اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بــ قلم رصاص
السلام عليكم
أحترم رأيك لأنك إنسان واعي و مثقف و تدري ما لا ندري
فقط أقول لك أن تاريخ الرجال لا يصنع الرجال , بل مواقف الرجال هي التي تصنعهم
أي التاريخ , بلا مواقف , يساوي الصفر في ميزان صاحبه
ما كنا نتحدث عن تاريخ وزير المجاهدين بسوء , سوى بعدما قال بعظمة لسانه :
"لست من المتحمسين للمصادقة على قانون تجريم الاستعمار"
و العار , كل العار , هو قوله ما قال , في حلول ذكرى 19 مارس , عيد النصر , طبعا , إكراما لفئة معينة
ربما قد يكون الحركي إبن فرنسا الذي طالب الحكومة الفرنسية , بتجريم من يطلق إسم الحركي عليهم , و الإساءة لهم ,
ربما يكون ذلك الحركي , هو أكثر ولاء لفرنسا ,
أما و المجاهد الغير متحمس لتجريم فرنسا , قد يكون أقل ولاء لوطنه
حتى نستفيد من وجهة نظرك , في رأيك , لماذا هو غير متحمس ؟
|
يا أخي أنا لم أدعي أنني أدري مالا تدري فكل خبر متاح عبر نقرة زر أو في كتب تملأ كل المكتبات فقط أنا لا أضع نتيجة داخل إطاري الخاص و أسعى للبرهنة عليها بكل الوسائل و الطرق ولو حتى تطلب مني ذلك قلب حقائق التاريخ ... هذا جيل هو صنع التاريخ بمواقفه وتاريخهم خلفهم ومواقفهم خلفهم و ليسوا بحاجة لصناعة تاريخ جديد أو أمجاد جديدة و ليس لنا الحق في المزايدة على أناس لهم فضل علينا ... و أقول لك كأخ أنا لا أستطيع ولا أملك الجرأة أن أزايد على من حمل السلاح و قاوم الإستعمار و أنا الذي ولدت لأجد بلدا مستقلا بفضل هؤلاء ... يمكن أن نناقش تصريحه أو موقفه من قضية تجريم الإستعمار في إطارها الزمكاني لكن أن ندخل على المنتدى و نطلق تصريحات هكذا دون حساب (هذا ليس مجاهد ... و نشك أنه مجاهد ) و نشكك في آخرين ونعيد كتابة التاريخ حسب أهوائنا الإيديولوجية و ألواننا السياسية فهذا كلام لا يخدم لا الجزائر و لا تاريخها و لامستقبلها ... ولهذا قلت في تعليقي أن الثورة لاتعتبر بعد تاريخا طالما أن هذا الجيل مازال بيننا و لا يمكن كتابة التاريخ بحيادية الآن لأن الكثيرين ممن إصطدموا بهذا الجيل سياسيا سواء من الإسلاميين أو الشيوعيين أو الليبراليين يريدون تشويههم و لايهمهم التاريخ و لاالحقيقة في شيئ ...
أما عن رأيي في موقفه و الذي يتوافق فيه معه الكثيرين من جيله و مؤخرا شاهدت تصريحا لياسف سعدي في نفس الإتجاه وهذا الموقف ليس خوفا من فرنسا كما يعتقد مراهقي السياسة لأن الذي وقف في وجه الطيارة الصفرة و النابالم لا يمكن أن يكون جبانا ... و لا أقل ولاءا لوطنه كما تقول (وهذا كلام عبثي) ...
لنفرض أن البرلمان الجزائري أقر قانونا يجرم الإستعمار الفرنسي ومر القانون وصادق عليه البرلمان مالذي سيتغير في رأيك بالنسبة للجزائريين .... هل سيكتشف الجزائريون أن الإستعمار الفرنسي مجرم ؟؟؟ الذاكرة الجماعية الجزائرية تعرف أن الإستعمار مجرم هل ستخاف فرنسا وتعتذر فورا بمجرد صدور القانون ؟؟؟ ... في الطرف الآخر سيستغل ساركوزي وجماعته المتطرفة الذي يتمنى صدور مثل هذا القانون و الذي ما فتئ في إستفزاز الجزائريين بقانون تجريم الحركى و قانون الهجرة وقانون الهوية الوطنية و أرمادة القوانين التي تستهدف الجزائريين بشكل خاص محاولا إستثارة الرأي العام الفرنسي ضد المسلمين و الجزائريين خاصة و لايمكن تقديم له خدمة أكثر من قانون يجرم فرنسا لإعادة فتح النقاش في ما يطلقون عليه جرائم الجبهة و تجريم المجاهدين و بالتالي إعادة إحياء الملفات و الأحقاد وبعثها داخل هذا الجيل الفرنسي الجديد وبالتالي توديع فكرة طلب الإعتذار نهائيا وهو ما يسعى له ساركوزي و الأقدام السوداء و اليمين المتطرف ... في الوقت الذي يحقق فيه فرانسوا هولند تقدما في سبر الآراء من أجل إعتلاء كرسي الإيليزيه و الرجل بدأ حملته الإنتخابية من الجزائر مقدما وعودا بالإعتذار في حال وصوله للحكم لكل إفريقيا و لكل المستعمرات و على رأسها الجزائر على الحقبة الإستعمارية .... هل من الحكمة في هذا الظرف بالذات و بعد أن أصبح مطلب إعتذار فرنسا أقرب من أي وقت مضى نخرج على الشعب الفرنسي بقانون مستفز سيستغله أعداء مطلب الإعتذار ؟؟؟
أعتقد أن الأمور لو سارت على مايرام ووصل هولند للإيليزيه سنشهد إعتذارا فرنسيا بعد أقل من سنة من الآن ... و بعدها لكل حادث حديث ... فالإعتذار هو إعتراف ضمني بالجرائم دون اللجوء إلى تجريم .