[align=justify]المتمسك بالسنة عند الفساد وعند ظهور البدع أجره مضاعف
ومن تمسك اليوم بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وعمل بها، واستقام عليها، ودعا بالسنة إليها -كان أجره أوفر وأكثر، من أجر من جرى على هذه الجملة في أوائل الإسلام والملة؛ إذ الرسول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قال: له أجر خمسين. فقيل: خمسين منهم؟ قال: بل منكم وإنما قال -صلى الله عليه وسلم- ذلك، لمن يعمل بسنته عند فساد أمته.
وجدت في كتاب الشيخ الإمام، جدي أبي عبد الله محمد بن عدي بن حمدويه الصابوني -رحمه الله-، قال: أخبرنا أبو العباس الحسن بن سفيان النسوي قال: أخبرنا أن العباس بن صبيح حدثهم، قال: حدثنا عبد الجبار بن مظاهر قال: حدثني معمر بن راشد قال: سمعت ابن شهاب الزهري يقول: تعليم سنة أفضل من عبادة مائتي سنة.
--------------------------------------------------------------------------------
المؤلف -رحمه الله-يقول: "من تمسك اليوم بسنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وعمل بها، واستقام إليها ودعا إليها، كان أجره أوفر وأكثر من أجر من جرى على هذه الجملة في أوائل الإسلام. يعني: إن المتمسك بالسنة عند الفساد، وعند ظهور البدع، أجره مضاعف، ويدل على هذا الحديث: من تمسك بسنتي عند فساد أمتي، كان له أجر خمسين. فقالوا: يا رسول الله، خمسين منا أو منهم؟ قال: منكم .
وفي اللفظ الآخر: تجدون على الخير عونا، ولا يجدون على الخير عونا والحديث يقول المحشي: صحيح لا بأس به، أخرجه أبو داود وابن ماجه وابن حبان وصححه الألباني ولفظ الترمذي إن من ورائكم أيام، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم. قيل: يا رسول الله، أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين منكم .
وهذا المعنى: أنه يُعْطى أجر خمسين من الصحابة في هذه المسألة، وهي التمسك بالسنة، وليس معنى ذلك أنه أفضل من الصحابة فالصحابة لهم مزية الصحبة لا يلحقهم من بعدهم، ومزية الجهاد مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتبليغ الدين وشرع الله، وفي هذه لا يلحقهم من بعدهم إلى يوم القيامة، لكن في هذه القضية، مثل: التمسك بالسنة… ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: تجدون على الخير عونا، ولا يجدون على الخير عونا .
فلا يفهمن أحد أن معنى ذلك، أن المتمسك بالسنة يكون أفضل من الصحابة لأن هذه مزية خاصة والقاعدة: المزية الخاصة لا تقضي على الفضائل العامة. فهذه فضيلة واحدة، لكن الصحابة لهم فضائل كثيرة.
مثل مزية إبراهيم أول من يكسى يوم القيامة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أفضل، مثل مزية موسى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من أفيق، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة يوم الطور؟ .
وهذه منقبة لموسى خاصة، والمناقب الخاصة لا تقضي على المناقب العامة، وليس معنى ذلك أنه أفضل من نبينا -صلى الله عليه وسلم-.
وذكر الأثر: تعليم السنة أفضل من عبادة مائتي سنة يقول المحقق، لم أقف عليه بهذا اللفظ، ولكن وردت آثار بمعنى هذا المعنى، أن قول الزهري ما عبد الله بمثل الفقه. وقول الشافعي طلب العلم أفضل من الصلاة النافلة. وهذا صحيح، فطلب العلم أفضل من الصلاة النافلة، وأفضل من صوم النفل، وأفضل من قيام الليل، وهذا معروف
شرح الشيخ الراجحي لعقيدة السلف أصحاب الحديث للإمام الصابوني رحمه الله [/align]
من هنـــــــــا