المعالم الرئيسة لخُطبة حَِجَّة الوداع
1- حرمة سفك الدماء بغير حق، وإقرارا للعدالة والمساواة ، حيث المساواة بين الحاكم والمحكوم، وبين الغني والفقير، والقوي والضعيف، والصغير والكبير، والأبيض والأسود والأحمر، والرجل والمرأة، في الحقوق الإنسانية.. فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه..
2- دفن الجاهلية ووضعها تحت الأقدام لحقارتها.. حيث وضع رسول الله أخلاق ومبادئ وقيم الجاهلية،وتصوراتها ومظاهرها وشعاراتها وكبرياءها وعنجهيتها، وعقائدها وأحكامها وأعرافها، كل ذلك وضعه النبي صلى الله عليه وسلم تحت قدمه..
3- الوصية بالنساء خيرا، و أنهن عوان (أي أسيرات) لا يملكن لأنفسهن شيئا، فإن الإسلام أعطى للمرأة حقوقها ووصى بها.. متعها بحقوقها وألزمها بحقوق زوجها وجعلها بنتا في بيت أبيها، وزوجة في بيت زوجها وهي سيدة ذلك البيت.. أعطاها حقها في الميراث، وكانت من قبل لا تأخذ شيئا.. جعل لها كرامة وكانت من قبل تباع وتشترى.. وجعل لها رأيا ولم يكن لها من قبل رأي.. فهذا هو الإسلام جعلها مصانة في بيتها معززة في حياتها..
4- التمسك بكتاب الله وسنة نبيه والاعتصام بهما فهما سبيل العزة والنصر والنجاح في الدنيا والآخرة، ولما كانت الأمة متمسكة بهما ومجتمعة تحت خليفة واحد، كانت في عزة وكرامة تهابها الأمم ويذل لها الملوك والتاريخ خير شاهد.. ولماَّ تركت الأمة كتاب ربها وابتعدت عن هدي نبيها تمزقت وتفرقت، شقِيَتْ وعاشت في مذلة وضياع فاجتمع عليها الأعداء.
5- حرمة الربا، لأنه النظام الذي يسحق الفقراء، ويجعل المجتمع طبقيا يمتلئ بالأحقاد والضغائن وتكثر فيه الجرائم.. ويعرِّض المجتمع للحرب مع الله، وأي نصر في معركة تكون مع الله، فلا يكون إلا الشقاء والتعاسة، وقلة الخير والبركة، فلا خير من الأرض إلا القليل ولا من السماء إلا النزر اليسير..
6- التحذير من الشيطان، فإنه يأس من المؤمن لكنه رضي باليسير من المحقَّرات(صغار الذنوب) التي نظن أنها بسيطة، وهي في الحقيقة مدخل الشيطان إلى القلب فيفسده ويهلك الإنسان بعد ذلك..
7- شمولها لأمور الدنيا والآخرة، فهي قد عالجت شؤون الحياة الاجتماعية، من علاقة الأخ بأخيه، والمرأة بزوجها، والأفراد بالمجتمع، والعبد بربه سبحانه وتعالى، وحذرت من الشيطان، وبينت أسس الدِّين ومقاصد الشريعة، وأن الناس سوف يلقون ربهم فيسألهم عن أعمالهم في الآخرة..
8-على الداعية البلاغ وليس عليه النتائج، وهو أمر محسوم من القرآن {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ } (النحل 82)والنبي صلى الله عليه وسلم يقرر ذلك أن الداعية عليه أن يبذل قصارى جهده ومبلغ طاقته، وجل وقته، وأكثر ماله، وكل ما يملك، في سبيل دعوته إلى الله، ولا ينتظر النتيجة ولا يحاسب عليها وليس من شأنه التزام الناس معه أم لا.
...وهكذا كانت هذه الوصايا الجامعة المانعة والقيم النافعة تمهد السبيل إلى الاستقرار الأسري والتوازن الاقتصادي والتكافل الاجتماعي والتعارف الإنساني، قياما بواجب الدعوة إلى هذا الدين بالتي هي أحسن..كانت هذه الخطبة بمثابة رسالة حضارية عامة إلى كل البشرية على اختلاف أديانهم وألوانهم وأجناسهم وألسنتهم....
لا تنسونا من صالح دعواتكم