جلساتهن و جلساتنا

[أم يقين]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

رغم أنني مقلة جدا في تتبع المسلسلات و الأفلام_ أذكر مرة أختي أسمعتني نغمة و سألتني :ألا تعني لك شيئا؟ ماعرفتيش نتاع أي مسلسل؟ فرددت :لا. فراحت تقفز و تردد : أول مرة نلقى وحدة ما تبعتش باب الحارة!!!!!! _ إلا أنه و رغم ذلك شد انتباهي الإشهار للمسلسل السوري جلسات نسائية،ليس بسبب الطريقة المميزة في الإعلان عنه فالأمر كان على قناتنا اليتيمة الحابسة الباهتة في كل شيئ. العنوان وحده فقط شدني و انتظرت و شاهدت قليلا فقط و حلقة واحدة فقط ، فكل ما رأيته لم يكن سوى استعراض للأثاث و الثياب والقصور و إناث تعيش الرفاهية البعيدة عني و عن عالمي .و تذكرت جلساتنا نحن بكل بساطتها و عفويتها و تذكرت اهتماماتنا و مشاكلنا التي نحكيها حول سينية الشاي و ثرثرتنا حول : واش شريتي ،قاللي راجلي، فلانة تخطبت، تعاركت البارح مع .... ، شفتي شحال غلات ال.....، رحت زرت فلانة راهي....، سمعت بفلانة ربي حن عليها و راهي بالحمل ، و فلان عاود الزواج وووووووووووووووووووووووووووو .....
خطر ببالي أن أفتح صفحة نحكي فيها بعضا من ثرثرتنا التي تحاكي عمق المجتمع بعيدا عن التصنع و التباهي والعيش في أحلام اليقظة و الخرطي.
فما رأيكم؟

[الامل في الله]

انا ايضا ما تبعتش باب الحارة و لا هدا المسلسل

[أم يقين]

أنظري إلي هل فعلا أنا لست جميلة؟
هكذا استهلت حديثها . تعجبت من سؤالها واستغربت لمن يصف مثلها بعدم الجمال، فأنا أعرفها مذ كنا بنات و أذكر كيف كنا نضرب المثل بجمال قوامها وشعرها و عينيها وابتسامتها الرائعة .رحت أذكرها و أغدق عليها عبارات كأنها عبارات غزل مما جعلني أتوقف خجلا قائلة لها : ماذا تركت لزوجك....... لابد أنك سمعت منها الكثير،لكن ما جعلك تسألين هذا السؤال.
أجابت :
احتدم النقاش مرة أخرى بيني وبين زوجي و كالعادة حاد كلانا عن الموضوعية و تحول الأمر إلى معركة انتهت بخسارتي ككل مرة فهو من السهل عليه أن يتخذ القرارات و من حقه التهديد و بإمكانه شتمي بكل الطرق أما أنا فلم يكن بوسعي سوى التوصل في كل مرة إلى فكرة تسكن ذهنه يغذيها الموسوسون و كما يقول المثل : حديث الصباح و العشية يقلب المسلمة يهودية.
زوجي من الرجال الذين لا يتحرجون من سماع الحديث عن النساء و النظر هنا و هناك، في الشارع ، في العمل ، في التلفزيون ، في المجلات في الإنترنت و أينما حل لا يمنع نفسه . و بعد ذلك يبدأ بمقارنتي بالفاتنات المبهرجات و لا يهمه في ذلك إن ساء خلقهن أو ساءت سمعتهن لا يهم، لا يهم فجمالهن يشفع لهن مهما أذنبن . و لا ينسى أن يندب حظه القليل لارتباطه بي.
فقلت لها مواسية و معترفة: يا عزيزتي حين يتحول الأمر إلى مقارنة وجه بوجه و معصم بمعصم و ساق بساق فقلما تخرج الزوجة فائزة، و إلا لما فكر هو في الثانية و الرابعة.و بعد سنوات عدة من الزواج و الأطفال و الحياة الحلوة و الحامضة و الشجار و الصلح و الأحلام و الخيبات ، يكتشف الزوجان الكثير الكثير من العيوب ،لكن على الأقل المرأة لا تعتبر جمال زوجها مسألة يقوم أو ينتهي عليها الزواج كما يعتبرها هو.
قالت محدثتي:وذاك مربط الفرس و عقدة المنشار التي كادت تحل عُرى بيتي.فقد بدأ الأمر بحكاية و جو هادئ ما لبث أن تحول إلى عاصفة .
قال زوجي: إن فلانا خطب فتاة فوافق أهلها ثم عادوا فرفضوا بحجة أن فلانا فقير و بطال و مستوى أهله لا يليق بالفتاة رغم أننا سمعنا أن لديها ماض مشين.
.ثم أردف قائلا : لابد أنها جميلة جدا فقد رأيت أختها الحسناء في العمل و قيل لي أنها أجمل منها بكثير .فقلت معقبة: ربي فكو منها، تلك خضراء الدمن. فرد : لكنها جميلة جدا و لو كنت مكانه لعدت أكثر من مرة و توسلت إلى والدها أن يزوجنيها ، فماذا تساوي الحياة دون امرأة جميلة. و هنا بدأ مقياس التوتر لدي يرتفع فقلت : إذهب إذن و اخطبها هي أو حتى أختها التي رأيتها في عملك! فقال غاضبا : اتقي الله ،فتلك امرأة متزوجة. فرددت : و أنت لمَ لم تتق الله حين نظرت و حين قلت؟؟؟ فرد: أنا لم أقل بل قالوا لي. و قالوا أيضا أنني أستحق واحدة مثلها و ليس أنت. بعد كلماته الجارحة تلك لم أعد أعي ما أقول و رحت أهذي بكل ما جاء على لساني و لم أفق إلا على رده الجاهز : من حقي الثانية و الثالثة و سأفعلها و سترين الجمال يسير أمامك و يتدلل، و سأنفذ لها كل ما تطلب و ما لم تطلب و سأغفر لها كل أخطائها نكاية فيك يا عزيزتي لأنه بكل بساطة الزين يغلط و يتسامح و الشين يغلط يخلص!!!!