![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 16 | ||||
|
![]()
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 17 | |||
|
![]() أهلا بك يا الغالية |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 18 | |||
|
![]() قال رحمه الله:
فالقلب الطّاهِر لكمال حياتـه ونوره وتخلّصه من الأدران والخبائِث، لا يشبع من القرآن ولا يتغذّى إلاّ بِحقائِقه ولا يتداوى إلاّ بأدويته، بِخلاف القلب الذي لم يُطهّره الله تعالى فإنّه يتغذّى من الأغذيـة التي تُناسبـه بِحسبِ ما فيه من النّجَس كالبدن العليل المريض الذّي لا تُلائِمه الأغذيـة التي تُلائِم الصحيح. ![]() الباب التّاسِع: في طهارة القلب من أدرانه وأنجاسِه ص: 65 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 19 | |||
|
![]() قال رحمه الله:
وسألتُ شيخ الإسلام عن معنى دُعاءِ النبّي ﷺ: (اللّهم طهّرني من خطاياي بِالمـاءِ والثّلجِ والبرد) [1] كيف يطهر الخطايا بذلك؟ وما فائِدة التخصيص بذلك؟ وقولـه في لفظ آخر: (والمـاء البـارِد) والحار أبلغ في الانقـاء؟ فقال: الخطايـا تُوجِبُ للقلب حرارة ونَجاسـة وضعفًا فيرتَخى القلب وتضطرم فيه نـار الشّهوة وتُنجّسـه؛ فإن الخَطايـا والذُّنوب لـه بِمنزلـة الحطب الذي يَمد النّار ويُوقدها، ولِهذا كلّمـا كثُرت الخطايـا اِشتدّت نـار القلب وضعفه. والمـاء يغسل الخبث ويُطفئ النّـار؛ فإن كان بـاردًا أورثَ الجِسم صلابـة وقوة، فإن كان معه ثلج وبـرد كان أقوى في التبريد وصلابـة الجِسم وشدّته، فكان أذهب لأثر الخطايـا هذا معنى كلامه وهو مُحتاج إلى مَزيد بيـان شـرح. [1]: صحيح: أخرجه البخاري (744) ومسلم (476) واللفظ لمسلم النسائِي (895) من حديث أبي هريرة ![]() الباب التّاسِع: في طهارة القلب من أدرانه وأنجاسِه ص: 66 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 20 | |||
|
![]() قال رحمه الله:
فأمّا نجاسـة الشّرك في نوعـان: نجاسـة مُغلّظة ونجاسـة مُخفّفة. فالمُغلّظة: الشِّرك الأكبر الذي لا يغفره الله عز وجل، فإنّ الله لا يغفر أن يُشرك به، والمُخفّفة: الشِّرك الأصغر كيسير الرّيـاءِ والتصنّع للمخلوق، والحلف به وخوفه ورجائه، ونجاسـة الشّرك عينية ولهذا جعل سبحانه والشّرك نَجَسًا: بِفتح الجيم: ولم يقل: إنّما المُشرِكون نَجِس بالكسر. فإن النَّجَس عين النجاسـة والنَّجِس: بالكسر هو المُتنجّس. ص: 68 إلى أن قال: فالّنفس النجِسة الخبيثة يقوى خُبثهاونَجاستها حتى تبدو على الجسد. والنّفسُ الطيِّبة بِضدّهـا فإذا تجرّدت وخرجت من البدن وجد لهذه كأطيب نفحة مِسك وُجدت على وجه الأرض ولتلك كأنتن ريح جِيفة وُجِدت على وجه الأرض. ص: 69 ![]() الباب التّاسِع: في طهارة القلب من أدرانه وأنجاسِه فصل: فيما في الشّرك والزنا واللواط والخبث ص: 68-69 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 21 | |||
|
![]() قال رحمه الله:
فلا تَجِدُ مُشركًا قط إلاّ وهو مُتنقّص لله سبحانه، وإن زَعم أنه يُعظّمه بذلك كما أنّك لا تجِد مُبتدِعًا إلاّ وهو مُتنقّص للرسول ﷺ، وإن زَعم أنه مُعظّم له بتلك البِدعة، فإنّه يزعم أنها خير من السُّنَّة وأوْلى بالصواب، أو يزعم هي السُّنّة إن كان جاهِلاً مُقلّدًا، وإن كان مُستبصِرًا في بِدعته فهو مُشاقٌ لله ورسولـه. إلى أن قال: والمقصود أن هاتيْن الطائِفتين هم أهم التنقص في الحقيقة بل هم أعظم النّاسِ تنقصًا، لبّس عليهم الشيْطان حتى ظنّوا أن تنقصهم هو الكمال، ولِهذا كانت البِدعة قرينة الشّرك في كِتاب الله تعالى، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]، فالإثم والبَغي قرينان، والشّرك والبِدعة قرينان. ![]() الباب التّاسِع: في طهارة القلب من أدرانه وأنجاسِه فصل: فيما في الشّرك والزنا واللواط والخبث ص: 71 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 22 | |||
|
![]() قال رحمه الله:
فإنّ عِشق الصّور المُحرّمـة نوع تعبّدٍ لها بل هو من أعلى أنـواع التعبّد ولا سِيَمـا إذا استوْلى على القلب وتمكّن منه صار تتيّمًا والتتيم التعبّد، فيصير العاشِق عابِدًا لمعشُوقِه وكثيرًا ما يَغلب حبّه وذِكره والشّوق إليه والسّعي في مرضاته وإيثـار مَحابِّه على حبّ الله وذِكره والسّعي في مرضاتـه، بل كثيرًا ما يذهب ذلك من قلب العاشِق بالكليّة ويصير مُتعلّقا بمعشوقة من الصور كما هو مُشاهد، فيصير المعشُوق هو إلهه من دون الله عزّ وجل، يُقدّم رضـاه وحبّه على رضى الله وحبّه، ويتقرّب إليه ما لا يتقرّب إلى الله، ويُنفِق في مرضاتـه ما لا يُنفِقه في مرضاة الله، ويتجنّب من سَخَطِه ما لا يتجنّب من سَخَطِ الله تعالى، فيصير آثـر عِنده من ربّه: حُبًّا وخُضوعًا وذُلاًّ وسمعًا وطاعة. ولهذا كان العِشقُ والشّرك متلازمين، وإنما حكى الله سبحانه العِشق عن المُشركين من قوم لـوط وعن اِمرأة العزيز وكانت إذ ذاك مُشرِكة فكُلّمـا قَوى شِرك العبد بُلِيَ بِعشق الصّور وكلّمـا قوى توحيده صُرِف ذلك عنه. ![]() الباب التّاسِع: في طهارة القلب من أدرانه وأنجاسِه فصل: فينجاسـة الذنوب والمعاصي ص: 72 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 23 | |||
|
![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 24 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
وقد اِتّفقَ السّالِكون إلى الله على اختلاف طُرُقهم وتباين سُلوكهم على أنّ النّفسَ قاطِعة بين القلب وبين الوصول إلى الربّ، وأن لا يدخل عليه سُبحانه ولا يوصل إليـه إلاّ بعد إماتتها وتركها بمُخالفتها والظّفر بِها. فإنّ النّاس على قِسمين: قِسم ظفرت به نفسه فملكته وأهلكته وصـار طوعًا لها تحت أوامِرهـا، وقِسم ظفروا بنفوسِهم فقهروهـا فصـارت صوعًا لهم مُنقادة لأوامِرهم. إلى أن قال: وقد وصف سُبحانه النّفس في القرآن بِثلاث صِفات: المُطمئِنّة والأمـارة بالسـوء واللّوامـة. فاختلف النّـاس: هل النّفسُ واحِدة وهذه أوصـاف لها أم للعبد ثلاث أنفس: نفسٌ مُطمئِنّة ونفسٌ لوّامـة ونفسٌ أمّـارة، فالأول قـول الفُقهاء والمُتكلّمين وجمهور المُفسّرين وقول مُحقّقي الصوفية والثاني قـول كثير من أهل التصوف. والتحقيق: أنه لا نِزاع بين الفريقين، فإنّهـا واحِدة باعتبار ذاتِها وثلاث باعتبـار صِفاتها، فإذا اعتُبِرت بِنفسِها فهي واحدة، وإن اعتُبِرت مع كلّ صِفة دون الأخرى فهي مُتعدّدة. إلى أن قال في معنى كل نفس: فالنّفسُ إذا سَكنت إلى الله واطمأنّت بِذكره وأنابت إليـه واشتاقت إلى لِقائِه وأنست بقُربه فهي مُطمئنّة وهي التي يُقال لها عند الوفاة: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾ [الفجر: 27-28]. وإذا كانت بِضدّ ذلك فهي أمّـارة بالسّـوءِ تأمُـر صاحِبها بما تهواه: من شهوات الغي واتباع الباطل، فهي مأوى كلّ سـوء وإن أطاعها قـادته إلى كلّ قَبيح ومكروه، وقد أخبر سُبحانه أنّها أمّار بالسوء ولم يقل آمِرة لكثرة ذلك منها، وأنه عادتُها ودأبُها إلاّ إذا رحمها الله وجعلها زاكِية تأمر صاحبها بالخير، فذلك من رحمة الله لا منها، فإنها بذاتها أمّارة بالسّـوء، لأنها خُلِقت في الأصل جاهِلة ظالمة إلاّ من رحمة الله، والعدل والعِلم طارئ عليها بإلهام ربّها وفاطرها لها ذلك، فإذا لم يُلهِمها رُشدها بقيَت على ظلمها وجهلها فلم تكن أمّارة إلاّ بموجِب الجهل والظلم فلولا فضل الله ورحمته على المؤمنين ما زكت منهم نفس. وأمّا اللوامـة فاختُلِف في اشتقاق اللفظة هل هي التلوم وهو التلون والتردّد، أو هي من اللوم وعِبارات السّلف تدرو على هذين المعنيين. إلى أن قال: والنّفسُ قد تكون تـارة أمّارة وتارة لوّامـة وتارة مُطمئنة، بل في اليـوم الواحِد والسّاعة الواحدة يحصل منها هذا وهذا، والحُكم للغالِب عليها من أحوالهـا، فكونها مُطمئنّة وصف مدح لها وكونها أمارة بالسوء وصف ذمّ لها، وكونها لوامة ينقسِم إلى المدح والذمّ بحبسب ما تلوم عليه. ![]() الباب الحادي عشر: في عِلاج مرض القلب من استيلاء النّفس عليه ص: 81-82-83 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 25 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(ومُحاسبـة النّفسِ نوعـان: نوعٌ قبل العمل ونوعٌ بعـده. فأمّا النوع الأول: فهو أن يقِف عند أوّل همّه وإرادته ولا يُبادر بالعمل حتى يتبيّن لـه رُجحانه على تركِه. قال الحسن -رحمه الله-: "رحِم الله عبدًا وقفَ عند همّه فإن كان لله مضى وإن كان لغيْره تأخر" [1]. وشرح هذا بعضهم فقال: إذا تحرّكت النّفس لعمل من الأعمال وهمّ بـه العبد وقفَ أولاً ونظر: هل ذلك العمل مقدُور لــه أو غير مقدُور ولا مُستطاع؟ فإن لم يكون مقدُورًا لم يُقدِم عليه وإن كان مقدُورًا وقفَ وقفة أخرى ونظر: هل فعله خيرٌ له ومن تركه أو تركه خيرٌ له من فعله؟ فإن كان الثاني تركه ولم يُقدِم عليه وإن كان الأول وقفَ وقفة ثالثـة ونظر: هل الباعِث عليه إرادة وجه الله -عزل وجل- وثوابه أو إرادة الجاه والثنـاء والمال من المخلوق؟ فإن كان الثاني لم يُقدِم عليه وإن أفضى به إلى مطلوبـه لئلا تعتاد النّفس الشّرك ويَخِفّ عليها العمل لغير الله، فبقدر ما يَخِف عليها ذلك يثقل عليها العمل لله تعالى حتى يصير أثقل شيء عليها، وإن كان الأول وقفَ وقفة أخرى ونظر: هل هو مُعان عليه وله أعوان يُساعدونه وينصرونه إذا كان العمل مُحتاجًا إلى ذلك أم لا، فإن لم يكن لـه أعوان أمسك عنه كما أمسك النبيّ ﷺ عن الجهاد بمكة حتى صـار لـه شوْكة وأنصـار، وإن وجده مُعانًا عليه فليُقدِم عليه فإنّه منصور ولا يفوتـه النّجاح إلاّ من فوتِ خصلـة من هذه الخِصـال وإلاّ فمع اجتماعها لا يفوته النّجاح. فهذه أربعة مقامـات يحتاج إلى مُحاسبـة نفسه عليها قبل العمل، فما كلّ ما يُريد العبد فِعله يكون مقدُورًا لـه ولا كلّ ما يكون مقدُورًا لـه يكون فعله خيرًا لـه من تركه ولا كلّ ما يكون فعله خيرًا له من تركه يفعله لله ولا كلّ ما يفعله لله يكون مُعانًا عليه، فإذا حاسب نفسَه على ذلك تبيّن لـه ما يُقدِم عليه وما يُحجِم عنه. النّوع الثّاني: مُحاسبـة النّفس بعد العمل وهو ثلاثة أنـواع: أحدها: مُحاسبتها على طاعـة قصّرت فيها من حقّ الله تعالى فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي. وحقّ الله تعالى في الطّاعـة ستّة أمور تقدّمت وهي: الإخلاص في العمل والنصيحة لله فيه ومُتابعة الرّسول فيه وشهود مشهد الإحسـان فيه وشُهود منّة الله عليه وشُهود تقصيره فيه بعد ذلك كلّه. فيُحاسِب نفسه: هل وفّى هذه المقامات حقها وهل أتى بها في هذه الطاعة. الثّانِي: أن يُحاسِب نفسه على كلّ عمل كان تركه خيرًا لـه من فِعله. الثّالِث: أن يُحاسِب نفسه على أمر مُباح أو مُعتاد: لِمَ فعله وهل أراد به الله والدّار الآخرة فيكون رابِحًا أو أراد بـه الدّنبـا وعاجِلها فيخسِر ذلك الرّبح ويفوته الظّفرُ بـه). [1]: ضعيف: أخرجه البيهقي في شُعب الإيمان (7279) عن الحسن موقوفًا عليه، وفي إسنـاده مؤمل سيّء الحِفظ. ![]() الباب الحادي عشر: في عِلاج مرض القلب من استيلاء النّفس عليه فصل في مُحاسبة النّفس ص: 88-89 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 26 | |||
|
![]() جزاك الله خيرا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 27 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(وجماع ذلك: أن يُحاسِب نفسه أولاً على الفرائِض، فإن تذكّر فيها نقصًا تداركه إمّـا بِقضـاء أو إصلاح ثم يُحاسِبها على المناهي فإن عَرفَ أنه ارتكبَ منها شيْئًا تداركه بالتوبـة والاستغفار والحَسنـات الماحيـة، ثم يُحاسِب نفسه على الغفلة فإن كان قد غفل عمّا خُلِق لـه تداركه بالذّكر والإقبـال على الله تعالى ثم يُحاسِبها بما تكلّم بـه أو مَشَت إليه رِجلاه أو بطَشت يداه أو سمِعته أذناه [1]: ماذا أرادت بهذا ولمن فعلته وعلى أيّ وجه فعلته ويعلم أنّه لا بد أن ينشر لكلّ حركة وكلمة منه ديوانان: ديوان لمن فعلته وكيف فعلته؛ فالأوّل سؤال عن الإخلاص والثّانِي سؤال عن المُتابعة وقال تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحِجر: 92-93]. وقال تعالى: ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ﴾ [الأعراف: 6-7]. وقال تعالى: ﴿لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [الأحزاب: 8]. فإذا سُئِل الصّادِقون وحُوسِبوا على صدقهم فما الظنّ بالكاذبين؟!) [1]: بل يُراجِع حواسه كلّها المذكورة قريبًا مثل البطن والفرج وما إليها. ![]() الباب الحادي عشر: في عِلاج مرض القلب من استيلاء النّفس عليه فصل في مُحاسبة النّفس ص: 89-90 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 28 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-:
(وفي مُحاسبـة النّفس عدى مصالح منها: الاطلاع على عيوبها ومن لم يطّلِع على عيْبِ نفسِه لم يُمكنه إزالتـه فإذا اطّلع على عيْبِها مَقتها في ذات الله تعالى). إلى أن قال: (ومقتُ النّفسِ في ذات الله مِن صِفات الصّدّيقين ويدنو العبد بـه من الله تعالى في لحظة واحدة أضعاف أضعاف ما يدنو بالعمل). ثم قال: (ومن فوائِد مُحاسبـة النّفس أنه يعرِف بذلك حق الله تعالى ومن لم يعرف حق الله تعالى عليه فإنّ عِبادته لا تكاد تُجدِي عليه وهي قليلـة المنفعة جدًا). إلى أن قال: (فمُحاسبـة النّفس هو نظر العبد في حقّ الله عليه أولاً ثمّ نظره: هل قام بـه كما ينبغي ثانيًا، وأفضل الفِكر الفكر في ذلك، فإنّه يسير القلب إلى الله ويطرحه بين يديه ذليلاُ خاضِعًا مُنْكسِرًا كسْرًا فيه جبره ومُفتقِرًا فقرًا فيه غِناه وذليلاً ذُلاً فيه عزّه ولو عمِل من الأعمال ما عسـاه أن يعمل فإنّه إذا فاته هذا فالذي فاتـه من البّر أفضل من الذي أتَى). ![]() باختصار وتصرّف يسير الباب الحادي عشر: في عِلاج مرض القلب من استيلاء النّفس عليه فصل في مُحاسبة النّفس ص: 91-95-96 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 29 | |||
|
![]() فائِدة لطيفة في التفسيـر:
الفرق بين قوله تعالى في سورة فصّلت: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [فصلت: 36] وقوله في سورة الأعراف: ﴿إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: 200] قال -رحمه الله-: (وقال ههنا: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فأكّد بإنّ وبضمير الفصل وأتى باللام في: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ وقال في الأعراف:﴿إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. وسرّ ذلك -والله أعلم- أنّه حيثُ اقتصر على مُجرّد الاِسم ولم يُؤكّده أريد إثبـات مجرّد الوصف الكافي في الاستعاذة والإخبار بأنّه سُبحانه يسمع ويعلم فيسمَع اِستعاذتكَ فيُجِيبك ويعلم ما تستعيذ منه فيدفعُه عنك، فالسّمع لِكلام المُستعيذ والعِلم بالفعل المُستعاذ منه وبذلك يحصل مقصود الاستعاذة، وهذا المعنى شـامِل للموضعين وامتاز المذكُور في سـورة فصلت بمزيد التأكِيد والتعريف والتخصيص، لأن سِيـاق ذلك بعد إنكاره سُبحانه على الذّين شكّوا في سمعه لقولهم وعلمِه بِهم كما جـاء في الصّحيحين من حديث ابن مسعود قال: اِجتمع عند البيْتِ ثلاثـة نفر قرشيـان وثقفي أو ثقفيان وقرشي، كثير شحم بطُونهم وقليل فِقه قلوبِهم فقالوا: أترون الله يسمعُ ما نقول فقال أحدهم: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينـا فقال الآخر: إن سمِع بعضه سمِع كلّه فأنزل الله -عزّ وجل-: ﴿وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّـهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [1] [فصّلت: 22-23]. فجـاء التوكيد في قوله: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ في سِيـاق هذا الإنكار: أي هو وحده الذي لـه كمال قوّة السَّمع وإحاطة العِلم لا كما يظنّ بـه أعداؤه الجاهِلون: أنّه لا يسمع إن أخفوا وأنه لا يعلم كثيرًا ممّا يعملون وحسن ذلك أيضًا: أن المأمور بـه في سـورة فصّلت دفع إساءتهم إليـه بإحسـانه إليهم، وذلك أشقّ على النّفوسِ من مُجرّدِ الإعراض عنهم، ولِهذا عقبه بقولـه: ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصّلت: 35] فحسن التأكيد جـاء لِحاجة المُستعيذ. وأيضًا فإن السيـاق ههنا لإثبـاتِ صفـاتِ كمالـه وأدلّة ثبُوتِها وآيـاتِ ربُوبيته وشواهِد توحِيده ولهذا عقب ذلك بقولـه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ﴾ [فصّلت: 37]. وبِقولـه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً﴾ [فصّلت: 39] فأتَى بأداة التعرِيف الدّالـة على أنّ من أسمـائِـه: ﴿السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ كما جاءَت الأسمـاء الحُسنـى كلّها مُعرّفة، والذّي في الأعراف في سِيـاق وعيد المُشركين وإخوانهم من الشياطِين ووعد المُستعيذ بأن لـه ربًّـا يسمعُ ويعلم وآلِهة المُشركين التي عبدُوهَـا من دونـه ليس لهم أَعين يُبصرون بهَا ولا آذانٌ يسمَعُون بِهَا، فإنّـه سمِيعٌ علِيم وآلِهتهم لا تَسمع ولا تُبصِر ولا تعلَم، فكيف تُسوونهَا بـه في العِبـادة فعلمت أنه لا يلِيق بِهذا السيـاق غير التنكير كما لا يلِيق بذلك غير التعريف، والله أعلم بأسـرار كلامـه، ولمّا كان المُستعاذ منه في سورة (حم المؤمن) هو شرّ مُجادَلة الكُفّار في آيـاتِه وما ترتّب عليهـا من أفعَالِهم المرئيّة بالبصر قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [غافِر: 56] فإنّه لمّا كان المُستعاذ منه كلامهم وأفعالهم المُشاهدة عيانًا قال: إنه هو السّميع البصِير وهناك المُستعاذ منه غير مُشاهد لنـا فإنّه يرانًا هو وقبيلُه من حيْثُ لا نراه، بل هو معلُومٌ بالإيمـان وإخبـار الله ورسـولـه). أهـ [1]: صحيح: أخرجه البُخاري (4817) كتاب التفسير، ومُسلِم (2275) كتاب المُنافقين وأحكامهم. ![]() الباب الثّانِي عشر: في عِلاج مرض القلب بالشّيطان فصل في الاستعاذة من الشّيْطان ص: 102-103 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 30 | |||
|
![]() قال -رحمه الله-: (ولمّا كان الغضبُ مركب الشيطان فتتعاون النّفس الغضبيّة والشّيْطان على النّفس المُطمئِنّة التي تأمُر بدفعِ الإسـاءة بالإحسـان أمر أن يُعاونها بالاستعاذة منه، فتمد الاستعاذة النّفس المُطمئِنة فتقوى على مُقاومة جيش النّفس الغَضبيّة ويأتِي مَدد الصّبر الذي يكون النّصر معه وجـاء مَدد الإيمـان والتوكل فأبطَلَ سُلطان الشّيطان: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [النحل: 99]. ![]() الباب الثّانِي عشر: في عِلاج مرض القلب بالشّيطان فصل في إبطَال سُلطان الشّيْطان ص: 104 |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
(إِغَاثَةُ, مَصَائِدِ, مِنْ, اللّهْفَانِ, الشَّيْطَانِ) |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc