![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 61 | ||||
|
![]() بارك الله فيك وجزاك خيرا
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 62 | |||
|
![]() جزاك الله خيرا وأحسن إليك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 63 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(فإنَّ الشُّبُهات ما يشتبِهُ فِيه الحقُّ بالبَاطِل والحَلال بالحرَام على وجه لا يكُون فِيه دلِيل على أحد الجَانِبيْن أو تتعارض الأَمارتان عِندهُ فلا تَتَرجَّح فِي ظنِّه إحداهُما فيَشتبِه عليهِ هذا بِهذا فأَرشَدهُ النبِّي ﷺ إلى تركِ المُشتبِه والعُدول إلى الواضِح الجليّ). ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في الجواب عمّا احتجّ بِـه أهل الوسواس ص: 163 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 64 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(فدِينُ الله بيْن الغالِي والجَافِي عنه، وخيْرُ النَّاسِ النَّمطُ الأوسط الذِّين ارتفعوا عن تقصِير المُرفطين ولم يلحقُوا بغُلو المُعتدين، وقد جَعَل الله سُبحانه هذه الأُمَّة وسطًا وهي الخيار العَدل لتوسُّطِها بين الطرفيْن المذمُوميْن، والعَدل هو الوَسط بين طرفي الجُور والتَفريط والآفات إنَّما تتطرَّق إلى الأطرافِ والأوساطِ محميَّة بأطرافِها فخِيارُ الأمُور أوسَاطُها، قال الشَّاعِر: كَانَتْ هِيَ الوَسَطُ المَحْمِيُّ فَاكتَفَتْ *** بِهَا الْحَوَادِثُ حَتَّى أَصْبَحَتْ طَرَفًا) ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في عدَمِ الاقتداءِ بالمُسوسين ص: 177 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 65 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(وقال شيْخنا [1]: وهذه العِلَّة التي لأجلِها نَهى الشَّارع عن اتِّخَاذِ المَساجِد على القُبور، هِي التِّي أوقت كثيرًا من الأُمَم إما في الشِّرك الأكبر أو فِيما دونه من الشِّرك، فإنَّ النُّفوس قد أَشرَكت بِتماثِيل القوم الصَّلِحين وتَماثِيل من يزعمون أنَّها طلاسِم للكواكِب ونحو ذلك فإنَّ الشِّرك بِقبر الرَّجل الذي يعتقد صلاحه أقربُ إلى النُّفوس من الشِّرك بِخشَبة أو حَجَر، ولِهذا نجِد أهل الشِّرك كثيرًا يتضرَّعُون عِندها ويَخشعون ويَخضعُون ويَعبدُونهم بِقلوبهم عِبادة لا يفعلونها في بُيوتِ الله ولا وقتَ السَّحرِ، ومِنهم من يَسجد لَهَا وأكثرهم يَرجُون من بَركةِ الصَّلاة عِندها والدُّعَاء مَا لا يَرجونَهُ في المَساجِد فلأَجل هذه المَفسدة حَسَم النبِّي ﷺ مادَّتَها حتَّى نَهَى عن الصَّلاة في المَقبرة مُطلقًا وإن لم يقصد المُصلِّي بَركة البُقعة بِصلاتِه كما يَقصُد بَركة المَساجِد، كَمَا نَهَى عن الصَّلاة وقتَ طُلُوع الشَّمسِ وغُرُوبِها؛ لأنها أوقات يَقصد المُشركون الصَّلاة فِيها للشَّمس فنَهَى أُمَّته عن الصَّلاة حِينئِذٍ وإن لم يَقصد المُصلِّي ما قَصَدَه المُشركون سَدًّا للذريعة. قال: وأمَّا إذَا قَصَد الرَّجل الصَّلاة عِند القُبور مُتبرِّكًا بالصلاة في تِلك البقعة فهَذا عين المُحادَّة لله ولِرسُولِه والمُخالفة لِدِينه وابتِداع دِين لم يأذن بـه الله تعالى، فإنَّ المُسلمين قد أجمَعُوا على ما علِمُوه بالاضطِرار من دِين رسُول الله ﷺ أنَّ الصَّلاة عِند القُبور مَنهي عنها، وأنَّهُ لُعِن من اتَّخَذهَا مَسَاجِد، فمِن أعظم المُحدثات وأسباب الشِّرك: الصَّلاة عِندها واتِّخَاذِها مسَاجِد وبِناء المَساجِد عليها وقد تَواتَرت النُّصوص عن النبِّي ﷺ بالنَّهي عن ذلك والتغلِيظ فِيه فقد صرَّح عامة الطوائِف بالنَّهي عن بِناء المساجِد عليها مُتابعة مِنهم للسُّنة الصحيحة الصَّريحة، وصرَّح أصحاب أحمد وغيرهم من أصحَابِ مالِك والشَّافِعي بِتحريم ذلك وطائِفة أطلقت الكَراهَة والذِّي ينبغِي أن تُحمل على كراهة التحريم إحسانًا للظنِّ بالعُلمَاء، وأن لا يُظنُّ بِهم أنَّهُم يُجوِّزوا فِعل ما تَواتَر عن رسُول الله ﷺ لُعِن فاعِله والنَّهي عنه ففِي صحِيح مُسلِم عن جُندب بن عبد الله البجلي قال: سمِعتُ رسول الله ﷺ قبل أن يمُوت بِخمسٍ وهو يقول: (إِنِّي أضبْرَاُ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيل فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَد اتَّخَذَنِي خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاًَ أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائَهُم مَسَاجِدَ أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا القُبُورَ مَسَاجِدَ فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِك) [2]. وعن عائِشة وعبد الله بن عبّاس قالا: لمَّا نُزِل بِرسُول الله ﷺ طفِقَ يَطرحُ خمِيصةً لهُ على وجهِه فإذا اغتَمَّ كَشفها فقال وهو كذلك: (لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودِ والنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائهِمْ مَسَاجِدَ يَحذر مَا صَنَعُوا) [3] مُتفق عليه. وفِي الصَّحِحين أيضًا: عن أبي هُريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: (قَاتَلَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اِتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائهُم مَسَاجِد) [4]. وفِي رواية مُسلِم: (لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اِتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائهِم مَسَاجِد) [5]. فقد نهى عن اتِّخَاذِ القُبُور مَساجِد في آخِر حيَاتِه، ثمَّ إنَّه لعن وهو فِي السِّياق من فِعل ذلك من أهل الكِتاب ليُحذِّر أُمَّته أن يفعلوا ذلك). [1]: يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-. [2]: صحيح: أخرجه مُسلم (532). [3]: صحيح: أخرجه البُخاري (435، 436)، ومُسلم (531). [4]: صحيح: أخرجه البُخاري (437)، ومُسلم (530). [5]: صحيح:أخرجه مُسلم (530). ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في وحي الشَّيطان إلى حزبه الفتنة في عِبادة القُبور ص: 179-180 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 66 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(وبِالجُملة: فمن له مَعرفة بالشِّركِ وأَسْبابه وذرائِعه، وفهِمَ عن الرَّسُول ﷺ مقاصِده جزَم جزمًا لا يَحتمِلُ النَّقِيض أنَّ هذِه المُبالغة مِنه باللَّعن والنَّهي بِصِيغتَيْه: صِيغة لا تفعلُوا وصِيغة إنِّي أَنْهاكُم ليسَ لأجل النَّجاسَة، بل هُو لأَجل نَجاسَة الشِّرك اللاحِقة بِمن عصَاه وارتَكبَ ما عنه نهاه واتَّبع هواه ولم يَخشَ ربَّه ومولاه، وقلَّ نصِيبُهُ أو عُدِمَ في تَحقِيق شهادة أن لا إله إلاَّ الله، فإنَّ هذا وأمثاله من النبي ﷺ صِيانَة لِحمَى التَّوحِيد أن يلحقه الشِّرك ويَغشَاه وتجريد له وغضبٌ لِربِّه أن يعدِل بِه سِواه فأبَى المُشرِكون إلاَّ مَعصية لأمره وارتكابًا لِنهيِه وغرَّهُم الشَّيطان فقال: بل هذا تعظيم لِقبُور المشايِخ والصَّالِحِين وكُلَّمَا كُنتُم أَشدَّ لهَا تعظيمًا وأشدَّ فِيهم غُلُوًّا كُنتُم بِقُربِهم أسعد ومِن أعدائِهم أبعَد. ولَعمرُ الله مِن هذا الباب بِعيْنِه دَخلَ على عُبَّادِ يَغُوثَ ويَعُوقَ ونِسر ومِنه دخل عُبَّاد الأصنام مُنذ كانُوا إلى يَومِ القيَامة، فجَمَع المُشرِكُون بين الغُلو فِيهم والطَّعن في طريقتِهم وهَدَى الله أهل التَّوحِيد لِسُلوكِ طريقتهم وإنزالِهم منَازلهم التِّي أنزلهم الله إيَّاها: مِن العُبودية وسلبِ خصَائِص الإلهية عنهم وهذا غاية تعظيهم وطاعتهم. فأمَّا المُشركون فَعصَوا أمرهُم وتنقصُوهم في صُورة التَّعظِيم لهم). ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في وحي الشَّيطان إلى حزبه الفتنة في عِبادة القُبور ص: 183-184 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 67 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(ولا رَيْب أنَّ ارتكاب كلّ كبِيرة بَعد الشِّرك أسهلُ إنَّمَا وأَخَفُّ عُقوبة مِن تَعاطي مِثل ذلك فِي دِينه وسُنَّته [1] وهكذا غُيِّرت دِيانات الرُّسُل ولولاَ أنَّ الله أَقَام لِدِينه الأنصَار والأعوان الذَّابِّين عنه لَجرى عليه مَا جرَى على الأديَان قبله). [1]: يقصد عبادة القُبور واتخاذها أعيادا ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في وحي الشَّيطان إلى حزبه الفتنة في عِبادة القُبور ص: 187 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 68 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(ومنْ جَمَعَ بين سُنَّة رسول الله ﷺ في القُبُور ومَا أمَر بِه ونهى عنه ومَا كان عليه أَصحَابه وبين مَا عليه أكثر النَّاسِ اليَّوم رأى أحدُهُمَا مُضادَّا للآخر مُناقِضًا له بِحيثُ لا يَجتمِعان أبدًا). ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في وحي الشَّيطان إلى حزبه الفتنة في عِبادة القُبور ص: 189 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 69 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(وكان رسُول الله ﷺ قد نَهَى الرِّجال عن زيارة القُبور سدًّا للذريعة، فلمَّا تمكَّنَ التوحِيد في قُلوبِهم أذِن لهم في زيارتِها على الوَجه الذِّي شرعه، ونَهاهُم أن يقُولوا هجرًا فمن زارها على غير الوجه المشرُوع الذِّي يُحبُّه الله ورسُوله فإنَّ زيارته غير مأذُون فِيها ومن أعظم الهَجر: الشِّرك عِندها قولاً وفِعلاً). ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في وحي الشَّيطان إلى حزبه الفتنة في عِبادة القُبور ص: 193 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 70 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(ومِن أعظم كيد الشَّيطان: أنه ينصب لأهل الشِّرك قبر معظَّم يُعظِّمُه النَّاس، ثُمَّ يَجعله وثنًا يُعبد من دون الله، ثُمَّ يُوحِي إلى أوليائِه: أن من نَهَى عن عِبادتِه واتِّخَاذِه عِيدا وجعله وثنًا فقد تنقصه وهضَم حقَّه، فيَسعى الجاهِلون المُشركون في قتلِه وعُقوبته ويُكفِّرُونه. وذنبه عِند أهل الإشراك: أمره بِما أمَره الله بِه ورسُوله ونَهيه عمَّا نَهى الله عنه ورسُوله: من جعله وثنًا وعِيدًا وإيقاد السرج عليه وبِناء المَساجِد والقِباب عليه وتجصِيصه وإشادته وتقبيله واستلامِه ودُعائِه أو الدُّعَاء بِه أو السَّفر إليه أو الاستغاثة بِه من دُون الله ممَّا قد عُلِم بالاضطِرار من دِين الإسلام أنَّه مُضاد لِما بعث الله بِه رسُوله: من تجريد التَّوحِيد لله وأن لا يُعبد إلاَّ الله، فإذا نَهَى المُوحِّد عن ذلك غضب المُشركون واشمأزَّت قلُوبهم وقالوا: قد تنقص أهل الرُّتب العالية وزَعَم أنَّهم لا حُرمة لهم ولا قدر وسرى ذلك في نُفوسِ الجُهَّال والطّغام [1] وكثيرٌ مِمن يُنسب إلى العِلم والدِّين حتَّى عَادوا أهل التَّوحِيد ورموهم بالعَظَائِم ونَفَّرُوا النَّاس عنهم، ووالوا أهل الشِّركِ وعظَّمُوهم وزعموا أنَّهُم هُم أولياء الله وأنصار دِينه ورسُوله، ويَأبَى الله ذلك فِيمَا كانُوا أولياءه، إن أولياؤه إلاَّ المُتَّبِعون له المُوافقون له العارفُون بِما جاء بِه، الدَّاعُون إليه لا المُتشَبِعون بِما لم يُعطوا لابِسُوا ثِياب الزُّور الذِّين يصدُّون النَّاس عن سُنَّة نبيِّهم ويبغُونَها عِوجًا وهُم يَحسبون أنهم يُحسِنُون صُنعا). [1]: الطغام: أراذِل النَّاس ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل أعظم مكايد إبليس في الأنصاب والأزلام ص: 203-204 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 71 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(فاعلم أنّ القلوب إذا اشتغلت بالبِدع أعرضت عن السُّنن). وقال -رحمه الله-: (من أقبلَ على الصَّلواتِ الخمس بوجهِه وقلبِه عارفًا بِما اشتملت عليه من الكلِم الطيِّب والعمل الصَّالِح مُهتمًّا بِها كلَّ الاهتمَام أغنته عن الشِّرك، وكلُّ من قصَّر فِيها أو فِي بعضِها تجِدُ فِيه من الشِّركِ بِحسبِ ذلك ومن أصغى إلى كلام الله بِقلبِه وتدبَّرهُ وتفهَّمهُ أغناهُ الله عن السَّماع الشَّيطانِي الذِّي يصدُّ عن ذِكر الله وعن الصَّلاة ويُنبِتُ النِّفاق في القلب، وكذلك من أصغَى إليه وإلى حديث الرَّسُول ﷺ بكُليَّتِه وحدَّثَ نفسَه باقتِباس الهُدَى والعِلم مِنه لا مِن غيْره أغناه عن البِدع والآراء والتخرُّصَات والشطحَات والخَيَالات التِّي هِي وسَاوس النُّفوس وتخيُّلاتِها ومِن بعد عن ذلك فلابُدَّ له من أن يتعوَّض عنه بِما لا ينفعه كما أنَّ من غمَر قلبه بِمحبة الله تعالى وذكره وخشيته والتوكُّل عليه والإنابة إليه، أغناه ذلك عن مَحبَّة غيره وخشيَتِه والتوكُّل وأغناه أيضًا عن عِشق الصور وإذا خلاً من ذلك صَار عبد هواه، أيُّ شيء استحسَنه ملكه واستبعده، فالمُعرض عن التَوحيد مُشرك شَاءَ أو أبَى، والمُعرض عن السُّنَّة مُبتدِع ضَال شَاءَ أم أبَى، والمُعرض عن محبَّة الله وذِكره، عَبَدَ الصُّور شَاء أم أَبَى والله المُستعان وعليه التُّكلان ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم). ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في المُنعم عليهم من اتِّباع الصراط المُستقيم ص: 204-205 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 72 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(فليس كُلّ من أجَابَ الله دُعاءه يكُون راضيًّا عنه ولا مُحِبًّا له ولا راضِيًّا بِفعلِه، فإنَّه يُجِيب البرَّ والفاجِر والمُؤمِن والكافِر وكثِيرٌ من النَّاسِ يدعُو دُعاءً يعتدِي فيه أو يشترطُ في دُعائِه، أو يكون مِمَّا لا يَجُوز أن يُسأل فيَحصل له ذلك أو بعضه فيطنُّ أنَّ عمَله صالِحٌ مُرضِي لله ويكون بِمنزلَة مَن أملَى له وأمدَّ بالمَال والبنِين وهو يظنُّ أنَّ الله تعالى يُسارع له في الخيْرات، وقد قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: 44]. فالدُّعَاء قد يكون عِبادة فيُثابُ عليه الدَّاعِي، وقد يكون مسألَة تُقضَى بِه حاجته ويكون مضرَّة عليه إمَّا أن يُعاقب بِما يحصل له، أو تنقص بِه درجته فيقضِي حاجته ويُعاقِبه على ما جرأ عليه من إضاعة حُقوقه واعتداء حُدوده). ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في المُنعم عليهم من اتِّباع الصراط المُستقيم ص: 206 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 73 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(قال تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ﴾ [الأنبِياء: 28]. وقال: ﴿يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا﴾ [طه: 109]. فأخبرَ أنَّهُ لا يحصل يومئِذٍ شفاعَة تنفعُ إلاّ بعدَ رضا المشفُوعِ له وإذنه للشَّافِع فِيه، فأمَّا المُشرك فإنَّه لا يرتضِيه ولا يرضَى قوله، فلا يأذنُ للشُّفعَاءِ أن يشفعُوا فيه، فإنَّه سُبحانه علَّقها بأمرين: رضا المشفُوعِ له وإذنه للشَّافِع فما لم يوجد مجمُوع الأمريْن لم توجد الشَّفاعَة). ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في الفرُوق بين الموحِّدين والمُشركين في زيارة القُبور ص: 210 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 74 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(والغِناء أشدّ لهوًا وأعظمُ ضررًا من أحادِيث المُلوك وأخبارهم، فإنَّه رُقية الزِّنا ومنبت النِّفاق وشِركُ الشَّيْطان وخمرة العقل وصدّه عن القرآن وأعظم من صدِّ غيره من الكلام الباطِل لِشدَّة ميْل النُّفوس إليه ورغبتها فيه. إِذَا عُرف هذا فأهل الغِناء ومُستمِعوه لهم نصِيبٌ من هذا الذَّمِّ بِحسبِ اشتِغالهم بالغناء عن القرآن وإن لم ينالوا جمِيعه، فإنَّ الآيات تضمّنت ذمّ من استبدَل لهو الحدِيث بالقرآن ليُضلَّ عن سبيل الله بِغير عِلم ويتَّخِذها هُزوًا وإذا يُتلَى عليه القرآن ولَّى مُستكبٍرًا كأن لم يسمعه كأنَّ في أُذُنيهِ وقرًا وهو الثقل والصَمَم وإذا علم مِنه شيْئًا استهزأ به فمجمُوع هذا لا يقع إلاَّ مِن أعظم النَّاس كُفرًا، وإن وقَعَ بعضهُ للمُغنِّين ومُستمِعيهم فلهم حِصَّة ونصِيبٌ من هذا الذَّمِّ). ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في أسماء الغِناء ص: 226 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 75 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(قال رجل لابن عبّاس -رضي الله عنهما-: (ما تقول في الغِنَاء أحلالٌ هو أم حرَام؟ فقال: لا أقول حرامًا إلا ما في كِتاب الله، فقال: أفَحلالٌ هو؟ فقال: ولا أقول ذلك. ثُمّ قال له: أَراَيْتَ الحق والباطِل إذا جاءَا يوم القيامَة فأين يكون الغِنَاء؟ فقال الرجل: يكون مع الباطِل. فقال له ابن عبّاس: اِذهب فقد أفتيْتَ نفسكَ!). فهذا جواب ابن عبّاس -رضي الله عنهما- عن غِناء الأعراب الذي ليْس فيه مَدح الخمر والزِّنا واللواط والتشبيب بالأجنبيات وأصوات المعازِف والآلات المطربات، فإنَّ غِناء القوم لم يكن فِيه شيءٌ من ذلك ولو شاهدُوا هذا الغِناء لقالوا فيه أعظم قول، فإنَّ مضرَّته وفِتنته فوق مضرَّة شُرب الخمر بكثِير وأعظم من فِتنته. فمن أبطل الباطِل أن تَأتِي شريعة بإباحته فمن قاسَ هذا على غِناء القوم فقياسه مِن جِنس قياس الربا على البيع والميتة على المذكاة، والتحليل الملعون فاعِله على النِّكاح الذي هو سُنَّة رسول الله ﷺ، وهو أفضل من التخلِّي لنوافِل العِبادة، فلو كان نِكاح التحلِيل جائِزًا في الشَّرع لكَان أفضلُ من قِيام الليل وصِيام التطوع فضلاً أن يعلن فاعِله). ![]() الباب الثّالِث عشر: في مَكايِد الشّيطان التي يكِيدُ بها ابن آدم فصل في تسمِيَة الغِناء بالباطِل ص: 229 |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
(إِغَاثَةُ, مَصَائِدِ, مِنْ, اللّهْفَانِ, الشَّيْطَانِ) |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc