الاحتلال الأمريكي يسلم حكومة المالكي عشرات المعتقلين الجزائريين
دعا نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان العراقي، حارث العبيدي، الحكومة الجزائرية إلى التعجيل بتوقيع مذكرة قضائية مع الحكومة العراقية، لاستلام عشرات الجزائريين المعتقلين منذ سنوات في سجون عراقية أو أمريكية بالعراق، بتهمة الانتماء أو محاولة الالتحاق بصفوف الجماعات المسلحة وتنظيمات المقاومة النشطة هناك.
قال حارث العبيدي لـ''الخبر'' إنه بموجب الاتفاقية الأمنية الموقعة مؤخرا بين الحكومة العراقية وقوات الاحتلال الأمريكي، بدأ هذا الأخير الأسبوع الماضي في تسليم أجهزة الأمن والقضاء العراقية الدفعة الأولى من نحو 10 آلاف معتقل سابق لديه، بمعدل 50 سجينا يوميا، منهم المئات من جنسيات عربية وأجنبية، ولكن هذا لا يعني إطلاق سراحهم، حيث يتوقع أن تحولهم حكومة المالكي إلى سجون عراقية ليقضوا فترة طويلة أخرى دون محاكمة، في حالة ما إذا لم يكن هناك إطار قانوني واضح لتسليمهم لدولهم. ومنهم من أوصى الاحتلال الأمريكي بالإبقاء عليه رهن الاعتقال بعد تصنيفه ''مجرما خطيرا جدا''.
وأشار نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان العراقي إلى أنه يحوز نسخة من اتفاقية جديدة بين العراق والسعودية وقع عليها الطرفان مؤخرا في العاصمة الرياض لتنظيم تسليم معتقلين سعوديين يواجهون نفس المصير، ويمكن، حسبه، للحكومة الجزائرية أن تستأنس بها خاصة أن الجزائريين يشكلون رفقة السعوديين والفلسطينيين واليمنيين والمصريين الغالبية الكبرى من المعتقلين العرب في السجون الحكومية وسجون الاحتلال الأمريكي في العراق، وبعد ذلك، يقول العبيدي، تسلم مستشار الأمن القومي العراقي، موفق الربيعي، قائمة بأسماء المزمع تسليمهم.
وتشير أرقام وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين، المعلنة رسميا، إلى أكثر من 130 جزائري توجهوا للقتال في العراق تم اعتقالهم خلال السنتين الأخيرتين فقط، منهم ''80 جزائريا خلال العام 2006 وحده'' ويقبع الجزء الأكبر منهم حاليا في المعتقلات الأمريكية التي لا تخضع لأي تفتيش عراقي، وأكدت الوزارتان العراقيتان المكلفتان بالشؤون الأمنية في تقرير لهما، سلم للبرلمان العراقي في وقت سابق أن 200 جزائري آخر كانوا متوجهين للقتال في العراق اعتقلتهم سوريا سنة 2006 من أصل 1550 اعتقلوا على الأراضي السورية.
كما كشف مؤخرا رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان عن مراسلة تلقاها من مجموعة من الشباب الجزائريين يتواجدون بأحد السجون الحربية بكردستان في العراق مناشدين السلطات التدخل السريع لإطلاق سراحهم.
وتحدث حارث العبيدي، وهو أحد قياديي جبهة التوافق السنية، عن نتائج جولة تفتيشية قادته مع وفد برلماني من لجنة حقوق الإنسان إلى عدد من السجون العراقية، حيث التقى العديد من المعتقلين العرب من مختلف الجنسيات، وقال إن التيار السني العراقي وممثليه في اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان، ''يتعهدون ببذل كل ما في وسعهم لرفع الظلم والحيف الذي يمكن أن يقع على المعتقلين والمسجونين الجزائريين في سجون العراق، بنفس الجهد المبذول مع العراقيين''، سواء منهم المحكوم عليهم أو الموقوفين دون محاكمة، وذكر أنه التقى أمس بوزير شؤون مجلس النواب العراقي، وهو وزير سابق للعدل، وعبّر له الأخير عن استعداد الحكومة العراقية للتنسيق مع الدول العربية التي لها معتقلون هناك.