ترجمات شعرية لأربعة وعشرين شاعرا
العرب اونلاين:24\03\2009
قصائد شعراء نوبل تحتفي بتفاصيل الحياة
تقول الشاعرة الأسترالية جون بورتر "الشعر لغة تبحث عن نفسها" والكتاب الذي أقدمه عبر هذا الفضاء الثقافي يتضمن ترجمات شعرية لأربعة وعشرين شاعرا من الحاصلين على جائزة نوبل من العام 1901 وكانت من نصيب الشاعر الفرنسي "سلي برودوم" إلى العام 2005 ومنحت للشاعر البريطاني "هارولد بنتر".
لقد نَسيتْ كيف تموت
ولذلك تمدد حياتها القاتلة
أنا وسرطاني نتقاتل بعنف
دعنا نأمل أن يكون هناك مصرع مزدوج
أريد أن أرى سرطاني صريعا
سرطان ينسى أن يموت
ولكن يخطط لقتلي بدلا منه.
كتاب "قصائد: من شعراء جائزة نوبل" يعد ضمن إصدارات سلسلة كتاب "دبي الثقافية" الطبعة الأولى، مارس/آذار 2009. هذه الترجمات اختارها وترجمها الدكتور شهاب غانم.
عن هذه المختارات يقول الدكتور غانم: "سيلاحظ القارئ التنوع الشديد في موضوعات القصائد واهتماماتها وأساليبها المتنوعة بين الطرح والغموض والمدارس المختلفة التي تنتمي إليها، وإن كان يغلب على كثير منها القضايا والهموم الإنسانية المختلفة".
علمتني الحياة منذ عهد بعيد
أن الموسيقى والشعر
هما أجمل ما يمكن أن تعطينا الحياة في هذه الدنيا
باستثناء الحب طبعا. "ياروسلاف سايفرت"
قصائد هؤلاء الشعراء تتميز بخصوصيتها وشفافيتها في رفضها للركود والثبات في شغفها بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة على اختلاف أجيالهم ومدارسهم الأدبية.
في هذه القصائد يصعب تناول الشعر بمعزل عن مصادره ومكوناته من المكان والتجربة والخلفية الثقافية، بكل هذه الأشياء تجنح نحو أمكنة وأحداث وتواريخ يتشكل منها وطنها الخاص. عبر هذا الوطن الافتراضي تنشأ علاقة وطيدة بين النص والقارئ الذي يسعى لمعرفة المزيد عن هؤلاء الشعراء الأربعة والعشرين.
بابلو نيرودا:
وكنت في تلك السن
حين أتى الشعر يبحث عني
لا أعرف من أين جاء
من النهر أو من الشتاء
لا أعرف كيف ومتى
لا، لم تكن هناك أصوات
لا صمت، ولا كلمات
ولكن استدعيتُ من الشارع، من أفنان الليل
فجأة من قبل الآخرين
بين الحرائق العنيفة
أو بينما كنت عائدا وحدي
كنت هناك من دون وجه
ولقد لمسني.
***
فيسلاو زيمبورسكا:
لا وجبات جيدة
لا فرص للصور
والأمر يحتاج إلى سنوات
كل الكاميرات قد ذهبت
إلى حروب أخرى.
***
فيسنت ألكساندر:
إنه أكثر أسى من ذلك
أكثر.. أكثر.. أسى
مثل حزن الأغصان التي تُسقط فاكهتها فلا يلتقطها أحد
أكثر.. أكثر حزنا
مثل السديم الذي تتنفسه الفاكهة التالفة
التي على الأرض.
***
يوجينيو مونتيل:
كوني سعيدة إذا كانت الريح التي تهب على الحديقة تعيد دفقة الحياة:
هنا حيث تغوص وتغرق
كتلة متشابكة من الذكريات الميتة
لم تكن هناك حديقة بل فقط وعاء للذخائر المقدسة.
الخفق الذي تسمعينه ليس تحليقا
بل مجرد اضطراب في رحم الأبدية.
***
بوريس باسترناك:
أظنني أستطيع أن أستدعي كلمات
سوف تبقى: أنتِ هناك فيها
ولكن إذا لم أستطع،ومهما كان الأمر
فسوف ألحُ، ولن أبالي.