مقالة حول المشكلة والاشكالية
طرح المشكلة
يتميز الانسان بقدرته على التفكير بحكم طبيعته العاقلة ويتجلى ذلك في بناء المعرفة وفي كل الحالات نجد ان الأسئلة الفلسفية تتضمن تارة مشكلة وتارة اشكالية وكثيرا ما يتم الخلط بينهما والحكم بتطابقهما وهذا مايدفعنا الى الحذر وضرورة التعمق وعليه يحق لنا طرح التسائل التالي _ماهو مواطن الاختلاف بين المشكلة والاشكالية ؟ _ فيما يتشابهان ؟ وما هي العلاقة بينهما ؟
محاولة حل المشكلة
مواطن الاختلاف
اذا نظرنا الى المشكلة والاشكالية من حيث المفهوم سنجد الكثير من مواطن الاختلاف سواء تعلق الامر بالنتائج أو مجال البحث أو النوعية التأثير حيث نجد أن الامشكلة يمكنح لها أما الاشكالية فيستحيل حلها بدليل أن الكثير من المشكلات التقنية ومثال ذلك تسرب الماء يمكن حلها وهذا ما أشار اليه الفيلسوف كارل ماركس بقولة **الانسانية لا تطرح من المشاكل ال التي تستطيع حلها ** ومن مواطن الاختلاف نجدا ن المشكلة ترتبط بالدهشة اما الاشكالية ترتبط بالاجراج وبيان ذلك ان الاشكالية ليست لها حل فيشعر المرء بالضعف و بانه امام مسألة لها مدخل وليس لها مخرج وهذا واضح في اشكالية الحرية من حيث المشكلة نظرا لصعوبتها في بدأ الأمر تشعرنا بالاندهاش خاصة عندما تشعر ونعترف بجهلنا ولذالك قال سقراط **كل ما أعرفه هو أنني لا أعرف شيئا ** وليس من هنا فقط بل نجد الاشكالية أوسع مجالا من المشكلة . ولكن هل وجود مواطن الاختلاف يعني عدم وجود مواطن اتفاق ؟
مواطن الاتفاق
رغم الاتفاق بين المشكلة والاشكالية ال ان هناك قواسم مشتركة فكلاهما سبيل للوصول الى المعرفة لان كل مشكلة او اشكالية تقودنا الى طرح أسئلة والأسئلة بدورها تتحول الى أجوبة لذلك يقول غاستون باشلار **اذ لم يكن هناك سؤال فلا مجال للحديث عن المعرفة ** ومن مواطن التشابه أيضا نجد أن كلاهما يدفعنا الى البحث لان المشكلة والاشكالية يخلقان في النفس البشرية انفعالات (الحيرة ..التردد...القلق )مما يجعل الانسان يبحث عن حل للخروج من هذه الحالة ولذلك قال أرسطو**ان الدهشة هي التي تدفع الناس الى التفلسف **كما نجد أيضا أن كلاهما يشترط الصيغة الاستفهامية فقد نكتبها في صورة مقولة ولكن هل وجود مواطن الاتفاق يعني وجود علاقة بينهما ؟
مواطن التداخل (العلاقة بينهما)
اذا نظرنا الى المشكلة والاشكالية نظرة عميقة سنجد ولا شك بينهما علاقة تضمن وبيان ذلك أنه على رأس كل اشكالية توجد مشكلات جزئية فمثلا اشكالية المنطق تتفرع الى مشكلتين جزئيتين هما انطباع الفكر مع نفسه (المنطق الصوري) وانطباع الفكر مع الواقع (المنطق الاستقرائي ) وقد أشار الدكتور محمد عابد الجابري الى هذه العلاقة فقال **الاشكالية منطوقة من المشكلات الجزئية **
حل المشكلة
تأسيسا على ما سبق نقول أن موضوع المشكلة والاشكالية ينحرج ضمن مجال هو السؤال بين المشكلة والاشكالية وقد تبين لنا من خلال منطق التحليل أن هناك مواكن اختلاف لاسيما من حيث المجال وطبيعة التأثير وطبيعة النتائج . كما وجدنا مواطن اتفاق لاسيما من حيث انهما يدفعان الانسان الى التفكير من منطق انه وراء الظاهري يوجد باطن . يمكن ان نصل لمخرج وحل للمشكلة المطروحة فنقول أن العلاقة بين المشكلة والاشكالية علاقة تضمنية ..[/size][/size]