كنت مع حماري في حوار
ضحك حماري حدّ البكاء عندما سمع بإقالة مدير ملعب خمسة جويلية، وقال الحمد لله إننا لعبنا مباراة كرة قدم حتى يتمكن أصحاب الزمام من إقالة مدير. قلت ساخرا... الشكر يعود للبوسنة التي كانت بمثابة حادثة المروحة التي عجلت برحيل أحد المتهاونين في هذا البلد.
نهق نهيقا مُرا وقال... حتى الإقالات تتم بطريقة ارتجالية وفيها الكثير من القيل والقال ثم هل المدير وحده من يتحمّل المسؤولية؟
قلت... هو أصغر واحد في السلسلة إذن هو من يدفع الثمن وفقط.
قال... هذه هي المصيبة عندنا، مثلا في البلاد المحترمة المسؤول الأول هو الذي يبادر بالاستقالة ولا يترك المجال حتى يقال أما عندنا فالجميع يصمت ويختبئ ولكن عندما يتحرك الرأي العام يمسحون الموس في أصغر واحد وهكذا.
قلت... هذا جبن يا حماري؟
قال... جبن ونصف وخمسة وعشرين ثم هل تعرف أنت مسؤولا عندنا يتمتع بالشجاعة والقدرة على المواجهة؟
قلت ضاحكا... لحد الساعة لم أر واحدا تتوافر فيه هذه الخصال.
قال ناهقا... ولن ترى أبدا ما دامت السياسة الحلزونية هي نفسها وما دام المسؤولون هم نفسهم.
قلت... كل شيء في الحياة ثقافة ونحن ثقافتنا هي “غم كلش” ولو لم يتحرك الرأي العام أمام تلك المهزلة الكبيرة التي رآها كل العالم لما أقيل أحد ولا تحرك أحد.
قال... الوزير يقول إنه سيعالج الأمر بجدية.
قلت... سنرى ونتابع هذه المعالجة الجدية التي وعد بها الوزير ولكن المؤكد أنه بعد خمسين سنة من استقلال البلاد الحرة لم تتوافر حتى على ملعب عشبي، لذلك يرجى الكف عن “الزوخ والفوخ”.
قال والنهيق يملأ المكان لكن من الظلم أن يقال مدير الملعب وحده، لأن السلطة التي تقيل المسؤولين لو نظرت بدقة في كل القطاعات لأقالت الجميع ودون استثناء، لكن يجب أن ننتظر مروحة أخرى تحرك المياه الراكدة.
سميرة قبلي