السلام عليكم ورحمة الله:
صهيب رائع اراد ان يكتب عن موضوع جال بخاطره حول الاعلام وتعاطيه مع اخبار الجزائر, ولقد اخترت قناة اجنبية وهي قناة العربية, وصحفنا والشعب الذي يقرأ ويتابع هذه الصحف وهذه القناة. ولتضيق دائرة الموضوع سنتكلم عن تعاطي هذه الوسائل الاعلامية مع العملية الانتخابية وماتلاها وصاحبها ثم نتحدث عن التعاطي الاعلامي بصفة عامة. أما بالنسبة لقناة العربية التابعة للسعودية والمسيرة من الاستخبارات السعودية بالاساس فنمط تعاطيها مع الجزائر معروف ويتبع خطها التحريري وسياسة بلدها وعلاقته مع الجزائر, فليس مفاجئا ان تكون الجزائر ضمن الدول المغضوب عليها من السعودية لاسباب عديدة منها:النظامين المختلفين في كلى البلدين, فالنظام السعودي ملكي والنظام الجزائري جمهوري, واي دولة جمهورية مسلمه هي بالنسبة للسعودية خطر يهدد نظامها الملكي, لذلك كان واجبا على اعلام السعودية تسويد الجزائر بكل ما تملكه من قوة اعلامية, فالزائر للمواضيع التي تضعها في موقعها على الانترنت نمطية ومفضوحة ولا تخرج عن مكافحة الارهاب والاحتجاجات الاجتماعية والاضرابات العمالية واسقاط النظام, بل انه من النادر بل من المستحيل ان تجد خبرا يمدح الجزائر ولو قليلا, ونفس الشيء ينطبق على اغلب الجمهوريات الاخرى بينما نرى مواضيع ترويجية لاخوات السعودية من المماليك حتى تلك التي تعيش اياما حالكة وفسادا عظيما كمملكة الاردن والمغرب الاقصى. السبب الثاني هو قضية الصحراء الغربية التي تؤرق السعودية, فلو حصلت الصحراء الغربية على استقلالها من المرجح ان يسقط أو على الاقل يهدد النظام المروكي بالسقوط, واي سقوط لنظام ملكي في الدول الاسلامية هو تهديد للنظام الملكي السعودي وللعائلة الحاكمة وهذا يتجلى في مواضيع هذه القناة المنحازة للجانب المروكي والمهاجمة للجزائر الداعم الرئيسي للبوليزاريو, فالسعودية ترى ان اضعاف الجزائر يريح المماليك قليلا من وجع الرأس هذا. سبب اخر هو سياسة الجزائر الخارجية المناقضة للسعودية في الملف الليبي والسوري والعراقي والايراني, فالجزائر ضد التدخل الاجنبي في الدول المذكورة بينما ترى السعودية أن الغرب يجب ازاحة الانظمة التي تزعج السعودية ونظامها الملكي. في الانتخابات الرئاسيه شاهدنا توجيها من القناة للتهكم على السيد بوتفليقة بسبب تصويته على كرسي متحرك شفاه الله, وأنا أشاهدها تبادرت الى ذهني صورة ملك السعودية الذي بلغ من الكبر عتيا والذي يقعد على كرسي متحرك شفاه الله وقلت في نفسي ماهذه الوقاحة والجرأة على الغير كيف لقناة بلد بيته من زجاج ان ترمي الناس بالحجارة, الاجابة وجدتها في صحفنا, فالناظر الى ما يسمى صحفنا الوطنية يشيب رأسه من حجم الهجوم الاعلامي على الجزائر؟ فقلت؟ ماذا تركت صحفنا لوسائل الاعلام الاجنبية.؟ بل ان بعض وسائل الاعلام الاجنبية تنصفنا أكثر من وسائل اعلامنا؟لا يعقل أن تكون الجزائر البلد الوحيد في العالم الذي لا ترى فيه الا السلبيات,لقد خرجت بقناعة أن صحافتنا أصبحت تهدد المجتمع الجزائري والجزائر سواء كانت مع السلطات او ضدها, وماكان الاجانب ليجدوا الفرصة لو كانت هذه الصحافة وطنية كما تدعي, واللوم ايضا يقع على الشعب الذي يشتري هذه الصحافة ويمولها ويصدق اخبارها ويتابعها ويزور مواقعها, على الجزائريين رفع مستوى تفكيرهم, 15 سنة وهذه الصحافة تجتر اخبارها وتسودها اكثر فأكثر, وكأنها اله اعلامية لتحطيم معنويات الجزائريين, وكأنها سلطت علينا لتنكيد حياتنا باسم (الديمقراطية وحرية التعبير) لكن على الطريقة الجزائرية, رغم كل الاذى الذي سببته هذه الصحافة للجزائر الا ان صحافة السعودية وقطر جعلت بلدانها تصنف افضل من الجزائر في حرية التعبير ليس بجلد الذات وقول مالايقال, وانما بجلد امثالنا, اليس هذا مثيرا للسخرية والاشمئزاز؟