عمل الجوارح ركن وجزء من الإيمان لا يصح بدونه. - الصفحة 16 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عمل الجوارح ركن وجزء من الإيمان لا يصح بدونه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-06-05, 16:42   رقم المشاركة : 226
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح القسنطيني مشاهدة المشاركة

فقال الآجري رحمه الله : " اعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم: أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح. ثم اعلموا أنه لا تجزيء المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقا، ولا تجزيء معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال كان مؤمنا. دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء المسلمين " انتهى من "الشريعة" (2/611).

لنتدبر كلام العلامة الآجري -رحمهالله - لنفهم معناه. قوله (لا تجزيء) أي لا يكون ايمانه (كاملاً)، و دلالة ذلك قوله (فإذا اكتملتفيه هذه الخصال الثلاثة كان مؤمنا) أي إذا (اكتملت) فيه هذه الخصال الثلاثة كان مؤمن (كامل الإيمان)، بدلالة قوله (اكتملت). و لا أظنك تقول أنمن لم (تكتمل) فيه هذه الخصال الثلاثة ليس مؤمناً! و قوله -في موضع آخر- (فمن قال غير هذا فهو مرجيء خبيث) يقصد من قال أن الإيمان يكتمل بدون عمل! فتأمل.








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 17:01   رقم المشاركة : 227
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح القسنطيني مشاهدة المشاركة

و أبلغ منه بيانا ما قاله الحميدي عبد الله بن الزبير قال: ( أخبرت أن أناسا يقولون من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئا حتى يموت، أو يصلي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاحدا، إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه، إذا كان يقر بالفرائض واستقبال القبلة، فقلت: هذا الكفر الصراح وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وفعل المسلمين )

قال حنبل : حدثنا الحميدي قال : « وأُخبرت أن ناساً يقولون: من أقرّ بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت، ويصلي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً ـ إذا عَلم أن تركه ذلك فيه إيمانه ـ إذا كان مقرّاً بالفرائض واستقبال القبلة،
فقلت: هذا
الكفر الصراح ، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين.

قال الله –تعالى- ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخاصين له الدين ) الآية.

وقال حنبل : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول :

من قال هذا فقد كفر بالله وردّ على أمره وعلى الرسول ما جاء به عن الله».
« مجموع الفتاوى» (7/ 209 )



والاستدلال بهذا القول لا يسلم للمتحمسين - الغالين - في تكفير التاركين لأعمال الجوارح، والمتّهمين لمخالفيهم بالإرجاء، وليس هذا حالهم في الاستدلال بكلام الحميدي ـ فقط ـ، إنما هو حالهم ـ أيضاً ـ مع معظم ما نقلوه من كلامٍ لأهل العلم الكبار.
أما جوابنا على كلام الحميدي فنجمله بما يلي :

إسناد هذه الرواية ضعيف، فقد رواها الخلال في «السنة» (1027 )
، وقال محققه : «في إسناده عبيد الله بن حنبل : مجهول الحال.
ذكره الخطيب البغدادي في «تاريخه» (9/ 450 ) برواية الخلال عنه ـ فقط ـ دون جرح أو تعديل».

2 -أن كلام الحميدي ـ رحمه الله ـ لو صح ـ فهو موجهٌ للجهمية ـ التي اختصت دون غيرها من المرجئة بفضائح اعتقادية عديدة من أشهرها: عدم ارتباط الظاهر بالباطن المستلزم وجودَ الإيمان في القلب كاملاً مع ترك الواجبات وفعل المكفرات، بمعنى أن الرجل قد يكون مؤمناً تام الإيمان سعيداً في الدار الآخرة مع عدم النطق بالشهادتين مع قدرته على ذلك، وفعله المكفرات كاستدبار القبلة ونكاح المحارم، أو الإتيان بأكبر الكبائر كالزنا بأمه وأخته، أو شربه الخمر، فهذا الرجل عندهم مؤمن تام الإيمان وإن فعل كل ذلك!!
وقد صرح شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في « مجموع الفتاوى» (7/ 188 ) بذلك فقال :
«ومن هنا يظهر خطأ قول جهم بن صفوان ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه ،لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان، وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمناً كامل الإيمان بقلبه، وهو مع هذا يسب الله ورسوله ويعادي الله ورسوله ويعادي أولياء الله، ويوالي أعداء الله ويقتل الأنبياء، ويهدم المساجد، ويهين المصاحف، ويكرم الكفار غاية الكرامة، ويهين المؤمنين غاية الإهانة».
انظر أيضا : « مجموع الفتاوى» (7/ 204 )

وبعد هذا الإيضاح صار بالإمكان أن يقال : إن في كلامه ـ رحمه الله ـ ما يشعرك أن مدارَ كلامه كله حول بدعة الجهمية، ومن ذلك:

أ ـ ضمّه تركَ الواجبات الأربعة مع أحد المكفرات؛ المنبئة عن استهزاء فاعلها واستخفاف بالشريعة، وهو قوله:
«يصلي مستدبر القبلة» فلا يقول عاقل: أن ترك الصلاة مجرداً وفعلها مستدبر القبلة سيان،
فما علاقة مرجئة الفقهاء ـ فضلاً عن غيرهم ـ بهذا الكلام؟ وما علاقة أهل العلم من أهل السنة الذين لا يكّفرون بترك المباني مع اعتقاد تاركها بوجوبها وإقراره بها؟


ب ـ قوله : «إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه» لا يريد الترك المجرد ـ المحض ـ : وهو ترك العمل ظاهراً مع الإيمان بوجوبه وإقراره، وأنه مؤاخذ على تركه، فهو يريد من قوله الآنف أمراً أعظم من ذلك وهو أن الترك إيمان ،والفعل إيمان!!!
وقد بيَّنه شيخ الإسلام - عنهم - « مجموع الفتاوى» (7/ 181 ):
«وإن قالوا : إنه لا يضره ترك العمل فهذا كفر صريح؛ وبعض الناس يحكي هذا عنهم وأنهم يقولون:
إن الله فرض على العباد فرائض ولم يرد منهم أن يعملوها ولا
يضرهم تركها».


بل ذكر الإمام الملطي في كتابه «التنبيه والرد» صنفاً منهم ـ كما سبق ـ يزعمون أن
«الصلاة من ضعف الإيمان، ومن صلى ضعف إيمانه».


ج ـ أما قولـه ـ أي: الحميدي ـ: «هذا الكفر الصراح» فإنّه كقول شيخ الإسلام ـ السابق ـ:
«فهذا كفر صريح - تماماً -»، وكلاهما يعني بذلك غلاة المرجئة، لا فقهاءها الذين يقولون :
إنّ من أقرّ بالفرائض وتركها فإنه
لا يضره تركها شيئاً، ولا يؤاخذ على ذلك، بل إيمانه متحقق في تركه لها.


د ـومما يؤكد على أن كلا الإمامين ـ الحميدي وابن تيمية ـ لا يقصدون بتكفيرهم إلا الغلاة، قول شيخ الإسلام في « مجموع الفتاوى» (7/ 507 ) :
«ثم إن السلف والأئمة اشتد إنكارهم على هؤلاء وتبديعهم وتغليظ القول فيهم؛ ولم أعلم أحداً منهم نطق بتكفيرهم، بل هم متفقون على أنهم لا يكفرون في ذلك؛ وقد نص أحمد وغيره من الأئمة:على عدم تكفير هؤلاء المرجئة. ومن نقل عن أحمد أو غيره من الأئمة تكفيراً لهؤلاء، أو جعل هؤلاء من أهل البدع المتنازع في تكفيرهم، فقد غلط غلطاً عظيماً، والمحفوظ عن أحمد وأمثاله من الأئمة، إنما هو تكفير الجهمية المشبهة».

وقال ـ رحمه الله ـ أيضاً ـ « مجموع الفتاوى» (12/ 485 ) عن الإمام أحمد :
«المشهور من مذهب الإمام أحمد، وعامّة أئمة السّنة تكفير الجهميّة ... وأمّا المرجئة : فلا تختلف نصوصه أنّه لا يكفّرهم ؛ فإنّ بدعتهم من جنس اختلاف الفقهاء في الفروع، وكثير من كلامهم يعود النّزاع فيه إلى نزاع في الألفاظ والأسماء؛ ولهذا يسمّى الكلام في مسائلهم: « باب الأسماء »،وهذا من نزاع الفقهاء».









رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 17:38   رقم المشاركة : 228
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


3- استدلال الحميدي بالآية الكريمة يؤكد على دخول الأعمال في الإيمان وتلازمها مع الإيمان الباطن،
وأنه لا يكون مؤمناً حقاً إلا إذا أتى بما نصت عليه الآية، وقد صرح بذلك
ـ عنه ـ
الإمام ابن رجب في
« فتح الباري » (1/ 22 ) فقال:
«وقد استدل على أن الأعمال تدخل في الإيمان بهذه الآية ـ وهي قوله: (وذلك دين القيمة) ـ طوائف من الأئمة، منهم:
الشافعي، وأحمد، و الحميدي ، وقال الشافعي: ليس عليهم أحجُّ من هذه الآية
».


4- هب ـ جدلاً ـ أن كلام الحميدي ليس مراداً منه الردُّ على الجهمية، وغلاة المرجئة، فعندها يقال فيه :
إنه رأي علمي له، مقابَل بآراء أخرى عن أئمة السلف الآخرين .


فلماذا يُجعل هو ـ وحده ـ الحجَّة على غيره ممن لا يقل حجَّة عنه ؟!
أو بعبارة أخرى يقال : إنّ قوله ـ هذا ـ لا يخرج عن كونه خلافاً اجتهادياً معتبراً ضمن دائرة أهل السنة ـ أنفسهم ـ، وبخاصة أن التكفير بترك أحد المباني الأربعة ـ فضلاً عن تركها كلها ـ هو قول الحميدي ـ نفسه ـ كما ذكر ذلك عنه ابن رجب ـ رحمه الله ـ في «شرح كتاب الإيمان» (ص 28 ) فقال :
«وروى يعقوب الأشعري، عن ليث، عن سعيد بن جبير، قال: من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر، ومن أفطر يوماً من رمضان متعمداً فقد كفر، ومن ترك الحج متعمداً فقد كفر، ومن ترك الزكاة متعمداً فقد كفر.

ويروى عن الحكم بن عُتَيبة نحوه، وحُكي روايةً عن أحمد ـ اختارها أبو بكر من أصحابه ـ، وعن عبد الملك بن حبيب المالكي مثله، وهو قول أبي بكر الحميدي ».

5- لو أردنا أن نعامل المتحمسين - الغالين في قولهم - بمثل ما يعاملون به أهل العلم في هذا الزمان المخالفين لهم؛ لأدخلناهم ـ في دائرة المرجئة بحسب كلام الحميدي نفسه، الذي يستدلون به؛ حيث إنه اشترط المباني الأربعة،
وأن مجرد الإقرار بها دون فعلها هو كفر، وخلاف ذلك اتهام بالإرجاء ـ كما فهموا ـ فنقول لهم:



أنتم يا أصحاب جنس العمل! أو آحاده! أو نوعه - على تخليط شديد عندكم في دلالاتها والمراد بها ، وتناقض كبير في بيان الـمُغْني منها - إنما تكتفون من العبد ـ زيادة على أصل الإيمان ـ أن يأتي بأحد الواجبات الظاهرة؛ بل إن بعضكم يكتفي بإماطة الأذى عن الطريق وبذلك كله لا تسلمون من كلام الحميدي؛ لأنه ينص على اشتراط المباني الأربعة والتكفير بترك واحدة منها، فضلاً عن تركها جميعاً - كما بينا من مذهبه الفقهي - وأنتم لا تقولون بذلك هروباً من الخلاف الوارد في هذه المباني بين أهل السنة أنفسهم.

وهي حجة ملزمة؛ فهل من رجوع؟!









رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 17:53   رقم المشاركة : 229
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم


اعلم يا طالب الحق، الموفق للصدق، أن علماءنا علماء أهل السنة و الجماعة لما كفروا تارك عمل الجوارح بالكلية بالإجماع ، تكفيرهم ذاك بنوه على أصل عظيم، دل عليه حديث النعمان بن بشير ، ذلك الأصل هو التلازم بن الظاهر و الباطل فقد جاء في الحديث ( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، و إذا فسدت فسد الجسد كله، إلا و هي القلب) فجعل النبي صلى الله عليه و على آله و سلم القلوب مع الجوارج و الأعمال على قسمين:

أن يكون القلب صالحا فتصلح بذلك الجوارح للتلازم بينهما، و على قدر صلاح القلب تكون صلاح الجوارح.و على قدر قوة الصلاح الباطن تكون قوة صلاح الظاهر

و الثاني: أن يكون القلب فاسدا فتفسد بذلك الجوارح، و على قدر فساد القلب تفسد الجوارح ، و على قدر قوة فساد الباطن تكون قوة فساد الظاهر.

فكان الناس في الجملة مؤمن، و عاصي ، و كافر.

و من أصناف الناس من كان ظاهره فاسد فسادا تاما مطلقا، و ذلك الفساد يدل على فساد باطنه فسادا تاما مطلقا، و عليه فمن ترك عمل الجوارح تركا تاما مطلقا جملة و تفصيلا دل ذلك على فساد ظاهره فسادا تاما مطلقا و بالتالي فساد باطنه فسادا تاما مطلقا و ذلك هو الكفر البواح و الشرك الصراح و النفاق البين و الزندقة الظاهرة و كان كل ذلك للتلازم بين الظاهر و الباطن.

قال شيخ الإسلام: ) ثم القلب هو الأصل، فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة، لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب. ا)

و قال بعض الفضلاء ما معناه: من قال بوجود صلاح في الباطن أو قدر من الصلاح في الباطن من محبة و إخلاص و رغبة ثم لا يظهر أثر ذلك القدر من الصلاح على الجوارح فقد قال بقسم ثالث لم يعلم به الرسول صلى الله عليه و على آله و سلم. أو لكان للنبي صلى الله عليه و على آله و سلم أن يقول: إذا صلحت صلح الجسد كله، و قد يكون فاسدا. و هذا بهتان عظيم.

و بما أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم لم يخبر بهذا القسم دل ذلك على بطلانه أي لا يمكن أن يكون هناك قدر من الصلاح في الباطن و تكون الجوارح فاسدة فسادا تاما مطلقا.

و نحن قد ذكرنا من قبل الإجماع على كفر تارك عمل الجوارح بالكلية و هذا زيادة بيان لما جاء هناك




ثم بعد: ذكرت هذا لأن بعضهم فهم كلام الشيخ ربيع فما خاصا بهه و أخذ يفرق بين ترك العمل و ترك العمل كلية و زعم أن ترك العمل كلية يراد به ترك عمل الباطن و الجوارح و هذا الذي يكفر به ، و توهم أن ترك عمل الجوارح لا يكفر به ما لم يكن مصحوبا بترك عمل الباطنو غفل عن التلازم بين الظاهر وو الباطن و به يقول الشيخ ربيع و به كفر تارك عمل الجوارح جملة و تفصيلا











رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 18:01   رقم المشاركة : 230
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

دعك مما أنت عليه فالمسألة أقرب منن ذلك بكثير و قد قلت من قبل أنك ستأتينا بالعجب العجاب نصرة لمذهبك لا نصرة للحق

و بما أنن خلافنا فيمن ترك عمل الجوارح جملة تفصيلا أي ترك العمل كلية، أي ظاهره فاسد فسادا تاما كليا

لك هذا السؤال مباشرة:

هل يمكن أن يكون هناك قدر م الصلاح في الباطن و لا يظهر أثر ذلك الصلاح في الظاهر (عمل الجارح)

فإذا قلت يمكن قلنا بين لنا هذه الصورة من حديث النعمان بن بشير

و نقول لك أيضا

قولهم (لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر)

نأخذ واحدة من الثلاثة و ليكن العمل الظاهر

و عليه فالعمل الظاهر لا يجزئ إلا بالعمل الباطن من اعتقاد و محبة و إخلاص و نية

فما معنى لا يجزئ هنا


ستقول لا يغنى و لا يكفي أي أنه مفتقر لغيره

فنقول لك هل ذلك الافتقار من أجل صحته أم من أجل كماله

فإذا قلت من أجل صحته فقد خصمت نفسك و وافقتنا في أن لا تجزئ بمعنى لا تصح

و إذا قلت من أجل كماله حكمت بصحة عمل المنافقين










رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 18:03   رقم المشاركة : 231
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح القسنطيني مشاهدة المشاركة
قال الإمام سفيان بن عينية فقد قال رحمه الله: (المرجئة سموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليسا سواء لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال معصية، وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر هو كفر......................أين تتمة الكلام ؟؟؟

فنقول على هذا تعليقات :



1- «أن في سنده سويد بن سعيد الحدثاني؛ وفيه كلام من قبل حفظه، من أجله أودعه الحافظ الذهبي في ديوان « مجموع الضعفاء والمتروكين» (1836 ) -بتحقيق الشيخ العلامة حماد الأنصاري -رحمه الله -) و« المغني في الضعفاء» (2706 )


2 ـ إن هذا الكلام موجه لذلك الصنف من المرجئة الذين يشهدون بإيمان من لم يقرّ ويلتزم فعل الفرائض بقلبه وقالبه
ويدل على ذلك أمور قطعية لا شِيَة فيها، ولا مجال للمخالف أن ينازع فيها؛ منها :



أ ـ ما يبتره بعض المتحمسين، ويذكره البعض الآخر ـ متأولين ـ وهو أول كلام الإمام سفيان؛ ألا هو قوله عن المرجئة :
«أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلاّ الله ، مصراً بقلبه على ترك الفرائض، وسموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة... »


ب ـ قول الإمام سفيان ـ الذي تمالأ على بتره أكثر المتحمسين، وهو قوله ـ رحمه الله ـ الذي فيه تفصيل التأصيل ـ وهو التفريق بين ترك الفرائض وركوب المحارم ـ وقوله المبتور هو:

«وبيان ذلك في أمر آدم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإبليس، وعلماء اليهود : أما آدم؛ فنهاه الله ـ عز وجل ـ عن أكل الشجرة، وحرمها عليه، فأكل منها متعمداً؛ ليكون مَلَكَاً أو يكون من الخالدين؛ فَسُمِّي عاصياً من غير كفر.

وأما إبليس ـ لعنه الله ـ؛ فإنه فرض عليه سجدة واحدة، فجحدها متعمداً؛ فسُمِّي كافراً.
وأما علماء اليهود؛ فعرفوا نعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه نبي؛ كما يعرفون أبناءهم، وأقروا باللسان ولم يتبعوا شريعته؛ فسماهم ـ عز وجل ـ كفاراً!!

وصنيعهم هذا: أشبه ما يكون بفعل اليهود، الذين غطّوا آية الرجم، وكحال من يستدل بقوله ـ سبحانه ـ :

(فويلٌ للمصلين) لتحريم الصّلاة!!
وهذا كله ليسلم لهم تقرير مذهب الخوارج ـ أو نصف مذهبهم! ـ القائم على أن مجرد ترك الواجبات ـ أو بعضها ـ مع الإقرار والالتزام القلبي هو كفر يشبه ترك إبليس وعلماء اليهود!!


مع أن الفرق بين هذه الأصناف أوضح من رابعة النهار.
فالله ـ الله ـ في عباد الله ـ عموماً ـ، وفي أهل السنة خصوصاً.









رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 18:23   رقم المشاركة : 232
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي



ج ـ وما قررناه من كلام سفيان ـ رحمه الله ـ ليس بِدعاً من الفهم وزوراً
إنما نقله عنه الإمام الآجري ـ رحمه الله ـ في كتابه
«الشريعة » (ص: 104 ) :
«كيف نصنع بقوم عندنا يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل؟
فقال ـ رحمه الله ـ:«كان القول قولهم قبل أن تقرر أحكام الإيمان وحدوده... إلى آخر كلامه الذي فيه :
«فمن ترك خُلّة من خلال الإيمان كان بها عندنا كافراً، ومن تركها كسلاً أو تهاوناً بها،
أدَّبناه وكان بها عندنا ناقصاً، وهكذا السنة ».

أنظر كيف فرّق ـ رحمه الله ـ بينهما، مع اشتراكهما في الترك، فيحمل كل منهما على بابه.


د ـ لقد وضح شيخ الإسلام - رحمه الله - التأصيل الذي فصله سفيان بن عيينه مبيناً متى يكون ترك الفرائض كفراً، وأنه لايشترط للتكفير بها جحود وجوبها فقط وأنه قد يكفر من تركها مع أنه لا يجحد وجوبها- وقد يعترف - أحياناً - أن الله أوجبها، ومع ذلك يكفر بهذا الترك؛ بسبب تركه الإقرار والالتزام القلبي، ومثّل - رحمه الله -
بما مثّل به سفيان بن عيينة نفسه فدل على أن مرادهما واحد!

ومن يقول بغير هذا فهو لمنهجهما جاحد.

قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في « مجموع الفتاوى» (20/ 97 ) عند عرضه الأقوالَ في ترك مباني الإسلام سوى الشّهادتين:
«وليس الأمر كما يفهم من إطلاق الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم أنه إن جحد وجوبها كفر، وإن لم يجحد وجوبها فهو مورد النزاع، بل هنا ثلاثة أقسام :
أحدها : إن جحد وجوبها فهو كافر بالاتفاق.
والثاني : لا يجحد وجوبها، لكنه ممتنع من التزام فعلها كبراً أو حسداً، أو بغضاً لله ورسوله : فيقول : أعلم أن الله أوجبها على المسلمين، والرسول صادق في تبليغ القرآن، ولكنه ممتنع عن التزام الفعل استكباراً أو حسداً للرسول، أو عصبية لدينه، أو بغضاً لما جاء به الرسول : فهذا ـ أيضاً ـ كافر بالاتفاق، فإن إبليس لما ترك السجود المأمور به لم يكن جاحداً للإيجاب، فإن ـ الله تعالى ـ باشره بالخطاب، وإنما أبى واستكبر وكان من الكافرين، وكذلك أبو طالب كان مصدقاً للرسول فيما بلّغه، لكنه ترك اتباعه حميَّة لدينه، وخوفاً من عار الانقياد»، إلى أن قال :
«... وإلاّ فمتى لم يقر ويلتزم فعلها قتل وكفر بالاتفاق».












رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 18:51   رقم المشاركة : 233
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح القسنطيني مشاهدة المشاركة
لك هذا السؤال مباشرة:
هل يمكن أن يكون هناك قدر م الصلاح في الباطن و لا يظهر أثر ذلك الصلاح في الظاهر (عمل الجارح)
فإذا قلت يمكن قلنا بين لنا هذه الصورة من حديث النعمان بن بشير

تارك العمل ؛ قلبهُ أفسد قلوب الموحدين على الإطلاق ، من لدن بعثة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أن ينفخ اسرافيل في الصور

وإليك جواب طبيب القلوب ابن قيم الجوزية - رحمه ربُّ البرية -




كَيْفَ يَجْتَمِعُ الْيَقِينُ بِالْمَعَادِ، وَالتَّخَلُّفُ عَنِالْعَمَلِ‏؟‏
فَإِنْ قُلْتَ‏:‏ كَيْفَ يَجْتَمِعُالتَّصْدِيقُ الْجَازِمُ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ بِالْمَعَادِ وَالْجَنَّةِوَالنَّارِ وَيَتَخَلَّفُ الْعَمَلُ‏؟‏
وَهَلْ فِي الطِّبَاعِ الْبَشَرِيَّةِأَنْ يَعْلَمَ الْعَبْدُ أَنَّهُ مَطْلُوبٌ غَدًا إِلَى بَيْنِ يَدَيْ بَعْضِالْمُلُوكِ لِيُعَاقِبَهُ أَشَدَّ عُقُوبَةٍ، أَوْ يُكْرِمَهُ أَتَمَّ كَرَامَةٍ،وَيَبِيتُ سَاهِيًا غَافِلًا لَا يَتَذَكَّرُ مَوْقِفَهُ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ،وَلَا يَسْتَعِدُّ لَهُ، وَلَا يَأْخُذُ لَهُ أُهْبَتَهُ‏.‏

قِيلَ‏:‏ هَذَا لَعَمْرُ اللَّهِ سُؤَالٌصَحِيحٌ وَارِدٌ عَلَى أَكْثَرِ هَذَا الْخَلْقِ، فَاجْتِمَاعُ هَذَيْنِالْأَمْرَيْنِ مِنْ أَعْجَبِ الْأَشْيَاءِ وَهَذَا التَّخَلُّفُ لَهُ عِدَّةُأَسْبَابٍ‏:‏

أَحَدُهَا‏:‏ ضَعْفُ الْعِلْمِ،وَنُقْصَانُ الْيَقِينِ، وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الْعِلْمَ لَا يَتَفَاوَتُ، فَقَوْلُهُمِنْ أَفْسَدِ الْأَقْوَالِ وَأَبْطَلِهَا‏.‏

وَقَدْ سَأَلَ إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُإِحْيَاءَ الْمَوْتَى عِيَانًا بَعْدَ عِلْمِهِ بِقُدْرَةِ الرَّبِّ عَلَى ذَلِكَ،لِيَزْدَادَ طُمَأْنِينَةً، وَيَصِيرَ الْمَعْلُومُ غَيْبًا شَهَادَةً‏.‏

وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ‏:‏لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ»‏.‏

فَإِذَا اجْتَمَعَ إِلَى ضَعْفِ الْعِلْمِ عَدَمُ اسْتِحْضَارِهِ،أَوْ غَيْبَتُهُ عَنِ الْقَلْبِ فِي كَثِيرٍ مِنْ أَوْقَاتِهِ أَوْ أَكْثَرِهَالِاشْتِغَالِهِ بِمَا يُضَادُّهُ، وَانْضَمَّ إِلَى ذَلِكَ تَقَاضِي الطَّبْعِ،وَغَلَبَاتُ الْهَوَى، وَاسْتِيلَاءُ الشَّهْوَةِ، وَتَسْوِيلُ النَّفْسِ،وَغُرُورُ الشَّيْطَانِ، وَاسْتِبْطَاءُ الْوَعْدِ، وَطُولُ الْأَمَلِ، وَرَقْدَةُالْغَفْلَةِ، وَحُبُّ الْعَاجِلَةِ، وَرُخَصُ التَّأْوِيلِ وَإِلْفُ الْعَوَائِدِ،فَهُنَاكَ لَا يُمْسِكُ الْإِيمَانَ إِلَّا الَّذِي يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا، وَبِهَذَا السَّبَبِ يَتَفَاوَتُ النَّاسُ فِيالْإِيمَانِ وَالْأَعْمَالِ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى أَدْنَى مِثْقَالِ ذَرَّةٍفِي الْقَلْبِ‏.‏

وَجِمَاعُ هَذِهِالْأَسْبَابِ يَرْجِعُ إِلَى ضَعْفِ الْبَصِيرَةِ وَالصَّبْرِ، وَلِهَذَا مَدَحَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَهْلَ الصَّبْرِ وَالْيَقِينِ، وَجَعَلَهُمْ أَئِمَّةً فِيالدِّينِ، فَقَالَ‏:‏ ‏(‏وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَبِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)[‏السَّجْدَةِ‏:24]

« الجواب الكافي » (54 )













رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 19:02   رقم المشاركة : 234
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
أظن أن المطب وقع فيه غيرك ممن تقلدهم بجهالة وضحالة فأوقعوك في التناقض كما وقعوا - هم - فيه من قبل

إن كنت صاحب حق وطالب دليل فقل لي من تقصد بهذا الكلام ؟ من هم المتناقضون الذين أقلدهم ؟ وقد ذكرت لك اسماء بعضهم؟
فأجبني بلا حيدة ، كررت لك هذا الموضوع مرتين وتذهب لتنقل غيره ، أهذا سلوك صاحب السنة المحق ؟
أنتظر منك الجواب على هذا ، وعلى من لم يسبر منهج السلف من هو؟ وعلى إجماع الشافعي ، ودون جواب صريح لا داعي للروغان فليس بنافعك شيئا.

كثرة الكلام لا تنبئ عن اطلاع واسع عند من شم رائحة العلم.









رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 19:13   رقم المشاركة : 235
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


ومن جهة أخرى :


فعدم التجويز العقلي لا يقدح في الدليل الشرعي، هذا بالنسبة لنا نحن معاشر البشر، أما إذا تعلق الأمر بعلاّم الغيوب فالأمر مختلف، لا يحتاج إلى مزيد بيان للفرق بين معرفة العبد العاجز القاصر الساهي الناسي، وبين من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

فقول بعض علماء أهل السنة:
إنّ الأقوام الذي يخرجون من النار لم يعملوا خيراً قط، لا يتصادم مع نقل ولا عقل، فربنا - تعالى - الجواد الكريم ينجي أولئك الذين لم يعملوا خيراً قط، ويثيبهم على ما في قلوبهم؛ مما يزن مثقال الذرة أو أدنى من ذلك. وتصوُّرُ هذا المقدارِ مع عدم تحريك الجوارح - كما ثبت في النصوص الصحيحة - أمرٌ لا غرابة فيه، وقد أعجبنا في تقريب تصوُّر هذه الحالة وتصويرها ما قاله الدكتور الحوالي ـ عافاه الله ظاهراً وباطناً، وغفر له على مُخالفته ـ في كتابه
« ظاهرة إرجائه » (2/ 529 ) ـ وهو من هو! ـ حيث قال:

« ولهذا تحصل حالة شاذة خفية؛ وهي أن يضعف إيمان القلب ضعفاً لا يبقى معه قدرة على تحريك الجوارح لعمل خير، مثله مثل المريض الفاقد للحركة والإحساس، إلا أن في قلبه نبضاً لا يستطيع الأطباء معه الحكم بوفاته ـ مع أنه ميؤوس من شفائهِ؛ فهو ظاهراً في حكم الميت، وباطناً لديه القدر الضئيل من الحياة الذي لا حركة معه، وهذه هي حالة الجهنميين الذين يخرجهم الله من النار، مع أنهم لم يعملوا خيراً قط...».
ولو تأمل هذا الرجل ما خطّته يداه - ها هنا - لكان ذلك كافياً لهدم كتابه كله، فهل يعقل ذلك المقلدون له، الفرحون لكتابه ؟

ولا يظنَنَّ عاقل أنّ القول بتحريم الخلود في النار لتارك الأعمال شهادة له بأنه صاحب إيمان حقيقي أو تصديق قوي وكامل، ألم يعلموا أنّ التصديق والإيمان بالقلب قد يكون ضعيفاً ذاوياً كما ذكر ابن رجب في «شرح كتاب الإيمان» (134 ):
«فجعل قتادة: الإسلام الكلمة، وهي أصل الدين، والإيمان ما قام بالقلوب من تحقيق التصديق بالغيب، فهؤلاء القوم لم يحققوا الإيمان في قلوبهم، وإنّما دخل في قلوبهم تصديق ضعيف بحيث صحّ به إسلامهم،
ويدل عليه قوله تعالى: ( وإن تطيعوا الله ورسوله لا يَلِتكم من أعمالكم شيئاً ) [الحجرات : 14]».

وكما قال الحَليميّ - رحمه الله -:
«ووجه هذا أنْ يكون في قلب واحد توحيد، ليس معه خوف غالب على القلب فيردع، ولا رجاء حاضر له فيطمع، بل يكون صاحبه ساهياً قد أذهلته الدنيا عن الآخرة.... فإذا كان ذلك خفّ وزنه وإذا تتابعت شهاداته ثقل وزنه.
ولـه وجه آخر وهو أنْ يكون إيمان واحد في أدنى مراتب اليقين حتى إنْ تشكك تشكك ».

وقد يستشكل مستشكلٌ دخولَ الجنّة بدون العمل؟

فيقال: إنّ دخول الجنّة لمن لم يعمل خيّراً قط، هو من باب الإحسان من الخالق، بخلاف دخول النّار الذي لا بدّ فيه من العصيان من المخلوق.
وشبيه هذا ما قاله شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في «مجموع الفتاوى » (16/ 47 ):
«وأمّا الجنّة فإنّ الله ينشئ لها خلقاً فيدخلهم الجنّة، فبيّن أنّ الجنّة لا يضيّقها ـ سبحانه ـ، بل ينشئ لها خلقاً فيدخلهم الجنّة،لأنّ الله يدخلالجنّة من لم يعمل خيراً ؛ لأنّ ذلك من باب الإحسان، وأمّا العذاب بالنّار فلا يكون إلا لمن عصى، فلا يعذب أحداً بغير ذنب. والله أعلم».

قال ابن قيم الجوزية - رحمه ربُّ البرية -
(والفرق بين الدارين من وجوه عديدة شرعا وعقلا
أحدها: أن الله سبحانه أخبر بأن نعيم الجنة ماله من نفاد وإن عطاء أهلها غير مجذوذ وأنه غيرممنون
ولم يجيء ذلك في عذاب أهل النار ...............
الخامس: أنه قد ثبت أن الله سبحانه يدخل الجنة بلا عمل أصلا بخلاف النار
السادس: أنه سبحانه ينشئ في الجنة خلقا ينعمهم فيها ولا ينشئ في النارخلقا يعذبهم بها...) اهـ
« شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل » (ص: 262 )



عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : (( تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين و المتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله عز وجل، للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله، فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا آخر))

«صحيح البخاري » (4850 )





فالقول إذاً بالخروج من النّار لتارك العمل إحساناً من المنّان، ليس بكذب، ولا بهتان.











رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 19:25   رقم المشاركة : 236
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الحارث مهدي مشاهدة المشاركة


وها هو كلامي بحروفه :

أهل السنة اختلفوا في حكم تارك الصلاة ، فمن كفر تارك الصلاة فهو بلا شك يكفر تارك العمل من باب أولى

أم من لم يكفر تارك الصلاة ( وكذا الزكاة والصيام والحج )، فبودي أن أسأل جميع دعاة جنس العمل

والسؤال : من لم يُكفر بترك أركان الإسلام الأربعة مع بقاء أصل الأيمان مع شهادة الحق ، فبماذا سيكون تكفيره ؟
أبِتَركِهِ إماطة الأذى عن الطريق ؟ ، أم بتركِ استعمال السواك ؟ ، أم عدم إلقاء السَّلام ؟
أم
بــــ ...........نترك الجواب لأدعياء جنس العمل
عسى أن نجد عندهم جوابا بدليل من الكتاب أو من السنة الصحيحة على التكفير بِتَركِ عملٍ دون الصلاة ،
ونقول لهم: بالتوفيق - إن شاء الله - لكن حذارِ أن تمرَّوا من قنطرة صعبة المسلك، يقال لها قنطرة الخوارج ذات الروائح الكريهة ، فإنها تُخلِّدُ في النار من سينجيهم الله بشفاعته، لأن شيخ الإسلام -رحمه الله - يقول:

( ....ولكن إن قال: لا إله إلا الله خالصاً صادقاً من قلبه ومات على ذلك فإنّه لا يخلد في النّار؛
إذ لا يخلد في النّار من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان)
أُعيد وأقول دليل من الكتاب أو من السنة الصحيحة، على التكفير بِتَركِ عملٍ دون الصلاة ؟
لم نسألك عن هذا الكلام بل عن غيره وأنت تعرف ماذ أقصد بسؤالي لكنك تؤثر الروغان خشية أن تنكشف حقيقتك، فأجب عن موضع السؤال بدقة ولا تتهرب للمرة الرابعة

ننتظر الجواب .

اللهم إني أبرأ إليك مما يقولون وأنت حسبي فنعم المولى ونعم النصير

والذي أريد بيانه في هذه المشاركة هو قول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -
وحكمه في مسألة تارك عمل الجوارح بالكلية
وذلك من خلال أقرب تلامذته إليه وهو الأخ رائد آل طاهر - وفقه الله - وإليكم البيان :
رائد آل طاهر ليس أقرب تلاميذ الشيخ إليه فلم التدليس؟ بل أنتم تلمزونه بالكذب في منتداكم الكل ؟ فكيف صار هنا موثوقا في نقله عن الشيخ ؟
ثم تدعي أنه أقرب تلاميذ الشيخ إليه؟ لتروج ما تعتقد أم لم؟
فما يوجد في كتاب الشيخ ربيع من قوله هو يرد ويؤخذ بنقل رائد ؟ أليس هذا من العبث بالعلم والضحك على ع
قول الناس
؟




لا جـــــديــــــد فــــــــــي البيـــــــــــــــان


وهو كفاية -إن شاء الله - في الرد على المتسلق ( مقلد الخلف ) بما لا مزيد عليه
ثم بعد ذلك ننتقل لشبه القوم ونقضها حجرا حجرا

ستنقضها حجرا حجرا بطريقة اللف والروغان واللمز ، إذ كيف صار رائد عندكم من أقرب تلاميذ الشيخ ؟
إنا منتظرون









رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 19:27   رقم المشاركة : 237
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
تارك العمل ؛ قلبهُ أفسد قلوب الموحدين على الإطلاق ، من لدن بعثة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أن ينفخ اسرافيل في الصور
لم تجبني و هي مراوغة منك

فكيف تقول أن قلبه من أفسد القلوب

ثم تنسب له التوحيد

فربك ما هو هذا التوحيد الذي قام في قلبه و كان ظاهره فاسد فسادا تاما كليا


و على قولك فلا تلازم بين الباطن و الظاهر


رسول الله صلى الله عليه و على أله و سلم قال

إذا صلح القلب صحلت الجوارح على قدره إذا فسد القلب فسدت الجوارح على قدره

و أنتم تجعلون قسما ثالثا من صلح قلبه و فسدت جوارحه

سبحانك ربي












رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 19:31   رقم المشاركة : 238
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح القسنطيني مشاهدة المشاركة

رحم الله الإمام اسحاق بن راهوية حيث قال:
( غلت المرجـئة حتى صار من قولهم أن قوماً يقولون : من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضـان والزكـاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها أنا لا نكفره ، يرجأ امره الى الله، بعد إذ هو مقر. فهؤلاء الذين لا شـك فيهم أنهم مرجئة )



فجوابنا عليه من عدة وجوه :


1 - «فقول المرجئة ـ في هذا التارك ـ: «يرجأ أمره إلى الله» بيّن في سبب الحكم عليم بضلالهم.

أما من قال : أن هؤلاء فساق، فجار، داخلون تحت الوعيد بالنار: فليس من هذا القبيل،لا في كثير ولا في قليل!».

2 ـ إن قوله ـ رحمه الله ـ «غلت المرجئة» صريح واضح أنه يريد غلاة المرجئة، فكيف يُطَرِّدُهُ المخالفون، ويحملونه على مرجئة الفقهاء؛ بل ويشملون فيه أهل السنة أنفسهم؟!
وحقيقةُ قولِ هؤلاء الغلاة الذين عناهم إسحاق ـ رحمه الله ـ ذكره شيخ الإسلام في «الفتاوى» (7 / 297 ) :
«ولكن الأقوال المنحرفة قول من يقول بتخليدهم ـ أي: أصحاب الذنوب ـ كالخوارج والمعتزلة، وقول غلاة المرجئة الذين يقولون : ما نعلم أن أحداً يدخل النار! بل نقف في هذا كله».

وسماهم في موضع آخر : بالمرجئة الواقفة فقال في «الفتاوى» (7 / 486 ) في كلامه حول أحاديث الشّفاعة :

«وهذه الأحاديث حجة على الطائفتين:

«الوعيدية»... وعلى «المرجئة الواقفة، الذين يقولون : لا ندري هل يدخل من أهل التوحيد النار أحد، أم لا؟! ».

3 ـ من المعلوم أن الخلاف في ترك الفرائض محصور بين أهل السنة في زوال المباني الأربعة - كلاً أو بعضاً - كما صرح بذلك الإمام ابن رجب، ونقلناه عنه وهو قوله في «شرح كتاب الإيمان» (ص26 ) :
«وأما زوال الأربع البواقي : فاختلف العلماء: هل يزول الاسم بزوالها أو بزوال واحد منها ؟...
وهذه الأقوال كلها محكية عن الإمام أحمد».


فهل الإمام أحمد ـ ولو في رواية! ـ فضلاً ـ عن غيره من العلماء ـ مرجئة؛ لأنهم لا يكفِّرون بترك شيء من ذلك مع الإقرار بالوجوب؟!! نَبِّئونا بعلم !!
ثم قال ـ رحمه الله ـ (ص 30 ) :
«فأما بقية خصال الإسلام والإيمان، فلا يخرج العبد بتركها من الإسلام عند أهل السنة والجماعة....
وقال طاووس: مَثَلُ الإسلام كشجرة أصلها الشهادة، وساقها كذا وكذا، وثمرها الورع... ومعلوم أنّ ما دخل في مسمى الشجرة والنخلة ـ من فروعها وأغصانها وورقها وثمرها - إذا ذهب شيء منه لم يذهب عن الشجرة اسمها؛ ولكن يقال : هي شجرة ناقصة، وغيرها أكمل منها، فإنْ قُطع (أصلُها ) وسقطت لم تبق شجرة؛ وإنّما تصير حطباً....».

فجعل أصل الإيمان : الشهادة؛ وبذهابها ـ فقط ـ يذهب الأصل.

لو أردنا أن نتقوقع كما فعل غيرنا حول كلام إسحاق ـ رحمه الله ـ الذي نقله المخالفون؛ لقلنا : إنّكم مرجئة عند إسحاق!! لأنه جعل قول من قال : لا يكفر بترك هذه الأركان مع الإقرار بها من أقوال المرجئة!
[ابن رجب (ص27 )].
فأنتم لا تشترطونها، إنما تشترطون مطلقها أو أحد أفرادها، فقولوا بشرطيتها لتسلَموا من تبعة كلامه وإلاّ كنتم ومرجئة الفقهاء الذين تنسبون أهل العلم إليهم سِيّين!!

5 ـ ومن تناقُض المخالفين :أنهم أخذوا من كلام إسحاق ما يهوّشون به على غيرهم، وتركوا ما لا يخدمهم؛ حيث إنّه ـ رحمه الله ـ حكى الإجماع على تكفير تارك الصلاة، كما صرح بذلك ـ عنه ـ ابن رجب (27 ) بقوله :
«وكثير من علماء أهل الحديث يرى تكفير تارك الصلاة. وحكاه إسحاق بن راهويه (إجماعاً ) منهم».


فلماذا قبلوا منه تهمة الإرجاء، لمن قال: لا يكفر بترك هذه الأركان مع الإقرار بها، ولم يقبلوا منه الإجماع على كفر تارك الصلاة؟!
وصدق من قال : فواعجباه واعجباه فواغوثاك رباه .











رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 19:46   رقم المشاركة : 239
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح القسنطيني مشاهدة المشاركة

لم تجبني و هي مراوغة منك
فكيف تقول أن قلبه من أفسد القلوب
ثم تنسب له التوحيد
فربك ما هو هذا التوحيد الذي قام في قلبه و كان ظاهره فاسد فسادا تاما كليا
و على قولك فلا تلازم بين الباطن و الظاهر
رسول الله صلى الله عليه و على أله و سلم قال
إذا صلح القلب صحلت الجوارح على قدره إذا فسد القلب فسدت الجوارح على قدره
و أنتم تجعلون قسما ثالثا من صلح قلبه و فسدت جوارحه
سبحانك ربي



لكل داء دواء يستطب به * إلا الحماقة أعيت من يداويها
دليل فساد قلبه أنه لم تشمله شفاعة الشافعين من الأنبياء والمرسلين ولا شفاعة الملائكة المقربين حتى قبض أرحم الراحمين قبضة أخرج بها من النار قوما لم يعملوا قط

فعدم التجويز العقلي لا يقدح في الدليل الشرعي، هذا بالنسبة لنا نحن معاشر البشر، أما إذا تعلق الأمر بعلاّم الغيوب فالأمر مختلف، لا يحتاج إلى مزيد بيان للفرق بين معرفة العبد العاجز القاصر الساهي الناسي، وبين من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور


فقول بعض علماء أهل السنة:
إنّ الأقوام الذي يخرجون من النار لم يعملوا خيراً قط، لا يتصادم مع نقل ولا عقل، فربنا - تعالى - الجواد الكريم ينجي أولئك الذين لم يعملوا خيراً قط، ويثيبهم على ما في قلوبهم؛ مما يزن مثقال الذرة أو أدنى من ذلك. وتصوُّرُ هذا المقدارِ مع عدم تحريك الجوارح - كما ثبت في النصوص الصحيحة - أمرٌ لا غرابة فيه، وقد أعجبنا في تقريب تصوُّر هذه الحالة وتصويرها ما قاله الدكتور الحوالي ـ عافاه الله ظاهراً وباطناً، وغفر له على مُخالفته ـ في كتابه
« ظاهرة إرجائه » (2/ 529 ) ـ وهو من هو! ـ حيث قال:

« ولهذا تحصل حالة شاذة خفية؛ وهي أن يضعف إيمان القلب ضعفاً لا يبقى معه قدرة على تحريك الجوارح لعمل خير، مثله مثل المريض الفاقد للحركة والإحساس، إلا أن في قلبه نبضاً لا يستطيع الأطباء معه الحكم بوفاته ـ مع أنه ميؤوس من شفائهِ؛ فهو ظاهراً في حكم الميت، وباطناً لديه القدر الضئيل من الحياة الذي لا حركة معه، وهذه هي حالة الجهنميين الذين يخرجهم الله من النار، مع أنهم لم يعملوا خيراً قط...».
ولو تأمل هذا الرجل ما خطّته يداه - ها هنا - لكان ذلك كافياً لهدم كتابه كله، فهل يعقل ذلك المقلدون له، الفرحون لكتابه ؟

ولا يظنَنَّ عاقل أنّ القول بتحريم الخلود في النار لتارك الأعمال شهادة له بأنه صاحب إيمان حقيقي أو تصديق قوي وكامل، ألم يعلموا أنّ التصديق والإيمان بالقلب قد يكون ضعيفاً ذاوياً كما ذكر ابن رجب في «شرح كتاب الإيمان» (134 ):
«فجعل قتادة: الإسلام الكلمة، وهي أصل الدين، والإيمان ما قام بالقلوب من تحقيق التصديق بالغيب، فهؤلاء القوم لم يحققوا الإيمان في قلوبهم، وإنّما دخل في قلوبهم تصديق ضعيف بحيث صحّ به إسلامهم،
ويدل عليه قوله تعالى: ( وإن تطيعوا الله ورسوله لا يَلِتكم من أعمالكم شيئاً ) [الحجرات : 14]».

وكما قال الحَليميّ - رحمه الله -:
«ووجه هذا أنْ يكون في قلب واحد توحيد، ليس معه خوف غالب على القلب فيردع، ولا رجاء حاضر له فيطمع، بل يكون صاحبه ساهياً قد أذهلته الدنيا عن الآخرة.... فإذا كان ذلك خفّ وزنه وإذا تتابعت شهاداته ثقل وزنه.
ولـه وجه آخر وهو أنْ يكون إيمان واحد في أدنى مراتب اليقين حتى إنْ تشكك تشكك ».

وقد يستشكل مستشكلٌ دخولَ الجنّة بدون العمل؟

فيقال: إنّ دخول الجنّة لمن لم يعمل خيّراً قط، هو من باب الإحسان من الخالق، بخلاف دخول النّار الذي لا بدّ فيه من العصيان من المخلوق.
وشبيه هذا ما قاله شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في «مجموع الفتاوى » (16/ 47 ):
«وأمّا الجنّة فإنّ الله ينشئ لها خلقاً فيدخلهم الجنّة، فبيّن أنّ الجنّة لا يضيّقها ـ سبحانه ـ، بل ينشئ لها خلقاً فيدخلهم الجنّة،لأنّ الله يدخلالجنّة من لم يعمل خيراً ؛ لأنّ ذلك من باب الإحسان، وأمّا العذاب بالنّار فلا يكون إلا لمن عصى، فلا يعذب أحداً بغير ذنب. والله أعلم».

قال ابن قيم الجوزية - رحمه ربُّ البرية -
(والفرق بين الدارين من وجوه عديدة شرعا وعقلا
أحدها: أن الله سبحانه أخبر بأن نعيم الجنة ماله من نفاد وإن عطاء أهلها غير مجذوذ وأنه غيرممنون
ولم يجيء ذلك في عذاب أهل النار ...............
الخامس: أنه قد ثبت أن الله سبحانه يدخل الجنة بلا عمل أصلا بخلاف النار
السادس: أنه سبحانه ينشئ في الجنة خلقا ينعمهم فيها ولا ينشئ في النارخلقا يعذبهم بها...) اهـ
« شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل » (ص: 262 )



عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : (( تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين و المتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله عز وجل، للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله، فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا آخر))

«صحيح البخاري » (4850 )





فالقول إذاً بالخروج من النّار لتارك العمل إحساناً من المنّان، ليس بكذب، ولا بهتان.





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متبع السلف مشاهدة المشاركة
إن كنت صاحب حق وطالب دليل فقل لي من تقصد بهذا الكلام ؟ من هم المتناقضون الذين أقلدهم ؟.

المتناقضون من لا يكفرون تارك أركان الإسلام الأربعة : الصلاة والزكاة والصيام والحج


ثم يكفرونه بما دون ذلك ؛ بترك واجب أو مستحب

وَإِنْ كُنْتَ لاَ تَفْهَمُ فَمَا لي عَلَيْكَ مِنْ سَبِيل
وصلاة المغرب قد حان وقتها

والله هو هادي الخلق إلى الحق
وهو حسبنا ونعم الوكيل

طالب الحق يكفيه دليل، وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
الجاهل يُعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

كما قال الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -














رد مع اقتباس
قديم 2013-06-05, 21:33   رقم المشاركة : 240
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

لا تزال مصرا على باطلك، هاجرا للحق، مجاهرا بقول مفارق للجماعة مطلقا للصواب، ناكحا للتقليد، معاندا للدليل،، تستدل بما لا دليل لك فيه، متمسكا بالمتشابه، معرضا عن المحكم، لاهثا وراء المجمل مجانبا للمفصل، حالك حال من وضعت الشمس بين يديه، ثم أعرض عنها زاعما أن نورها يحرق اليعنين لذا وجب الإعراض عنها.

و فيما تنقله و تذكره حالك حال من ولج كل بركة، و نقع من كل مشرب، إلا بركة الحق ما ولجها، و مشرب السنة في هذا الباب فما شرب منه.

ذكرنا مرارا و بينا تكرارا أن مقالة من (كفر تارك عمل الجوارح مجملا و مفصلا) أنه قد بناه على الأصل العظيم و هو التلازم بين أجزاء الإيمان ( فلا تجزئ واحدة إلا بالأخرى) فلا ظاهر يصح بلا باطن كما لا باطن يصح بلا ظاهر.


و قال أهل العلم: أن منشأ الخطأ في هذا الباب ظنهم التلازم بين عدم التكفير بترك المباني الأربعة، و عدم التكفير بجنس العمل.


و لا يزال مخالفنا يدندن حول أن من لم يكفر بالمباني لزمه عدم التكفير بترك كل العمل الظاهر ، و لا تلازم بينهما فإن التكفير بالمباني مبني على قيام الدليل، و أما تكفير تارك العمل بالكلية فمبناه على التلازم بين أجزاء الإيمان أو التلازم بين الباطن و ظاهر

قال ابن المفلح في آدابه: قال الشيخ تقي الدين رحمه الله : فأخبر أن صلاح القلب مستلزم لصلاح سائر الجسد ، وفساده مستلزم لفساده ، فإذا رأى ظاهر الجسد فاسدا غير صالح علم أن القلب ليس بصالح بل فاسد ، ويمتنع فساد الظاهر مع صلاح الباطن كما يمتنع صلاح الظاهر مع فساد الباطن إذ كان صلاح الظاهر وفساده ملازما لصلاح الباطن وفساده .


و لو ننقلت كلام العلماء في امتناع صلاح الباطن مع فسادا الظاهر لجمعت سفرا كبيرا.


و هذا كلام لبعض علماء عصرنا:


رحم الله الشيخ الإلباني فهو و إن خالف غيره فيما خالف و لكنه وافق فيما نحن عليه فقد قال رحمه الله : ( قال الشيخ الألباني : « إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ؛ فالله –عز وجل حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح ؛ لأننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا أن نتخيله خيالا ؛ آمن من هنا قال: أشهد ألا إله إلا الله ومحمد رسول الله ومات من هناهذا نستطيع أن نتصوره ، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ ويعيش دهره – مما شاء الله ولا يعمل صالحًا !! ؛ فعدم عمله الصالح دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه.)

و قال رحمه الله:

والحقيقةُ أنَّه لا يُمكنُ تَصوُّرُ صَلاحِ القُلوبِ إلا بِصلاحِ الأعمال ، ولا صَلاحُ الأعمالِ إلا بِصلاحِ القُلوبِ .
وقد بيَّن ذلك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجملَ بيانٍ في حديثِ


و رحم الله الإمام العلامة ابن باز فقد جاء عنه:

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله فقال :
– من شهد أن لا إله إلا الله واعتقد بقلبه ولكن ترك جميع الأعمال ، هل يكون مسلماً ؟
– قال الشيخ رحمه الله : لا ، ما يكون مسلماً حتى يوحد الله بعمله ، يوحد الله بخوفه ورجاءه ، ومحبته ، والصلاة ، ويؤمن أن الله أوجب كذا وحرم كذا. ولا يتصور .. ما يتصوّر أن الإنسان المسلم يؤمن بالله يترك جميع الأعمال ، هذا التقدير لا أساس له. لا يمكن يتصور أن يقع من أحد .. نعم ؛ لأن الإيمان يحفزه إلى العمل ؛ الإيمان الصادق .. نعم).


و جاء عن العلامة صالح الفوزان


السؤال: يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله هناك من يقول : إن تارك " جنس العمل " بالكلية لا يكفر ، وإن هذا القول قول ثان للسلف لا يستحق الإنكار ولا التبديع ؛ فما صحة هذه المقولة؟

الجواب: هذا كذاب ، اللي يقول هذا الكلام كذاب ، كذب على السلف ، السلف ما قالوا إن الذي يترك جنس العمل و لا يعمل شيء أنه يكون مؤمنا ، من ترك العمل نهائيا من غير عذر ، لا يصلي و لايصوم ولا يعمل أي شيء و يقول أنا مؤمن هذا كذاب ، أما اللي يترك العمل لعذر شرعي ، ما تمكن من العمل ، نطق بالشهادتين بصدق و مات أو قتل في الحال فهذا ما في شك أنه مؤمن لأنه ما تمكن من العمل ، ما تركه رغبة عنه ، أما اللي يتمكن من العمل و يتركه لا يصلي و لا يصوم و لا يزكي و لا يتجنب المحرمات و لا يتجنب الفواحش هذا ليس بمؤمن و لا أحد يقول إنه مؤمن إلا المرجئة ، نعم .



و بنحو هذا جاء عن علماء عصرنا من علماء اللجنة و ابن عثيمين و ربيع و زيد غيرهم كثيرون









ثم بعد هذا: يطلع علينا ( الحلبيون ) بصورة ليس عليها أثرة من علم و لا وميض من نور فيقولون : يوجد صلاح للباطن مع فساد للظاهر


متمسكين بأحاديث الشفاعة و البطاقة و هيهات ههيات و سيأتي إن شاء الله بيان كل ذلك




سبحانك ربي هل بعد هذا بيان لطالب الحق










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الجوارح, الإيمان, بدونه., نحصل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc