|
منتدى القبائل العربية و البربرية دردشة حول أنساب، فروع، و مشجرات قبائل المغرب الأقصى، تونس، ليبيا، مصر، موريتانيا و كذا باقي الدول العربية |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الفاتح الإسلامي الكبير طارق بن زياد في المصادر التاريخية.. الأصل والدور التاريخي
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2024-07-27, 21:08 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الفاتح الإسلامي الكبير طارق بن زياد في المصادر التاريخية.. الأصل والدور التاريخي
الفاتح الإسلامي الكبير طارق بن زياد في المصادر التاريخية.. الأصل والدور التاريخي
علي محمد الصلابي- موقع الجزيرة شخصية إسلامية رمزية عظيمة نالت حظوة كبيرة لدورها المحوري في توسيع الدولة الإسلامية وفتح الأمصار في المغرب الأقصى وشبه الجزيرة الإيبيرية (الأندلس)، إنها شخصية القائد الإسلامي الكبير طارق بن زياد (50-101 هـ)، وهو أحد قادة الفتح الإسلامي في جيش والي أفريقيا موسى بن نصير في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم. طارق بن زياد الذي انتقل من البر الأفريقي إلى الأوروبي، وقاد جيوش المسلمين في معارك الفتح المبين في شبه الجزيرة الإيبيرية أو الأندلس (إسبانيا والبرتغال الآن) في رجب 92 هـ/ أبريل 711 م لتخليصها من جور حكامها القوط الغربيين، وكانت أول منطقة نزل بها -حملت اسمه في ما بعد- منطقة جبل طارق، والتي تحولت لدولة مستقلة تحت التاج البريطاني حتى اليوم، وكان هذا الفتح بداية للوجود الإسلامي في الأندلس الذي امتد لنحو 800 عام تقريبا، وكان النصر الساحق بقيادته في معركة وادي لكة التي أنهت حكم القوط للأندلس (محمود شلبي، ص 87). قوة شخصية طارق بن زياد جاءت من الدور الذي لعبته حتى أن نسبه صار مثارا للجدل والخلافات بين الشعوب الإسلامية، وكل يدعي أن ابن زياد من أصل قريب منه وينتمي له، فمنهم من قال إنه أمازيغي وآخر قال إنه عربي، وغيره قال إنه فارسي، ووصل حد الاختلاف بأنه جزائري أو مغربي، خاصة بعد صدور المسلسل التاريخي "طارق بن زياد". وقد غدت المسلسلات التاريخية في أيامنا هذه عنصرا مهما في بناء التصورات والأفكار والقناعات التاريخية لدى الأمم والشعوب بخصوص ماضيها، ومثلما يمكن أن يكون لهذه المسلسلات دور إيجابي في التعريف بالتاريخ وتبسيطه لعموم الناس من خلال تصوير حياة القادة العظماء والفاتحين والعلماء يمكن أن يكون لها دور سلبي يتمثل في تنميط التاريخ وبناء أيديولوجيات محلية، مما يُنتج ردود أفعال متباينة حول بعض الشخصيات أو الأحداث التاريخية. يُبث في شهر رمضان الحالي مسلسل "طارق بن زياد"، وهو مسلسل تاريخي يحكي قصة فتح الأندلس من خلال تسليط الضوء على طارق بن زياد كشخصية محورية، وبعد عرض بضع حلقات من المسلسل نشبت معارك وسجالات على مواقع التواصل الاجتماعي حول أصل وهوية القائد المسلم العظيم طارق بن زياد رحمه الله. ومن الغريب أن المرويات العربية والإسلامية لا تحدثنا كثيرا عن فاتح الأندلس بشيء قبل ولايته لطنجة، بل إننا نجد اختلافا واضحا في أصله ونسبه، فقيل إنه فارسي من همذان وكان مولى لموسى بن نصير، وقيل إنه من سبي البربر، كما نجد أيضا من يؤكد على نسبه العربي، وسنحاول أن نعرض لمختلف هذه الروايات. يورد ابن عذاري المراكشي صاحب كتاب "البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب" نسب طارق بن زياد، ويقول "وقد اختلف في نسبه، فالأكثرون على أنه بربري من نفزة، وأنه مولى لموسى بن نصير من سبي البربر، وقال آخرون إنه فارسي، هو طارق بن زياد بن عبد الله بن رفهو بن ورفجوم بن ينزغاسن بن ولهاص بن يطوفت بن نفزاو" (المراكشي، ج 2، ص 11). لم يورد ابن خلدون نسب طارق بن زياد بالتفصيل، ولكنه في معرض حديثه عن ظروف فتح الأندلس نسب طارق بن زياد إلى بني ليث، وبنو ليث هم إحدى القبائل العربية المعروفة من فروع قبيلة كنانة (ابن خلدون، ج 4، ص 188). وفي نفس الاتجاه تقريبا ذهب المؤرخ ابن خلكان صاحب كتاب "وفيات الأعيان" الذي أرجع نسب طارق بن زياد إلى قبيلة الصدف الحضرمية اليمنية (ابن خلكان، ج 5، ص 320). ويذكر حسين شعيب في كتابه "طارق بن زياد فاتح الأندلس" أن طارق بن زياد هو طارق بن زياد البربري، ينتمي إلى قبيلة "الصدف"، وكانت مضارب خيام هذه القبيلة في جبال المغرب العالية، وهي قبيلة شديدة البطش وكثيرة الغزو وكانت ديانتها الوثنية، وقال "اختلف المؤرخون في نسبته وشهرته، فذكر بعضهم أنه بربري الأصل ينتمي إلى نفزاوة من بربر أفريقيا، وهي البلاد التي يطلق عليها اسم "تونس" الآن، وفي رواية أخرى أنه بربري ينتمي إلى قبيلة "زناتة". و"يرى البعض أنه من موالي الفرس من مدينة همذان، ولكن مما لا شك فيه ولم يختلف عليه المؤرخون أنه كان مولى لموسى بن نصير، وكان موسى يثق به كثيرا وعينه واليا على مدينة طنجة، وبعدها استدعاه وأوكل إليه فتح إسبانيا لكونه توسم فيه صدق العزيمة والشجاعة والأقدام، وبما أنه يرجح أنه يكون من بربر أفريقيا، فقد كان معظم جنده من البربر، لأنه يستطيع أن يؤثر عليهم ويأخذ بأيديهم إلى النصر" (شعيب، 2004، ص 11). ومن المؤشرات الأخرى الوظيفة التي كان يزاولها طارق بن زياد قبيل الفتح، فقد عينه موسى بن نصير قائدا وواليا على طنجة، والمعروف أن بني أمية لم يكونوا عادة يولون على الجيش غير العرب. يذكر أن طارق بن زياد رجع إلى الشام ومكث هناك حتى توفي سنة 101 هـ/720 م، ويعتبر بعض المؤرخين أن هذا دليل آخر على أنه عربي، فلو كان بربريا لرجع إلى قبيلته وعاش أواخر أيامه بين قومه. حارب طارق بن زياد الوثنيين في شمال أفريقيا في كثير من المواقع قبل توجهه إلى الأندلس، وعلى يده دخل كثير من أهل المغرب في الدين الإسلامي، وقد توسم فيه موسى بن نصير صدق العزيمة والشجاعة والإقدام، إضافة إلى ما امتاز به من فصاحة اللسان وقوة البيان والتأثير في سامعيه واستماتته في الجهاد وإعلاء كلمة الحق (شعيب، ص 11). غالبا كان طارق من البربر وعامة جنوده كذلك، فيهم شجاعة وإقدام، فقد تربوا في أحضان الإسلام وعلى تعاليم القرآن الكريم، وأصبحوا أصحاب رسالة خالدة صنعت منهم الأبطال، وقدموا في سبيل دينهم وعقيدتهم الغالي والنفيس، بل نجزم بأن الجيوش الإسلامية الضاربة التي اصطدمت بالإسبان اعتمدت بعد الله على إخواننا من البربر الذين اندفعوا خلف طارق في سبيل هذا الدين ونشره، إن العقيدة الإسلامية صهرت المنتسبين إليها عربا وعجما في رحاب الإسلام العظيم (الصلابي، 2005، ج 2، ص 83). ومهما يكن -سواء كان أصله تركيا أو روسيا أو صينيا أو أوروبيا أو عربيا أو أمازيغيا أو أنه ينتمي لمنطقة هي اليوم ضمن أراضي المملكة المغربية أو الجزائرية أو اليمنية فلا أحد يمكن أن ينكر الدور العظيم الذي قامت به هذه الشخصية في التاريخ الإسلامي، فقد كان قائدا محنكا استطاع بفضل مهارته العسكرية استكمال فتح الأندلس ونشر الدين الإسلامي الحنيف هناك. والإنسان المؤمن معياره ليس الجغرافيا السياسية الحديثة ولا الانتماءات العصبية المقيتة أو العرقيات وإنما ميزانه الإيمان والتقوى والعمل الصالح، فالإسلام هو دين الله تعالى لكل البشر، وبه نزلت كل الرسالات السماوية ونطق به كل نبي باللغة التي يتكلم بها قومه إلى أن نطق الإسلام أخيرا باللغة العربية في القرآن الكريم الذي حمل الرسالة السماوية النهائية للبشر الى قيام الساعة، وهذا في حد ذاته يبين بالحجة القاطعة عالمية الإسلام وأنه المعيار الأسمى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" رواه أحمد في مسنده. إن التقوى والعمل الصالح هما جوهر كل الرسالات السماوية، حيث خاطب الله تعالى كل الرسل فقال "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" (المؤمنون: 52). مراجع
|
||||
2024-07-28, 13:00 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
|
|||
2024-07-30, 00:53 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
جمييييييل جدا |
|||
2024-09-14, 09:23 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
هل من مصادر لهذا الكلام |
|||
2024-09-19, 20:41 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
فلب القول ما قالت جهينة
|
|||
2024-09-19, 21:06 | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2024-09-19, 21:26 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
مراجع علي محمد الصلابي، الدولة الأموية.. عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار، دار ابن كثير، بيروت، 1426هـ/ 2005 م أبو العباس ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، دار صادر، بيروت، 1400 هـ/ 1980 م، ج 5. أبو العباس بن عذاري المراكشي، البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب، تحقيق بشار عواد معروف ومحمد بشار عواد، دار الغرب الإسلامي، تونس، 1434 هـ/ 2013 م، ج 2. حسين شعيب، طارق بن زياد فاتح الأندلس، دار الفكر العربي، بيروت، 1425 هـ/ 2004 م. عبد الرحمن بن خلدون، العبر، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت، 1391-1971، ج 4. محمود شلبي، حياة طارق بن زياد فاتح الأندلس، دار الجيل، بيروت، 1412 هـ/ 1992 م. |
|||
2024-09-19, 21:35 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
|
|||
2024-11-22, 14:22 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
بارك الله فيك
|
|||
2024-11-25, 21:28 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
أما عن أصول طارق بن زياد فهناك اختلافات كثيرة حول هذا الأمر فنرى أن عدد من المؤرخين مثل ابن خلكان والزركلى والمقرى التلمسانى، يرجحون أنه عربى من قبائل الصدف فى حضرموت، ومن أبرز من قال ذلك هو ابن خلكان وأيده آخرون، وآخرون مشيرين وجود احتمالية بأن يكون عبدًا عرببيًا معتقًا.
أما صاحب كتاب "أخبار مجموعة فى فتح الأندلس" الدكتور سوادى عبد محمد فأكد أن طا ق بن زياد أنه فارسى من همدان، بينما ترجح موسوعة كامبريدج الإسلامية أصوله العربية، وهذا ما ذهب إليه أيضاً المؤرخ الإيطالى باولو جيوفيو. وفى رأى مؤرخين آخرين مثل ابن عذراى أنه بربري، ويميل معظم المؤرخين إلى هذا الرأى لكونه كان مولى لموسى بن نصير والى أفريقية، وعلى الرغم من ذلك يختلف أصحاب هذا الرأى فى تحديد القبيلة والمنطقة التى ولد فيها طارق بن زياد وانتمى إليها، وذلك كون القبائل التى يُعتقد بانتمائه إليها كانت كلها فى زمانه تستوطن إقليم طرابلس. بينما يقول المؤرخ التونسى هشام جعيط: فمن المعروف أن طارق هو من فتح الأندلس. من هو طارق؟ هو مولى بربرى من قبيلة "نفزة"، وهذه القبيلة ليست بنفزاوة الطرابلسية، بل هى على الأرجح مستقرة حول طنجة فى "الريف الحالي". |
|||
2024-11-25, 21:35 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
طارق بن زياد الصّائِدِيُّ عروبة النسب ودلائل الأثر
التركيبة السكانية في المجتمع الأندلسي يعد طارق بن زياد الصّائِدِيُّ من أهم الشخصيات الإسلامية لما كان له من دور في نشر الإسلام في شبه الجزيرة الإيبيرية، وقد تباينت الروايات التاريخية حول أصل هذه الشخصية بين من يقول عربية، وبعض يقول بربرية، ويبقى الراجح الرأي الأول كما أجمع المؤرخون القدامى وهذا ما سنوضحه في هذا المقال. أولا : قول المؤرخين المسلمين المعلوم في التاريخ أن أول مؤلف ورد فيه ذكر لطارق بن زياد هو كتاب : أخبار مجموعة في فتح الأندلس لمؤلف مجهول يعود لأوائل العصر الأموي في الأندلس، فيقول في إشارته لأصل طارق القائد الأموي : ” فدعا موسى مولى له كان على مقدماته يقال له طارق بن زياد وكان فارسا همدانيا ويقال أنه ليس بمولاه وأنه من موالى صدف”. (راجع ص12 هنا) وبالتالي في هذا المختصر أعلاه دليل صريح على عروبة طارق وأنه كما يعلم فارس همداني من عرب اليمن والشك في أصله كان أنه يرجح أن يكون من الصدف وهي كذالك قبيلة عربية يمنية. أما بالنسبة للمؤرخين المعروفين فإن أول مؤرخ ذكر طارق بن زياد العربي هو الواقدي (747-823م)، وقد ذكره ب “عامل موسى بن نصير“، وموسى بن نصير لم يكن ليعين عامله من غير العرب والمعروف أن قاعدة بني أمية عدم ولاية العجم على المسلميين، والواقدي كان بينه وبين طارق بن زياد 27 سنة فقط مما يجعله معاصر الحقبة المعنية. وبعد الواقدي نجد إبن عبد الحكم (803-870م)، الذي ذكر طارق وهو يرجع إلى نسبه في قوله: “طارق بن زياد بن عمرو”، فإن أباه زياد بن عمرو من بني الصائد إحدى بطون قبيلة همدان العربية، حيث ينتسب إليها جده ثمامة الصائدي، واسمه زياد بن عمرو بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله الصائدي، وبرأيه معروف أن صدف وبني الصائد هم من همدان بن مالك بن زيد بن أوسله بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ. (ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص. ص 392 – 395، 475 – 476). وإبن عبد الحكم هذا لم تكن بينه وبين طارق سوى 80 سنة أي أنه قد عاصر أيضا بعض جنود الفتح وعاصر أبنائهم وتناقل الروايات الشفهية عنهم، وللعلم هذه المراجع ثم نبدها كي يعتبر الإدريسي، أول من كتب عن طارق مما يجعل العديد من المؤرخين الغرب يسيرون على قول الإدريسي، بينما في الحقيقة الإدريسي بينه وبين إبن الحكم 229 سنة وبين طارق 400 سنة، أما إبن عذاري صاحب النسب الطويل فبينه وبين إبن عبد الحكم 500 سنة، مما يجعل نسبه باطلا ومحض خيال فلا يعلم الغيب كي يكتب بعد مرور خمسمائة سنة نسبا طويلا لم يذكر له وجود قبله، وهؤلاء أول وأبرز من أعطوا لطارق نسبا بربريا. بعد إبن عبد الحكم نجد البلاذري (820-892م) الذي أحال على عروبة طارق نقلا عن الواقدي وقال أنه عامل موسى بن نصير. أما إبن الأثير (1160-1233م)، فيرجع نسبه لقبيلة الصدف فيقول في كتاب ” الكامل في التاريخ” ج4 : ” وإستعمل على طنجة مولاه طارق بن زياد ويقال : إنه صدفي، وجعل معه جيشاً كثيفاً “. الكامل في التاريخ 1-11، الجزء الرابع، الصفحة 252. أما شمس الدين الذهبي (1274-1348م)، فيقول ذاكرا طارق في معرض حديثه عن فتح الأندلس : “… مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ، فَسَارَ إِلَى طَنْجَةَ وَقَدِمَ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ الصَّدَفِيُّ مَوْلاهُمُ الَّذِي افْتَتَحَ الأَنْدَلُسَ… “. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام 1-15 مع فهارس ج2، ص507. وبالتالي كلاهم يرجعون نسبه لقبيلة الصدف الحضرمية. وهو نفس القول الذي قال به أيضا إبن عساكر (1105-1176م)، وإبن خلكان (1211-1282م) هنا، وإبن تغري (1410-1470م)، فكلهم ذكرو طارق بعبارة : “طارق بن زياد الصدفي”. وعلى نفس المنوال ذهب، إبن حزم (994م) هنا والمقري التلمساني (1577-1632)، نقلا عن الرَّازِيّ (865-925م) هنا، فأرجعه لقبيلة همدان العربية وهي قبيلة يمنية أيضا، والمعلوم أن جيوش الفتح الإسلامي مع بني أمية، كانت مليئة بعرب اليمن. وكذالك إبن بشكوال (1101-1183م)، ” ورد في نفح الطيب “، يأخد بقول إبن عبد الحكم ويطلق عليه “طارق بن عمرو “. وبه قال الحميدي (1029-1095م) هنا، تلميذ الإمام إبن حزم الأندلسي، في كتابه ” جدوة المقتبس”، وكذالك قال إبن عميرة الضبي (1203م)، في ” بغية الملتمس “، فكلهم يرجعون نسبه لبني الصائد من همدان. وإلى جانب السالف، نجد إبن خلدون (1332-1406م)، يرجع نسب طارق لبني ليث من كنانة فيذكره في معرض حديثه عن ظروف فتح الأندلس، بعبارة طارق بن زياد الليثي (ابن خلدون، ج4، ص 188). وبهذا قال أيضا الزياني صاحب م الترجمان وصاحب الإستقصا، أحمد بن خالد الناصيري (1835-1897م). بعد ذكرنا أهم المراجع التي أحالت على أصول طارق بن زياد نجد أن أغلب المؤرخين القدامى، أحالوا على عروبته مع الإختلاف في النسب القبلي لا أكثر، وبهذا نقول ومن خلال ما ذهب له أغلبية المؤرخون المسلميين خلاصة، أنه من قبيلة همدان العربية، فكان هو وموسى بن نصير من نفس البلد وهو اليمن ولهذا عاملهما الخليفة نفس المعاملة، وفي هذا يقول سيد أمير علي في كتاب (مختصر تاريخ العرب)، ص113 : “الذي يبدو أنه من المستحيل علينا الآن أن نفسر المعاملة التي عومل بها موسى وطارق فاتحا الأندلس من جانب سليمان، ذلك أنها معاً من أصل يماني وكانا متمتعين بثقة الوليد، ولكن سليمان أساء معاملة هذين القائدين العظيمين، فماتا فقيرين معدمين، مما سيبقى وصمة في جبينه أبد الدهر ». كتاب “كواكب يمنية في سماء الإسلام” ، ص 201. ونقدم هنا جدول توضيحي حول الأصول العربية التي قال بها المؤرخون، حسب كل واحد منهم : المؤرخون النسب الذي قدموا لطارق صاحب كتاب {أخبار مجموعة في فتح الأندلس} يعود زمنه لعصر الدولة الأموية قبيلة همدان إبن عبد الحكم (803-870م) بني الصائد من همدان الرَّازِيّ (864-923م) قبيلة همدان إبن حزم (994م) قبيلة الصدف الحميدي (1029-1095م) قبيلة همدان إبن بشكوال (1101-1183م) قبيلة همدان إبن عساكر (1105-1176م) قبيلة الصدف إبن الأثير (1160-1233م) قبيلة الصدف إبن عميرة الضبي (1203م) قبيلة همدان إبن خلكان (1211-1282م) قبيلة الصدف شمس الدين الذهبي (1274-1348م) قبيلة الصدف إبن خلدون (1332-1406م) بني ليث من كنانة إبن تغري (1410-1470م) قبيلة الصدف المقري التلمساني (1577-1632م) قبيلة همدان أبو القاسم الزياني (1734م) بني ليث من كنانة هنا ص94 أحمد الناصيري (1835-1897م) بني ليث من كنانة أما بالنسبة لمجموع المؤرخين الذين أحالو على أصل طارق نذكر : المؤرخون الذي قالو بعروبة طارق المؤرخون الذين قالو ببربرية طارق صاحب كتاب {أخبار مجموعة في فتح الأندلس} يعود زمنه لأوائل عصر الدولة الأموية الإدريسي (1100-1166م) الواقدي (747-823م) إبن عذاري (1300م) إبن عبد الحكم (803-870م) اليافعي (1298- 1367م) البلاذري (820-892م) العامري الحرضي (1413-1477م) الرَّازِيّ (864-923م) جلال الدين السيوطي (1445-1505م) الحميدي (1029-1095م) خير الدين الزركلي (1893-1976م) إبن بشكوال (1101-1183م) إبن عساكر (1105-1176م) إبن الأثير (1160-1233م) إبن عميرة الضبي (1203م) إبن خلكان (1211-1282م) شمس الدين الذهبي (1274-1348م) إبن خلدون (1332-1406م) إبن تغري (1410-1470م) المقري التلمساني (1577-1632) أبو القاسم الزياني (1734م) أحمد الناصيري (1835-1897م) سيد أمير علي (1849-1928م) جدول توضيحي يقارن بين عدد المؤرخين الذين أحالو على عروبة طارق بن زياد وبين من قال بربري. ثانيا : قول الموسوعات الأجنبية بعد ذكرنا للمراجع العربية القديمة حول طارق بن زياد الصّائِدِيُّ، نخص في فقرة موجزة أهم المراجع الأجنبية التي أجزمت على عروبة طارق بن زياد، وسنقتصر على ثلاث موسوعات وازنة، فكما هو معلوم الموسوعة تكون أكثر دقة وتلخيصا من المراجع الفردية الحرة. أولا : الموسوعة_الإنجليزية العالمية فقد ذكرته ب ”العربي طارق بن زياد الذي أخد إسمه جبل طارق” . (The English Cyclopedia, Partie 1,Volume 1 p421). ثانيا : موسوعة كامبردج الإسلامية الأمريكية قد أكدت هي الأخرى أصول طارق العربية سيرا على ما قاله المؤرخ الإيطالي باولو جيوفيو الذي قال أنه مولى عربي معتق . (موسوعة كامبريدج الإسلاميَّة ، ج2 ، ص 439) . ثالثا : بالرجوع للموسوعة البريطانية لنشر المعرفة المفيدة (Penny Cyclopaedia of the Society for the Diffusion of Useful …, Volumes 1 à 2 p217) فقد جاء فيها : “وقد سلم جوليان الغاضب على ملك إسبانيا رودريك الجزيرة الخضراء في يد القائد طارق بن زياد العربي “. فقد احالت صراحة على عروبته. The Penny Cyclopaedia of the Society for the Diffussion of Useful …, Volume 2, page 217 ثالثا: الأدلة حول اصل طارق يقدم المؤرخون مجموعة من الأدلة المنطقية والموضوعية التي تؤكد وتدعم عروبة طارق بن زياد منها : أولا : مسألة اسمه الثلاثي، فهو طارق بن زياد بن عبد الله كما ورد في جل المصادر التاريخية، والمعروف أن العرب عادة ما كانت تعتمد الإسم الثلاثي عكس باقي الأجناس ، علاوة على أن طارق وزياد وعبد الله كلها أسماء عربية صرفة. ثانيا : طارق بن زياد هو من مواليد 679م وتوفي سنة 720م بدمشق وعليه فقد كان عمره 33 سنة عندما قتل الجيش العربي الملكة المحاربة البربرية الكاهنة ديهيا فمن أين أتت الأسماء العربية لأبيه وجده وهم كانوا أحياء قبل دخول الإسلام لبلاد المغرب الأقصى بسنين ؟ ولماذا لم يتغير إسم أجداد غيره من البربر المسلميين؟ ثالثا : إن طارق بن زياد رجع إلى الشام ومكث هناك حتى توفي سنة 101 هـ/720 م، ويعتبر بعض المؤرخين أن هذا دليل آخر على أنه عربي، فلو كان بربريا لرجع إلى قبيلته وعاش أواخر أيامه بين قومه. رابعا: الوظيفة التي كان يزاولها طارق بن زياد قبيل الفتح، فقد عينه موسى بن نصير قائدا وواليا على طنجة، والمعروف أن بني أمية لم يكونوا عادة يولون على الجيش غير العرب. خامسا : قول عبد الملك بن حبيب (790م) في “كتاب التاريخ“: “ حدثنا ابن وهب (740م) قال وجه موسى بن نصير مولاه طارقاً إلى تلسمان وأمره أن يتعاهد سواحل البحر ومراسيه، ويجعل عليها رصداً لعله أن يصيب من سفن الروم فيجد فيها شيخاً عنده علم ففعل، فظفر به فقال له : هل تعرف في علمك من يفتتح الأندلس .؟؟ قال: يفتتحها معكم قوم يقال لهم البربر وهم على دينكم فكتب طارق بذلك إلى موسى بن نصير، فحشد البربر وبعث إليه منهم ألف رجل وكتب موسى إلى طارق… “. في هذه الرواية دليل صريح على عروبة طارق وأنه لا ينتمي للبربر حيث أن الشيخ قال لطارق “ يفتحها معكم قوم يقال لهم البربر “، فلو كان طارق من البربر لقال له الشيخ يفتحها قومكم أي البربر بل إنه قال يفتحها معكم أي أنتم العرب. (راجع هنا، ص143) سادسا : حارب طارق بن زياد البربر وقاتلهم إلى جانب جند العرب المسلميين. وما نخلص له من خلال ماذكر من المعلومات، عروبة طارق بن زياد بإجماع فقهاء التاريخ القدامى، ومن قال بأن طارق بربري فهي فئة قليلة من مؤرخين إما متأخرين أو معاصرين من أهل هذا الزمان. وعلى العموم يبقى طارق بن زياد مسلما قبل أن يكون عربيا، واستطاع بفضل مهارته العسكرية استكمال فتح الأندلس ونشر الدين الإسلامي الحنيف. مراجع البلاذري كتاب فتوح البلدان، الصفحة 228. إبن الكلبي، كتاب نسب معد واليمن الكبير ، ج2 ، ص522. كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس [المقري التلمساني]، ج1، ص254. الحميدي، كتاب “جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس”، ص 217. (هنا) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لإبن تغري ج17 راجع الفهرس (هنا) . شمس الدين الذهبي، كتاب ” تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام 1-15 مع فهارس ج2، ص506“. إبن عساكر، كتاب “تاريخ مدينة دمشق، ج14 ،ص 116“. كتاب الكامل في التاريخ، لإبن الأثير (هنا) إبن عميرة الضبي، كتاب ” بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، ص328 ” ، راجعه (هنا). إبن بشكوال ، نقله صاحب نفح الطيب راجعه (هنا). تاريخ ابن خلدون – لابن خلدون – ج 4 – الصفحة 177، راجعه (هنا). الناصيري كتاب “الإستقصا” ، ج1، ص152. راجعه (هنا) The English Cyclopedia: A New Dictionary of Universal Knowledge, Volume 1,Page 421. (1854) The Century Dictionary Supplement, Volumes 1 à 2, Page 217. Published in (1814) |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc