رجل محترم يمشي في الشارع ، فوجئ بطفل صغير عمره ثلاثة أعوام يقف في الشباك وينادي عليه ، التفت إليه الرجل فشتمه الطفل وقال له يا حمار .
ثارت ثائرة الرجل وانفعل واستشاط غضبا كيف يتجرأ هذا الصغير على إهانتي وعلى إهدار كرامتي فذهب إلى مكتبه واستدعى والد الطفل وأبلغه بالإهانة الشديدة وفوجئ أهل الحي بأهل الرجل يخرجون في مظاهرات منددة لهذا الطفل الذي سب وأهان الرجل المحترم !!!
كانت النتيجة أن الطفل وكل أطفال الحي أصبحوا كلما يرون هذا الرجل يسبونه ويهرولون هاربين من أمامه !!!
إلى كل من يتبع هواه ولا يتبع دين الله
إلى كل من تحركه العواطف ولا تحركه أوامر الله .
ثورتك وغضبك على أي شخص يقول كلاما سلبيا عن النبي هو إعلاء من شأن هذا الشخص وتصرفك هو في حد ذاته الإهانة للنبي وليس العكس .
نهن نعطي إشارة للعالم أننا شعب أبله واه فاضي فارغ !!! تماما كما شعرتم تجاه أهل الرجل الذين ثاروا عندما سبه طفل !!!!!
الدين علمنا منهجا في ذلك لو اتبعناه لما ساهمنا في انتشار هذه الإساءات بهذه الطريقة :
- قال تعالى : "إِنَّا كَفَيۡنَاكَ الۡمُسۡتَهۡزِئِينَ" يعني سيتكفل بهم الله فلا تلتفت لهم يا محمد ولا تجعل أصحابك يلتفتون لهم .
- قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِى يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌۭ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا۟ عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا۟ وَأُوذُوا۟ حَتَّىٰٓ أَتَىٰهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِى۟ ٱلْمُرْسَلِينَ * وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ ٱسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِىَ نَفَقًۭا فِى ٱلْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًۭا فِى ٱلسَّمَآءِ فَتَأْتِيَهُم بِـَٔايَةٍۢ ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ.
لاحظ في الآية أن الله أوصاه أن لا يلتفت لما يقولون رغم أنه يحزنه ، وأوصاه بالصبر كما فعل الأنبياء من قبل ، وأخبره أنه من الجهل أن تظن أن كل الناس سيجتمعون على الهدى ، لذا فمن الطبيعي أن تجد مكذبين ومعارضين ومهينين فاصبر ولا تلتفت لهم . وهذه إشارات نفسية عميقة يتحدث فيها علم النفس الآن ، فما تركز عليه يزداد ويكثر ، وعدم التفاتك لهم ينهيه ويقضي عليه .
بل حتى في التربية منهجية تعلم الآباء أنه كلما نهوا الأطفال عن فعل شيء ما وحذروهم منه يزداد ويتمادى الطفل في فعله ، بينما لو تجاهله تماما فسيقلع الطفل عنه وحده دون أي تدخل لأنه لا يعطي أي رد فعل .
- وأمرنا إذا سمعنا آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها أن لا نتدخل وأن لا نحاول أن نتحاور أو نسب أو ننفعل أو كل هذه الأمور العاطفية ،
قال تعالى : "وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِى الۡكِتَابِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلاَ تَقۡعُدُوا۟ مَعَهُمۡ حَتَّى يَخُوضُوا۟ فِى حَدِيثٍ غَيۡرِهِ إِنَّكُمۡ إِذًا مِّثۡلُهُمۡ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الۡمُنَافِقِينَ وَالۡكَافِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا "
- كان كفار قريش يلعنون سيدنا محمد وغيروا اسمه إلى مذمم ، وهي عكس كلمة محمد ، فكان كلما مر مع أصحابه على بعضهم قالوا ، اللهم العنه مذمم ، وكانوا يسبونه باسم مذمم ويقولون مثلا مذمم الكذاب وصل ، مذمم الساحر ، هذا هو مذمم المجنون !! فماذا فعل سيدنا محمد ليعلمنا ؟
قال عندها صلى الله عليه وسلم " انظروا كيف يصرف الله عني ، شتم قريش ، ولعنهم ، إنهم يشتمون مذمما ، ويلعنون مذمما ، وأنا محمد " وكان يتركهم ويمضي مبتسما ..
أفيقوا من العاطفة الحمقاء فما تفعلونه هو الذي يسيء للنبي وليس الشخص المسيء نفسه ، فلو لم نلتفت له لما نشرنا الإساءة في العالم أجمع بغبائنا وعدم اتباعنا لسنة نبينا ..
اليوم أي شخص يريد الشهرة ، يسيء للنبي ويقوم جهلة المسلمين بنشرها ..
اليوم أي موقع يريد الشهرة وأعداد كثيرة "ترافيك" يسب محمدا ، فيقوم جهلة المسلمين بنشر الموقع
زمان كان أي شخص يكتب كلمة إسلام على النت ، تظهر له مواقع تتحدث عن الإسلام بعمقه وتعاليمه ،، فانتهز البعض غباء المسلمين وبدأوا في عمل مواقع تسب الإسلام وتضع فيه تشويهات ، ثم يقوم بعمل صورة مهينة جدا عن سيدنا محمد ، فيبدأ المسلمون بهبل بنشرها والتحذير منها إلى أن أصبحت من أعلى المواقع دخولا وبهذا أي شخص يعمل بحث عن كلمة إسلام تظهر له هذه المواقع بدلا من المواقع الصحيحة .. أفيقوا من جهلكم .. واتبعوا أمر دينكم .. التجاهل التام هو أمر الله ، والعاطفة والثورة هي أمر الشيطان ، فانظر لمن تستجب ؟ نحن السبب .. فلنقرر.
المقال للدكتور أحمد عمارة.