أيهـا العمـال أيتهـا العامـلات :
في ظـل انبطـاح البعض وهرولـة البعض الأخر وراء مصالحـه الشخصيـة تـاركا مطالـب العمال وانشغالاتهـم المهنية والاجتمـاعيـة ألعـوبـة بين يدي السيد وزير التربيـة و أسيـرة لتطلعـات بعض الانتهـازييـن , ومن ثم ظلت نـداءات وطلبات الاتحادية الوطنية لعمال التربية المتكررة الداعية لتبليغ السيد الرئيس بكثير من المقترحات والمعطيات التي تضعـه على بينة مما يجري في الواقع الذي تتعمد تلك الإطراف إخفاؤه عليه وظلت الأمور تتراكم وتزداد حدة يوما بعد يـوم في ظل القرارات المتواصلة التي مست مختلف الأسلاك وأمام عجـز وزارة التربية عن إيجاد حلول لمشاكل القطاع.
وهذا ما أدى إلى انزعـاج العمال ممـا يحدث وأدى إلى إضراب الثلاثة أيام 04 , 05 , 06 أكتوبر 2011 التي تهدف بشكـل أساسي إلى تنبيه الوزارة و تحسيسها إلى ضـرورة الالتفـات إلى حقيقـة ما يحدث في قطاع التربية وضرورة العمل مع النقابات التمثيلية الحقيقية التي تستمد شرعيتها من العمال ومن العمال وحدهم. كما انه لفتة قوية ليعرف كل عمال قطاع التربية الشرفاء حقيقة ونـوايا الـذين يتخفون وراء مصلحة العمال والدفاع عن مطالبهم و الاستقلالية واهم ابعد الناس عنها, و في الحقيقـة هم يتـآمرون على العمال ويستخدمونهم وسيلة لتحقيق هدفهم و السعي لنيل امتيازات ومصالح شخصية وتسهيلات نقابية وهم معروفون عند الخاص والعام بانتماءاتهم الحزبية غير الخفية واستثماراتهم التجارية العلنية والخفية.
غير أن الذين ضللـوا عمال التربية خلال سبع سنوات الماضية يعملون اليوم ليلا ونهارا سرا وعلانية حتى أنهم جندوا كل من أمكنهم تجنيده من دعاية ومكر وخداع ولعب بالعواطف لـيـدخلـوا عمـال الـقطـاع في صـراع نقابي جهوي وفئوي لا أسـاس له ويـوهمـوهم بأن هذا إضراب 04 أكتوبر 2011 الاحتجـاجي ما هـو إلا مناورة من الحكومة مع ا ع ع ج ومحاولة لتكسير إضرابهم وتفتيت الوحدة النقابية – والتي لم تتجسد يوما على ارض الواقع- غير مبالين بخطر ما يفعلـونه إذا اتسعـت رقعتـه ومـا يمكـن أن ينجر عليه من تهديد لاستقـرار المؤسسـات التربوية وتهديد لأمن لعمال قطاع التربية, بل تهديد لأمن الدولة أرضا وشعبا , ضـاربيـن عـرض الحائـط بكـل ما من شانه أن يحول دون مصالحهم وتطلعـاتهـم ولو أدى ذلك إلى تحطيم مستقبل أبنائنا وبناتنا وجر البلاد إلى آتون فتنة لا يعلم الله مداها.
إلا أن الاتحادية الوطنية لعمال التربية وبالرغم من إمكـانيـاتهـا الكبيرة وخيرتها الطويلة في العمل النقابي ورغم التضليل الإعلامي و البروباغندا أو الحملة الدعائية التي تقودها النقابات التي تدعي الاستقلالية عبر مواقع الانترنيت وداخل المؤسسات و بعض الجرائد اليومية المعروفة بميولاتها الحزبية والمعارضة للجزائر الدولة والشعب, إلا أننا سنفوت الفـرصة على الـذين فضلـوا مصالحهم الشخصية على مصالح العمال , وأرادوا للإضراب أن يتخـذ منعطفـا غيـر الـذي حدد له في بيان الاتحادية وان شاء ستمر أيام الإضراب الثلاث في هـدوء تـام وستكون استجابة العمال السيف الذي يقطع السنة السوء , وسوف لـن تسجل أي حـالات استثنـائية أو تجاوزات, ونحن نعول كثيرا على وعي العمـال والمناضلين الأوفياء ويقظة أمناء الفروع النقـابيـة الـذيـن أوضحـوا للعمـال شـرعية الإضراب وبراءته مـن كـل الـصفـات التي حـاول البعض إلصاقها به ولا زال.
أيهـا العمـال أيتهـا العامـلات:
أن الاتحادية الوطنية لعمال التربية (ا.ع.ع.ج) تؤكد دائما على حرصهـا الشـديد على انتهاج الحوار مبدءا لتذليل العقبات وسد الثغرات وتؤكد على استعـدادهـا التـام للتعاون والتشاور في كل ما من شانه الرقي بمشاكـل العمـال المهنيـة والاجتماعيـة, كما تتبـرأ مـن أي عمـل قـد يمـس بـأمن واستقرار المـؤسسـات التـربـوية وتـدعـو العمال إلى الفطنـة واليقظـة والحذر الشـديـد والتـوحـد صفـا واحـدا من اجل تحقيق المطالب المرفوعة نقطة نقطة وبند بند والاستعداد للتعبير عن رفضنا لعدم استجابة الوزارة لمطالبنا المشروعة , وكذا للوقوف في وجــه أولئك الذين يضعون العراقيل لتــقدم العامل مهنيا واجتماعيا ويقدمــون مصالحهم ومصالح معارفهم ويكرسون الجهوية والمحسوبية والفئوية في القطاع .
وفي الأخير فليستعد جميع العمال والعاملات للمشاركة القوية والحاسمة في إضراب 04 أكتوبر 2011 وللوقوف في وجه المتلاعبين بمصيرنا وبمستقبل أبنائنا لنقول لهم كفى , كفى و استعدوا و خذوا منا الجواب سبع سنوات بركات بركات.
تحيا الجزائر
تحيا الاتحاد العام للعمال الجزائريين
المجـد والخلـود لشهــدائـنا الإبـرار