رسائل الأنس مع القرآن الكريم: بقلم المختار العروسي البوعبدلي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رسائل الأنس مع القرآن الكريم: بقلم المختار العروسي البوعبدلي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-02-18, 19:17   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المختار العروسي البو
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي رسائل الأنس مع القرآن الكريم: بقلم المختار العروسي البوعبدلي


قول في الإستعاذة: بقلم المختار العروسي البوعبدلي.


هذه الكلمات عبارة عن مناقشات منزلية مع بعض الإخوة الكرام تناولناها من خلال مطاعاتنا المتواضعة والعذر فإن أخطأنا فمن أنفسنا ومن الشيطان وإن أصبا فمن الله وهو الموفق.





أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بســــــم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) }آل عمران { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) }النساء . { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) }الأحزاب
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر
الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار "
أعوذ: لفظ استجارة يدل على رجاء الحماية للابتعاد عن الإصابة بالمكروه، لجوءً
بعلم إلى من له القدرة المطلقة على الرد والردع المطلق على مستوى الجزاء والعقاب، ولا تكون إلاّ من معرفة بمواطن الضعف الملازمة لطبيعة الخلق مما هو في النفس من تفاعلها وتعاملها مع مجموع القيم والقوانين الضابطة و المنظمة لنمط الفكر والنظام والممارسة. من خلال الإدراك العقلي القاصر لها. وذلك لعدم توفر المعطيات بكلياتها وخاصة تفصيلاتها، واستحالة العلم بها ومعرفتها معرفة شاملة كاملة وتفصيلية، ومن هذا كان أمر الله  في العديد من الآيات ومنها:
قوله:وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)  سورة البقرة،
وقوله:قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)  سورة هود
وقوله:وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) الأعراف
وقوله:فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)  سورة النحل
وقوله: قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94) وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)  سورة المؤمنون
وقوله: إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)  سورة غافر
وقوله:وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)  سورة فصلت
وقوله:قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)  سورة الفلق
وقوله: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)  سورة الناس
بالاستعاذة لعلمه ما لا نعلم مما أخفاه و بينه و ابلغ عنه كلاما مفصلا كان أو إشارة إليه , و الخالق يعلم تفاصيل و دقائق خلقه في التأثر والتأثير وغيرهما,و من قوله: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)  سورة البقرة فاستعاذة موسى بيان لما عليه بنو إسرائيل من جهل, لأن الأصل في المهمة الوظيفية للنبي أو الرسول البلاغ والبيان لما ينزل عليه من وحي, وكل ما كان من قول أو فعل أو تقرير فمرجعه إلى أمر الله  فهو العاصم والحامي والموجه لهم. وكل ما كان من تقريرهم أو فعلهم أو قولهم كلهم إنما يعبر عن إتيان الطاعة و التقرب من الله  بما يحبه و يرضاه علما منهم بما علمهم الله سبحانه و تعالى.والجهل هاهنا لعدم إدراك حقيقة عملية ذبح البقرة بأمر البعث وهذا يدخل في إطار التعجيز الرباني لبي إسرائيل بعد ما كان منهم من إنكار لما قبل ذلك من معجزات. ومن هذا وغيره كانت استعاذة رسول الله موسى  من أن يكون من الجاهلين من منطلق إصرار قومه على الإنكار رغم العلم ببعثة موسى. وهذا عين الجهل.ومن قوله: قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)  سورة هود إذ تشير الآية إلى نفس الحال من بيان و بلاغ و تقرب من الله ,فالله  و عظ نبيه نوح عليه السلام تذكيرا لما علمه من علمه إذ الوعظ يعطي هنا صورة من صور الحماية والعصمة الربانية والتوجيه الإلهي السديد. و سؤال نوح عليه السلام الله إعاذته مما ليس له به علم ,إنما جاء أمرا من الله  يعلمنا به أمور ديننا و حقيقة العلاقات الواجبة,و استغفاره عليه السلام إنما العلم أن أكثر الخلق استغفارا هم الأنبياء و الرسل و أن الله تعالى قد غفر لهم ما تقدم و ما تأخر ولم يقدموا إلا الطاعة في سبيل الحق و كذا ما أخره لهم من جزاء حسن, فأمر الله تعالى نبيه بيان و بلاغ لنا من باب أن ابن آدم خطاء و ذلك من قول النبي محمد «كل بني آدم خطاء و خير الخطاءين التوابون»حديث حسن و الاستغفار من أسس الرجوع إلى الله ,وسياق الآيتين إنما تعبير عما صدر من مخالفة لما انزل الله تعالى على أنبيائه المعصومين الصادرة عن غيرهم , و أمر بالانتهاء عنها ,لان القول و الفعل و التقرير الصادر من الأنبياء و الرسل تحقيق لأمر الله سبحانه و الذي منه تتحقق الوظيفة الخلقية ,ألا و هي العبادة الحق لله  قال : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ{55} وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{56} . سورة الذاريات و أمر الله تعالى بالاستعاذة في ما بقي مما أوردناه من كلام الله تعالى الآية200 من سورة الأعراف و الآية 98 من سورة النحل , الآيتين97,98من سورة المؤمنون , الآية 56 غافر, الآية 36 فصلت و المعوذتين .
فالأمر فيها يأخذ معنى إقرار العبد من باب استسلامه وخضوعه المطلق لله  يقينا منه لما كان من إدراكه العقلي واعتقاده القلبي بالشهادة وما تقتضيه وأنه: لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله.
وأمر الله  بالاستعاذة لما يعلمه من ضعف حاصل من تشابك في طبيعة الخلق وتداخل في صفات تراكيبها والقصد منّا في التشابك والتداخل علاقة التفكير بالشعور وانعكاساتهما على النفس على مستوى التأثيرات الداخلية والخارجية الظاهرة والخفية.
ومن منطلق ما للعقل وللقلب من آليات تميز الإنسان عن غيره.هذا العقل والقلب المتسمين بخاصية النقص والضعف المصاحب لهما، وكذا من تشابكهما المجعول فينا المميز بالتعقيد. إذ لا يتضح إلا بادراك واعتقاد معاني الحق للوصول للحق بالحق و على هذا كان الأمر بالاستعاذة.فلا تكون الاستعاذة من غير علم بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا.
والأمر بها كذلك من باب أن الشيطان لنا عدو مبين قال الله :يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ168سورة البقرة
قال الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ208 سورة البقرة
قال الله :وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً38 سورة النساء
قال الله :أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً 60 سورة النساء
قال الله :وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 142سورة الأنعام
قال الله :قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 05 سورة يوسف
قال الله :إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً 27 سورة الأعراف
قال الله :وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً53 سورة الإسراء
قال الله :لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً 29سورة الفرقان
قال الله :وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ 15سورة القصص
قال الله :إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ  سورة فاطر
قال الله :أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 60سورة يس
قال الله :وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 62 سورة الزخرف
و أما بالله: فالباء تفيد الاستعانة. و هنا يطرح السؤال ما الاستعانة؟ ما مصدرها؟ كيف تكون؟ ما الجزاء الحاصل منها.؟
فأما الاستعانة فهي الحاملة لعدة معاني وأنها لا تتم إلاّ بين طرفين أي وجود المستعين والمعين. والمستعين هو الإنسان والمعين هو الله .وقبل أن نخوض في هذا لفت انتباهي أمر غالبا و كثيرا ما يرد في حياتنا اليومية سواء كان في العلاقات بين الأفراد أو الجماعات أو الدول وهو أن للمعين شروطا على المستعين تحقيقها ومن هذا وفي هذا الموضع فالقول المعين هو الله أخذنا صفة الألوهية و الألوهية متعلقة بالعبادة ومنه فأول الاستعانة تحقيق العبودية من المستعين حتى يصل بها إلى بناء علاقة بالمستعان به أي أن الشرط الأول:العلم والعمل بمعنى العلم بكيفية العبادة والعمل بها أي الأخذ بالكتاب والسنة علما وعملا. والشرط الثاني: المُراجَعة، بمعنى الذكر أي مراجعة النفس فيما يخالجها وإقامة عملية النقد الذاتي المستمر وقياس طبيعة الفكر والنظام والممارسة بمقياس الشرع. والشرط الثالث: المعاودة، بمعنى المداومة على الطاعة والتكرار والإصرار على السؤال والطلب بما كان من الشرط الأول. والشرط الرابع: التَدارُِك, العلم أننا قوم نؤمن بأننا نكتشف الأسباب فنعرف القوانين فنسخِّر النتيجة ولا نصنعها ومن القاعدة أن ترتيب المعطيات ترتيبا صحيحا نحصل منه على نتيجة صحيحة من هذا التدارك يحمل معنى محاولة أن يجعل المسلم كلَّه ملحقا إيمانيا مبينا لحقيقة الدين، يقينا منه بالله فيما وُعد به من جزاء في الدارين الدنيا والآخرة.
والقول من الشيطان: وهنا كذلك لفت انتباهي حرف الجر من أنه إذا دخل على ثاني الضدين أفاد الفصل والتمييز. فوجدنا فيها إشارة إلى أن الله  بعث في كل إنسان هاتين المسلمتين الخلقيتين الفصل والتمييز وهما اللتان تكونا حجة لنا أو علينا جزاء أو عقابا زمن هذا رأينا أن نشير إلى بعض معانيهما من محاولة التعريف بهما لنقول:
أولا الفصل:وهو القضاء بين الحقّ والباطل من تغليب الفطرة ليتم منه الاعتقاد القلبي والإدراك العقلي، وذلك لبيان الحق وجلائه و الانقطاع العملي له، الحاصل من علم يقيني بفعل القراءة ( العلم).
ثانيا التمييز: والتمييز متعلق بالفصل ليكون حاصله الفرز بين المتشابهات لرفع الإبهام الوارد ليتم منه التمكن من الشيء بالعلم اليقيني من الحق بالحق للحق، وليكون للإنسان القدرة والتحكم في أدائه الوظيفي المتعلق بالأمر والنهي المتحقق بالإرادة. وبالمعنى المختصر أن التمييز يكون بين قوانين الحق وقوانين الباطل ليتم الفصل علما. و الفصل يكون بين الحق والباطل عملا.
ومن هذا فالله هو الحق والشيطان يمثل الباطل وهذا هو اليقين.
والشيطان: لغة من شطن أو شاط وكلها تصب في نفس المعنى فإذا أخذنا المعنى شطن
فإنما تعبير عن اللهو والبعد عن سبيل الحق نتيجة للتلهي وإتباع طريق الدنيا من غير مراعاة لسبيل الحق فيها فيشطن الإنسان عنه - أي الحق – وينسى بذلك ذكر ربه ويكون ممن ينطبق عليه قوله : فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ44 الحشر
و قوله: الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ 51 الحشر
و قوله :وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 19الحشر والكثير من الآيات الأخر.
وأما إذا أخذنا المعنى شاط فهو من الاحتراق وما أصعب أن يحترق الإنسان في الدنيا قبل الآخرة وشاط هو كذلك أن تفوح الرائحة فما بال أقوام أرادوا لأنفسهم الفضيحة في الدنيا فجاهروا فجهر
بهم وهم بذلك أبعدوا أنفسهم عن الجزاء الحسن .
وأما الرجيم: فالرجم يحمل عدة معاني وهي اللعن والرمي والإبعاد والطرد والشتم والسب والظن وغيرها مما يقارب هذا وكل المعاني توصل للعذاب المهين. والشيطان الرجيم رجمه الله  ونعوذ بالله تعالى من ذلك مما علمنا ومما لم نعلم.
اللهم إن أصبت فمنك وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
بسم الله الرحمن الرحيم:وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.









 


قديم 2009-02-18, 19:25   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
هبةالرحمان1982
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هبةالرحمان1982
 

 

 
إحصائية العضو










Mh47 بارك الله فيك

اشكرك جزيل الشكر على هذا المجهود الرائع والمعلومة المفيدة ادعو الله ان تكون في ميزان حسناتك ويرزقك الله الجنة










قديم 2009-02-18, 19:26   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
هبةالرحمان1982
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هبةالرحمان1982
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ارجو منك يااخي المزيد من هذه المعلومات الجيدة والمفيدة










قديم 2009-02-20, 23:35   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
taha178
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية taha178
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله عنّا خير الجزاء










قديم 2009-03-14, 21:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
akramkarim2009
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا المختار راك اشبعت ارفيس وكثرت جزاك الله خيرا










قديم 2009-03-15, 17:55   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
akramkarim2009
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي المختار أسأل الله ان يجعل هذا المجهو د في ميزان حسناتك وأن ينفع به . فأنت كما عهدناك محبا للخير ساعياالى نشره
اسال الله لك التوفيق والفلاح










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc