وقال الله
نظمها الشاعر بسجن البرواقية مخلدا الذكرى الثالثة للثورة الجزائرية و ألقيت بالنيابة في مهرجان الذكرى الذي أقيم بتونس غرة نفمبر (تشرين الثاني) 1957
دعا التاريخ ليلك فاستجابا
(نوفمبر)هل وفيت لنا النصابا؟
وهل سمع المجيب نداء شعب
فكانت ليلة القدر الجوابا؟
تبارك ليلك الميمون نجما
وجل جلاله ، هتك الحجابا
زكت وثباته عن ألف شهر
قضاها الشعب ، يلتحق السرابا
تجلى ضاحك القسمات ، تحكي
كواكبه، قنابله لهابا
بناشئة هناك ، أشد وطأ
و أقوم منطقا ، و أحد نابا
مضت كالشهب ، وانحدرت شضايا
تلهّب في دجنّتها التهابا
ملائك ، بالفواتك نازلات
بإذن الله أرسلها خطابا
و هزت " ثورة التحرير " شعبا
فهب الشعب يلعب انصبابا
تنزل روحها ، من كل أمر
بأحرار ...........قد أهابا
و برزت الكواعب ، قاصرات
فرحن يخضن للموت العبابا
ولعلع ، من (شلعلع ) ذو بيان
فأنطق فوق (جرجرة) الجعابا
وشت من ذرى (وهران) نار
رآها (برج مدين ) فاستجابا
وقال الله : كن يا شعب حربا
على من ظل لا يرعى جنابا
وقال الشعب : كن يا رب عونا
على من بات لا يخشى عقابا
فكان وكان ، من شعب ورب ،
قرار أحدث العجب العجابا ؟؟
جهاد ، دوخ الدنيا ، وألقى
(هنالك) في سياستها اضطرابا
وزلزل من صياصيها فرنسا
وأوقع في حكومتها انقلابا
و حرب ، للكرامة في بلاد ..
مضت تفك عزتها غلابا
و أوفدت الرصاص ، ينوب عنها
يناقش غاصب الحق الحسابا
فأيقظت القنابل من تعامي
و أسدل فوق ناظره نقابا
وفجر بئر " مسعود " بلال
فأذن ، و استمال له الرقابا
و كبر للجهاد بها ، فقمنا
نخضب بالدم الغالي ترابا
شققنا فوقها ، للمجد طرقا
وفتحنا بها ، للخلد بابا
و في صحرائنا جنات عدن
بها تناسب ثروتنا انسيابا
وفي صحرائنا ، الكبرى ، كنوز
نطارد عن مواقعها الغرابا
و في صحرائنا ، تبر ، وتمر
كلا الذهبين راق بها و طابا
و في صحرائنا ، شعر ، وسحر
كلا الملكين : حط بها الركابا
و في صحرائنا ، أدب ، وعلم
زكا بهما المثقف ، و استطابا
وفي واحاتنا ، ظل ظليل
تفور به ، نواعرها حبابا
و فوق سمائها ، قمر منير
نطارحه الأحاديث العذابا
وتحت خيامها ، انحبست عيون
أسالت من فم الدنيا ، لعابا
عشقنا عند أسمرها ، وسمرآ
فنون السحر ، والتبر المذابا
يراقص رملها الذهبي ، شمسا
تودعه ، فيمنعها الذهابا
و بين غزالبتين ، جرى سباق
وكان الثأر بينهما طلابا
وهزت مريم العذراء نخيلا
فأسقطت الفلوذج و الرضابا
عراجن ، كالمجرة مشرقات
عسالجها ، انسكبن بها انسكابا
يدغدغ تحتها الغنام نايا
فينطق من فم الغنم الربابا
يدلي في الغدير الحلو ساقا
و بالكفين ، يغترف الشرابا
و يستلقي بحافته ، يناجي
إله العرش ، يسأله متابا
قرير العين في الفلوات ، أضحى
يعاف الناس ، مذ ألف الذئابا
فما يدري بجنته ، نفاقا
و لا كذبا ، ولا خان الصحابا
و فوق منابع " البتر ول " ، حاد
يناغي العيس ، و الجيل العرابا
على خطواتها ، نشوان يشدو
فتطوي في مراحلها اليبابا
تساجله الأغاني ، وهي نشوى
فتنسيه ، و ينسيها العذابا
فما تدري المطايا ، و هي تسعى
أدسن الشعب ، أم دسن الشعابا ؟
وتحت نعالها ، استقلال شعب
يلاقي في " المنظمة " الصعابا
و قالوا : في الجزائر سوف يلقى
أجابها ، - إذا انتصرت – تبابا
هم كذبوا ، و ما لهم دليل
و كان حديثهم ، أبدا كذابا
ونحن العادلون ، إذا حكمنا
سلوا التاريخ ، عنا والكتابا
و نحن الصادقون ، إذا نطقنا
ألفنا الصدق ، طبعا لا اكتسابا
وعن أجدادنا الأشراف ، إنا
ورثنا النبل ، و الشرف ، البابا
كرام للضيوف ، إذا استقاموا ..
و نحترم الكنيسة ، " في حمانا "
و نحترم الصوامع والقبابا
و كان محمد ، نسبا لعيسى
و كان الحق ، بينهما انتسابا
و موسى ، كان يأمر بالتآخي
وحذر قومه ، مكرا ، و عابا
فقل للنازلين بها : أقيموا
كراما ، و اعلموا ، نجدوا الثوابا
وقل للماكرين بها : استريحوا
فمن يمكر بها ، يلق الخرابا
و للجند المعطر : عد سريعا
و عجل عن معاقلنا انسحابا
و للجيش المظفر : صل وحقق
أماني الشعب ، قهرا واغتصابا
و للعلم المنور : لح رفيعا
و داعب في السماوات السحابا
و للشرق الموزر : دم نصيرا
و رافع عن قضيتنا مهابا
و قل للمجلس الدولي : إنا
نريد لديك ( حكما ) ، لا عتابا