِ موتى القلوب وغير المستقلِّين من الآثام والذُّنوب. وأزيدك أنّهم يرونه من العبادات لا من الأمور المنكرات المحرّمات، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. «وبَدَأَ الإسلامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ».
ولله درُّ شيخِنَا القُشَيري حيثُ يقول فيما أجازنا به:
قد عرف المنكر واستنكر المعرو ف في أيّامنا الصّعبة
وصار أهل العلم في وحدة وصار أهل الجهل في رتبة
حَادُوا عن الحقّ فما للّذي ساروا به فيما مضى نِسبة
فقلتُ للأبرار أهلِ التّقى والدّينِ لمّا اشتدّت الكربة
لا تُنكروا أحوالكم فقد أَتَتْ نَوْبَتُكُمْ في زمن الغُربة
ولقد أحسن الإمام أبو عمرو بن العلاء حيثُ يقول: «لا يزال النّاسُ بخيرٍ ما تعجّب مِن العجب».
هذا مع أنّ الشّهرَ الّذي وُلِدَ فيهِ صلّى الله عليه وسلم -وهو ربيع الأوّل- هو بعينه الّذي تُوُفِّيَ فيهِ، فليس الفَرَحُ فيه بأولى مِن الحزن فيه. وهذا ما علينا أن نقول، ومِن الله تعالى نرجو حُسْنَ القبول، والله أعلم، وصلى الله على محمّدٍ وآله وصحبه.
[نُشِرت في مجلّة «الإصلاح» الّتي كان يُصْدِرُها الشّيخ محمّد حامد الفقّي بمكّة المكرّمة، في السّنة الأولى، العدد الثّاني عشر، 15 شعبان 1347هـ الموافق 26 يناير 1929م، (ص14-16) وقالَ الشّيخ حامِد في آخِرِها بعد أن ترجَمَ للباجيّ: «رسالتُهُ في بدعةِ مولدِ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم أهداها إلينا لتُنْشَرَ في «الإصلاح» حضرةُ العلاّمة المحقِّق الشّيخ محمّد بن عبد اللَّطيف جزاه الله أحسن الجزاء وبارك فيه ووفَّقه لكلِّ خير»(ص17).
وصاحبُ الجواب هو: أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسيّ القرطبيّ المالكيّ المتوفّى سنة (494هـ)، وهو مؤلِّفُ كتاب «المنتقى في شرح موطّأ مالك»]









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-01-19, 09:59   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
rb15
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في جهودك










رد مع اقتباس
قديم 2013-01-19, 11:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الجليس الصلح
عضو ماسي
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
موضوع جميل منك أخي الكريم
بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-04, 22:01   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
كرماني
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كرماني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في الجميع










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مَوْلِدِ النَّبيِّ, الباحي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc