في خطة جديدة للتسرّب إلى أوساط المجتمع
حملات التنصير تزحف نحو المدارس الإبتدائية والكشافة بقسنطينة
2009.04.01 رشيد فيلالي
في الوقت الذي تعرف فيه منطقة القبائل موجة تنصير مكثفة
ومخطط لها بدقة متناهية، يمكن القول أنها أصابت أهدافها نسبيا،
فإن مدنا أخرى ليست بمنجى من هذه الموجة التنصيرية ومنها مدينة
ابن باديس قسنطينة التي تشهد منذ بضعة أشهر انتشارا واسعا،
لكن خفيا ومموّها لهذه الظاهرة التي تمكن أصحابها وأغلبهم من
الجزائريين أن يخترقوا تنظيمات رياضية واجتماعية وبيداغوجية (تعليمية)
في العمق، حيث اختاروا ضحاياهم بأسلوب استراتيجي ماكر وهم أطفال
الكشافة وتلاميذ المدارس الإبتدائية.
وقد اشتكى العديد من أولياء هؤلاء التلاميذ إلى إمام جامع الأمير عبد القادر،
الشيخ رڤيڤ حول سبل الوقاية وتحصين الذات ضد هذه الموجة غير المسبوقة
من حيث الكثافة ونوعية الأساليب المنتهجة ضمن هذه العملية، الأمر الذي أثار
لدى هؤلاء الأولياء مخاوف من التأثيرات الإيديولوجية السلبية المسلطة على أبنائهم.
والجدير بالذكر، أن الشروق تحصلت على وثائق بشأن الدعوة إلى التنصر في
أوساط الكشافة، وتحت (بريد الكشافة) نقرأ عنوانا كبيرا "رسالة لك قبل أن تبدأ"
وبعد الترحيب بالقارئ، يذكر كاتب الوثيقة بأن هناك الدرس الأول يتكون من ثمانية
دروس، تسلم مجانا عبر البريد، وتحت عنوان "من هو الواحد الحقيقي؟"
التعريف التالي: "الله عظيم جدا لدرجة أننا لا نستطيع أبدا معرفة كل شيء عنه،
لكن الله قد أعطانا كتابا رائعا يخبرنا عنه، هذا الكتاب هو (الكتاب المقدس) كتاب الله"..
وضمن هذا السياق، يستمر مؤلف هذه الوثيقة في نشر تعاليم المسيحية بأسلوب
عاطفي مثير وجذّاب بغية استمالة القارئ الضحية والإيقاع به في حبائله،
والخطير في الأمر أن عددا معتبرا من الرسائل البيداغوجية دخلت هي الأخرى
على الخط لتبث سمومها الإيديولوجية بطرق غاية في الخبث والمكر، حيث تسلمت الشروق
مجموعة من القصص والمطويات المكتوبة باللغة العربية ومزينة برسومات جميلة،
إضافة إلى سيالات حبر وأقلام ومسطارات وغيرها، كلها تدعو إلى الدخول في المسيحية
وتبشّر أصحابها بخير عميم وسلام أبدي، مستعملة في ذلك عبارات كلاسيكية على غرار
تمجيد الرب المسيح منقذ الإنسانية، وحامل همومها ومعاناتها وأخطائها، وغيرها من التعابير
المعروفة في هذا المجال.
ويبقى التساؤل عن كيفية صد مثل هذه الموجة الكاسحة للتنصير التي صارت تشهدها
مدينة قسنطينة المعروفة بنزعتها المحافظة وباعتبارها قطبا حضاريا عربيا وإسلاميا
ووطنيا رائدا، وهو الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود وأساليب التحسيس والتوعية، إضافة
إلى عمل الجهات المعنية في هذا الإطار الذي يعمل أصحابه من التنصيريين إلى ضرب
القيم الثابتة والمراجع الثقافية والحضارية التي يرتكز عليها مجتمعنا وفي العمق.