تبدأ الشركة بتحديد أفضل صيغة أو إستراتيجية للدخول إلى الأسواق الأجنبية فقد تختار التصدير أو الاستثمارات في مجال الإنتاج، أو غزو الأسواق.
أولاً- إستراتيجية التصدير.
هناك طريقتان للدخول إلى السوق الدولي من خلال إستراتيجية التصدير.
1- التصدير المباشر:
في حالة التصدير المباشر يتعين على الشركة القيام بكامل عمليات التصدير دون استخدام وسطاء، في هذه الحالة تتحمل الشركة المصدرة المسؤولية الكاملة عن مجمل نشاطات التصدير بدء من تحديد العميل، وحتى تحصيل قيمة البضاعة.[5]
2/ التصدير غير المباشر:
يمكن للشركة الراغبة في التصدير وليس لديها الإمكانيات الإدارية والمالية للقيام بهذه العملية أن تصدر من خلال وكلاء بالعمولة أو مكاتب الشراء المحلي، وكل هذه الجهات لديها الخبرات الكافية للقيام بهذه المهمة ويمكن تلخيص المزايا والعيوب في الجدول التالي:
جدول رقم (2-2)
مزايا وعيوب التصدير المباشر وغير المباشر
التصدير المباشر
التصدير غير المباشر
المزايا
- تتحكم الشركة بكامل مراحل عملية التصدير.
- توفر الشركة تكاليف الوسطاء فيما لو لم يتم التصدير من خلالهم.
- تطور الشركة علاقات وثيقة مع المستثمرين الأجانب.
- يمكن للشركة أن تركز جهودها على الإنتاج ومستوى الجودة.
- يمكن للشركة التعرف على الطريقة التي تدبر فيها الجهة المصدرة لعملية التصدير.
العيوب
- احتمال أن تفوق قيمة الوقت الذي تستغرقه عملية التصدير والبيع والتحصيل في السوق الأجنبي قيمة الفوائد التي يحصل عليها من التصدير المباشر.
- يتعرض المصدر المباشر لمخاطر مباشرة أكثر مثل عملية الغش، الخداع، النصب والاحتيال.[6]
- لا تتعلم الشركة النواحي الفنية والقانونية للتصدير مباشرة للأسواق الدولية.
- احتمال فقدان السيطرة من جانب الشركة على السلعة لصالح ممثل المبيعات.
المصدر: علي عباس، مرجع سابق، ص 176.
ثانياً- إستراتيجية الاستثمار في مجال الإنتاج:
تشمل ثلاثة عناصر هي:
1- التراخيص:
تعتبر التراخيص أو امتياز الإنتاج أو التصنيع أو استخدام العلامات التجارية...إلخ أحدث الأساليب التي يمكن لشركة متعددة الجنسية أن تنقل إنتاجها من النطاق المحلي بالدولة الأم إلى الأسواق الدولية دون الحاجة إلى أن إنفاق استثماري[7] وتراخيص الإنتاج والتصنيع هي عبارة عن اتفاق أو عقد تقوم بمقتضاه الشركة متعددة الجنسية بالتسريح للمستثمر بالدولة المضيفة باستخدام براءات الاختراع أو الخبرة الفنية، ونتائج الأبحاث الإدارية والهندسية في مقابل عائد مادي[8].
شكل رقم (2-3)
مزايا وعيوب عقود التراخيص.
المزايا
العيوب
التراخيص
- هي مصدر جيد من مصادر الدخل للشركات متعددة الجنسية.
- تمنع أو تساعد على الحد من حالات السرقة والتجسس الخاصة ببراءات الاختراع الجديدة أو التكنولوجيا الحديثة.
- تعتبر أسرع وأسهل الطرق لغزو الأسواق الأجنبية خاصة الشركات صغيرة الحجم.
- فقدان السيطرة على العمليات والجودة والسوق.
- احتمال فقدان الأسواق المجاورة للدولة إلى حصلته على الترخيص.
- انخفاض العائد أو الربح.
2- عمليات التسليم بالمفتاح:
بموجب عقد أو اتفاق يتم بين الطرف الأجنبي والطرف الوطني يقوم الأول بإقامة المشروع الاستثماري والإشراف عليه حتى بداية التشغيل، وما إن يصل المشروع إلى مرحلة التشغيل يتم تسليمه إلى الطرف الثاني[9]، وتختلف أجور الشركات متعددة الجنسية باختلاف ما يحتويه عقد تسليم المفتاح فمن الممكن أن يشمل كذلك تسليم المشروع آلات ومعدات أو عقود التدريب للموظفين المحليين[10].
شكل رقم (2-4)
مزايا وعيوب عمليات التسليم بالمفتاح.
المزايا
العيوب
عمليات تسليم المفتاح
- حصول شركات متعددة الجنسية على عائد مادي في شكل أتعاب أو في شكل أرباح ناجمة عن بيع مستلزمات الإنتاج وآلاته، وتجهيزاته اللازمة للمشروع.
- انخفاض درجة الخطر السياسي، أو الأخطار غير التجارية بصفة عامة، هذا النوع من الاستثمارات لا يحتاج إلى رؤوس أموال أو المشاركة في رأس المال ومن ثم يتلائم مع الشركة صغيرة الحجم على وجه الخصوص.
- انخفاض الربحية.
- لا توفر هذه الطريقة للشركات متعددة الجنسية أي رقابة على العمليات أو السوق أو الجودة، ومن ثم فإن أي خلل يحدث من جانب الطرف الوطني في هذه النواحي قد يسيء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى صعة الشركة في السوق المضيف الأمر الذي يؤدي إلى تقلص فرص الدخول في مشروعات أخرى.
المصدر: عبد السلام أبو قحف، اقتصاديات الأعمال والاستثمار الدولي مرجع سابق، ص 500.
3- عقود التصنيع وعقود الإدارة:
هناك نوعان من العقود هما:
أ- عقود التصنيع:
هي عبارة عن اتفاق بيتم بين الشركة متعددة الجنسية مع شركة محلية في دولة أخرى بأن تقوم إحدى الشركتين بتصنيع السلع بالنيابة عن الشركة الثانية، وعادة ما يتم عقد مثل هذه الاتفاقيات بين الشركة متعددة الجنسية وشركة عامة أو خاصة في دولة نامية حيث تكون حيث تكون أجورا لأيدي المعاملة رخيصة، والمواد الخام قليلة التكلفة.[11]
ب-عقود الإدارة:
بموجب هذا العقد تقوم شركة محلية باستئجار خدمات شركة أجنبية متخصصة في الإدارة أو في تشغيل شركات صناعية أو تدريب الآخرين، وعادة تكون الشركة الأجنبية شركة متخصصة في الإدارة كإدارة المستشفيات مثلا[12] ويلاحظ زيادة الاهتمام بهذا النوع من التعاقد خاصة من الدول التي تنظر بعين الشك إلى الملكية الأجنبية المصاحبة لإدارة شركاتها
ب/ عقود الإدارة:
بموجب هذا العقد تقوم شركة محلية باستئجار خدمات شركة أجنبية متخصصة في الإدارة أو في تشغيل شركات صناعية أو تدريب الآخرين، وعادة تكون الشركة المديرة هي شركة طورت هذه الخدمة أو السلعة وتنتجها بنفسها في بلدها أو حتى في بلدان أخرى وتديرها لمصلحة آخرين في بلاد ثالثة، من الجانب الآخر قد تكون الشركة الأجنبية شركة متخصصة في الإدارة كإدارة المستشفيات مثلا[13] ويلاحظ زيادة الاهتمام بهذا النوع من التعاقد خاصة من الدول التي تنظر بعين الشك إلى الملكية الأجنبية المصاحبة لإدارة شركاتها.[14]
شكل رقم (2/5): مزايا وعيوب عقود التصنيع وعقود الإدارة.
شكل الاستثمار
المزايا والعيوب.
عقود التصنيع
عقود الإدارة.
المزايا
- تحتاج إلى رأس مال محدود جدا.
- عدم التعرض للأخطار السياسية.
- انخفاض تكاليف الإنتاج والتسويق.
- وسيلة للتغلب على معوقات التصدير للدول المضيفة.
- تلائم الشركات التي تتوافر لديها مزايا تنافسية في المجالات الفنية والهندسية والإدارية بالمقارنة بنظيرتها الإنتاجية.
- الجمع بين الإنتاجية ومزايا التراخيص وبعض مزايا الاستثمار المباشر.
-لا تحتاج إلى رأس المال.
تسمح بغزو السوق المضيف مع انخفاض درجة الخطر.
-قد تساعد في التقدم نحو الحصول على مشروعات استثمارية مشتركة أو مملوكة بالكامل,
-المحافظة على السوق.
-تسهيل غزو أسواق أجنبية أخرى محيطة بالدرجة المضيفة.
العيوب
-صعوبة أحكام الرقابة في السوق والجودة والسياسات التسويقية في كثير من الأحيان.
-توقف المزايا السابقة على مدى توافر الطلب الوطني الذي يتميز بالكفاءة والفعالية في مجال الإنتاج والتسويق بصفة عامة.
- احتمال تدخل الطرف الوطني في شؤون الغدارة بهدف المحافظة على أصوله المستثمرة.
- التضارب في المصالح بين طرفي الاستثمار يؤدي إلى خلق مشاكل كل تنظيمية وإنتاجية وتسويقية.
المصدر: عبد السلام أبو قحف، مرجع سابق، ص502-503.
ثالثا: غزو الأسواق.
في هذه الحالة تدخل الشركة الأجنبية كمستثمرة وصاحبة في رأس مال الشركة أو المشروع بذلك تخاطر بمالها، وقد تجد الشركة نفسها مضطرة إلى ذلك، والخيارات أمام الشركة الأجنبية في هذه الحالة هي:[15]
1/ المشاركة (المشاريع المشتركة):
هو نوع تقوم بموجبه الشركة متعددة الجنسية بالدخول في حصة مشاركة مع شركة دولية أخرى لتنفيذ مشروع في بلد ثالث، ويختلف مقدار حصة المشاركة بحسب الاتفاق، فقد تكون المشاركة مناصفة في التكاليف والأرباح، وقد تكون متساوية الحصص إذا كانت تتكون من شريكين فأكثر، ويمكن أن تكون بدون حصة في حالة كون أحد الأطراف يقدم الخبرة الفنية والآخر رأس المال، وقد تكون المشاركة غير محددة.[16]
شكل رقم (2/6): مزايا وعيوب المشاريع المشتركة.
المزايا
العيوب
المشاريع المشتركة
-تقليل المخاطر حيث تستفيد الشركة من معرفة الشريك الآخر للسوق المحلي أو من علاقاته في بلده، مما يحسن صورتها كما قد تتهيأ للشركة بهذه الطريقة ميزة تقنية أو إدارية موجودة لدى الشريك.[17]
-يفقد المستثمر شيئا من التحكم من حيث إطلاع الشريك على أسراره التجارية أو قد تتعرض تقنيته أو ممتلكاته الفكرية للتسريب.[18]
2/ الملكية الكاملة:
كبديل للشراكة أو من حيث المبدأ تجد بعض الشركات أنه من المفيد في حالة بعض البلدان تمتلك المشروع الأجنبي امتلاكا كاملا، وذلك حتى تستطيع استغلال وتنمية السوق المحلي تنمية كاملة، إما لأنها ترى أن بإمكانها أن تمثل المشوار لوحدها، أو لأنها لا تستطيع تحمل عيوب المشاركة المذكورة أعلاه، إذ قد تخشى تسرب أسرارها، أو قد تختلف استراتيجياتها في ذلك السوق مع استراتيجية الشريك، فقد تكون الشركة تسعى إلى تعظيم المبيعات والتضحية بالأرباح في المدى القصير بينما يكون الشريك متعجلا للربح، أو قد لا تجد الشركة الشريك المناسب من الجانب الآخر الملكية الكاملة لها مخاطرها.[19]
المطلب الثاني: آثار الشركات متعددة الجنسية.
نركز في هذا المطلب على دراسة وتحليل الآثار المرتبطة بالشركات متعددة الجنسية وهي كمايلي:
أولا: الأثر على الدخل و الأثر على العمالة: يمكن أن تؤثر الشركات متعددة الجنسية على مايلي:
1/ الأثر على الدخل:
إن قيام شركات متعددة الجنسية في بلد ما، يمثل إضافة للدخل الوطني في ذلك البلد، وقيامها بفتح أسواق جديدة والتصدير إليها هو إضافة المدخل، ولقياس أثر الاستثمار على الدخل يمكننا مبدئيا أن نقول: المنفعة المحققة= قيمة الإنتاج – تكلفة الإنتاج
والتكلفة هي ما يدفعه المستثمرون الأجانب للموارد والعمال والأرض....إلخ[20]
من هذا التقدير المبدئي نخصم تكلفة الفرصة البديلة[21] لعناصر الإنتاج التي يستخدمها المستثمر الأجنبي قيمة الاستثمار إذن تكمن في الفرق بين قيمة ما ينتجه وماكان سينتج بدونه، وتصبح المعادلة كمايلي: المنفعة المحققة= قيمة الانتاج- تكلفة الإنتاج-تكلفة الفرصة البديلة.
ومن جهة أخرى تساعد الشركات متعددة الجنسية في نمو الإنتاج المحلي في تحسين عناصر الإنتاج، وحتى لو كانت كل الموارد موجودة في البلد المضيف، فإن الاستثمار الأجنبي يرفع العائد عليها ويحركها ليس من ناحية فنية فقط، ولكن أيضا يسوقها بما للشركة من شبكات توزيع وأسماء تجارية معروفة ورائجة يكفي وضعها على منتجات عديدة لتباع وتروج.[22]
2/ الأثر على العمالة:
تسعى الدول النامية جاهدة إلى القضاء على مشكلة البطالة أو الحد منها، ولبلوغ هذا فتحت الباب أمام الشركات متعددة الجنسية على أمل خلق فرص جديدة ومتزايدة للعمل، ويمكن تصنيف الآثار المترتبة على العمالة في مايلي:[23]
-إن وجود الشركة متعددة الجنسية يؤدي إلى خلق علاقات تكامل رأسية وأفقية بين أوجه النشاط الاقتصادي المختلفة في الدولة من خلال تشجيع المواطنين على إنشاء مشروعات لتقديم الخدمات المساعدة اللازمة، أو المواد الخام للشركات الجديدة.
إن الشركات متعددة الجنسية ستقوم بدفع ضرائب على الأرباح المحققة، وهذا سيؤدي إلى زيادة العوائد للدولة، ومع بقاء العوامل الأخرى ثابتة فإن زيادة العوائد سوف يمكنها من التوسع في إنشاء مشروعات استثمارية جديدة، هذا ما سيترتب عليه خلق فرص جديدة للعمل.
إن وجود الشركة متعددة الجنسية قد يؤدي إلى اختفاء بعض أنواع المهارات التقليدية نتيجة لما تستخدمه من تكنولوجيا متقدمة سواء كانت أساسية أو مساعدة أو قد يؤدي وجودها إلى عدم ثبات العمالة الموسمية.
إن نجاح الحكومة المضيفة في اختيار النوع التكنولوجي المناسب سوف يؤثر إلى حد كبير على عدد فرص العمل الجديدة، ومدى تنوعها.
نتيجة لارتفاع مستوى الأجور والمكافآت التي تقدمها شركات متعددة الجنسية (بالمقارنة بنظيرتها الوطنية)، فإنه من المحتمل أن تهرب العمالة والكوادر الفنية والإدارية للعمل بالشركات متعددة الجنسية.
إن إنشاء المشروعات الموجهة للتصدير والمشروعات كثيفة العمالة في المناطق الحرة سوف يؤدي إلى خلق العديد من فرص العمل الجديدة.
إن توسع الشركات متعددة الجنسية في أنشطتها سواء على المستوى الأفقي أو الرأسي مع الانتشار الجغرافي سوف يؤدي مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة إلى خلق فرص عمل جديدة في المناطق أو المحافظات النائية المتخلفة اقتصاديا داخل الدولة.
ثانيا: الأثر على التقدم التكنولوجي والأثر على الإدارة والتنمية الإدارية:
1/ الأثر على التقدم التكنولوجي:
هناك آراء مختلفة حول دور الشركات متعددة الجنسية في التطوير التكنولوجي[24]والتحديث للدول النامية المضيفة في مجالات القوى العاملة وبحوث التنمية والتطوير.
إذا قامت الشركات متعددة الجنسية بنقل مستوى عال من التكنولوجيا أو التركيز على