الآية: الله نور السماوات و الأرض - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الآية: الله نور السماوات و الأرض

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-02-12, 16:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
~ تــــــــــيمـــــاء ~
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ~ تــــــــــيمـــــاء ~
 

 

 
إحصائية العضو










B9 الآية: الله نور السماوات و الأرض

الآية: الله نور السماوات و الأرض


تفسير الآية: { الله نور السماوات و الأرض }‏



إن معرفة الله لا تكون بمجرد الإعتراف بوجوده فإن كثيراً من الناس يعترفون لفظاً بأن الله موجود لكنهم في الحقيقة ‏ليسوا مؤمنين بالله فاليهود الذين نسبوا إلى الله تعالى الجسمية و الجلوس و التعب. إنما الإيمان بالله أن يعتقد الإنسان ‏إعتقاداً جازماً بأن الله موجودٌ لا شك في وجوده لا يشبه المخلوقات و لا يتصور في الأذهان و لا تبلغه الأوهام و لا ‏تحيط به العقول و هذا هو معنى قول الإمام الجليل ذي النون المصري " مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك "، و ‏أن يعتقد المرء أن الله أزليٌ أبديٌ لا يطرأ عليه أو على صفاته تبدلٌ أو تغير كان قبل المكان بلا مكان و بعد خلق ‏المكان هو موجودٌ بلا مكانٍ و لا كيف ليس كمثله شىء و هو السميع البصير خلق الخلق فليس جسماً و خلق ‏الضوء فليس ضوءً و في ذلك يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه: من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجودٍ ينتهي ‏إليه فكره فهو مشبه و من اطمئن إلى موجودٍ و اعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد. فالله تعالى لا يشبه شيئاً من ‏خلقه ليس ضوءً و لا روحاً و لا جسماً كثيفاً أو لطيفاً فقد قال الله تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، و قال تعالى:{ وَلَمْ ‏يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }، أي لا شبيه لله و لا مثيل و لا نظير فهو الذي خلق العالم كله خلق النور و الظلمة فيستحيل ‏أن يكون مشابهاً لشىءٍ من خلقه. و أما قوله تعالى { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض }، فليس معناه أن الله نورٌ بمعنى ‏الضوء و من اعتقد ذلك فقد ضل و كفر إنما معنى الآية أن الله هادي أهل السماوات و المؤمنين من أهل الأرض لنور ‏الإيمان كما فسرها ترجمان القرءان عبد الله ابن عباسٍ رضي الله عنهما. و الملائكة هم أهل السماوات و أهل الأرض ‏هم الإنس و الجن فالله تعالى هدى من شاء من الإنس و الجن و هدى الملائكة كلهم للإيمان و الإيمان نور الله فمن ‏رزقه الله الإيمان فآمن بالله و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم فإن هذا نور الله قلبه قال تعالى:{ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ‏فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ‏يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌنُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ }، ففي هذه الآية ضرب الله مثلاً ‏للإيمان الذي في صدر المؤمن بأنه كالمشكاة فيها مصباح و المشكاة أي الطاقة المسدودة لأنه لما يؤمن العبد بالله و ‏رسوله صار قلبه فيه نور الإيمان ثم لما يتعلم هذا المؤمن القرءان و يعرف الحلال و الحرام صار فيه نورٌ على نور فلا ‏يجوز العدول إلى القول بأن المراد بهذه الآية أن الله نورٌ بمعنى الضوء لأن ذلك كيفية و الكيفية يستحيل أن تكون إلهاً ثم ‏إن قوله تعالى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، يدل على أن الله ليس نوراً بمعنى الضوء لأنه لو كان ضوءً لبطل ذلك لأن ‏الأنوار متماثلة و قوله تعالى :{ مَثَلُ نُورِهِ }، صريح أن المراد هنا أن النور مضافٌ إليه فهو بمعنى الهداية و كذلك قوله ‏تعالى { يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ }، ثم غن النور الذي هو ضوء مخلوقٌ لله تعالى كما قال تعالى:{ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ

وَالنُّورَ }، فإذاً يستحيل أن يكون الإله ضوءً فثبت أنه لا بد من التأويل و قد ذهب العلماء في ذلك إلى أقوال فقال ‏بعضهم أن المراد بالآية أن الله هادي أهل السماوات و من شاء من أهل الأرض لنور الإيمان و هو قول ابن عباسس و ‏الأكثرين و قال بعضهم أن المراد بالآية أن الله مدبر السماوات و الأرض بحكمة بالغة و قال بعضهم المراد أن الله منور ‏السماوات و الأرض بنورٍ خلقه، فيتبين لنا أن أحداً من العلماي المعتبرين لم يفسر الاية بأن الله نورٌ بمعنى الضوء فلا ‏يجوز أن يقال إن الله شبه نفسه بالضوء الذي يوضع في الطاقة يسقى بزيت الزيتون بل المراد أن الله هو الهادي و أنه ‏هدى كل الملائكة أهل السماوات و هدى المؤمنين من أهل الأرض و هنا لا بد من التحذير مما ينسب إلى الله من ‏التشبيه و التجسيم في بعض الكتب التي أُلفت في المولد النبوي كما ذكر في الكتاب المسمى مولد العروس المنسوب ‏كذباً إلى ابن الجوزي حيث قيل فيه " إن الله تعالى قبض قبضةً من نور وجهه فقال لها كوني محمداً فكانت محمداً " ‏ففي هذه العبارة نسبة الجزئية إلى الله تعالى و الله منزهٌ عن الجزئية و الإنحلال و لا يقبل التعدد و الكثرة و لا التجزؤ و ‏الإنقسام و الله منزهٌ عن ذلك لا يشبه شيئاً من خلقه فهذه العبارة التي هي مذكورةٌ في الكتاب المسمى مولد العروس ‏يجب التحذير منها لأنها توهم أن الله ضوءٌ و أن سيدنا محمداً جزءٌ منه و توهم أن سيدنا محمداً خلق من نورٍ و هذا ‏كله كفرٌ و العياذ بالله فالله تعالى خلق النور فلا يشبهه قال تعالى{ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ }، و قال تعالى:{ وَلِلّهِ ‏الْمَثَلُ الأَعْلَىَ }، أي لله الوصف الذي لا يشبه وصف غيره و سيدنا محمدٌ صلى الله عليه و سلم ليس جزءً من الله ‏لأن الله لا يتجزأ لأن ما يتجزأ ينتهي و ما ينتهي لا يكون إلهاً و قد قال الله تعالى:{ وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً }، و ‏من الكفر أيضاً قول إن محمداً خلق من نور لأن ذلك تكذيبٌ للقرءان فقد قال الله تعالى:{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ‏‏}، و ليحذر من مجرد قراءة الكتب دون التعلم من أهل العلم فإن كثيراً من الكتب فيها من المفاسد و المهلكات من ‏تشبيه الله بخلقه و غير ذلك من المفاسد و إذا عرضت لنا ءاية أو سمعنا بحديثٍ يوهم ظاهره أن الله ضوءٌ أو يوهم تشبيه ‏الله بخلقه فلنسارع إلى القول إن هذا النص له تأويل لأنه لا بد من موافقة القرءان بعضه بعضاً فقد قال الله تعالى:{ ‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} و نسأل الله تعالى أن يثبتنا على التنزيه و يجنبنا التشبيه إنه على ما يشاء قدير.‏








 


قديم 2009-02-13, 10:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
همة عالية
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










17

بوركت يا ناصرة 3
جزاك الله خيرا وجعل هدا التوضيح في ميزان حسناتك
فعلا الكثيرون لا يفهمون ما معنى الله نور السموات والارض انا واحدة منهم
نورك الله يا ناصرة 3
واريد ان اضيف ان
الله نور قلوب العارفين بمعرفته والايمان به
وحجابه النور . لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم










قديم 2009-02-15, 20:06   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
~ تــــــــــيمـــــاء ~
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ~ تــــــــــيمـــــاء ~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بو ركت يا اختاه على هذه الاضافة القيمة وسعدت جدا بمشاركتك


















قديم 2009-02-15, 21:05   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المهذب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية المهذب
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت الاخت على هذا التفسير ولما كان لزاما الافادة تفسير الاية كاملة أردت انقل تفسير ابن كثير لهذه الاية من
سورة النور وهي الاية بعد بسم الله الرحمن الرحيم 35 ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم.
التفسير النور في كلام العرب: الأضواء المدركة بالبصر. واستعمل مجازاً فيما صح من المعاني ولاح، فيقال منه: كلام له نور. ومنه الكتاب المنير، ومنه قول الشاعر:
نسب كأن عليه من شمس الضحا نوراً ومن فلق الصباح عمودا
والناس يقولون: فلان نور البلد، وشمس العصر وقمره. قال:
فإنك شمس والملوك كواكب
وقال آخر:
هلا خصصت من البلاد بمقصد قمر القبائل خالد بن يزيد
وقال آخر:
إذا سار عبد الله من مرو ليلةً فقد سار منها نورها وجمالها
فيجوز أن يقام: لله تعالى نور، من جهة المدح لأنه أوجد الأشياء، ونور جميع الأشياء منه ابتداؤها وعنه صدورها، وهو سبحانه ليس من الأضواء المدركة جل وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً. وقد قال هشام الجوالقي وطائفة من المجسمة: هو نور لا كالأنوار، وجسم لا كالأجسام. وهذا كله محال على الله تعالى عقلاً ونقلاً على ما يعرف في موضعه من علم الكلام. ثم إن قولهم متناقض، فإن قولهم جسم أو نور حكم عليه بحقيقة ذلك، وقولهم لا كالأنوار ولا كالأجسام نفي لما أثبتوه من الجسمية والنور، وذلك تناقض، وتحقيقه في علم الكلام. والذي أوقعهم في ذلك ظواهر اتبعوها منها هذه الآية، " وقوله عليه السلام إذا قام من الليل يتهجد:
اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ". " وقال عليه السلام وقد سئل:
هل رأيت ربك؟ فقال: رأيت نوراً ". إلى غير ذلك من الأحاديث.
واختلف العلماء في تأويل هذه الآية، فقيل: المعنى أي به وبقدرته أنارت أضواؤها، واستقامت أمورها، وقامت مصنوعاتها. فالكلام على التقريب للذهن، كما يقال: الملك نور أهل البلد، أي به قوام أمرها وصلاح جملتها، لجريان أموره على سنن السداد. فهو في الملك مجاز، وهو في صفة الله حقيقة محضة، إذ هو الذي أبدع الموجودات وخلق العقل نوراً هادياً، لأن ظهور الموجود به حصل كما حصل بالضوء ظهور المبصرات، تبارك الله تعالى لا رب غيره. قال معناه مجاهد و الزهري وغيرهما. قال ابن عرفة: أي منور السموات والأرض. وكذا قال الضحاك والقرظي. كما يقولون: فلان غياثنا، أي مغيثنا. وفلان زادي، أي مزودي. قال جرير:
وأنت لنا نور وغيث وعصمة ونبت لمن يرجو نداك وريق
أي ذو ورق. وقال مجاهد : مدبر الأمور في السموات والأرض. أبي بن كعب و الحسن و أبو العالية : مزين السموات بالشمس والقمر والنجوم، ومزين الأرض بالأنبياء والعلماء والمؤمنين. وقال ابن عباس وأنس: المعنى الله هادي أهل السموات والأرض. والأول أعم للمعاني وأصح مع التأويل.
قوله تعالى: " مثل نوره " أي صفة دلائله التي يقذفها في قلب المؤمن، والدلائل تسمى نوراً. وقد سمى الله تعالى كتابه نوراً فقال: " وأنزلنا إليكم نورا مبينا " [النساء: 174] وسمى نبيه نوراً فقال: " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " [المائدة: 15]. وهذا لأن الكتاب يهدي ويبين، وكذلك الرسول. ووجه الإضافة إلى الله تعالى أنه مثبت الدلالة ومبينها وواضعها. وتحتمل الآية معنى آخر ليس فيه مقابلة جزء من المثال بجزء من الممثل به، بل وقع التشبيه فيه جملة بجملة، وذلك أن يريد مثل نور الله الذي هو هداه وإتقانه صنعة كل مخلوق وبراهينه الساطعة على الجملة، كهذه الجملة من النور الذي تتخذونه أنتم على هذه الصفة، التي هي أبلغ صفات النور الذي بين أيدي الناس، فمثل نور الله في الوضوح كهذا الذي هو منتهاكم أيها البشر. والمشكاة: الكوة في الحائط غير النافذة، قاله ابن جبير وجمهور المفسرين، وهي أجمع للضوء، والمصباح فيها أكثر إنارة منه في غيرها، وأصلها الوعاء يجعل فيه الشيء. والمشكاة وعاء من أدم كالدلو يبرد فيها الماء، وهو على وزن مفعلة كالمقراة والمصفاة. قال الشاعر:
كأن عينيه مشكاتان في حجر قيضا اقتياضا بأطراف المناقير
وقيل: المشكاة عمود القنديل الذي فيه الفتيلة. وقال مجاهد : هي القنديل. وقال " في زجاجة " لأنه جسم شفاف، والمصباح فيه أنور منه في غير الزجاج. والمصباح: الفتيل بناره. " كأنها كوكب دري " أي في الإنارة والضوء. وذلك يحتمل معنيين: إما أن يريد أنها بالمصباح كذلك، وإما أن يريد أنها في نفسها لصفائها وجودة جوهرها كذلك. وهذا التأويل أبلغ في التعاون على النور. قال الضحاك: الكوكب الدري هو الزهرة.
قوله تعالى: " يوقد من شجرة مباركة " أي من زيت شجرة، فحذف المضاف. والمباركة المنماة، والزيتون من أعظم الثمار نماء، والرمان كذلك. والمعسان يقتضي ذلك. وقول أبي طالب يرثي مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس:
ليت شعري مسافر بن أبي عمرو وليت يقولها المحزون
بورك الميت الغريب كما بو رك نبع الرمان والزيتون
وقيل: من بركتهما أن أغصانهما تورق من أسفلها إلى أعلاها. وقال ابن عباس: في الزيتونة منافع، يسرج بالزيت، وهو إدام ودهان ودباغ، ووقود يوقد بحطبه وتفله، وليس فيه شيء إلا وفيه منفعة، حتى الرماد يغسل به الأبريسم. وهي أول شجرة نبتت في الدنيا، وأول شجرة نبتت بعد الطوفان، وتنبت في منازل الأنبياء والأرض المقدسة، ودعا لها سبعون نبياً بالبركة، منهم إبراهيم، ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم فإنه قال:
" اللهم بارك في الزيت والزيتون ". قاله مرتين.
قوله تعالى: " لا شرقية ولا غربية " اختلف العلماء في قوله تعالى: " لا شرقية ولا غربية " فقال ابن عباس وعكرمة و قتادة وغيرهم: الشرقية التي تصيبها الشمس إذا شرقت ولا تصيبها إذا غربت، لأن لها ستراً. والغربية عكسها، أي أنها شجرة في صحراء ومنكشف من الأرض لا يواريها عن الشمس شيء وهو أجود لزيتها، فليست خالصة للشرق فتسمى شرقية ولا للغرب فتسمى غربية، بل هي شرقية غربية. وقال الطبري عن ابن عباس: إنها شجرة في دوحة قد أحاطت بها، فهي غير منكشفة من جهة الشرق ولا من جهة الغرب. قال ابن عطية : وهذا قول لا يصح عن ابن عباس، لأن الثمرة التي بهذه الصفة يفسد جناها، وذلك مشاهد في الوجود. وقال الحسن : ليست هذه الشجرة من شجر الدنيا، وإنما هو مثل ضربه الله تعالى لنوره، ولو كانت في الدنيا لكانت إما شرقية وأما غربية. الثعلبي : وقد أفصح القرآن بأنها من شجر الدنيا لأنها بدل من الشجرة، فقال " زيتونة " وقال ابن زيد: إنها من شجر الشأم، فإن شجر الشأم لا شرقي ولا غربي، وشجر الشأم هو أفضل الشجر، وهي الأرض المباركة. و " شرقية " نعت لـ" زيتونة " و " لا " ليست تحول بين النعت والمنعوت، و " لا غربية " عطف عليه.
قوله تعالى: " يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار " مبالغة في حسنه وصفائه وجودته. " نور على نور " أي اجتمع في المشكاة ضوء المصباح إلى ضوء الزجاجة وإلى ضوء الزيت فصار لذلك نور على نور. واعتقلت هذه الأنوار في المشكاة فصارت كأنور ما يكون، فكذلك براهين الله تعالى واضحة، وهي برهان بعد برهان، وتنبيه بعد تنبيه، كإرساله الرسل وإنزاله الكتب، ومواعظ تتكرر فيها لمن له عقل معتبر. ثم ذكر تعالى هداه لنوره من شاء وأسعد من عباده، وذكر تفضله للعباد في ضرب الأمثال لتقع لهم العبرة والنظر المؤدي إلى الإيمان. وقرأ عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأبو عبد الرحمن السلمي " الله نور " بفتح النور والواو المشددة. واختلف المتأولون في عود الضمير في " نوره " على من يعود، فقال كعب الأحبار وابن جبير: هو عائد على محمد صلى الله عليه وسلم، أي مثل نور محمد صلى الله عليه وسلم. قال ابن الأنباري : " الله نور السماوات والأرض " وقف حسن، ثم تبتدىء " مثل نوره كمشكاة فيها مصباح " على معنى نور محمد صلى الله عليه وسلم. وقال أبي بن كعب وابن جبير أيضاً و الضحاك : هو عائد على المؤمنين. وفي قراءة أبي مثل نور المؤمنين . وروي أن في قراءته مثل نور المؤمن. وروي أن فيها مثل نور من آمن به. وقال الحسن : هو عائد على القرآن والإيمان. قال مكي: وعلى هذه الأقوال يوقف على قوله: " والأرض ". قال ابن عطية : وهذه الأقوال فيها عود الضمير على من لم يجر له ذكر، وفيها مقابلة جزء من المثال بجزء من الممثل، فعلى من قال: الممثل به محمد صلى الله عليه وسلم، وهو قول كعب الأحبار فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو المشكاة أو صدره، والمصباح هو النبوة وما يتصل بها من عمله وهداه، والزجاجة قلبه، والشجرة المباركة هي الوحي، والملائكة رسل الله إليه وسببه المتصل به، والزيت هو الحجج والبراهين والآيات التي تضمنها الوحي. ومن قال: الممثل به المؤمن، وهو قول أبي، فالمشكاة صدره، والمصباح الإيمان والعلم، والزجاجة قلبه، وزيتها هو الحجج والحكمة التي تضمنها. قال أبي: فهو على أحسن الحال يمشي في الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات. ومن قال: إن الممثل به هو القرآن والإيمان، فتقدير الكلام: مثل نوره الذي هو الإيمان في صدر المؤمن في قلبه كمشكاة، أي كهذه الجملة. وهذا القول ليس في مقابلة التشبيه كالأولين، لأن المشكاة ليست تقابل الإيمان. وقالت طائفة: الضمير في " نوره " عائد على الله تعالى. وهذا قول ابن عباس فيما ذكر الثعلبي و الماوردي و المهدوي ، وقد تقدم معناه. ولا يوقف على هذا القول على " الأرض ". قال المهدوي : الهاء لله عز وجل، والتقدير: الله هادي أهل السموات والأرض، مثل هداه في قلوب المؤمنين كمشكاة، وروي ذلك عن ابن عباس. وكذلك قال زيد بن أسلم، و الحسن : إن الهاء لله عز وجل. وكان أبي وابن مسعود يقرأانها مثل نوره في قلب المؤمن كمشكاة . قال محمد بن علي الترمذي: فأما غيرهما فلم يقرأها في التنزيل هكذا، وقد وافقهما في التأويل أن ذلك نوره في قلب المؤمن، وتصديقه في آية أخرى يقول: " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه " [الزمر: 22]. واعتل الأولون بأن قالوا: لا يجوز أن يكون الهاء لله عز وجل، لأن الله عز وجل لا حد لنوره. وأمال الكسائي فيما روى عنه أبو عمر الدوري الألف من " مشكاة " وكسر الكاف التي قبلها. وقرأ نصر بن عاصم " زجاجة " بفتح الزاي و " الزجاجة " كذلك، وهي لغة. وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم " دري " بضم الدال وشد الياء، ولهذه القراءة وجهان: إما أن ينسب الكوكب إلى الدر لبياضه وصفاته، وإما أن يكون أصله دريء مهموز، فعيل من الدرء وهو الدفع، وخففت الهمزة. ويقال للنجوم العظام التي لا تعرف أسماؤها: الدراري، بغير همز، فلعلهم خففوا الهمزة، والأصل من الدرء الذي هو الدفع. وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم دريء بالهمز والمد وهو فعيل بمعنى أنه يدفع بعضها بعضاً وقرأ الكسائي وأبو عمرو دريء بكسر الدال والهمز من الدرء والدفع، مثل السكير والفسيق. قال سيبويه: أي يدفع بعض ضوئه بعضاً من لمعانه. قال النحاس : وضعف أبو عبيد قراءة أبي عمرو و الكسائي تضعيفاً شديداً، لأنه تأولها من درأت أي دفعت، أي كوكب يجري من الأفق إلى الأفق. وإذا كان التأويل على ما تأوله لم يكن في الكلام فائدة، ولا كان لهذا الكوكب مزية على أكثر الكواكب، ألا ترى أنه لا يقال جاءني إنسان من بني آدم. ولا ينبغي أن يتأول مثل أبي عمرو و الكسائي مع علمهما وجلالتهما هذا التأويل البعيد، ولكن التأويل لهما على ما روي عن محمد بن يزيد أن معناهما في ذلك: كوكب مندفع بالنور، كما يقال: اندرأ الحريق أي اندفع. وهذا تأويل صحيح لهذه القراءة. وحكى سعيد بن مسعدة أنه يقال: درأ الكوكب بضوئه إذا امتد ضوءه وعلا. وقال الجوهري في الصحاح: ودرأ علينا فلان يدرأ دروءاً أي طلع مفاجأة. ومنه كوكب دريء، على فعيل، مثل سكير وخمير، لشدة توقده وتلألئه. وقد درأ الكوكب دروءاً. قال أبو عمرو بن العلاء: سألت رجلاً من سعد بن بكر من أهل ذات عرق فقلت: هذا الكوكب الضخم ما تسمونه؟ قال: الدريء، وكان من أفصح الناس. قال النحاس : فأما قراءة حمزة فأهل اللغة جميعاً قالوا: هي لحن لا تجوز، لأنه ليس في كلام العرب اسم على فعيل. وقد اعترض أبو عبيد في هذا فاحتج لحمزة فقال: ليس هو فعيل وإنما هو فعول، مثل سبوح، أبدل من الواو ياء، كما قالوا: عتي. قال أبو جعفر النحاس: وهذا الاعتراض والاحتجاج من أعظم الغلط وأشده، لأن هذا لا يجوز ألبتة، ولو جاز ما قال لقيل في سبوح سبيح. وهذا لا يقوله أحد، وليس عتي من هذا، والفرق بينهما واضح بين، لأنه ليس يخلو عتي من إحدى جهتين: إما أن يكون جمع عات فيكون البدل فيه لازماً، لأن الجمع باب تغيير، والواو لا تكون طرفاً في الأسماء وقبلها ضمة، فلما كان قبل هذه ساكن وقبل الساكن ضمة والساكن ليس بحاجز حصين أبدل من الضمة كسرة فقلبت الواو ياء. وإن كان عتي واحداً كان بالواو أولى، وجاز قلبها لأنها طرف، والواو في فعول ليست طرفاً فلا يجوز قلبها. قال الجوهري : قال أبو عبيد إن ضممت الدال قلت دري، يكون منسوباً إلى الدر، على فعلي ولم تهمزه لأنه ليس في كلام العرب فعيل. ومن همزه من القراء فإنما أراد فعولاً مثل سبوح فاستثقل فرد بعضه إلى الكسر. وحكى الأخفش عن بعضهم دريء من درأته، وهمزها وجعلها على فعيل مفتوحة الأول. قال: وذلك من تلألئه. قال الثعلبي : وقرأ سعيد بن المسيب وأبو رجاء دريء بفتح الدال مهموزاً. قال أبو حاتم: هذا خطأ لأنه ليس في الكلام فعيل، فإن صح عنهما فهما حجة. " يوقد " قرأ شيبة ونافع وأيوب وسلام وابن عامر وأهل الشام وحفص " يوقد " بياء مضمومة وتخفيف القاف وضم الدال. وقرأ الحسن والسلمي وأبو جعفر وأبو عمرو بن العلاء البصري " توقد " مفتوحة الحروف كلها مشددة القاف، واختارها أبو حاتم وأبو عبيد. قال النحاس : وهاتان القراءتان متقاربتان، لأنهما جميعاً للمصباح، وهو أشبه بهذا الوصف، لأنه الذي ينير ويضيء، وإنما الزجاجة وعاء له. و " توقد " فعل ماض من توقد يتوقد، ويوقد فعل مستقبل من أوقد يوقد. وقرأ نصر بن عاصم " توقد " والأصل على قراءته تتوقد حذف إحدى التاءين لأن الأخرى تدل عليها. وقرأ الكوفيون " توقد " بالتاء يعنون الزجاجة. فهاتان القراءتان على تأنيث الزجاجة. " من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية " تقدم القول فيه. " يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور " على تأنيث النار. وزعم أبو عبيد أنه لا يعرف إلا هذه القراءة. وحكى أبو حاتم أن السدي روى عن أبي مالك عن ابن عباس أنه قرأ ولو لم يمسسه نار بالياء. قال محمد بن يزيد: التذكير على أنه تأنيث غير حقيقي، وكذا سبيل المؤنث عنده. وقال ابن عمر: المشكاة جوف محمد صلى الله عليه وسلم، والزجاجة قلبه، والمصباح النور الذي جعله الله تعالى في قلبه يوقد من شجرة مباركة، أي أن أصله من إبراهيم وهو شجرته، فأوقد الله تعالى في قلب محمد صلى الله عليه وسلم النور كما جعله في قلب إبراهيم عليه السلام. وقال محمد بن كعب: المشكاة إبراهيم، والزجاجة إسماعيل، والمصباح محمد صلوات الله عليهم أجمعين، سماه الله تعالى مصباحاً كما سماه سراجاً فقال: " وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " [الأحزاب: 46] يوقد من شجرة مباركة وهي آدم عليه السلام، بورك في نسله وكثر منه الأنبياء والأولياء. وقيل: هي إبراهيم عليه السلام، سماه الله تعالى مباركاً لأن أكثر الأنبياء كانوا من صلبه. " لا شرقية ولا غربية " أي لم يكن يهودياً ولا نصرانياً وإنما كان حنيفاً مسلماً. وإنما قال ذلك لأن اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى تصلي قبل المشرق. " يكاد زيتها يضيء " أي يكاد محاسن محمد صلى الله عليه وسلم تظهر للناس قبل أن أوحى الله تعالى إليه. " نور على نور " نبي من نسل نبي. وقال الضحاك : شبه عبد المطلب بالمشكاة وعبد الله بالزجاجة والنبي صلى الله عليه وسلم بالمصباح كان في قلبهما، فورث النبوة من إبراهيم. " من شجرة " أي شجرة التقى والرضوان وعشيرة الهدى والإيمان، شجرة أصلها نبوة، وفرعها مروءة، وأغصانها تنزيل، وورقها تأويل، وخدمها جبريل وميكائيل. قال القاضي أبو بكر ابن العربي: ومن غريب الأمر أن بعض الفقهاء قال إن هذا مثل ضربه الله تعالى لإبراهيم محمد ولعبد المطلب وابنه عبد الله، فالمشكاة هي الكوة بلغة الحبشة، فشبه عبد المطلب بالمشكاة فيها القنديل وهو الزجاجة، وشبه عبد الله بالقنديل وهو الزجاجة، ومحمد كالمصباح يعني من أصلابهما، وكأنه كوكب دري وهو المشتري " يوقد من شجرة مباركة " يعني إرث النبوة من إبراهيم عليه السلام هو الشجرة المباركة، يعني حنيفية لا شرقية ولا غربية، لا يهودية ولا نصرانية. " يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار " يقول: يكاد إبراهيم يتكلم بالوحي من قبل أن يوحى إليه. " نور على نور " إبراهيم ثم محمد صلى الله عليه وسلم. قال القاضي : وهذا كله عدول عن الظاهر، وليس بمتنع في التمثيل أن يتوسع المرء فيه.
قلت: وكذلك في جميع الأقوال لعدم ارتباطه بالآية ما عدا القول الأول، وأن هذا مثل ضربه الله تعالى لنوره، ولا يمكن أن يضرب لنوره المعظم مثلا تنبيهاً لخلقه إلا ببعض خلقه، لأن الخلق لقصورهم لا يفهمون إلا بأنفسهم ومن أنفسهم، ولولا ذلك ما عرف الله إلا الله وحده، قاله ابن العربي . قال ابن عباس: هذا مثل نور الله وهداه في قلب المؤمن كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار، فإن مسته النار زاد ضوؤه، كذلك قلب المؤمن يكاد يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم، فإذا جاءه العلم زاده هدىً على هدىً ونوراً على نور، كقول إبراهيم من قبل أن تجيئه المعرفة: " هذا ربي " [الأنعام: 76]، من قبل أن يخبره أحد أن له رباً، فلما أخبره الله أنه ربه زاد هدىً، فقال له ربه: " أسلم قال أسلمت لرب العالمين " [البقرة: 131]. ومن قال إن هذا مثل للقرآن في قلب المؤمن قال: كما أن هذا المصباح يستضاء به ولا ينقص فكذلك القرآن يهتدى به ولا ينقص، فالمصباح القرآن، والزجاجة قلب المؤمن، والمشكاة لسانه وفهمه، والشجرة المباركة شجرة الوحي. " يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار " تكاد حجج القرآن تتضح ولو لم يقرأ. " نور على نور " يعني أن القرآن نور من الله تعالى لخلقه، مع ما أقام لهم من الدلائل والإعلام قبل نزول القرآن، فازدادوا بذلك نوراً على نور. ثم أخبر أن هذا النور المذكور عزيز، وأنه لا يناله إلا من أراد الله هداه فقال: " يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس " أي يبين الأشباه تقريباً إلى الأفهام. " والله بكل شيء عليم " أي بالمهدي والضال. وروي عن ابن عباس أن اليهود قالوا: يا محمد، كيف يخلص نور الله تعالى من دون السماء، فضرب الله تعالى ذلك مثلا لنوره.










قديم 2009-02-15, 21:31   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك لكن أين المصدر ؟










قديم 2009-02-16, 18:22   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
~ تــــــــــيمـــــاء ~
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ~ تــــــــــيمـــــاء ~
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

بارك الله فيك اخي المهذب على الاضافة الطيبة التي زادت الموضوع وضوحا و بيانا










قديم 2009-02-16, 20:39   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الجزائري مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك لكن أين المصدر ؟
نعم اختي من اي التفاسير نقلت بارك الله فيك وفي مجهودك
--------------------------------------------------------









قديم 2009-05-08, 22:35   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
taha178
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية taha178
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



بارك الله فيك أختي الكريمة وفي الجميع
جزاك الله خير الجزاء وأسعدك في الدّنيا والآخرة










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc