اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأخ خالِـــد
أستسمح صاحب الموضوع بالتعليق على الآتي :
أدعوا الله أن لا يكون مصير الدول الثائرة كمصير الدول التي (حررتها) أمريكا بمفهومها الخاص،
أي تطابق في كلامك مع الصومال وأفغانستان والعراق؟ ولن أذكر فلسطين لأن ذكرها غير
مسموح به في أمريكا بل غير معترف بها أصلا .
|
هل أستنتج من كلامك هذا بأن لديك حسرة و حنين إلى أيام الديكتاتورية و الأنظمة البوليسية التي طالما جثمت على قلوب الشعوب العربية البائسة لعقود و عقود متتالية. بدون شك لا أحد كان يتوقع آثار حجر الدومينو في العالم العربي وسرعة إنهيار الأنظمة المستبدة و الطغاة تاركين ورائهم قصورهم و خدمهم و شعوب حرة ومتعطشة لغد جديد.
أما بخصوص العراق و أفغانستان، لو كانت أمريكا دولة مستعمرة بما تعنيه كلمة الإستعمار من معنى لما غادرت العراق و تركت ورائها بلدا مستقلا و ذو سيادة، و حتى أثناء وجودها هناك ضحت أمريكا بألاف الجنود و مليارات الولارات من أجل إرساء أسس عراق متقدم و ديموقراطي. فرغم كل ما تواجهه العملية السياسية والديموقراطية اليوم من عوائق و حواجز فأنا متأكد بأن العراقيين ليس لديهم أي حنين لنظام صدام الذي عانوا بسببه الكثير الحروب و البطش.
بخصوص تواجد الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان، فلا يجب أن تتجاهل الحقائق، فسبب تواجدها الرئيسي هناك هو بسبب هجوم جماعة القاعدة الإرهابية على أمريكا و طلبنا من حركة طالبان تسليم المسؤولين عن هذه الهجمات للعدالة، بن لادن و شرذمته، ولكن رفضت حركة طالبان طلب أمريكا. وهو الامر الذي لم يترك لأمريكا و المجتمع الدولي سوى خيار إستعمال القوة و إعلان الحرب على حركة طالبان، و كلنا نعلم مدى إجرامية و دموية نظام طالبان. و هناك نقطة أخرى يجب عدم إغفالها و هي دور الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب العديد من الدول الإسلامية في مساعدة أفغانستان على إخراج الإتحاد السوفياتي. رغم هذا، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لازالت ملتزمة بإنسحاب مسؤول من أفغانستان مجرد أن تصبح الحكومة الأفغانية و مؤسساتها قادرة على تصريف شؤؤنها.
و من المفارقات، فإن القاسم المشترك بين الدول التي أدرجتها ( الصومال و أفغانستان و العراق) هي جماعة القاعدة الإرهابية وكلائها أعداء المستقبل الذين لم يجلبوا لهذه الدول سوى ثقافة الموت والدمار: أنتحاريين و سيارات مفخخة و فوضى.