ظاهرة انتحار التلاميذ بين ذهول المجتمع وحيرة الآباء

[عين تسنيم]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

في البداية أنا لا أخلي مسؤولية أي طرف من الأطراف الثلاثة حول انتشار هذه الظاهرة، ولذا يجب على كل منا ادراك مسؤوليته ودوره في محاربتها والقضاء عليها.

ـ كيف يساهم الأستاذ عن قصد أو عن جهل في تفشي هذه الظاهرة.
من المفروض أن المدرسة هي البيت الثاني للطفل إذ يقضي فيها أغلب ساعات يومه، والأستاذ هو الأب الثاني له ولهذا قد يساهم الأستاذ في تفشي هذه الظاهرة بتغييب الدور الأساسي للمدرسة وهو التربية قبل التعليم، لكن اليوم من المؤسف أن دور الأستاذ في عملية التربية لا يتم على أكمل وجه، قد يعود السبب لأن أساليب التربية القديمة لم تعد مجدية، أو أن الأستاذ صار يقوم بتقديم الدرس التعليمي وحسب، متجاهلا دور الأسس التربوية في تنشئة الطفل، غياب التأهيل للأساتذة الجدد حول أساليب التربية.

2ـ هل انتحار التلاميذ في واقع الأمر تجريم للمجتمع.
لا تخلو مسؤولية المجتمع في تفشي هذه الظاهرة أيضا وهذا لأن الطفل فرد من المجتمع فهو يؤثر ويتأثر بالآفات الاجتماعية فلا ننسى أن الطفل لديه حب الاستكشاف والاطلاع وتجربة كل ما هو جديد سواء كان سلبيا أو ايجابيا. وللأسف المجتمع لا ينظر للطفل على أنه صفحات بيضاء يخط فيها كل ما يراه ويسمعه هذا الطفل ولديه الرغبة الجامحة في التقليد، رغم أن المجتمع يدرك تماما أن الطفل ليس لديه القدرة على إدراك ما هو صحيح وما هو خطأ كون أنه مازال طفلا.

3ـما دور الأسرة باعتبارها خلية المجتمع في الحد من هذه الظاهرة التي ترعب الجميع أساتذة وأولياء
في البداية أنا أرى أن الأسرة هي السبب الأساسي في تفشي هذه الظاهرة لأسباب عديدة منها: التفكك الأسري، غياب دور الأب والأم في الأسرة بسبب الانشغال الدائم، عدم تأهل الأفراد اليوم لتحمل المسؤولية، المشاجرات والمشاكل أمام الأطفال، غياب رقابة الأسرة على ما يشاهده أطفالها من أفلام عنف وقتل، عدم الاهتمام بمشاكل الأطفال وميولاتهم، غياب التربية على مبادئ الدين الاسلامي الحنيف ...والعديد من الأسباب الأخرى التي لا حصر لها.
يقال إذا عرف السبب بطل العجب، ومن هنا فدور الأسرة يكون بمعالجة الأسباب الآنفة الذكر.
ولذا يجب تظافر جهود كل من الأستاذ، المجتمع، الأسرة في القضاء على هذه الظاهرة، وهذا دون أن يتجاهل كل منا مسؤوليته في ذلك، ودون أن نلقي اللوم على بعضنا البعض إن كان الغرض فعلا معالجة المشكل، لأننا لن نصل إلى حل إن بقينا نفكر في المشكل دون التفكير الحلول اللازمة له.

بارك الله فيك أخي على طرح هذا الموضوع الحساس، وجزاك الله كل خير.