اريد بحث - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اريد بحث

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-11, 10:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
saidahmed
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي اريد بحث

اريد بحت حول التمويل الخارجي









 


قديم 2010-11-11, 11:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
nawal0001
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nawal0001
 

 

 
إحصائية العضو










B12

لكي مني هذا الموقع بالهناء ولا تنونا بالدعاء
https://www.djelfa.info/vb/showthread...95#post4066395
www.alkhodary.net/ar/deals/papers.doc










قديم 2010-11-11, 11:11   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
nawal0001
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nawal0001
 

 

 
إحصائية العضو










M001

الفصـل الثالـث : أساليـب تمويـل التجـارة الخارجيـة

يعتبر أسلوب تمويل التجارة الخارجية مسألة يهتم بها كثيرا خاصة من طرف البلدان التي تصدر منتوجا واحدا ( كما هو الحال في الجزائر )، حيث هو المصدر الوحيد الذي يوفر العملات الأجنبية بنسب أكبر .

وعمليات تمويل التجارة الخارجية تحتاج عملة صعبة وبذلك فأسلوب التمويل يرتبط بمدى توفر هذه الأخيرة لدى الدولة .

تطرح التجارة الخارجية وبصفة خاصة الوردات مشاكل أحيانا متعددة بين الأطراف المتعاملة التي لا تتواجد في نفس البلد ، ولذلك نجد تدخل البنوك والمؤسسات المالية في أغلب هذه التعاملات نظرا لخبراتها ومساعداتها المالية ، كما أنها تقوم بتأمين البلد من جهة وتدعيم الصادرات التي توفر العملة الصعبة للبلد من جهة أخرى .

المعاملات التي تتوسط فيها البنوك والمؤسسات المالية تختلف فيها طريقة الضمان والتمويل وذلك يرتبط حسب العقود المبرمة بين المستورد والمصدر ، وهذا ما ولد تقنيات عديدة ومتنوعة يتم التعامل بها.

هذا ما سوف نحاول التطرق إليه في هذا الفصل من خلال تعرضنا للمباحث التالية :


التمويل قصير الأجل .

التمويل متوسط وطويل الأجل .

التمويل عن طريق الإعتماد المستندي .

المبحـث الأول : التمويـل قصيـر الأجــل
يسمح التمويل قصير الأجل لعمليات التجارة الخارجية للمصدرين والمستوردين على السواء،بالحصول على مصادر التمويل الممكنة لتمويل صفقاتهم التجارية في أقل وقت ممكن،وفي هذا المبحث نتطرق إلى بعض التقنيات المستعملة في هذا النوع من التمويل.
المطلـب الأول: التحصيـل المستنـدي
Encaissement (remise) documentaire
عادة عندما تستمر علاقة تجارية بين مصدر ومستورد تصبح هناك درجة من الثقة ،وهذا ما يسمح لهما باستعمال تقنية مرنة وسهلة لإتمام عملياتهما التجارية تعرف بالتحصيل المستندي .
1-مفهـوم التحصيـل المستنـدي
التحصيل المستندي هو عملية يقدم فيها المصدر لبنكه المستندات المتفق عليها مع المستورد مصحوبة أولا بكمبيالة ،موجهة للمستورد مقابل دفع هذا الأخير أو قبوله الكمبيالة .
بهذا التحصيل المستندي يضمن المصدر بأن المستورد لن يحصل على المستندات التي يحتاجها لاستلام السلعة إلا إذا دفع أو قبل الكمبيالة.(1)
فالتحصيل المستندي أمر يصدر من البائع إلى البنك الذي يتعامل معه لتحصيل مبلغ معين من المشتري مقابل تسليمه مستندات شحن البضاعة المباعة إليه ،ويتم السداد إما نقدا أو مقابل توقيع المشتري على الكمبيالة،وعلى البنك تنفيذ أمر عميله وبذل كل جهد ممكن في التحصيل،غير أنه لا يتحمل أية مسؤولية ولا يقع عليه أي إلتزام في حالة فشله في التحصيل،وعلى عميل البنك أن يعطيه المستندات الخاصة بعملية تصدير البضاعة لمطابقتها على أمر التحصيل ،إلا أنه لا توجد مسؤولية على البنك في فحص هذه المستندات أو إكتشاف التناقضات الخاصة بنوع أو كمية البضاعة ،فهذا أمر تتم تسويته بين طرفي التعاقد.
ويستخدم التحصيل المستندي في مجال التجارة الخارجية في الحالات التالية:
لدى البائع ثقة في قدرة المشتري وإستعداده للسداد.
إستقرار الأحوال السياسية و الإقتصادية في بلد المستورد.
عدم وجود أية قيود على الإستيراد في بلد المستورد،مثل وجود رقابة على النقد أو ضرورة إستخراج تراخيص إستيراد...إلخ (2).



(1)Yves Simon :Techniques Financières Internationales, 5 eme édition, 1993, P 502.
(2) مدحت صادق : أدوات وتقنيات مصرفية ، دار غريب للطباعة والنشر ، القاهرة ، 2001 ، ص 30 .
2-أطـراف عمليـة التحصيـل المستنـدي
يوجد عادة أربعة أطراف في عملية التحصيل المستندي:
أ‌- الطرف المنشئ للعملية ( المصدر أو البائع أو المحول) وهو الذي يقوم بإعداد مستندات التحصيل ويسلمها إلى البنك الذي يتعامل معه،مرفقا بها أمر التحصيل.
ب‌- البنك المحول وهو الذي يستلم المستندات من البائع ويرسلها إلى البنك الذي سيتولي التحصيل وفقا للتعليمات الصادرة إليه في هذا الشأن .
ج - البنك المحصل وهو الذي يقوم بتحصيل قيمة المستندات المقدمة إلى المشتري نقدا أو مقابل توقيعه على كمبيالة وفقا للتعليمات الصادرة إليه من البنك المحول.
د- المشتري أو المستورد،وتقدم إليه المستندات للتحصيل أو الكمبيالة لتوقيعها (1).
3-الطـرق المختلفـة للتحصيـل المستنـدي
يتضمن عقد بيع البضاعة المحرر بين المصدر والمستورد الشروط الخاصة بسداد قيمة البضاعة وهي تكون وفق صيغتين هما :
أ‌- المستنـدات مقابـل الدفـع:document contre paiement .
في هذه الحلة يستطيع المستورد أو البنك الذي يمثله أن يستلم المستندات لكن مقابل أن يقوم بالتسديد الفعلي نقدا لمبلغ البضاعة (2).
ب‌- المستندات مقابل قبـول الكمبيالـة: document contre acceptation
يسمح للبنك المحصل بالإفراج عن المستندات إذا قام المشتري – المسحوبة عليه الكمبيالة- بقبولها و التوقيع عليها ،وهذه الكمبيالة تكون مسحوبة عادة لمدة تتراوح بين 30 يوما و180 يوما بعد الإطلاع أو في تاريخ معين في المستقبل. في هذه الحالة يمكن للمشتري حيازة البضاعة قبل السداد الفعلي، ويستطيع بالتالي أن يبيعها لكي يدبر المبلغ اللازم لسداد الكمبيالة، ويتحمل البائع في هذه الحالة مخاطر عدم السداد ولذلك يمكنه أن يطلب من المشتري الحصول على ضمان البنك المحصل أو أي بنك أخر لهذه الكمبيالة و بهذه الطريقة يمكنه القيام بخصم الكمبيالة لدى البنك الذي يتعامل معه،أو يقدمها كضمان مقابل حصوله على تسهيل ائتماني من البنك (3).
4-سير عملية التحصيل المستندي : تتم عملية التحصيل المستندي وفقا للمراحل التالية:
(1) مدحت صادق : مرجع سابق ، ص 31.
(2) الطاهر لطرش : تقنيات البنوك، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ، 2001 ، ص 120 .
(3) مدحت صادق: نفس المرجع السابق ، ص 33 .
يقوم الطرفان ( المستورد والمصدر) بإبرام عقد تجاري، وتحدد طريقة التسديد بواسطة تحصيل مستندي .
يرسل المصدر البضاعة إلى بلد المستورد.
يقوم المصدر بتسليم الوثائق التي تثبت إرسال البضاعة إلى بنكه.
يقوم بنك المصدر بتحويل هذه الوثائق إلى بنك المستورد .
يقوم المستورد بدفع ثمن البضاعة نقدا أو بقبول الكمبيالة المسحوبة عليه على مستوى بنكه.
يقوم بنك المستورد بتسليم الوثائق لعميله.
يستلم المستورد البضاعة بعد تقديمه الوثائق للشاحن.
يقوم بنك المستورد بتحويل المبلغ إلى بنك المصدر،سواء نقدا أو تحويل الكمبيالة المقبولة من طرف المستورد.
يقوم بنك المصدر بتحويل ثمن البضاعة إلى حساب عميله.
والشكل الموالي يوضح المراحل السابقة لسير عملية التحصيل المستندي.
شكل رقم (1) : سير عملية التحصيل المستندي.

















la source : Philippe Guarsuault et Stephane Priami , op-cit , P 109.
(1)Philippe Guarsuault , Stephane Priami : les opérations bancaires à l’international , banque – éditeur, Paris ,1999, P 108.
5-مـزايا وعيـوب التحصيـل المستنـدي :
توفر عملية التحصيل المستندي عددا من المزايا لكل من المستورد والمصدر على السواء نذكر منها :
عملية التحصيل المستندي تتميز بالبساطة وقلة التكلفة .
تتيح للمشتري ( المستورد) الوقت لمعاينة البضاعة المشحونة إليه بعد وصولها أو مراجعة المستندات بدقة قبل سداد ثمنها، كما أن السداد يؤجل إلى حين وصول البضاعة.
تسليم المستندات للمشتري متوقف على رغبة البائع،إما بحصوله على قيمة المستندات فورا من المشتري أو إعطائه مدة للدفع مقابل توقيعه على كمبيالة وهذا يتوقف على مدى ثقة البائع في المشتري.(1).
غير أن هذه العملية لا تخلو من العيوب كونها لا توفر أي إلتزام من طرف البنوك لصالح أي من الطرفين، سواء بضمان الدفع لصالح المصدر أو مراقبة مطابقة الوثائق للإتفاق لصالح المستورد،بل يقتصر دور البنوك على تحويل الوثائق مقابل تحصيل ثمنها مما يؤدي إلى:
تعرض المصدر لمخاطر عدم التسديد أو عدم قبول الكمبيالة من طرف المستورد بعد إرسال البضاعة (2).
في حالة رفض المشتري للبضاعة فإن البائع سوف يتكبد بعض الغرامات و المصاريف مثل غرامة عدم تفريغ البضاعة من السفينة أو سداد مصاريف تخزين وتأمين...إلخ.
كما أنه إذا حدث تأخير في وصول البضاعة فإن البائع سيتأخر بالتالي في إستلام قيمة البضاعة.(3)





(1). مدحت صادق: مرجع سابق ، ص 34 .
(2). Farouk Bouyacoub p-cit, P 263.
(3). مدحت صادق:نفس المرجع السابق ، ص 35 .
المطلـب الثانـي: تحويـل الفاتـورة Factoring – L affacturage
تعتبر عملية تحويل الفاتورة أداة من أدوات التمويل قصير الأجل للتجارة الخارجية خاصة في السلع الاستهلاكية.
1-مفهـوم عمليـة تحويـل الفاتـورة
تحويل الفاتورة هي آلية تقوم بواسطتها مؤسسة متخصصة - تكون في غالب الأمر مؤسسة قرض – بشراء الديون التي يملكها المصدر على الزبون الأجنبي ،حيث تقوم هذه المؤسسة بتحصيل الدين وضمان حسن القيام بذلك ،وبهذا فهي تحل محل المصدر في الدائنية وتبعا لذلك فهي تتحمل كل الأخطار الناجمة عن احتمالات عدم التسديد،ولكن مقابل ذلك فإنها تحصل على عمولة مرتفعة نسبيا قد تصل إلى 4 % من رقم الإعمال الناتج عن عملية التصدير.
وعملية تحويل الفاتورة هي عبارة عن ميكانيزم للتمويل قصير الأجل بإعتبار أن المصدرين يحصلون على مبلغ الصفقة مسبقا من طرف المؤسسات المتخصصة التي تقوم بهذا النوع من العمليات قبل حلول أجل التسديد الذي لا يتعدى عدة أشهر (1).
وقد نشأ هذا النظام في إنجلترا منذ اوائل القرن التاسع ، وإنتشر بين تجار المنسوجات البريطانيين الذين كان لهم نشاط كبير في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية و ما لبث أن إمتد إلى صناعة الجلود ثم إنتشر بعد ذلك ليشمل العديد من الصناعات الإستهلاكية الأخرى .
2-أطـراف عمليـة تحويـل الفاتـورة
تتطلب عملية تحويل الفاتورة وجود ثلاثة أطراف تنشأ فيما بينها علاقة تجارية :
الطـرف الأول : وهو التاجر أو الصانع أو الموزع ، وهو الطرف الذي يكون في حوزته الفاتورة التي تشتريها المؤسسات المالية المتخصصة في هذا النشاط،أو أحد البنوك التجارية التي تتوفر لديها هذه الخدمة المصرفية.
الطـرف الثانـي : وهو العميل ويقصد به الطرف المدين للطرف الأول.
الطـرف الثالـث : وهو المؤسسات المالية المتخصصة في هذا النشاط أو أحد البنوك التجارية التي تتوفر لديها هذه الخدمة والتي يعهد إليها بهذا النشاط (2).



(1) الطاهر لطرش : مرجع سابق ، ص 115 .
(2) مدحت صادق : مرجع سابق ، ص 44-45 .
والشكل الموالي يوضح العلاقة بين الإطراف الثلاثة .
شكـل رقـم (02) : سيـر عمليـة تحويـل الفاتـورة.
المصدر: مدحت صادق : مرجع سابق،ص 46.
(1) المصدر يبيع منتجا إستهلاكيا معينا إلى المستورد.
(2) يوقع المستورد على سندات مديونية بقيمة المنتج المباع و إرسالها إلى المصدر .
(3) يقوم المصدر ببيع الفاتورة إلى البنك التجاري إو المؤسسات المالية المتخصصة .
(4) البنك التجاري يمنح المصدر نسبة معينة من قيمة الفاتورة – تصل إلى80 % - .
(5) يقوم البنك التجاري بإخطار المدين مطالبا إياه بسداد سندات المديونية إليه في تاريخ الإستحقاق.
(6) يقوم المستورد بسداد قيمة سندات المديونية في تواريخ إستحقاقها (1) .
وتتخلص المراحل والخطوات التي تؤدى من خلالها هذه الخدمة فبما يلي : (2)
يقوم البائع (المصدر ) فور تسليم البضاعة بإرسال الفاتورة إلى البنك التجاري أو المؤسسة المالية المتخصصة وليس إلى المشتري (المستورد ) كما هو متبع .
يقوم البنك بسداد نسبة معينة من قيمة الفاتورة – تصل إلى 80% -إلى البائع و هذا هو الجانب التمويلي من الخدمة .

(1) مدحت صادق: مرجع سابق ، ص 64 .
(2) طلعت أسعد عبد الحميد : الإدارة الفعالة لخدمات البنوك الشاملة ،مكتبة الشقيري ،1998 ، ص200 .
في موعد إستحقاق قيمة الفاتورة يقوم البنك بتحصيل 100 % من قيمة الفاتورة من المشتري ويتم سداد النسبة المتبقية للبائع بعد خصم المصاريف و العملات مضافة إلى سعر الفائدة الأساسي ، مقابل الخدمة التمويلية عن الفترة ما بين سداد نسبة 80% إلى البائع و تاريخ تحصيلها من المشتري.
3- مزايـا عمليـة تحويـل الفاتـورة
إن تحويل الفاتورة يسمح للمؤسسات المصدرة من تحسين هيكلتها المالية وذلك بتحويل ديون آجلة إلى سيولة جاهزة .
تخفيف العبء الملقى على المؤسسة المصدرة فيما يخص التسيير المالي و المحاسبي والإداري لبعض الملفات المرتبطة بالزبائن ،وذلك بأن تعهد بهذا التسيير إلى جهة أخرى هي المؤسسات المالية المتخصصة في هذا النوع من العمليات (1).
توفير وقت المؤسسات المصدرة لعمليات الإنتاج و البيع،وترك عمليات التحصيل والتزاماتها القانونية على البنك ،خاصة إذا كان العمل يغطي مناطق متباعدة عن مكان وجود المؤسسة المصدرة.
إمكانية حصول المؤسسة المصدرة على قروض تصل إلى 80 % من قيمة الفواتير الجاهزة للتحصيل بأسعار فائدة مقبولة دون الانتظار لعمليات التحصيل الفعلية (2).
يتحمل البنك المخاطر التجارية عند شرائه سندات المديونية،إذ أنه يضمن سداد المستحقات المالية المطلوبة من مديني المؤسسة المصدرة،حتى في حالة عجزهم عن الوفاء بديونهم،وبذلك تعفي المؤسسة المصدرة من تجنيب مخصصات مالية للديون السيئة المشكوك
يحقق البنك لنفسه فوائد مهمة ، فهو فضلا عن العمولات و الفوائد التي يتقاضاها من عملائه،فإنه يحقق أيضا الاحتفاظ بعدد كبير من العملاء.(3) .




(1) الطاهر لطرش: مرجع سابق ، ص 116 .
(2) طلعت أسعد عبد الحميد: مرجع سابق ، ص 200 .
(3) مدحت صادق: مرجع سابق ، ص55 .
المطلـب الثالـث : أساليـب أخـرى للتمويـل قصيـر الأجـل
بالإضافة إلى أساليب التمويل سابقة الذكر هناك طرق أخرى للتمويل قصير الأجل منها :
1- خصـم الكمبيالـة المستنديـة Escompte de la traite documentaire
تمثل الكمبيالة المستندية أمرا من الساحب إلى المسحوب عليه بأداء القيمة في التاريخ المحدد لشخص ثالث يسمى المستفيد،وأحيانا يكون هذا التاريخ لاحقا لموعد إستلام البضاعة بما يتيح للمشتري تصريفها وسداد القيمة في التاريخ المذكور،ويستطيع البائع في حالة حاجته للسيولة قبل الموعد المحدد لإستحقاق الكمبيالة أن يقوم بخصمها لدى أحد بيوت الخصم أو البنك الذي يتعامل معه ، وتتمثل أنواع الكمبيالات المستخدمة في هذا المضمار فيمايلي:
أ - الكمبيالة المستحقة في تاريخ معين : ويتميز هذا النوع من الكمبيالات بأنه يشترط سداد القيمة المستحقة بموجبه ، خلال فترة معينة بعد تاريخ ثابت وظاهر على المستند ،وتتراوح الفترة بين 30 أو 60أو 90 يوما،ولذا يمكن القول أن هذا النوع من الكمبيالات يمتاز بثبات كبير في مواعيد الإستحقاق.
ب- الكمبيالة المستحقة بمجرد الإطلاع : وتتم هذه الكمبيالات باستحقاقها للدفع فورا عند الإطلاع عليها،ويعني الإطلاع هنا إن يكون المشتري ( المستورد) قد إطلع عليها وقبلها،وهناك نوع آخر منها يسمى المستحقة بعد الإطلاع، وهذا يعني أن المشتري يدفع قيمتها بعد فترة تتراوح بين 30او 60أو90 يوما من تاريخ الإطلاع عليها وقبولها حيث يكون بذلك قد قبل الإلتزام بالدفع في أحد هذه التواريخ.
ج- الكمبيالة المستحقة عند وصول البضاعة: ويرتبط هذا النوع من الكمبيالات بمواعيد وصول البضاعة موضوع التبادل التجاري إلى المستورد،وحيث أن مواعيد وصول البضائع من الصعب تحديده على وجه الدقة،فإنه بالتالي لا يمكن وضع تاريخ محدد لإستحقاق هذا النوع من الكمبيالات ،ولذا فهي لا تستخدم إلا في النادر، بل وتعتبر من وجهة نظر بعض الدول غير قانونية(1).
إن خصم الكمبيالة المستندية إمكانية متاحة للمصدر، كي يقوم بتعبئة الكمبيالة التي تم سحبها على المستورد،وإذا كان الأمر في التحصيل المستندي يتمثل في التكليف الذي يحصل عليه بنك المصدر في تحصيل دين المصدر على المستورد،فإنه في حالة خصم الكمبيالات المستندية يطلب المصدر من بنكه أن يخصم له هذه الورقة ، أي يقوم بدفع قيمتها له ويحل محله في الدائنية إلى غاية تاريخ الإستحقاق،وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من القرض لا يخلو من مخاطر مثل القروض العادية.

وأهم هذه المخاطر ما يرتبط بالوضع المالي للمستورد ومدى قدرته على التسديد،وحينما يقبل بنك المصدر خصم الكمبيالات المستندية لفائدة زبونه فهو لا يتفادى تماما مثل هذه المخاطر،ولا تعتبر المستندات ضمانا كليا لتحاشي هذه المخاطر إلا في حالة الصيغة التي ذكرناها سابقا وهي السندات مقابل الدفع،لأن السندات ومهما كانت قيمتها القانونية في إثبات حق المصدر إلا أنها لا ترقى لكي تكون نقودا جاهزة.(1)
2- القـروض الخاصـة بتعبئـة الديـون الناشئـة عـن التصديـر
Crédit mobilisation des créance nées à l’exportation
يقترن هذا النوع من التمويل بالخروج الفعلي للبضاعة من المكان الجمركي لبلد المصدر،وتسمى بالقروض الخاصة بتعبئة الديون لكونها قابلة للخصم لدى البنك،ويخص هذا النوع من التمويل الصادرات التي يمنح فيها المصدرون لزبائنهم أجلا للتسديد لا يزيد عن 18 شهرا كحد أقصى، وأكثر الأنظمة إرتباطا بهذا النوع من التمويل هو النظام الفرنسي،ويشترط البنك عادة تقديم بعض المعلومات قبل الشروع في إبرام أي عقد خاص بهذا النوع من التمويل وتنفيذه، وهذه المعلومات هي على وجه الخصوص:
مبلغ الدين .
طبيعة ونوع البضاعة المصدرة .
اسم المشتري الأجنبي وبلده.
تاريخ التسليم وكذلك تاريخ المرور بالجمارك.
تاريخ التسوية المالية للعملية.

3- التسبيقـات بالعملـة الصعبـةAvance en devises
يمكن للمؤسسات التي قامت بعملية تصدير -مع السماح بأجل التسديد لصالح زبائنها - أن تطلب من البنك القيام بتسبيقات بالعملة الصعبة،وبهذه الكيفية تستطيع المؤسسة المصدرة أن تستفيد من هذه التسبيقات في تغذية خزينتها ،حيث تقوم بالتنازل عن مبلغ التسبيق في سوق الصرف مقابل العملة الوطنية،وتقوم هذه المؤسسة بتسديد هذا المبلغ إلى البنك بالعملة الصعبة حالما تحصل عليها من الزبون الأجنبي في تاريخ الإستحقاق ،وتتم هذه العملية بهذه الكيفية إذا كان التسبيق المقدم قد تم بالعملة الصعبة التي كانت هي العملة التي تمت بها عملية الفوترة ( أي التي تمت بها الصفقة).



(1) الطاهر لطرش: مرجع سابق ، ص 120-121.
أما إذا كان التسبيق يتم بواسطة عملة صعبة غير تلك التي يقوم الزبون الأجنبي بتسوية دينه بها، فإن المؤسسة المصدرة يمكنها دائما أن تلجأ إلى تغذية خزينتها بالكيفية التي رأيناها سابقا،ولكن يجب عليها أن تتخذ إحتياطاتها ،وأن تقوم بعملية تحكيم على أسعار الصرف في تاريخ الإستحقاق.
وتجدر الإشارة إلى أن مدة التسبيقات بالعملة الصعبة لا يمكن أن تتعدى مدة العقد المبرم بين المصدر والمستورد،ولا يمكن من جهة أخرى أن تتم هذه التسبيقات ما لم تقم المؤسسات بالإرسال الفعلي للبضاعة إلى الزبون الأجنبي،ويمكن إثبات ذلك بكل الوثائق الممكنة وخاصة الوثائق الجمركية الدالة على ثبوت عملية التصدير (1).
4- تأكيـد الطلبيـة confirmation de commande
بموجب هذه الآلية يقدم البنك إلتزامه إلى المصدر حيث يقوم بناءا على هذا الإلتزام بتسديد مبلغ البضائع المصدرة،ولا يحق للبنك بعد تقديمه لهذا الإلتزام أن يقوم بأي متابعة ضد المصدر أو أن يتراجع عن إلتزامه هذا ، حتى ولو إمتنع المستورد عن تسديد قيمة هذه الواردات لأي سبب من الأسباب كما في حالة إعساره مثلا ، ولكن أمام هذا الإلتزام الحاسم و المحفوف بالمخاطر،فإن البنك وهذا في حالة وجود إتفاق ثنائي بينه وبين المصدر فقط،لا يقوم بالدفع لصالح هذا الأخير إلا إذا تحصل على الكمبيالة وقد تم قبولها من طرف المستورد.
كما يقوم زيادة على ذلك بجمع كل المعلومات الضرورية والتي تبين له حدود الملاءة المالية
(solvabilité) لهذا المستورد ( قدرة المستورد على السداد).
وآلية تأكيد الطلبية هذه ، باعتبارها عملية شراء لدين المصدر على المستورد،تشبه إلى حد كبير آلية تحويل الفاتورة التي ذكرناها سابقا،ولا يختلفان إلا في كون تقنية تأكيد الطلبية لا تمنح إلا في بعض الأعمال المحددة و المدروسة.(2)



(1) الطاهر لطرش: مرحع سابق ، ص 113-115.
(2) نفس المرجع السابق ، ص 121-122.
المبحـث الثانـي: التمويـل متوسـط وطويـل الأجـل
في بعض الحالات يكون التمويل العاجل لعمليات التجارة الخارجية صعب التحقيق،مما يحتم اللجوء إلى أساليب تمويل متوسطة وطويلة الأجل مناسبة لهذه الصفقات،وهناك العديد من التقنيات التي تستعمل في هذا المجال والهدف منها هو توفير وسائل التمويل الضرورية التي تسمح بتسهيل وتطور التجارة الخارجية،وسوف نحاول التعرف في هذا المبحث على أهم التقنيات المستعملة في التمويل متوسط وطويل الأجل .
المطلـب الأول : قـرض المـورد crédit fournisseur
إن هذا القرض برز بشكل جلي في ظروف المنافسة الدولية بين المتعاملين الإقتصاديين ،الذين يريدون كسب أسواق جديدة أو الحفاظ على أسواقهم وذلك بلجوئهم إلى تقديم خدمات معينة ممثلة في تسهيلات عملية تسديد قيمة الصفقة التجارية،من اجل ربح أكبر عدد من المتعاملين ( الأسواق).
1- تعريفـه
هو قرض يمنح للمورد المحلي الذي منح للمستورد الأجنبي آجال للتسديد، حيث يتمكن المورد من تحصيل المبالغ التي يدين له بها المستورد الأجنبي عند تسليم البضاعة ( جزئيا أو كليا ) ، فالبنك إذن يمنح القرض للمورد الوطني،ومن هنا أتت تسمية قرض المورد.(1)
وعليه فقرض المورد هو آلية أخرى من آليات تمويل التجارة الخارجية على المدى المتوسط و الطويل،من خلال قيام البنك بمنح قرض للمصدر لتمويل صادراته،ولكن هذا القرض هو ناشئ بالأساس عن مهلة للتسديد يمنحها المصدر لفائدة المستورد،وبمعنى أخر عندما يمنح المصدر لصالح زبونه الأجنبي مهلة للتسديد يلجأ إلى البنك للتفاوض حول إمكانية قيام هذا الأخير بمنحه قرضا لتمويل هذه الصادرات،ولذلك يبدو قرض المورد على أنه شراء لديون من طرف البنك على المدى المتوسط(2)
تصل مدة هذا القرض إلى (07) سنوات في حالة المدى المتوسط ، و(10) سنوات في حالة المدى الطويل ، ويتم ضمان هذا النوع من القروض من طرف هيئات متخصصة مثل ( COFACE ) في فرنسا و( HERMES ) في ألمانيا ، و( SACCE ) في إيطاليا .
وتقوم هذه الأخيرة بتغطية الأخطار السياسية ، وأخطار الكوارث الطبيعية ، وكذلك مخاطر عدم التحويل (3) .


(1) Philippe Guarsuault p-cit, P 199 .
(2) الطاهر لطرش : مرجع سابق ، ص 124 .
(3)Farouk Bouyacoub : op-cit, P 268.
2- خصائصـه
قرض المورد يتطلب إبرام عقد واحد ، يتضمن بالإضافة إلى الجانب التجاري للصفقة شروط وطرق تمويلها ، وهذا يعني أنه يتضمن عقدا ماليا أيضا .
يمنح قرض المورد إلى المصدر الذي منح مدة تسديد للمستورد (1) .
3- سيـر العمليـة
يمكن توضيح سير عملية قرض المورد بواسطة الشكل التالي .
شكل رقم (03) : سير عملية قرض المورد .










La Source : Henri Suberge Et Pierre Maurer : Financement Et Assurance Des Cerdits A L’exportation , Droz , Paris , 1985,P103.
4- مزايـا وعيـوب قـرض المـورد
 يتم قرض المورد بإصدار وثيقة واحدة وبذلك يكسب الوقت.
يتمتع المورد بحرية التصرف بما أنه الشخص الوحيد الذي يفاوض المستورد.
يتحمل المستورد تكاليف التأمين و التحويل.
يواجه المورد مخاطر أهمها مخاطر عدم التسديد من طرف المستورد.
لا يمكن للمستورد فصل شروط التمويل عن شروط العقد التجاري،حيث أن الكثير من المستوردين يعطون أهمية أكبر لشروط التمويل مقارنة بعناصر العملية الأخرى.(2)

(1) الطاهر لطرش:مرجع سابق، ص 125.
(2) Guy Omar André : commerce international, édition Dalloz, 1992, P 165.
المطلـب الثانـي : قـرض المشتـري Crédit acheteur
إن هذه التقنية أكثر سهولة من الناحية العملية مقارنة بقرض المورد ، فهو قرض يمنح مباشرة من طرف مؤسسة مصرفية توجد ببلد المصدر للمشتري الأجنبي بهدف تشجيع الصادرات .
1- تعريفـه
هو عبارة عن آلية يقوم بموجبها بنك معين أو مجموعة من بنوك بلد المصدر ، بحيث يستعمله هذا الأخير لتسديد مبلغ الصفقة نقدا للمصدر ، ويمنح قرض المشتري لفترة تتجاوز (18) شهراً ويلعب المصدر دور الوسيط في المفاوضات ما بين المستورد والبنوك المعنية بغرض إتمام عملية القرض هذه ، فكلا الطرفين سيستفيدان من هذا النوع من القروض حيث يستفيد المستورد من تسهيلات مالية نسبيا مع استلامه الآني للبضاعة ، كما يستفيد المصدر من تدخل هذه البنوك وذلك بحصوله على التسديد الفوري من طرف المستورد لمبلغ الصفقة (1) .
وعلى العكس من قرض المورد ، قرض المشتري يسمح للمصدر بأن يعفى كليا من قيود تحمل أعباء القرض ، بما أن المستورد يدفع له من خلال القرض الذي يتحصل عليه .
2- خصائصه
يتم هذا النوع من القروض بإمضاء عقدين مستقلين :
أ- العقـد التجـاري
يبين فيه نوعية السلع ومبالغها وشروط تنفيذ الصفقة ، فهو يحدد شروط البائع وإجراءات الدفع الفوري للبائع من طرف المشتري .
ب- عقـد القـرض
يبين فيه شروط إتمام القرض وإنجازه مثل فترة القرض وطريقة استرداده ومعدلات الفائدة المطبقة ، فهو يسمح للبنوك بوضع – في والوقت اللازم وتحت بعض الشروط - المبالغ الضرورية – حسب إلتزامات المشتري بالدفع – تحت تصرف هذا الأخير .
يمكن للتدفقات المالية أن تكون بالتدرج وتتوزع حسب ما حققه المصدر من إلتزاماته في العقد، أي أن كل إرسال جزئي يقابله دفع لجزء من المبلغ الإجمالي (2) .
ويتم ضمان هذا النوع من القروض ، كذلك من طرف الهيئات المتخصصة السابقة(3) .


(1) الطاهر لطرش : مرجع سابق ، ص 123 .
(2) Yves Simon : op-cit, P 529 .
(3) Farouk Bouyacoub : op-cit, P 269 .
يمنح قرض المشتري عادة لتمويل الصفقات الهامة من حيث المبلغ خاصة ، والسبب في ذلك أن تمويل صفقات بمثل هذه الأهمية بالإعتماد على الأموال الخاصة للمستورد قد تعترضها بعض العوائق ، فليس ممكنا على الدوام أن يكون المستورد قادرا على تخصيص مثل هذه المبالغ ، كما أن المصدر بدوره لا يمكنه أن ينتظر كل هذه المدة الطويلة خاصة إذا تعلق الأمر بأموال هامة ، وعلى هذا الأساس فقرض المشتري يعطي دعما للمصدر والمستورد على حد السواء (1) .
3- سيـر العمليـة
يمكن توضيح سير عملية قرض المشتري بواسطة الشكل التالي.
شكل رقم (04) : سير عملية قرض المشترى










La Source : Philippe Guarsuault Et Stephane Priami,Op-Cit ,P200.
4 - خطـوط القـرض ( البروتوكـولات )
تعتبر البروتوكولات ( خطوط القرض ) الحكومية و البنكية شكلا مهما لقرض المشتري ، والتي توجه لتمويل صادرات التجهيزات التي تخص المشاريع الضخمة مثل السدود والسكك الحديدية(2)




(1) الطاهر لطرش : مرجع سابق ، ص 123 .
(2) Michel Jura : Technique – Financière International , Dunod, Paris, 1999, P 354 .
أ. البروتوكـولات الحكوميـة (خطـوط القـرض الحكوميـة)
تمنح حكومة البلد المقرض لبلد أجنبي قروضا لتسهيل شراء المنتجات والمعدات،هذه القروض تكلفتها منخفضة .
ب. البروتوكـولات البنكيـة ( خطـوط القـرض متعـددة الأطـراف )
عندما يمضي بروتوكول حكومي يتفق بنك أو عدة بنوك على بروتوكول ما بين البنوك ، يتم فيه تحديد إجراءات التمويل اللازمة للاستعمال ، فترة القرض ، طريقة التمويل المتفق عليه ، شروط الدفع ، استحقاقات الدفع ، تكلفة القرض والضمانات والكفالات المطلوبة ، إلى جانب هذه البروتوكولات المنعقدة،يمكن أن تتم عدة اتفاقيات بنكية ممضاة بصفة مستقلة عن البروتوكولات الحكومية السابقة (1) .
وفي هذا الإطار لقد سمح للمتعامل الجزائري أن يمول وارداته بإدراجها ضمن خط قرض متعدد الأطراف ، أو خط قرض حكومي وذلك حسب المادة رقم 07 من التعليمة رقم 94/20 الصادرة عن بنك الجزائر والمحددة لشروط عمليات الاستيراد .
5- مزايـا وعيـوب قـرض المشتـري
مدة التفاوض لموافقة العقدين طويلة مقارنة بقرض المورد.
يتحصل المورد على المبلغ نقدا وفقا للشروط المتفق عليها في العقد ، وبذلك فهو معفى من خاطر القرض لأن خطر عدم الدفع يتحمله البنك المقرض .
خطر عدم قبول المشتري للسلعة يتحمله البائع (2) .









(1) Yves Simon : op-cit, P 539 .
(2) Guyomar André : op-cit, P 167 .
المطلـب الثالـث : أساليـب أخـرى للتمويـل متوسط وطويل الأجل
بالإضافة إلى تقنيات التمويل سابقة الذكر، هناك أساليب أخرى للتمويل متوسط وطويل الأجل منها:
1- التمويـل الجزافـي le financement forfaitaire
تعتبر هذه التقنية أداة من أدوات تمويل التجارة الخارجية ، وتتضمن بيع سندات أو كمبيالات من أجل الحصول على تمويل نقدي فوري ، وتنشأ هذه الإلتزامات المالية نتيجة قيام أحد المصدرين ببيع سلع إلى مستورد في بلد آخر ، ورغبة من المصدر في الحصول على تمويل مقابل سندات الدين التي في حوزته ، فإنه يقوم ببيعها إلى أحد البنوك أو مؤسسات التمويل المتخصصة دون حق الرجوع من البائع ، ويتم هذا البيع بأن يسلم المصدر السندات أو الكمبيالات المباعة والتي تستحق عادة خلال فترة زمنية تمتد إلى (05) سنوات من تاريخ الصفقة إلى مشتري الدين مقابل الحصول على قيمتها فوراً (1) .من خلال هذا التعريف نلاحظ أن التمويل الجزافي يظهر خاصيتين أساسيتين :
الأولى : وتتمثل في أن هذه القروض تمنح لتمويل عمليات الصادرات ولكن لفترات متوسطة.
الثانية : أن مشتري هذا النوع من الديون يفقد كل حق في متابعة المصدر أو الأشخاص الذين قاموا بالتوقيع على هذه الورقة ( أي ممتلكو هذا الدين ) وهذا مهما كان السبب (2). والشكل الموالي يوضح سير العملية.
شكل رقم (05) : سير عملية التمويل الجزافي











(1) مدحت صادق : مرجع سابق ، ص 35 .

(1) عقد بيع السلعة الرأسمالية بين المصدر والمستورد.
(2) تسليم السلعة المباعة للمستورد.
(3) تسليم السندات الإذنية للمصدر.
(4) عقد التمويل الجزافي بين المصدر وجهة التمويل.
(5) تسليم السندات الإذنية لجهة التمويل.
(6) سداد قيمة للمصدر ناقص نسبة الخصم.
(7) تقديم السندات الإذنية لبنك المستورد لتحصيلها عند الإستحقاق.
(8) سداد قيمة السندات في تواريخ الإستحقاق .
إن التمويل الجزافي يتيح للمصدر التمتع بعدد كبير من المزايا يمكن أن نذك أهمها فيما يلي: (1)
إن المبيعات الآجلة التي قام بها المصدر يستطيع أن يحصل على قيمتها نقدا.
إن الحصول على هذه القيمة نقدا يسمح للمصدر بتغذية خزينته وتحسين وضعيته المالية.
تسمح للمصدر أيضا بإعادة هيكلة ميزانيته وذلك بتقليص رصيد الزبائن مقابل زيادة رصيد السيولة الجاهزة .
 التخلص من التسيير "الشائك" لملف الزبائن، حيث يتعهد بهذا التسيير البنك الذي قام بشراء الدين.
تجنب التعرض للأخطار المحتملة التجارية والمالية ، والمرتبطة بطبيعة العمليات التجارية .
تجنب احتمالات التعرض إلى أخطار الصرف الناجمة عن تغيرات أسعار الصرف بين تاريخ تنفيذ الصفقة التجارية وتاريخ التسوية المالية.

2- قـرض الإيجـار الدولـيLe leasing international
هو عبارة عن آلية للتمويل متوسط الأجل للتجارة الخارجية ، ويتمثل مضمون هذه العملية في بيع مصدر في دولة ما بعض المعدات التي ينتجها لشركة تأجير في نفس الدولة ، وقامت هذه الأخيرة بتأجير هذه المعدات إلى مستأجر أجنبي في دولة أخرى ، غير أنها تظل مملوكة لشركة التأجير طوال مدة عقد الإيجار ، وفي معظم الأحوال يقوم المستأجر بشراء المعدات المؤجرة بسعر منخفض في نهاية فترة التأجير ، وبهذا تعتبر عملية التأجير هذه كأنها تصدير معدات استغرقت سداد قيمتها مدة عقد الإيجار ، ويحدث التأجير التمويلي عبر الحدود في حالة السلع الرأسمالية ، كما هو الحال بالنسبة للطائرات والبواخر التي تستأجرها بغض الدول من دول أخرى (2) .



(1) الطاهر لطرش : مرجع سابق ، ص 126 .
(2) مدحت صادق : مرجع سابق ، ص 61 .
كما تستخدم هذه الإعتمادات في تمويل العمليات العالمية الكبيرة مثل تمويل أنابيب النفط والغاز وبناء السفن (1) .
وفي هذا الإطار جاء في قانون المالية لسنة 1996 إنشاء قرض الإيجار الدولي للمواد المتنقلة ذات الإستعمال المهني ، تخضع هذه العملية لنظام جمركي يعفي الحقوق والرسوم الجمركية عند القبول المؤقت لهذه المواد .
في نهاية فترة الإيجار وفي حالة إختيار شراء التجهيزات عن طريق قرض ، يلجأ المستورد إلى التخليص الجمركي.
والنظام 96-09 الصادر بتاريخ 03 جويلية 1996 لبنك الجزائر ، يضع الأسس العامة التي تحكم القرض التأجيري الدولي .
والشكل الموالي يوضح سير عملية قرض الإيجار الدولي .
شكـل رقـم (06) : سير عمليـة قرض الإيجار الدولي.















المصدر : مدحت صادق : مرجع سابق ، ص 61 .

(1) . طلعت أسعد عبد الحميد : مرجع سابق ، ص 141 .
مزايــاه وعيوبــه
المصدر غير معرض لخطر الصرف وخطر عدم دفع المشتري .
المستورد ليس عليه أن يجمد الأموال لدفع ثمن المواد المستوردة ، يكفي له أن يدفع قيمة الإيجار التي يمكن أن تتعدل في الزمن حسب وضعيته المالية .
تكاليف الإجار تكون بصفة عامة مرتفعة عن تكاليف القرض متوسط الأجل الذي يمنحه البنك ، وذلك لأن مبلغ الإيجار يتضمن ثمن التجهيزات المؤجرة ، أعباء الإستغلال وهوامش الربح لشركة قرض التأجير .
قد تواجه الشركة المؤجرة مشاكل قانونية وضريبية من جهة ، ومخاطر مالية وسياسية من جهة أخرى (1) .
3- قـروض التمويـل المسبـق credits de prefinancement
يساهم البنك في تزويد المؤسسة المصدرة بقرض تمويل مسبق ، حتى تتمكن من تمويل نفقاتها الجارية أو الاستثنائية الناتجة عن نشاطها التصديري .

فهذا النوع من القروض يوجه لتسهيل تجهيز وإعداد طلبيات هامة موجهة لسوق أجنبية ، وتكون هذه القروض في بعض الأحيان بمعدل ثابت ، وهي ما يعرف بقروض التمويل المسبق بمعدل مستقر .

وتظهر أهمية هذا النوع من التمويل ، كون التسبيقات التي يقبضها المصدر عند توقيع العقد أو خلال فترة الإنتاج أو إعداد الخدمات لا تغطي عادة إلا جزءاً من نفقات إنجاز العقد ، مما يؤثر سلبا على خزينة المصدر ، حيث تمكن هذه الطريقة من تغطية هذه الآثار (2) .








(1) Yves Simon : op-cit, P 246 .
(2) Philippe Guarsuault et Stephane Priami : op-cit, P 181 – 184 .
المبحـث الثالـث : التمويـل عـن طريـق الإعتمـاد المستنـدي
بالرغم من أن الإعتماد المستندي هو من أساليب التمويل قصيرة الأجل للتجارة الخارجية ، إلا أنه يعتبر من أشهر التقنيات المستعملة في عمليات التمويل ،نظرالما يقدمه من ضمانات و تسهيلات للمصدرين و المستوردين على حد السواء، و كذلك إعتماده بشكل واسع في المبادلات التجارية الدولية.
المطلـب الأول : ماهيـة الإعتمـاد المستنـدي
للتعرف على ماهية الإعتماد المستندي تم التطرق إلى العناصر التالية :
1-مفهوم الإعتماد المستندي
قدمت للإعتماد المستندي عدة تعاريف منها مايلي :
تعربـف 1 : إن كلمة الإعتماد هنا يقصد بها قرض ، أما المستندي يقصد بها تلك المستندات والوثائق المرتبطة بالعملية التجارية الممولة عن طريق هذا القرض ، أما من حيث تعريف الإعتماد المستندي ذاته ، يمكن التمييز بين تعريفين أساسيين للمفهوم الواحد ، وذلك من الناحية الإصطلاحية ومن الناحية التقنية .
فمن الناحية الإصطلاحية يقصد بالإعتماد المستندي ذلك الإعتماد الذي يفتحه البنك بناءا على طلب عميله أيا كانت طريقة تنفيذه ، سواء كان بقبول كمبيالة أو بالوفاء لصالح متعامل الآمر بفتح الإعتماد ، وهو مضمون بحيازة المستندات الممثلة للبضاعة في الطريق أو معدة للأرسال ، وبعبارة أخرى فهو إعتماد ناشىء عن وساطة بنكية ( بنكين ) لمتعاملين إثنين ، الأول بنك المراسل الذي يتعهد بالدفع ، والثاني بنك المصدر الذي يحصل قيمة الصفقة التجارية وذلك في بلدين مختلفين .
أما من الناحية التقنية فالإعتماد المستندي يعني الدفع مقابل المستندات ، وهي الوسيلة الأكثر شيوعا وإستعمالا في مجال التجارة الخارجية ، فهو عملية قرض من نوع الإلتزام بالإمضاء ، بناء على طلب المستورد ( مشتري البضاعة ) الذي طلب فتح إعتماد مستندي من أحد البنوك في الداخل لصالح المصدر ، بعد أن يكون الطرفان قد إتفـقا على شروط العقد بكل تفاصيله، مع تحديد نوع الإعتماد الذي فتحه ، وبموجب هذا الإلتزام يقوم البنك بدفع مبلغ معين للمصدر مقابل حيازة الوثائق المتعلقة بالسلع محل العقد (1) .
تعريـف 2 : الإعتماد الستندي هو تعهد مكتوب يصدره بنك يسمى البنك فاتح الإعتماد بناء على طلب عميلـه، يتعهد هذا البنك بمقتضاه لطرف ثالث يسمى المستفيد ( المصدر ) ،


(1) عبد الحق بوعتروس : الوجيز في البنوك التجارية ، ديوان المطبوعات الجامعية ، قسنطينة ، الجزائر ، 2000 ،
ص 86 .
بأن يدفع أو يقبل أو يخصم قيمة الكمبيالات المصاحبة لمستندات الشحن طالما كانت تلك المستندات مطابقة لشروط هذا العقد(1).
تعريـف 3 : الإعتماد المستندي هو عقد يتعهد البنك بموجبه بدفع مبلغ محدد للمستفيد إذا ما قدم هذا الأخير في أجل محدد وثائق معينة (2) .وخلاصة القول أن "الإعتماد المستندي هو تلك العملية التي يقبل بموجبها بنك المستورد أن يحل محل المستورد في الإلتزام بتسديد وارداته لصالح المصدر الأجنبي عن طريق البنك الذي يمثله مقابل استلام الوثائق أو المستندات التي تدل على أن المصدر قام فعلا بارسال البضاعة المتعاقدعليها".
2- أطـراف الإعتمـاد المستنـدي
يشترك عادة في تنفيذ الإعتماد المستندي أربعة أطراف هي :
أ‌- المستـورد : وهو ذلك الشخص أو المؤسسة التي تطلب فتح الإعتماد ويكون لها ذلك بموجب عقد بين المستورد والبنك فاتح الإعتماد ، هذا العقد يجب أن يتضمن جميع شروط وبنود الإتفاق المبرم مع المصدر مع تعيين نوع وطبيعة الإعتماد ذاته .
ب‌- البنـك فاتـح الإعتمـاد : وهو بنك المستورد الذي يقدم إليه طلب فتح الإعتماد ، وبعد الدراسة والتحليل لوضعية طالب الإعتماد من قبل البنك ذاته يقرر بالموافقة أو العكس ، إذا تعلق الأمر بالموافقة بفتح الإعتماد ويبلغ المستفيد مباشرة بهذا الفتح لصالحه ، والذي يكون في الغالب عن طريق بنك آخر وهو بنك المراسل أو بنك المصدر.
ج‌- بنك المراسل : وهو بنك المصدر ، بحيث عند تلقي البنك المراسل إشعار بفتح إعتماد لصالح أحد متعامليه يقوم بدوره بتبليغه للمستفيد سواء بإضافة تأكيده أو دون ذلك .
د- المستفيـد : وهـو الشخص الطبيعي أو المعنوي المستفيد من الإعتماد المفتوح لصالحه أي ( المصدر ) ويقوم بتنفيذ شروط العقد ضمن المدة المحددة والمقررة للإعتماد ، ويقوم بتقديم المستنادات الضرورية والمطابقة للعقد المبرم إلى البنك المراسل فور إتمام العملية ( عملية التصدير والشحن ) (3) .


(1)عبد المطلب عبد الحميد : البنوك الشاملة عملياتها و إداراتها ، الدار الجامعية للطباعة و النشر و التوزيع ، الإسكندرية ، 2000 ، ص 248 .
(2) Farouk Bouyacoub : op-cit ,P 263 .
(3) عبد الحق بوعتروس : مرجع سابق ، ص 96-97 .
3- أهميـة الإعتمـاد المستنـدي
إن أهمية الإعتماد المستندي تكمن أساسا في الدور الحاسم الذي يلعبه هذا النوع من الإعتماد في تمويل التجارة الخارجية ، وما يحققه من مصالح أكيدة لكافة أطراف العملية ويكمن إبرا زها فيما يلي :
أ. بالنسبـة للمشتـري ( المستـورد ) (1)
يتأكد بأنه سيستلم البضاعة التي إشتراها في الوقت الحدد والمكان المعين وهي مطابقة تماما لما اتفق عليه مع البائع ، وإنه لن يجبر على إيفاء ثمنها إلا بعد استلامه لكافة المستندات التي طلبها ووجودها مطابقة لشروط وبنود الإعتماد .
يستفيد من تسهيلات بنكية مضمونة بالبضاعة والمستندات ، إذ أنه لا يقوم عادة بدفع الثمن فور إتمام الشحن ، وإنما غالبا عند تسلمه المستندات من البنك.
يستفيد من خبرة البنوك التي يتعامل معها وتجاربها وعلاقاتها الخارجية ، ويحقق وفراً في المال والوقت ويؤمن ضمانا بتدخل المصارف لإتمام الصفقة بينه وبين البائع .
لا يتنقل لإتمام الصفقة بل يتم ذلك تلقائيا عن طريق الوساطة البنكية ، وكذلك الحال بالنسبة للمصدر .
ب. بالنسبـة للبائـع ( المصـدر )
حقق الإعتماد المستندي الأمان من خلال إيجاد طرف ثلث حسن السمعة وهو البنك التجاري الذي يلتزم أمام البائع بدفع قيمة المستندات ، لذا يتمكن من قبض أو تحصيل قيمت البضائع الواردة في الإعتماد.
يحمي نفسه من مخاطر سوء الحالة المالية للمستورد وعدم تمكن هذا الأخير من الدفع .
يكون على ثقة بأن ثمن بضاعته معروف وغير معرض للخسارة في حالة تدهور أسعار الصرف (2) .
بوسع البائع أن يقبض ثمن البضاعة بعد تسليمها للشحن وقبل أن تصل إلى المشتري وبذلك تتأمن له السيولة النقدية التي قد يحتاجها لتمويل عمليات أخرى .

(1) أنطوان الناشف ، خليل الهندي : العمليات المصرفية والسوق الملية ، المؤسسة الحديثة للكتاب ، لبنان ، الجزء الأول ، 1998 ، ص 89 .
(2) زياد رمضان ، محفوظ جودة : الإتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك ، دار وائل للنشر ، 2000 ، ص 151 .
إن إبقاء المشتري بعيدا عن موطن البائع ، وإتمام الصفقة بينهما بالمراسلات إنما يحقق مصلحة للبائع بإبقاء المشتري المتعاقد معه بعيدا عن المنافسين له من المنتجين الوسطاء الآخرين الموجودين في بلد البائع وبذلك ينحصر التعامل معه(1)
ج. بالنسبـة للبنـوك
يعتبر الإعتماد المستندي من أحد وظائف البنوك التجارية والمتمثلة في عمليات تمويل التجارة الخارجية ، ومن ثم فهو يعمل قدر الإمكان على جلب أكبر قدر من المتعاملين في هذا الميدان لأنه يعتبر مصدرا لدخله وأرباحه (2).
تستفيد البنوك من عمليات الإعتماد المستندي بعمولة فتح الإعتماد وتنفيذه ، وبفوائد المبالغ التي تدفعها من تاريخ دفعها إلى البائع (المصدر) لغاية تاريخ استيفائها وإستردادها من العميل وكذلك باستثمار الدفعة الأولى التي يؤمنها المشتري عند فتح الإعتماد(3) .
د. بالنسبـة للتجـارة الخارجيـة
المساعدة على إنتشارها بسهولة خاصة وأن الإعتمادات المستندية تسهل النواحي المالية التي كانت كثيرا ما تعيق إنتشار هذه التجارة ، فالبنوك تقوم بدور الوسيط الذي يثق به كل من المصدر والمستورد ، فتسهل عملية قبض ثمن البضاعة حال شحنها ، بينما لا يدفع المستورد الثمن إلا في حالة إستلامه الوثائق الخاصة بهذه البضاعة (4) .
فكل هذا يساهم في رفع معدلات التبادل الدولي نتيجة تطوير آلياتها ، ممثلة أساسا في وسيلة الإعتماد المستندي كاستخدام بنكي في مجال تمويل التجارة الخارجية .







(1) أنطوان الناشف ، خليل الهندي : مرجع سابق ، ص 90 .
(2) عبد الحق بوعتروس : مرجع سابق ، ص 88 .
(3) أنطوان الناشف ، خليل الهندي : نفس المرجع السابق ، ص 91 .
(4) زياد رمضان ، محفوظ جودة : مرجع سابق ، ص 151 .
المطلـب الثانـي : أنـواع الإعتمـاد المستنـدي
هناك عدة تقسيمات للإعتمادات المستندية وفقا لعدة معايير، والتي يمكن تصنيفها كالتالي :
1- أنـواع الإعتمـاد مـن حيـث درجـة إلتـزام البنـوك
1.1 الإعتمـاد المستنـدي القابـل للإلغـاء cre. doc. Révocable
يظهر هذا النوع من الإعتماد عند ما يقوم بنك المستورد بفتح إعتماد مستندي لصالح زبونه (المستورد) وإعلام المصدر بذلك ولكن دون أن يلتزم أمامه بشيء ، وعليه فإن الإعتماد المستندي القابل للإلغاء لا يعد ضمانا كافيا لتسوية ديون المستورد تجاه المصدر ، ومن الممكن أن يلغى في أي لحظة ، وهذه السلبيات تجعل من هذا النوع من الإعتمادات المستندية نادرة الإستعمال (1) .
وفي حالة وجود أي إعتماد مستندي غير موضح المعالم ( نوعه ) فإنه يعد تلقائيا من قبل الإعتمادات المستندية القابلة للإلغاء ، وهو ما نصت عليه الأحكام والقواعد الدولية للإعتمادات المستندة في مادتها السابعة (2) .
1. 2 الإعتماد المستندي غير قابـل للإلغـاء cre. doc. irrévocable
عندما يصدر الإعتماد بهذه الصفة فإن البنك فاتح الإعتماد يكون ملتزما بصورة نهائية بتفيذ شروط الدفع أو القبول أو التداول المنصوص عليها في عقد فتح الإعتماد ، شريطة أن تكون المستندات مطابقة تماما لبنود وشروط الإعتماد ، فبنك المستورد لا يمكنه أن يتراجع عن تعهده بالتسديد ما لم يتحصل على موافقة كل الأطراف ، غير أن البنك الموجود ببلد المستفيد لا يضيف تعهده إلى تعهد بنك المستورد ، أي أنه لا يعزز تعهد بنك المستورد (3) .
ومن ثم فأهم ما يميز هذا النوع من الإعتماد المستندي هو أن إمكانية التغيير في شروط العقد أو إلغئها مرهونة بإتفاق وتراضي أطراف العقد،فضلا عن تحديد مدة صلاحيته بتاريخ أقصى متفق عليه،أما عن مساوئه فهي تتعلق أساسا بالأضرار التي يمكن أن تلحق بالمستفيد خاصة فيما يتعلق بخطر عدم الملائمة وخطر البلد ذاته ( خطر سياسي وإقتصادي ) بحيث أن البنوك غير مسؤولة على مثل هذه الأخطار ،فضلا عن عدم السرعة في التنفيذ وذلك للإجراءات التي يتطلب إتخاذها وقتا قبل التنفيذ (4).


(1) الطاهر لطرش : مرجع سابق ، ص 116 .
(2) عبد الحق بوعتروس: مرجع سابق ، ص 90 .
(3) مدحت صادق: مرجع سابق ، ص 17 .
(4) عبد الحق بوعتروس : نفس المرجع السابق، ص 91 .
1. 3 الإعتمـاد المستنـدي غيـر قابـل للإلغـاء والمعـزز (المؤكد)
cre. doc. irrévocable et confirmé
إن الإعتماد المستندي المعزز ( المؤكد أو المثبت ) يكون في حالات الإعتماد غير قابل للنقض وفيه يشترط البائع ( المستفيد) تدخل بنك ثان ليضمن له الوفاء بقيمة المعاملة التجارية ، وكل ذلك ليزداد إطمئنانا على تحصيله لمقابل معاملته،وبهذا يكون إستفاد من إلتزامين مستقلين :
إلتزام البنك المصدر أي بنك المستورد في الداخل.
إلتزام البنك المختار أي بنك المصدر في الخارج.
فالبنك الثاني يأخذ عمولة لقاء تعزيزه وتأكيده للإعتماد، ويمثل ضمانا للمستفيد لإتمام صفقته نيابة عن بنك المستورد ،على إعتبار أنه في حالة ماإذا طلب بنك الآمر ( المستورد) من بنك آخر إثبات إعتماده غير قابل للإلغاء ووافق هذا الأخير على عملية التثبيت، تصبح هذه العملية إلتزاما قطعيا من طرف البنك المثبت (المعزز) ، إضافة إلى إلتزام البنك الآمر إلى غاية تقديم المستندات المتفق عليها وتنفيذ الإعتماد,إن هذا النوع من الإعتماد المستندي يلجأ إليه عادة، عندما يكون المتعاملان غير معروفين لبعضهما البعض معرفة تامة في مجال نشاطهما ومعاملتهما ،أو لفقدان الثقة فيما بينهما وخاصة من جانب المصدر (البائع) ، كما ويمكن أن يلجأ كذلك إلى التثبيت في حالة ما إذا كان بنك المستورد غير معروف أو لا يتمتع بسمعة كبيرة في الأوساط المالية ، أو أن البائع غير مطمئن إليه ، ويطلب كذلك التعزيز أو التثبيت في حالة ما إذ كانت الوضعية الإقتصادية أو السياسية وكذلك الحالة الأمنية في البلد فاتح الإعتماد غير مستقرة أو متدهورة ، مما يلجأ إلى طلب تثبيت إعتماده لدى بنكه ، وإذا حصل على الموافقة معنى ذلك أنه يمكن له أن يحصل على قيمة الصفقة في الموعد المحدد دون مراجعة البنك المرسل ، وأهم ما يميز هذا الإعتماد هو إزدياد عنصر الثقة والضمان بالنسبة للبائع خاصة ، أما عن مساوئه فهي مرتبطة بالزمن والتكلفة في الوقت ذاته ، فتنفيذ هذا النوع من الإعتماد يتطلب وقتا وتكلفة أكبر مقارنة بالأنواع الأخرى ، علما بأن معظم الدول تلجأ إلى التعامل بهذا النوع من الإعتماد ومن بينها الجزائر .
1- أنـواع الإعتمـادات مـن حيـث كيفيـة تنفيـذها
2. 1 الإعتمـاد المستنـدي المنفـذ بالإطـلاعcre. doc. à vue
وهو ذلك الإعتماد الذي يمكن للمستفيد من خلاله الحصول على قيمة الصفقة من بنكه بمجرد التقدم إليه
وإظهاره للوثائق وتحقق البنك من صحتها ، بعد ذلك يقوم البنك الآمر بتحويل المبلغ فور إستلامه للسندات والوثائق الواردة إليه أو للتحصيل عليها من المستفيد ( المصدر ) (1) .
2. 2 الإعتمـاد المسنـدي المنفـذ بالقبـول cre. doc. par acceptation
إن الغرض من إعتماد القبول هو إعطاء المستورد الوقت الضروري للسداد وذلك بتمكينه من بيع السلع المستوردة بموجب الإعتماد قبل حلول أجل السداد ، وبذلك يتجنب اللجوء إلى الإقتراض لتمويل عملية الاستيراد ، وبعد الإنتهاء من تنفيذ الشروط الواردة في الإعتماد يطلب المستفيد من البنك المصدر أو البنك المرسل التوقيع بالقبول على الكمبيالة التي يكون قد سحبها على أيهما ثم إعادتها إليه ، وهذه الكمبيالة يسلمها المستفيد إلى البنك الذي يتعامل معه إما لتحصيل قيمتها في تاريخ إستحقاقها مقابل عمولة إذا كان في حاجة عاجلة إلى السيولة .
2. 3 الإعتمـاد المستنـدي المنفـذ بالدفـع المؤجـل
cre. doc. à paiement différé
بالنسبة لهذا الإعتماد لا يتم الدفع للمستفيد فوراً عقب تقديم المستندات وإنما يتم بعد إنقضاء مدة من الزمن محددة في الإعتماد ، وإعتماد الدفع المؤجل يمنح للمشتري فترة سماح وفي نفس الوقت يضمن الدفع للبائع في التاريخ المذكور في الإعتماد ، ويلاحظ أن الفرق بين الدفع لأجل والدفع بالقبول هو أنـه:
- في إجراءات القبول يتلقى المصدر الكمبيالة مقبولة ، مقابل وصول المستندات للمشتري .
- في الدفع لأجل يتلقى المصدر وعداً بالدفع في تاريخ الإستحقاق المتفق عليه (1) .
3- أنـواع الإعتمـادات حسـب مـا تقتضيـه مصلحـة المتعامليـن
3. 1 الإعتمـاد المستنـدي المتجـدد cre. doc. revolving
يطلق عليه البعض الإعتماد الدائري ، وهو الإعتماد الذي تتجدد قيمته تلقائيا دون الحاجة لإجراء أي تعديل أو تمديد للإعتماد ، قد يكون الإعتماد المتجدد تراكميا أي أن المبلغ غير المستخدم في فترة معينة يحمل إلى الفترة القادمة ، وقد يكون الإعتماد المتجدد غير تراكمي أي أن المبالغ غير المستخدمة لا تحمل إلى الفترة الموالية (2) .
وينصح بعدم فتح هذا النوع من الإعتمادات إلا في أضيق الحدود ولعملاء ممتازين في التعامل والإلتزام ، نظرا لخطورته وخصوصا إذا كان من النوع التراكمي الأمر الذي يعطي المستفيد حرية كبيرة في التحكم في قيمة المستندات وكمية البضاعة المشحونة لدرجة أن المستفيد يمكنه أن لا يشحن أي جزء من البضاعة خلال عدد د دورات الإعتماد (3) .
(1) مدحت صادق : مرجع سابق ، ص 21-22 .
(2) عبد المطلب عبد الحميد : مرجع سابق ، ص 258 .
(3) جمال يوسف عبد النبي :الإعتمادات المستندية، مركز الكتاب الأكاديمي ، عمان ، 2001 ، ص 25 .
3. 2 الإعتمـاد المستنـدي المشـروط cre. doc. red clause
هذا النوع من الإعتمادات يسمح للمستفيد بسحب مبالغ في حدود معينة قبل تقديم مستندات الشحن ، تخصم قيمتها من قيمة المستندات عند تقديمها لاحقا ، ويعني هذا بطبيعة الحال أن معطي الأمر يوافق مسبقا على السماح للمستفيد – وفقا للإتفاق بينهما – بأن يسحب نسبة معينة من قيمة الإعتماد قبل تقديم مستندات الشحن ، ويستعمل المستفيد المبالغ المدفوعة مقدما لتمويل نقل البضاعة من الداخل إلى ميناء الشحن أو لتعبئة البضاعة ، وفي بعض الحالات تستعمل تلك المبالغ لشراء أو لرد سلفة لبنك كانت البضاعة مرتهنة لديه ، وهذا يعتبر وسيلة لتمويل البائع الذي يفتقر إلى الإمكانيات المالية الكافية لإعداد البضاعة للشحن (1) .
3. 3 الإعتمـاد المستنـدي القابـل للتحويـل cre. doc. transférable
بمقتضى هذا الإعتماد يمكن للمستفيد أن يطلب من بنك المشتري تحويل الإعتماد المفتوح ، لصالح مستفيد آخر ، وينبغي أن يرد البنك بقبول ذلك حتى يتمكن المستفيد من إتمام عمليات الإستراد والتصدير والحصول على قيمة الصفقة ، علما بأن شروط الإعتماد القابل للتحويل تبقى سارية كما هو الشأن عند الإتفاق عليها مع المستفيد الاول ، أي المتعلقة بالإعتماد الأصلي ، ما عدا ما يتعلق بالشروط التي تخص البضاعة ذاتها ( سعر ، كمية ، نوع ، تاريخ الإستلام ) وعادة ما يلجأ إلى هذا النوع من الإعتماد عندما يكون المصدر ليس هو المنتج الفعلي للبضاعة أو لجزء منها ، أو يكون غير جاهز في الميعاد المتفق عليه ، وحفاظا على سمعته يطلب أو يسمح بتحويل الإعتماد المفتوح لصالحه إلى آخرين.
3. 4 الإعتمـاد المستنـدي القابـل للتجزئـة cre. doc. dévisible
وهو ذالك الإعتماد الذي يمكن بموجبه شحن البضاعة على دفعات وقبض ثمن كل دفعة عندما يتم شحنها ، علما بأن التجزئة قد تكون مكانية كما قد تكون زمانية ، فالمكانية تعني السماح بشحن البضاعة على أكثر من وسيلة نقل ( برية ، بحرية ، جوية ) في الوقت ذاته ، وذلك بالإرتباط وطبيعة نشاط المستورد وتوزيع نشاطه الذي يقتضي هذه التجزئة ، أما الزمانية فتعني السماح للمورد بتوريد السلعة على دفعات وذلك بموجب هذا الإعتماد ذاته ، وكل ذلك لظروف المصدر أو لظروف المستورد التي تتطلب هذه التجزئة ، ويترتب على كل ذلك تجزئة في الوفاء بالإعتماد المستندي ، أي تجزئة في التسديد (2) .


(1) مدحت صادق : مرجع سابق ، ص 20 .
(2) عبد الحق بوعتروس : مرجع سابق ، ص 94-95 .
3. 5 الإعتمـاد المقابـل أو الإعتمـاد الضهيـر Le contre – credit
هي عملية تتضمن إعتمادين ، يفتح الأول لصالح المستفيد كي يقوم بتوريد البضاعة ، واستنادا إلى هذا الإعتماد يفتح المستفيد إعتمادا ثان لمستفيد آخر عن نفس البضاعة وفق شروط الإعتماد الأول، ويطلق على الإعتماد الثاني الإعتماد الظهير أو المساند ، وهذا الإعتماد يستخدم في الحالات التي يكون فيها المستفيد من الإعتماد الأصلي ( الأول ) مجرد وسيط وليس منتجا للبضاعة ، وتكون شروط الإعتماد الثاني مطابقة لشروط الإعتماد الأول ، فيما عدا مبلغ الإعتماد وسعر الوحدة ، إذ يكونان أقل كما أن صلاحية الإعتماد الثاني يجب أن تنتهي قبل إنتهاء صلاحية الإعتماد الأول بفترة تسمح بوصول المستندات إلى المورد ، وتقديمها قبل إنتهاء فترة سريان الإعتماد الأول (1).
المطلـب الثالـث : أسـس الإعتمـاد المستنـدي
تشكل الوثائق وخطوات سير الإعتماد المستندي أهم الأسس التي يقوم عليها الإعتماد المستندي .
1- وثائـق الإعتمـاد المستنـدي
تشكل الوثائق الأساس الذي يتم الإستناد إليه في التسوية المالية قبل الإستلام الفعلي للبضاعة ويمكن تصنيفها إلى مجموعات رئيسية كما يلي :
1.1 الوثائـق المتعلقـة بالبضاعـة محـل العقـد
1. 1-1 الفاتـورة التجاريـة facture commerciale
إن الفاتورة تمثل المحور الرئيسي الذي يقوم عليه الإعتماد المستندي وهي تصدر من قبل المصدر لصالح المستورد ، وينبغي أن تحتوي على معلومات متعلقة بالبضاعة محل العقد ، فهي تبين كمية البضاعة ، حجمها ، قيمتها ، نوعها ، مواصفاتها ووزنها ، هذه الوثيقة يجب أن يكتب مبلغها بالأرقام والحروف ودون شطب ، وتحرر على أكثر من (03) نسخ ، وتوقع من قبل مصدرها وهو المصدر ، شاهدا على صحة البيانات الواردة على مثل هذه الوثيقة ، وباعتبار الفاتورة تمثل سند الملكية قانونا ، لذلك ينبغي المصادقة عليها من قبل الغرفة التجارية أو الصناعية في بلد المصدر ، ثم من قبل سفارة أو قنصلية البلد المستفيد.
1. 1-2 شهـادة المنشـأ certificat d’origine
هذه الوثيقة تبين المصدر الحقيقي للبضاعة ، حيث تتضمن إسم البلد الذي صنعت فيه ، ويصادق عليها من قبل الغرفة التجارية أو الصناعية أو إدارة الجمارك في بلد المصدر ، وأن تكون على عدة نسخ تقدم أو تستظهر عند الضرورة ، علما بأن هذه الوثيقة ضرورية جدا بالنسبة لمصالح الجمارك في بلد المستورد ، حيث أنها تمكنها من تطبيق نظام الرسوم الجمركية المناسبة لها .

(1) مدحت صادق : مرجع سابق ، ص 19 .
1. 1-3 شهـادة بلـد الإرسـال certificat de lieu d’expedition
وهي الوثيقة التي تبين لنا البلد الذي تم منه إرسال البضاعة ، على اعتبار أنها تكون مصنعة في بلد غير البلد المرسل (1).
1. 1-4 شهـادة الـوزن certificat de poids
وهي ضرورية في بعض السلع التي تعتمد على الوزن ، والتي تحمل بشكل سائب مثل الحبوب والفوسفات ، كذلك مهمة للأخشاب والحديد (2) .
1. 1-5 قائمـة الطـرود list de colisage
وهي وثيقة تتظمن أرقام الطرود المشحونة وأوزانها وأحجامها ومحتوياتها التفصيلية ، وتظهر أهمية هذه القائمة بالنسبة للشاحنين عندما يتم شحن الطرود متشابهة إلى مستوردين مختلفين ، حيث تسهل عليهم عملية الفرز والتسليم (3).
1. 1-6 الشهـادات الطبيـة certificats sanitaires
وهي كل الشهادات الصحية المحررة من أجل التأكد من سلامة البضاعة من النواحي الصحية والكيميائية .
1. 1-7 الشهـادات الجمركيـة certificats douaniers
وهي مختلف المستندات التي تثبت خضوع البضاعة لكل الإجراءات الجمركية (4) .
هذا وبإمكان المستورد أن يطلب وثائق أخرى مثل شهادة التفتيش والفحص ، شهادة الجودة ، شهادة النوعية ، شهادة التحاليل ... إلخ .
1. 2 الوثائـق المتعلقـة بالنقـل
هذه الوثائق يتم إصدارها من قبل صاحب وسيلة النقل مهما كانت طبيعتها ويسلمها للمصدر إثباتا لنقل البضاعة ، وهي تكتسي أهمية كبيرة كونها تمثل سند الملكية للبضاعة كما هو الحال بالنسبة للفاتورة ، وتختلف وثائق النقل بإختلاف كيفياته المستعملة حيث يتطلب إستعمال أي كيفية إصدار وثائق النقل الخاصة بها .
والجدول الموالي يبين كيفيات النقل والوثائق المرتبطة بكل منها .

(1) عبد الحق بوعتروس : مرجع سابق ، ص 97-98 .
(2) جمال يوسف عبد النبي : مرجع سابق ، ص 52 .
(3) نفس المرجع السابق ، ص 45 .
(4) الطاهر لطرش : مرجع سابق ، ص 118 .
جـدول رقـم (6) : كيفيـات النقـل والوثائق المرتبطة بكل منها.

الوسيلـة المستعملـة الوسيلـة المرتبطـة بهـا
عـن طريـق البحـر .
عـن طريـق الجـو .
عـن طريـق البـر .
عـن طريق البريد والمواصـلات .
سنـد الشحـن البحـري .
رسالـة النقـل الجـوي .
رسالـة النقـل البـري .
وصـل الطـرود البريديـة .

المصدر : عبد احق بوعتروس : مرجع سابق ، ص 100 .

1. 2-1 سنـد الشحـن البحـري connaissement maritime
وتصدر عن شركة النقل البحري المرخصة وتعتبر عقد نقل وتسليم وفي نفس الوقت وثيقة ملكية للبضاعة ، وهي بمثابة الإيصال الذي يثبت استلام البضاعة من قبل الناقل تمهيدا للشحن ومن أشهر أنواعها :
سنـدات الشحـن النظيفـة clean B/L
هي السندات التي تخلو من أي تحفظ أو ملاحظة تفيد بوجود عيب في البضاعة أو بتعبئتها ، وهي التي تظهر بأن البضاعة محملة على متن الباخرة وهذا النوع تشترطه البنوك باستمرار .
1. 2-2 رسالـة النقـل الجـوي LTA
تعتبر بمثابة عقد النقل ووصل باستلام وشحن البضاعة ، وتصدر عن شركات الطيران أو وكلائها المعتمدين ، إلا أنها تعتبر وثيقة ملكية كما هو الحال في سند الشحن البحري ، حيث يتم استلام البضاعة بموجب أمر أو إذن تسليم الذي يصدره مدير المطار عند وصول البضاعة حيث يتم تظهير من قبل البنك فاتح الإعتماد والتي شحنت البضاعة باسمه كمرسل إليه.
1. 2-3 رسالـة النقـل البـري
أ‌- سنـد الشحـن بالسيـارات
وتشبه إلى حد كبير سند الشحن البحري من حيث التفاصيل والبيانات التي في متنها ، وتصدر هذه السندات عن شركات تمتلك سيارات شاحنة أو عن شركات مرخصة لتعاطي أعمال الشحن البري ، وتعتبر هذه السندات وصلا باستلام البضاعة .
ب‌- سنـدات الشحـن بالسكـك الحديديـة
وتشبه سند الشحن البحري وسندات الشحن بالسيارات وتعتبر وصل استلام للبضاعة ، وتصدر عن شركات السكك الحديدية أو وكلائها المعتمدين أو عن سلطة السكك الحديدية .
1. 2-4 وصـل الطـرود البريديـة parcel post receipt
وتعتبر هذه الوصولات وصل استلام للبضاعة ، وتصدر عن إدارة البريد الرسمية (1) .
1. 3 وثيقـة التأميـن document d’assurance
تصدر وثيقة التأمين من إحدى شركات التأمين المعتمدة لتغطية أخطار معينة من الممكن أن تتعرض لها البضاعة ، ويراعى في وثيقة التأمين أن يكون مبلغ التأمين مساويا على الأقل لقيمة البضاعة ، ويكون في الغالب بإضافة نسبة 10 % لهذه القيمة ، كما يجب أن يكون تاريخها مطابقا لتاريخ سند النقل أو سابقا له ، ويجب أن يكون وصف البضاعة كما جاء في الفاتورة وأن يغطي التأمين كافة الأخطار المنصوص عليها (2) .
2- سيـر عمليـة الإعتمـاد المستنـدي
يمكن تقسيم مراحل سير عملية الإعتماد المستندي إلى مرحلتين أساسيتين تبدأ عقب إبرام عقد البيع.
2. 1 فتـح الإعتمـاد المستنـدي
تستند العلاقة بين الآمر بفتح الإعتماد وبنكه إلى عقد الإعتماد ، فهذا الأخير هو الذي يحكم العلاقة بين الطرفين ، ويتم فتح الإعتماد المستندي وفق المراحل التالية :
أ‌- يوقع الآمر طلب فتح الإعتماد الذي يوضح فيه بصورة دقيقة وواضحة البيانات الضروية وفقا للشروط المتفق عليها مع المصدر في عقد البيع (3) .
ب‌- يتحقق البنك من أن عميله يستطيع توفير الغطاء النقدي اللازم ، سواء من خلال حسابه المفتوح لديه أو من خلال تسهيلات إئتمانية.
ج- فور قيام العميل بتنفيذ إلتزامه حول تقديم الضمانات المتفق عليها ، يقوم البنك بإبلاغ المستفيد ( المصدر ) بفتح الإعتماد لصالحه بواسطة بنك المراسل في بلده ، وذلك بإرسال خطاب الإعتماد الذي يتضمن كل بيانات وشروط الإعتماد ، بالإضافة إلى طلب تأكيد الإعتماد من طرف البنك المراسل في حالة تقديم العميل تعليمات بذلك .

(1) جمال يوسف عبد النبي : مرجع سابق ، ص 47-51 .
(2) عبد المطلب عبد الحميد : مرجع سابق ، ص 263 .
(3) Philippe Guarsuault, Stephane Priami : op-cit, P 131 .
د- بعد إبلاغ المستفيد من طرف بنكه بفتح الإعتماد لصالحه يتحقق بدوره من أن نص وشروط الإعتماد مطابقة لما تم الإتفاق عليه في عقد البيع(1).
2. 2 تنفيـذ الإعتمـاد :
بعد موافقة المصدر على الشروط الواردة في خطاب الإعتماد ، يشرع كل الأطراف في تنفيذ إلتزاماتهم العملية كما يلي : (2)
أ‌- يشحن المصدر البضاعة ويستلم مستند الشحن الذي يمثل الدليل القطعي على شحن البضاعة باتجاه المستورد .
ب‌- يقدم المصدر لبنكه المستندات المطلوبة خلال المدة المحددة .
ج- بعد الفحص والتدقيق يدفع البنك المؤكد للمستفيد حسب الإتفاق .
د- يرسل البنك المؤكد المستندات للبنك فاتح الإعتمادالذي يتحقق بدوره من أنها مقدمة ضمن حدود صلاحية الإعتماد وأنها مستوفية لسائر الشروط التي طلبها العميل .
هـ- يدفع البنك فاتح الإعتماد للبنك المؤكد حسب الإتفاق .
و- يسلم البنك فاتح الإعتماد المستندات لعميله حتى يتمكن من تسلم البضاعة ويقوم بالدفع للبنك ، علما بأن العميل المستورد ملزم بدفع جميع العمولات والمصاريف المتعلقة بتسيير الإعتماد.











(1) Philippe Guarsuault, Stephane Priami : op-cit, P 138-140 .
(2) Jacqes Mondino , Yves Thomas : le droit du crédit , édition Agende, Dunod, Paris, 1992 , P 203 .
والشكل الموالي يوضح مختلف مراحل سير العملية .
شكـل رقـم (07) : سيـر عمليـة الإعتمـاد المستنـدي























La sourse : Philippe Guarsuault, Stephane Priami : op-cit, P 115.




خلاصــة الفصــل :

يتم التعامل في التجارة الخارجية بعدة تقنيات مختلفة وهذا ما رأيناه في هذا الفصل ، فهناك من يتعامل بأسلوب التمويل قصير الأجل لتمويل وارداته ، وهنا يتم اللجوء إلى عدة تقنيات كالتحصيل المستندي وتحويل الفاتورة ...إلخ ، بالإضافة إلى طرق أخرى لتمويل الواردات كاللجوء إلى إستعمال العملات الصعبة ، ويستعمل هذا الأسلوب خاصة عندما يريد المستورد كسب الوقت أو لإستيراد سلع بسيطة .

وهناك من يلجأ إلى أسلوب التمويل متوسط و طويل الأجل الذي يتمثل في الحصول على القروض ، كقرض المورد الذي يمنحه المصدر للمستورد ، أو قرض المشتري الذي يمنحه بنك المصدر ، ويشمل القروض التـي توفرهـا الدولـة وتسمـي بخطـوط القــــرض ( أو البروتوكولات ) ويتم عقدها حسب إتفاقات مع الدولة أو هيئات مالية مصرفية أجنبية .

كما أن هناك بعض البلدان أيضا تلجأ إلى إستعمال قرض الإيجار الدولي والذي تتمثل تقنيته في تأجير المعدات اللازمة عوض إستيرادها.

وأكثر المتعاملين الإقتصادين اليوم يلجؤون إلى التمويل عن طريق الإعتماد المستندي ، الذي يعتبر من الأساليب الأكثر إستعمالا في العالم في مجال التجارة الخارجية ، لأنه يمثل نوعا من الضمان لا نجده في الأساليب الأخرى ، فهو يقلل من المخاطر اتي يمكن أن يواجهها المصدر خاصة ، ولكن تبقى درجة الضمان التي يقدمها مرتبطة بنوع الإعتماد المستندي المتفق عليه . https://etudiantdz.com/vb/t20815.html
07 يناير 2009 - 16.16:45
تمويل التجارة الخارجية عن طريق الإعتماد المستندي
َََََِِِِِِ
المقدمة
إن توسع العلاقات الاقتصادية الدولية بين مختلف الدول و التكتلات الاقتصادية وخاصة في ميدان التجارة الخارجية التي تكمن فيما هو معروف من قضايا التصدير و الاستيراد و الأسواق الدولية بصورها المختلفة، وأصبحت الشغل الشاغل لكثير من المفكرين و الباحثين وصانعي القرار ومعاهد البحوث في مختلف دول العالم بالإضافة إلى المنظمات الاقتصادية الدولية و الإقليمية وفي مقدمتها" الجات "G.A.T.T .نظرا لدورها المهم جدا في تنمية اقتصاديات الدول المعاصرة تعمل مجموعة من المؤسسات المالية و المصرفية و مختلف فروعها على تمويل التجارة الخارجية من خلال مجموعة من الميكانيزمات و لإجراءات والحوافز والتعمق لدراسة هذا الجانب له أهمية بالغة لتعزيز وتقوية المبادلات الخارجية و تشجيع قطاعات معينة من النشاط الاقتصادي .وقد اعتبر مشكل التمويل من أصعب و اعقد المشاكل التي تواجه التنمية الاقتصادية في كل دول العالم مما استوجب تدخل بعض الجهات كالبنوك و المؤسسات المالية للتقليل من هذه المخاطر و المشاكل ، وذلك عن طريق تطوير تقنياتها التمويلية ووسائل الدفع لتسهيل حركة التبادلات الدولية.و الاعتماد المستندي هو من ضمن الوسائل المتاحة لتوفير الثقة و التقليل من هذه الخطورة وهو تقنية من بين التقنيات الحديثة الأكثر استعمالا من طرف المتعاملين الاقتصاديين. وقد تم اختيار التساؤل الأتي كإشكالية لموضوعناما هي أهم الآليات و الوسائل التي تستعملها البنوك في تمويل التجارة الخارجية؟
تساؤلات البحث:
• ما هو التمويل ؟
• ما هي التجارة الخارجية ؟
• ما هو الاعتماد المستندي و كيف يساهم في تمويل التجارة الخارجية؟
فرضيات الدراسة: وللإجابة على جملة الأسئلة المطروحة أعلاه يجدر بنا وضع فرضيات للبحث أهمها:
v التمويل هو إمداد المؤسسة بالأموال الازمة لتغطية حاجياتها .
v التجارة الخارجية هي عملية الإستيراد و التصدير.
v هي ميكانيزمات جديدة لتمويل التجارة الخارجية.
مع إتباع المنهج الوصفي في سرد الموضوع ، و قد أستهل الموضوع بماهية التمويل ثم ماهية التجارة الخارجية و في الأخير تم التطرق إلى تمويل التجارة الخارجية بالأساليب الحديثة.
المبحث الأول :
ماهية التمويل المطلب الأول :
تعريف التمويل و أهدافه ‍‌‎‏(1)
تعريف التمويللقد جاءت العديد من التعاريف ولقد تم اختيار منها مايلي:* لقد عرف التمويل بأنه إصدار للمؤسسات بالحال اللازم لإنشائها أو يوسعها أو تفريقها،أو أنه من أعقب المشاكل التي تواجهها التنمية الصناعية من كل بلاد بوجه عام،إذ لا قيام لفصل يقودنا لربح أو استثمار بغيت الفائدة بغير وجود رأس المال،وبقدر حجم التمويل وتسيير مصادره ومنه إستثماره يكون العائد أو الربح الذي هو هدف كل نشاط إقتصادي * كما عرف أنه إمداد الأحوال اللازمة في الحاجة إليها إذن ما يمكنه إستخلاصه أن التمويل يتعلق بالمبالغ النقدية و يتم بدون زيادة أونقصان لهذه الأموال،وهدفه الأساسي هو تغطية الإحتياجات الحالية لمختلف الأعوان الإقتصادية لأنهم بحاجة لتمويل بمختلف أنواعه.وتظهر هذه الحاجة أولا عند إنشاء المؤسسة بحيث يجب أن تتوفر لديها الأراضي والمباني اللازمة لإستغلاله وإمتلاك العتاد اللازم لكل هذه العوامل الأساسية تستوجب رؤوس أموال أخرى لتجديده وتطويره من مسايرة التطورات التقنية والتكنولوجية ومواجهة التحدي الصناعي و التجاري
أهداف التمويل:للتمويل عدة أهداف، وتتجلى من خلالها أهمية ودور التمويل وتتمثل فيما يلي:
- توفير السيولة الضرورية للمشروع الإستثماري بإمداده بالتجهيزات اللازمة.- تسهيل مختلف التدفقات النقدية والمالية بين مختلف الأعوان الإقتصادية بضمان توظيف الموارد خاصة فيما بين الهيئات المالية،و الأعوان الإقتصادية الأخرى.
- تغطية جزء من التكاليف المشروع الإستثماري.
- تستلزم الصناعة للتمويل التجاري وجود أطراف تنظم المخاطر يتعاون هؤلاء الأطراف مع القطاع المصرفي التجاري والمؤسسات المالية الأخرى لتوفير منتجات التجارة الدولية .
المطلب الثاني : أساليب التمويل (2)
الفرع الأول : الأساليب التقليديةفي مجملها عمليات قصيرة الأجل (أقل من سنة) وتستعمل في تمويل مستحقات الخزينة للمؤسسة وكذلك لاقتناء أو شراء مستحقات من تجهيزات أو لتمويل الخدمات المختلفة ويوجد عدة أنواع لتمويل وهي كتالي.
1-السند لأمر:وهو ورقة تجارية تحرر بين شخصين لإثبات قيمة مالية واحدة فهو عبارة عن وثيقة يعتمد بواسطتها شخص معين لدفع مبلغ آخر في تاريخ لاحق (تاريخ الاستحقاق). إذن فالسند الأمر هو وسيلة قرض حقيقية حيث أن هناك انتظار من جانب الدائن للمدين لكي يسددها عليه في السند فإما أن يتقدم به قبل الاستحقاق في بنك يقبله فيتنازل عليه مقابل حصوله على سيولة لكنه يخسر نظير ذلك جزء من قيمة مبلغ الخصم الذي يحسب على أساس معدل الخصم، والطريقة الثانية هي استعماله في أجزاء معاملة أخرى من شخص آخر ويتم هذا الاستعمال بتقديمه للدائن الجديد عن طريق عملية التطهير شرط أن يتم قبوله من طرف هذا الأخير فيدخل في التداول وبالتالي يتحول إلى وسيلة دفع.
2- السفتجة أو الكمبيالةهي عبارة عن ورقة تجارية تظهر ثلاثة أشخاص في آن واحد وتسمح بإثبات ذمتين في نفس الوقت، حيث يأمر الشخص
(أ) المسمى بالمسحوب عليه بدفع مبلغ إلى الشخص
(ب) أو المستفيد للدفع أو تسوية دين شخص
(ج) أو الساحب، فأمام حامل هذه الورقة نفس طرق استعمالها مثلما هو الحال بالنسبة للسند لأمر إما الاحتفاظ بها إلى غاية تاريخ الاستحقاق وإما خصمها لدى البنك إن احتاج حاملها لسيولة وإما تسوية عمليات أخرى (تجارية أو ائتمانية) بواسطتها وذلك عن طريق التظهير إلى الغير وإدخالها في التداول وبهذا فهي تتحول من مجرد وسيلة قرض تجارية إلى وسيلة دفع.
3- السند الرهنهو ورقة تجارية يمكن استعمالها في التداول إذا أراد مجتمع التجار ذلك وهو سند الأمر مضمون من السلع محفوظة في مخزن عمومي وسند الرهن مثله مثل الأوراق التجارية السابقة الذكر يمكن تقديمه للبنك بغرض الخصم كما يمكن تحويله إلى وسيلة دفع بإدخاله في التداول وانتقاله بين الأفراد.
4- رسالة صرفهي أمر كتابي من طرف المصدر إلى المستورد بطلب دفع مبلغ معين وقد يكون المستفيد هو المصدر عادة وفي بعض الأحيان قد يكون طرف آخر مسجل في رسالة الصرف
5- الدفع عن طريق الصكوكالصك هو أمر خطي بدون شروط مسبقة لدفع مبلغ محدد لصالح المستفيد ويتم ذلك عن تظهير مباشر ومن مزاياه أنه سهل الإرسال وأقل تكلفة وأخطار السرقة أما من عيوبه لايمكن استعماله إلا عند توافقه وقوانين الصرف المعمول بها في البلد .
الفرع الثاني : الأساليب الحديثة:و تتضمن الإعتماد المستندي الذي خصصنا له مطلب في المبحث الثالث .
المبحث الثاني : ماهية التجارة الخارجية
المطلب الأول : تعريف التجارة الخارجية و أهميتها
أولا : تعريف التجارة الخارجية (1)
1- تعرف التجارة الخارجية بأنها فرع من فروع علم الإقتصاد ، والذي يهتم بدراسة الصفقات التجارية الجارية عبر الحدود الوطنية .
2- هي عملية التبادل التجاري الذي يتم بين الدولة و العالم الخارجي .
3- تعرف التجارة الخارجية على أنها مجموعة القواعد القانونية التي تنظم الأعمال التجارية ، التي تقوم على أساس التدفقات المالية و المادية و الخدماتية التي تتبادل بين الدول ، حيث جانب الصادرات يعبر عن قدرة الإقتصاد الإنتاجية و التي يمكن أن تتحول إلى دول أخرى ، بينما تعبر الواردات عن العجز المسجل على مستوى الإقتصاد الوطني في تغطية جزء من الطلب الكلي .
4- هو أن المعاملات التجارية الدولية في صورها الثلاثة المتمثلة في إنتقال السلع والأفراد ورؤوس الأموال ، تنشأ بين أفراد مقيمين في وحدات سياسية مختلفة ، أو بين حكومات أو منظمات إقتصادية تقطن في وحدات سياسية مختلفة . • ويمكن تصنيف الصفقات التجارية التي تتضمنها التجارة الخارجية بما يلي :
1- تبادل السلع المادية وتشمل السلع الإستهلاكية و السلع الإنتاجية والمواد الأولية والسلع النصف مصنعة و السلع الوسيطة .
2- تبادل الخدمات و التي تتضمن خدمات النقل و التأمين والشحن و الخدمات المصرفية والسياحة وغيرها.
3- تبادل النقود وتشمل حركة رؤوس الأموال لأغراض الإستثمار سواء على المدى القصير أو الطويل وكما تشمل القروض الدولية .
4- تبادل عنصر العمل ويشمل إنتقال الأيدي العاملة من بلد إلى أخر بالإضافة إلى الهجرة.
ثانيا: أهمية التجارة الخارجية (1)
- تعد التجارة الخارجية من القطاعات الحيوية في أي مجتمع من المجتمعات سواء كان ذلك المجتمع متقدما أو ناميا ، فالتجارة الخارجية تربط الدول و المجتمعات مع بعضها البعض ، إضافة إلى أنها تساعد في توسيع القدرة التسويقية عن طريق فتح أسواق جديدة أمام منتجات الدولة .
- تساعد في زيادة رفاهية البلاد عن طريق توسيع قاعدة الإختيارات فيما يخص مجالات الإستهلاك والإستثمار وتخصص الموارد الإنتاجية بشكل عام ، بالإضافة إلى أهمية التجـارة الخارجيـة من خلال إعتبارها مؤشـرا جوهريا على قـدرة الدولـة الإنتاجيـة والتنافسية في السوق الدولية وذلك لإرتباط هذا المؤشر بالإمكانيات الإنتاجية المتاحة وقدرة الدولة على التصدير و مستويات الدخل فيها وقدرتها كذلك على الإستيراد وإنعكاس ذلك على رصيد الدولة من العملات الأجنبية وما لها من أثار على الميزان التجاري .
وكما أن هناك علاقة بين التجارة الخارجية و التنمية الإقتصادية ، فالتنمية الإقتصادية وما ينتج عليها من إرتفاع مستوى الدخل القومي يؤثر في حجم ونمط التجارة الدولية ، كما أن التغيرات التي تحدث في ظروف التجارة الدولية ، تؤثر بصورة مباشرة في تركيب الدخل القومي ومستواه . و الإتجاه الطبيعي هو أن يرتفع مستوى الدخل القومي وتزدهر التجارة الخارجية في نفس الوقت .فالتنمية الإقتصادية تستهدف ضمن ما تستهدفه زيادة إنتاج السلع ، وإذا تحقق هذا الهدف عندئذ تزيد قدرة الدولة على التصدير الخارجي ، فالتاريخ الإقتصادي لبريطانيا و ألمانيا و اليابان مثلا يشير بوضوح إلى أن نمو وزيادة الدخل القومي يصاحبه زيادة حجم التجارة في هذه الدول ، أما أثار التجارة الدولية على إقتصاديات الدول النامية فيتضح أكثر من أي وقت مضى وذلك أن الدول النامية تحكمها أوضاع التخلف الإقتصادي لأسباب تاريخية ولذلك يكون متوسط الدخل في الدول النامية منخفضا ، فيقل بذلك مستوى الإستهلاك ومستوى الصحة العامة و التعليم و تنخفض الإنتاجية وتقل الإستثمارات فيؤدي ذلك إلى هبوط مستوى الدخل وهكذا تدور دائرة الفقر من جديد ، وإذا لم تنكسر هذه الدائرة في نقطة ما من محيطها فلن يتغير وضع التخلف ولن تحدث تنمية حقيقية . ويمكن للتجارة الدولية أن تلعب دورا في الخروج من دائرة الفقر وخاصة عند تشجيع الصادرات فينتج عن ذلك الحصول على مكسب جديدة في صورة رأس المال الأجنبي الجديد الذي يلعب دورا في زيادة الإستثمارات الجديدة في بناء المصانـع وإنشـاء البنيـة الأساسيـة و يؤدي ذلـك في النهايـة إلـى زيـادة تكـوين الرأسمالـي والنهوض بالتنمية الإقتصادية .

المطلب الثاني : أسباب قيام التجارة الخارجية (1)
يمكن إجمال أسباب قيام التجارة الخارجية في العوامل التالية :
1- لا تستطيع أي دولة أن تعتمد على نفسها كليا - تحقيق الإكتفاء الذاتي - نظرا لعدم التوزيع المتكافئ لعناصر الإنتاج بين الدول المختلفة .
2- التخصص الدولي : إن الدول سابقا لا تستطيع أن تعتمد على نفسها كليا في إشباع حاجات أفرادها وذلك بسبب التباين في توزيع الثروات الطبيعية و المكتسبة بين دول العالم ولذلك يجب على كل دولة أن تتخصص في إنتاج بعض السلع التي تؤهلها طبيعتها وظروفها وإمكانياتها الإقتصادية أن تنتجها بتكاليف أقل وبكفاءة عالية .
3- إختلاف تكاليف الإنتاج : يعد تفاوت تكاليف الإنتاج بين الدول دافعا للتجارة بينها وبالذات في الدول التي تمتلك ما يسمى بإقتصاديات الحجم الكبير (Economie of scale) ، وهذا الإنتاج الواسع يؤدي إلى تخفيض متوسط التكلفة الكلية للوحدة المنتجة مقارنة مع دولة أخرى تنتج بكميات ليست وفيرة وبالتالي ترتفع لديها تكاليف الإنتاج مما يعطي الدولة الأولى ميزة نسبية في الإنتاج مقارنة بالدولة الثانية .
4-إختلاف ظروف الإنتاج : فبعض المناطق ذات المناخ الموسمي تصلح لزراعة الموز و القهوة ، فيجب أن تتخصص في هذا النوع من المنتوجات الزراعية وتستورد المنتوجات الأخرى التي لا تقوم بإنتاجها كالنفط الذي يتوفر في الدول ذات المناخ الصحراوي مثل دول الخليج العربي .
5- إختلاف الميول والأذواق : فالمواطن المحلي يفضل المنتوجات الأجنبية حتى ولو توفر البديل المحلي منها وتزداد أهمية هذا العامل مع زيادة الدخل الفردي في الدولة .

المبحث الثالث : تمويل التجارة الخرجية المطلب الأول : عن طريق الاعتماد المستندي (1)
1. تعريف الاعتماد المستندي:هي ترتيبات يصدرها المصرف فاتح الاعتماد بناء على طلب المتعامل معه وفقا لتعليماته يتعهد البنك بموجبها بان يدفع للمستفيد (البائع) مبلغا معينا من المال في غضون مدة محددة (أي لغاية تاريخ انتهاء صلاحية الاعتماد) مقابل قيام المستفيد بتنفيذ شروط و تعليمات معينة تتعلق بالبضاعة موضوع البيع مثلا أو أي موضوع آخر تم فتح الاعتماد من اجله وتسليم مستندات معينة مطابقة للشروط المبينة في خطاب الاعتماد، و من هنا جاءت صفة المستندي .
2. أشكال الاعتماد المستندييمكن تقسيم الاعتمادات المستندية إلى عدة أشكال مختلفة وذلك في ضوء المفاهيم و بحسب الزاوية التي ينظر إليها منها وتندرج في معظمها تحت الأنواع الرئيسية التالية:
a. الاعتماد المستندي القابل للإلغاء Révocable Crédit: وهو الذي يمكن إلغاؤه أو تعديل بعض شروطه في أي وقت من تاريخ إنشائه بدون سابق إنذار و بدون موافقة المستفيد و هو بذلك يعتبر وسيلة لتسهيل الدفع وليس ضمان للدفع و لا يعتبر هنا النوع مرغوبا فيه باعتبار انه قد ينشا من تمويله كثير من المشاكل بالنسبة لأطرافه
b. الاعتماد المستندي الغير قابل للإلغاء Irrévocable Crédit: وهو عكس النوع السابق أي لا يمكن تعديل شروطه أو إلغاؤه قبل عملية دفع قيمة البضاعة للمستفيد وذلك دون موافقة جميع الأطراف وخصوصا المستفيد وينقسم هذا النوع إلى نوعين:
الاعتماد المستندي غير القابل للإلغاء المعزز Confirmed Irrévocable Crédit: و هو الاعتماد الذي يقوم بتعزيزه بنك آخر أو بعبارة هو بنك آخر (عادة بنك المصدر) بالدفع عند تقديم المستندات المعينة، و الموضحة بالاعتماد المستندي وهنا نجد انه يوجد بنكان يتعهدان بالدفع وليس فقط بنك المستورد.
الاعتماد المستندي غير القابل للإلغاء وغير المعزز:Unconfirmed Irrévocable : و هو الاعتماد الذي يكون به بنك المستورد فقط يتعهد بالدفع و هذا النوع غير شائع حاليا لعدم ثقة المصدرين ببنوك الدول الأخرىc. الاعتماد المستندي المتجدد Revolving Crédit: وقد يطلق عليه البعض الاعتماد الدائري وهو الاعتماد الذي تتجدد قيمته أو مدته وذلك حسب الاتفاق مع البنك وقد يكون الاعتماد المتجدد غير تراكمي أي أن المبالغ غير المستخدمة في فترة معينة لا تحمل إلى الفترة القادمة
d. الاعتماد المستندي غير المتجدد:Unrevolving Crédit: وهو الاعتماد الذي يكون صالحا لصفقة واحدة أي ينتهي اجله بمجرد شراء البضاعة المعينة و لا يكون متجدد البضائع أخرى في فترات مستقبلية
e. الاعتماد القابل للتحويل:Transférable : هو الاعتماد الذي يحق بموجبه للمستفيد بأن يطلب من البنك المخول بالدفع أو القبول أو لأي بنك آخر مخول بالشراء بوضع الاعتماد كليا أو جزئيا تحت تصرف طرف واحد أو أطراف أخرى و الأصل هو أن يكون الاعتماد غير قابل للتحويل إلا انه يمكن مخالفة ذلك بموافقة صريحة من البنك الفاتح للاعتماد، وكل عبارة من العبارات مثل قابل للتقسيم أو للتجزئة أو للتنازل أو للنقل لا تضيف أي شيء لمعنى عبارة قابل للتحويل و لا يجوز استعمالها.
f. الاعتماد المقابل Back to Back Crédit: يفضل المستفيدون في بعض الأحيان هدم طلب فتح اعتماد قابل للتحويل ويطلبون من بنكهم فتح اعتماد بضمان الاعتماد المفتوح لصالحهم ويشترط في هذه الحالة أن يكون الاعتماد الأصلي غير قابل للإلغاء ويطلق على الاعتماد الثاني الاعتماد المحول ويستعمل في الحالات التي يكون فيها المستفيد من الاعتماد الأصلي وسيط و ليس منتج للبضاعة ويكثر استعمالها من الاعتمادات في عملية التجارة الثلاثية، ويكون المستفيد من الاعتماد الثاني مقيما في بلد المستفيد من الاعتماد الأصلي
a. الاعتماد بالدفع المؤجل efered Payement Crédit وهو الذي يقوم بموجبه المستفيد بشحن البضاعة إلا انه لا يحصل على قيمته إلا بعد فترة زمنية عادة ما يتم الاتفاق عليها بحيث يلتزم بتقديم المستندات بعد الشحن مباشرة ولا يقوم بسحب الكمبيالة إلا في ميعاد الاستحقاق.
b. الاعتماد بالقبول :Acceptance Crédit و هو الاعتماد الذي يتم الوفاء فيه عن طريق كمبيالة مؤجلة الاستحقاق مسحوبة على البنك المكلف بالدفع المحدد في الاعتماد، ويوقع هذا البنك الكمبيالة بالقبول ، ويمكن للمستفيد أن يقوم بتظهير ناقلا للملكية كما يمكن له أن يقوم بخصمها
c. الاعتمادات المضمونة: Secured Crédit في حالة الاعتمادات المضمونة، تكون المستندات صادرة لأمر البنك أو مظهرة من البائع إلى البنك ، وفي هذه الحالة إذا لم يدفع المشتري قيمة البضاعة إلى البنك قام البنك باستلام البضاعة وبيعها و الحصول على حقه. وعادة لا يقبل البنك فاتح الاعتماد غير المضمون إلا إذا كان لديه غطاء نقدي أو عيني للاعتماد أو كان متأكد من مركز عملية في الوفاء
d. اعتماد المبادلة:Barter Crédit وتستخدم تلك الاعتمادات لتنفيذ عمليات المبادلة، وينص على تسليم مستندات الصادرات مقابل مستندات الواردات، إيداع حصيلة الصادرات تحت تصرف البنك لاستخدامها في سداد قيمة الواردات أو مقايضة سلعة مستوردة بأخرى مصدرة و الحالة الأخيرة السداد عيني .
2. الأطراف المكونة للاعتماد المستنديهناك ثلاثة أطراف لعقد الاعتماد المستندي و هي الأطراف الأساسية ويأتي إلى جانبهم طرف رابع و هو البنك الذي يقدم المشورة أو التأكيد أو التعزيز وفيما يلي التعريف بكل طرف.
الطالب أو المستورد معطي الأمر The Applicant وهو عميل البنك الذي يطلب فتح الاعتماد المستندي لصالح احد المستفيدين في الخارج، و يعد المشتري الذي سيدفع قيمة البضاعة بعقد وصول مستندات الشحن و أوراق ملكية البضاعة.
البنك المصدر Issing Bank و هو البنك التجاري المتعهد بالدفع عند تقديم مستندات شحن البضاعة للمصدر وهو المتلقي للأمر بفتح الاعتماد المستندي و بذلك فالعلاقة بين البنك و المصدر يحكمها الاعتماد المستندي أما العلاقة بين البنك و المستورد فيحميها طلب فتح الاعتماد و الذي يتضمن شروط معينة.
المستفيد Beneficiary و هو الشخص أو الجهة المفتوح لصالحها الاعتماد و الذي يعد موردا أو مصدرا للبضاعة، وهو الذي سوف يحصل على قيمة البضائع المصدرة و الواردة بيانها بالاعتماد المستندي و بالتالي غالبا ما يكون مصدر البضاعة المشحونة إلى بلد المستورد.
البنك الذي يقدم المستورد: وهو البنك الموجود و المقيم في وطن المستفيد و غالبا ما يكون مراسلا للبنك المحلي وفيما يلي نبين أطراف الاعتماد المستندي و المصطلحات المستخدمة
مراحل (إجراءات ) تنفيذ الاعتماد المستندي: هناك العديد من الإجراءات العملية تتخذ فيما يتعلق بالتعامل بالاعتمادات المستندية يمكن تلخيصها فيما يلي:
1. تنطلق إجراءات الاعتماد المستندي من الاتفاق بين البائع و المستورد، إذ يتفق البائع و المستورد على أن يكون تسديد قيمة البضاعة محل عقد البيع بواسطة اعتماد مستندي ويبين هذا الاتفاق الذي يأتي في شكل شرط من عقد البيع طبيعة الاعتماد المستندي ونوعه ومدته و البنك الذي سيقوم بفتحه و المستندات التي يجب أن تسلم للبنك .
2. يقوم المستورد بطلب فتح الاعتماد لصالح البائع ويقدمه إلى بنكه ويتضمن عادة هذا الطلب بيانات من أهمها طبيعة الاعتماد ،نوعه ، مكان استخدامه ، قيمته ، اسم المستفيد ،طريقة استخدامه، مدة نفاذه، عدد المستندات المطلوبة ووصفها وصف البضاعة التي تمثلها المستندات وواسطة نقل البضاعة وبرنامج الشحن، وميناء الشحن، وميناء الوصول، ومستندات الشحن وتحديد الجهة التي سوف تتحمل المصاريف و العملات التي تترتب على فتح الاعتماد. كما يتضمن شروط التسليم و تصريح من العميل بخصم التامين المقرر على حسابه وطريقة وأخطار المستفيد. ويرفق بطلب الاعتماد الفاتورة المبدئية المتعلقة ورخصة الاستيراد الصادرة من وزارة التجارة
3. يقوم البنك بمراجعة المستندات المقدمة لفتح الاعتماد، وأهمها سند الشحن، وثيقة التامين على البضاعة، الفاتورة، وأي مستندات إضافية بالإضافة إلى التحقق من كفاية رصيد العميل أو وحدة الائتمان وان يكون ترخيص الاستيراد صالح الاستعمال وصادر باسم الشخص صاحب الاعتماد و أن قيمة الاعتماد في حدود قيمته وترخيص الاستيراد وبنفس العملة وقد يرى البنك تغيير اسم المراسل وعند الاتفاق يتقاضى البنك عمولات مقابل فتح الاعتمادات المستندية وعمولة تسهيل وفقا لنصوص تعريفة أسعار الخدمات المصرفية. مع التأكد من سلامة المستندات و أن ظاهرها صادقة غير مطلوبة على غش وغيره
4. وبعد حصول الاتفاق بين المستورد وبنكه، يقوم هذا الأخير بإرسال خطاب للبائع المستفيد من الاعتماد يضمن أساسا اسم الأمر وعنوانه، واسم المستفيد وعنوانه، ومبلغ الاعتماد ، ومدة نفاذه، ومكان وطريقة استعماله، والمستندات المطلوبة و التزمات البنك ويعرف هذا الخطاب بخطاب الاعتماد المستندي. ويمكن أن يرسل هذا الخطاب مباشرة للمستفيد أو عن طريق بنك بلده وعادة يكون بنك المستفيد، وتعتبر هذه المستندات المحور الأساسي للاعتماد المستندي
5.عندما تتفق شروطه مع العقد المبرم يقوم المستفيد بإتمام الإجراء في شحن البضاعة إلى المستورد وإعداد المستندات السابق عرضها و التي تسلم للبنك لمراجعته
6.قد يطلب أحد الأطراف في الاعتماد إجراء لبعض التعديلات في الاعتماد المستندي مثل التعديل في مبلغ الاعتماد، و كذلك تعديل مدة صلاحية الاعتماد ...الخو بناء عليه لابد من ملئ طلب للتعديل.يقوم البنك بمراجعة المستندات المقدمة لفتح الاعتماد، وأهمها سند الشحن، وثيقة التامين على البضاعة، الفاتورة، وأي مستندات إضافية بالإضافة إلى التحقق من كفاية رصيد العميل أو وحدة
المطلب الثاني : عن طريق التحصيل المستندي (1)
1. تعريف التحصيل المستنديالتحصيل المستندي هو آلية تقوم بموجبها المصدر بإصدار كمبيالة و إعطاء كل المستندات إلى البنك الذي يمثله حيث يقوم هذا الأخير بإجراءات تسليم المستندات إلى المستورد أو إلى البنك الذي يمثله مقابل تسليم مبلغ الصفقة أو قبول الكمبيالة
2. أشكال التحصيل المستندي: تحدد أشكال التحصيل المستندي حسب طريقة الدفع في هذا الأخير، و منه يوجد شكلين أساسين للتحصيل المستندي هما:Ø التحصيل مقابل الدفع . أي تسليم المستندات مقابل الدفع، و في هذه الحالة لا يسلم البنك المستندات للمشتري إلا بعد الدفع الفوري دون أن يتحمل مسؤولية تسليم البضاعة فيكون المشتري بذلك معرضا لخطر عدم استلام طلبيته، إلا أن هذا النوع من التحصيل المستندي أكثر ضمانا للمورد الذي يفرض بند - الدفع عند أول تقديم للمستندات - Paiement sur première présentation des documents فتتم الإشارة إلى هذه العبارة في الأمر بالتحصيل أو الفاتورة و بذلك يضمن المصدر حصوله على حقوقه ( مبلغ الصفقة )
Ø التحصيل مقابل القبول: هذا النوع من التحصيل يقوم على أساس تسليم البنك المكلف بتحصيل المستندات و المستعجلة للمشتري مقابل القبول حيث تسحب هذه باسم المشتري و لا يتم قبولها لدى بنك التحصيل ، في هذه الحالة يتحمل البنك أخطار الصرف و عدم الدفع لذا يصر الموردون على أن يكون القبول مؤيدا من طرف البنك ( أي أن يكفل البنك السفتجة.و ذلك بإمضاءٍ خلفها )
3. أطرافه و مراحل تقيدهأطرافه: يشارك في عملية التحصيل المستندي أربعة أطراف هم:
أ‌. الأمر (البائع أو المصدر) Le remettant:و هو البائع الذي يقوم بجمع المستندات و إرسالها إلى بنك مع الأمر بالتحصيل و يسمى بالساحب
.ب‌. بنك البائع : La Banque remettante:يستقبل المستندات المرسلة من طرف البائع و يقوم بإرسالها إلى البنك المكلف بالتحصيل حسب الإجراءات المطلوبة.
ت‌. المشتري ( المستورد ):هو الطرف الذي تقدم له السندات من أجل الدفع و القبول.
ث‌. المكلف بالتحصيل La Banque Présentatrice: هو المكلف بالتحصيل أو القبول من طرف المستورد طبقا لأوامر بنك المصدر.سيرعملية التحصيل المستندي:بعد التوقيع على العقد التجاري بين المشتري و البائع و الذي يتم من خلاله الاتفاق على قيمة البضاعة، المستندات الواجب تسليمها و أجال استحقاقها ( الدفع )، يدخل العقد حيز التنفيذ و ذلك بإرسال البضاعة و ما ينجم عنه من دفع مستحقات هذه الأخيرة للمورد و الذي يتم بواسطة التحصيل المستندي حسب ما اتفق عليه في العقد .

الخاتمة
من خلال هذه الدراسة لموضوع الإعتماد المستندي يمكن التوصل إلى أن هذه التقنية تعد الأكثر إستعمالا وشيوعا بين الأوساط التجارية ، فهي تقدم خدمة مصرفية بتدخل البنوك كوسيط بإلتزام المستوردين لصالح المصدرين الأجانب وجعل كلا الطرفين مطمئنا بخصوص حصوله على حقوقه ،كما أنه يوفر كل من السرعة والأمن والسيولة النقدية والمرونة ، فقد ظهرت هذه التقنية بهدف فك النزاع بين المصدر والمستورد وتفادي الوقوع في المشاكل التي تعقد مسار العملية التجارية تصديرا كانت أو إستيرادا ، فهذه العملية تتحقق تحت رقابة البنك لكنها على مستوى المستندات فقط أين يراهن بموجبه بدفع ثمن السلعة المستوردة مقابل تقديم الوثائق المعنية .أما بخصوص الفرضيات التي وضعناها فقد حاولنا الإجابة عليها من خلال هذا البحث وقد توصلنا إلى :- التمويل هو إمداد المؤسسة بالأموال الازمة لتغطية حاجياتها.- التجارة الخارجية هي العمليات التي تتم بين الدول.- الإعتماد المستندي هو عقد يتم بين طرفين لاينتميان إلى نفس الدولة ليظمنا حقوقهما بتدخل البنك كوسيط.ولفتح آفاق الدراسة يتم طرح السؤال التالي : هل يوجد إعتمادات مستندية خاصة بالبنوك الإلكترونية .

مرجع : فردية إسماعيل ، عيشوش طارق ، تمويل التجارة الخارجية عن طريق الإعتماد المستندي ، مركز الجامعي بالوادي - الجزائر- السنة الجامعة 2008/2009
• شوهد 1525 مرة • 0 تعليق
رابطة دائمة توجه نحو المقالة بأكملها
https://tarek39.sosblog.fr/CaAEOCI-a-...0848.htmالمطلب الثاني : عن طريق التحصيل المستندي (1)
1. تعريف التحصيل المستنديالتحصيل المستندي هو آلية تقوم بموجبها المصدر بإصدار كمبيالة و إعطاء كل المستندات إلى البنك الذي يمثله حيث يقوم هذا الأخير بإجراءات تسليم المستندات إلى المستورد أو إلى البنك الذي يمثله مقابل تسليم مبلغ الصفقة أو قبول الكمبيالة
2. أشكال التحصيل المستندي: تحدد أشكال التحصيل المستندي حسب طريقة الدفع في هذا الأخير، و منه يوجد شكلين أساسين للتحصيل المستندي هما: التحصيل مقابل الدفع . أي تسليم المستندات مقابل الدفع، و في هذه الحالة لا يسلم البنك المستندات للمشتري إلا بعد الدفع الفوري دون أن يتحمل مسؤولية تسليم البضاعة فيكون المشتري بذلك معرضا لخطر عدم استلام طلبيته، إلا أن هذا النوع من التحصيل المستندي أكثر ضمانا للمورد الذي يفرض بند - الدفع عند أول تقديم للمستندات - Paiement sur première présentation des documents فتتم الإشارة إلى هذه العبارة في الأمر بالتحصيل أو الفاتورة و بذلك يضمن المصدر حصوله على حقوقه ( مبلغ الصفقة )
 التحصيل مقابل القبول: هذا النوع من التحصيل يقوم على أساس تسليم البنك المكلف بتحصيل المستندات و المستعجلة للمشتري مقابل القبول حيث تسحب هذه باسم المشتري و لا يتم قبولها لدى بنك التحصيل ، في هذه الحالة يتحمل البنك أخطار الصرف و عدم الدفع لذا يصر الموردون على أن يكون القبول مؤيدا من طرف البنك ( أي أن يكفل البنك السفتجة.و ذلك بإمضاءٍ خلفها )
3. أطرافه و مراحل تقيدهأطرافه: يشارك في عملية التحصيل المستندي أربعة أطراف هم:
أ‌. الأمر (البائع أو المصدر) Le remettant:و هو البائع الذي يقوم بجمع المستندات و إرسالها إلى بنك مع الأمر بالتحصيل و يسمى بالساحب
.ب‌. بنك البائع : La Banque remettante:يستقبل المستندات المرسلة من طرف البائع و يقوم بإرسالها إلى البنك المكلف بالتحصيل حسب الإجراءات المطلوبة.
ت‌. المشتري ( المستورد ):هو الطرف الذي تقدم له السندات من أجل الدفع و القبول.
ث‌. المكلف بالتحصيل La Banque Présentatrice: هو المكلف بالتحصيل أو القبول من طرف المستورد طبقا لأوامر بنك المصدر.سيرعملية التحصيل المستندي:بعد التوقيع على العقد التجاري بين المشتري و البائع و الذي يتم من خلاله الاتفاق على قيمة البضاعة، المستندات الواجب تسليمها و أجال استحقاقها ( الدفع )، يدخل العقد حيز التنفيذ و ذلك بإرسال البضاعة و ما ينجم عنه من دفع مستحقات هذه الأخيرة للمورد و الذي يتم بواسطة التحصيل المستندي حسب ما اتفق عليه في العقد .

الخاتمة
من خلال هذه الدراسة لموضوع الإعتماد المستندي يمكن التوصل إلى أن هذه التقنية تعد الأكثر إستعمالا وشيوعا بين الأوساط التجارية ، فهي تقدم خدمة مصرفية بتدخل البنوك كوسيط بإلتزام المستوردين لصالح المصدرين الأجانب وجعل كلا الطرفين مطمئنا بخصوص حصوله على حقوقه ،كما أنه يوفر كل من السرعة والأمن والسيولة النقدية والمرونة ، فقد ظهرت هذه التقنية بهدف فك النزاع بين المصدر والمستورد وتفادي الوقوع في المشاكل التي تعقد مسار العملية التجارية تصديرا كانت أو إستيرادا ، فهذه العملية تتحقق تحت رقابة البنك لكنها على مستوى المستندات فقط أين يراهن بموجبه بدفع ثمن السلعة المستوردة مقابل تقديم الوثائق المعنية .أما بخصوص الفرضيات التي وضعناها فقد حاولنا الإجابة عليها من خلال هذا البحث وقد توصلنا إلى :- التمويل هو إمداد المؤسسة بالأموال الازمة لتغطية حاجياتها.- التجارة الخارجية هي العمليات التي تتم بين الدول.- الإعتماد المستندي هو عقد يتم بين طرفين لاينتميان إلى نفس الدولة ليظمنا حقوقهما بتدخل البنك كوسيط.ولفتح آفاق الدراسة يتم طرح السؤال التالي : هل يوجد إعتمادات مستندية خاصة بالبنوك الإلكترونية .
مرجع : فردية إسماعيل ، عيشوش طارق ، تمويل التجارة الخارجية عن طريق الإعتماد المستندي ، مركز الجامعي بالوادي - الجزائر- السنة الجامعة


هذا هو الموقع

2008/2009 https://tarek39.sosblog.fr/CaAEOCI-a-...-b1-p40848.htm










قديم 2010-11-11, 11:36   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
h.sabi55
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بحث حول : متى يكون نظام المعلومات كميزة تنافسية










قديم 2010-11-11, 11:38   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
h.sabi55
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اريد بحث حول : متى يكون نظام المعلومات كميزة تنافسية










قديم 2010-11-11, 13:19   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
nawal0001
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nawal0001
 

 

 
إحصائية العضو










B18 تــأثـيـر نـظـم الـمعـلـومـات الـجـديـدة فـي الـمـؤسـسـة

تــأثـيـر نـظـم الـمعـلـومـات الـجـديـدة فـي الـمـؤسـسـة


خـطـة الـبـحـث
مــقــدمــة
المبحث الأول : مدخل إلى نظم المعلومات
المطلب الأول : مفهوم النظم
المطلب الثاني : تعريف نظام المعلومات
المطلب الثالث : مكانة ودور نظم المعلومات في المؤسسة

المبحث الثاني : نظم المعلومات الجديدة
المطلب الأول : مبادئ نظم المعلومات الجديدة
المطلب الثاني : العوامل التي أثرت على تطور نظم المعلومات

المبحث الثالث : أنواع نظم المعلومات الجديدة
المطلب الأول : نظم المعلومات الإدارية
المطلب الثاني : نظم معالجة البيانات
المطلب الثالث : نظم دعم القرارات
المطلب الرابع : النظم الخبيرة

الـخــاتـمــة


مـقـدمـة ص 01

مـقـدمـة
يـشـهد العالـم في ظل الـعولـمة تـطورا عميقا و سريعا على المستوى الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي و التكنولوجي ، ونـتـيجة لعمق هـذا الـتطور و سرعته في مجال تكنولوجيا المعلومات دخـل الـعالـم عصر مـجـتمع المعلومات ، وفي الوقت الراهن و في ظل الـتنافس الدولي الحاد أصبحت المعلومات و المعلوماتية المادة الأولية لأي نشاط إنساني ، فنجد معظم دول العالم المتقدم تتسابق فيما بينها لوضع استراتيجياتها و خطط لتطوير تكنولوجيا المعلومات و هذا ما صاحبه ظهور و انتشار الحواسب الآلـية التي أضحت بمـثابة ضرورة حتمية تحتاجها جميع المؤسسات لـميزتها القوية في معالجة و تخزين كم هائل من الـمعلومات بطريقة مـنظمة و سريعة و دقـيـقـة بالإضافة إلى تـطور أجهزة الاتصال و الأقـمار الصناعـية ، فـأصبح في مـقـدرة الـباحث مهما بعد عن مصدر المعلومات من الـوصول إلـيها و إعادة تـشكيلها لـيستثمرها في أبحاثه ، و كان لأهـمية الـمعلومات و تـقنياتها أكـبر الأثـر في بـروز لـفـظ " الـمعـلوماتية " و غيرها من المصطلحات الأخرى " كعلم المعلومات "
و " تـكنولوجيا الـمعلومات " الـتي تـدرس كل وظائف و تقنيات الـمعلومـات و إسهاماتـها في الـبحث و الإدارة و الاقـتـصاد و الـعلم بصفة عامة ، ومع ظهور مدخل الـنظم أصبح يـستخدم مصطلح " نظام المعلومات " كأسلوب معاصر من الأساليب الإدارية الحديثة التي تساعد في ترشيد العملية الإدارية لمواجهة التحديات في عصر يتسم بالتغيير المستمر تسيره الـمعلومـة باعـتبارها مـوردا أساسـيا ، لـذلك أضـحى لـمفـهوم نظم الـمعلومات دورا جوهريـا و حيويـا في الفكر الإداري و المعلوماتي الـمعاصر يجب الإلـمام بـه و الـتعرف على سماتـه و تطوراتـه المخـتلفة .
فـماذا نـقصد بأنظـمة الـمعلومات ؟ و هـل يـوجد حـقـا أنـظمة معلومات جـديـدة ؟
مـن هـذا الـمنطلق فـإن هـذا الـبحث يـحاول إلـقاء الضوء على المفـاهـيم المرتبطة بالـنظم و خصائصها و نـظم المعلومات و مـحدداتها ، كما يتـطرق أيضا إلى أهـم نـظم الـمعلومات الـجديدة الـمعتمدة على الحاسوب و المتمثلة في " نظم المعلومات الإدارية " ، " نـظم معالجة البيانات " ، " نـظم دعم القرار " و " النظم الخبيرة " و كخاتمة للبحث ندرج أهم التحديات التي تـواجهـها أنـظمة الـمعـلومات .

مدخل إلى نظم المعلومات ص 02



المبحث الأول : مدخل إلى نظم المعلومات

المطلب الأول : مـفـهـوم الـنـظـم
على الرغم من أن النظم قد وجدت قبل وجود الإنسان إلا أن استخدام هذا المفهوم في مجالات العلم لم يكن إلا منذ 1939 فأصبح يلعب مفهوم النظم دورا هاما في العلم الحديث وقد شغل ذلك تفكير العلماء و المختصين بصفة عامة و انعكس أثـره بـين عـلماء الإدارة بصفـة خاصة ، حيث يعـتبر أسـلوب الـنـظم بالنسبة لهم أداة أساسية و فعالة للتغلب على بعض المشاكل و الصعاب التي تواجههم ، " فالنظام هو مجموعة أو تجمع من الأشياء الـمرتبطة ببعض الـتفاعلات الـمنتظمة أو المـتبادلة لأداء وظـيفـة مـعينة " 
و يعرف أيضا بـأنه " مجموعة من الأجزاء التي تتفاعل و تتـكامل مع بعضها البعض و مع بيئتها لـتحقـيق هدف أو أهداف مـعـيـنة " 
نـستخلص من هـذه التعاريف أن النظام يـضمن عـدد مـن العناصر و الـتي يـمكن أن تـمثل نظم فرعية داخل النظام ذاته و تتفاعل مع بعضها البعض من أجل تحقيق هدف أو مجموعة أهداف يسعى النظام لتحقيقها في ظل معطيات بيئة معينة .
انـطلاقا من تعريف النظام يمكن تحديد العناصر المكونة له و المتمثلة في :
1 ـ الـمـدخـلات : تمثل المدخلات الموارد اللازمة للنظام ليتمكن من القيام بالأنشطة المختلفة لتحقيق الأهداف المسطرة ، و تـشمل المدخلات الـعـديـد من العناصر الغير مـتجانسة كالخامات و الطاقة و المعلومات و الآلات ، و تعتـبر المدخلات مخرجات لـنظم أخـرى سواء تلك النظم الموجودة في بيئة الـنظام أو نظم فـرعية داخل النظام ذاتـه .
2 ـ الـعـمـلـيـات ) الـتحويل ( : يقصد بالعمليات تحويل المدخلات إلى مخرجات و قد تكون عملية التحويل عبارة عن آلة أو
إنسان أو آلة و إنسان .
3 ـ الـمخـرجات : هو ناتج عن عملية تحويل المدخلات إلى مخرجات و قد تكون هذه المخرجات عبارة عن سلعة ، خدمة
أو معلومة ، و تعد المخرجات الأداة التي من خلالها يتم التحقق من أداء النظام و قدرته على تحقيق أهدافه .
4 ـ الـمـعـلـومة الـمـرتـدة : تـعتبر الـمعلومـات الـمـرتدة الأداة الـتصحيحـية للمخرجات أي أداة لتحقيق الرقابة على أداء
النظام ، ويمكن تـقـسـيم الـمعلومات الـمرتدة إلى نوعـين : معلومات مرتـدة تصحيحية يـقـصد بها إرجاع الأشياء إلى
وضعها الصحيح ، و معلومات مرتدة تطويرية تعمل على تطوير أداء النظام أو تغيير الأهداف .
5 ـ الـعـلاقـات : تمثل الوسيلة التي من خلالها يتم ربط النظم الفرعية ببعضها البعض ، و أيضا ربط النظام ببيئته .
6 ـ بـيـئـة الـنـظام : أي أن النظام لا يوجد في معزل عن النظم الأخرى ، فتواجده في البيئة يسمح له باستقطاب مدخلاته منها كما أنه يلقي بمخرجاته إليها و بالتالي فعدم وجود تفاعل بين النظام و بيئته يؤدي إلى فشل النظام و فنائه .
7 ـ حــدود الـنـظام : تتمثل حدود النظام في الغشاء الذي يحيط به و يفصله عن بيئته ، فهي غير ثابتة لأنها تتوقف عـلى
أهداف النظام و درجة تعقده .
مدخل إلى نظم المعلومات ص 03

المطلب الثاني : تعريف نظم المعلومات
انطلاقا من ظاهرة المعلومات التي يتسم لها العصر الحديث و الحاجة الملحة للـحصول عـلى المعلومات سواء للـفـرد أو المؤسسة و في إطار مدخل الـنظام الـمستخدم في إدارة المنشآت المعاصرة ، ارتبطت هذه الـنظم بالـمعلومات و كـونـت ما أتفق عليه حديث" بنظم المعلومات " .
تعددت واختلفت تعاريف نظم المعلومات و نذكر منها ما يلي :
نظم المعلومات هي عبارة عن " مجموعة من العناصر ) وسائل ، برمجيات أو أفراد ( تـسـمح بحـيازة ، مـعـالجة ، تخزين و إرسال المعلومات " 
و يمكن تعريفه أيضا : " من جهة هو مجموعة من الإجراءات و الوثائق التي تعطي المعلومات المفيدة و تساعد في وظائف التسيير ، ومن جهة ثانية الوسائل المادية و البشرية الضرورية لمعالجة ، تخزين وتحويل المعلومات بهدف استغلالها الـجيد و الصحيح " 
من خلال التعريف الأول نلاحظ أن نـظام المعلومات عبارة عن كل الأشـخاص الـذين يستقبلون ، يستعملون و يرسـلون المعلومـات من خلال مـختلف الآلات الـكاتبة و الـناسخة و الـحاسبـة ، تعمل على تـسـجيل و تـخـزين و تـرتيـب و إرسـال المعلومات للأطراف المعنية .
أما التعريف الثاني فـهو تـعريف يخص نظم المعـلومات الـمتعلـقة بالمؤسسات من خلال ما تعطيـه هذه النظم من معلوماتى مفيدة للتسيير ، تعمل الموارد البشرية و الوسائل المادية على الحصول عليها و معالجتها و تخزينها و تحويلها إلى معلومات صالحة و ذات كفاءة عالية .

المطلب الثالث : مـكـانـة ودور نـظـم الـمعـلومات في الـمـؤسـسة
إن ظهور أول نظام للمعلومات في الـمؤسسة كـان في الـقرن الـخامس عشر بابتكار النظام المحاسبي الذي بقي لسنوات عديدة النظام الرسمي الـوحيد للمـعلومات ، ثـم تـطور هـذا الـنظام ليشمل مجالات أخرى في الإدارة مع ظهور و اسـتخدام النماذج الرياضية و بحوث العمليات في اتخاذ القرارات .
و تـجـدر بنا الإشـارة إلى أن نظام المعلومات في الـمؤسسة يظهر بين نظام القـيادة و الـتنفيذ : النظام التنفيذي يقوم بتحويل المدخلات إلى مخرجات بغرض تحقيق الأهداف المسطرة ، ويقوم نظام القيادة بمراقبة و تعديل ما ينجز من طرف النظام التنفيذي ، أما دور نظام المعلومات فيتمثل في التنسيق بين النظامين : القيادة و التنفيذ ، و هذا ما يوضحه الشكل التالي


مدخل إلى نظم المعلومات ص 04


الــشـكـل I ـ 1 ـ مـكـانـة نــظــم الــمـعـلـومـات

الـمـصـدر : كـاريـش صـلـيحـة . نـفـس الـمـرجـع الـسـابـق . ص 77 .

كما يعمل نظام المعلومات على تحقيق الأهداف التالية : 1
1 ـ المراقبة : إذ أنه بمثابة ذاكرة للمؤسسة بما يعالجه من معلومات تسمح بتكوين وصف تاريخي لأحوالها ، يسهل اكتشاف
الأخطاء التي قد تقع ، أي أن نظام المعلومات ينبغي أن يحقق الثقة ) fiabilité ( كي تكون المراقبة فـعـالة .
2 ـ التنسيق و الاتصال بين مختلف المصالح عن طريق تبادل المعلومات و الوثائق المرافقة لمختلف الـتـدفـقات .
3 ـ مساعدة المسيرين في عملية اتخاذ القرار عن طريق إيجاد أساس أو قاعدة لتحليل الإشارات التحذيرية الأولية التي تبرز داخليا و خارجيا .
هدف نظام المعلومات إذن هو توفير المعلومات الضرورية لكل مـستويات التسيير عن حالتها الحالية و السابقة ، و الـتـنـبؤ عن طـريق تجميع هذه المعلومات ، حـفـظها ، تحلـيلها ووضعها معا بـطريقة تـساعد على الإجابة على أسئلة استراتيجية ، تـسييـرية و تـنـفـيذيـة مهمة .

نظم المعلومات الجديدة ص 05


المبحث الثاني : نظم المعلومات الجديدة
تعتبر نظم المعلومات الجـديدة تـلك الـنـظم الـمرتبطة بالـحاسب و تعرف عـلى النحو التالي : " هو نظام المعلومات الذي يستخدم الحاسب و برمجيات الحاسب و قـواعـد البيانـات و الإجـراءات و الأفـراد لتجميع و تحويل و إرسال المعلومات فـي الـمـؤسـسة " .

المطلب الأول : مـبـادئ نـظم الـمعـلومـات الـجـديـدة
إن العصر الذي نشهده الآن هو عصر المعلومات و بالتالي فإنه مما لاشك فيه أن تكون المعلومات أساس كل قرار ، لذلك لابد من أن تتوفر في نظم المعلومات الحديثة المبادئ التالية : 
1 ـ الـخـدمـة : ينبغي أن يصمم النظام و أن يدار بالطريقة التي تضمن أعلى كفاءة في تقديم الخدمات للمستفيدين .
2 ـ الـتـوقـيـت : ينبغي أن يعمل النظام على تقـديـم المعلومات لطالبها حين يحتاجها و ليس عندما يستطيع النظام أن يحصل
عـلـيها .
3 ـ الـتـوحـيد : تتطلب سهولة تداول المعلومات بين أجزاء النظام ذاته و بين غيره من النظم ، ضرورة اتباع طرق التوحيد
الـقـياسي في معالجة المعلومات .
4 ـ الـتطـويـر: و هـو أسـاس الـمحافـظة عـلى استمرار كفاءة النظام في مواجهة التغيرات المتعددة لتحسين طرق المعالجة
وزيادة سرعة توصيل المعلومات .

المطلب الثاني : العـوامل التي أثـرت على تـطـور نـظـم الـمعـلومات
كانت نظم المعلومات في الخمسينات عبارة عن نظم لتشغيل البيانات ، أما في السبعينات ظهرت نظم تـخدم المستويات الإدارية ، ثم ظهرت نظم أخرى تخدم المستويات التي تحدد استراتيجيات المنظمة في الثمانينات ، ويمكننا إيضاح العوامل التي أدت هذه التطورات في نظم المعلومات في النقاط التالية :
1 ـ الـتـطـور في تكنولوجيا المعلومات : أدى نمو تكنولوجيا المعلومات إلى تـزايد الـدور الذي تلعبه نظم المعلومات داخل المؤسسات ، هذا النمو أدى إلى ضرورة استخدام الحاسبات في كافة المستويات خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار سهولة تعلم البرمجيات الجديدة و أيضا انخفاض التكاليف التي أصبحت في متناول أغلبية المؤسسات .
2 ـ الـتـطـور في خصائص التطبيقات : بدأت نظم المعلومات بتقديم نظم ذات أغراض عامة متعلقة بالوظائف المتداولة فـي أغلبية المؤسسات مثل تلك المتعلقة بالمخزون ، المبيعات ، الإنتاج ، التسويق و التمويل، لكن مع تطور دور نظم المعلومات و تطور تـكنولوجيا الحاسبات الآلـية ظهرت برامج جديـدة تهدف إلى خـدمة تخصصات مـحددة لأفراد أو مجموعات معينة داخل المؤسسة مثل نظم دعم القرار للإدارة الوسطى و النظم الخبيرة و هذا ما سنتطرق إليه في المبحث التالي .
أنواع نظم المعلومات الجديدة ص 06

المبحث الثالث : أنواع نظم المعلومات الجديدة
لـم تظهر أنـظمة المعلومات في فـراغ بل نمت و تطورت في بيئة مـحددة ، إذ تـمـتـد جذورها إلى الحضارات الإنـسانـية الـقديمة ، و في الـعصر الـذي نـشهـده الآن الذي يـمتاز بـانفـجار الـمعلومات أصبح من الـصعب الـتحـكم فـيها نتيجة التطور التكنولوجي في نقل و تخزين و جمع المعلومات و مع تعقد احتياجات المستفيدين و خاصة الـمؤسسات الـكبرى طورت نـظم حيث تطورت نظم المعلومات التي تحتاجها في تسييرها لأعمالها أو في دعمها لاتخاذ قراراتها أو معالجة بـياناتها .
و سندرج فيما يلي أهم نظم المعلومات الجديدة :

المطلب الأول : نـظـم الـمعـلـومات الإداريـة
كـان عـقـد الـسبعينات بـمثابة مرحلة ولادة و نـمو لأنظمة الـمعلومات الإدارية حيث اتـسعت تطبيقاتها فـي مختلف أنـشطة الأعـمال ، و تعرف نظم الـمعلومات الإداريـة بأنها " نوع مـن أنواع أنـظمة الـمعلومات المصممة لـتزويد إداريي المنظـمة بالمعلومات اللازمة للتخطيط و التنظيم و القيادة و الرقابة على نشاط المنظمة أو لمساعدتهم على اتخاذ القرارات " 
من خلال هذا التعريف نلاحظ أن نظم المعلومات الإدارية هو نظام شامل أي يـعمل عـلى جمع كل المعلومات الضروريــة لجميع وظائف الإدارة بهدف دعـم الإداريين و خاصة المديرين بإتاحة المعلومات الدقيقة و الواضحة في الوقت الـمـناسـب لمساعدتهم على تخطيط و تنظيم أعمالهم و بالتالي اتخاذ القـرارات الـمناسبة و من أجل تـوفير المعلومات اللازمة تـستـعمل وسائل يدوية أو آلية و تستعمل أيضا أنـظمة لتـحليل و بـرمجة هذه المعلومات و عملية الرقابة عليها لنتمكن من استخلاص معلومات ذات كفاءة عالية لاتخاذ قرارات ذات فعالية و مـردوديـة .
إن أنـظمة الـمعلومات الإداريـة هـي مـزيج مـن معـطيات عـلوم الـحاسوب و تـكنـولوجـيا الـمعـلـومات و بـحـوث العمليات و الرياضيات ، كل هذه التخصصات شاركت في تطوير أنظمة المعلومات الإدارية و إثرائها بالمعلومات الضرورية لإنتاج تقارير دورية تصف الأوضاع و المنجزات الحالية كتقارير المخزون ، .......
يتكون نظام المعلومات الإدارية من :
1 ـ الأجـهـزة : أي نظام معلوماتي يجب أن يحوي على حواسيب آلية سواء شخصية أو متوسطة الحجم أو كبيرة أو شبكة
من الحواسيب المتنوعة .
2 ـ البرمجيات: وهي الأنظمة التي تشتغل بواسطتها الحواسيب و تنقسم إلى قسمين : تتمثل في برمجيات النظم و تعني تلك
البرامج التي تساعد على تنفيذ العمليات مثل تـرتيب البيانات و استرجاعها من الذاكرة و برمجيات التطبيقات وهي التي
تـقـوم بـتـشـغيل بـيانات المنظمة مثل برامج الأجور و المحاسبة و برامج التصنيع ، هذه البرامج يتم إعدادها من طرف
مـختصين في الـبرمجة بالـمنظمة نـفسها أو الـحصول عـليها جـاهزة أمـا بـرامج الـنظم فـيتم الحصول عليها من طرف
موردي الأجهزة .


أنواع نظم المعلومات الجديدة ص 07


3 ـ قـواعـد البـيانات : و هي عبارة عن المخزن الذي يحوي على البيانات التي تصف كل الأحداث و العمليات الجارية في
المنظمة و تكون مخزنة في شكل ملفات يدوية أو إلكترونية بواسطتها يعمل نظام المعلومات على تحويلها إلى معلومات
لذلك تعتبر جد مهمة لأي نظام معلوماتي .
4 ـ الإجـراءات : هـي عمليات تـقوم بوصف و ترتيب مجموع الخطوات و التعليمات المحددة لإنجاز الـعمليات الحاسـوبية
وتسمى بخريطة مسار النظام و تقوم بشرح ما الذي يجب عمله .
5 ـ الأفـراد : هـو الـمورد الأساسي لتشغيل المكونات الأخرى و السيطرة عليها و يعتبر من أهم عناصر النظام حيث يقوم
بتحليل المعلومات ووضع البرامج و إدارة نظم المعلومات .
المطلب الثاني : نـظـم مـعـالـجـة الـبـيـانـات
يـعرف أيـضا بـنظم معـالجة الـمعاملات Transaction Processing Systems ، يهـدف هذا النوع من أنظمة المعلومات إلى خـدمـة الـمستويات الـتشغيلية داخـل الـمؤسسة إذ يـقـوم بحصر وتـجميع الـبـيانات التي تعـكس حركة المعاملات مـثل فواتير المبيعات ، المصروفات ، الإيرادات و يجعلها مـتاحة لاستخدامات أنظمة أخرى ، لذلك يمكننا تعريف نظام معالجة الـبيانات على أنـه " نظام المعلومات المرتبط بالحاسب الـذي يجمع و يـصنف و يخزن و يحـدث و يسترجع بيانات حـركة المعاملات داخل المؤسسة من أجل حفظ السجلات و مدخلات نظام المعلومات الإدارية لمزيد من المعالجات " 
يعمل هذا النظام على : 
1 ـ رسـم حـدود الـمنظمة و بيئتها من خلال ربط العملاء بالمنظمة و إدارتها ، و بالتالي فإن فشل نظم تشغيل البيانات يؤدي
إلـى فـشل الـنظام في الحصول على المدخلات من البيئة أو تصدير المخرجات إلى البيئة .
2 ـ تـعـد نـظـم تشـغيل الـبـيانات بـمثابـة منتج للمـعلومات كي تستخدم بواسطة أنواع أخرى من نظم المعلومات سواء داخل
المنظمة أو خارجها .
و يوضح الشكل التالي دورة معالجة البيانات




أنواع نظم المعلومات الجديدة ص 08




الـشـكـل III ـ 1 ـ دورة مـعـالـجـة الـبـيـانـات







الـمـصـدر : مـحـمـد الـسـعـيـد خـشـبـة . مـرجـع سـبـق ذكـره . ص 119 .

يـتضح مـن خلال هـذا الـشكل أن دورة مـعالجة الـبيانات تـبدأ بتسجيل المعاملات داخل المؤسسة ، و تتم هذه الخطوة غالبا بـطـريقـة يـدويـة فـي سـجل الـمعاملات ، ثـم تـجمع فـي دفعـات لـيتم إدخـالها لاحـقا إلى الـحاسب أين تـجري عملية التحقيق validation ) ( ، تـنـتـقل السجلات الصحيحة إلى الـتشغيل بينما يتم مراجعة و تصحيح السجلات الخاطئة و يعاد إدخالها ، ينتج من تشغيل المعاملات :
ـ الملفات الرئيسية المحدثـة .
ـ مستندات المعاملات .
ـ المعاملات و سجل المراقـبة .


أنواع نظم المعلومات الجديدة ص 09

المطلب الثالث : نـظـم دعـم الـقـرارات
صممت نظم دعم القرارات في بـداية الـسبعينات على أساس دعم القرارات الفردية ، لكن في نهاية الثمانينات توسع مفهوم نظم دعم القرارات بعد أن تبين أن معظم القرارات لا تـتخذ بشكل فـردي بـل بـشكل جماعي ، لـذلك جرى تـطوير على هذه النظم لتلبي حاجة الجماعة و هذا ما ظهر تحت اسم نظم دعم القرارات الجماعية .
و يعـرف نـظام دعـم الـقـرارات عـلى أنه هـو نظام مرتبط بالحاسب ، ذو تفاعل متبادل يقدم للمديرين طريقة تداول سهلة ومبسطة للمعلومات ونماذج اتخاذ القرار من أجل دعم مهام عملية اتخاذ القرارات المبرمجة )الروتينية( والغير مبرمجة " 
كما تعرف نظم دعم القرارات الجماعية بأنها " نظام تفاعلي مبني على الـحاسـب الآلي يـسهم فـي تسيير و حل المشكلات غير المبرمجة التي تسعى لحلها مجموعة من متخذي القرارات الذين يعملون معا كفريق " 
من خلال التعريفين نلاحظ أن كلا النظامين يعتمد على الحواسيب الآلية التي تـقـوم بإعداد الـتقارير التي تدعم عملية اتخاذ القرار بتزويدها ببعض البيانات التي تتناسب مع احتياجات متخذي القرارات ، و تستخدم هذه النظم في مجال مشاكل محددة كاسترجاع مـعلومات مـعيـنة ترتبط بـملامح عـملية اتخاذ القرار و بالتالي تقدير المؤثرات و القيود المتعددة التي تحيط بهذه العملية .
و من أهم القـدرات التي تقدمها نظم دعم القرارات : 3
1 ـ التحليل المعمق للمعلومات باستخدام النماذج و الرسومات و الخرائط .
2 ـ الوصول المباشر إلى البيانات الوصفية والكمية التي تتوفر في قاعدة بيانات النظام .
3 ـ تبرير البيانات المستخدمة التي تتلاءم مع ظروف القرار المعين .
4 ـ عرض البيانات في الشكل الملائم الذي يفضله المستخدم .
5 ـ الإجابة الفورية على الإجابات الفردية .
6 ـ تأكيد العلاقات و الاتجاهات المقارنة مما يساعد في عملية حل المشاكل .
7 ـ إمكانية التفاعل مع كل عناصر النظام المختلفة باستخدام لغة الأوامر التي تسمح بالوصول إلى النظام و سؤاله مباشرة .
ومن خلال هذه القدرات تظهر أهداف نظم دعم القرارات و تتمثل في : 4
ـ مساعدة المديرين في عمليات اتخاذ قراراتهم للأنشطة شبه البنائية أو شبه المرتبة و غير البنائية .
ـ الدعم الإداري بدلا من إحلال الحكم .
ـ تحسين فعالية اتخاذ القرارات بدلا من كفاءتها من خلال جمع البيانات و نماذج التحليل المعقدة .


أنواع نظم المعلومات الجديدة ص 10



المطلب الرابع : الأنـظـمـة الـخـبـيـرة
تـنـدرج الأنـظمة الـخبيرة ضمـن مجال الذكاء الاصطناعي ، تستخدم لمساندة متخذي القرار في التعامل مع القرارات غير الروتينية و التي لا يمكن الـتـنبؤ بـخطواتها ، يتم تصميم النظام الخبير عمليا بالاعتماد على خبراء كل في ميدان تخصصه ، ويتكون النظام الخبير من العناصر الموضحة في الشكل .

الــشـكـل III ـ 2 ـ شـكـل الـنـظـام الـخـبـيـر



التفاعل التفاعل


المستعمل الخبير


الـمـصـدر : كـاريـش صـلـيحـة . مـرجـع سـبـق ذكـــره . ص 84 .

تـتـضمن قـاعـدة الـمعارف مجموع الـخبرات فـي ميدان ما ، و تـتضمن قـاعدة الأحداث مجموع الـبيانات الـمتعلقة بـالمشكل موضوع البحث ، أما محرك الاستدلال فهو مجموعة من البرامج التي تسمح بـ : 1
ـ البحث في قاعدة المعارف لإيجاد الاقتراحات المناسبة .
ـ طرح الأسئلة التكميلية الضرورية لحل المشكل .
ـ تشخيص المشكل و اقتراح الحلول .
و بالتالي يمكن أن نعتبر النظام الخبير كوسيط بين الخبير و المستعمل .

الـخـاتـمـة ص 11


الـخـاتـمـة :
لـقـد حـاولـنا مـن خلال هـذا الـبحث الـحديث عـن التـطورات الـحديثة في نظم المعلومات المبنية على الكمبيوتر ، و إدراج مختلف هذه الأنظمة باختصار ، لكننا نود في الأخير الإشارة إلى أنه لا يزال هذا المجال مفتوح على تحديات أخرى لابد من تجاوزها ، فبالرغم من كل التطور الذي تحدثنا عنه إلا أن هناك بعض المعلومات الهامة لا يمكن إدخـالها في النظام و يتعلق الأمر بالمعلومات التي يصعب التعبير عنها مثل الأفكار بشأن تقـديـم منتجات جديدة ، أراء المستهلكين حول منتج معين إلى غير ذلك ، بالإضافة إلى أن قيمة المعلومات في حد ذاتها تتناقص مع مرور الزمن لذلك يعتبر توقيت ظهور المعلومة عامل أساسي في تحديد إمكانية الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات .
كما أن التغيرات البـيئية تـؤدي إلى تغيـرات فـي الاحتياجات مـن الـمعـلومات بمعنى أنـه نـتيجة لـكون المؤسسة تنشط بيئة ديناميكية يجعلها عرضة لصرف أموال معتبرة تكون دون جدوى إذا حدثت تغيرات في بيئتها ، كما أن أصعب تحدي يواجه أنظمة المعلومات في المؤسسات هو التطور السريع في علم تكنولوجيا الـحاسبات الآلية و يـؤدي هـذا الـتطور إلى تقادم نظم المعلومات المبنية على الحاسب الآلي بعد فـترة قـصيرة هـذا يجعل المؤسسة أمام خيارين إما تغيير النظام و هذا يترتب عنه أعباء مالية تضطر المؤسسة على تحملها و إما أن تبقي على الأنظمة كما هي و هو ما يؤدي إلى استخدام نظم معلومات أقل حداثة لفترة من الزمن .
و بالتالي يمكننا أن نقول في الأخير أن الأنظمة التي أوردناها ضمن أنظمة المعلومات الجديدة يمكن أن تكون هي الأخرى أنظمة قـديـمة بعد فترة وجيزة .

قائمة المراجع

• محمد السعيد خشبة . نظم المعلومات ) المفاهيم ، التحليل ، التصميم ( . مطابع الوليد القاهرة . ط 1992 .
• إبراهيم سلطان . نظم المعلومات الإدارية ) مدخل إداري ( . الدار الجامعية . ط 2000 .
• محمد فتحي عبد الهادي . علم المكتبات والمعلومات . مكتبة الدار العربية للكتاب القاهرة . الطبعة الأولى 1996 .
• سليم إبراهيم الحسينه . نظم المعلومات الإدارية . مؤسسة الورق ، عمان الأردن . الطبعة الأولى 1998.
• محمد محمد الهادي . التطورات الحديثة لنظم المعلومات المبنية على الكمبيوتر. دار الشروق . ط1 . 1993 .
• سعد غالب ياسين . نظم المعلومات الإدارية . دار اليازوري عمان الأردن . ط 1 . 1997 .
• كاريش صليحة . دور أنظمة المعلومات في تنمية القدرة التنافسية للمؤسسة . رسالة ماجستير . معهد العلوم
الاقتصادية وعلوم التسيير . 99 / 2000 .




لاتنونا بالتشكرات و الدعاء للوالدين










قديم 2010-11-11, 13:38   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
nawal0001
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nawal0001
 

 

 
إحصائية العضو










Mh47 الميزه التنافسية

الفصل الأول: البيئــة و الميـزة التنـافسيـــة:
مقدمـــــــة:
تدفع البيئة عموما المؤسسات إلى التحسين المستمر في أداءها، حيث يمكنها ذلك من احتلال موقع متميز في السوق، و أسبقية على المنافسين. و بالتالي فالمؤسسة مطالبة بفهم العلاقة الموجودة بين البيئة و الميزة التنافسية؛ قصد الاستفادة من الفرص التي تنتجها هذه العلاقة. و بناءا على ذلك تم تقسيم هذا الفصل إلى ثلاثـة مبـاحث. حيث يتنـاول المبحث الأول بالدراسـة، تحليـل قوى التنـافس التي تشكـل البيئـة التنافسيـة، و محاولة فهم العلاقة الموجودة بين هذه القوى من جهة، و كيف أنها مجتمعة تؤثر على المؤسسات وعلى مرد ودية(*) قطاع النشاط من جهة أخرى؛ و يتناول المبحث الثاني التنافسية كمفهوم من حيث تعريفه، أنواعه، عوامله و قياسه. أما المبحـث الثـالث فيتنــاول الميـزة التنافسيـة من حيث تعريفهـا، أنـواعهـا، معـايير الحكـم علـى جودتهـا و محدداتها.
I.1- تحليل قوى التنافس :
تنشط المؤسسات في بيئة تتميّز بالتغير المستمر، ومن ثمة يكون من الضروري معرفة مكوناتها الرئيسة، واتجاهاتها المستقبلية؛ حتى يمكن التأثير فيها وتحديد آثارها السلبية. فلم تعد المؤسسات تواجه منافسين ينشطون في نـفس قطاع نشاطهـا فحسب، بل تعدّاه إلى قوى أخرى بمقدورها التأثير على مرد ودية القطاع إيجابيًا أو سلبيًا. و تسمى هذه القوى بقوى التنافس، حيث يمكن تمثيلها من خلال الشكل الآتي:
الشكل (1_I): قوى التنافس الخمس.






المصدر :M.. PORTER, Choix stratégiques et concurrence, ed. ECONOMICA, 1982, p.4


I.1.1- تهديدات الداخلين الجدد(1):

يحمل الداخلون الجدد إلى القطاع قدرات جديدة، حيث تكون لديهم الرغبة في اقتحام حصص السوق، وبهذا يؤثرون في مرد ودية قطاع النشاط من خلال تخفيض أسعار العرض، أو ارتفاع تكاليف المؤسسات المتواجدة سلفا في القطاع. وتتحدّد درجة خطورة الدّاخلين الجدد من خلال نوعية حواجز الدّخول التي يفرضها قطاع النشاط. وبناءًا على ذلك، نجد ستة عوامل كبرى تشكل حواجز الدخول.
أولا_ اقتصاديات الحجم :
وتعني تلك الانخفاضات في التكلفة الوحدوية للمنتج (أو عملية، أو وظيفة تدخل في العملية الإنتاجية للمُنتَج)، والتي تتحقق عندما تـكون الكمية المطلقـة المنتجـة ترتـفع في الفترة وتعد اقتصاديات الحجم عاملا حاسما بالنسبة للداخلين الجدد، لأنها تضعهم بين أمرين، إما العمل على أساس إنتاج حجــم كبير وينتظر خطر رد فعل قوي من قبل المؤسسات المنافسة، ؛ لأن وإما العمل على أساس حجم إنتاج صغير فتتحمل الداخلون الجدد جراء ذلك تكاليف باهظة
عدد الوحدات ضئيل فتزداد التكلفة الوحدوية للمنتج. ويمكن أن نجد عامل اقتصاديات الحجم في كل وظائف المؤسسة، كالتصنيع، الشراء، البحث والتّطوير، التسويق، الخدمات، استعمال قوة البيع والتوزيع. غير أنه بإمكان الداخلين الجدد تحيِّد أثر هذا العامل إذا ما امتلكوا تكنولوجيا متطورة، فينتقلون إلى اقتصاديات حجم من درجة عليا.
ثانيـا_ تمييز المنتج :
ويعني ذلك أن المؤسسات المتموقعة بشكل جيد تملك صورة جيدة، وزبائن أوفياء؛ ويرجع ذلك إلى إشهار سابق، خدمات مقدَّمة للزبائن، اختلافات في المنتج، أو لأن المؤسسة كانت السَّباقة إلى هذا القطاع. وبشكّل التّمييز حاجزًا للدخول، حيث يتحمل الداخلون الجدد مصاريف باهظة؛ حتى يستقطبوا زبائن القطاع. ويؤدي هذا الجهد – عادةً – إلى خسائر في البداية، ويتطلب وقتًا طويلاً لصنع صورة خاصة بالمؤسسات الجديدة.
ثالثا _ الاحتياج إلى رأس المال :
تضطر المؤسسات الجديدة، إلى استثمار موارد مالية معتبرة للدخول في المنافسة. وبخاصة إذا كانت رؤوس الأموال موجهة إلى الإشهار، أو البحث والتّطوير، وكلاهما ينطويان على مخاطرة كبيرة؛لأنه يصعب التنبؤ بنتائجهما. وتتطلب تجهيـزات الإنتاج، والمخزونـات، وقروض الـزبائن،وتغطيــة خسائر الانطلاق أموالا معتبرة أيضا. وحتى إذا توفرت رؤوس الأموال في السوق المالية، فإنّ عمليـــة الدخول تشكل مخاطرة لهذه الأموال، وهذا يعطي امتيازًا للمؤسسات المتواجدة في القطاع.
رابعا _ تكاليف التّبديل :
تلك التكاليف الآنية التي يجب أن يتحملها الزبون، نظير انتقاله من منتج مورّد إلى منتج مورّد آخر. ويمكن أن تشمل تكاليف التبديل: تكاليف تأهيل اليد العاملة، تكاليف التجهيزات الجديدة والملحقة، التكاليـف المتعلقـة بالزمن المستغـرق للبحث أو قبول مصـدر جديـد للتمويـن، الاحتيــــــاج إلى المساعدة التقنية المقدمة من قِبل المورد، تعديل المنتج. وحتى التكاليف الناجمة عن فقدان العلاقات والروابط مع الأشخاص. فإذا كانت تكاليف التبديل مرتفعة، فعلى الداخلين الجدد أن يبرهنوا على تقدم معتبر في ميدان التكاليف أو النتائج؛ حتى يقبل الزبون التخلي عن المؤسسات المتواجدة في القطاع.
خامسا _ الوصول إلى قنوات التوزيع :
بمجرد أن يفكر الداخلون الجدد في توزيع منتجاتهم، فهذا يشكل بحدِّ ذاته حاجزًا للدخول. وباعتبار أن المؤسسات المتواجدة تَشغل قنوات التوزيع لتصريف منتجاتها، فإن المؤسسات الجديدة مطالبة بإقناع القنوات بقبول تصريف منتجاتها، من خلال تقديم تخفيضات في الأسعار، مؤونات للإشهار ...الخ. ويحدث أن يكون للمنافسين علاقات طويلة مع قنوات التوزيع، خدمات راقية، أو حتى علاقات خاصة جدًا، تتيح لهم الاستحواذ على قنوات التوزيع. فإذا استعصى على الدَّاخلين الجدد تخطي هذا الحاجز، فإنّهم مطالبين بإنشاء قنوات توزيع خاصة بهم.
سادسا _ السياسة الحكومية :
تلعب السياسة الحكومية دورًا في تشكيل حواجز الدُّخول إلى قطاع نشاط معين، فبإمكانها أن تحفز عملية الدُّخول، بتقديم تسهيلات جبائية مثلاً، أو تَحول دون دخول المؤسسات الجديدة، كأن تفرض استعمال تكنولوجيا متقدمة لحماية المحيط من التلوث، والتي تتطلب استثمارات جديدة مكلِّفة.
I.1.2- شدّة المزاحمة:
تأخذ المزاحمة بين المنافسين النَّشطين في القطاع أشكالاً من المناورات للحيازة على موقع متميز في السوق، بالاعتماد على خطط مبنية على المنافسة من خلال الأسعار، الإشهار، إطلاق منتج جديد، تحسين الخدمات والضمانات الملائمة للزبون. ويرجع وجود المزاحمة إلى أنَّ هناك عدد من المنافسين يشعرون بأنّهم مدفوعين إلى تحسين موقعهم، حيث يرون إمكانية ذلك. وللعمليات التي تعتمدها المؤسسات ضد المنافسة أثارا مهمة على المنافسين، حيث تدفعهم إلى بذل الجهود للرَّد على هذه العمليات.
وتوصف المزاحمة في بعض القطاعات على أنها قوية، بينما توصف في قطاعات أخرى على أنها هادئة. وتنجم المزاحمة الشديدة عن تضافر عدد من العوامل الهيكلية و المتمثلة في :
أولا_ عدد المنافسين في القطاع:
عندما يكون عدد المنافسين كبيرًا، فإنَّ بعض المؤسسات تفكّر في أن تعتمد بعض العمليات دون أن تلفت الانتباه. وعلى العكس من ذلك، فعندما يكون القطاع مركزًا أو مسيطرًا عليه من قِبل مؤسسـة أو عدد قليل من المؤسسـات، فإنه لا يوجد إطلاقا لإمكانية السّهو عن القوى النسبية، حيث بمقدورالمؤسسات الكبيرة فـرض منطقهـا ولعب دور هام في التنسيق داخـل القطاع من خلال وضـع سعـر مرجعي.
ثانيا _ بطء نمو قطاع النشاط(1) :
يُحوِّل بط ء نمو قطاع النشاط، المنافسة إلى عملية تقاسم للسوق بالنسبة للمؤسسات التي هي بصدد التوسع، فالمنافسة التي تنصب على حصص السوق، تكون أكثر شدة من تلك التي فيها نمو القطاع سريع، حيث يضمن للمؤسسات إمكانية تحسين نتائجها من خلال استغلال كل مواردها المالية والبشرية؛ لتتطور موازاة مع وتيرة نمو القطاع.
ثالثا _ التكاليف الثابتة (2) :
للتّكاليف الثابتة أثرًا كبيرًا على قطاع النشاط، فعندما تُواجه شركة ما بتكاليف ثابتة مرتفعة، فإن نقطة تعادلها ترتفع إلى نسبة كبيرة من الطّاقة الكاملة. وإذا لم يتم إنجاز هذا المستوى من التّشغيل فإنّ رد الفعل الطبيعي هو تقديم تسهيلات مغرية جدًا للمستهلكين حتى يمكن زيادة الطلب. ففي حالة خطوط الطيران حيث تكون الرحلات غير مكتملة العدد ولغرض تغطية الأعباء الثّابتة، فقد يضطر مديرو الطيران إلى اتخاذ عـدة سبل مثل تخفيضات أسعار التذاكر، تقديم كافة أنواع المغريات، و إتباع تحركات تنافسية أخرى بغرض جذب المسافرين، وذلك على الرغم من تدهور الأداء الكلي للصناعة.
رابعا _ غياب التّمييز:
يشّجع المنتج النمطي على وجود منافسة حادة، باعتبار أن المنافسين يملكون نفس المنتج، وعندها يستند الزبون في اختياره إلى السعر وجودة الخدمات المرافقة. ومن ثمة يركِّـز المنافسون على هذين العنصرين، فتشتد المنافسة أكثر فأكثر.
خامسا _ الرَّفع من الطّاقة الإنتاجية:
يؤدي الرَّفع من الطاقة الإنتاجية من قِبل مجموعة من المؤسسات؛ قصد الاستفادة من اقتصاديات الحجم في فترة معينة، إلى انخفاض أسعار المنتجات، و بالتالي انخفاض ربحية القطاع في تلك الفترة.
سادسا _ منافسون مختلفون في التّصور:
إن الاختلاف في استراتيجيات وأهداف المؤسسات، يضفي على أفعالها وردود أفعالها نوعا من الضبابية، فيصعب التنبؤ بالقرارات والإجراءات التي تتخذها في قطاع النشاط.
سابعا _ حواجز الخروج(1) :
هي تلك العوامل الاقتصادية والاستراتيجية، التي تبقي أو تؤخّر خروج المؤسسة من القطاع، بالرغم من ضعف أو سلبية مرد ودية الاستثمارات. ويمكن حصر المصادر الأساسية لهذه الحواجز فيما يلي:
1_ أصول متخصصة: تُعتبر حاجزًا للخروج؛ لأن قيمتها السوقية ضئيلة؛ ويرجع ذلك إلى ارتباطها بنوع معين من النشاط أو بمنطقة جغرافية معينة.
2_ القيود الحكومية والاجتماعية: تتجسد في عمليات المنع أو الحث، التي تفرضها الحكومة على المؤسسات؛ بغية المحافظة على مناصب العمل، والاطمئنان الاجتماعي. ومن ثمة تؤخر أو تلغي قرار الانسحاب.
3_ الحواجز العاطفية: يحدث أن يتما طل المسيرون في اتخاذ قرار الانسحاب؛ لأنّهم يشعرون بالمسؤولية تجاه المُستخدَمين، ويخافون على مسارهم المهني.
4_ الاعتبارات الاستراتيجية: يحدث أن يكون للمؤسسة المنسحبة، علاقات استراتيجية مع مؤسسات تنتمي إلى نفس المؤسسة الأم. وبالتالي فإن الانسحاب قد يؤثر على صورة هذه الأخيرة، قدرتها التّسويقية، وكذا على سمعتها في السوق المالية. وهنا قد تعطي المؤسسة الأم الأهمية لإستراتيجية البقاء وهذا يؤخر عملية الخروج.
I.1.3- تهديدات المنتجات البديلة:
تدخل المؤسسات في منافسة مع مؤسسات أخرى تنتج منتجات بديلة، حيث تقلِّص هذه الأخيرة من المرد ودية المحتملة للقطاع.
ويمكن التعرف على المنتجات البديلة، من خلال البحث عن المنتجات التي بإمكانها تأدية نفس وظيفة منتج القطاع. وتتطلب هذه المَهمة الكثير من البراعة؛ حتى يتمّ تفادي الابتعاد عن قطاع النشاط المستهدف.
قد تكون وضعية القطاع إزاء المنتجات البديلة مرتبطة بعمليات جماعية من قبل القطاع، فمثلا إذا لم تتمكّن العملية الإشهارية المعتمدة من قبل مؤسسة واحدة، الحفاظ على وضعية القطاع إزاء المنتجات البديلة، فإنّ الإشهار المكثف والمدعم من قِبل مجمل مؤسسات القطاع، قادرًا على تحسين الوضعية الجماعية. ونفس الأمر ينطبق على مجالات التّحسين الأخرى، كالجودة، جهود الاتصال، والمحاولات الراميـة إلى ضمان انتشار واسع للمنتج. أما المنتجات التي يجب أن تكون محل مراقبــــة هي تلك التي يتجه تطورها نحو تحسين العلاقة جودة – سعر مقارنة بمنتج القطاع، أو بتلك المنتجات التي تصنع من ِقبل قطاعات، حيث الربحية مرتفعة.
I.1.4- قوة تفاوض الزبائن:
يجتهد الزبائن لتخفيض أسعار القطاع، والتفاوض بشأن خدمات جيدة و منتجات بأحسن جودة. وتكون هذه العملية على حساب مرد ودية القطاع. وترتبط قوة الزبائن في القطاع، بعدد من الخصائص المتعلقة بوضعيتهم في السوق، وكذا بالأهمية النسبية لمشترياتهم من القطاع. وتتأثر قوة الزّبائن التفاوضية بالعناصر الآتية:
أولا_ حجم المشتريات من القطاع :
إذا شكلت مشتريات الزبون حصة مُهمة من رقم أعمال البائع، فإن لعمليات الزبون تأثيرًا كبيرًا على نتائج هذا الأخير، فتزداد بذلك قوة الزبون التفاوضية.
ثانيا _ منتجات القطاع تمثل حصة مُهمة من تكاليف الزبون (1) :
يميل الزبون إلى إنفاق الموارد الضرورية؛ للحصول على معلومات عن القطاع؛ حتى يتمكن من الحيازة على أسعار ملائمة، والقيام بمشتريات انتقائيـة. وفي حال المنتج المبــاع من قبـل القطاع لا يمثّل سوى جزءًا بسيطًا من تكاليف الزّبون، فإن هذا الأخير يكون – عمومًا – أقل حساسية للسعر.
ثالثا _ نمطية منتجات القطاع :
تسمح نمطِية منتجات القطاع، للزبائن أن ينتقلوا من بائع إلى آخر دون صعوبة؛ لأن الباعة يملكون نفس المنتج، حيث لا يمكن التّمييز فيه. ومن ثمة يفرض الزبائن تنازلات على الموردين، فتزداد بذلك قوتهم التـفـاوضية.
رابعا _ ضُعف ربحية الزبائن :
يدفع ضعف ربحية الزّبائن إلى تخفيض تكلفة المشتريات، فيبدون تشددا في المفاوضات؛ حتى يحافظوا على هامش الربح. وعموما عندما تكون مرد ودية القطاع معتبرة، فإن الزبائن لا يبدون اهتمامًا كبيرًا للسعر، شريطة ألاّ يمثل المنتج حصة مُهمة من تكلفة مشترياتهم.
وعليه فإنه بإمكان الزّبائن اعتماد نظرة طويلة المدى، والتي مفادها الحفاظ على الصحة التجارية لمورديهم؛ قصد استمرارية الروابط معهم واستثمارها مستقبلا.
خامسا _ الزبائن يشكلون تهديدًا للتكامل الخلفي :
فإذا كان الزّبائن يشكلون خطر التكامل الخلفي، فإن بمقدورهم اشتراط تنازلات أثناء التفاوض. وتعمَد المؤسسات الكبيرة إلى استعمال التكامل الخلفي كسلاح للتفاوض؛ حيث أنها تنتج بنفسها بعض العناصر الدَّاخلة في صنع منتجاتها. وتتيح هذه العملية معرفة مفصّلة لتكاليف المورد، حيث يساعد ذلك على تعزيز الموقف التفاوضي. ويمكن تحييد قوة الزبائن التفاوضية –ولو جزئيًا– إذا شكلت مؤسسات القطاع تهديدًا للتكامل الأمامي في قطاع الزبائن.
سادسا _ أثر منتج القطاع على منتجات وخدمات الزبون:
عندما ترتبط جودة منتجات وخدمات الزبون، ارتباطا وثيقا بمنتجات القطاع، يكون الزبائن – عمومًا – أقل حساسية للسعر، والعكس صحيح.
سابعا _ امتلاك الزبون لمعلومات كاملة(1) :
في حال حيازة الزّبون لمعلومات كاملة عن الطّلب، الأسعار الحقيقية في السوق وتكاليف المورّد، يتيح له ذلك الضغط أثناء المفاوضات، وتجعل الزبون في وضعية يضمن معها الاستفـــادة من أسعار أكثر ملاءمة وجودة مقبولة، ويحدث العكس من ذلك إذا شحت المعلومات. ولا يدخل ضمن الزبائن المستهلكين فحسب، بل يتعداه إلى الزبائن الصناعيين والتجاريين، ويكفي تغيِّر إطار التفكير فقط.
I.1.5 - قوة تفاوض الموردين(2) :

يحدث أن يهدد الموردون مؤسسات القطاع المشتري؛ إذا كان بمقدورهم رفع أسعار المنتجات أو الخدمات. وتزداد قوة تفاوض الموردين إذا توفرت الشروط الآتية:
أولا_ درجة تركيز الموردين مقارنة بالزبائن :
يكون بمقدور الموردين، الذيـن يبيعون لزبائـن متفرقيـن – عموما – التأثير وبشكـل كبيـر علـى الأسعار، الجودة وشروط الشراء لدى الزبائن.
ثانيا _ غياب المنتجات البديلة :
حتى وإن كانت قوة تفاوض الموردين معتبرة، فيمكن أن تصطدم بمزاحمة المنتجات البديلة، مما يؤدي إلى إضعاف قوة الموردين التفاوضية.
ويتيح غياب المنتجات البديلة راحة تفاوضية، تزيد معها ضغوطات الموردين على الزبائن، ومن ثمة تزيد ربحيتهم.
ثالثا _ القطاع المشتري لا يمثل زبونا مهما :
عندما يبيع الموردون لقطاعات مختلفة، حيث لا يمثل أيّ منها ِسوى حصة بسيطة من رقم الأعمال، فيميلون أكثر إلى ممارسة سلطتهم إلى أقصى حد. أما في الحالة المعاكسة، فإن مصير المورّدين يكون مرتبطـا أكثر بالقطـاع المشتري، فيعملون على حمـايـة أنفسهـم من خـلال تقديم منتجات
بأسعار معقولة ومساعدات تقنية مثلاً.
رابعا _ يمثل المنتج وسيلة إنتاج مُهمة للقطاع المشتري :
في هذه الحال، يلعب المنتج دورًا كبيرًا في نتائج العملية الإنتاجية، أو جودة إنتاج القطاع، فتزداد قوة الموردين التفاوضية. وتكون أشد عندما يكون هذا المنتج غير قابل للتخزين، حيث يحول ذلك دون تشكيل احتياطي منه.
خامسا _ تمييز المنتج أو وجود تكلفة التبديل :
في حال امتلاك المورد لمنتج متميز، فهـذا يعني عدم وجوده عند غيره من المورّدين، فتتكون نوع من التبعية لدى الزبون، حيث لا يستطيع معها التخلي عن هذا المنتج. أما في حال وجود تكلفة التبديل، فإن الزبون يحجم على التخلي عن مورده؛ لأنه سيخسر الوقت والعلاقات التي بناها معه. وإن حدث وأن تخلى، فإن الموردين الآخرين سيتحملون تكلفة تبديل معتبرة؛ جراء استقطابهم للزبون، وتعويضه عما خسره.
سادسا _ تهديد التكامل الأمامي :
يحدث أن يتحوّل مورد عوامل الإنتاج إلى منتج لمنتجات زبائنه، فهو بذلك يهددهم من خلال التأثير على ربحية قطاع نشاطهم، فينضم بذلك إلى جماعة المنافسين الجدد مع الاحتفاظ بنشاطه الأصلي، ومن ثمة فهو يقوي من قدراته التفاوضية.
تدعى قوى التنافس بالبيئة الخاصة، وتم التّطرق إليها دون غيرها من أنواع البيئة الأخرى لسببين :
(1تهدد المؤسسات بشكل مباشر ومستمر؛
2)تحدد بدرجة كبيرة جاذبية قطاع النشاط.
تدفع قوى التنافس المؤسسات إما إلى النّمو، شريطة الاستفادة من الفرص التي تتيحها، وإما الزوال إذا ما فشلت في مجاراة وتيرة تطوّر هذه البيئة.
I.2- التنـافسيـة :

تسعى المؤسسة إلى التقدم على منافسيها، وعليه فهي مطالبة بالمعرفة الدقيقة للتنافسية، والإلمام بكل ما من شأنه أن يساهم في تشكيلها.
I.2.1 - تعريفها :
يصعب – في نظري – تقديم تعريف دقيق للتنافسية، باعتبار هذه الأخيرة يكتنفها نوع من الغموض؛ ومرد ذلك إلى اختلاف وجهات نظر وتجربة الممارسين في الميدان. ونحاول أن نستعرض تعاريف مختلفة لنخلص إلى تعريف أكثر دقة ووضوح.
أولا_ التعريف المستند إلى عوامل التنافسية(1) :
يركِز معظم مد راء المؤسسات(*)على ثلاثة عوامل وهي: السعر، الجودة والتكلفة وكان تواترها على التوالي: 67,5%؛ 58,75%؛ 33,75%. وبناءًا على ذلك فإن التنافسية يمكن تعريفها على أنها تقديم منتج ذو جودة عالية وسعر مقبول من قِبل الزبائن.
ثانيا _ التعريف المرتكز على السوق(2) :
مفاد هذا التّعريف، أن التنافسية تقاس من خلال أداء المؤسسة في السوق مقارنة بنظيراتها، وذلك استنادًا إلى تقويم حصة السوق النسبية(**) .
ثالثا _ التنافسية كسلوك :
يُنظر للتنافسية من زوايا مختلفة، فمنهم من يرى أنها قيد تحول دون النمو في السوق، ومنهم من يرى أنها محفـز قوي يدفع نحو بدل المزيد من الجهد؛ قصد تحسين متواصل للأداء على كل المستويات. وعليه فإن التنافسية تخضع هنا لتقويم ذاتي من قبل الممارسين(3) .
يمكـن على ضوء ما سبـق تقديم صورة التنافسيـة كمفهوم متعدد الأبعاد، تجتهد المؤسســـة فـي تحقيقه؛ قصد احتلال موقع تنافسي مستمر في السوق. فهي – أي التنافسية – حالة ذهنية تدفـــع إلـى التفكير في الكيفيات التي تجعل المؤسسة تحافظ وتطوِّر موقعها في السوق أطول فترة ممكنة.
I.2.2_ أنواعها :
تُصنف التنافسية إلى صنفين وهما:
أولا_ التنافسية بحسب الموضوع(1) :
وتتضمّن تنافسية المنتج وتنافسية المؤسسة.
1_ تنافسية المنتج:
تعتبر تنافسية المنتج شرطًا لازمًا لتنافسية المؤسسة، لكنه ليس كافي وكثيرًا ما يُعتمد على سعر التكلفة كمعيار وحيد لتقويم تنافسية منتج معين، ويعدّ ذلك أمرًا مضلِّلاً، باعتبار أن هناك معايير أخرى قد تكون أكثر دلالة، كالجودة وخدمات ما بعد البيع. وعليه يجب اختيار معايير معبِّرة تمكّن من التعرف الدقيق على وضعية المنتج في السوق في وقت معين.
2_ تنافسية المؤسسة:
يتم تقويمها على مستوى أشمل من تلك المتعلقة بالمنتج؛ حيث لا يتم حسابها من الناحية المالية في نفس المستوى من النتائج. في حين يتم التقويم المالي للمنتج بالاستناد إلى الهامش الذي ينتجه هذا الأخير. أما تنافسية المؤسسة، فيتم تقويمها آخذين بعين الاعتبار هوامش كـل المنتجات مـن جهة، والأعباء الإجمالية، التي نجد من بينها: تكاليف البنية؛ النفقات العامة، نفقات البحث والتطوير، والمصاريف المالية...إلخ من جهة أخرى. فإذا فاقت هذه المصاريف والنفقات الهوامش، واستمر ذلك مدة أطول، فإن ذلك يؤدي إلى خسائر كبيرة، يصعب على المؤسسة تحملها. ومن ثمة فالمؤسسة مطالبة بتقديم قيمة لزبائنها، ولا يتم ذلك إلا إذا كانت حققت قيمًا إضافية في كل مستوياتها.
ثانيا _ التنافسية وفق الزمن :
تتمثل في التنافسية الملحوظة والقدرة التنافسية.

1_ التنافسية الملحوظة(2) :
تعتمد هذه التنافسية على النتائج الإيجابية المحقّقة خلال دورة محاسبية، غير أنه يجب ألاّ نتفاءل بشأن هذه النّتائج؛ لكونها قد تنجم عن فرصة عابرة في السّوق، أو عن ظروف جعلت المؤسسة في وضعية احتكارية. فالنتائج الإيجابية في المدى القصير، قد لا تكون كذلك في المدى الطويل.
2_ القدرة التنافسية :
بين استطلاع (*) للرأي، أن القدرة التّنافسية تستند إلى مجموعة من المعايير(**) ، حيث أن هذه الأخيرة تربطها علاقات متداخلة فيما بينها، فكل معيار يعتبر ضروري؛ لأنه يوضح جانبًا من القدرة التنافسية، ويُبقي المؤسسة صامدة في بيئة مضطربة، ولكنه لا يكفي بمفرده.
وعلى خلاف التنافسية الملحوظة، فإن القدرة التنافسية تختص بالفرص المستقبلية، وبنظرة طويلة المدى من خلال عدة دورات استغلال(1) .

إنـه من المهم التفرقة بين أنواع التنافسية حتى لا تضيع الجهـود والموارد في تحقيق أهـداف لا تضمن استمرارية المؤسسة ولا تطورها.
I.2.3_ عواملهــا :

إن استطلاع الرأي الذي شمل مد راء المؤسسات، الذين طـُرح عليهم السؤال الآتي :
ماذا فعلتم لتصبح مؤسستكم تنافسية ؟
و قد أسفرت الإجابات عن النتائج الآتية :
«1) عوامل مرتبطة بالتسيير:
المرونة، النّمو، القدرة على التأقلم، البحث عن منتجات جديدة، اختيار الأنشطة التي تمكن من التميز، تخفيض التكاليف، الدراسات والتنبؤ 74 مرة
2) عوامل مرتبطة بالبيع :
الإشهار، الترقية، السياسة التجارية. 22 مرة
3) عوامل مرتبطة بعملية الاتصال بالزبائن :
الصّورة، الجودة الملحوظة، خدمات ما بعد البيع. 60 مرة
4) عوامل مرتبطة بالإنتاج :
الإنتاجية، سياسة الشراء، التخزين، التكنولوجيا، الآجال، الجودة. 50 مرة
5) عوامل مرتبطة بالكفاءات:
تكوين المستخدمين، معرفة كيفية العمل، التحفيز، تحمّل المسؤولية. 45 مرة ».(1)

و أدى تحليل النتائج على أساس التواتر، إلى ترتيب العوامل في مجموعات وهي كالآتي:

« المجموعة الأولى: ذكرت عواملها 74 مرة هذا يعني أنها حَرجة ويتوقف عليها بقاء ونمو المؤسسة أو انسحابها.
المجموعة الثانية: ذكرت عواملها 60 مرة، فهي مهمة ولكن ليست بالحرجة.
المجموعة الثالثة: ندرج ضمنها المجموعة المرتبطة بالإنتاج، والمجموعة المتعلقة بالكفاءات وتعد أقل أهمية .
المجموعة الرابعة: تتضمن العوامل المرتبطة بالبيع، فهي ذات أهمية ضعيفة»(2) .
تعد الإجابات المقدمة نسبية؛ لأنها قدمت من قبل أشخاص يشغلون مناصب مختـلفة، ويملكون وجهات نظر وتجارب مختلفة أيضًا. وكذا الاستناد إلى التواتر لتحديد درجة أهمية العوامل، فهو أساس نسبــي كذلك، فالكفـاءات فـي وقتنـا الحاضـر مثلا هي الورقـة الرابحـة للمؤسســــــة، فكيف تصنف فــي المجموعة الثالثة، فلو اعتُـمدت أسس أخرى إلى جانب التواتر لاختلف التّرتيب. غير أن هذا التحليل للنتائج، لا يمنع من استخلاص بعض الأمور المفيدة والتي تساهم في فهم التنافسية.
I.2.4 _ قياسهــا :

يمكن معرفة – نسبيا – موقع المؤسسة من التّنافسية؛ بالاستناد إلى الثنائية فعالية – إنتاجية، وكذا من خلال مقارنة أداء المؤسسة في السوق بأداء منافسيها.
أولا_ الثنائية فعالية – إنتاجية(3) :
1_ الفعالية:
نقول عن المؤسسة أنها فعالة؛ إذا تمكنت من تحقيق الهدف أو الأهداف المسطرة لها. و يمكن حساب الفعالية من خلال النسبة بين النتائج المحصل عليها والنتائج المنتظرة.
2_ الإنتاجية:
هي النسبة بين النتائج المحصل عليها والوسائل المسخرة لتحقيقها.

3_ الفعالية – الإنتاجية: طريقان نحو التنافسية:
يمكن اعتبار التنافسية كمحصلة التوليف بين الفعالية والإنتاجية، ويمكن توضيح ذلك من خلال الشكل (2_I) .
ففي مواجهة وضعية اقتصادية صعبة، تتجه المؤسسات نحو البحث عن توازن جديد، بالاعتماد على وفورات في الإنتاجية. وحتى يتسنى ذلك، يتم اللجوء إلى التخلي عن اليد العاملة؛ لأن هذه العملية تكون تقنيا أسهل، ولذلك سميت هذه العملية بطريق الانكماش .(Downsizing) إلاّ أن هذا الاختيار قد ينطوي على مخاطر كبيرة على المدى الطويل، باعتبار أن عملية التخلي هذه مست المهارات التي تدربت في المؤسسة، والتي يصعب تعويضها مستقبلاً. بخلاف الطريق الأول، فإن الطريق الثاني يعد الأفضل باعتبار أنه يعمد إلى بناء قوة تنافسية متنامية في بيئة معقدة، حيث يتم ذلك من خلال الرفع من النتائج، حيث يتم ذلك بوساطة كسب طلبات جديدة واستغلال فعال للوسائل المتاحة.
يَفترض الطريق الثاني، وهو طريق التوسع (Upsizing) وجود تفكير تسويقي شامل، متجه نحو إرضاء المتعاملين (الزبائن، الموردين، البنوك، مقدمي الخدمات ...إلخ) وجعلهم أكثر وفاءًا.

الشكل (2_I) : طريقان لتنافسية المؤسسة.









إن معرفة الطريق المؤدي إلى اقتحام سوق تنافسية، يتم من خلال حساب مرونة(*) الإنتاجية بالنسبة للفعالية. ونجد هنا ثلاث حالات :
1) إذا كانت المرونة أكبر من الواحد، فهذا يوافق الطريق المسمى بالتوسع (Upsizing)؛
2) إذا كانت المرونة تساوي الواحد، فهذا يوافق الطريق الأمثل؛
3) إذا كانت المرونة أقل من الواحد، فهذا يوافق الطريق المسمى بالانكماش (Downsizing).
تجدر الإشارة إلى أنـه إذا تم التمادي في البحث عن الإنتاجية على حساب الفعالية، فإن هذا قد يؤدي – احتمال كبير – إلى انحراف هذا الطّريق. ومن ثمة السقوط (Crashsizing) .
يستدعي البحث عن الطريق المؤدي إلى التنافسية،التعرّف على المؤشرات المعبرة، والتي تفسر الإنتاجية والفعالية؛ حتى يتسنى متابعتها خلال الزمن.
ثانيا _ قياس التّنافسية مقارنة بالمنافسين:
يُعتمد هنا على مقارنة أداء المؤسسة بأداء المنافسين في السوق. ويمكن تقويم هذا الأداء من خلال حسـاب حصة السوق النسبية، والتي هـي النسبـة بين حصة سوق المؤسسـة وحصة سوق المنافس الأحسن أداءًا، حيث نجد ثلاث حالات:
1) حصة السوق النسبية أكبر من الواحد، هذا يعني أن أداء المؤسسة يضاهي أداء المنافس؛
2) حصة السّوق النسبية تساوي الواحد، هذا يعني أن للمؤسسة أداء يماثل أداء المنافس؛
3) حصة السّوق النسبية أقل من الواحد، هذا يعني أن للمؤسسة أداء أقل من أداء المنافس.
تنجم عن هذه المقارنة نتيجتين إيجابيتين :
«1) تسمح بالتموقع بين أحسن النتائج؛
2) تدفع المؤسسة للعمل على تحسين أداءها، ومن ثمة تنمية تنافسيتها»(1) .
ينظر إلى عملية القياس من زاويتين مختلفتين، لكنهما متكاملتين، حيث تعتمد الأولى على القياس الداخلي بوساطة الثنائية فعالية – إنتاجية، وتعتمد الثانية على القياس الخارجي من خلال مقارنة أداء المؤسسة بأداء المنافس في السوق. إن الازدواجية في النظرة تمكن من معرفة الموقع التنافسي بصفة منتظمة، وبشكل يسمح بالتصرف في الوقت المناسب.
لا يمكن حصر التنافسية في قائمة من العوامل فحسب، بل هي إدراك ومعرفة وإصغاء دائم بكل ما يحيط بالمؤسسة من تغيّرات. وبناءًا على ذلك يتم وضع معايير معبرة وقواعد مضبوطة تساعد على معرفة درجة التّنافسية مقارنة بجماعة المنافسين؛ قصد تحسين الأداء التّنافسي،وضمان استمرارية النشاط.
I.3 - الميزة التنافسيـة :
تجتهد المؤسسة في بيئة تنافسية؛ قصد التـفوق على منافسيها ضمن قطاع النشاط، ولن يكون لها ذلك إلا إذا حازت على عنصر أو عناصر تميِّزها عنهم.
I.3.1 - تعريفها :
أولا_ التعريف الأول :
تنشأ الميزة التنافسية « بمجرد توصل المؤسسة إلى اكتشاف طرائق جديدة أكثر فعّالية من تلك المستعملة من قبل المنافسين. حيث يكون بمقدورها تجسيد هذا الاكتشاف ميدانيا. وبمعنى آخر بمجرد إحداث عملية إبداع بمفهومه الواسع(...)»(1) .
ثانيا _ التعريف الثاني :
تعرّف الميزة التنافسية على «أنها ميزة أو عنصر تفوق للمؤسسة يتم تحقيقه في حالة إتباعها لإستراتيجية معينة للتنافس»(2) .
يبدو لي التعريف الأول أكثر دلالة وإقناعًا؛ لأنه يركز على جوهر الميزة التنافسية ألا وهو الإبداع. أما التعريف الثاني فهو يعتمد على مصدر من مصادر الميزة التنافسية والمتمثلة في استراتيجية التنافس.
وتتمتع الميزة التنافسية بالخصائص الآتية(3) :
1) تبنى على اختلاف وليس على تشابه؛
2) يتم تأسيسها على المدى الطويل، باعتبارها تختص بالفرص المستقبلية؛
3) عادة ما تكون مركزة جغرافيا.
وحتى تكون الميزة التنافسية فعالة يتمّ الاستناد إلى الشّروط الآتية :
«1) حاسمة، أي تعطي الأسبقية والتفوق على المنافس؛
2) الاستمرارية، بمعنى يمكن أن تستمر خلال الزمن؛
3) إمكانية الدفاع عنها، أي يصعب على المنافس محاكاتها أو إلغاءها»(1) .
تضمن هذه الشروط مجتمعة فعالية الميزة التّنافسية؛ لأنّ كل شرط مرهون بالأخر. حيث شرط الحسم مقرون بشرط الاستمرارية وهذا الأخير مقرون بشرط إمكانية الدفاع. فكيف لها أن تستمر وهي هشة يمكن إلغاءها، وكيف لها أن تكون حاسمة وهي لم تستمر طويلاً.
I.3.2 - أنواعهــا :

نميز بين نوعين من الميزة التنافسية، ميزة التكلفة الأقل وميزة التميّـز.

أولا_ ميزة التكلفة الأقل :
نقول عن مؤسسة ما أنّها تحوز على « ميزة التّكلفة الأقل، إذا كانت تكاليفها المتراكمة بالأنشطة المنتجة للقيمة (*) أقل من نظيراتها لدى المنافس»(2) .

1_ الحيازة على ميزة التكلفة الأقل(3) :
للحيازة على ميزة التكلفة الأقل يتم الاستناد إلى مراقبة عوامل تطور التكاليف، حيث أن التحكم الجـيد في هذه العوامل مقارنة بالمنافس، يكسب المؤسسة ميزة التـكلفة الأقل. وتكون المراقبة كما يلي:

1_ مراقبة الحجم: يمكن كل من التَّوسيع في تشكيلة المنتجات، الحيازة على وسائل إنتاج جديدة، التوسع في السوق أو نشاط تسويقي مكثف من تخفيض التكاليف. غير أن الحجم الذي يحكم التكاليف يختلف من نشاط إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى. فمثلاّ الرفع من حجم منتج معين على المستوى المحلي أو الجهوي، قد يؤدي إلى تخفيض تكاليف قوة البيع أو تكاليف التوزيع المادي للمنتج. وتجدر الإشارة إلى أن البحث عن اقتصاديات الحجم، يجب ألا يُحدث تدهورًا في الأنشطة الأخرى ومنه توخي التوازن في عملية البحث هذه.

2_ مراقبة التعلم : التعلم هو نتيجة للجهود المتواصلة والمبذولة، من قِبل الإطارات والمستخدمين على حد سواء. لذلك يجب ألا يتم التركيز على تكاليف اليد العاملة فحسب، بل يجب أن يتعداه إلى تكاليف النفايات والأنشطة الأخرى المنتجة للقيمة، فالمسيرون مطالبين بتحسين التّعلّم وتحديد أهدافه، وليتم ذلك يستند إلى مقارنة درجة التّعلم بين التجهيزات والمناطق، ثم مقابلتها بالمعايير المعمول بها في القطاع.

3_ مراقبة الروابط: تُحسِّن المؤسسة موقعها في ميدان التكاليف، إذا تمكنت من التعرف على الروابـــط الموجودة بين الأنشطة المنتجة للقيمة من جهة، واستغلالها من جهة أخرى. فمثلاً التكلفة الناجمة عن الاختيار الدقيق لمكونات المنتج، يؤدي إلى تخفيض تكلفة تفتيش المنتجات التامة الصنع. وقد تـلجأ المؤسسة إلى التنسيق مع الموردين وقنوات التوزيع؛ لاستغلال الروابط الموجودة، شريطة أن تقبل اقتسام الأرباح الناجمة عن الروابط معهم.

4_ مراقبة الإلحاق: يتم هنا إما تجميع بعض الأنشطة المُهمة والمنتجة للقيمة، وذلك قصد استغلال الإمكانات المشتركة، أو تحويل معرفة كيفية العمل في تسيير نشاط منتج للقيمة إلى وحدات استراتيجية تمارس أنشطة مماثلة.

5_ مراقبة الرزنامة: عادةً ما تستفيد المؤسسات السباقة إلى بعض القطاعات، من ميزة التكلفة الأقل بشكل متواصل؛ ويرجع ذلك إلى كونها تتموقع في أحسن المواقع، وتوظّف أفضل المستخدَمين، وتتعامل مع موردين ذوي خبرة ودراية. أما في بعض القطاعات الأخرى، فإن التـريث والانتظار يكون أفضل، إما لكون التكنولوجيا المستخدمة سريعة التغير، فيدخل المنتظرون إلى القطاع بتكنولوجيا جديدة ينافسون بها السباقون، وإما بغرض دراسة سلوكات المنافسين واكتشاف نقــــاط القوة والضعف لديهم، وبعدها الدخول إلى القطاع بأكثر معرفة للأوضاع التنافسية السائدة.

6_ مراقبة الإجراءات: يحدث أن تعمد المؤسسة إلى تطبيق إجراءات بصفة طوعية؛ وقد يرجع ذلك إلى سوء فهم لهذه الإجراءات. وسرعان ما يكشف تحليل التكاليف عن ضرورة إلغاء أو تغيير بعض الإجراءات التي لا تساهم إيجابًا في ميزة التكلفة الأقل، بل أكثر من ذلك فهي تكلف أكثر مما يجب. وبالتالي فإن مراقبة الإجراءات يسمح بفهمها ومن ثمة تخفيض التكاليف.

7_ مراقبة التموضع: إن التموضـع لمختـلف الأنشطـة، سواء كان ذلـك بالنسبــة للأنشـطـة فيما بينهـــا، أو بالنسبة إلى الزبائن والموردين له – عادةً – تأثير على عناصر عدة من بينها: مستوى الأجور، فعالية الإمداد وسهولة الوصول إلى الموردين.
2_ تطبيق ميزة التكلفة الأقل(1) :
لا يمكن أن تنخفض التكاليف بصفة آلية، ولكن تبعًا لعمل جاد ودائم. فللمؤسسات قدرات متغيرة على تخفيض التكاليف، حتى وإن كانت تملك نفس حجم الإنتاج المتراكم، أو أنـها تتابع نفس السياسة. وقد يكون التحسين في الموقع النسبي للمؤسسة لا يتطلب تغييرا كبيرا للإستراتيجية، بقدر ما يتطلبه من انتباه وإدراك ووعي من قبل المسيرين. وتُعد عوامل كالتحفيز، التكوين، وثقافة المؤسسة من بين العوامل المؤدية إلى تخفيض التكاليف. حيث أن لكل مستخدم القدرة على تخفيض التكلفة في نطاق النشاط الذي يمارسه. فالمؤسسات الرائدة تعمد إلى وضع برامج تسمح بمراقبة تكاليف الأنشطة المنتجة للقيمة، حيث يدرسون تطورها عبر الزمن، ومقارنتها بتلك المعتمدة من قبل المنافسين، فيأخذون القرارات بشأنها.

3_ الأخطاء التي يجب تفاديه(2) :

1_ التركيز على تكلفة الأنشطة المتعلقة بالتصنيع: يركز معظم المسيرون على تكلفة التصنيع، باعتبـار أنّ هــذا الأخـير فـي نظـرهـم يستهـلك الموارد الكثـيـرة. غيـر أن هنـاك أنشطـة كالبيــع، الخدمات، التّطوير التكنولوجي والبنية الأساسية، والتي تشكل تكاليفها جزءًا هامًا من التكلفة الكلية.

2_ إهمال أنشطة التموين: تتجه الكثير من المؤسسات إلى تخفيض تكلفة اليد العاملة، ولا تبدي إلاّ اهتمامًا متواضعًا حيال وسائل الإنتاج المشتراة. فهي تميل إلى اعتبار المشتريات كنشاط ثانوي، فَتـُسنِدُ مَهمة الإشراف عليه إلى أشخاص تنقصهـم المعرفـة والخبـرة، أو أنهم غير محفزين لتخفيض التكاليف، فالمؤسسة التي تسلك هذا الاتجاه، تبرهن عن فهم ناقص للروابط الموجودة بين وسائل الإنتاج المشتراة، وتـكاليف الأنشطة الأخرى المنتجـة للقيمـة. وقد يسمـح إحداث تغيرات بسيطـة فــي تطبيقات الشراء بالاستفادة من وفورات معتبرة.

3_ إهمال الأنشطة الصغيرة أو غير المباشرة: تعتمد البرامج المخصصة لتخفيض التكاليف –عموما– التركيز على الأنشطة التي تكون تكاليفها معتبرة أو على تلك التي تُـمارس بصفة مباشرة، فيتم بذلك التغاضي عن الأنشطة التي لا تمثل سوى جزءًا يسيرًا من التكلفة الكلية، أو تلك التي تُمارَس بصفة غير مباشرة، كالصيانة مثلاً.

4_ الفهم الخاطئ لعوامل تطور التكاليف: يحدث أن تقدم المؤسسات على القيام بتشخيص مضلل لعوامل تطور التكاليف، فمثلا: قد تحوز المؤسسة على حصة سوق معتبرة ضمن السوق الوطنية، وتملك أقل التكاليف مقارنة بمنافسيها، فتستخلص أن حصة السوق الوطنية هي التي تحكم التكاليف. غير أنه قد يرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى حصة السوق الجهوية، فالنقص في فهم مصدر الميزة المعتمدة على السيطرة بوساطة التكاليف، قد يؤدي إلى تخفيض التكاليف من خلال الرفع من حصة السوق الوطنية. ومن ثمة يتدهور موقعها بتقليص تركيزها على المستوى الجهوي، وكذلك إلى التركيز على استراتيجية دفاعية لمواجهة المنافسين الذين ينشطون في السوق الوطنية، وإهمال التهديدات التي قد تكون خطيرة، والتي يكون مصدرها المنافسين الذين ينشطون على المستوى الجهوي.

5_ النقص في استغلال الروابط: يصعب على المؤسسات – في بعض الأحيان – أن تفهم كل الروابط التي تؤثر على التكاليف، وبخاصة تلك الموجودة مع الموردين، وكذا بين الأنشطة فيما بينها، كضمان الجودة، تفتيش المنتجات وخدمات ما بعد البيع.
فعدم معرفة هذه الروابط يؤدي إلى وقوع أخطاء، كأن تُطَالِبُ دوائر المؤسسة بتخفيض تكاليف أنشطتها بمبالغ متساوية. إلا أن الرفع من تكاليف بعض الدوائر، يمكن أن يؤدي إلى تخفيض التكلفة الكلية.

6_ تخفيضات متناقضة للتكاليف: تحاول المؤسسات – أحيانًا – تخفيض التكاليف بوسائل متناقضة. فهي تجتهد في اقتحام حصص السوق؛ بغية الاستفادة من مزايا اقتصاديات الحجم، وفي الوقت ذاته تهدر مواردها من خلال مضاعفة النماذج، وتقيم بمقربة من الزبائن؛ حتى تستفيد من وفورات في مصاريف النقل، ولكن في نفس الوقت تصـرّ على تقليص دور تطوير المنتجات الجديدة.

7_ التفكير في الهامش: عادةّ ما تهدف العمليات المعتمدة لتخفيض التكاليف، إلى إجراء تحسينات متواضعة وهامشية، عوض البحث عن وسائل جديدة تسمح بالحصول على مجال تكاليف جديد.

8_ تهديد التميّز: قد يؤدي تخفيض التكاليف إلى تهديد التميز، وذلك إذا تم إلغاء المصادر التي تجعل المؤسسة فريدة في نظر الزبون. ومن ثمة فإن الجهود المبذولة لتخفيض التكاليف، يجب أن تركز أساسا على الأنشطة التي لا تساهم في تـفـرّد المؤسسة بشكل رئيس.
ثانيًا _ ميزة التميز :
تتميز المؤسسة عن منافسيها، « عندما يكون بمقدورها الحيازة على خصائص فريدة تجعل الزبون يتعلق بها»(1) .
1_ الحيازة على ميزة التميّز :
حتى يتم الحيازة على ميزة التميز، يستند إلى عوامل تدعى بعوامل التـفرد، التي سنوردها فيما يلي(2) :


1_ الإجراءات التقديرية: تقدم المؤسسات على اختيارات تقديرية للأنشطة التي يجب أن تُعتمد، وللكيفية التي تمارس بها، حيث يمكن أن تعتبر هذه الإجراءات عاملاً مهيمنًا على تـفـرد المؤسسة، وتتمثل في خصائص وكفاءة المنتجات المعروضة، الخدمات المقدمة، كثافة النشاط، (كمستوى نفقات الإشهار)، محتوى النشاط (كدقة الآلات)، جودة وسائل الإنتاج المسخرة للنشاط، الإجراءات التي تحكم عمل المستخدَمِين في النشاط (كإجراءات خدمات ما بعد البيع، تواتر عملية التفتيش)، كفاءة وخبرة المستخدَمِين في النشاط، المعلومات المستخدمة من أجل مراقبة النشاط (كدرجة الحرارة، الضغط والمتغيرات المستعملة لمراقبة التفاعل الكيميائي).

2_ الروابط: يمكن أن تتأتى خاصية التفرد من خلال الروابط الموجودة بين الأنشطة، أو من خلال الروابط مع الموردين وقنوات التوزيع المستغلة من قبل المؤسسة. ويمكن شرح هذه الروابط كما يلـي:
أ) الروابط بين أنشطة المؤسسة: يشترط في التلبية الجيدة لحاجيات الزبائن تنسيقا بين الأنشطة المرتبطة فيما بينها. فمثلا، لا تحدد آجال تسليم المنتجات من خلال الإمداد الخارجي فحسب، بل كذلك من خلال السرعة في معالجة الطلبيات، وكذا تردد الباعة لأخذ طلبياتهم.
ب) الروابط مع الموردين: يمكن تلبية حاجيات الزبائن، إذا تم التنسيق مع الموردين، حيث أنه بالإمكان تقليص مدة تطوير نموذج جديد، إذا قبل الموردون اقتناء المعدات الضرورية لتصنيع القطع الجديدة، ريثما تنتهي المؤسسة من عملية تصميم تجهيزات تصنيع النموذج الجديد.
جـ) الروابط مع قنوات التوزيع: يمكن لهذه الروابط أن تساهم في تـفـرّد المؤسسة، إما من خلال التنسيـق مع هذه القنوات، أو من خـلال استغلال أفضل للأنشطـة المشتركة بين المؤسسة وهذه الأخيرة. مثلا، تكوين الموزعين، إلحاق جهود البيع بتلك الخاصة بالقنوات، تمويل الاستثمارات في قنوات التوزيع.
3_ الرزنامة: قد ترتبط خاصية التفرد بالتاريخ الذي بدأت فيه المؤسسة ممارسة نشاط معين. فمثلا، المؤسسة التي كانت السّباقة إلى استعمال صورة معينة للمنتج، يمكنها أن تحقق ميزة التميز. وخلافًا لذلك هناك بعض القطاعات، حيث يكون فيها التأخر عن الدخول مفيدًا؛ لأنه يسمح باستعمال تكنولوجيا أكثر حداثة.

4_ التموضع: قد تحوز المؤسسة على خاصية التفرد، إذا ما أحسنت اختيار الموضع الملائم لأنشطتها. فمثلا، يمكن لبنك تجاري أن يتمتع بأحسن المواضع لوكالاته وموزعاته الأوتوماتيكية الخاصة بالأوراق النقدية.

5_ الإلحاق: يمكن أن تنجم خاصية التفرد لنشاط منتج للقيمة، بمجرد أن يكون هذا النشاط مشتركا لعدة وحدات تابعة لنفس المؤسسة.

6_ التعلم وآثار بثه: قد تنجم خاصية التفرد لنشاط معين، عندما يُمَـارَسُ التعلم بصفة جيدة. فالجودة الثابتة في العملية الإنتاجية يمكن تعلمها. ومن ثمة فإن التعلم الذي يتم امتلاكه بشكل شامل كفيل بأن يؤدي إلى تميز متواصل.

7_ التّكامل : تسمح درجة التّكامل بالحصول على خاصية التفرد، حيث يتم ذلك بوساطة ضم أنشطة جديدة منتجة للقيمة كانت تمارس من قِبل الموردين أو قنوات التوزيع، فهي تتيح الفرصة لمراقبة نتائج الأنشطة التي بمقدورها أن تكون مصدرًا للتـميّـز.

8_ الحجم: يمكن أن يؤدي الحجم الكبير لنشاط، معين إلى ممارسة هذا الأخير بطريقة فريدة. الشيء الذي لا يمكن تحقيقه بالاعتماد على الحجم الصغير، وقد يؤدي الحجم الكبير إلى التأثير سلبا على التميز. فمثلا، يمكن أن يُضعِف من مرونة المؤسسة عندما يطلب منها الاستجابة إلى احتياجات الزبائن (المؤسسات الحساسة لعامل الذوق).

تختلف عوامل التفرد من نشاط لأخر، ومن قطاع لأخر، حيث يحدد تضافرها الكيفية التي يحوز بها نشاط معين على خاصية التفرد. ومن ثمة فإن المؤسسة مطالبة بمعاينة المجالات التي يمكن التفرد فيها؛ حتى تتمكن من التعرف على العوامل المهيمنة. وتعد هذه المعاينة مُهمة لاستمرارية التميز؛ لأن بعض عوامل التفرد تؤثر بصفة أكثر استمرارية من غيرها. فمثلا، من السهل تقليد عامل الإجراءات التقديرية مقارنة بعاملي الإلحاق واستغلال الروابط، فالفهم الجيد للعوامل التي تجعل من المؤسسة فريدة تسمح لها ألا تتصرف في اتجاه يقضي على مصادر تميزها.
2_ تكلفة التميز (1) :
المؤسسة مطالبة بتجنيد مبالغ هامة للحيازة على خاصية التفرد؛ حتى تتمكن من ممارسة أنشطتها المنتجة للقيمة بشكل أفضل مقارنة بمنافسيها. فمثلا، يستوجب تقديم مساعدة تقنية للزبون تـوظيف مستخدمين متخصصين، ولإنتـاج منتجـات أكثر صلابـة وقوة، يـستلزم ذلك مـواد أوليــة كثـيـرة أو أغلى سعرا، فعدادات المياه المصنوعة من قبل روكويل تعد الأحسن والأطول عمرًا مقارنة بتلك المنتجة من قبل المنافسين؛ لأنها تحتوي على أكبر نسبة من البرونز.

تختلف تكلفة التميّز من مؤسسة لأخرى؛ ومرد ذلك أن موقع المؤسسات تّجاه عوامل تطور التكاليف مختلف. ومن ثمة ضرورة الرفع من درجة التميز بوساطة تنسيق أحسن بين الأنشطة. فمثلاً، التنسيق الأحسن بين مراقبة الأسعار، التموين ورزنامة الإنتاج يؤدي إلى تخفيض تكلفة التخزين، وتقليص آجال التسليم. وتفسّر الفرص الضائعة بالقول الذي مفاده أن الجودة مجانية. هي كذلك ليس لأن التميز غير مكلف، بل لكون المؤسسات لا تستغل كل الروابط الموجودة بين الأنشطة، وهي مطالبة بمقارنة التفرد لنشاط معين بالتكلفة الضرورية لبقائها في نفس المستوى مع منافسيها.

3_ الأخطاء التي يجب تفاديها أثناء التميز :
«1_ التميز المفرط: يحدث ألا تستوعب المؤسسة الآليات التي تؤثر بوساطتها على القيمة المنتجة للزبون أو الملحوظـــة من قبلــه. وقد يؤدي ذلك إلى إفراط في التميـز. فمثلا، إذا كانت جودة المنتج أو مستوى الخدمة المقدمة تتعدى احتياجات الزبائن، فالمؤسسة تصبح هدفا سهلا للمنافسة التي تملك منتج ذو جودة مناسبة وسعر منخفض.

2_ سعر إضافي مرتفع جدا: يرتبط السعر الإضافي المصاحب للتميز، بالقيمة الممنوحة للزبون وباستمرارية التميز ذاته، فالسعر الإضافي المرتفع، قد يؤدي بالزبون إلى التخلي عن منتجات المؤسسة. ومن ثمة فهي مطالبة بأن توازن بين القيمة المنتجة والسعر الإضافي المرافق لها. حيث لا يرتبط هذا الأخير بدرجة التميز فحسب، بل كذلك بموقع المؤسسة إزاء التكلفة النسبية. وللحفاظ على هذا السعر الإضافي، يجب إبقاء التكاليف بمقربة من المستوى المتعارف عليه في قطاع النشاط.

3_ عدم معرفة تكلفة التميز: لا يؤدي التميز إلى نتائج أكبر من المتوسط، إذا لم تتجاوز القيمة الملحوظة من قِبل الزبون تكلفتها. وتنسى المؤسسات –عادة– تحديد تكلفة الأنشطة المسؤولة عن التميز، وتفترض منذ الوهلة الأولى أن هذا الأخير مربح، فتعمد إلى تسخير موارد مالية بشأنه أكبر مما يدره من أرباح، أو تهدر فرص تخفيض التكاليف.

4_ التركيز الشديد على المنتج: لا تنظر بعض المؤسسات إلى التميز، إلا من الناحية الفيزيائية للمنتج، وتهمل الإمكانيات الموجودة في مختلف أنشطتها، حيث يمكن أن تقدم هذه الأخيرة فرص عديدة ومستمرة للتميز»(1) .

تسمح المعرفة الجيدة لميزتي التكلفة الأقل والتميز، للمؤسسة بتصويب الجهود في اتجاه يحول دون هدر قدراتها وكفاءاتها، وكذا التحكم – نسبيا – في العوامل التي تؤثر في هذين النوعين. قد يكون من المفيد أن يتم تحقيق ميزة التكلفة الأقل وميزة التميز في آن واحد – إن أمكن ذلك – شريطة ألاّ تتعارض الواحدة منها مع الأخرى، حتى لا تكون النتائج معاكسة للتوقعات. ويتم الاستناد في اختيار نوع من الميزة دون الآخر إلى العوامل الآتية:
1) جاذبية النشاط؛
2) حدة المنافسة؛
3) التكنولوجيا المستعملة؛
4) تطور احتياجات الزبائن خلال الزمن؛
5) الفرص المستقبلية.

ويمكن إضافة عوامل أخرى، وذلك حسب نظرة المؤسسة لأهمية هذه الأخيرة.

I.3.3 _ معايير الحكم على جودتها :
تتحدد نوعية ومدى جودة الميزة بثلاثة ظروف هي:

أولا: مصدر الميزة(2) :
يمكن ترتيب الميزة التنافسية وفق درجتين هما :
1) مزايا تنافسية من مرتبة منخفضة، مثل التكلفة الأقل لكل من قوة العمل والمواد الخام، وحيث يسهل نسبيا تقليدها ومحاكاتها من قبل المؤسسات المنافسة؛
2) مزايا من مرتبة مرتفعة مثل، تميز المنتج (التميز والتفرد من تقديم منتج أو خدمة من نوعية معينة)، السمعة الطيبة بشأن العلامة استنادًا إلى مجهودات تسويقية متراكمة، أو علاقات وطيدة مع العملاء محكومة بتكاليف تبديل مرتفعة.

و تتصف هذه المزايا بعدد من الخصائص أهمها :
أ) يتطلب تحقيقها ضرورة توافر مهارات وقدرات من مستوى مرتفع مثل الأفراد المدربين تدريبا خاصًا، القدرات الفنية الداخلية، والعلاقات الوطيدة مع كبار العملاء؛
بـ) تعتمـد على تاريخ طويــل من الاستثمــارات المستمرة والمتراكمة في التسهيلات الماديــة،
والتعلم المتخصص، والبحوث والتطوير، والتسويق. ويترتب على أداء هذه الأنشطة خلق مجموعة من الأصول الملموسة وغير الملموسة وفي شكل سمعة طيبة، علاقات وثيقة مع العملاء، وحصيلة من المعرفة المتخصصة(...).

ثانيا _ عدد مصادر الميزة التي تمتلكها المؤسسة(1) :
في حال اعتماد المؤسسة على ميزة واحدة فقط مثل تصميم المنتج بأقل تكلفة أو القدرة على شراء مواد خام رخيصة الثمن، فإنه يمكن للمنافسين تحييد أو التغلب على آثار تلك الميزة. أما في حال تعدد مصادر الميزة، فإنه يصعب على المنافس تقليدها جميعا.

ثالثا _ درجة التحسين والتطوير والتجديد المستمر في الميزة :
(...) تتحرك المؤسسات نحو خلق مزايا جديدة وبشكل أسرع قبل قيام المؤسسات المنافسة بتقليد أو محاكاة الميزة القائمة حاليا. لذا قد يتطلب الأمر قيام المؤسسات بتغيير المزايا القديمة وخلق مزايا تنافسية جديدة ومن مرتبة مرتفعة(2) .

لا يكفي أن تحوز المؤسسة على ميزة تنافسية فحسب، بل يجب أن يكون بمقدورها معرفة أداء هذه الميزة والحكم على سدادها. ويتم ذلك بالاستناد إلى معايير معبرة تختار وفقا للقواعد المعمول بها في قطاع النشاط.

ويمكن للمؤسسة أن تثري هذه المعايير كلما دعت الضرورة إلى ذلك شريطة أن يؤدي ذلك إلى توضيح أدق وأسرع لأداء الميزة؛ حتى يتم اتخاذ القرار المناسب بشأنها، وتجنب هدر الجهد والموارد في ميزة لا تحقق هدفي التفوق على المنافس والوفورات الاقتصادية.
I.3.4 _ محدداتها :
تتحدد الميزة التنافسية للمؤسسة انطلاقًا من بعدين هامين هما:

أولا_ حجم الميزة التنافسية :
تمر الميزة التنافسية بنفس دورة حياة المنتجات، ويتم تمثيل ذلك من خلال الشكل الآتي:
الشكل (3_I) : دورة حياة الميزة التنافسية








(*) الميزة في شكل تكلفة نسبية أقل و/أو سعر مرتفع.
المصدر: بتصرف من د. نبيل مرسي خليل، ص 86.

1_ مرحلة التقديم: تعد أطول المراحل بالنسبة للمؤسسة المنشئة للميزة التنافسية؛ لكونها تحتاج الكثير من التفكير والاستعداد البشري، المادي والمالي. و تعرف الميزة التنافسية مع مرور الزّمن انتشارًا أكثر فأكثر، حيث يعزى ذلك إلى القبول الذي تحض به من قِبل عدد متزايد من الزبائن.
2_ مرحلة التبني: تعرف الميزة هنا استقرارا نسبيًا من حيث الانتشار، باعتبار أن المنافسين بدأوا يركزون عليها، وتكون الوفورات هنا أقصى ما يمكن.
3_ مرحلة التقليد: يتراجع حجم الميزة وتتجه شيئا فشيئا إلى الركود؛ لكون المنافسين قاموا بتقليد ميزة المؤسسة، و بالتالي تَراجع أسبقيتها عليهم. و من ثمة انخفاض في الوفرات.
4_ مرحلة الضرورة: تأتي هنا ضرورة تحسين الميزة الحالية وتطويرها بشكل سريع، أو إنشاء ميزة جديدة على أسس تختلف تمامــًا، عن أسس الميزة الحاليــة. وإذا لم تتمــكن المؤسســة من التحسيـن أو الحصول على ميزة جديدة، فإنها تفقد أسبقيتها تماما وعندها يكون من الصعوبة العودة إلى التنافس من جديد.

لا يمكن أن تحوز المؤسسة على ميزة تنافسية إلى الأبد، وبالتالي فهي مطالبة بتتبع دورة حياة الميزة، وتعرف في ذات الوقت الزمن المناسب لإجراء التحسين والتطوير أو إنشاء ميزة جديدة. فللميزة التنافسية طبيعة ديناميكية، يجعل أمر مراجعتها شيئا عاديا يدخل ضمن البحث عن التحسين المستمر لنشاط المؤسسة.
ثانيا _ نطاق التنافس :
يتشكل نطاق التنافس من أربعة أبعاد وهي :

1_ القطاع السوقي: يعكس مدى تنوع مخرجات المؤسسة، وكذا تنوع الزبائن الذين َيتم خدمتهم. وهنا يتم الاختيار ما بين التركيز على قطاع معين من السوق أو خدمة كل السوق.
2_ درجة التكامل الأمامي: يشيـــــر إلى درجـة أداء المؤسسـة لأنشطتهـا، سواء أكــانت داخليــــة أو خارجية. فالتكامل الأمامي المرتفع مقارنة بالمنافس قد يحقق مزايا التكلفة الأقل أو التمييز.
3_ البعد الجغرافي: يمثل عدد المناطق الجغرافية أو الدول التي تنافس فيها المؤسسة. ويسمح هذا البعد من تحقيق مزايا تنافسية من خلال تقديم نوعية واحدة من الأنشطة والوظائف عبر عدة مناطق جغرافية مختلفة. وتبرز أهمية هذه الميزة بالنسبة للمؤسسات التي تعمل على نطاق عالمي، حيث تقدم منتجاتها أو خدماتها في كل أنحاء العالم.
4_ قطاع النشاط: يعبر عن مدى الترابط بين الصناعات التي تعمل في ظلها المؤسسة. فوجود روابط بين الأنشطة المختلفة عبر عدة صناعات، من شأنه خلق فرص لتحقيق مزايا تنافسية عديدة. فقد يمكن استخدام نفس التسهيلات أو التكنولوجيا أو الأفراد والخبرات عبر الصناعات المختلفة التي تنتمي إليها المؤسسة »(1) .

تعمل المؤسسة على البحث عن الميزة التنافسية التي تلائم قدراتها وميدان نشاطها، ثم تحاول بعد ذلك وضع معايير وضوابط تتسم بالديناميكية لقياس درجة صواب الميزة المعتمدة. والتعرف على الإطار والحدود التي تضبطها، حتى يتم تحقيق النتائج المرجوة.
خلاصــــــــــــــة:
تمارس البيئة التنافسية ضغوطا مستمرة على المؤسسة، فتدفعـهـا للبحث عن اكتسـاب ميــزة أو مزايا تنافسية، تؤهلها إلى ضمان استمرارية نشاطها أولاً والأسبقية على منافسيها ثانيا. وينجم كل ذلك عن عمـلـيتي الجذب والدّفع بـين الثنـائية بيئــة–ميــزة، باعتبار أن البيئة تدفـع إلى إنشــاء الميـزة، و تضيف هذه الأخيرة بدورها عناصر جديدة للبيئة تزيد من تعقيدها وترفع من شدة قواها التـنافسية.
ارجو الرد اذا افادك ام لا










قديم 2012-04-18, 18:10   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
abja37
عضو جديد
 
إحصائية العضو










456ty سااااااااااااااااااااااعدوووووني

أريد بحث حول الإقتصاد الصيني وبأسرع وقت إن أمكن ...... وشكرا










 

الكلمات الدلالية (Tags)
اريد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:58

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc