وسائل الإعلام الجزائرية تنشر مضحكات إعلامية أشد ألما من الواقع المزري الذي تعيشه البلاد على المستوى السياسي والأمني.!
لابد أن يضحك القارئ حتى تسيل الدماء من عيونه وليس الدموع، حين يقرأ في صحيفة جزائرية أو يسمع في قناة فضائية خبرا يقول: إن إسرائيل تتخوف من ضربة عسكرية تأتيها من الجزائر.! وفي نفس الصفحة تنشر الصحيفة خبرا آخر يقول: إن الجيش نجح في تدمير ''كازمة'' للإرهابيين بنفس الصيغة التي ظلت الصحف تنشرها في مكافحة الإرهاب منذ 20 سنة! والمصيبة أن خبر تهديد الجزائر لإسرائيل وأمنها نقلته الصحف الجزائرية عن صحيفة أردنية لم نسمع بها إلا من خلال هذا الخبر المضحك.! العبث الإعلامي في الجزائر بلغ مداه وتجاوز العبث السياسي.! فما رأيكم في أن الحزب الفائز في الانتخابات الأخيرة يتساءل بقلق عن تأخر تشكيل الحكومة.! ويتهم رئيس ''لوزوطو'' وليس رئيس الجبهة الفائزة بالمسؤولية عن هذا التأخر في تشكيل الحكومة.!
الأفالان الفائزة في الانتخابات الأخيرة بالأغلبية الساحقة، استطاعت بالفعل أن تحدث تغييرا جذريا في الحزب يتماشى مع الإصلاحات التي فرضتها على الجزائر وقائع الربيع العربي.. فقامت الآفة بتغيير مسؤول الإعلام قاسا عيسى بالمدير السابق لحديقة الحيوانات ببن عكنون.! والحق يقال إن الأفالان قد أصابت في هذا التغيير المهم، عندما عينت الناطق الرسمي باسم حيوانات حديقة بن عكنون، ليكون ناطقا رسميا باسم الأفالان المنتصرة في الانتخابات، لأن وضع الصحافة والإعلام في الجزائر أصبح غابة تشبه غابة بن عكنون.! وما نشر أخبار عن تهديد الجزائر لأمن إسرائيل، إلا الصورة المنطقية لتساوي إعلام حديقة الحيوانات مع إعلام أكبر حزب فائز بالانتخابات ويبحث عن السبب الذي من أجله لم تعلن الحكومة حتى الآن.!
المصيبة أن الأفالان لا تقوم الآن بتقييم أداء وزرائها في الحكومة، بل تقوم بتقييم أداء رؤساء البلديات والولايات.. لأن تعيين وإقالة الوزراء، ليس من اختصاص الحزب الحاكم الفائز بالانتخابات؟! بل هو من صلاحيات الحزب الحاكم في لوزوطو.!
ألم أقل لكم: إن غابة حيدرة السياسية لا تختلف عن غابة بن عكنون ومناضلي حزب حيدرة لا يختلفون عن سكنة حديقة بن عكنون في التوحش والألفة.! ومدير الحديقة يمكن أن يكون مديرا للإعلام في الحزب الحاكم وينسق كما يجب مع وراقة ساحة أول ماي لإنجاز إعلام يبكي من الضحك بدل الدموع، دما.!
https://www.elkhabar.com/ar/noukta/299843.html