تتوفر كل الدلائل والمؤشرات على أن وزير التربية الوطنية، البروفيسور أبو بكر بن بوزيد، سيحطم رقمه القياسي الشخصي، هذا الموسم الدراسي 2011 ـ .2012 وسيحقق أكثـر مما حققه الرياضي الروسي، سيرغاي بوبكا، في القفز بالزانة في مجال الأرقام القياسية. وسيرفع الوزير السقف إلى أعلى ما يمكن، هذا الموسم، ويستحيل على أي منظومة تربوية في العالم مهما كانت نجاعتها أن تصل إلى الرقم الذي سيحققه، بعد أن سجل الموسم الماضي رقما تاريخيا بنسبة نجاح في شهادة البكالوريا بلغت 63 في المائة، من عدد الممتحنين. ويقدر بن بوزيد على ذلك وأكثر، خاصة وأنه يملك ''الشجاعة'' اللازمة لرفع كل التحديات.
يعرف البروفيسور أنه مطلوب منه هذه السنة أيضا أن يحقق أرقاما كبيرة ومذهلة، لأن الجزائر على موعد مع حدث كبير، تعوّد على المشاركة الفعالة فيه، ولن يتخلف عنه هذه المرة أيضا، رغم أنه بلغه أن أولياء تلاميذ دوار عين الكحلة ببلدية خميستي بولاية تيسمسيلت، يرفضون، للأسبوع الثاني على التوالي، إرسال أبنائهم إلى المدارس، لأن المسؤولين المحليين لم يوفوا بالوعود التي قطعوها معهم بتحسين مستوى معيشتهم. وربما يحقق تلاميذ دوار عين الكحلة أعلى نسبة نجاح على المستوى الوطني في الامتحانات، حتى ولو استمرت مقاطعتهم مقاعد الدراسة إلى شهر جوان .2012 وهذا ليس بمستحيل على منظومة تربوية لا يتوفر فيها أساتذة الرياضيات واللغات الأجنبية، لكن تلاميذها يحققون معدلات مذهلة فيهما.
ويعرف بن بوزيد أنه مطلوب منه هذا الموسم، الذي سيتسابق فيه حزبه مع حلفائه ومعارضيهم وربما الأحزاب الجديدة التي سيمنحها الوزير دحو ولد قابلية الاعتماد، أن يحقق أرقاما كبيرة، ليس فقط في الانتخابات التشريعية والمحلية التي من المستبعد ألا يشارك فيها، ولكن في مجال تخصصه الأصلي، الذي ينافس فيه الروسي سيرغاي بوبكا. ويستطيع أن يحقق الأرقام دون عناء كبير، نظرا لخبرته الكبيرة في المجال. ولن يصده على ذلك الاضطراب الكبير الحاصل في توفير مقاعد دراسية لعشرات آلاف التلاميذ في مختلف أنحاء الوطن، ومنهم في العاصمة ذاتها التي رحّلت فيها عائلات إلى أحياء جديدة لا مدارس فيها. وفي ولايات أخرى مثل سيدي بلعباس التي تظاهر فيها تلاميذ الثانوي في بلدية بير الحمام، الذين أصيب بعضهم بجروح جراء تدخل مصالح الأمن، والذين لم يجلسوا هم أيضا على مقاعد ثانوية مرحوم إلى اليوم بسبب انعدام النقل.
بن بوزيد يستطيع أن يحقق المعجزات، ولا يزعجه ما ورد في ويكيليكس عن سفير أمريكي سابق قال إن المنظومة التي يديرها البروفيسور تنتج ''أميين تريلانغ''. وينتظر الجزائريون على أحر من الجمر أن يكشف لهم بن بوزيد هذه الأيام نسبة النجاح في الامتحانات لكي يطمئنوا أنه مازال يحافظ على لياقته البدنية.
منقول عن جريدة الخبر